تقرير أسبوعي دولي - 131-2022

تقرير أسبوعي دولي - 131-2022
الأحد 6 نوفمبر, 2022

 

رقم 131/2022

تقرير دولي 31 تشرين الاول-6 تشرين الثاني /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

الحدث الأهم هذا الاسبوع كان "المؤتمر الوطني" الذي دعت إليه السفارة السعودية في لبنان بواسطة سفيرها الدكتور وليد البخاري، مشكورة، في الذكرى الـ33 لتوقيع "اتفاق الطائف"، والذي أظهر مرة جديدة دعم المملكة السعودية للبنان ومؤسساته الشرعية. وقد شدد السفير البخاري أن المملكة تعوّل على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب الذي يسعى للعيش باستقرار، وأضاف ان هناك حاجة ماسّة إلى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته. كما أشار إلى أن فرنسا أكدت للملكة أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف.

وبالرغم من الإجماع الذي برز بالتمسّك بالوثيقة التي أقرّت في العام 1989، وأعاد تثبيت صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته، كما المطالبة باستكمال تنفيذ الوثيقة من قبل غالبية المشاركين، إلا أن هؤلاء تغاضوا (كلٌ لأسبابه) عن ذكر العائق الأكبر اليوم في تطبيق هذا الاتفاق ومسبب الأزمة الدستورية-السياسية وهو الاحتلال الايراني الذي ليس فقط يعيق تنفيذ الدستور بل يعمل بشكلٍ ممنهج على تقويضه وتقويض المؤسسات.

ولتأكيد ذلك، رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الايراني الشيخ نبيل قاووق، بعد المؤتمر، أن الذين يصرّون على رئيس تحدٍّ ومواجهة، أدخلوا لبنان في متاهة لا يُعرف متى الخروج منها، بينما هم (الحزب الايراني) يصرّون على رئيس يكون رمزا لوحدة وإنقاذ البلد، وليس رمزا للانقسامات وتصفية الحسابات وجر البلد إلى الفتنة والفوضى! واشار إلى أن هناك تدخلات مسمومة علنية من السعودية تريد أن تحرض اللبنانيين بعضهم على بعض، وتمنعهم من الحوار، متسائلاً، هل يحق للسعودية أن تتدخل في الشؤون اللبنانية؟ كما لفت إلى أن أحدا لم يطرح تغيير الطائف، وهم - أي الحزب الايراني - يرون أن استخدام هذه القضية، هو للتغطية على التدخلات الخارجية التي تمنع الحوار بين اللبنانيين، وتمنع انتخاب رئيس توافقي، وهم لن يسمحوا لأي دولة خارجية أن تمارس وصاية على لبنان، أو أن تحدد مواصفات الرئيس، الذي من المفروض أن يكون توافقيا ووطنيا بمواصفات وطنية مئة بالمئة!!

من جانب آخر، أشار إلى أن الضمانة الحقيقية لاتفاق الترسيم ليس الوسيط الأميركي وليست حكومة لابيد، إنما قدرة وقوة المقاومة، ولن يضيع حق للبنان بوجود المقاومة ولن يضيع نفط ولا غاز للبنان وراءه مقاومة قوية وأبية!!

تجدد أسرة التقرير شكرها للمملكة على احتضانها للبنان، وتؤكّد أن الخروج من الأزمة يمرّ حكماً بتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني كاملين وبتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة أي 1559، 1680، 1701، 2650 و520، وبتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وبغير ذلك لا خلاص للبنان من "جهنم" التي قادته إليها قوة الاحتلال بالتعاون مع عملائها في الداخل.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في ملف الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب، اعتذر الرئيس نبيه بري وبعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي، عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ، ولا سيما من كتلتي "القوات" و"التيار".

في السياق، وزعت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان بيان الممثل الأعلى للاتحاد جوزيب بوريل بشأن الوضع السياسي في لبنان، وجاء فيه أنه في 31 تشرين الأول انتهت ولاية الرئيس ميشال عون. وبعد أربع جلسات غير حاسمة لمجلس النواب، لم يتم انتخاب أي مرشح ورئاسة الجمهورية اللبنانية شاغرة الآن. ومنذ الانتخابات العامة الأخيرة في أيار الماضي، لم يتم تشكيل حكومة. ويحدث هذا الفراغ السياسي في وقت يواجه فيه لبنان وضعاً اجتماعياً واقتصادياً متدهوراً. ومن شأن التقلبات المؤسسية المصحوبة بعدم الاستقرار الاقتصادي أن تشكل مخاطر جسيمة على لبنان وشعبه. ودعا الاتحاد الأوروبي مرة أخرى القيادات اللبنانية إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة بأقصى سرعة، ولفت أنه في تموز الماضي، جدد الاتحاد الأوروبي إطار عقوبات يسمح بفرض إجراءات تقييدية على الأفراد أو الكيانات التي تمنع الخروج من الأزمة اللبنانية. وبهدف تسهيل صرف التمويل الدولي الإضافي وكبح الاتجاه المتدهور للاقتصاد اللبناني، يجب التوصل إلى اتفاق تمويل مع صندوق النقد الدولي. ويجب إنجاز الإصلاحات الرئيسية التي طال انتظارها دون مزيد من التأخير. وجدد الاتحاد الأوروبي التزامه مواصلة مساعدة لبنان وشعبه للمضي قدماً نحو التعافي والاستقرار اللذين يستحقهما. في الوقت نفسه، يحض الاتحاد الأوروبي القيادات اللبنانية على الاضطلاع بمسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة.

إلى ذلك، دعت فرنسا جميع الفاعلين اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم والارتقاء، من أجل لبنان وشعبه، داعية النواب اللبنانيين ومن دون تأخر  الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في حين يمر لبنان بأزمة اقتصادية ومالية واجتماعية خطيرة وغير مسبوقة ، الأمر الذي يتطلب حسن سير جميع مؤسساته من رئاسة، حكومة، ومجلس نواب لاتخاذ الإجراءات اللازمة لنهوض البلاد وتحسين أوضاع اللبنانيين بشكل عاجل. وذلك من خلال بيان للخارجية الفرنسية.

في المواقف السياسية، كان لافتا استمرار نواب التيار العوني في الدفاع عن العهد بالرغم من الدمار الذي لحق بالمؤسسات وعلاقات لبنان الخارجية كما بالوضع الاقتصادي والمعيشي، كما استمرارهم بهدم مقومات الدولة كحليفهم حزب الله الايراني وبالتحديد تقويض الدستور، حيث اكد النائب سيمون ابي رميا ان نظام لبنان عقيم ويجب تطويره لا سيما لناحية المهل الدستورية التي عطلت الحكم وادخلت البلاد في ازمات وفراغات، واسف لدخول لبنان في الفراغ الرئاسي،  واعتبر ان الاولويات اليوم انتخاب رئيس لا سيما بعد ان طويت صفحة التأليف، مشيرا الى ان الحكومة الحالية لا يمكنها ممارسة صلاحيات الرئاسة الاولى مجتمعة، كونها حكومة تصريف اعمال، شارحا ان مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة الذي وقعه الرئيس ميشال عون اتى في هذا السياق. وعن اتهام العهد بالعزلة عن الدول العربية ودعمه لحزب الله الايراني والمحور التابع له ،ذكر ابي رميا ان أول زيارة خارجية للرئيس عون كانت إلى السعودية لأنه كان يريد أن يعطي صورة واضحة بأنه يتمنى أفضل العلاقات مع كل الدول، ولكن لا يمكن أن نطلب منه أن يأخذ مواقف ضد قوى سياسية أساسية في البلد!!

في ملف تهريب المخدرات من لبنان، أعلنت الشرطة المغربية الجمعة، أنها أحبطت في ميناء طنجة، شمال المملكة، عملية تهريب دولية، لأكثر من مليوني حبة من مخدر الكبتاغون، كانت على متن باخرة قادمة من لبنان باتجاه ميناء في غرب إفريقيا، وأوضحت أن هذه الشحنة تم ضبطها داخل حاوية بضائع كانت على متن باخرة تحمل علم دولة أوروبية، انطلقت من أحد الموانئ بدولة لبنان ومتوجهة صوب ميناء في دولة في غرب إفريقيا، لم يتم تحديدها. وأشارت إلى فتح تحقيق للكشف عن كافة المرتبطين بالشبكة الإجرامية، فيما لم يعلن بعد عن توقيف مشتبه بهم.

في الوضع الصحي، حذرت منظمة الصحة العالمية هذا الاسبوع من انتشار سريع لوباء الكوليرا في لبنان، في حين تكافح سوريا المجاورة أيضاً تفشي هذا المرض، وأشار ممثل المنظمة في لبنان، عبد الناصر أبو بكر، إلى أن الوضع في لبنان هش، فالبلد يكافح لمواجهة أزمات أخرى، وهذه الأزمات يتضاعف أثرها بسبب التدهور السياسي والاقتصادي المستمر منذ مدة طويل."

ومنذ الخامس من أكتوبر، تم تسجيل أكثر من 1400 حالة مشتبه فيها في جميع أنحاء البلاد، بينها 381 إصابة مؤكدة و17 حالة وفاة، بحسب المنظمة، وبحسب بيانها أيضا، كانت الفاشية في البداية محصورة في الأقضية الشمالية إلا أنها سرعان ما انتشرت وسُجلت إصابات مؤكدة في جميع المحافظات، ما دفع منظمة الصحة العالمية لمساعدة لبنان في الحصول على 600 ألف جرعة من اللقاح المضاد للكوليرا. وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها تبذل جهوداً إضافية لتوفير مزيد من الجرعات نظرا للانتشار السريع للوباء.

في مواقف الحزب الايراني في لبنان والمجموعات والشخصيات التابعة له والتي تدور في فلكه، أكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في بيان بداية الاسبوع، أنه في ظل الاوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب اللبناني والمخاطر التي يتعرض لها البلد في اجواء الفراغ للمؤسسات الدستورية على صعيد رئاسة الجمهورية او مجلس الوزراء، وانسداد الحلول امام القوى السياسية وتضييع الفرص المتتالية للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة،  نستغرب الاستمرار في وضع العقبات امام الفرصة المتبقية التي فتحها دولة الرئيس نبيه بري كعادته الحريص على ايجاد مخارج للازمات السياسية، نستغرب استمرار بعض القوى السياسية في سد الأبواب وعدم الاستجابة لصوت العقل والجلوس الى طاولة الحوار لاخراج لبنان من هذه الدوامة. لقد كان الحري بهذه القوى بعد الانتصار الذي حققه لبنان بتحرير ثروته البحرية التي كان لدولة الرئيس بري دور أساسي في انجازها، أن يبادر الى انتهاز هذه الفرصة ويسهم في تمتين الساحة الداخلية، وان حراجة المرحلة السياسية الدولية والاقليمية والداخلية تستدعي من الجميع الاحساس بالمسؤولية والاستجابة لدعوة الحوار لانتاج حلول داخلية وعدم انتظار الحلول من الخارج، التي لن تكون قريبة وبلا اثمان ورهن مصالحه التي ثبت ان هذا الخارج لم يعمل اطلاقا لمصلحة لبنان، وانما كانت الحلول والقرارات دائما تأخذ بعين الاعتبار مصلحة العدو الاسرائيلي وليس مصلحة الشعب اللبناني. وعلى العكس استطاع اللبنانيون بالاعتماد على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، كما حدث عام الفين والفين وستة وفي المرحلة الراهنة في مسألة تحرير الثروة البحرية، ان يحققوا للبنان ما عجزت عن تحقيقه مقولات قوة لبنان في ضعفه او الدبلوماسية والاعتماد على القرارات الدولية!

وكانت الهيئة الإدارية في "تجمع العلماء المسلمين" قد أصدرت بيانا أشارت فيه الى انه لم تتمنى أن ينتهي عهد الرئيس ميشال عون على هذه الطريقة من الاختلاف بين أركان السلطة والدخول في أزمة دستورية خانقة وسط اجتهادات متضاربة، وهذا يفرض أحد أمرين، إما أن يعمل خلال الساعات المتبقية من ولاية الرئيس على إنتاج حكومة تعمل على تجاوز الأزمة الدستورية، وإما أن يبادر مجلس النواب سريعا لعقد جلسة انتخاب لرئيس جديد للجمهورية بعد التفاهم بين أكثرية منسجمة على اسمه. وتوجه "التجمع" "بالتحية للرئيس عون على الجهود التي بذلها في خدمة الوطن ومحاولاته الصادقة للوقوف بوجه الفساد الذي تبين أنه أقوى من الدولة ويتجذر في المؤسسات وبين أغلب المسؤولين، مؤكدا أن موقفه الحاضن للمقاومة والداعم لها كان له الأثر الكبير في الإنجاز التاريخي بترسيم الحدود البحرية، وأكد أن الضغوط التي حصلت في عهده إنما كانت بسبب مواقفه الوطنية وعلى رأسها حماية المقاومة!

بالعودة إلى "إنجاز" الترسيم، أكد النائب محمد رعد مواصلة التزام القيم والأخلاق والتضحيات والعنفوان، وعندما الاستمرار بالصمود مع الالتزام بهذه القيم تُقتنَص الفُرص من أجل أن تحقيق الإنتصارات تلو الإنتصارات! وأضاف أن مُسيّرة واحدة شغّلتها المقاومة خلال مرحلة التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية أرغمت العدوّ على أن يخشى الحرب مع المقاومة في لبنان ويُذعِن لشروط لبنان التي حقّق فيها إنجازًا على الأقل إسترداد ما يقرُب 850 كلم² من المياه، فضلًا عن تحرير قطاع التنقيب عن الغاز والنفط وهذا كان ممنوعًا بأمرٍ من الأميركيين!!

من جانبه، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي فيحزب الله الايراني الشيخ علي دعموش، على أن الاطراف السياسية يجب ان تجتهد للتوافق على رئيس يوحد ‏اللبنانيين ويساعدهم على اخراجهم من ازماتهم وليس رئيسا يعمق ‏الازمات ويزيد في الانقسامات.‏ ان القوى السياسية الأساسية قادرة على إيجاد تسوية معقولة ‏للخلافات والتباينات والتوافق على رئيس للجمهورية، اذا ما تحلت بالواقعية ‏السياسية وابتعدت عن منطق التحدي والمواجهة والكيدية، والا فاننا ‏ذاهبون الى مرحلة يطول فيها الفراغ، في الوقت الذي لا يتحمل البلد ‏فراغًا رئاسيا وحكوميا يشل عمل مؤسساته ويفاقم من تأزم اوضاعه ‏الاقتصادية والمعيشية! ‏ولفت الى ان السفارتين الاميركية والسعودية وأتباعهما في لبنان يريدون ‏رئيساً للمواجهة يفرق اللبنانيين ويعمق انقساماتهم ويدخل البلد في فتنة ‏داخلية، بينما الحزب يريد رئيساً يجمع اللبنانيين ويعالج ازماتهم ويواجه ‏الفساد ويحمي البلد ولا يتحدى الا اعداء لبنان! كما رأى ان تجاهل موازين القوى والاصرار على التحدي والكيدية لن يوصلا الا ‏الى نتيجة واحدة هي المزيد من التعقيد والتعطيل وضياع الفرص وإطالة ‏أمد الفراغ وكل هذا ليس في مصلحة اللبنانيين!!

أما رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الايراني، الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك فقد رأى أن "الترسيم ومستلزماته من التنقيب والاستخراج" يحتاج إلى عمل بكل جدية واهتمام ونخاف أن فرحة الترسيم والآمال المعلقة التي طال انتظارها، لم يعد بالإمكان الانتظار وأن تفوت الفرصة، فلبنان لا يخرجه من الإنهيار إلا تلك الآمال بالثروة النفطية والغازية المرتقبة! وأضاف أن الوضع بعد الفراغ الرئاسي ليس على ما يرام، فالحاجة والضرورة تقتضي إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتفاهم والتوافق، على الشخصية التي تلبي طموح اللبنانيين، وأن لا تكون مرتهنة للإملاءات من الداخل أو الخارج، لا تهاب في مصلحة وطنه أحداً، قادر على إخراج الوطن من الأزمات، بالانفتاح على دول العالم بشرقه وغربه، باستثناء الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب لفلسطين! ورأى ان الإعلام المضلل والمشوه للحقائق، هو صنيعة الاستكبار، الذي يشوه كل حقيقة واقعية، لا تخدم مصالحه، وما هو أخطر من الاستعمار العسكري، هو الاستعمار الفكري والثقافي، الذي يتعطل معه التدبر، فلا ترى إلا ما تلقنه، وهذا هو واقع ما جرى في المنطقة، وتحاول أميركا وإسرائيل والأدوات الرخيصة، أن تثير الفوضى والتخريب، والإجرام الوحشي في الجمهورية الإسلامية، والتبني الأمريكي والغرب للإجرام بحق الشعب الإيراني، فالعداء كل العداء للقيم الإسلامية والإنسانية، وممنوع الخروج من تحت الوصاية والهيمنة، ولكن بصمود الشعب وتمسكه بسيادته واستقلاله، وولايته للفقيه العادل ينتصر، وقد انتصر رغم الحملة الإعلامية، والتباكي على الخطط الشيطانية، والحق هو المنتصر، والشيطان والباطل إلى زوال!

في سياق متصل، ووجه وزير الإعلام اليمني، يوم الأحد الماضي، مذكرة رسمية للمرة الثانية، لنظيره في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بشأن إغلاق قناتي "المسيرة" و"الساحات" التابعتين لميليشيا الحوثي التي تم تصنيفها رسمياً تنظيما إرهابيا وتبثان أنشطة عدائية ضد اليمن، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. وأشار الإرياني إلى أن الحكومة اليمنية سبق أن قامت بمخاطبة حكومة لبنان في سنوات سابقة، بشأن بث قنوات تتبع ميليشيا إرهابية انقلابية متمردة على الدولة في الجمهورية اليمنية، من الأراضي اللبنانية، والذي يخالف القوانين الدولية وميثاق جامعة الدول العربية، وأكد أن القناتين تمارسان التحريض، وتنشران الأفكار الإرهابية المتطرفة والطائفية، وتهددان بتفكيك النسيج الاجتماعي، وتبثان الكراهية، وتضر بالعلاقات العربية، وتنتهكان سيادة اليمن لصالح أجندة معادية للدولة والحكومة والشعب اليمني، وتعملان دون تراخيص قانونية. كما عبر عن بالغ الأسف أن يتجاوز هذا الأمر إلى تدريب العاملين في هذه الوسائل، وما يُعرف بـ"الإعلام الحربي" من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية من قبل حزب الله الايراني في لبنان الذي يقدم الدعم لميليشيا الحوثي الإرهابية لاستمرار الانقلاب وتأجيج الحرب والإمعان في قتل اليمنيين. وطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لغلقها ومنعها من العمل في لبنان وعدم التعامل معها.

يشار إلى أن قناة "المسيرة" الناطقة باسم ميليشيا الحوثي أنشئت وبدأ بثها التجريبي في مارس عام 2012 على قمر النايل سات، وبمطالبة سعودية تم وقف بثها من النايل سات وأعيد بثها من القمر الروسي إكسبرس 44 ومقرها في الضاحية الجنوبية لبيروت، كذلك، قناة "الساحات" ومقرها أيضا في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت ويديرها إعلامي إيراني وبكوادر يمنية وسياستها الإعلامية تخدم خطاب ميليشيا الحوثي السياسي والعسكري والثقافي.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: يقف لبنان على أبواب فوضى دستورية سبق أن هدّد بها رئيس الجمهورية المنتهية ولايته والذي أقسم على الدستور وتعهد بالسهر على احترامه، فإذا به يغادر القصر الجمهوري كما دخله رئيساً لفريق سياسي يخوض معاركه على حساب الدستور وانتظام المؤسسات، وهو ما يضع البلاد بأكملها أمام المجهول - أمام هذا الوضع الاستثنائي والخطير يدعو لقاء سيدة الجبل نواب الأمة إلى الاجتماع فوراً لأجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بموجب المادة 74 من الدستور التي تنص على أنه "إذا خلت سدّة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو إستقالته أو سبب آخر، فلأجل إنتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون". ويحمّل اللقاء نوّاب الأمة دون سواهم المسؤولية الكاملة عن أي لحظة فراغ في سدّة الرئاسة ما داموا يتمنعّون عن انتخاب رئيس جديد فوراً. وعليه فإن النوّاب، وبالأخص السياديون، ملزمون دستوريا ووطنيا واخلاقيا باستخدام كلّ أدوات الضغط السياسي والإعلامي والشعبي لجعل انتخاب الرئيس أولوية الأولويات، فلا مهمة للمجلس النيابي الآن سوى انتخاب رئيس جديد، وأمّا توليه اي مهمة أخرى سواء قراءة الرسائل الرئاسية أو سواها فهو إخلال واضح من قبله بإلزامات الدستور. فإمّا أن يقوم النواب بواجبهم الدستوري والوطني بملء الفراغ في سدة الرئاسة وإمّا فليحاكموا لأنهم أخلوا بوعودهم لناخبيهم، ولأنهم يساهمون بتكريس الحالة الاستثنائية التي يسعى حزب الله وحلفائه إلى تكريسها من خلال تعطيل انتخاب الرئيس، كما لو كانت القاعدة أو أمراً واقعاً لا مفرّ منه - يجدّد اللقاء رفضه فرض التوافق بالقوة تحت عنوان "الحوار خارج المؤسسات الدستورية" من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، فالآليات الدستورية لانتخاب الرئيس واضحة ولا تحتمل أي تأويل أو تفسير. ولذلك فإن المجلس النيابي ملزم بانتخاب رئيس فوراً عوض التلهي بحوارات لا طائل منها سوى التغطية على المخالفة الدستورية التي يرتكبها حزب الله وحلفائه بتعطيل انتخاب رئيس جديد وبالتالي تعريض سلامة لبنان ووحدة أراضيه للخطر. وعليه فإنّ اللقاء يُشدّد على البنود الإحدى عشر التي تضمنها البيان الختامي لمؤتمر رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، فهي وحدها الكفيلة بالعودة بلبنان إلى مساره التاريخي والسيادي والديموقراطي، وأولى الخطوات انتخاب رئيس للجمهورية يحمل مشروعاً وطنياً يعزّز الوحدة الداخلية وعلاقات لبنان الخارجية لا مشروعاً إيرانياً يعزل لبنان عن الخارج ويكرّس غلبة حزب الله على الداخل. (ملحق رقم 1*- بيان)
    • الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): أشار الى أن اللبنانيين ذاقوا في السنوات الست المنصرمة الأمرين في بلد أصبح معزولاً، مفلساً، مخطوفاً، فاقداً السيادة، مسلوب القرار، يعيش خارج الدستور والقانون. لقد تعرّض اللبنانيون للنهب الممنهج وعاشوا أبشع أنواع القمع والترهيب بعدما ترسّخت الدولة البوليسية عبر قضاء مسيّس وأجهزة قمعية - شاهد اللبنانيون جنى عمرهم يضيع في سياسات مالية عشوائية وحدود سائبة فباتوا يستجدون الدواء والخبز في عملية ذل جماعية. سقط الآلاف بين قتلى وجرحى في وسط عاصمتهم في أكبر جريمة ارتكبت بحقهم، في حين منعت محاسبة المرتكبين وكبّل القضاء لحمايتهم - يخطىء من يعتقد أن البلد متروك للفراغ أو لحكومة تصريف الأعمال، بل إنه واقع في قبضة حزب الله الذي لطالما أدار المؤسسات خارج الأصول والقوانين، بترهيب السلاح تارة وترغيب المافيا طوراً بالتغاضي عن سمسراتها - وإذ أشار الى أن التسليم بالأمر الواقع هو أكبر جريمة ترتكب بحق لبنان واللبنانيين، عاهد اللبنانيين العمل وبذل الجهود لوضع حد لهذه الدوامة، ورأى في الاستحقاق الرئاسي فرصة مفصلية ومصيرية لوضع حد لهذه الحالة الشاذة - كما رفض أن ينصرف البرلمان إلى أي عمل نيابي يحيد عما تنص عليه المادة 75 من الدستور. (ملحق رقم 2*- بيان)
    • الوطنيين الأحرار (المجلس السياسي): أكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وبأسرع وقت لأن الشغور يضر بالوطن وباقتصاده - ورأى انه بتوقيع رئيس الجمهورية على استقالة حكومة الرئيس ميقاتي، "لزوم ما لا يلزم"، وخطوة تدفع بالبلاد إلى المزيد من التأزم السياسي إذ تطعن بدستور الطائف - وركز على الوضع المعيشي الذي يعاني منه المواطن، وطالب الوزارات المختصة أن تحدد لائحة بالمواد الغذائية المعفاة من الجمارك بعد رفع الدولار الجمركي الى 15.000 ل.ل. والعمل على ضبط المعابر الغير شرعية ومحاربة التهريب. (ملحق رقم 3*- بيان)
    • البطريرك الراعي في عظة الأحد: لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وليدرك ذلك المسؤولون وكل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان. فلبنان ليس شركة تجارية يعاد تعويمها، بل هو وطن يعاد بناؤه وطنيا على أساس الإيمان والولاء. نقول ذلك لأن البعض يعتقد أنه مع تأخر انتخاب الرئيس يمكن القيام بمشاريع، وكأن انتخاب الرئيس أصبح أمرا ثانويا. مع غياب رئيس الجمهورية، وهو المعني بعلاقات لبنان الخارجية والمعاهدات، يتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي أو أن تنفذ إصلاحات وتتخذ إجراءات على صعيد القضاء والإدارة وتقرير المصير، أو أن يحصل تشريع خارج الضرورات القصوى، أو أن تؤلف حكومة. ما قيمة كل هذه المقترحات في غياب رئيس جديد للجمهورية؟ لا، ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها - وتوجه الى النواب: تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية.. (ملحق رقم 4*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: ندعو النواب، خصوصا المسيحيين منهم، أن يتقوا الله ويسمعوا صوت الضمير، وأن يجتمعوا حول فكرة إنقاذ البلد، وأن يكونوا يدا واحدة تمسك بيد الشعب لتنتشله من الهاوية. ليسمعوا أنين الشعب ويتذكروا أنه انتخبهم لتمثيله، والدفاع عن مصالحه، والقيام بكل ما يستدعيه واجب التمثيل من تشريع، ومن مراقبة ومحاسبة، ومن حفاظ على الحياة الديموقراطية. فليجتمعوا ويختاروا رئيسا قادرا على إطلاق ورشة الإصلاح، رئيسا لا يريد شيئا لنفسه ويعتبر الكرسي مقعدا موقتا يغادره عند انتهاء المهمة، والرئاسة وظيفة يتممها بنزاهة وصدق ومخافة الله. ثم تشكل حكومة وتطلق ورشة العمل الجاد في سبيل انتشال لبنان من ركامه، وإعادة الكرامة المسلوبة إلى هذا البلد وأبنائه. (ملحق رقم 5*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

مع تزايد هجماته خلال الآونة الأخيرة، كشفت معلومات جديدة أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال نشطا في سوريا، حيث بات يهاجم بصفة متكررة مواقع تابعة للنظام السوري وأخرى للأكراد. أفادت مصادر مطلعة بأن التنظيم الإرهابي يواصل نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي هزيمته في شهر مارس/آذار من العام 2019، كما أضافت أن الإرهابيين باتوا يركزون اعتداءاتهم عن طريق الهجمات المسلحة والاستهدافات المخططة وكذلك التفجيرات العشوائية. ولفتت إلى أن التنظيم كان تحرّك في الآونة الأخيرة في مختلف نقاط على الأراضي السورية باختلاف أشكال النفوذ، ليثبت أن خلاياه لا تزال نشطة كما سبق أن حذر العديد من المسؤولين الأميركيين في تصريحات متفرقة.

كذلك فإن للتنظيم خلايا مختبئة في أماكن جبلية نائية مازالت تنفذ هجمات بين الحين والآخر عبر استهدافها نقاطاً للقوات الكردية وأخرى لقوات النظام السوري، كما تمكنت في وقت سابق هذه السنة من شنّ هجوم واسع على سجن يديره الأكراد في الحسكة (شمال شرق)، موقعة المئات من القتلى.

يذكر أن التنظيم كان مني بضربة موجعة مع إعلان واشنطن في الثالث من فبراير/شباط الماضي، مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي في عملية خاصة نفذتها القوات الأميركية في شمال غرب سوريا، وبعد شهر تقريباً، أعلن التنظيم مبايعة أبو الحسن الهاشمي القرشي زعيماً له.

وقد كثّف التنظيم الإرهابي هجماته خلال الأشهر الأخيرة مستهدفاً مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، وأخرى في البادية حيث شنّ عدة هجمات وكمائن لقوات النظام والميليشيات الموالية لها، إضافة للرقة وريف حماة الشرقي وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور ودرعا.

من جانب آخر، أكد مصادر ميدانية متابعة أن الميليشيات الموالية لإيران عززت تواجدها في شرق سوريا، حيث استحدث حزب الله اللبناني مقراً جديداً في مدينة الميادين، كما دخلت 3 شاحنات محملة بالذخيرة إلى مدينة الميادين واتجهت نحو البوكمال بريف دير الزور. إلى ذلك، وصلت حافلة تقل عناصر من قوات الفرقة الرابعة المحسوبة على الجناح الإيراني، إلى المواقع العسكرية لتبديل القوات المنتشرة في الميادين.

 

  1. في الشأن الليبي

أعلن قائد الجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر، الاثنين، عن الاقتراب من اتخاذ ما وصفه بالقرار الحاسم لتحديد المسار نحو استعادة الدولة، وهدد بخوض معركة فاصلة لتحرير البلاد، حال فشل المساعي السلمية لإخراج القوات الأجنبية، لافتا إلى إن التجارب أثبتت أن أي حل شامل أو مبادرة لن يكتب لها النجاح إلا بمصادقة الشعب الليبي عليها. وذكر حفتر في كلامه أن القيادة العامة للجيش تحث الشعب الليبي على التمسك بحق تقرير المصير وعدم الاعتماد على الأجندات الخارجية، متهما أطرافا لم يسمها بالسعي لإدارة الأزمة دون حلها بهدف إطالة عمرها بحجج واهية ومبادرات مشبوهة.

في السياق، اتفق الرئيس المصري ونظيره الجزائري على ضرورة الدفع نحو الانتخابات في ليبيا بأقرب وقت وإخراج القوات الأجنبية من البلاد، حيث جاء اللقاء بين الطرفين على هامش القمة العربية في الجزائر. وتلاقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا، ومن ثم ضرورة الدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وق،. بالإضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية، وتعظيم الجهود الدولية لإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.

في سياق منفصل، صوّت المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بالإجماع، على منع ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين إلى الانتخابات الرئاسية، ليبقي بذلك على الخلاف الجاري بينه وبين البرلمان حول القاعدة الدستورية، ويجعل من الصعب تحديد موعد لإجراء الانتخابات. وتوّصل مجلس الدولة، مساء الأربعاء، إلى تفاهم وتوافق بين أعضائه بشأن كافة موّاد القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات في البلاد، خلال جلسة عامة استمرت على مدى يومين، كما اتفق أعضاء مجلس الدولة على أن لا يحمل المترشح للرئاسة جنسية دولة أخرى وأن لا يترشح العسكريون إلا بعد تقديم استقالتهم بسنة، لكن هذه الشروط لن يوافق عليها البرلمان الذي يطالب بالسماح للجميع بالترشح وعدم إقصاء أي مواطن أو حرمانه من المشاركة وخوض المنافسة على منصب الرئاسة.

هذا، وعبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة عن تفاؤله بعد استكمال المجلس الأعلى للدولة في ليبيا التصويت على القاعدة الدستورية، وإحالتها للجان المختصّة لوضع الضبط النهائي لها، وأضاف أنّه ما زال يطالب بأن تمضي باقي الإجراءات في أسرع وقت ممكن للخروج بقاعدة دستورية سليمة تكون محلّ قبول عند كلّ الليبيين، مشدّداً على مطالبته أيضاً بأن تفي كلّ الأطراف بالتزاماتها تجاه العملية الانتخابية، كما أكّد على أنّه ليس أمام الليبيين إلّا الانتخابات لإنهاء المراحل الانتقالية.

على صعيد آخر، أعلنت النيابة العامة في مدينة مصراتة، ضبط كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات في شحنة بضائع بميناء مصراتة قادمة من تركيا، في أكبر عملية تهريب لهذه السلع التي تكافح السلطات محاولات توزيعها واستهلاكها في البلاد، وأضافت في بيان أن عمليات الاستجواب أسفرت عن توقيف أحد الضالعين في الواقعة، فيما تم توجيه الجهات الضبطية بضبط وإحضار بقية المتهمين. وفي السنوات الأخيرة، عرفت تجارة المخدرات والحشيش رواجا كبيرا في ليبيا، وباتت إحدى أهم وسائل تمويل التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية، وكذلك العصابات الإجرامية والميليشيات المسلّحة، والانهيار الأمني منذ العام 2011، هو أحد أسباب زيادة التهريب في ليبيا، فقد سهلت الأوضاع الأمنية المضطربة الطريق أمام مروجي المخدرات باتجاه أوروبا، حيث كشف تقرير للأمم المتحدة نشر مطلع هذا العام ضبط 42 طنا من الكوكايين بين العامين 2019 و2021.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أعلنت لجنة الانتخابات الإسرائيلية مساء الخميس النتائج الرسمية النهائية لفرز أصوات الناخبين التي أظهرت حصول معسكر أقصى اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو على أغلبية واضحة؛ مما يتيح له تشكيل الحكومة. وقالت اللجنة إن معسكر أقصى اليمين نال 64 مقعدا من مجموع مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا مقابل 51 مقعدا لمعسكر التغيير بزعامة رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد. وأقر لبيد بهزيمته، وأجرى اتصالا هاتفيا بنتنياهو هنأه فيه بفوزه في الانتخابات، وأبلغه بأنه أصدر تعليماته إلى مكتبه للتحضير لانتقال منظم للسلطة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو باشر اتصالات مع الأحزاب اليمينية لتشكيل الحكومة الجديدة، وتوقعت أن يتم الانتهاء من تشكيلها بحلول منتصف الشهر الجاري.

ويفترض أن يكلف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الأسبوع المقبل رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة في غضون 42 يوما.

وفي تفاصيل النتائج التي حققها معسكر أقصى اليمين؛ حصل الليكود بزعامة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو على 32 مقعدا، ونال حزبا "يهودوت هتوراه" لليهود الأشكناز الغربين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين 18 مقعدا، في حين حصد تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يقوده كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش 14 مقعدا.

وبالنسبة لمعسكر التغيير، حصد حزب "هناك مستقبل" بقيادة لبيد 24 مقعدا، والمعسكر الوطني بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس 12 مقعدًا، وحزب "إسرائيل بيتنا" 6 مقاعد، والقائمة الموحدة 5 مقاعد، وحزب العمل 4 مقاعد. وحصل على 5 مقاعد المتبقية تحالف الجبهة والعربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي، المعارض للمعسكرين الرئيسيين.

وحسب النتائج النهائية، لم يتمكن حزبا "ميرتس" اليساري و"التجمع العربي الديمقراطي" من تجاوز نسبة الحسم لدخول الكنيست.

من جانب آخر، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، أمام القمة العربية التي استضافتها الجزائر أن شعبه يعاني ويلات الاحتلال رغم القرارات الدولية، وأضاف أن إسرائيل تصر على تقويض حل الدولتين، مشيراً إلى أنها تواصل ترهيب الفلسطينيين وتنفيذ اعتقالات وإعدامات، مشدداً على أن بلاده ستعيد النظر في مجمل العلاقات معها.

وأشار الرئيس الفلسطيني إن فلسطين تتطلع إلى الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مطالباً بتشكيل لجنة قانونية عربية لملاحقة الجرائم ضد شعبه.

في سياق متصل، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مساء الأربعاء، إن الحكومة البريطانية الحالية لا تخطط لنقل سفارة بريطانيا لدى إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، ورحبت البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة، بالتوضيح البريطاني. وشكر رئيس البعثة السفير حسام زملط الحكومة البريطانية والمعارضة والأحزاب السياسية والقيادات الدينية، بالإضافة إلى الناشطين والجمهور البريطاني، الذين ساهمت جهودهم في إبقاء المملكة المتحدة متماشية مع القانون الدولي في هذا الخصوص، على حد قوله.

 

  1. فيروس COVID-19

تحسن الوضع الوبائي في العالم على نحو ملموس، فلم تعد أخبار "كوفيد 19" تحظى باهتمام كبير، لكن خبراء الصحة ما زالوا يخشون أن يسوء الوضع بحلول الشتاء المقبل، لأن فيروس كورونا المستجد قد يتطور ويتحور فيصبح أكثر شراسة. لكن عددا من العلماء يطورون علاجا من أجل جعل الفيروس عاجزا عن التطور، وذلك عبر حرمانه من الوصول إلى البروتينات التي يحتاجها حتى يؤذي جسم الإنسان. وأفاد مصدر مطلع، أنه في حال تم إنجاز هذه المهمة العلمية، فإنها ستؤدي إلى سد الثغرة الموجودة في مختلف اللقاحات والعلاجات المتاحة حاليا ضد كورونا.

ولا تستطيع اللقاحات المتاحة حاليا منع انتقال العدوى إلى الإنسان، لكنها تساعد على تفادي الأعراض الأشد عند الإصابة بـ"كوفيد 19"، فتقلل احتمال دخول المستشفى والوفاة بسبب المضاعفات. ويعتمد الفيروس على البروتينات الموجودة في الجسم حتى يطرح نسخا إضافية منه، وبالتالي، فإن حرمانه من البروتين يشبه منع حيوان مفترس من الغذاء والأوكسجين، أي إضعافه وإنهاكه.

وخلال الشهر الماضي، أظهرت دراستان طبيتان نتائج واعدة لعلاج "كوفيد 19" عن طريق استهداف البروتينات البشرية، وإحدى الدراستين منشورة في صحيفة "ساينس سيغنالين"، فيما تخضع الثانية لتدقيق علمي على موقع مختص. لكن هذا المحاولة العلمية تواجه عدة عقبات، لا سيما في ظل وجود مخاوف من تبعات إرباك بعض البروتينات الموجودة في جسم الإنسان. حيث يرى بعض العلماء أن تطوير هذه التقنية لم يحظ بالتمويل الكافي، حتى يستطيع الباحثون أن يتأكدوا من النجاعة بشكل أوضح.

وخصصت الولايات المتحدة تمويلا حكوميا قدره 577 مليون دولار لأجل تسريع تطوير أدوية مضادة للفيروسات من أجل مجابهة مرض "كوفيد 19"، لكن تقنية البروتينات لم تستفد من هذا الدعم. وأكد الباحث في علم الفيروسات في جامعة روكفلر، ومكتشف فيروس التهاب الكبد الوبائي "س"، تشارلز رايس، عدم حصول تقنية البروتين على التمويل الذي تحتاجه للمضي قدما، وأعرب عن خيبة الأمل حيال استبعاد التقنية العلاجية من التمويل، في حين أنها تبشر ببارقة أمل لمواجهة الوباء الذي استشرى على نطاق واسع في العالم مع بداية عام 2020.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

في الداخل الاميركي، أعلنت لجنة مجلس النواب الأميركي المكلفة بالتحقيق في الهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي من قبل أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، أنها منحت ترمب مهلة حتى الأسبوع المقبل للبدء في تقديم المستندات المطلوبة بموجب مذكرة استدعاء. وكانت اللجنة قد أعلنت في 21 أكتوبر أنها أرسلت مذكرة استدعاء إلى ترمب تطلب تقديم المستندات بحلول 4 نوفمبر والمثول أمامها للإدلاء بشهادته في 14 من الشهر ذاته أو في وقت قريب من ذلك التاريخ. وذكرت اللجنة لاحقا أن لديها أدلة دامغة على أن ترمب دبر شخصيا محاولة لإلغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2020.

ويسعى أعضاء اللجنة المؤلفة من 7 ديمقراطيين واثنين من الجمهوريين للحصول على مجموعة كبيرة من المستندات من ترمب ستكشف بالتفصيل الاتصالات التي ربما يكون قد أجراها قبل 6 يناير وما بعده مع المشرعين وأعضاء الجماعات المتطرفة بالإضافة إلى شركائه ومساعديه السابقين. وتتعلق المستندات بمعلومات توضح بالتفصيل التوجه المحتمل للأشخاص إلى مبنى الكابيتول في 6 يناير والاتصالات المتعلقة بالجهود المبذولة لتشجيع الولايات على تأخير التصديق على نتائج الانتخابات أو التصديق على قوائم بديلة من "ناخبين" يدعمون تسمية ترمب كفائز.

ويتهم ترمب اللجنة بشن هجمات سياسية غير عادلة عليه ويرفض التحقيق في اتهاماته بتزوير الانتخابات على نطاق واسع. ودأب ترمب على الإشارة إلى اللجة على أنها لجنة غير المنتخبة!

من جانب آخر، شدد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، على أن الديمقراطيين سيفوزون في انتخابات التجديد النصفي الأسبوع المقبل، لكنه حذر من صعوبة العامين المقبلين إذا صحت توقعات استطلاعات الرأي التي تؤشر حتى الآن إلى فوز محتمل للجمهوريين، كما أعرب الرئيس الديمقراطي خلال حملته التي قادته إلى عدد من الولايات في الأيام الأخيرة قبل اقتراع الثلاثاء، عن تفاؤله بأن حزبه يمكن أن ينتصر. في وقت سابق من يوم الجمعة، دافع الرئيس عن إنجازاته الاقتصادية، في محاولة لتجنب هزيمة محتملة للديمقراطيين، وقال بايدن خلال جولة له في سان دييغو في كاليفورنيا أن إدارته أحروت تقدما كبيرا خلال الأشهر العشرين الماضية لتقوية الاقتصاد... وأنه برأيه يجب فقط مواصلة العمل. وأصر بايدن على أن الولايات المتحدة تحتفظ بـنقاط قوة؛ ففي سوق العمل على سبيل المثال، تم توفير 261 ألف فرصة عمل في تشرين الأول/أكتوبر رغم ارتفاع أسعار الفائدة الذي يثير مخاوف من حدوث ركود.

من جهته انتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب الذي لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري، إلى مرحلة الهجوم. وخلال تجمع في ولاية أيوا لم يُبقِ ترمب الكثير من الشكوك في ما يتعلق بخططه السياسية، وقال لمؤيديه أنه على الأرجح سيترشح للانتخابات، واشار لمؤيديه بالاستعداد، مضيفا انهم سوف يستعيدون أميركا، والأهم من ذلك، في العام 2024 سوف يستعيدون بيتهم الأبيض الرائع!

وفي ملف الانتخابات أيضاً، عادت الهجمات الإلكترونية المدعومة من روسيا والتي تستهدف التأثير على نتائج الانتخابات الأميركية النصفية. فقد كشفت معلومات صحفية أن حسابات مزيفة بدأت حملة للتأثير على نتائج الانتخابات النصفية الأميركية، مبينة أن وكالة روسية تدخلت في انتخابات أميركا 2016 و2020 تكرر ممارساتها الآن. كما ذكر التقرير أن هذه الحسابات تشن حملة تشويه واسعة ضد الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من الديمقراطيين البارزين وبشكل فاضح، كما أعربت هذه الحسابات عن أسفها لاستخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين لدعم أوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية. وبين التقرير أن الحساب كان مرتبطا بالسابق بنفس الوكالة الروسية السرية التي تدخلت في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 ومرة أخرى في عام 2020، وهي وكالة أبحاث الإنترنت ومقرها في سانت بطرسبرغ وفقًا لمجموعة الأمن السيبراني Recorded Future. واعتبر المختصون والباحثون في مجال الأمن السيبراني أن جزء مما يحدث هو جهد روسي جديد يهدف إلى تأجيج الغضب بين الناخبين المحافظين وتقويض الثقة في النظام الانتخابي الأميركي، والمساعدة العسكرية الواسعة لإدارة بايدن لأوكرانيا. واستهدفت الحملة الجديدة على وجه التحديد المرشحين الديمقراطيين في السباقات الأكثر تنافسا، بما في ذلك مقاعد مجلس الشيوخ في أوهايو وأريزونا وبنسلفانيا باعتبار أن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب يمكن أن تساعد على كبح المساعدات الأوكرانية وتعزيز المجهود الحربي الروسي.

في الملف الايراني، أكد المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي، الاثنين، أن واشنطن تدعم التظاهرات السلمية في إيران، وأضاف أنه عندما تم تعيينه من الرئيس بايدن في منصبه، كان الهدف توحيد الموقف الأوروبي حيال إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي،  وشدد على أن امتلاكها سلاحا نوويا سيجعل العالم أقل أمناً! كما أكد مالي أن بايدن يفضل الدبلوماسية في التعامل مع إيران لكنه سيبحث الخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

في سياق متصل، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستواصل فرض تكاليف باهظة على المسؤولين عن العنف في إيران، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، الأربعاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن ترفض كل أشكال العنف ضد المحتجين في إيران، كما شدد على أن استمرار قتل المحتجين في إيران أمر مروع، وستحاسب الادارة مرتكبي العنف.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن واشنطن تبحث في سبل جديدة لمعاقبة كوريا الشمالية لتزويدها روسيا بالسلاح، نيد برايس، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستبحث الأدوات الإضافية والسلطات التي يمكن استخدامها في التصدي للمساعدات العسكرية التي تقدمها كوريا الشمالية لروسيا. هذا واتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بتزويد روسيا سرا بقذائف مدفعية لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن معلومات واشنطن تشير إلى أن جمهورية كوريا الشمالية تزود سرا الحرب الروسية في أوكرانيا بعدد كبير من قذائف المدفعية، مضيفا أن بيونغ يانغ نفت علانية، في سبتمبر/ أيلول الماضي، عزمها تزويد روسيا بالذخيرة، لكنها تقوم بالتعتيم على الوجهة الحقيقية لشحنات الأسلحة من خلال إظهارها وكأنها ترسل إلى دول أخرى مثل شمال إفريقيا.

في سياق منفصل، أكد مجلس الأمن القومي الأميركي، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة على اتصال مستمر مع السعودية لمواجهة تهديدات إيران، وقال متحدث باسم المجلس، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة قلقة من تهديدات إيران للسعودية، وإنها لن تتردد في الرد إذا لزم الأمر.

 

  1. في الشأن العراقي

أكد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، الثلاثاء، دعم الإقليم للحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني، وتمنى، خلال ملتقى الشرق الأوسط 2022 في أربيل، من الجهات السياسية دعم رئيس الوزراء العراقي،

كما طالب بأن تعمل بغداد وأربيل معاً لحل الملفات العالقة، لافتاً إلى أنه إذا ما تم إقرار قانون النفط والغاز، فإن مشكلة الطاقة مع بغداد ستحل. كذلك أبدى استعداد الإقليم لحل مشاكله مع بغداد وفق الدستور، مشدداً على أنها تحل بقرار سياسي.

يذكر أن المحكمة الاتحادية العليا كانت أصدرت في فبراير الفائت حكماً يقضي بعدم دستورية قانون النفط الذي تم تبنيه في كردستان عام 2007 لتنظيم هذا القطاع الحيوي، كما ألزمت أعلى سلطة قضائية في البلاد، حكومة الإقليم بتسليم كامل إنتاج النفط إلى الحكومة الاتحادية المتمثلة بوزارة النفط الاتحادية. في حين اعتبرت حكومة كردستان في بيان، أن قرار المحكمة غير عادل وغير دستوري مؤكدة أنها ستتخذ جميع الإجراءات الدستورية والقانونية والقضائية لضمان وحماية جميع العقود المبرمة في مجال النفط والغاز.

في تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية

في وقت يجمع فيه العديد من المراقبين على أن تحديات جمة تنتظر الحكومة الجديدة، وفيما لم يمض أسبوع بعد على العمل الفعلي لهذه الحكومة التي شكلت في العراق برئاسة محمد السوداني، بعد سنة من الشلل والانسداد السياسي، زف أحد المستشارين في الرئاسة العراقية أجواء متشائمة، فقد اعتبر المستشار الرئاسي أمير كناني، يوم الأربعاء، أن السوداني سيصطدم بعقبة مصالح القوى السياسية خلال عمله. وقال، خلال تصريحات في الجلسة الأولى من أعمال اليوم الثاني لملتقى مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (ميري)، إن اتفاق تشكيل الحكومة لن يدوم طويلاً لأن المصالح ستكون حاكمة، مؤكدا أن الخلل في العراق لا يكمن في الدستور بل في عدم تطبيقه. وفيما يتعلق بالمجتمع المدني، رأى أنه لا يجوز أن يكون هناك نظام ديمقراطي في غيابه.

 

  1. في الشأن اليمني

أفاد مصدر قبلي إن ااشتباكات اندلعت، مساء الأربعاء، بين ميليشيا الحوثي وقبائل همدان شرق مدينة ‎الحزم القريب من منطقة ينبأ، على خلفية محاولة الميليشيا بسط نفوذها على أراض تعود ملكيتها لقبيلة همدان. وأوضحت المصادر أن أبناء القبيلة رفضوا محاولات الميليشيا الحوثية السيطرة على أراضيهم وحفر آبار ارتوازية بالقوة، وقد استخدمت بالاشتباكات مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا في صفوف الطرفين. كما أشارت المصادر إلى أن المنطقة شهدت، الخميس، توافدا لمسلحين من قبائل همدان، كما أرسلت الميليشيا الحوثية تعزيزات من المسلحين للمنطقة، واستحدثت نقطة أمنية جديدة شرق منطقة ينبأ، واختطفت عددا من أفراد القبائل.

وتسعى الميليشيا الحوثية للدخول في نزاع مع القبائل، كما فعلت في ‎صنعاء والحديدة ومحافظات أخرى بهدف إحداث تغييرات ديموغرافية في المناطق التي تتواجد بها. وكانت منظمة سام أصدرت تقريرا، في يونيو من العام الجاري، أكدت فيه أن التنافس على ملكية الأراضي في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي توّسع منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء وبروز صراع المصالح بين قياداتها. حيث أفاد التقرير إن الجناح، الذي يقوده محمد الحوثي، تولى مهمة مصادرة وإعادة تمليك مساحات كبيرة من الأراضي وانتزاعها من آخرين بحجة أنها أراضٍ تتبع الأوقاف أو بزعم ملكيتها للدولة، مما انعكس سلبيا على المواطنين وهدد الآلاف بالتهجير القسري.

من جانب آخر، أفاد بيان صادر عن مجلس الوزراء اليمني، اليوم الخميس، في العاصمة المؤقتة عدن، أن الإجراءات والبرامج التنفيذية الجديدة، تتضمن إعادة بناء الخطط الوزارية بما يلبي احتياجات المرحلة واستحقاقاتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإنسانية وفقا للتطورات الأخيرة، مع مراعاة الاستمرار في تنفيذ مسار الإصلاحات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. كما أقر المجلس إعداد استراتيجية وفق آليات مدروسة تضمن عدم تأثير قرار تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية على النشاط التجاري والقطاع الخاص الوطني وسلاسة تدفق المواد والسلع الغذائية، بما يحافظ على معيشة وحياة المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيا الإرهابية.

ولفت رئيس الحكومة اليمنية إلى نتائج اجتماعه مع بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، والرؤية الواضحة التي باتت لدى المجتمع الدولي في تعنت ميليشيا الحوثي ورفضها كل جهود تمديد الهدنة الإنسانية والحل السياسي، وأكد أن تهديدات الحوثيين المستمرة للمنشآت الاقتصادية الوطنية والبنى التحتية المدنية في اليمن ودول الجوار، سيتم التعامل معها بحزم لحماية مقدرات الشعب اليمني والملاحة الدولية، واستقرار الطاقة العالمي. كما جدد الدعوة للمجتمع الدولي إلى منع تدخلات النظام الإيراني في شؤون اليمن الداخلية، وإلزامه بتطبيق القرارات الدولية بحظر منح ميليشياتها الإرهابية في اليمن السلاح، ودعمها بالمال والاعلام.

في السياق، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إن حركة الحوثي المتحالفة مع إيران ارتكبت جرائم حرب منذ انتهاء اتفاق السلام الشهر الماضي، مشيرا إلى هجمات لقناصة وعمليات قصف. وأفشلت الميليشيا الحوثية تجديد اتفاق الهدنة، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، وانتهى قبل شهر، مما بدد آمال اليمنيين في إبرام اتفاق أوسع من شأنه تخفيف المشاكل الاقتصادية وإطالة أمد الهدوء النسبي بعد أكثر من سبع سنوات من القتال.

إلى ذلك، أشار رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني يوم السبت، إن إيران تقاتل على الأرض اليمنية وتستهدف الخليج وأمن المنطقة واستقرارها وأمن البحر الأحمر، وأضاف إن الأصابع التي تحرك الحوثي من خارج اليمن لن تقف عند حدود معينة بل تجاوزت الحدود اليمنية بعدوانها السافر والعابر للحدود. كما أشار، خلال لقائه مع السفراء العرب لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، إلى أن إيران تقدم الدعم للحوثيين من الوجبة إلى الصاروخ إلى الطائرة، وأنه لم يعد يوجد على الأرض اليمنية سوى الموت والإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.

ميدانيا، أفادت مصادر إعلامية يمنية السبت، أن الميليشيا الحوثية نسفت جسر خط المغنية الذي يربط بين تعز ولحج عبر مديرية القبيطة مرورًا بمدينة الراهدة ودياش ونجدي قفيل والوزف، وأضافت أن الميليشيا بتفجيرها لقناة تصريف السيول "عبارة"، قطعت الطريق على المسافرين من وإلى العاصمة عدن. وذكرت المصادر أن الطريق يتخذها المسافرون بديلا للطريق الرئيسية التي تغلقها الميليشيا الحوثية منذ 8 أعوام، مشيرة إلى أن مئات السيارات لا تزال عالقة على جانبي الطريق بعد التفجير.

ويأتي تفجير الحوثيين لطريق المغنية بالتزامن مع دفعهم لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المناطق الحدودية بين لحج وتعز. وكان من المفترض أن ترفع الميليشيا الحوثية حصارها عن مدينة تعز المستمر منذ حوالي 8 سنوات، تمهيدًا لفتح باقي الطرق الأخرى التي تغلقها بين المحافظات والمدن، وفق بنود الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة، إلا أنها استمرت في تقطيع الأوصال وإغلاق المزيد من الطرق التي يستخدمها المسافرون بديلة للطرق الرئيسة.

 

  1. في الشأن المصري

أفاد بيان لوفد الاتحاد الأوروبي في القاهرة أن التكتل وقع اتفاقا مع مصر، يتعلق بالمرحلة الأولى من برنامج لإدارة الحدود بقيمة 80 مليون يورو، في وقت تتزايد فيه الهجرة المصرية إلى أوروبا. ووفقا لوثيقة نشرتها مفوضية الاتحاد الأوروبي، يهدف المشروع إلى مساعدة حرس الحدود وخفر السواحل في مصر على الحد من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود، كما يتضمن تمويلا لشراء معدات مراقبة مثل سفن البحث والإنقاذ والكاميرات الحرارية وأنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية.

وشهدت الهجرة غير الشرعية لأوروبا من ساحل مصر الشمالي تراجعا حادا منذ أواخر 2016، إلا أن دبلوماسيين يقولون إن هجرة المصريين عبر الحدود الصحراوية الشاسعة بين مصر وليبيا ومن ساحل ليبيا على البحر المتوسط إلى أوروبا في تزايد. لكن بيانات لوزارة الداخلية الإيطالية تظهر، منذ أول يناير وحتى 28 أكتوبر من العام الحالي، وصول 16413 مهاجرا مصريا على متن قوارب إلى إيطاليا، ما يجعلهم ثاني أكبر مجموعة بعد التونسيين. ووفقا لوثيقة المفوضية الأوروبية، تم توقيف أكثر من 26500 مصري على الحدود الليبية في 2021.

على صعيد آخر، أكد الرئيس المصري، يوم الأربعاء، أن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، لافتا إلى أن الأخطار التي تواجه الدول العربية واحدة، وأضاف خلال كلمته بالقمة العربية الـ31 التي انعقدت في الجزائر، أن تدخلات القوى الإقليمية الأجنبية تغذي النزاعات وصولا إلى الاعتداء العسكري المباشر على الدول العربية، مشيرا إلى أن دولا أجنبية تتدخل في شؤون المنطقة عبر دعم الميليشيات، ومشددا على ضرورة تبني مقاربة شاملة تهدف لتعزيز قدرات الدول العربية على مواجهة الأزمات، مؤكدا الإصرار على تقوية العلاقات ومواجهة التحديات المشتركة.

أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فأكد السيسي أن المبادرة العربية هي أساس حل القضية الفلسطينية، مشددا على أن هذه المبادرة تعيد للفلسطينيين دولتهم وتنهي أزمة اللاجئين. كذلك، أعرب عن رغبة مصر في التوصل لتسوية سياسية في ليبيا بقيادة ليبية خالصة، مشيرا إلى أن أي تسوية سياسية يجب أن تشمل خروج المرتزقة الأجانب. أما عن أزمة سد النهضة، فدعا الرئيس المصري، إثيوبيا إلى إظهار حسن النوايا، وعقد اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة.

اقتصادياً، واصل البنك المركزي المصري وعدد من البنوك المحلية خفض سعر الجنيه مقابل الدولار ولكن بنسب طفيفة في نهاية تعاملات يوم الخميس. ووصل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنك المركزي المصري 24.21 جنيها للشراء، و24.32 جنيها للبيع، في حين سجل أعلى سعر لصرف الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري في 20 بنكا بقيادة مصرغ أبوظبي الإسلامي هند مستوى 24.25 جنيهاً للشراء، مقابل نحو 24.30 جنيهاً للبيع.

من جانب آخر، وقعت الحكومة المصرية، يوم الأحد، على إعلانيّ النوايا المشترك للتعاون في مجال الهيروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال مع الحكومة الألمانية. وأكدت وزارة التعاون الدولي المصرية، في بيان، أن إعلان النوايا الخاص بالتعاون في مجال الهيدروجين الأخضر يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر وتعزيز التنمية المستدامة، والتعاون من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس المتعلقة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما أوضح البيان أن إعلان النوايا الخاص بالتعاون في مجال تصدير الغاز المسال يهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص بكلا البلدين في مجال الطاقة خاصة الغاز الطبيعي المسال.

في ملف جماعة الاخوان

بعد ساعات قليلة من إعلان نبأ وفاة إبراهيم منير قائد "جبهة لندن"، إحدى الجبهات المتصارعة على قيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قررت الجبهة تعيين محيي الدين الزايط خلفاً له وذلك لحين الإعلان عن من سيقوم بعمل القائم بأعمال المرشد. وأعلنت الجبهة، التي يقيم غالبية أعضائها في العاصمة البريطانية لندن، عن تمسكها بقيادة الجماعة وإعادة بناء مؤسساتها. وأشارت، وفق بيان صحفي صدر اليوم السبت، إلى أن هذه المؤسسات منعقدة منذ الإعلان عن وفاة إبراهيم منير لترتيب الأمور، وستبقى منعقدة لحين الإعلان عن من سيكون نائب المرشد العام والقائم بعمله خلفا لمنير، وذكرت أن منير كان قد كلّف في حياته الزايط، وهو نائب لرئيس الهيئة التي تقوم بمهام مكتب الإرشاد، بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية.

واسم الزايط الكامل هو: محيي الدين محمد محمود الزايط، أحد قيادات مجلس الشورى بالجماعة، ومدرج اسمه على قوائم الإرهاب بمصر. وقد اتُهم بالتحريض على الإرهاب وإهانة المؤسسة العسكرية المصرية؛ تولى قيادة المكتب الإداري للإخوان بمحافظة الجيزة وكان مسؤول العمل الطلابي بالجماعة. وفي أول تصريح له عقب إعلان خلافته لمنير، قال الزايط إنه سيتولى القيام بالمهام الإدارية داخل الجماعة مؤقتاً، حتى استكمال المؤسسات الداخلية لها، موضحاً أن جبهته ستعلن خلال أقل من شهر عن كافة الأمور الإدارية الجديدة، ومؤكدا أنه سيعمل على جمع شمل الجماعة وعدم دخولها في الصراع على السلطة في مصر.

أزمة سد النهضة

لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

وصل البابا فرنسيس يوم الخميس إلى المنامة، في زيارة استمرت أربعة أيام وكانت الأولى لأي بابا إلى البحرين. وحظي البابا فرنسيس باستقبال رسمي ثمّ التقى ملك البحرين في قصر الصخير، حيث ألقى كلمته الأولى أمام السلطات وممثلين عن السلك الدبلوماسي.

وهذه الزيارة الـ39 للبابا الى الخارج منذ انتخابه، والثانية الى منطقة الخليج، بعد زيارة تاريخية الى الإمارات عام 2019. ويتصدّر الحوار بين الأديان، الذي يدافع عنه بشراسة، مضمون لقاءات البابا في البحرين، كما وتأتي زيارته في إطار ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" الذي افتتح أعماله صباح الخميس.

كما ألقى البابا الجمعة، كلمة أمام أعضاء "مجلس حكماء المسلمين" في جامع قصر الصخير، والتقى كذلك شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب.

وقبل مغادرته البحرين، وفي مستهلّ كلمته خلال الصلاة داخل كنيسة القلب الأقدس في المنامة، ذكر البابا فرنسيس لبنان قائلاً: "أرى المؤمنين الحاضرين من لبنان. أؤكّد صلاتي وقربي خصوصاً من ذلك البلد الحبيب المُتعب والذي يمرّ بمحنة، ومن الشعوب التي تتألّم في الشرق الأوسط جميعها"، وقد شارك قرابة 30 ألف شخص في قداس ترأسه البابا السبت في استاد البحرين الوطني، في اليوم الثالث من زيارته للمملكة الخليجية والذي تخلّله تجمّع لعائلات عدد محدود من السجناء السياسيّين والمحكومين بالإعدام، الذين طالبوا بلقاء البابا.

واختتم الحبر الأعظم الذي يعاني آلاماً مزمنة في الركبة زيارته الاحد إلى البحرين، حيث التقى صباحاً الأساقفة والكهنة والعمال الرعويّين في كنيسة القلب المقدس، واختُتمت زيارته بمراسم وداعٍ في قاعدة الصخير الجوية الملكية غادر بعدها إلى روما.

 

  1. في الشأن الأوروبي

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأحد الماضي، إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدرسان إدراج الحرس الثوري الإيراني في قوائم الإرهاب، وأضافت أنها أوضحت الأسبوع الماضي أنهم سيفرضون حزمة أخرى من العقوبات، وأنهم سيدرسون أيضاً كيفية إدراج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، في حين أفادت ألمانيا الأسبوع الماضي إنها ستشدد قيود دخول الإيرانيين بالإضافة إلى حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي المعلن عنها بالفعل. كما قالت بيربوك إن لا توجد مفاوضات جارية حول الاتفاق النووي بين إيران والغرب.

من جانب آخر، أعلن المستشار الألماني الجمعة، إثر زيارة إلى بكين، أن ألمانيا والصين اتفقتا على رفض أي استخدام للسلاح النووي في إطار الحرب الروسية على أوكرانيا، في وقت لوّحت روسيا مرات عدة بهذا التهديد. وقال شولتس إن الحرب على أوكرانيا تخلق وضعًا خطيرًا للعالم بأسره، وهنا في الصين يدركون أيضًا أن ستكون هناك تداعيات لأي تصعيد على العالم كلّه، ولهذا السبب كان من المهمّ جدًا الإشارة والقول بوضوح إن تصعيدًا في الحرب على شكل استخدام سلاح نووي تكتيكي، مرفوضٌ، مضيفًا أنه سعيد جدًا لأن في هذا الموضوع على الأقلّ تم التوصل إلى اتفاق.

وقام المستشار الألماني بزيارة استمرّت يومًا واحدًا إلى بكين حيث التقى خصوصًا الرئيس الصيني شي جينبيغ ورئيس الحكومة الصينية. وكان شولتس قد تعهّد الأربعاء عدم تجاهل القضايا الجدلية خلال زيارته الصين، وعدّد سلسلة مواضيع صعبة سيطرحها تشمل احترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينجيانغ والتجارة الدولية الحرة والمنصفة. لكن زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا واجه انتقادات على خلفية الزيارة، حتى إن أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين التي يزداد استبدادها.

في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، حذّرت مجموعة الدول السبع الصناعية، يوم الجمعة، روسيا من عواقب وخيمة حال استخدامها للأسلحة النووية أو الكيماوية في حربها مع أوكرانيا، وقالت في بيان لها، إنّ أيّ استخدام للسلاح الكيماوي أو البيولوجي أو النووي من قبل روسيا سيقابل بعواقب وخيمة، كما دعت روسيا مجدداً لوقف حربها العدوانية على أوكرانيا على الفور، وأدانت استمرار روسيا مصادرة وعسكرة محطة زابوريجيا واختطاف الموظفين الأوكرانيين. أمّا فيما يتعلّق بإستعداد أوكرانيا لاستخدام "قنبلة قذرة"، رفضت المجموعة مزاعم روسيا الكاذبة.

إلى ذلك، وقعت شركة "هانهوا" للفضاء في كوريا الجنوبية، السبت، عقدا بقيمة بـ 3.5 مليار دولار مع بولندا لتوريد أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق من طراز "تشونمو". وذكرت وزارة الدفاع الكورية، في بيان، أن صادرات البلاد من الأسلحة هذا العام ارتفعت، بهذه الصفقة، إلى 17 مليار دولار أمريكي، أي أكثر من الضعف بالمقارنة مع 7.25 مليار دولار في العام الماضي، لافتة إلى أن هذه المبالغ تعتبر الأعلى على الإطلاق التي تسجلها الصادرات السنوية للبلاد من الأسلحة، وأوضحت أن كوريا الجنوبية وبولندا ستعملان في المستقبل على تطوير علاقات الصناعة الدفاعية من خلال السعي إلى التصدير إلى أسواق أخرى، وعبر تعزيز التعاون التكنولوجي المشترك، وفي مجالات البحث والتطوير والإنتاج. وكانت شركة "هانهوا"، قد وقعت، في وقت سابق من هذا العام، عقودا مع بولندا لتزويدها بدبابات من طراز "K2" ومدافع ذاتية الدفع، ومقاتلات من طراز"FA-50".

وفي السياق، بحثت رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس الأوكراني الأحد، سبل مواجهة ما وصفته المفوضية بالدور السلبي الذي لعبته إيران بدعمها لموسكو في حربها على أوكرانيا. وذكرت المفوضية في بيان أن الجانبين ناقشا أيضاً خلال اتصال هاتفي تشديد العقوبات على روسيا. إلى ذلك، أضاف البيان أن فون دير لاين أبلغت الرئيس الأوكراني بأنها ستقترح هذا الأسبوع حزمة مالية كبيرة من الاتحاد الأوروبي تصل قيمتها إلى 1.5 مليار يورو شهريا، بإجمالي يصل إلى 18 مليار يورو، وأن هذه الحزمة من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تغطية احتياجات أوكرانيا التمويلية لعام 2023.

من جانب آخر، وفي آخر يوم من اجتماعات مجموعة الدول السبع المنعقدة في ألمانيا جاء بيان الدول السبع الصادر الثلاثاء ليحث إيران على التعاون بشكل جوهري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوفاء بالتزاماتها القانونية من خلال توفير المعلومات التقنية الموثوقة التي تطلبها الوكالة، لتوضيح وحل القضايا العالقة المتعلقة بالضمانات النووية، وفقًا لقرار مجلس المحافظين. كما أدان بشدة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وطالب من طهران أن توقف كافة نشاطاتها الصاروخية والنووية التي تتعارض مع قرار 2231 لمجلس الأمن الدولي.

في سياق آخر عبر أعضاء مجموعة دول السبع عن قلقهم إزاء استمرار انتهاك حقوق الإنسان في إيران بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، وأدانوا زيادة حالات الإعدام التي تقوم بها السلطات الحاكمة الإيراني، وحث البيان النظام الإيراني على وقف الاعتقالات التعسفية للمواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية كورقة للضغط على الدول الأخرى. كما أشار بيان المجموعة إلى استهداف الحرس الثوري الإيراني الطائرة الأوكرانية قرب طهران، وأشار إلى مواصلة دعم الجهود الدولية لمساءلة إيران حول الإسقاط غير القانوني لرحلة رقم 752 الأوكرانية. كما لفت البيان إلى أنه بالرغم من المفاوضات المكثفة التي استغرقت عدة أشهر حول إحياء الاتفاق النووي، لم تتخذ إيران القرارات اللازمة، مشددا على عزم المشاركين على عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي.

في سياق منفصل، قال حلف الأطلسي، في بيان مساء الجمعة، إن ستولتنبرغ رحب بالخطوات المهمة والملموسة التي اتخذتها السويد وفنلندا لوضع المذكرة موضع التنفيذ، وأكد أن عضويتهما ستقوّي الناتو، وذكر الناتو في بيانه أن ستولتنبرغ، أشاد بتركيا وأردوغان للتفاوض بشأن الممر الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وأثنى أيضا على تركيا لدورها التوسط في تبادل أسرى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فضلا عن دعمها القوي لحق أوكرانيا في الدفاع عن النفس. وكان الأمين العام لحلف الناتو قد دعا الخميس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في إسطنبول، إلى منح السويد وفنلندا عضوية الحلف من أجل توجيه رسالة واضحة إلى روسيا. وصادقت حتى الآن 28 دولة عضو -من أصل 30- في الحلف الأطلسي على انضمام البلدين، ويتطلب منح العضوية موافقة كافة الدول الأعضاء، وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تصادقا حتى الآن على عضوية السويد وفنلندا.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع في هذا الملف.

 

  1. في الشأن التركي.

قال المتحدث باسم الرئيس التركي إن عملية الموافقة على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، تسير على ما يرام وقد تكتمل في غضون شهرين. وكانت تركيا قدمت طلبا إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 2021 لشراء 40 مقاتلة من طراز إف-16 تصنعها شركة لوكهيد مارتن وما يقرب من 80 من معدات التحديث لطائراتها الحربية الحالية لتحديث قوتها الجوية بعد فشل شراء طائرات إف-35.

ونقلت محطة "سي.إن.إن ترك" عن إبراهيم كالين، الخميس إن إدارة الرئيس جو بايدن تبذل جهودا صادقة بشأن هذه القضية، لكنه لفت إلى أنه ليس من السهل إعطاء توقعات واضحة لكن يبدو أن هناك احتمالا كبيرا لاستكمال العملية في الشهر أو الشهرين المقبلين.

في سياق منفصل، أعلن وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم إن بلاده لم تعد تدعو إلى دعم غير مشروط لوحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الكرديتان في سوريا، وأضاف الوزير، يوم السبت عشية زيارة رئيس وزراء بلاده أولف كريسترسون لأنقرة في 8 نوفمبر الذي سيجري مفاوضات مع الجانب التركي حول انضمام المملكة إلى الناتو، أن هناك اتصالات وعلاقات وثيقة بين هاتين المنظمتين وحزب العمال الكردستاني، الموجود في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية. السويد يهمها عدم وجود اتصالات غامضة مع هاتين المنظمتين من جانبها، ومن المهم أن تحافظ السويد على مسافة بعيدة مع هذه المنظمات فهي بحاجة الى علاقات جيدة مع تركيا.

في هذا السياق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن أنقرة ستوافق على عضوية السويد وفنلندا بعد اتخاذهما الإجراءات التي تطالبهما بها. وقالت الرئاسة التركية، في بيان بعد الاجتماع الجمعة، إن الرئيس أردوغان شدد على أن نسق وتوقيت مسار المصادقة سيتحددان بالخطوات التي لا يزال يتعين على الدولتين اتخاذها. ويعطّل الرئيس التركي دخول السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي منذ أيار الماضي، وتتهم تركيا الدولتين الإسكندنافيتين بإيواء نشطاء من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب اللذين تصنفهما تنظيمين إرهابيين، ولتجاوز اعتراضات تركيا، وقعت الدول الثلاث مذكرة تفاهم على هامش قمة الناتو في مدريد في حزيران الماضي، تتناول خصوصا طلبات تسليم المطلوبين.

سياسيا، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في صيف العام المقبل، تطرّق حزب المعارضة الرئيسي في تركيا مجدداً لمشاركة الأجانب الحاصلين على الجنسية التركية في تلك الانتخابات التي يتنافس فيها هذا الحزب مع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، ويزعم حزب "الشعب الجمهوري"، وهو ثاني أكبر حزبٍ في برلمان البلاد، وجود ما لا يقل عن 200 ألف ناخبٍ ينحدرون من سوريا وليبيا والعراق وأفغانستان سيشاركون في الانتخابات المقبلة وسيصوّتون لصالح الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ويحاول حزب المعارضة الرئيسي إقرار مشروعٍ عبر البرلمان التركي لمنع الحاصلين على الجنسية التركية حديثاً من المشاركة في تلك الانتخابات، لكنه لا يستطيع تمرير مثل هذا المشروع بسهولة بسبب الأكثرية النيابية التي يتمتع بها التحالف الحاكم الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" برئاسة دولت بهجلي.

من جهته، شكك أكاديمي تركي ومدير مركزٍ يجري استطلاعات للرأي بشكلٍ دوري بصحة أعداد الأجانب الحاصلين على الجنسية التركية، مرجحاً أن تكون الأرقام أعلى بكثير من تلك التي تكشف عنها وزارة الداخلية والتي تقدر عدد المجنّسين بـ200 ألف فقط، لافتا إلى أن الأرقام المتداولة حول أعداد الحاصلين على الجنسية التركية لن يكون لها أي تأثيرٍ ملموس على نتيجة الانتخابات، لكن لا أحد يعرف أعدادهم بشكلٍ دقيق سوى الوزارات ذات الصلة والرئاسة التركية.

وكانت تيارات تركية قومية يمينية قد أطلقت حملة منذ يوليو/تمّوز الماضي تهدف لمنع عشرات الآلاف من الحاصلين على الجنسية التركية في السنوات الأخيرة، من المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. ويقود هذه الحملة، حزب "الجيد" القومي الذي يُعرف أيضاً بحزب "الخير"، وحزب "النصر" الذي انشق زعيمه أوميت أوزداغ عن حزب "الخير" في السابق. وتحظى هذه الحملة بدعم حزب المعارضة الرئيسي في البلاد والذي يتعهّد لأنصاره بطرد اللاجئين والمهاجرين من تركيا حال وصوله إلى السلطة.

اقتصاديا، وصل معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 85.51%، في أكتوبر/تشرين الأول في أعلى مستوى له منذ العام 1997، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الخميس، بينما يدافع الرئيس رجب طيب أردوغان عن سياساته غير التقليدية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة. وبينما ترفع المصارف المركزية في أنحاء العالم معدلات الفائدة في مسعى للسيطرة على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، عارضت تركيا الاتجاه العالمي وشدد أردوغان على أن معدلات الفائدة المرتفعة هي أكبر عدو له.

ويشكك العديد من الأتراك في مدى مصداقية البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة. وبحسب دراسة شهرية تحظى باحترام واسع نشرها خبراء اقتصاد مستقلون من معهد ENAG التركي للأبحاث، بلغ المعدل السنوي لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية 185.34%، في أكتوبر/تشرين الأول.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

وقعت الإمارات والولايات المتحدة شراكة استراتيجية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كلا الدولتين ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035، بهدف تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي، وذلك بحضور رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد. وقع الشراكة وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الإمارات وآموس هوكستاين المنسّق الرئاسي الأميركي الخاص، على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" 2022، المنصة التي تجمع قادة قطاع الطاقة العالمي ورواده لمناقشة أمن الطاقة وضمان توفير إمدادات كافية ومستدامة منها بتكاليف مناسبة.

وتهدف الشراكة إلى توسيع الاستثمار في المبادرات العملية والتقنيات الواعدة من خلال التركيز على أربع ركائز أساسية تشمل: الابتكار في مجال الطاقة النظيفة والتمويل ونشر الحلول والتقنيات وتعزيز سلاسل الإمداد، وإدارة انبعاثات الكربون والميثان، تقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات النمطية الصغيرة، بالإضافة إلى خفض انبعاثات القطاعات الصناعية وقطاع النقل.

واستثمرت دولة الإمارات ما يزيد على 50 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية في تقنيات وحلول الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم، كما انها تمتلك ثلاثةً من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم. ويُعد برنامجها النووي السلمي دليلاً عملياً على استراتيجيتها لتنويع مزيج الطاقة، حيث يشمل هذا البرنامج محطات براكة للطاقة النووية، التي تم تشغيل ثلاث منها حتى الآن وستسهم عند تشغيلها بالكامل في توفير ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء دون انبعاثات كربونية.

 

  1. في الشأن السعودي

أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن السعودية والإمارات تعملان على زيادة الطاقة الإنتاجية وتعزيز القدرة التكريرية وتحويل النفط إلى بتروكيماويات، وأضاف في كلمته على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك"، يوم الاثنين، أن السعودية والإمارات تعملان على تعزيز القدرة التكريرية، كما تعملان على توفير نظام طاقة آمن ومستدام، كما الوزير السعودية والإمارات بالـ "توأم" في الإجراءات التي اتخذها البلدان المتعلقة بإنتاج الطاقة والتغير المناخي.

 

  1. في الشأن الروسي

حذر الكرملين، الاثنين، من أنه سيكون من الخطر والصعب الاستمرار في تنفيذ الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية من دون موسكو، التي علقت مشاركتها فيه، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، رداً على سؤال حول إمكان الاستمرار في تنفيذ الاتفاق من دون روسيا، إنه في ظل الظروف التي تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الملاحة في هذه المناطق، يصعب تطبيق مثل هذا الاتفاق، وتسلك الأمور طريقاً مختلفاً، أكثر خطورة. وكانت موسكو علقت مشاركتها في صفقة الحبوب، بعد هجوم بمسيّرات استهدف أسطولها في شبه جزيرة القرم، وأعلنت، انسحابها حتى إشعار آخر من عمليات تفتيش السفن، لكن وفدَي تركيا والأمم المتحدة قررا توفير موارد إضافية، وأعلن الطرفان أنه من المقرر أن تفتّش 10 فرق من المفتشين 40 سفينة متجهة إلى أوكرانيا، الاثنين، وفق ما ذكرت "لجنة التنسيق المشتركة". لكن عادت روسيا واستأنفت الأربعاء، مشاركتها في المبادرة بعد تعليق استمر أربعة أيام مما خفف الضغط على أسعار المواد الغذائية وقلَص المخاوف من تجدد أزمة غذاء عالمية، بحسب "رويترز". لكنها طالبت، يوم الخميس، الأمم المتحدة، التي رعت الاتفاق الذي يسمح بتصدير شحنات الحبوب الأوكرانية بفك الحصار الروسي عن موانئها على البحر الأسود، بالمساعدة في تنفيذ أجزاء من الاتفاق تستهدف تسهيل صادرات روسيا من المواد الغذائية والأسمدة. وقال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحافي في عمان بالأردن أن موسكو لا ترى أي نتائج تتعلق بالجانب الثاني من الاتفاق، ويتعين حسم هذا الأمر في المستقبل القريب جدا.

يشار إلى أن الصادرات الزراعية الروسية لا تخضع صراحة للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجهات أخرى، لكن موسكو تقول إنها تواجه عراقيل شديدة نتيجة القيود على قطاعاتها المالية واللوجستية والتأمين!

سياسياً؛ شدد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في جنيف، غينادي غاتيلوف، على أنه لا توجد منصّة للتفاوض على التسوية في أوكرانيا، مبيناً في الوقت ذاته أنه لا توجد مقترحات نشطة من قبل كييف، وشدّد على أن موقف كييف من ضرورة سحب القوات الروسية لا يمكن أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات!

بالتزامن، كرر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تأكيد موقف بلاده حول تعزيز التحالف مع الصين في مواجهة التهديدات الغربية المشتركة، وقال إن الغرب يستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة في علاقته مع روسيا والصين، في محاولة منه للحفاظ على هيمنته. وأضاف أن موسكو وبكين تقوم في ظل هذه الظروف بتنسيق وثيق بينهما في السياسة الخارجية، وقال إن الصلة بين موسكو وبكين أحد العوامل الرئيسية في إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، وتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً!

في سياق منفصل، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء الجمعة، أن الرئيس الروسي وقَّع قانوناً يسمح بتجنيد مرتكبي الجرائم الخطيرة، موضحة أن القانون يستثني المُدانين بارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي على أطفال أو الخيانة أو التجسس أو الإرهاب!! في الوقت نفسه، نقلت الوكالة عن بوتين إن روسيا انتهت من تعبئة 318 ألف فرد للخدمة في القوات المسلحة!

وكان الكرملين قد أفاد الخميس، إن بوتين أمر بصرف 195 ألف روبل (3200 دولار)، لمرة واحدة، للجنود المتعاقدين وأولئك الذين تم استدعاؤهم للقتال في أوكرانيا. والأسبوع الماضي، قالت موسكو إن حملة "التعبئة الجزئية" لنحو 300 ألف من جنود الاحتياط قد انتهت، لكنها أقرت بأن مشاكل شابتها. واعتُقل أكثر من ألفي شخص في احتجاجات، وسط حالة استياء عامة بسبب استدعاء رجال للقتال، رغم أنه ينبغي إعفاؤهم لأسباب طبية، وكذلك بسبب افتقارهم إلى أي خبرة عسكرية. وفي مرسوم نُشر على موقع الكرملين، الخميس، قال بوتين إن المبلغ يهدف إلى اتخاذ تدابير إضافية للدعم الاجتماعي للجنود المتعاقدين الذين تم استدعاؤهم، دون الخوض في تفاصيل أخرى!

يُذكر أن الحد الأدنى للأجور الذي يُعرض على الجنود المتعاقدين هو 160 ألف روبل (2700 دولار)، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط الأجور في روسيا.

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الروسي الجمعة، أن العالم يشهد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي انحدارا غربيا في أوكرانيا وروسيا، واشار إلى إن صدام روسيا مع "النظام النازي الجديد" في كييف كان أمرا لا مفر منه، مشددا على استمرار الحرب في أوكرانيا بقوله أن الروس سيدافعون عن أرضهم. بوتين قال في كلمة خلال يوم الوحدة الوطنية الروسية إن الإمبراطوريات الغربية نهبت أفريقيا، في حين أن روسيا لديها حضارة وثقافة فريدة من نوعها!

من جانب آخر، افتتحت شركة فاغنر الروسية، المملوكة ليفغيني بريغوجين، الجمعة، مركزاً للتكنولوجيا العسكرية في سانت بطرسبرغ، في تحرك جديد من تحركات حليف بوتين، الذي انتقد كبار ضباط الجيش في الكرملين لأدائهم في حرب أوكرانيا. ويُنظر إلى افتتاح "مركز فاغنر" على أنه خطوة أخرى يتخذها بريغوجين للترويج لنشاطه العسكري، وتبني دور أكثر علنية في تشكيل السياسة الدفاعية لروسيا. ويأتي ذلك في أعقاب عدة خطوات اتخذها بريغوجين لتعزيز صورته العامة في الأسابيع الأخيرة، بعد السنوات التي قضاها رجل الأعمال في الظل وإنكار امتلاكه لشركة فاغنر، التي يدعم جنودها المرتزقة الجيش الروسي في أوكرانيا. وقالت أناستاسيا فاسيلفسكايا، السكرتيرة الصحفية للمركز، الذي كان يعرض عدداً من الطائرات المسيّرة أنهم يدعون الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الصناعية، وصاحبة الأفكار الجديدة على استعداد لتطبيقها في مجال الدفاع الوطني، للانضمام إليهم. ويُشار إلى أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا جعلت من الصعب عليها شراء تكنولوجيا الأسلحة الأجنبية، فيما لم يُشاهَد بريغوجين نفسه في الافتتاح.

وفي وقت سابق قال ميخائيل خودوركوفسكي، المنشق الروسي البارز والسجين السياسي السابق، إن قادة مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، صار لديهم من النفوذ السياسي في الكرملين ما يساوي النفوذ السياسي لوزراء بارزين في نظام الحكم بروسيا، مثل وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو. كذلك اشار إلى أن بريغوجين هو من كان وراء تعيين الجنرال سيرغي سوروفكين لقيادة العملية العسكرية خلال الأسابيع الماضية، وهما يتعاونان تعاوناً وثيقاً في أوكرانيا.

 

  1. في الشأن الأوكراني

كشفت بريطانيا عن برنامج سري لمساعدة أوكرانيا في مواجهة الهجمات الإلكترونية الروسية، ولم تُعلن تفاصيل البرنامج، الذي تبلغ كلفته 6 ملايين جنيه إسترليني، من قبل للحفاظ على حماية أمن العمليات، بحسب ما قاله مسؤولون. وشهدت أوكرانيا هجمات غير مسبوقة من مجموعة من أجهزة المخابرات الروسية، وفقا للمشاركين في البرنامج، لكن الدفاعات الأوكرانية بدعم من حلفائها ساعدتها على الصمود في وجه العديد من محاولات ضرب وتعطيل الأنظمة. ويعتقد المشاركون في برنامج الدفاع البريطاني أن استهداف أوكرانيا في الفضاء الإلكتروني يمثل، على ما يعتقد، أكثر ما واجهته أي حكومة شمولا في التاريخ. وقالت مصادر أمنية إن الهجمات الروسية جاءت على شكل موجات، وإن تلك الموجات تسارعت في النصف الثاني من العام الماضي مع استعداد موسكو لغزو أوكرانيا، وهدفت الموجة التالية إلى السعي إلى تعطيل الوزارات الحكومية في شهري كانون الثاني وفبراير، ثم الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر انتهازية في الأشهر الأخيرة. وركزت المساعدة على العمل مع شركاء الصناعة لتوفير القدرات المتخصصة اللازمة لاكتشاف الهجمات والتحقيق فيها، بالإضافة إلى تقديم أجهزة وأنظمة أخرى لتعزيز الدفاعات. وتقول مصادر مقربة من البرنامج البريطاني، الذي يتضمن دعما مكثفا للقطاع الخاص، إنها شاهدت موجات من الهجمات، تستخدم أحيانا تقنيات مبتكرة، وقد شمل ذلك استهداف الاتصالات عبر الأقمار الصناعية للدخول إلى الشبكات الحساسة، واستخدام شبكات من الوكلاء من البشر على الأرض للوصول إلى الأنظمة الرئيسية، حيث عثر على قطع "يو إس بي" مصابة بفيروسات معينة أدخلت على ما يبدو في أجهزة الكمبيوتر، وكانت هناك، في بعض الحالات، محاولات لتعطيل الوزارات والبنى التحتية. وقالت مصادر إن مخابرات عسكرية رصدت المجموعات الكاملة من جماعات القرصنة من جميع وكالات المخابرات الروسية الثلاث، وكان أكثرها نشاطا المخابرات العسكرية، ويبدو أن المساعدات تمكنت من وقف القدرات الأكثر تقدما التي كانت تستهدف كبار المسؤولين الأوكرانيين.

ميدانياً، وفيما لايزال القتال مستمراً بين القوات الروسية والأوكرانية شرق وجنوب أوكرانيا، للشهر التاسع على التوالي، حذرت السلطات الأوكرانية من قصف وحشي عنيف على منطقة دونيتسك. وقال بافلو كيريلينكو، حاكم المنطقة الواقعة شرقي البلاد، إن الهجمات الروسية دمرت محطات الطاقة التي تخدم مدينة باخموت وبلدة سوليدار القريبة، بشكل كامل تقريباً، كما شدد على أن الهجمات الروسية مستمرة على مدار الساعة، مستهدفة البنى التحتية.

وكان الرئيس الأوكراني قد أوضح مساء السبت، أن القوات الروسية أطلقت أربعة صواريخ وشنت 19 غارة جوية استهدفت أكثر من 35 قرية في سبع مناطق، من تشيرنيهيف وخاركيف في الشمال الشرقي إلى خيرسون وميكولايف في الجنوب.

يشار إلى أن موسكو كانت ركزت ضرباتها خلال الأسابيع الماضية على البنية التحتية للطاقة في مختلف المناطق الأوكرانية بدلا من المواقع العسكرية، رداً على الهجوم المضاد الذي أطلقته كييف جنوباً وشرقا، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، كما دفع السلطات الأوكرانية إلى تقنين ساعات الطاقة في مجمل المناطق، محذرة من شتاء عصيب على السكان!

 

  1. في الشأن الايراني

أعلنت الحكومة النيوزيلندية، يوم الإثنين، تعليق حوارها الثنائي الرسمي بشأن حقوق الإنسان مع إيران، قائلة إن المناهج الثنائية لم تعد قابلة للاستمرار مع إنكار إيران لحقوق الإنسان الأساسية. وقالت وزيرة الخارجية نانايا ماهوتا في بيان، إن قرار تعليق الحوار يبعث برسالة قوية مفادها أنه لا يمكن الدفاع عن المناهج الثنائية بشأن حقوق الإنسان، مع إنكار إيران لحقوق الإنسان الأساسية والقمع العنيف للاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما بعد اعتقال شرطة الأخلاق لها بسبب ملابس اعتبرتها غير لائقة. وقالت ماهوتا إن العنف ضد النساء والفتيات أو أي أفراد آخرين في المجتمع الإيراني لمنع ممارستهم لحقوق الإنسان العالمية أمر غير مقبول، ولا بد أن ينتهي. من الواضح أن هذا وقت صعب بالنسبة لشعب إيران.

وبدأت نيوزيلندا وإيران الحوار في عام 2018 بهدف معلن وهو تعزيز قضايا حقوق الإنسان. وعُقدت أول جولة من المحادثات في عام 2021، وكان من المقرر عقد الجولة التالية في وقت لاحق في عام 2022. وأكد مسؤولون نيوزيلنديون الأسبوع الماضي، أنه تم الإفراج عن مواطنين نيوزيلنديين كانا محتجزين في إيران منذ عدة أشهر وأنهما في أمان. وقامت الحكومة النيوزيلندية أيضا يوم الأربعاء الماضي بتحديث تحذيرات السفر لإيران، وحثت النيوزيلنديين الموجودين هناك حاليا على المغادرة.

في ملف الحرب الروسية على أوكرانيا، أقر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السبت، لأول مرة بأن بلاده باعت طائرات مسيَّرة إلى روسيا، مشيراً إلى أن ذلك تم قبل عدة أشهر من اندلاع الحرب في أوكرانيا، ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، السبت، عن عبد اللهيان قوله إن بلاده أعطت روسيا عدداً محدوداً من الطائرات المسيرة قبل أشهر من اندلاع الحرب في أوكرانيا، كما نفى توريد صواريخ لروسيا، منبهاً إلى أن هذا الأمر خاطئ تماماً!

في الملف النووي، قال مسؤولون في المخابرات الأمريكية إن طهران تقدمت للحصول على مساعدة من روسيا لتعزيز برنامجها النووي، في خطوة تعزز جهود طهران الرامية لإنتاج سلاح نووي، خصوصاً بعد توقف المحادثات مع الغرب لإحياء الاتفاق. وقد أفادت مصادر مطلعة إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران طلبت مساعدة روسيا للحصول على مواد نووية إضافية وتصنيع وقود نووي، لكنه ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا قد وافقت على تقديم المساعدة أم لا، على الرغم من أن موسكو كانت قد عارضت منذ فترة طويلة حصول إيران على سلاح نووي.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الاقتراح الإيراني جاء في ظل شراكة موسعة بين إيران وروسيا، تضمنت في الأشهر الأخيرة إرسال طهران طائرات من دون طيار ومعدات أخرى إلى روسيا، لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

وبحسب المصادر، فإن البيت الأبيض يراقب بقلق أي مجالات جديدة للتعاون بين إيران وروسيا، مشيرة إلى أن أي مساعدة روسية سرية لإيران يمكن أن تعزز جهود طهران الرامية لإنتاج سلاح نووي، وتشكل أيضاً تحولاً كبيراً في السياسة الروسية، حيث قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون إن الولايات المتحدة ستكون حازمة في مواجهة أي تعاون يتعارض مع الأهداف المتعلقة بعدم الانتشار النووي.

في الملف الاقتصادي، عانت أسواق الصرف في إيران شللا تاما في تعاملات، يوم الأحد، بعد تجاوز سعر صرف الدولار في السوق المفتوحة للعملة في العاصمة طهران أكثر من 36 ألف تومان، إذ أفادت تقارير بوقف بيع وشراء الدولار. وبحسب تقرير موقع "بُن بست" الاقتصادي الإيراني في مجال العملات وأسعار الذهب، فإن سعر كل دولار أميركي للبيع تم تدواله بحوالي 36 ألفاً و110 تومان صباح الأحد. وبدأ الانهيار الأخير في قيمة العملة الإيرانية، يوم الثلاثاء، حيث انخفضت بنحو 10%، مقارنة بالدولار الأميركي خلال الأسبوع الماضي. ووفقا لموقع "تجارت نيوز" فقد أصبحت الدولارات نادرة في سوق فردوسي بطهران، وكان رد التجار الوحيد للناس هو أنه ليس لديهم دولارات لبيعها أو أن عليهم الانتظار عدة ساعات حتى يتمكنوا من العثور على الدولار من خلال الوسطاء الآخرين.

في ملف التظاهرات المستمرة، طالب رؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في إيران، السبت، بالإسراع في النظر بملفات العناصر التي وصفوها بأنها مثيرة للشغب والفوضى ومعاقبتهم، في إشارة إلى المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن رئيس البلاد إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس السلطة القضائية محسني إيجئي أكدوا في اجتماع على ضرورة التحلي باليقظة للتصدي لما سموه مؤامرات التفرقة والانقسام في إيران. هذا وأعلن مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية محمود أميري مقدم، السبت، أن عدد ضحايا الاحتجاجات في البلاد تجاوز 304 أشخاص، وأشار إلى إن الضحايا بينهم 41 قاصرا و24 امرأة منذ بداية الاحتجاجات التي انطلقت في سبتمبر أيلول الماضي، وأضاف أن يوم الجمعة شهد مقتل 16 متظاهرا على الأقل في محافظة سيستان وبلوشستان.

في السياق، أعلنت العلاقات العامة والدعاية لفيلق "ولي العصر" التابع للحرس الثوري في الأهواز أن اثنين من راكبي دراجات نارية هاجما أحد المقرات العسكرية في مدينة معشور جنوبي الأهواز. فيما زعم مصدر أمني إيراني أن استخبارات الحرس الثوري فككت خلية في محافظة الأهواز جنوب غربي إيران، وأضاف أن هذه الخلية مدعومة من دولة أوروبية لم يحددها، مشيرا إلى أن الاعتقال تم قبل تنفيذ أي عملية، كما قال إن المعتقلين اعترفوا بأنهم كانوا بصدد اغتيال شخصيات عربية في الأهواز وتكرار سيناريو القتل على غرار ما حصل في زاهدان وأردبيل!

من جانب آخر، دعا زعماء بلوش في إيران، اليوم الجمعة، لإجراء استفتاء على الدستور. ودعا الزعيم الديني للبلوش في إيران مولوي عبد الحميد، النظام الإيراني لإجراء استفتاء شعبي بإشراف دولي، وشدد على أنه لا يمكن إسكات المتظاهرين بالقتل والسجن والضرب، كما أكد أن الشعب الذي يتظاهر منذ 50 يوماً في الشوارع لن يستطيع النظام إرغامه على التراجع.

ميدانيا، عم الغضب مجدداً غرب إيران، في استمرار لسلسلة التظاهرات التي لم تهدأ في البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي، تنديداً بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، فقد نزل عدد من المتظاهرين إلى الشوارع في مدينة مريوان الكردية، يوم الأحد، احتجاجاً على مقتل نسرين قادري، هاتفين "الموت لخامنئي" والموت للديكتاتور"، كما أغلق المتظاهرون عدداً من الشوارع في البلدة. فيما ردت قوات الأمن على المتظاهرين بالرصاص الحي، بحسب ما أفادت شبكة "إيران إنترناشيونال". إلى ذلك، عمدت تلميذات المدارس في المنطقة إلى إضرام النار في العلم الإيراني، وهتفن "المرأة، الحياة، الحرية"، في يوم دفن قادري التي توفيت إثر ضرب بهراوات قوات الأمن خلال الاحتجاج.

بالتزامن، تجمع عدد من طلاب جامعة "شيخ بهائي" في أصفهان وسط البلاد، في الحرم الجامعي، مطلقين الهتافات ضد النظام، وقوات الحرس الثوري والباسيج، التي عمدت طيلة الأسابيع الماضية إلى ممارسة أقسى أساليب القمع ضد المحتجين. أتت تلك التطورات، فيما يتوقع أن تشهد البلاد، مساء الاحد أيضاً، تظاهرات أخرى، تلبية لدعوات أطلقها شباب أحياء محافظات طهران ولرستان وتبريز. كما أفادت المصادر، بخروج متظاهرين إلى شوارع مدينة سنندج في غرب البلاد وأشعلوا النار في الطرق، في حين ردد محتجون بالعاصمة طهران هتافات مناوئة للنظام.

وبينما تستمر التظاهرات الشعبية في إيران، طالب حوالي 200 برلماني القضاء بإعدام المتظاهرين الذين اتهموهم بالهجوم على المواطنين. وذكر تلفزيون "إيران انترناشيونال" يوم الأحد، أن 227 برلمانيا إيرانيا أصدروا بيانا مشتركا، بعدما هاجم متظاهرون مكتب أحد البرلمانيين واعتدوا بالضرب على نواب آخرين، كما أضاف البيان، الذي تمت تلاوته اليوم في جلسة للبرلمان، أن المحتجين يهاجمون المواطنين وممتلكاتهم بأسلحة نارية وغير نارية.

 

  1. في الشأن السوداني

خلال زيارة تفقدية لقاعدة حطاب العسكرية شمال شرقي العاصمة الخرطوم، شدد رئيس مجلس السيادة، وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان على أهمية الحوار بين كافة الأفرقاء في البلاد، إلا أنه أشار إلى أن الجيش لن يقف متفرجاً على انهيار البلاد بينما تستمر القوى السياسية في حواراتها، وأكد أن الجيش لن يتخلى عن سلاحه ودوره في ضمان الأمن. كما أعلن في كلمته يوم الأحد، أن القوى المسلحة شهدت العديد من التغييرات المهمة والحقيقية في تنظيمها وسلوك عملها. وشدد على أن القوات المسلحة قوات قومية وطنية، تحمي البلد ومواطنيه، ولا تتبع لأي جهة أو حزب أو فئة، لا الحزب الوطني ولا الحركة الإسلامية، أو حزب شيوعي أو غيره. ولمن اتهم الجيش بأنه موال لجهة معينة، أكد أن القوات المسلحة لا تنتمي إلا للوطن، وتوجه للحركة الإسلامية قائلا، ارفعوا أيديكم عن الجيش، ولافتا إلى أن العسكريين وقادتهم تعرضوا لهجوم من قبل فئات معينة، لكنه حذر تلك الفئات من التحريض، وفق تعبيره.

أتت تلك التصريحات بعد أن شهدت الأسابيع الماضية جواً من التفاؤل حول قرب التوصل لحل بعد أكثر من سنة على الانسداد السياسي الذي سيطر على البلاد، عبر عنه المبعوث الأممي فولكر بيرتس، على الرغم من بعض التصريحات المناقضة التي صدرت عن بعض الأقطاب في قوى الحرية والتغيير، المكون الرئيس في الجهة المدنية المعارضة مؤخراً.

وكان المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني قد كشف عن تقدم الآلية الثلاثية بمقترح لبدء محادثات رسمية بين الأطراف السودانية منتصف الشهر الجاري، وقال نور الدين بابكر، الجمعة، إن الآلية الثلاثية حددت 15 نوفمبر موعداً لإطلاق المحادثات الرسمية بين المجلس المركزي والمكون العسكري وأطراف العملية السلمية بغرض الوصول لتفاهمات تنهي الأزمة السياسية المستمرة لأكثر من عام، وأوضح أن ائتلاف الحرية والتغيير يتحفظ على خطوة الآلية بتحديد موعد للمحادثات قبل التوافق على أجندة النقاش المطروحة، كما توقع عقد اجتماع بين الحرية والتغيير والآلية الثلاثية السبت او الأحد لاستلام ملاحظات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على الوثيقة التي ستحدد انطلاق المحادثات الرسمية.

وأفادت مصادر أنّ البرهان سلم الالية الثلاثية التي سترعى المحادثات عدة ملاحظات على مسودة الدستور المقترحة من المحامين بينها تكوين المجلس التشريعي من 150 عضواً فقط للحد من الخلافات، والاستغناء عن مجلس السيادة برأس للدولة، علاوة على اقتراحه عدم الغاء القرارات التي اتخذت بعد 25 أكتوبر 2021 والاكتفاء بمراجعتها.

وأكد بابكر الاتفاق على ضم قوى جديدة للمحادثات المرتقبة في مرحلتها الثانية، تشمل: المؤتمر الشعبي والحزب الاتحادي الاصل بقيادة الحسن الميرغني، وجماعة أنصار السنة؛ لتمكينهم من المشاركة في وضع الدستور وقانون الانتخابات والتشاور في تشكيل وزراء الحكومة، وأضاف أن المرحلة الأولى للمحادثات تضم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، المكون العسكري، أطراف السلام وقوى الثورة. وفي سياق متصل، نفى نور الدين بابكر موافقة الحرية والتغيير على عدم ملاحقة قادة الجيش، وأوضح أن المشاورات الجارية حول دور المؤسسة العسكرية في الفترة الانتقالية، مشيرا إلى وثيقة المحامين التي أقرت انجاز العدالة الانتقالية في مناطق الحروب ومحاسبة المتورطين في الجرائم لإنصاف الضحايا.

 

  1. في الشأن الصيني

هبطت أسعار النفط، في التداولات المبكرة الاثنين، بعد بيانات أضعف من المتوقع لنشاط المصانع من الصين وبسبب مخاوف من أن يؤدي توسيع قيود كوفيد-19 إلى الحد من الطلب. وأظهر مسح رسمي انخفاض نشاط المصانع في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، بشكل غير متوقع في أكتوبر، متأثرًا بتراجع الطلب العالمي والقيود الصارمة على فيروس كورونا التي أضرت بالإنتاج. وبدأت المدن الصينية في تشديد سياسة بكين المتعلقة بـ صفر كوفيد-19 مع اتساع تفشي المرض في إحباط لآمال سابقة في انتعاش الطلب.

في سياق منفصل، اتفقت أستراليا والولايات المتحدة على العمل معًا في مشاريع في الإقليم الشمالي وبناء منشأة لستة قاذفات من طراز B-52 وطائرات أخرى، كما تعمل الدولتان معًا لتحديث المطارات ومرافق تخزين الوقود والإقامة ومناطق التدريب.

وردا على سؤال يوم الاثنين عن نشر طائرات B-52 الأمريكية في أستراليا قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن التعاون الدفاعي والأمني بين الدول يجب ألا يستهدف أي طرف ثالث أو يضر بمصالح أطراف ثالثة، وأضاف أن السلوكيات الأمريكية ذات الصلة زادت التوترات الإقليمية وقوضت بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين وقد تؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة، لافتا إلى أن الصين تحث الأطراف المعنية على التخلي عن الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن وعقلية المحصل الصفري والتفكير الجيوسياسي ضيق الأفق والقيام بشيء يفضي إلى السلام والاستقرار الإقليميين وتعزيز الثقة المتبادلة بين الدول.

من جانبه، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزيأن اوستراليا تتواصل مع أصدقائها في تحالف الولايات المتحدة من وقت لآخر، فيما أشار زعيم المعارضة، بيتر داتون، إنه من الضروري أن تستمر علاقة أستراليا بالولايات المتحدة في التعمق، وإن هذا الأمروضع اوستراليا الأمني في وقت يتسم بعدم الاستقرار.

 

  1. في أزمة تونس

في الاقتصاد، كشف المعهد الوطني للإحصاء في تونس، يوم السبت، عن ارتفاع نسبة التضخم إلى 9.2%، في شهر أكتوبر الماضي لتواصل بذلك منحاها التصاعدي منذ سبتمبر 2021. وكانت النسبة في حدود 9.1%، في الشهر السابق و8.6%، في أغسطس، باحتساب الانزلاق السنوي ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 12.9%.

وفي سياق متصل، قال البنك المركزي التونسي، الجمعة، إن تونس وقعت اتفاقا مع صندوق النقد العربي للحصول على قرض بقيمة 74 مليون دولار، لدعم إصلاحات المالية العامة، في الوقت الذي تعاني فيه من أسوأ أزمة مالية في تاريخها. ويأتي الاتفاق بعد أسابيع من توصل تونس إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض قيمته 1.9 مليار دولار. وقد أضاف البنك المركزي أنه سيتم سداد القرض على مدى خمس سنوات مع فترة سماح مدتها 30 شهرا.

في السياسة، وجّه الرئيس التونسي، الخميس، وزير الداخلية بالتصدي لمن يحاولون استغلال مواقعهم لضرب المسار الانتخابي، حسب تعبيره. وقال بيان للرئاسة التونسية إن سعيّد ركز خلال لقائه وزير الداخلية على الدور الهام والمحوري لقوات الأمن الداخلي في هذه المرحلة التي تعيشها تونس، وعلى ضرورة فرض احترام القانون على الجميع وعلى قدم المساواة، وأكد على ضرورة التصدي لكل أنواع الجريمة، ومن بينها تلك التي برزت مؤخرا والمتعلقة بجمع التزكيات لانتخابات 17 ديسمبر المقبل والرشاوى التي دُفعت. وأشار الرئيس من خلال البيان إلى أشخاص وصفهم بأنهم يحاولون بكل السبل استغلال مواقعهم من أجل ضرب المسار الانتخابي.

وفي لقاء منفصل مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، شدد سعيّد على ضرورة إيجاد حلول سريعة للقضايا الاجتماعية والاقتصادية في البلاد مع إعطاء الأولوية للفئات الضعيفة، معلنا أن الدولة لن تتخلى عن دورها الاجتماعي.

وفي ملف الانتخابات، قالت هيئة الانتخابات في تونس إنها قبلت ملفات 1058 مرشحا للمنافسة في الانتخابات البرلمانية المرتقبة نهاية العام الجاري، التي تقاطعها قوى المعارضة، من بينهم 122 امرأة. وأوضح رئيس هيئة الانتخابات مساء الخميس، أن الهيئة تلقت 1428 مطلب ترشيح، قبلت منهم 1058 ورفضت 363 لانعدام الشروط المطلوبة، وذلك بشكل مبدئي قبل مرحلة الطعن.

 

  • الخلاصة.

 

تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.

في الملف الليبي، سيزيد تشبّث مجلس الدولة بموقفه، من صعوبة إعادة البلاد إلى سكّة الانتخابات من جديد وإيجاد مخرج للأزمة السياسية في ليبيا، التي وصلت إلى مرحلة انسداد حقيقي، نتيجة استمرار الخلافات وكذلك بسبب انقسام السلطة التنفيذية ودخول حكومتين في صراع على الحكم. والخلاف حول شروط الترشح للرئاسة في ليبيا، شكلّ السبب الأساسي في انهيار الانتخابات الماضية التي كانت مقررة في ديسمبر 2021، ويجعل من فكرة تنظيم انتخابات أخرى في وقت قريب شبه مستحيلة، قبل التوصل إلى توافق تامّ بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان حول الإطار الدستوري يتم على أساسه استئناف تنظيم العملية الانتخابية.

من جانب آخر، تواجه اليوم إدارة بايدن ثلاث ملفات مهمة في ليبيا تجعل ليبيا هدفا لا مفر منه للاستراتيجية الامريكية الخارجية، أولهم ملف الإرهاب الذي بدأ في اتخاذ أبعاد خطيرة في الجنوب الليبي وجنوب غرب ليبيا، فمع نشوب الفوضى الداخلية وسط تأجيل العملية الانتخابية والفوضى الناجمة عن الوضعية التنافسية بين حكومة فتحي باشاغا وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة بقيادة الدبيبة، يمكن لهذا التهديد الإرهابي أن يستغل الوضع الحالي في البلاد بسهولة لتأسيس موطئ قدم أكثر ثباتًا في ليبيا. ثانيًا، غالبا ما تبقى ليبيا لاعبًا مهمًا في المناقشات المتعلقة بالطاقة العالمية، خاصة بعد تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث تحاول روسيا بسط سيطرتها على النفط الليبي من خلال مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي تتواجد قرب بعض الحقول النفطية مثل حقل الشرارة. أما الملف الثالث، فهو ملف الروس أنفسهم ودورهم في ليبيا، فلا يبدوا ان الروس سيتخلون عن هذا الدور قريبا. ومع استمرار تطور الاوضاع الداخلية في ليبيا، ومع وجود حكومة جديدة محتملة في الأفق، تحتاج الولايات المتحدة إلى تبنى خطابا أكثر وضوحا بخصوص علاقاتها بليبيا ومواقفها تجاه الفصائل المتنافسة في البلاد.

في الملف الاسرائلي وتأثيره على المنطقة، مع فوز نتنياهو باغلبية مقاعد الكنيست، تزداد فرص المصادمات وتتلاشى فرص المصالحات على مستوى المنطقة ، وتتوسع المعطيات التي تؤشر إلى ملامح شرق أوسط جديد، ابرز ملامحه الخروج عن أو على توجهات وسياسات الولايات الأميركية. وبانتظار نتائج التجديد النصفي للكونجرس الأميركي، الذي سيواجه شرقَ أوسطٍ متجدد بنكهة الخروج عن التحكم والسيطرة الأميركية، ملفات حساسة ومهمة ومتعارضة مع التوجهات الأميركية، على المستوى الإقليمي والدولي. منها موقف نتنياهو من روسيا والحرب في أوكرانيا، وما يتبعها من تداعيات ربما تعزز من أوراق بوتين وقد تؤثر في مسار الحرب؛ إلى الملف الإيراني الملتهب داخلياً والمتحفز لمواجهات عسكرية إقليمية، كذلك، إمكانية اجهاض الاتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية واستخراج الغاز من حقل كاريش، ما يعزز من توتر إقليمي جديد؛ كما أن ملف العلاقة مع بقايا السلطة ومستقبل القضية الفلسطينية، وإغلاق اي نافذة لإحياء ما ُسمّي بعملية التسوية، مطروح وكذلك إمكانية نشوب معركة عسكرية مختلفة عن الحروب الأربع السابقة مع غزة؛ وهناك أيضاً موضوع ازدياد التوتر في العلاقة مع الأردن، في عدة ملفات مثل ملف القدس والمقدسات والوصاية الأردنية، وضم المزيد من الاراضي الفلسطينية. السؤال هو، هل عودة نتنياهو هي سباحة بعكس التيار، أو تغيير في مجرى النهر، والإعلان عن لحظة تشكل خرائط جيوسياسية مختلفة عن الواقع المتوارث؟. يبقى الرهان على الموقف السعودي الذي يملك خيارات متعددة، وهو عامل مهم جدا في رسم ملامح المرحلة القادمة، ستكشف الايام القليلة القادمة كيف سيكون مجرى الأمور.

في الملف السوري لا تطورات جديدة يمكن الاعتماد عليها لتغيير الصورة، وفي العراق لا تزال الحكومة الجديدة تعمل على ترتيب الأسماء بين الاحزاب الموالية لايران.

في الملف التركي، تحاول أنقرة بالرغم من الصعوبات الاقتصادية الداخلية التي تواجهها لعب ورقة المنقذ لدول العالم الثالث مستغلة إمكانية تحكّمها بممرات إيصال الحبوب من اوكرانيا، كما يحاول الرئيس اردوغان اللعب على التناقضات من أجل إظهار تمكّنه من اتخاذ القرارات الصحيحة واستغلالها لكسب المعركة الانتخابية القادمة.

في الملف الايراني، لا يبدو أن الشعب الايراني، حتى الآن، مستعد للتراجع بالرغم من القسوة الظاهرة التي يتعامل بها النظام مع المتظاهرين. وما يتمّ تداوله مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات تظهر سخرية الشباب من الأئمةّ ورجال الدين برمي عمائمهم على الأرض، يشير إلى أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد على قاعدة مبدئية بعدم احترام هؤلاء الذين يفرضون طريقة حياة أصبحت مرفوضة تماماً.

في الملف الاوكراني، وبالرغم من أن الجيش الروسي قلب المعركة من "القضاء على النظام الفاشي في كييف" كما أعلن في بداية غزوه للأراضي الاوكرانية إلى القضاء على البنى التحتية للدولة الاوكرانية، فأن المعنويات لدى الجيش والشعب الاوكراني لا تزال عالية جداً. ويعود الفضل بذلك ايضاً إلى الدعم الغربي الذي لم يتوقّف منذ أن قبل الغرب ما كانت تقوله القيادة الاوكرانية قبل الحرب - وهو أن سقوط أوكرانيا سوف يعني سقوط أوروبا بقبضة بوتين.

وتجدر الإشارة بأن قيادة الجيش، وبالتحديد القائد العام فاليري زالوجني، يقود العمليات القتالية وعمليات الدفاع والهجوم بشكلٍ أظهر تفوّق واضح على الجيش الروسي بالرغم من التفوق في العديد والقوة النارية.

ميدانياً، وبالرغم من الخسائر التي تكبدها ويتكبدها الجيش الاوكراني، لا تزال القوات الاوكرانية في حالة تقدّم ولو أصبح هذا التقدم بطيئاً لكنه مستمر.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

31 تشرين الاول 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك والسادة وأصدر البيان التالي:

يقف لبنان على أبواب فوضى دستورية سبق أن هدّد بها رئيس الجمهورية المنتهية ولايته والذي أقسم على الدستور وتعهد بالسهر على احترامه، فإذا به يغادر القصر الجمهوري كما دخله رئيساً لفريق سياسي يخوض معاركه على حساب الدستور وانتظام المؤسسات، وهو ما يضع البلاد بأكملها أمام المجهول.

أوّلاً: أمام هذا الوضع الاستثنائي والخطير يدعو لقاء سيدة الجبل نواب الأمة إلى الاجتماع فوراً لأجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بموجب المادة 74 من الدستور التي تنص على أنه "إذا خلت سدّة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو إستقالته أو سبب آخر، فلأجل إنتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون".

ويحمّل اللقاء نوّاب الأمة دون سواهم المسؤولية الكاملة عن أي لحظة فراغ في سدّة الرئاسة ما داموا يتمنعّون عن انتخاب رئيس جديد فوراً.

وعليه فإن النوّاب، وبالأخص السياديون، ملزمون دستوريا ووطنيا واخلاقيا باستخدام كلّ أدوات الضغط السياسي والإعلامي والشعبي لجعل انتخاب الرئيس أولوية الأولويات، فلا مهمة للمجلس النيابي الآن سوى انتخاب رئيس جديد، وأمّا توليه اي مهمة أخرى سواء قراءة الرسائل الرئاسية أو سواها فهو إخلال واضح من قبله بإلزامات الدستور.

فإمّا أن يقوم النواب بواجبهم الدستوري والوطني بملء الفراغ في سدة الرئاسة وإمّا فليحاكموا لأنهم أخلوا بوعودهم لناخبيهم، ولأنهم يساهمون بتكريس الحالة الاستثنائية التي يسعى حزب الله وحلفائه إلى تكريسها من خلال تعطيل انتخاب الرئيس، كما لو كانت القاعدة أو أمراً واقعاً لا مفرّ منه.

ثانياً: يجدّد اللقاء رفضه فرض التوافق بالقوة تحت عنوان "الحوار خارج المؤسسات الدستورية" من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، فالآليات الدستورية لانتخاب الرئيس واضحة ولا تحتمل أي تأويل أو تفسير. ولذلك فإن المجلس النيابي ملزم بانتخاب رئيس فوراً عوض التلهي بحوارات لا طائل منها سوى التغطية على المخالفة الدستورية التي يرتكبها حزب الله وحلفائه بتعطيل انتخاب رئيس جديد وبالتالي تعريض سلامة لبنان ووحدة أراضيه للخطر.

وعليه فإنّ اللقاء يُشدّد على البنود الإحدى عشر التي تضمنها البيان الختامي لمؤتمر رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، فهي وحدها الكفيلة بالعودة بلبنان إلى مساره التاريخي والسيادي والديموقراطي، وأولى الخطوات انتخاب رئيس للجمهورية يحمل مشروعاً وطنياً يعزّز الوحدة الداخلية وعلاقات لبنان الخارجية لا مشروعاً إيرانياً يعزل لبنان عن الخارج ويكرّس غلبة حزب الله على الداخل.

2*) الكتائب

1 تشرين الثاني 2022

أشار المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، الى أن "اللبنانيين ذاقوا في السنوات الست المنصرمة الأمرين في بلد أصبح معزولاً، مفلساً، مخطوفاً، فاقداً السيادة، مسلوب القرار، يعيش خارج الدستور والقانون. لقد تعرّض اللبنانيون للنهب الممنهج وعاشوا أبشع أنواع القمع والترهيب بعدما ترسّخت الدولة البوليسية عبر قضاء مسيّس وأجهزة قمعية.

شاهد اللبنانيون جنى عمرهم يضيع في سياسات مالية عشوائية وحدود سائبة فباتوا يستجدون الدواء والخبز في عملية ذل جماعية. سقط الآلاف بين قتلى وجرحى في وسط عاصمتهم في أكبر جريمة ارتكبت بحقهم، في حين منعت محاسبة المرتكبين وكبّل القضاء لحمايتهم".

ولفت الى أنه "يخطىء من يعتقد أن البلد متروك للفراغ أو لحكومة تصريف الأعمال، بل إنه واقع في قبضة حزب الله الذي لطالما أدار المؤسسات خارج الأصول والقوانين، بترهيب السلاح تارة وترغيب المافيا طوراً بالتغاضي عن سمسراتها".

وإذ أشار الى أن "التسليم بالأمر الواقع هو أكبر جريمة ترتكب بحق لبنان واللبنانيين"، عاهد حزب الكتائب "اللبنانيين العمل وبذل الجهود لوضع حد لهذه الدوامة التي نعيشها منذ عقود في وقفة وطنية لاستعادة البلد ومؤسساته من قبضة الميليشيا التي تغطي الفساد والمافيا التي تغطي السلاح".

ورأى الحزب في الاستحقاق الرئاسي "فرصة مفصلية ومصيرية لوضع حد لهذه الحالة الشاذة والذهاب فوراً، ودون إهدار مزيد من الوقت في المهاترات والاجتهادات العبثية، إلى انتخاب رئيس لا يؤجل حل المشاكل البنيوية التي تعطل البلد، يملك القدر الكافي من الجرأة لمعالجة كل الملفات وعلى رأسها مسألة السلاح غير الشرعي بعيداً من التأجيل وتدوير الزوايا اللذين سيجران البلاد إلى ست سنوات جديدة من الانهيار تكون كافية للقضاء على ما تبقى".

ورفض "كل محاولات جر البلاد إلى تشنج طائفي يدور حول صلاحيات الرئيس وأحقية توليها، وهو أمر مرفوض تماماً ويأتي في غير سياقه".

كما رفض أن "ينصرف البرلمان إلى أي عمل نيابي يحيد عما تنص عليه المادة 75 من الدستور وفيها: "إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر".

وأكد ما "صدر عن لقاء الصيفي النيابي التشاوري الذي انعقد بحضور 27 نائباً حذروا من التلاعب بالاستحقاقات والمؤسسات، مؤكدين على ضرورة وقف النزيف الحاصل عبر تحويل الاستحقاق الرئاسي إلى فرصة لوضع لبنان على سكة التعافي، كما دعوا رئيس المجلس إلى تكثيف الجلسات لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن".

3*) الاحرار

3 تشرين الثاني 2022

عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الدوري في البيت المركزي برئاسة النائب كميل دوري شمعون ومشاركة الأعضاء، حيث أكد الحضور  "ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وبأسرع وقت لأن الشغور يضر بالوطن وباقتصاده" .

ورأى المجتمعون بتوقيع رئيس الجمهورية على استقالة حكومة الرئيس ميقاتي، "لزوم ما لا يلزم، وخطوة تدفع بالبلاد إلى المزيد من التأزم السياسي إذ تطعن بدستور الطائف" .

كما طالب المجلس بالعمل على "استقلالية القضاء وفصل السلطات، فتدخل بعض السياسيين في عمل القضاة بات فاضحاً". .

وعلق رئيس الحزب على "عملية ترسيم الحدود البحرية التي تمت على يد الرئاسة الأولى وحزب الله بالإتفاق مع العدو الإسرائيلي، دون الرجوع إلى المجلس النيابي، خصوصا ما يتعلق بالتنازل عن حق لبنان بالخط 29، مما يثير الشك بصفقة تعود بالفائدة لأشخاص على حساب مصلحة الوطن" .

وركز  المجتمعون على الوضع المعيشي "الذي يعاني منه المواطن"، وطالبوا الوزارات المختصة أن "تحدد لائحة بالمواد الغذائية المعفاة من الجمارك بعد رفع الدولار الجمركي الى 15.000 ل.ل. والعمل على ضبط المعابر الغير شرعية ومحاربة التهريب، وفرض رقابة صارمة على التجار الذين لا يتوانون عن رفع أسعار السلع بشكل عشوائي مستفيدين من غياب دور الهيئات الرقابية وعلى رأسها جمعية حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد" .

وشدد المجتمعون في بداية شهر تشرين الثاني، "وهو الشهر الذي يحتفى فيه بالاستقلال، على مضي الحزب بالدفاع عن لبنان الأبدي، الأزلي، السرمدي، وطناً نهائياً ".

4*) البطريرك الراعي

6 تشرين الثاني 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان - حريصا الأب فادي تابت ولفيف من الكهنة، في حضور المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "أنت المسيح إبن الله الحي" ( متى 16: 16)، قال فيها: "عندما سأل يسوع تلاميذه: وأنتم، من تقولون أني أنا، إبن الإنسان (الآية 15)، أجاب سمعان - بطرس وقال: أنت المسيح إبن الله الحي! فامتدحه يسوع على إيمانه الذي قبله هبة من الله، حفظها في قلبه وتفاعل معها وعاشها. إن الإيمان والرجاء والمحبة هبة مثلثة، مترابطة ومتكاملة. وهي هبة مجانية يطلب الله منا أن نقبلها ونعيشها. فمن يؤمن يترجى، ومن يترجى يحب على ما يقول القديس أغسطينوس. بفضل إيمان سمعان بن يونا الراجي والمحب اكتشف الجواب الصواب المختلف عن كل أجوبة الناس. فسماه يسوع صخرة أي Petros باليونانية، وكيفا بالآرامية، يبني عليها كنيسته. هذه الكنيسة تنمو وتصمد على صخرة إيمان أبنائها وبناتها. يسعدنا أن نحتفل معا بأحد تقديس البيعة وتجديدها، وببدء السنة الطقسية. فيها تدور الكنيسة حول محورها سر يسوع المسيح في سنة كاملة مقسمة إلى أزمنة، فتستنير بنوره، وتتقدس بنعمه وتعتذي على مائدتيه: مائدة كلامه الحي، ومائدة جسده ودمه. إن كنيسة المسيح المبنية على أساس الإيمان، هي في مثابة الصخرة التي تبنى عليها بيوتنا، لكي تصمد بوجه الأمطار والعواصف والفياضانات. إيمان سمعان بن يونا هو هذه الصخرة الروحية التي عليها بنى الرب يسوع كنيسته. وإنها لتثبت الى الابد بقوة إيمان أبنائها وبناتها، الذي ينقله إليهم بالكرازة والتعليم أساقفتها وكهنتها، وعلى رأسهم قداسة الحبر الأعظم خليفة القديس بطرس على كرسي روما، والبطاركة رؤساء الكنائس التي أسسها الرسل في عهدهم، وهي أورشليم والإسكندرية وأنطاكية والقسطنطينية. إعلان سمعان - بطرس الإيماني: أنت المسيح إبن الله الحي( متى 16: 16)، يتضمن كل المفاهيم الكتابية في العهد القديم، مع البعد اللاهوتي. أنت المسيح أي الذي اختاره الله، ومسحه بروحه القدوس وأرسله:

نبيا بامتياز، لأنه يعلم كلمة الله، وهو الكلمة إياها. وكاهنا بامتياز، لأنه هو الذبيحة ومقربها. وملكا بامتياز، لأنه هو الملك والملكوت الذي يدخل إليه كل المؤمنين الملتزمين بتعليمه، والمنفتحين على نعمته. وأنت إبن الله هذا الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي تجسد من مريم العذراء بقوة الروح القدس وصار إنسانا، ومات على الصليب لفداء خطايا البشر، وقام من الموت ليبث الحياة الجديدة في حياة البشر".

وتابع: "عدت بالأمس إلى لبنان بعدما شاركت في ملتقى البحرين للحوار الذي عقد برعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، بدعوة رسمية من رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وكان الموضوع: الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني. وطلب إلي الكلام عن الموضوع بالتركيز على اختبارات الحوار في لبنان. وكانت مناسبة للقاء جلالة الملك وقداسة البابا فرنسيس الذي لبى دعوة جلالة الملك لإختتام أعمال المؤتمر، وعقد لقاء مع العلماء المسلمين، وقد ترأس من بعدها صلاة مسكونية في كاتدرائية سيدة العرب. واحتفل صباح أمس بقداس إحتفالي في مدرج المدينة، واليوم يتابع نشاطه بلقاء الشبيبة والإكليروس، إنا نرافقه بصلاتنا كي يحقق الله أمنياته ويعطيه الصحة الكاملة لمواصلة رسالته.عندما إلتقيت جلالة الملك أبدى تضامنه مع لبنان، وأسف للأوضاع التي تسوده حاليا ولعدم انتخاب رئيس للجمهورية. وقال: لن اترك لبنان. وسمعت بتأثر كبير من العديدين من اهل البحرين: نحن تعلمنا من لبنان كل شي، تعلمنا الفن، الموسيقى، العلم والحياة الجميلة، نحن ندمع لوضع لبنان اليوم. وعندما كنا في اللقاء مع العلماء المسلمين، قال لي احدهم: كل الذي تراه هنا كان ينبغي ان يكون في لبنان، لان لبنان هو بلد حوار جميع الاديان والحضارات. وأعربت لجلالته عن تقديري على توفير حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، وبخاصة للمسيحيين في كنائسهم، حيث يعيش المسيحيون جنبا إلى جنب إخوانهم أبناء البحرين، ويتعاونون في بناء تلك المملكة وازدهارها. وشكرته على العقار الذي بنيت عليه كنيسة سيدة العرب، وهي أكبر كاتدرائية كاثوليكية في بلدان الخليج وأجملها، وقد افتتحت في نهاية العام 2021".

واضاف: "إننا نتطلع إلى أن يتقدم الحوار بين المسيحيين والمسلمين ويترجم شراكة في الإنسانية والوطنية، خصوصا على أرض لبنان، أرض "الشركة والمحبة". لقد صارت الشعوب مقتنعة بضرورة الخروج من شرانقها والانفتاح على بعضها البعض، لكي تتعايش بتبادل الثقة والإحترام والتعاون. هذا ما نرجوه أيضا وأيضا للبنان، وطننا الحبيب، والباب هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حفاظا على الكيان، بوجه الذين يبحثون عن كيانات أخرى سياسية وحزبية ومذهبية وشخصية لهم لا للبنان. فليكن واضحا، أن لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وليدرك ذلك المسؤولون وكل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان. فلبنان ليس شركة تجارية يعاد تعويمها، بل هو وطن يعاد بناؤه وطنيا على أساس الإيمان والولاء. نقول ذلك لأن البعض يعتقد أنه مع تأخر انتخاب الرئيس يمكن القيام بمشاريع، وكأن انتخاب الرئيس أصبح أمرا ثانويا. مع غياب رئيس الجمهورية، وهو المعني بعلاقات لبنان الخارجية والمعاهدات، يتعذر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي أو أن تنفذ إصلاحات وتتخذ إجراءات على صعيد القضاء والإدارة وتقرير المصير، أو أن يحصل تشريع خارج الضرورات القصوى، أو أن تؤلف حكومة. ما قيمة كل هذه المقترحات في غياب رئيس جديد للجمهورية؟ لا، لا، ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها".

وتوجه الى النواب: "تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوفون وتتهربون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسا جديدا حرا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟".

وختم الراعي: "في ظلمة هذا الليل القاتم من حياتنا اللبنانية، يبقى نور الرجاء بانبثاق فجر جديد أقوى. وإنا نستمده من إيماننا بقدرة الله ونعمته، فهو على كل شيء قدير، له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

5*) المطران عودة

6 تشرين الثاني 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "إنجيل اليوم يخبرنا عن حادثتين: الأولى عن امرأة نازفة للدم، والثانية عن ابنة رئيس للمجمع. في كل منهما تظهر الثقة المطلقة بالرب يسوع، هذه الثقة النابعة من إيمان عميق به وبقدرته على كل شيء. فرئيس المجمع خر عند قدمي يسوع طالبا إليه شفاء ابنته الوحيدة المشرفة على الموت. ولما أعلمه أحد رجاله أن ابنته قد ماتت قال له يسوع: "آمن فقط فتبرأ هي". ولأن إيمانه كان كبيرا أقام الرب ابنته من الموت. أما المرأة التي بها نزف دم فقد أنفقت معيشتها على الأطباء كما يخبرنا الإنجيل، فقد أدركت عجز الطب والأطباء، وأن لا شفاء لها إلا بالمسيح. يذكر الإنجيلي مرقس أن النازفة الدم قالت في داخلها، وهي تقترب من المسيح: "إن مسست ولو ثيابه شفيت" (مر 5: 28). هذا الكلام يدل على إيمان المرأة الكبير، وهي لم تتوسل الكلمات لتعلن إيمانها بل تصرفت بالإيمان. جاهدت لتصل إليه من بين الجموع المحتشدة حوله، واثقة أن منه وحده الشفاء. يقول الإنجيلي: "جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه، وفي الحال توقف نزيف دمها" (لو 8: 44)".

أضاف: "يقول الرب في إنجيل متى: "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم" (17: 20). إن الإيمان العظيم الذي تحلت به المرأة النازفة الدم هو الذي أهلها للشفاء. عندما لمست يسوع قال: "من لمسني؟" إزاء حيرة التلاميذ الذين أعربوا عن استغرابهم من هذا السؤال، لأن الجموع كانت تحيط به وتزحمه، عاد المسيح ليقول بإلحاح: «قد لمسني أحدهم». لم يقل إن كثيرين لمسوه، بل شخص واحد. السبب، كما يتضح فيما بعد، هو أن شخصا اجتذب قوته وقدرته، لذلك قال الرب: «لأني علمت أن قوة قد خرجت مني» (لو 8: 46). وقد أراد أن يظهر لتلاميذه أن الشخص الذي لمسه كان مستحقا لتقبل نعمته، بسبب إيمانه. قول المسيح لا يعني أنه شعر بنقص في قوته. المسيح، كإله، لا يخضع لمفهوم الكمية لأنه ينبوع قوى لا يفرغ ولا ينضب، لا ينقص ولا يزيد، لأن ما من شيء فوق الله، الذي هو الكمال، أما الزيادة والنقصان فهما من صفات المخلوقات العابرة. إذا، ما قصده المسيح بقوله «إن قوة قد خرجت مني»، أن قوته الضابطة كل الخليقة قد انتقلت إلى إنسان آخر. في الوقت نفسه، أراد أن يكشف إيمان المرأة، التي خرت أمامه مرتعدة لأنها كشفت، فقال لها: «ثقي يا ابنة، إيمانك أبرأك».

وتابع: "سلطة رئيس المجمع وقوته لم تستطيعا شفاء ابنته، وأموال المرأة التي أنفقتها على الأطباء كما يذكر الإنجيلي لم تشفها. المركز الإجتماعي والمال والسلطة والعلم... كلها غير قادرة وعاجزة. وحده الرب خالقنا هو الكامل، ووحده القادر على شفائنا من أمراضنا، وانتشالنا من الضيقات. يلزمنا شيء واحد فقط، أن نؤمن به، وأن نثق بقدرته على خلاص نفوسنا وشفاء أجسادنا وقيامتها من بين الأموات، وأن نخر أمامه كما فعلت المرأة النازفة الدم، ونعلن توبتنا طالبين معونته، فيحتضننا بمحبته ويحيطنا برحمته، وتكون لنا الحياة، ويكون الشفاء. الرب ملجأنا الأمين في كل حين وليس عند الحاجة فقط. إذا المسيح قيامتنا. فإن متنا في الإيمان الذي في المسيح، سنقوم معه، ولا يبقى للموت وجود".

وقال: "كثيرون من الزعماء والمسؤولين قد يكونون من المسيحيين، إلا أن كلامهم وخطاباتهم لا تشفي، ولا تطرد اليأس، بل قد تزيده، وأعمالهم لا تتصف بالتجرد والنزاهة والنبل والجرأة في قول الحق ورفض كل ما لا يرضى عنه الضمير. الكنيسة، جسد المسيح، هي التي تنقل إلينا كلام الرب الشافي من الكتاب المقدس والآباء. كيف لزعماء يدعون المسيحية ويساهمون في إذلال شعب الله لأنهم لا يعرفون الله ولا وصاياه؟ يتكلمون ولا يفعلون. هل المسيحية وعود فارغة؟ لذلك ندعو النواب، خصوصا المسيحيين منهم، أن يتقوا الله ويسمعوا صوت الضمير، وأن يجتمعوا حول فكرة إنقاذ البلد، وأن يكونوا يدا واحدة تمسك بيد الشعب لتنتشله من الهاوية. ليسمعوا أنين الشعب ويتذكروا أنه انتخبهم لتمثيله، والدفاع عن مصالحه، والقيام بكل ما يستدعيه واجب التمثيل من تشريع، ومن مراقبة ومحاسبة، ومن حفاظ على الحياة الديموقراطية. فليجتمعوا ويختاروا رئيسا قادرا على إطلاق ورشة الإصلاح، رئيسا لا يريد شيئا لنفسه ويعتبر الكرسي مقعدا موقتا يغادره عند انتهاء المهمة، والرئاسة وظيفة يتممها بنزاهة وصدق ومخافة الله. ثم تشكل حكومة وتطلق ورشة العمل الجاد في سبيل انتشال لبنان من ركامه، وإعادة الكرامة المسلوبة إلى هذا البلد وأبنائه".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نؤمن بالمسيح ليس بالأقوال بل بالسلوك والحياة والأفعال، فنحترم أخانا الإنسان ونحفظ حريته وكرامته ونقبل رأيه مهما كان مغايرا لرأينا، ولا نتصرف بعنف تجاه من يختلف عنا. ربنا قبل كل إنسان حتى من أخطأ إليه، وصلى من أجل مبغضيه، فهل يحق لنا أن نعير الآخر بآرائه ونرفض حريته ونكم صوته؟ ليكن إيماننا بالقول والفعل، جاذبا لنعمة الله، حتى تعمل في كياننا وفي حياتنا وتشع من خلالنا إلى الآخرين، فتعم البركة والمحبة عالمنا المظلم".