تقدير موقف أسبوعي عدد 43

تقدير موقف أسبوعي عدد 43
الأربعاء 29 مايو, 2019

  تقدير موقف أسبوعي  العدد – 43                                                         29/5/2019

 

  • في لحظةٍ شديدة السخونة في المنطقة تقوم السلطة اللبنانية المؤلفة من: "الدولة + حزب الله"، بإعلان قبولها المفاوضة مع اسرائيل حول ترسيم الحدود ومن خلال وساطة أميركية!
  • يطرح هذا الموضوع أسئلة كثيرة حول أهداف الخطوة، التي لا يمكن أن تحصل إلا بعد التشاور والقبول الايراني، علماً أن توقيتها هو في لحظة الاصطدام مع اميركا ودول الخليج!
  • ومع متابعة الاوضاع الداخلية في لبنان يمكن تسجيل النقاط التالية:
  1. منذ 100 عام، وخلال مؤتمر الصلح في باريس، مثّل لبنان في المفاوضات غبطة البطريرك الياس الحويك بحضور أحد مهندسي العالم- جورج كليمنصو، ورُسّمت حدود لبنان الكبير!
  2. بعد 100 عام، أي اليوم، يرسّم عملياً حدود لبنان الجنوبية السيد حسن نصرالله مع أحد مهندسي العالم السفير دايفد ساترفيلد، الذي تحوّل فجأة من وسيطٍ "منحاز" لصالح اسرائيل إلى وسيطٍ "حياديّ" ونزيه!
  3. ليست المرة الأولى التي تُرسَم فيها معالم المنطقة الجيوسياسية، وليست المرة الأولى التي تتقدّم فيها طوائف وتتراجع فيها أدوار لطوائف أخرى، فاليوم هناك من يغرق في محليّة سياسية قاتلة وهناك من يشارك في رسم معالم المنطقة.
  4. يظهر الرئيس نبيه برّي الطرف المفاوض الأساسي من جانب الدولة اللبنانية، بينما لدى الرؤساء الآخرين اهتماماتٍ أخرى كما يلاحظ غياب الأحزاب الوازنة والكتل النيابية، وهي تكاد تتابع الموضوع من خلال وسائل الاعلام فقط!
  • للعبرة، في العام 1969 ذهب قائد الجيش اميل البستاني إلى القاهرة مع ضباط من المكتب الثاني وأبرموا "اتفاق القاهرة" مع منظمة التحرير الفلسطينية برعاية الرئيس عبد الناصر، وكانوا مدركين تماماً دقّة الظرف الإقليمي بعد هزيمة 1967 والوضع العربي الفلسطيني.
  • وقاموا بخطوة مدروسة وليس متهوّرة أو انتهازية كما يقول البعض لكن غلبهم التاريخ فيما بعد، واندلعت الحرب في لبنان لأنه لم تكن هناك جرأة سياسية لدى الدولة لمناقشة موضوع السلاح الفلسطيني داخل مجلس النواب وتحمّل المسؤولية الوطنية لرسم حدود العلاقة بين هذا السلاح وبين الجمهورية اللبنانية!
  • لماذا تغيب اليوم الجرأة نفسها لمناقشة موضوع المفاوضة مع اسرائيل داخل مجلس النواب أو حتى داخل مجلس الوزراء؟
  • لا ترتكبوا الخطأ نفسه!
  • هذه المفاوضات ليست شيعية- يهودية كما أنها ليست جغرافية أو تقنية أو نفطية وليست ايرانية- اميركية مهما كانت المصالح.
  • إنها لبنانية- اسرائيلية برعايةٍ اميركية- أممية، وعلى مجلس النواب تحمّل المسؤولية في مناقشة أهدافها السياسية وبناء اطرها.
  • أين كتل القوات والتيار العوني والاشتراكي والمستقبل والآخرون، أين هي الحكومة اللبنانية؟

 

 

تواصلوا معنا