ندوة حوارية مع الدكتور ميلاد الدويهي

ندوة حوارية مع الدكتور ميلاد الدويهي
الاثنين 5 يوليو, 2021

الموارنة والعروبة

 

المحور الأوّل

1- إعادة الهويّة المارونيّة إلى أصلها الآرامي-السّرياني

عودة إلى سفر التكوين (تك 10): آرام ابن سام ابن نوح.

العودة إلى الأصل إلى فعل الخلق= إرادة الله الخالق     وتحطّم القوميّة....

 2- العروبة حضارة وتاريخ. أي مجموعة من الثقافة والعادات والتقاليد والفن والموسيقى والأدب والعلوم ... وهي حضارة ما قبل الإسلام. يوجد عرب نصارى ويهود وبخاصّة في الجزيرة العربيّة. وعند انتشار الدعوة الاسلاميّة مع النبيّ محمّد، عقدوا الصلح معه وهذا ما عُرف بميثاق المدينة.

 3- الموارنة ينتمون إلى حضارة / والعروبة حضارة

الإنسان مرتبط أنطولوجيًا بتاريخه: هو يُفسّر ذاته من خلال الأفق التاريخيّ الذي يسير نحوه.                                      

الموارنة جماعة كهنوتيّة (من مارون الناسك والكاهن). كنعانيون آراميون سريان/ العروبة لبِسَت رداء الإسلام بحيث لا يمكن الفصل بين الإسلام والعروبة.

هل يعني ذلك أنّ التلاقي بين الحضارات مستحيل؟ الجواب: لا.

أنا أغتني بالآخر ويتّسع أُفقي به دون أن أصبح إيّاه.

هذا ما يُطلق عليه الفيلسوف Gadamer : تمازج الآفاق، أي أنفتح على الآخر وأغتني به وأنمو من خلاله ومعه.

4- لماذا نقول كلّ ذلك؟

إننا نعتمد سلوك التفسير الذي يُخرجنا من سلوك الاتّهام ويُخرجنا من المواجهة، إلى الدخول في عمليّة المُشاركة التاريخيّة.

 

إلّا أنّ كلّ ذلك لا يعني أنّ العروبة هي من خارج الهويّة المارونيّة. بل هي من ذات الموارنة. فأنا مارونيّ ولبنانيّ وعربيّ بدون تمييز.

إلّا أنّ انتمائي إلى مارونيّتي يسبق انتمائي إلى ذاتي. يقول الفيلسوف Gadamer: نحن ننمو على أرض الايمان قبل أن نُمارس الفكر الناقد.

 

المحور الثاني:

1- إلى أين يتّجه الوجدان المارونيّ؟

يتمحور الوجدان المارونيّ حول الأمانة للإيمان: لمارون + للكنيسة الرومانيّة + لجبل لبنان (الأرض)

الموارنة أصحاب رسالة: وجدان رسوليّ:

        تخلوا عن السريانيّة وتبنّوا العربيّة

        قاوموا التتريك لمصلحة العروبة

        ربطوا مصيرهم بالآخر المختلف

رسالتهم في محيطهم: الحريّة (سكان هذا الجبل يعتقدون أن لا أحد يستطيع الوصول إليهم)

الكنيسة المارونيّة هي "ملفًا" أي ملجأ لمن يريد الاتحاد بالكنيسة الرومانيّة.

دور الموارنة في الكنيسة الكاثوليكيّة هو أن يتوجّهوا نحو القدس والشرق.

رسالة البطريرك الدويهي إلى تلاميذ روما: الشرق بحاجة إلى علمكم وعملكم.

2- هذه الرسالة لها مضمون ولها وظيفة.

مضمون هذه الرسالة هو الحريّة.

وظيفة الرسالة هي أنها تتحرّك بتحرّك التاريخ. وحاليًا فإنّ مجال هذه الوظيفة هو الأفق العربيّ.

ما معنى وجودي أنا الماروني هنا والآن في الشرق؟

أنا أفكّر تاريخيًا وجدليًا. والتاريخ يحتاج إلى من يُحسن قراءة علامات الأزمنة. ومن علامات الأزمنة هي انفتاح الهويّة المارونيّة على العروبة.

العروبة واقع، والعقل يقضي باحترام الواقع.

أنا أعيش في التاريخ، والتاريخ واقع وحاضر ويوميّ.

سكن الموارنة 400 سنة في قعر وادي قنوبين زرعوا الأرض فأثمروا علماء وقديسين

توفيل ابن توما رئيس منجمي المهدي- جبرائيل ابن القلاعي من لحفد- إبراهيم الحاقلاني- جبرائيل الصهيوني الكرمي الإهدني- يوسف سمعان السمعاني- اسطفان الدويهي- مرهج ابن نمرون الباني-

دور الموارنة والمسيحيين في النهضة العربيّة: بطرس البستاني – فارس الشدياق (أحمد)- بطرس التلاوي- جرمانوس فرحات- شبلي الشميّل- فرح أنطون- جبران خليل جبران- مخائيل نعيمه- مي زيادة- أمين الريحاني...

(1584- 1610- 1624- 1736-1789- ..)

 

المحور الثالث:

الحضارة كما يقول أرنولد توينبي: هي كالكائن، تولد تنمو وتموت. والحضارة العربيّة تحمل في ذاتها بذور موتها. المخاطر من الداخل ومن الخارج.

المشكلة الكبرى في تاريخ الحضارات كانت دائمًا تكمن في التوفيق بين الوحدويّة الدينيّة والتعدديّة الثقافيّة. 

لا يمكن الفصل بين الإسلام والعروبة!

هل يقبل الإسلام الغيريّة؟

العلاقة في الإسلام بين المطلق والتاريخ؟

فصل الدين عن الدولة.

الشريعة هي المبدأ المنظّم للأمة. والشريعة هي إرادة الله في القرآن الكريم هي أساس المجتمع.

النبوّة في الإسلام والمسيحيّة.

لماذا توقّف العرب عن الإنتاج؟ هل بسبب الإسلام؟ هل بسبب الذهنيّة الشرقيّة؟ هل بسبب الظروف التاريخيّة؟

مشكلة الموارنة مع العروبة: العرب يريدوننا أتباعًا ونحن أصحاب تاريخ ورسالة.

الدعوة المسيحيّة هي دعوة إلى الحريّة. حيث الروح هناك الحريّة.

المسلم والمسيحيّ لا يلتقيان كوجود-مع .... بل وجود –في-إزاء... أي نظرة شكّ وخوف ورفض وحدّ من حريّة الآخر.

 

المحور الرابع:

العروبة الوظائفيّة والعروبة النقديّة الفيلسوف EMMANUEL Kant

1- العروبة الوظائفيّة:

العروبة كمفهوم.

لقد صنّف أرسطو المفهوم:

Concept analogue: بالمشاركة (الأنا العليا والبقية تابع وملحق)

Concept equivoque: تياران غريبان متصارعان

Concept univoque: الذوبان

أما بالنسبة للفيلسوف Kant : المفهوم الوظائفيّ Concept fonctionnel

بحيث تقوم كلّ وظيفة بدورها ضمن الوحدة.

أنا المارونيّ، ما هي وظيفتي في بناء العروبة؟

أنا السنّي، ما هي وظيفتي في بناء العروبة؟

أنا الشيعي؟ أنا الدرزيّ....

سؤال: هل أنا المارونيّ عربيّ كما أنّ السوري عربيّ؟ وهل يرضى أن أكون عربيًا مثله؟

كيف السبيل إلى أن أكون عربيًا (والعروبة مصبوغة بالاسلام) بحيث لا يناقض ذلك مارونيّتي اللبنانيّة؟

عروبة المسلم هي في مستوى المعطى التاريخيّ. أما عروبة المسيحيّ هي بالرضى والاختيار.

فالعربيّ واحد ومُختلف.

مفهوم العروبة الوظائفيّة هي أننا واحد في العروبة ولكن لكلّ منّا مهمّة يقوم بها ووظيفة تتطابق مع طبيعته ووعيه.

2- العروبة النقديّة:

نستطيع أن نقرن الوظائفيّة بالنقديّة. والنقد عند Kant هو: التفكير والحدّ.

التفكير أي إعمال العقل الذي يعمل على تجاوز الحدود والجامد وهو ليس تفكير دائريّ.

والحدّ اي حفظ المسافة التي لا نستطيع أن نتجاوزها في اتحادنا مع العالم العربيّ بحيث يزول كلّ تمييز.

وهنا تبرز مقولة: لبنان ذو وجه عربيّ = التعدديّة والاختلاف ضمن الوحدة.

حضارة الوجه (ثقافة الوجه)

 

المخرج:

تحرير الدين من موروثاته الجامدة + تحرير العقل من خلال تنقية الذاكرة واعتماد النسبيّة والموضوعيّة.

من يستطيع أن يفعل ذلك؟

يقول هنري برغسون: نحن بحاجة إلى نماذج سلوك، أبطال وقديسون.

أبطال ينقلون المجتمع من مجتمع مُغلق (دفاعي وهجومي) إلى مجتمع مُنفتح نحو إنسانيّة شاملة.

قديسون يغيّرون الدين الجامد (المؤسساتيّ) إلى دين ديناميكيّ (حيث مكان للروح لكي يهبّ أينما يشاء وحيثما يشاء وبالطريقة التي يشاء.