تقرير أسبوعي دولي - 136-2022

تقرير أسبوعي دولي - 136-2022
الأحد 11 ديسمبر, 2022

 

رقم 136/2022

5-11 كانون الاول /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

لقد اصبح مشهد يوم الخميس المتكرر للمرة التاسعة في مجلس النواب مقززاً لغالبية اللبنانيين، حيث أصبح واضحاً أن الناظم للعملية الانتخابية والمقرّر هو الحزب الايراني في لبنان والمسمى بـ"حزب الله"، فطالما لم تُلبّى شروطه لن يكون هناك انتخاباً لرئيس الجمهورية!

والمضحك المبكي، أن هذا الحزب ومن معه من قوى سياسية (وبالأخص رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي يدير اللعبة الانتخابية بإحكام)، يلقون اللوم، تارةً على القوى السياسية التي لا تريد التوافق معهم على إسم الرئيس قبل انتخابه، وأخرى على السعودية وأميركا على تعطيل العملية السياسية في لبنان خدمةً لإسرائيل! فيما نواب الحزب وحركة امل يصوّتون بورقة بيضاء في الدورة الانتخابية الأولى (إفساحاً في المجال للتوافق)، ويفقدون نصاب الجلسة بخروجهم في الدورة الثانية!

وللتغطية على هذه المسرحية السوداوية، يجاهر النائب جبران باسيل، في محاولة لتجميل صورته أمام مناصريه وغيرهم، بحماية حقوق المسيحيين الموارنة خصوصاً، وصلاحيات الرئيس تارة بمؤتمر صحفي وأخرى بزيارة البطريرك طالباً دعمه في مهمته!

ومن جهته، يسعى رئيس حكومة تصريف الأعمال جاهداً، لتأمين الدعم السياسي والاقتصادي للبنان لدى دوائر القرار العربي، وبدون نتيجة!

المشكلة لدى هؤلاء "القادة اللبنانيين" انهم لم يستوعبوا حتى الساعة ان الحلّ بسيط جداً، إن كان في بداية حلّ الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان على المستويات كافة، او في حلّ الأزمة السياسية، من انتخاب رئيس إلى تشكيل حكومة الخ.. هو في تطبيق الدستور اولاً وأخيراً، وفي تطبيق وثيقة الوفاق الوطني كما في تنفيذ قرارات الشرعيتين العربية والدولية لرأب الصدع مع الدول العربية الصديقة كما مع المجتمع الدولي.

واللافت هنا أن المجتمعين العربي والدولي اصبحا مؤخراً يكرران هذه المطالب في كل بيان وبعد أي اجتماع وفي كل تصريح لأي مسؤول، عربياً كان أو غربياً، فيما اللبنانيون منشغلون في أمورهم الخاصة، حتى أن التهديدات الاسرائيلية الأخيرة بتدمير مطار بيروت الدولي لم تستدعِ أي تصريح من قبلهم- طالما وزير الداخلية طمأن إلى أن أمن المطار في أيدٍ أمينة!!!

أما مطالبة غبطة البطريرك الراعي بمؤتمر دولي لمساعدة لبنان فقد رفضها الحزب الايراني على لسان أحد متحدثيه هذا الاسبوع مشدداً أن الخلاص فقط في التوافق! وهو سوف يستمر بالضغط في هذا الاتجاه حتى رضوخ القوى السياسية لمطالبه، كما فعل سابقاً!

لا أيها السادة، إن خلاص لبنان ليس بالتسويات التي اوصلته إلى هذا القعر، الخلاص هو فقط بتوحيد القوى من أجل رفع الاحتلال الايراني عن لبنان بتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية 1559، 1680، 1701، 2650.

عسى أن تصل الرسالة لمن يجب ان يسمع!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في الوضع الأمني، نقلت قناة العربية السعودية عن مصادر لم تسمها، أن رحلات الشركة الإيرانية "معراج" إلى لبنان تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله، مشيرة إلى أن استغلال مطار بيروت في نقل أسلحة إيرانية للبنان سيضر الاقتصاد اللبناني، ولفتت إلى أن إسرائيل تخشى انضمام مطار بيروت إلى مسار تهريب الأسلحة من إيران للبنان، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب هددت بتنفيذ هجمات جوية ضد العاصمة اللبنانية؛ لإحباط مسار نقل الأسلحة الجديد. بالمقابل، نفت السلطات اللبنانية بشكل رسمي هذه التقارير وأعلن الجانب اللبناني خلال مؤتمر صحفي بمطار الحريري الدولي ضم وزير الداخلية اللبناني ومدير عام الطيران المدني نفيه نقل أسلحة عبر طيران "معراج"، وشدد على أن جهاز أمن المطار واعٍ لكل ما يدخل ويخرج من لبنان! كما أكد مدير عام الطيران المدني أن توقيت هذا الخبر مؤذٍ لسمعة مطار بيروت.

وفي سياق الأزمة التي تعصف بلبنان، أكد البيان الختامي لأعمال الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مع نهاية الاسبوع، مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني وعن دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية، مشددا على أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.وشدد البيان على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها، كما دعا المجلس الأعلى جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدهار، مشيدا بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان.

في سياق متصل، أكد ولي العهد السعودي حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدمه المملكة وفرنسا للشعب اللبناني، من جانبه، عبّر رئيس الوزراء اللبناني عن الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه بلاده والدور الأساسي للمملكة في إرساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف. كما أكد على التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إلى ذلك تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلع لها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.

في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، أكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ حسن البغدادي أن لا غنى عن الحوار في لبنان، ولفت الى ان الوحدة الداخلية هي الاولوية ويجب الالتزام بها كي يتحقق الإستقرار الأمني. كما شدد على أنه لا يجوز أن نغفل للحظة واحدة عن الخطر الإسرائيلي الذي لن يتردد في القيام بأي عدوان على لبنان عندما تُتاح له الفرصة، كما أن ما يجري من عدوان مستمر على فلسطين وما يُعانيه الشعب الفلسطيني على مسمع ومرأى العالم، يدعو الى اليقظة والتنبه لمخاطر هذا العدو. أما في الداخل فاليد  ممدودة الى الحوار واليد الأخرى على الزناد لمواجهة المخاطر الحقيقية التي يُمكن أن تمّس اللبنانيين، ونحن جاهزون للوقوف والدفاع عن كلِّ شبر من لبنان من دون التمييز بين طائفة وأخرى ولا بين منطقة وأخرى، هذه عقيدتنا وهذا نهجنا وهذا ما قمنا به من خلال مواجهة العدوين التكفيري والإسرائيلي!

كان لافتا في هذا السياق تنظيم المستشارية الثقافية لايران مؤتمرا "علميا" في بيروت هذا الاسبوع، حيث تمحور البرنامج تحت ثلاثة عناوين، "انزواء أميركا"، "انتقال القوة من الغرب إلى آسيا" و"انتشار فكر المقاومة في مواجهة الغطرسة"! وعلى مدى نحو 7 ساعات، حاضرت العديد من الشخصيات الايرانية، اللبنانية، اليمنية والسورية، فضلا عن ممثلي عن السفارتين الروسية والسورية في بيروت. وفيما أجمعت الكلمات  على التوجه نحو عالم متعدد الأقطاب وأفول زمن الأحادية القطبية الذي نشأ بعد تفتت الاتحاد السوفياتي عام 1991 وانهيار جدار برلين عام 1989 شدد المحاضرون على انفراد الولايات المتحدة الأميركية في بسط هيمنها وسيطرتها على العالم.

ومن ابرز المحاضرين في المؤتمر، المفكر الفلسطيني منير شفيق، رئيس الجامعة اللبنانية السابق  الدكتور عدنان السيد حسين والباحث في العلاقات الدولية الدكتور وليد شرارة. حيث أشار شرارة إلى إن العولمة التي أرادتها أميركا باءت بالفشل، وهي عاجزة بمفردها عن إكمال الحروب التي أشعلتها بمساعدة أوروبا وآخرها الحرب بالوكالة في أوكرانيا، فيما أكد شفيق أن ما دفع أميركا لخوض الحرب في أوكرانيا هو يقينها بأن أحاديتها بدأت تنهار! وتحدث المحاضرون عن هيمنة الصين وقوتها الاقتصادية وعن الانفتاح في العلاقات الآسيوية خاصة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما شكل قوة اقتصادية ضخمة قادرة على الوقوف في وجه القوة الأميركية، كما رأوا أن المستقبل هو للقوة "الآسيوية" التي أصبحت تنافس أميركا اقتصاديا وعسكريا خاصة بعد غرق الأخيرة في حرب أوكرانيا إثر العملية العسكرية الروسية فيها، وقد عزا الحاضرون الأسباب الأساسية التي دفعت بالرئيس الروسي إلى "العملية العسكرية" في أوكرانيا إلى إسقاط وإحباط مشروع "إسرائيل جديدة" شرقي أوكرانيا، وهذا ساهم في القضاء على أحلام إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية!! إلى ذلك، شدد الحاضرون على انهيار وتفتت استكبار وغطرسة الولايات المتحدة الأميركية أمام ضربات المقاومة في لبنان والمنطقة والتي استطاعت من فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول التحررية كفنزويلا أن تشكل ماردا قويا يصنع معادلة دولية جديدة ويخضع دول الاستكبار لإعادة النظر بمعادلة موازين القوى أمام الحضور الوازن والفعال للمقاومة، ورأى المجتمعون أن أميركا إلى انزواء وعزلة وأفول والعالم اليوم سيشهد ولادة قوة آسيوية تقضي على الهيمنة الأوروأميركية!!

في السياق أيضا ومن جانبه، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ ‏علي دعموش أن ‏الولايات المتحدة الاميركية مستمرة بمحاصرة لبنان والضغط عليه على ‏اكثر من صعيد، وهي لا تحاصر لبنان فقط، بل تعمل على إثارة الفوضى ‏وضرب الاستقرار والتدخل في الشأن الداخلي، واعتبر ان اميركا هي الاساس في عدم توافق ‏اللبنانيين رئاسيا، وتحريضهم على بعضهم، وتعميق الانقسامات والأزمات ‏في البلد، وهي تسعى لفرض رئيس يخدم المصالح الاميركية والاسرائيلية ‏في لبنان والمنطقة.‏‎ ‎واشار إلى انه في ظل عدم وجود أكثرية نيابية من فريق الحزب او من الفريق الاخر ‏قادرة على ايصال رئيس للجمهورية، ليس هناك من خيار أمام الكتل ‏النيابية للخروج من الفراغ الرئاسي سوى الحوار والتفاهم، معتبرا أن من لا يزال يرفض ‏الحوار عليه ان يقتنع بعد كل ما جرى في جلسات انتخاب الرئيس، انه ‏ليس قادرا على القيام باي شيء بدون توافق، ومن يرفض التوافق هو الذي ‏يتحمل مسؤولية تعطيل انجاز هذا الاستحقاق وإطالة أمد الفراغ، وليس من ‏يضع ورقة بيضاء لإفساح المجال أمام تفاهم اللبنانيين مع بعضهم ‏للوصول الى قواسم مشتركة!!

من جهته، أكد الشيخ نبيل قاووق أن أصحاب المغامرة غير المحسوبة في انتخاب رئيس تحد ومواجهة وصلوا إلى طريق مسدود، وأنه ليس هناك من حل إلا بالتوافق، الذي هو الطريق الأقصر والأسرع والأضمن لإنقاذ البلد، ووضع حد لأزمة الفراغ الرئاسي، وشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس توافقي يعمل على وقف الانهيار، وإنقاذ البلد، وتخفيف المعاناة المعيشية، ويؤتمن على الوحدة الوطنية، ويعمل على حماية البلد من الفتنة! كما أكد أن حزب الله الايراني لا يراهن ولا ينتظر التدخلات الخارجية لانتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما وأن هناك بعض الدول في الخارج لا تريد أن تساعد لبنان، وإنما تريد له أن يغرق أكثر فأكثر في الأزمات، لتوظفها لاحقا من أجل تحقيق أهداف سياسية! وأشار قاووق إلى أن بعض دول الخليج طوروا الآن علاقاتهم السياسية والاقتصادية مع الصين وقبلها مع روسيا، واستثمروا عشرات المليارات، متسائلا: لماذا المسموح لهم ممنوع علينا، أم هي عقدة استرضاء أميركا التي تأسر بعض اللبنانيين!

ورداً على مطالبة البطريرك الراعي بمؤتمر دولي، رأى الشيخ أحمد قبلان ان أي تدويل للمسألة اللبنانية هو تضييع للبنان، والأمم المتحدة لا شغل لها إلا نسف بنية لبنان السكانية عبر مفوضية اللاجئين والجمعيات الملونة، ونيويورك مركز تقاسم الصفقات، ولا نؤمن بعدالة المشارط الدولية، وتدويل القضية اللبنانية نسف صريح للسيادة اللبنانية، ولن نقبل بتقديم رأس لبنان إلى أي جزار دولي أو إقليمي، والحل بتلبية دعوة الرئيس نبيه بري التي تأخذ البلد من القطيعة إلى الحوار لإنقاذ لبنان من الكوارث، والمطلوب شجاعة وطنية للإنقاذ الداخلي، والتهديد بالويل والثبور كلام غير مسؤول، وتكرار نسخة لا نستطيع تخل صريح عن المسؤولية الوطنية الكبرى، وخلط الطائفي بالوطني دراما مكشوفة،

ومن يرفض الحوار يدفع لبنان نحو الأفران الطائفية والصفقات الدولية، والسلطة التي تقرر هي المصلحة الوطنية فقط، وطريق إنقاذ المصلحة الوطنية يمر بمجلس النواب، ومن يريد يدعو للحوار، ومن يرفض يقاطع ويضع لبنان بمهب الريح، وواجب القامات الوطنية والروحية إعلان نفير وطني للحوار وليس للتدويل.

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: يشهد لبنان محطة جديدة من الصراع الوهمي بين القيادات الطائفية، والذي ينعكس على الطوائف، حول انعقاد جلسة لحكومة تصريف الأعمال. فالقوى السياسية والتي لم تحقق وعودها للبنانيين خلال الإنتخابات النيابية تختلق أزمة طائفية جديدة حول انعقاد الحكومة تعويضاً عن عجزها المتمادي - إنّ الأزمة الفعلية هي في مكان آخر وتحديداً في عدم انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور أكثر من شهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون - إن تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية هو تعطيل مقصود من قِبل حزب الله وأتباعه. وهدف التعطيل واضح: لا رئيس للجمهورية في لبنان، حتى لو انتظرنا عشرات السنوات، إلا إذا خضع هذا الرئيس، كما من سبقه، للأجندة الإيرانية في لبنان والمنطقة. والأجندة الإيرانية تعني عمليًا تبعية السياسة الخارجية والعسكرية اللبنانية لإيران، والسماح لسلاح حزب الله وتسليحه وكل مغامراته العسكرية في لبنان والمنطقة وكل أنحاء العالم - يُجدّد تعاطفه بوضوح مع الشعب الإيراني البطل الذي يخوض معركة الحريّة في إيران. إنّ درس الإنتفاضتين في بيروت وطهران هو الطريق الوحيد لرفع الظلم عن الشعوب. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل (المكتب السياسي): لا ملف يتقدم على الحوار من أجل توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يحفظ مصالح لبنان ويعي توازناته وقادر على قيادة سفينة الوطن في هذه الظروف الداخلية والإقليمية والدولية الصعبة إلى بر الامان، وعلى جميع القوى والمكونات السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية وعدم المكابرة والإقرار بضرورة التوافق على إنجاز هذا الملف الوطني الكبير - أن عقد الجلسة الحكومية مع تفهم وإحترام كل الآراء هي خطوة في مسار عدم استقالة السلطة التنفيذية من مسؤولياتها الوطنية، وبداية فتح أفق معالجة القضايا الاجتماعية الملحة - وأشار الى أنه في غياب رؤية اقتصادية ونقدية واضحة وشاملة تترافق مع خطة تعاف اقتصادي قابلة للتنفيذ، تبقى كل الإجراءات والقرارات الضريبية غير المدروسة بواقعية سببا لزيادة مفاعيلها سلبا على المواطنين - دعا الى التنبه والتدقيق مليا في الوقائع السياسية داخل الكيان الصهيوني التي يطغى عليها اليمين الديني الصهيوني المتطرف الذي يعلن دون مواربة عن مشاريع قضم الأراضي وتوسيع الاستيطان والقتل المتعمّد للفلسطينيين ورفع عنوان الترحيل لفلسطينيي 1948. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): حذر من إرساء مفهوم الفراغ الرئاسي الذي يتم تصويره على انه قابل للتنظيم بعدما أُدخل البلد  فيه عن سابق تصور وتم رهنه للخارج، بانتظار اكتمال تسوية جديدة،  فيما المؤسسات متروكة فريسة فراغ مدمر ملحق بعملية انتهاك للدستور وابتداع سوابق غير قانونية بهدف التحكم بلبنان واللبنانيين - وشدد على ان لا انتظام للحياة الدستورية من دون رئيس للجمهورية، وطالب بالالتزام التام بالدستور وان يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون وان تدعى الهيئات دون اي ابطاء والشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر - اكد أن نوابه لن يشاركوا في اي عمل نيابي خارج الدستور. (ملحق رقم 3*- بيان)
    • النائب جبران باسيل: جلسة مجلس الوزراء امس غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية، وهي اعدام للدستور وضربة قاتلة للطائف وطعنة باتفاق وطني حصل واعلن عنه في مجلس النواب - لن نقبل بما جرى والموضوع لن يمر ولا احد يتعاطى معنا بأقل من ذلك وما حصل ليس اقل من سطو على موقع رئاسة الجمهورية عن سابق اصرار وتصميم - شدد على ان العودة الى ما قبل 2005 تتطلب اما نفيا واما سجنا او قتلا، وطالما نحن احياء لا عودة الى تلك المرحلة - اشار الى انه حصل اتفاق مسبق على هذه الجلسة ولو لم يحصل ذلك لما تجرأ ميقاتي على الدعوة ومشكلتنا ليست معه بل مع مشغليه! - المطلوب هو الاستفزاز وكسر الارادة وضرب التوازن الذي تحقق على عهد الرئيس عون بعد نضال طويل للتيار والتكتل - وقفنا معهم سنتين في الشارع ايام الحكومة التي سميت بالبتراء، فهل تصبح الحكومة اليوم ميثاقية بوجود سعادة الشامي ونجلا رياشي؟ فالشراكة عندما تنكسر تصبح عرجاء سواء أكانت وطنية ام حزبية! - سنسعى اكثر واسرع للخروج من قضية الورقة البيضاء والذهاب لمرشح رئاسي لانه "مش ماشي الحال ابدا"، ويجب البدء جديا باللامركزية الموسعة، ان لم يكن في القانون بعد 30 سنة من الطائف، فلنبدأها على الارض. (ملحق رقم 4*- نص المؤتمر الصحفي)
    • البطريرك الراعي من الاردن: لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي، ولا يحق لكم ان لا تنتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن تفقروا الشعب وتهجّروه. لا يحق لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطى الدولار الـ 41000 ليرة، إنما عليكم ان تدركوا ان السياسة فن شريف لخدمة الخير العام - اذا كان الحل ليس بانشاء الدولة الفلسطينية، فمن الضروري ايجاد حل آخر ليعيش الفلسطينيون بكرامة - لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات ويتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا وهويته مهددة وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه - طالب من الأردن بـعقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصا وروحا وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان. (ملحق رقم 5*- تصريح)
    • الوطنيون الاحرار (المجلس السياسي): وطالب النواب بتحمل مسؤولياتهم الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية دون هوادة فالبلاد والعباد تقاسيان الأمرين اقتصاديا وحياتيا - ودعا الرئيسين بري وميقاتي للدفع قدما لانتخاب رئيس للبلا دحضا للمقولات التي تتهمهما بالعمل على اختزال موقع الرئاسة الأولى ومنعا للاصطياد بلغة الطائفية البغيضة - ودق مجدداً ناقوس الخطر وقال فليتحمل الجميع مسؤولياتهم التاريخية، العصيان المدني لا بد آت. (ملحق رقم 6*- بيان)
    • البطريرك الراعي في عظة الأحد: إننا نذكر نواب الأمة عندنا ومتعاطي الشأن السياسي، أن أساس قيام لبنان سنة 1920 هو التعددية الثقافية والدينية في الوحدة؛ وأساسه إثر الاستقلال هو الميثاق الوطني بالعيش معا في المساواة؛ وأساسه بعد اتفاق الطائف هو إعادة توزيع أدوار الطوائف، بحيث تقول مقدمة الدستور:"لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". إن كل ما تقوم به الجماعة السياسية والنيابية يسري خلاف هذه الأسس. فهي لا تحترم فكرة قيام لبنان، ولا الشراكة، ولا التعددية، ولا الاستقلال، ولا الميثاق الوطني، ولا الطائف ودستوره. هل الهدف من هذا السلوك المعيب هو القضاء على خصوصية لبنان وقيمه ونظامه؟ وهل يوجد قرار متخذ عن سابق تصور وتصميم لهدم لبنان القائم، والبناء على أطلاله مسودة دولة لا تنتمي إلى شعبها ولا إلى تاريخها ولا إلى محيطها؟ - كيف يحكم النواب على ذواتهم وهم يجتمعون تسع مرات ولا ينتخبون رئيسا للجمهورية؟ هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس، أو ليسوا أهلا لانتخاب رئيس، وبالتالي يطعنون بوجود الجمهورية اللبنانية، ويفقدون ثقة الشعب واحترام الدول الشقيقة والصديقة التي تعمل على إنقاذ لبنان. أليست جلسات المجلس النياني، كما هي قائمة، لإيهام الشعب والعالم بأنهم يجتمعون لإنتخاب الرئيس، وهم يخدعون ويموهون؟. من هنا ضرورة التوجه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان. لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل كل الحلول الداخلية. واللافت أن الذين يفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل. وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويرفض التدويل يعني أن هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني. إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون. لكن يجب أن يعلم الجميع أن لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين. (ملحق رقم 7*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: مع انقضاء الجلسة التاسعة لمجلس النواب دون انتخاب رئيس، ومع استمرار التدهور العام، وازدياد الكلفة على البلد وأبنائه، نأمل من النواب وعي مسؤوليتهم، وتطبيق الدستور، والقيام بواجبهم الوطني والإقتراع في الجلسة القادمة لمن يرونه مناسبا، والوصول إلى انتخاب رئيس مع ما يستتبع من خطوات دستورية تضع البلاد على طريق الإصلاح والتعافي. (ملحق رقم 8*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاربعاء، بـمقتل 5 عناصر من المليشيات الموالية لإيران و2 من عناصر "داعش"، في اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية المساندة لها من جهة، وعناصر التنظيم  من جهة ثانية ضمن البادية السورية، ووفقاً للمصادر، فإن العملية جاءت على خلفية هجوم مزدوج، بدءاً من مدينة السخنة وصولاً لمحطة النفط الثالثة، والتي تعرف بـ"الخط العربي" الممتد من العراق وصولاً إلى مصفات حمص في البادية، مشيرة إلى استمرار الاشتباكات بين الطرفين بشكل عنيف.

أمنيا أيضا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، بأن القوات التركية شنت قصفا مدفعيا مكثفا على ريف عفرين في شمال حلب، دون نتحديد ما غذا كان هناك خسائر بشرية. وتزامن القصف بعد تحذير المبعوث الأميركي لشؤون شمال شرقي سوريا، نيكولاس غرينغر، من مغبة أي هجوم عسكري تركي على شمال شرقي سوريا، قائلا إن واشنطن لم تمنح أنقرة الضوء الأخضر لذلك.

في السياق، قالت مصادر تركية إن روسيا عرضت عليها انسحاب "قوات سوريا الديمقراطية" مع أسلحتهم من عين العرب ومنبج، مشيرة إلى أن العرض الروسي اقترح الإبقاء على قوات "الأسايش"، حرس الحدود الكردية، بعد دمجمها بالمؤسسة الأمنية للنظام السوري. وأضافت أن الوفد الروسي أبلغها موافقة "قوات سوريا الديمقراطية" على المقترح شرط عدم حصول اجتياح تركي، ووفقا للمصادر فإن أنقرة تدرس المقترحات التي قدمها الوفد الروسي ولا نزال في مرحلة نقاش حولها.

بالتزامن، تشهد إسطنبول الخميس والجمعة مشاورات سياسية بين الجانبين التركي والروسي بشأن العملية التركية بشمال سوريا، حيث أوضحت الخارجية التركية، في بيان، أن الوفد الروسي المشارك في المشاورات سيرأسه سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية، أما الوفد التركي فسيرأسه سادات أونال نائب وزير الخارجية.

وقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سابقا من موسكو، أن روسيا ستعمل بحزم لضمان منع أي اعتداءات على وحدة أراضي سوريا، وأضاف أن روسيا مهتمة بعملية استئناف الحوار على أساس اتفاق أضنة بين تركيا وسوريا، معتبرا أن المتطلبات الأساسية لهذه العملية نضجت الآن من أجل حل قضايا محددة لضمان الأمن على الحدود، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، والتي يعترف بها النظام السوري.

وتنص أبرز بنود اتفاق أضنة الموقع بين سوريا وتركيا عام 1998 على إعطاء تركيا حق ملاحقة الإرهابيين في الداخل السوري حتى عمق 5 كيلومترات، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر، كما نص بند آخر على تعاون سوريا التام مع تركيا في مكافحة الإرهاب عبر الحدود، وإنهاء أي شكل من أشكال دعم سوريا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا.

من جانب آخر، شدد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، على عدم إمكانية استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه، وأكد على أنه مازال يعمل على عرض نتائج الجولات واللقاءات التي أجراها خلال الفترة الماضية حول سوريا، والجهود التي يقوم بها للتوصل إلى حل مناسب ينهي المأساة المستمرة منذ أكثر من 11 عاماً. كما لفت إلى أن هناك قرابة 15 مليون سوري باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مؤكداً أن استمرار الوضع على ما هو عليه في سوريا أمر لا يخدم مصلحة أحد، ومشدداً على الحاجة للبحث في كل هذه الشؤون وفي شؤون المهجرين داخل سوريا واللاجئين. جاء كلام بيدرسن في لقاء جمعه مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، الأربعاء في دمشق، بحث فيه الطرفان التطورات ذات الصلة بالوضع هناك.

 

  1. في الشأن الليبي

قالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي يرأسها عبد الحميد دبيبة وتتخذ من طرابلس مقرا لها الإثنين إنها رفعت حالة القوة القاهرة عن عمليات الاستكشاف لإنتاج النفط والغاز، داعية الشركات العالمية استئناف عملها في البلاد. فيما اعتبر البرلمان الليبي الذي يتخذ من بنغازي شرق البلاد مقرا له أن أي اتفاقية أو معاهدة أو مذكرة تفاهم، مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، مرفوضة وغير قانونية. من جانبها وفي بيان حثت المؤسسة الوطنية للنفط الشركات إلى استئناف عملها وأكدت لها استعدادها لتقديم كل الدعم اللازم.

على صعيد آخر، رد رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا على رئيس حكومة الوحدة الوطنية، الذي جدد تمسكه بالسلطة إلى حين إجراء انتخابات في البلاد، وقال المشري في تدوينة على حسابه في تويتر إن "من جاء بالانتخابات يخرج بالانتخابات، ومن جاء باتفاق سياسي يخرج باتفاق سياسي". جاء ذلك عقب جلسة لأعضاء المجلس الأعلى للدولة اتفقوا فيها على ضرورة المضي قدماً مع البرلمان لبحث إجراءات توحيد السلطة التنفيذية وتغيير المناصب السيادية، ومناقشة القاعدة الدستورية للانتخابات. وكان الدبيبة قد أكد خلال مشاركته في ملتقى محلي بالعاصمة طرابلس، الاثنين، أنه لن يسلم السلطة إلا بعد وضع دستور للبلاد، حتى وإن استمر ذلك عدة سنوات.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الاربعاء، تعليق التواصل مع رئيس البرلمان إلى حين إلغاء قانون إحداث المحكمة الدستورية بمدينة بنغازي، في خطوة مفاجئة تأتي قبل لقاء مرتقب بينهما لتوحيد السلطة التنفيذية وحل الخلافات حول القاعدة الدستورية للانتخابات. وكان البرلمان الليبي صوّت الثلاثاء، على إحداث محكمة دستورية عليا في مدينة بنغازي، تكون بديلة عن الدائرة الدستورية في المحكمة العليا ومقرها العاصمة طرابلس. واعتبر المشري أن ما صدر عن البرلمان لا يدخل ضمن الصلاحيات التشريعية، مؤكداً على أن استحداث محكمة دستورية هو شأن دستوري، لافتاً إلى أن هذا الإجراء سيزعزع الثقة بين مجلس الدولة والبرلمان ويهدم جهود الوصول إلى توافق حول المسار الدستوري وسيزيد من تعميق الانقسام المؤسسي في البلاد. ومن شأن هذا الخلاف الجديد بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، أن يعطلّ كافة التفاهمات التي توصل إليها الطرفين خلال الأسابيع الماضية، وهي توحيد السلطة التنفيذية وتغيير المناصب السيادية وحلّ خلافات القاعدة الدستورية، ويبقي على حالة الجمود السياسي التي تعيشها ليبيا، على وقع انقسام في السلطة وبين المؤسسات. ومن المحتمل أن تقود هذه الخلافات البلاد إلى انقسامات جديدة، قد تمس جسم المؤسسة القضائية التي ظلت طوال السنوات الماضية متماسكة، مع سعي كل طرف وإقليم لتشكيل سلطة قضائية والسيطرة على العدالة، وهو ما يفاقم الأزمات.

ويوم الخميس، طرح المجلس الرئاسي الليبي مبادرة لحل الأزمة السياسية بالبلاد وتحريك حالة الجمود السياسي، تفضي إلى إنجاز القاعدة الدستورية تؤسس لانتخابات برلمانية ورئاسية وتنهي المراحل الانتقالية. وقال المجلس في بيان، إن المبادرة تنطلق عبر لقاء تشاوري بين المجالس الثلاثة (المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة) بالتنسيق مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، وتهيّئ لحوار دستوري كأولوية لإنهاء المراحل الانتقالية، ثم تُضمّن فيه المبادرات والأفكار والرؤى التي طرحتها الأحزاب والقوى الوطنية على المجلس الرئاسي. وبحسب المجلس الرئاسي، فإن هذه المبادرة تهدف إلى إنجاز التوافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على إصدار قاعدة دستورية للانتخابات، ومعالجة الخلافات العالقة، خاصة في ظل تعثر إجراء الاستفتاء على الدستور. وتتسق مبادرة الرئاسي الذي يرغب في لعب دور في مستقبل العملية السياسية ببلاده، مع دعوة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي القادة الليبيين إلى الدخول في حوار وتسريع الجهود لإيجاد الحل وإنهاء المأزق الحالي الذي تعيش فيه البلاد.

من جانب آخر، كان القائد العام للجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر، قد أعلن تمسّكه بالترشح للانتخابات الرئاسية ورفضه لأي قاعدة دستورية تمنع العسكريين من الترشح للانتخابات، وقال حفتر في كلمة خلال زيارته الاثنين، إلى مدينة أجدابيا شرق البلاد، إن المطالبين بمنع العسكريين من المشاركة في الانتخابات يعبرون عن ضعفهم في الممارسة السياسية، داعيا إلى ضرورة ترك الخيار للشعب وللصندوق ولكل من يرى في نفسه القدرة على المنافسة. وكان المجلس الأعلى للدولة، قد صوّت على منع ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين إلى الانتخابات الرئاسية، وهي نقطة الخلاف القائمة مع البرلمان، التي عطلّت إقرار القاعدة الدستورية، وجعل من الصعب تحديد موعد لإجراء الانتخابات. كما اعتبر حفتر أن سيطرة المليشيات المسلحة على العاصمة طرابس وعلى مركز السلطة التنفيذية العليا منذ سنوات، أدّى إلى فشل كل مساعي حل الأزمة الليبية، مضيفا أن مؤسسات الدولة تحوّلت إلى كيانات هشّة خاضعة للمجموعات المسلّحة، مؤكدا وأكدّ أن استمرار هذا الوضع في العاصمة طرابلس، قد يدفع المدن والقرى التي تنعم بالأمن والأمان في ليبيا لاتخاذ قرار حاسم بإدارة شؤونهم ومؤسساتهم ورسم خارطة طريق، بمعزل عن العاصمة.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد، الاحد الماضي، أن حكومته حققت نجاحات واسعة النطاق وحازمة لمنع أي هجمات من الضفة الغربية، وادعى لابيد بعد جلسة تقييم أجراها في فرقة الضفة الغربية بالجيش الإسرائيلي، إنه تم إحباط 445 عملية نوعية، من بينها أكثر من 300 عملية إطلاق نار، وأشار في تصريحات وردت من مكتبه باللغتين العبرية والعربية، إلى أن السبت تم مهاجمة موقع ملموس وحساس لحركة حماس في قطاع غزة بعد إطلاق قذيفة صاروخية، وأكد من جانب آخر على أن حكومته ستقف خلف جنودها بشكل كامل، ولن تسمح لأي جهات أجنبية بإجراء تحقيقات ولن تقبل بالإساءة إليهم.

من جانب آخر، رفض رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية آفيف كوخافي خلال محادثات مغلقة الصلاحيات التي ستمنح إلى رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريش، بموجب الاتفاق الحكومي الائتلافي، وقال كوخافي في تصريحات نشرتها مواقع عبرية أنه لن يسمح بالاقتراب من تعيين أي جنرال في الجيش الإسرائيلي، وأنه لا جدوى لهذا الاتفاق. وقد جاءت هذه التصريحات بعد التقرير أن بتسلئيل يطالب وسيحصل على صلاحيات لتعيين ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي وسيكون مشاركا في سياسة جهاز الأمن الإسرائيلي في الضفة الغربية -وهذه صلاحيات خاصة فقط برئيس هيئة الأركان ووزير الجيش.

في ملف تشكيل الحكومة، حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو على الأغلبية في البرلمان (الكنيست) لتشكيل حكومته الائتلافية بعد توقيع اتفاق مع حزب شاس اليميني، حسبما أعلن حزب الليكود يوم الخميس، قبل أيام من موعد انتهاء مهمة تكليفه بتشكيل حكومة، وقال نتنياهو في بيان أصدره حزبه الليكود أنه تم استكمال خطوة أخرى نحو تشكيل حكومة يمينية تعمل لصالح جميع مواطني دولة إسرائيل.

وبعد إبرام الاتفاق مع حزب شاس، يتمتع ائتلاف نتنياهو بأغلبية مريحة تبلغ 64 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، وبموجب الاتفاق، سيتولى رئيس حزب شاس أرييه درعي منصب وزير الداخلية ووزير الصحة خلال النصف الأول من ولاية الحكومة، ثم يتولى بعد ذلك وزارة المالية للنصف الثاني، كما سيتولى منصب نائب رئيس الوزراء طوال فترة حكم نتنياهو، ليكون بذلك أول نائب لرئيس الوزراء من اليهود المتشددين.

وكان درعي أدين بارتكاب مخالفات ضريبية العام الماضي، لكنه لم يسجن بسبب اتفاق إقرار بالذنب، وسيحاول الائتلاف الذي يشكل حاليا غالبية في البرلمان تمرير قانون يسمح لدرعي بالعودة لشغل منصب وزير في الحكومة المقبلة قبل توقيع الاتفاق الائتلافي.

وخلال الأيام القليلة الماضية، وقع نتنياهو أربع اتفاقات منفصلة مع أحزاب القوة اليهودية والصهيونية الدينية ويهدوت هتوراة وحزب ناعوم للانضمام إلى الائتلاف الحكومي، وتنتهي مهلة تكليف نتنياهو منتصف يوم الأحد، بعد 28 يوما من تكليفه بتشكيل حكومة من قبل الرئيس يتسحاق هرتسوغ، لكنه يستطيع الحصول على خيار التمديد لمدة أسبوعين إضافيين.

ومساء الخميس، طلب حزب "الليكود"، من الرئيس الإسرائيلي ، تمديد مهلة تكليف رئيس الحزب بنيامين نتنياهو، لتشكيل الحكومة المقبلة بـ14 يوما. علما أن هرتسوغ ليس ملزما بتمديد مهلة نتنياهو لتشكيل الحكومة، وقد يحدد مدة أقصر من 14 يوما. ويسعى نتنياهو إلى تمرير تشريعات في "الكنيست" تسمح بتنفيذ الاتفاقات الائتلافية التي توصل إليها مع شركائه قبل تنصيب الحكومة الجديدة، بعد أن أنهى المفاوضات الائتلافية مع شركائه من الأحزاب اليمينية المتطرفة، وستصوت الهيئة العامة للكنيست، يوم الاثنين، على تعيين رئيس جديد للكنيست من حزب "الليكود"، الأمر الذي سيفتح المجال أمام ائتلاف اليمين بقيادة نتنياهو لإجراء التعديلات القانونية.

ويعارض الائتلاف الحالي بقيادة يائير لبيد تمديد المهلة، وقال وزير القضاء الإسرائيلي جدعون ساعر، إن تقديم تواقيع كتلة نتنياهو لتغيير رئيس الكنيست يدل على أن تشكيل الحكومة قد انتهى، وطلب نتنياهو مهلة أخرى هو للتضليل.

بعدما طالب بتمديد المهلة لـ14 يوماً كي ينهي تشكيل حكومته، سمح الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ لرئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، بـ10 أيام فقط. إلا أن هذه المهلة ليست كفيلة بالوصول إلى حل، وسط ما يواجهه رئيس الحكومة من مصاعب في إتمام مهمته، خصوصاً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، يائير لابيد، أطلق يوم الجمعة، مع غيره من قوى المعارضة، سلسلة مظاهرات ضد الاتفاقيات الموقعة مع أحزاب الائتلاف اليميني المتطرف الجديد. ورأى لابيد ردا على انتقادات اليمين الذي هاجمه على التظاهر ضد حكومة قبل أن تتشكل، أن هذه الحكومة مجنونة أي حكومة نتنياهو، معتبراً أنها تقوض أركان الديمقراطية وتمس بالجيش وبالجهاز القضائي، وتهدد بانهيار إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، وفق قوله.

وكان الرئيس المكلّف أكد أن المفاوضات تسير على قدم وساق وقد تم إحراز الكثير من التقدم، ولكن وفقاً لمعدل التقدم فإنه يحتاج إلى كل أيام التّمديد الممنوحة كي ينجز مهمته. إلا أن الرئيس هيرتسوغ منحه 10 أيام، في إشارة إلى أنه ليس راضيا عن مضمون الاتفاقيات، خصوصاً أن نتنياهو منح الأحزاب الصغيرة المتحالفة معه صلاحيات كبيرة ومناصب عديدة تهدد بالمساس بالديمقراطية وبفتح جبهات ضد إسرائيل حتى مع أصدقائها.

 

  1. فيروس COVID-19

بعد اعلان مطار بكين، أنه توقف عن إلزامية تقديم فحص كورونا السلبي للقادمين، اعتبارا من الثلاثاء، أعلنت الصين، الأربعاء، تخفيف القيود المرتبطة بكوفيد على نطاق واسع، مؤكدة أن بعض الإصابات يمكن أن تخضع لتدابير عزل في المنزل، كما خفضت شروط إجراء فحوص بي سي آر.

وقالت السلطات الصينية أيضًا إنه ما لم يتم تصنيف منطقة ما على أنها عالية الخطورة، فلا يمكن إيقاف العمل والإنتاج المحلي. وبموجب الإرشادات الجديدة التي كشفت عنها لجنة الصحة الوطنية في بكين يخضع للعزل في المنزل المصابون الذين لا تبدو عليهم عوارض والمصابون بعوارض طفيفة المؤهلون للعزل المنزلي، وستقوم السلطات بـالحد من نطاق اختبارات الحمض النووي وخفض وتيرة الفحوص. وستقتصر الفحوص الجماعية الإلزامية، التي كثيرا ما اعتبرت شرطا مرهقا في تطبيق سياسة صفر-كوفيد في الصين، على مناطق عالية المخاطر ومدارس.

أدى هذا الإعلان على موقع لجنة الصحة الوطنية إلى إضفاء الطابع الرسمي على التغييرات الحديثة الأخرى في ضوابط كورونا، مثل السماح لمزيد من الأشخاص بالحجر الصحي في المنزل، كما لن يُطلب بعد الآن من المسافرين بين الأقاليم إبراز فحص كوفيد سلبي أجري خلال 48 ساعة، ولن يُطلب منهم إجراء فحص لدى الوصول، بحسب القواعد الجديدة.

وجاء الإعلان الأربعاء بعد ساعات على نشر الحكومة بيانات أظهرت التداعيات الاقتصادية السلبية لسياسة صفر كوفيد. وتراجعت الواردات والصادرات في تشرين الثاني/نوفمبر إلى مستويات لم تُسجل منذ مطلع 2020، حيث انخفضت الوردات في تشرين الثاني/نوفمبر بنسبة 10.6%، على أساس سنوي في أكبر تراجع منذ أيار/مايو 2020، بحسب الإدارة العامة للجمارك. وتراجعت الصادرات بنسبة 8.7%، في الفترة نفسها.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

فاز حزب الرئيس الأميركي جو بايدن بمقعد إضافي في مجلس الشيوخ، الأربعاء، بعدما تمكّن السيناتور الديمقراطي، رافائيل وارنوك، من الاحتفاظ بمقعده عن ولاية جورجيا. وقد فاز السيناتور المنتهية ولايته على المرشّح الجمهوري هيرشل ووكر المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترمب. ويعزّز هذا الانتصار الأغلبية الضئيلة للغاية التي يتمتّع بها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، ممّا سيسمح للرئيس بقدر أكبر من التأثير في اللجان البرلمانية الأساسية. وكان المرشّحان تواجها في انتخابات منتصف الولاية التي جرت في نوفمبر، لكنّ أيّاً منهما لم يتمكن من حسم النتيجة من الدورة الأولى فكانت هذه الدورة الثانية بينهما. وتسدل هذه الانتخابات الستارة على انتخابات منتصف الولاية الرئاسية.

في ملف آخر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس عقوبات على رجل الأعمال التركي البارز صدقي أيان وشبكة شركاته متهمة إياه بتيسير بيع نفط وغسل أموال لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وأعلنت وزارة الخزانة في بيان أن شركات أيان أبرمت عقود بيع دولية للنفط الإيراني، رتبت شحنات وساعدت في غسل أموال العائدات وأخفت مصدر النفط الإيراني لصالح فيلق القدس. كما أضافت أن أيان أبرم عقودا تجارية لبيع نفط إيراني بمئات الملايين من الدولارات لمشترين في الصين وأوروبا، وانه حول هذه العائدات فيما بعد إلى فيلق القدس. كذلك كشفت أن العقوبات تستهدف أيضا نجل أيان، بهاء الدين أيان، وشريكه قاسم أوزتاس، ومواطنين تركيين آخرين على صلة بشبكة الشركات، إلى جانب 26 شركة من بينها مجموعة شركاته (إيه.إس.بي) القابضة ومقرها جبل طارق وسفينة. يشار إلى أن هذه الإجراءات الأميركية تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توترا بسبب مجموعة من القضايا، تضمنت الخلاف حول النهج السياسي في سوريا وشراء أنقرة أنظمة دفاع جوي روسية.

في سياق منفصل، كشف مسؤولون أميركيون في إدارة الرئيس بايدن أن روسيا تقدم الآن مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني لإيران مقابل تزويد طهران لموسكو بالأسلحة للحرب في أوكرانيا، وأشاروا إلى إنه كجزء من تعزيز الشراكة، قد تزود موسكو، إيران بمعدات ومكونات عسكرية متطورة، بما في ذلك طائرات الهليكوبتر وأنظمة الدفاع الجوي. وبحسب تقرير، فقد تدرب الطيارون الإيرانيون في الربيع داخل روسيا على قيادة الطائرة المقاتلة الروسية "سوخوي سو -35"، ما يشير إلى أن إيران قد تبدأ في استلام الطائرة خلال العام المقبل.

كما بين المسؤولون أنه من المتوقع أن تحدد إدارة بايدن ثلاثة كيانات مقرها روسيا شاركت في نقل طائرات إيرانية بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا. وتشمل هذه الكيانات القوات الجوية الروسية التي تستقبل الطائرات بدون طيار، ومركز الدولة 924 الروسي للطيران بدون طيار، حيث سافر أفراد من مركز 924 إلى إيران لتلقي التدريب على كيفية تشغيل الأسلحة الإيرانية. كذلك أوضحوا أن الولايات المتحدة تدرس أيضًا خيارات للجمع بين مجموعة من الدول ذات التفكير المماثل لمناقشة التعاون العسكري بين إيران وروسيا، وتعمل مع دول أخرى لضمان عدم قدرة روسيا وإيران على نقل المعدات أو الأسلحة أو الأموال بينهما وتحث البلدان على منع دعم هذه الشراكة الجديدة.

في السياسة الداخية، أعلنت السيناتور الديمقراطية، كريستين سينما، عن ولاية أريزونا، تخليها عن الحزب الديمقراطي تماما وتحولها إلى مستقلة وهي ضربة كبيرة للحزب خصوصا فيما يتعلق بانتخابات مجلس الشيوخ 2024. وقد أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطي في مجلس الشيوخ تشارلز شومر يوم الجمعة، أنه سيسمح للسيناتور سينما بالاحتفاظ بمهامها في اللجان، بعد أن تخلت عن انتمائها عن الحزب الديمقراطي، مشيرا أن قرار سينما لن يؤثر على سيطرة الديمقراطيين على لجان مجلس الشيوخ، بما في ذلك سلطة إصدار مذكرات استدعاء وإلغاء التشريعات دون دعم الجمهوريين وهي الصلاحيات التي اكتسبتها الأغلبية الديمقراطية بعد فوزها في جولة الإعادة في مجلس الشيوخ في جورجيا هذا الشهر.

 

  1. في الشأن العراقي

اندلعت مواجهات، يوم الأربعاء، في العراق على خلفية الحكم بالسجن على ناشط أدين بإهانة الحشد الشعبي، وتحدثت مصادر طبية عن مقتل متظاهرين اثنين مساء اليوم وإصابة حوالي 21 آخرين في مواجهات بين المتظاهرين وقوة أمنية في الناصرية مركز محافظة ذي قار بجنوب العراق. يأتي هذا بعدما حكمت محكمة في بغداد بالسجن ثلاث سنوات على الناشط الشاب حيدر الزيدي (20 عاماً) بتهمة إهانة قوات الحشد الشعبي، ولا يزال بإمكانه استئناف هذا الحكم. وصدر الحُكم على الزيدي الموقوف حالياً، على خلفية تغريدة نُشرت في يناير/كانون الثاني الماضي وجرى حذفها مذاك، تنتقد أبو مهدي المهندس. يذكر أنه في حزيران/يونيو، نددت بعثة الأمم المتحدة في العراق بوجود بيئة من الخوف والترهيب تقيّد حرية التعبير في البلاد، متحدثةً عن حوادث قامت بها عناصر مسلحة مجهولة الهوية بهدف قمع المعارضة والانتقاد.

على صعيد منفصل، أعلن وزير الخارجية العراقي، يوم الأربعاء، أن قمة إقليمية ثانية حول العراق ستعقد في عمَّان في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، متوقعاً مشاركة إيران وتركيا فيها، وأشار إلى أن "مؤتمر الشراكة والتعاون" هذا انعقد أساساً لدعم العراق واستمرارية دعمه، وحينما نتحدث عن دعم العراق واستمرارية دعم العراق من قبل الدول التي تشارك في هذا المؤتمر هذا يعني أيضاً دعم سيادة العراق. كما لفت إلى أنه لدى العراق التزامات تتعلق بالدستور العراقي بعدم السماح لأي منظمة أن تستعمل الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار، لكن بنفس الوقت لا يمكن قبول أي هجوم على الأراضي العراقية من قبل دول الجوار. وكان قصر الإليزيه قد أعلن الأحد عقد قمة إقليمية في الأردن قبل نهاية السنة، تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا على غرار مؤتمر بغداد في 28 أغسطس 2021، في ظل التوتر مع إيران وتركيا.

 

  1. في الشأن اليمني

نجا رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، اليوم الثلاثاء، من انفجار حقل ألغام أثناء مرور موكبه بالقرب من حي 7 يوليو في مدينة ‎الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، غربي اليمن، وقالت مصادر متابعة إن المركبات المدرعة التابعة للبعثة حالت دون وقوع إصابات في أعضاء البعثة بينما سقط عدد من القتلى في صفوف مسلحي الحوثي والحراسات الأمنية المرافقة للبعثة. ولم يصدر أي تعليق رسمي من البعثة الأممية حتى الآن حول الحادث.

وبحسب فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن الدولي، فإن الاستخدام العشوائي للألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع من قبل الحوثيين هو استخدام متوطن ومنهجي. ومنذ بداية النزاع قبل ثماني سنوات، تسببت الألغام بسقوط أكثر من عشرة آلاف ضحية في صفوف المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.

وتأسست بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في 13 ديسمبر 2018، بموجب قرار المجلس 2452، بعد فترة وجيزة من توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة وميليشيا الحوثي، وتعمل مع لجنة الانتشار المكونة من الطرفين على تنفيذ الاتفاق. وأخفقت البعثة منذ ذلك الوقت في تحقيق أي اختراق أو نجاح لدعم تنفيذ الاتفاق الذي تضمن وقفاً لإطلاق النار في الحديدة، والإشراف على إعادة نشر القوات في مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، في ظل استمرار رفض ميليشيا الحوثي تنفيذ بنود الاتفاق، بحسب اتهامات الحكومة الشرعية. وفي 23 ديسمبر الماضي، عَيَّنَ أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجنرال الأيرلندي بيري رئيسا لبعثة "أونمها" خلفاً للهندي أباهجيت غوها.

في سياق متصل، قال المبعوث الأميركي لليمن تيموثي ليندركينع إن الحوثيين رفضوا فتح الطرق إلى تعز وهي أبسط شروط الهدنة، وأضاف في إحاطة أمام لجنة العلاقات الخارجية الأميركية أن الحكومة اليمنية تدعم جهود السلام في مواجهة تعنت الحوثي. وفي اشارة غير مسبوقة، حذر المبعوث الأميركي من الدعاية الحوثية التي يحاول من خلالها تصوير أنفسهم بمثابة الضحية في مواجهة مطالب اليمنيين بإنهاء الحرب. وقال إن الحوثيين يبتعدون عن السلام وعلى المجتمع مساءلتهم وبيان الحقيقة، كما أكد أن الحوثيين لم يلتزموا بالمشاركة في العملية السياسية، ويرفضون تنفيذ أحد أبسط شروط الهدنة المتمثل بفتح طرق.إلى ذلك، أشاد ليندركينع بالدور السعودي في اليمن، مؤكدا أن الرياض اتخذت خطوات استباقية لضمان ضبط النفس وتأمين الهدنة الأممية منذ إنتهائها في أكتوبر الماضي.

 

  1. في الشأن المصري

أظهرت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن تضخم أسعار المستهلكين في المدن المصرية سجل 18.7% خلال نوفمبر، مقابل 16.2% في أكتوبر، حيث يعد هذا أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2017 عندما سجل 21.9%. وسجل معدل التضـخم السنوي لإجمالي الجمهورية 19.2% في نوفمبر 2022، مقابل 6.2% للشهر نفسه من العام الماضي.

إلى ذلك، كشف البنك المركزي المصري، عن ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي، ليبلغ مستوى 21.5% في نوفمبر الماضي، مقابل 19% خلال أكتوبر السابق عليه، وأوضح أن الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين سجل معدلا شهريا بلغ 2.7% في نوفمبر، مقابل معدل شهري بلغ 0.5% في نوفمبر من العام السابق، ومعدل شهري وصل إلى 2% خلال أكتوبر الماضي.

في سياق متصل، فقد واصلت البورصة المصرية ارتفاعها الأسبوعي، متجاهلة خسائر الجنيه المصري والارتباك الشديد في سوق الصرف، حيث تمكنت الأسهم المدرجة من تحقيق مكاسب أسبوعية تجاوزت 60 مليار جنيه. ووفق التقرير الأسبوعي للبورصة، صعد رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة بنسبة 6.8% لتربح الأسهم نحو 60.9 مليار جنيه بعدما زاد رأس المال السوقي من مستوى 890.4 مليار جنيه في إغلاق تعاملات الأسبوع الماضي، إلى نحو 981.3 مليار جنيه في إغلاق تداولات الأسبوع الحالي.

على صعيد آخر، قالت مصادر مصرفية إن تفعيل البنك المركزي لآلية لقبول المدفوعات بالروبل الروسي عبر منظومتي الدفع المحلية "مير الروسية" و"ميزة المصرية" المحلية مازالت تخضع للدراسة لوجود تفاصيل فنية عديدة، ولفتت إلى أن الدراسة تشمل قبول التعامل بالبطاقات الخاصة بمنظومة الدفع الروسية "مير (MIR)" في مصر بالنسبة للسائحين الروس، وأيضا قبول التعامل ببطاقات "ميزة" الخاصة بمنظومة الدفع الوطنية المصرية في روسيا لتسهيل المعاملات التجارية بين الدولتين. وقال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، في سبتمبرالماضي، إن مصر ستعتمد من خلال البنك المركزي المصري قبول مدفوعات السائحين الروس إلكترونيا خلال الشهرين القادمين من خلال بطاقة "مير" الروسية وهو ما يساهم في إعادة استخدام هذه الحصيلة في سداد فاتورة استيراد القمح، وأوضح أن حجم التدفقات من السياحة الروسية على مصر تتراوح بين 3 إلى 3.5 مليار دولار سنويا من إجمالي إيرادات 10 مليارات دولار من السياحة وهو ما يساعد في استخدام هذه الحصيلة من روسيا في استيراد القمح، والأغذية.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد في هذا الملف هذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة

شدد الرئيس المصري ورئيس المجلس السيادي في السودان على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأكدا خلال لقائهما يوم الجمعة في العاصمة السعودية قبيل انطلاق القمة العربية - الصينية أهمية قضية المياه، باعتبارها مسألة أمن قومي للبلدين.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

أكد مجلس التعاون الخليجي، يوم الجمعة، أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، معربا عن إدانته لاستمرار دعم إيران للجماعات المسلحة والطائفية في العراق ولبنان واليمن، وقال إنه يدعم قرارات مجموعة أوبك+ الهادفة إلى تحقيق التوازن في أسواق النفط، وتعزيز الرخاء والازدهار لشعوب المنطقة والعالم.

وأكد المجلس في البيان الختامي لأعمال الدورة الثالثة والأربعين لقادة دول المجلس في الرياض على ضرورة التزام إيران بمواثيق القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وشدد على أنه يجب أن تشمل مفاوضات الملف النووي الإيراني وأي مفاوضات مع طهران، معالجة سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة وبرنامجها الصاروخي، كما استنكر رفع إيران نسب تخصيب اليورانيوم، وطالبها بالتراجع عن الخطوة والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعبر عن قلقه من الخطوات ‏التصعيدية التي تتخذها إيران لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكدا رفضه استمرار تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول.

إلى ذلك، دعا المجلس الحوثيين للبدء في التفاوض تحت إشراف أممي للتوصل إلى حل سياسي، وأدان استمرار تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لليمن، وندد باستمرار إيران في دعم الجماعات المسلحة والطائفية في العراق ولبنان وسوريا واليمن، واعتبر أن ذلك يهدد الأمن القومي العربي ويزعزع استقرار المنطقة. وأكد أهمية منع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، مشيرا إلى أن حصولهم على سلاح يهدد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر. كما أدان المجلس الأعلى استمرار تهريب الخبراء العسكريين، والأسلحة إلى ميليشيا الحوثي في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن 2216، و2231، و2624، منوهاً بإعلان الحكومة البريطانية بتاريخ 7 يوليو 2022م، مصادرتها شحنات أسلحة وصواريخ متطورة إيرانية الصنع في المياه الدولية جنوب إيران، بتاريخ 28 يناير، و 25 فبراير، تضمنت (358) صاروخ أرض – جو، و (351) محرك لصواريخ كروز يصل مداها إلى 1000 كيلو متر، كانت متجهة للحوثيين، وإعلان الأسطول الأمريكي الخامس اعتراضه سفينة إيرانية بتاريخ 8 نوفمبر، على متنها (70) طناً من كلورات الأمونيوم المستخدم في صناعة وقود الصواريخ، و (100) طن من سماد اليوريا المتفجر، كانت في طريقها من إيران لميليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكداً على أهمية منع تهريب الأسلحة إلى المليشيا الحوثية التي تهدد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

كذلك، أكد المجلس أهمية وقف التدخل في شؤون ليبيا وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة منها، ودعم التوصل إلى حل سياسي وإجراء الانتخابات. وأبدى رفضه التدخلات الإقليمية في شؤون سوريا الداخلية، فيما شدد على دعمه لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. واعتبر أن الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، رافضا أي إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل.

 

  1. في الشأن الأوروبي

اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية الأربعاء، إضافة نحو 200 فرد وكيان إلى قائمة العقوبات ضد روسيا، من بينها الجيش وثلاثة بنوك، وتحتاج هذه الحزمة التاسعة إلى موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي.

وستضاف العقوبات الجديدة إلى الحظر الشامل على واردات النفط الروسي المنقولة بحرا والذي دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، وإلى السقف العالمي لسعر النفط الروسي المقرر مع دول مجموعة السبع وأستراليا. واقترحت فون دير لايين إضافة القوات المسلحة الروسية، وضباط، وشركات من صناعة الدفاع الروسية إلى قائمة الأفراد والكيانات الخاضعين لعقوبات الاتحاد الأوروبي، يضاف إلى هؤلاء أعضاء في مجلس الدوما ومجلس الاتحاد ووزراء وحكام أقاليم وأحزاب سياسية، ووفق فون دير لايين، يضطلع هؤلاء بدور رئيسي في الضربات الصاروخية الروسية ضد المدنيين وخطف أطفال أوكرانيين تم نقلهم إلى روسيا وسرقة منتجات زراعية أوكرانية. ويؤدي الإدراج على قائمة العقوبات إلى تجميد الأصول وفرض حظر على الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.

إلى ذلك، اقترحت بروكسل معاقبة ثلاثة بنوك روسية، لا سيما من خلال فرض حظر شامل على معاملات بنك التنمية الإقليمي الروسي من أجل زيادة شلّ الآلة المالية للرئيس الروسي، كما أوصت بفرض ضوابط وقيود تصدير جديدة على السلع ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري التي يمكن للجيش الروسي استعمالها. وتشمل هذه السلع العديد من المواد الكيميائية والمكونات الإلكترونية والمعلوماتية. إضافة إلى ذلك، تعتزم المفوضية حظر وصول روسيا إلى جميع أنواع الطائرات المسيّرة. وقالت فون دير لايين في هذا الصدد، أن الاقتراح هو في حظر التصدير المباشر للطائرات المسيّرة إلى روسيا وكذلك التصدير إلى أي دولة ثالثة، مثل إيران، يشتبه في تزويدها روسيا بطائرات مسيّرة، كما اقترحت تعليق نشاط أربع وسائل إعلام روسية إضافية قالت إنها متورطة في دعاية الكرملين، وكذلك إجراءات اقتصادية إضافية ضد قطاع الطاقة والتعدين الروسي، بما في ذلك حظر استثمارات التعدين الجديدة في روسيا.

في سياق منفصل، كشفت الأربعاء، معلومات جديدة عن هوية أبرز المشتبه بانتمائهم لجماعة يمينية متطرفة، اتهمها السلطات بالتخطيط لاقتحام مبنى البرلمان الألماني والاستيلاء على السلطة. وأعلنت السلطات الألمانية تنفيذها منذ صباح الأربعاء، عملية كبرى لمكافحة الإرهاب، في وقت أصدر فيه الادعاء العام أوامر باعتقال 25 مشتبهاً بانتمائهم لتنظيم "حركة مواطني الرايخ". وبحسب المعلومات، تشكلت الشبكة الإرهابية حول رجل يُعرف باسم الأمير هاينريش الثالث عشر، أو الأمير رويس ويبلغ من العمر 71 عاماً. ويتضمن أعضاء الحركة أشخاصاً آخرين، من بينهم عضو مجلس مدينة تابع لحزب البديل من أجل ألمانيا، يدعى كريستيان دابليو. واعتقلت السلطات الألمانية كذلك ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الروسية، للاشتباه في دعمهم تنظيم "مواطني الرايخ". كما أن من ضمن المشتبه بهم جندياً بقيادة القوات الخاصة لا يزال في الخدمة، وقد جرى تفتيش شقته ومكتبه في الثكنات العسكرية بمدينة كلاو التي تقع في ولاية بادن-فورتمبيرغ. وأوضحت خدمة مكافحة التجسس العسكرية أنه يُفترض أن الجندي يعد عضواً في طاقم القوات الخاصة. كذلك تورط في الانقلاب جنود سابقون بالجيش الألماني. وبحسب المعلومات الواردة، فإن كثيراً من أعضاء التنظيم يحملون أسلحة بصورة قانونية.

وقالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي، أنه منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، التقى أعضاء المجلس بصورة منتظمة في سرية؛ للتخطيط للاستيلاء المزعوم على السلطة في ألمانيا، وتأسيس هياكل دولتهم الخاصة، وأضافت أنهم وضعوا لأنفسهم هدفاً تجاوز نظام الدولة الحالي في ألمانيا، وأن يستبدلوا به الشكل الخاص بحكومتهم، التي وُضعت بالفعل الخطوط العريضة لها. كما اعتقلت بيرجيت مالساك-فينكمان القاضية والعضو السابق في البرلمان عن حزب البديل اليميني المتطرف بين عامَي 2017 و2021، وفي هذا الصدد يعتزم البرلمان الألماني إجراء مراجعات أمنية بعد اعتقال النائبة السابقة للاشتباه بمشاركتها في مؤامرة للإطاحة بالحكومة. وسعى حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يشغل حالياً 78 مقعداً من أصل 736 في البوندستاغ إلى النأي بنفسه عن محاولة الانقلاب المزعومة، وقالت قيادة الحزب في بيان أنها تدين وترفض مثل هذه الجهود، لكن بعض أعضائه كانت لهم آراء أخرى.

إلى ذلك، اعتقلت الشرطة الإيطالية ضابط سابق في الجيش الألماني في إيطاليا على علاقة بأقصى اليمين، فيما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن قوات الأمن تبحث أي علاقة محتملة لروسيا بالمخطط الذي كشف عنه.

أزمة شرق المتوسط

تجدّد الخلاف والصراع بين ليبيا واليونان وانتقل إلى الحدود البحرية بجزيرة كريت الغنية بموارد الطاقة، بعدما أعلنت أثينا اعتزامها البدء في التنقيب عن النفط والغاز في هذه المنطقة المتنازع عليها شرق البحر المتوسط، في خطوة أثارت انزعاج حكومة طرابلس. فقد أعلنت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، اعتراضها على التحركات الأخيرة التي قامت بها اليونان بعد تعاقدها مع بعض الشركات الدولية للبدء في استكشاف النفط والغاز في منطقة متنازع عليها جنوب وجنوب غربي جزيرة كريت، ووصفتها بـالتصرفات غير المسؤولة، كما اتهمتها باستغلال الأزمة الليبية لفرض الأمر الواقع، في تحديد الحدود البحرية الليبية اليونانية، محذرة من الاستمرار في هذه الخطوات، ومؤكدة مضي ليبيا في الدفاع عن حدودها البحرية وحقوقها السيادية في مناطقها البحرية بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة.

في المقابل، أكدّت وزارة الخارجية اليونانية، أنها تمارس حقوقها السيادية مع الاحترام الكامل للقانون الدولي وقانون البحار، وربطت التحركات الأخيرة في جزيرة كريت بما قامت به من خلال ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة مع مصر وإيطاليا.

 

  1. في الشأن التركي.

أشار المتحدث باسم الرئاسة التركية الاثنين، تعليقا على تصريحات سابقة لأردوغان حول إمكانية لقائه بالأسد، بأن بلاده لا تخطط للقاء قريب بين أردوغان والرئيس السوري، واستدرك قائلا إن أردوغان يوجه رسالة إلى الأسد مفادها، بأنه إذا تصرف بمسؤولية وبدد مخاوف تركيا الأمنية وسمح للمسار السياسي السوري بالتقدم، وضمن أمن وحماية الحدود التركية السورية، فإنه مستعد للقائه، وبشأن المعارضة السورية المدعومة من تركيا وتتخذ من إسطنبول مقرا لها، أشار قالن إن تركيا ستستمر في دعمها، على خلاف الولايات المتحدة وأوروبا، والعديد من الدول العربية، التي همشتها ونسيتها!

من جانب آخر، وخلال كلمتها أمام البرلمان التركي أثناء جلسة المناقشة الخميس، خلعت النائبة الكردية عن ولاية ديار بكر في حزب الشعوب الديموقراطي، رمزية توسون، حجابها من منصة التحدّث ورمته على الأرض قائلة: "في عاداتنا فإن رمي الحجاب الأبيض من قبل النساء على الأرض إشارة إلى رغبتهن في إنهاء أي صراع، على النساء اليوم استخدام قوتهنّ اليوم أيضاً".

وقد اشارت توسون، لاحقا في تصريح، أن النشطاء والناشطات الأكراد يتعرّضون للتوقيف والاعتقال تعرضاً شبه يومي، حيث بلغ عدد المعتقلات من نشطاء الحركات النسائية القريبة من نهج حزب الشعوب الـ50 امرأة خلال الأسبوع المنصرم. وقبل أيام، اعتقلت السلطات التركية 20 ناشطة كردية في حملة مداهمات واسعة شملت مدن ديار بكر واسطنبول وإزمير وموش وأغري وغيرها في نطاق تحقيق مركزي في أنقرة لم يتم الإفصاح عن مضمونه، مقابل توجيه تهم إدارة تنظيم إرهابي والقيام بنشاطات لمصلحة تنظيمات محظورة، حيث قررت المحكمة بعد 4 أيام من التوقيفات اعتقال 7 نساء وإطلاق سراح 13 آخرين قيد البقاء تحت الإقامة المنزلية. كما تلى ذلك اعتقال 50 ناشطة كردية في 14 مدينة موزعة في مختلف أنحاء البلاد ضمن نطاق التحقيق المتّبع من مكتب المدعي العام في أنقرة بتهم الانتماء إلى منظمة إرهابية، بينهم المسؤولة عن التنظيم النسائي في "حزب الشعوب الديموقراطي". كما رأت توسون أن التصعيد في الداخل تزامن مع استخدام السلطات التركية الأسلحة الكيميائية في روجافا وارتفاع وتيرة القصف والاستهدافات التي تطال المدنيين كل ساعة هناك.

على صعيد منفصل، أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، الأربعاء إن المملكة ستضع وديعة بقيمة خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي خلال أيام، مشيرا إلى أن هناك تحسناً كبيراً في علاقة الرياض بأنقرة، وأن المملكة تتطلع إلى فرص استثمارية في تركيا ودول أخرى.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أفادت وزارة الاقتصاد الإماراتية، إن الإمارات وأوكرانيا أعلنتا يوم الاثنين عزمهما بدء مفاوضات حول اتفاقية للتجارة الثنائية من المتوقع إبرامها بحلول منتصف العام المقبل. وقالت الوزارة إن وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية وقعا بيانا مشتركا حول التفاوض للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، كما أضافت أن الاتفاقية ستكون الأولى من نوعها للإمارات مع دولة أوروبية، وذلك بعد تعهدات تجارية واستثمارية تزيد على 3 مليارات دولار أعلنتها الدولة خلال زيارة الرئيس الأوكراني لها في فبراير/شباط 2021.

وستبدأ المفاوضات التجارية بين الإمارات وأوكرانيا في الأسابيع المقبلة بعد إبرام الإمارات لصفقات مماثلة مع الهند وإندونيسيا وإسرائيل، فيما تجري المحادثات مع تركيا وجورجيا وكمبوديا. وتسعى الإمارات إلى تنفيذ هذه الاتفاقيات في محاولة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط والغاز ، بهدف مضاعفة حجم اقتصادها إلى 820 مليار دولار بحلول عام 2030.

في سياق منفصل، قال الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد إمارة دبي، الخميس، إن الإمارة أقرت ميزانية حجمها 67.5 مليار درهم (18.38 مليار دولار) لعام 2023، مع توقع إيرادات بـ 69 مليار درهم، مما يعني فائضا قدره 1.5 مليار درهم. وكانت وزارة المالية الإماراتية قد أفادت إن الحكومة الاتحادية وحكومات الإمارات حققت إيرادات إجمالية بقيمة 305.6 مليار درهم (83.20 مليار دولار) في النصف الأول من العام 2022. والميزانية الاتحادية هي قسم بسيط من الإنفاق الحكومي لأن لكل إمارة ميزانية منفصلة.

 

  1. في الشأن السعودي

تحولت الصين لشريك تجاري أول للسعودية في السنوات الخمس الأخيرة، مشكلة الوجهة الأولى لصادرات المملكة ووارداتها منذ عام 2018، وبلغ حجم التجارة بين البلدين العام الماضي أكثر من 300 مليار ريال أي بزيادة قدرها 39% في عن عام 2020، كما فاق إجمالي حجم الصادرات السعودية للصين الـ190 مليار ريال، منها صادرات غير نفطية بقيمة 41 مليار ريال. وفي ميزان الذهب الأسود، تميل الكفة للسعودية أكبر مصدّر للنفط إلى بكين، لا سيما مع ارتفاع الواردات الصينية من السعودية بنسبة 3.1% مقارنة بعام 2020. أما قيمة استثمارات المملكة في الصين فتصل إلى 8.6 مليار ريال، ما وضعها بالمرتبة الثانية عشرة في ترتيب الدول المستثمرة هناك حتى نهاية عام 2019. وبالمقابل، تستحوذ السعودية على أكثر من 20% من استثمارات الصين في العالم العربي بنهاية العام الماضي أي ما قيمته 39 مليار دولار.

وفي ملف القمة السعودية - الصينية، تبادلت المملكة مع جمهورية الصين الشعبية عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين، وهي كالتالي:

أولاً: خطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية.

ثانياً: مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية.

ثالثاً: اتفاقية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية للتعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية.

رابعاً: مذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية.

خامساً: مذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر.

سادساً: خطة عمل لتفعيل بنود مذكرة التعاون في مجال الإسكان.

وقد أتت هذه الاتفاقيات والمذكرات ضمن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وفي السياق، وقعت أرامكو السعودية ومجموعة "شاندونغ" للطاقة الصينية، مذكرة تفاهم تتضمن اتفاقية محتملة لتوريد النفط الخام، واتفاقية شراء منتجات كيميائية. ويمتد نطاق المذكرة ليشمل التعاون عبر التقنيات المتعلقة بالهيدروجين، ومصادر الطاقة المتجددة، واحتجاز الكربون وتخزينه.

كما وقعت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان مُمثلةً بوكالة الوزارة لتحفيز المعروض السكني والتطوير العقاري، والشركة الوطنية للإسكان، مُذكرة تفاهم للتعاون مع ثلاث شركات صينية للإسهام في توفير أكثر من 100 ألف وحدة سكنية بقيمة تجاوزت 10 مليارات ريال. ومن المتوقع أن تخلق المذكرة، التي تم توقيعها على هامش القمة السعودية الصينية في الرياض، فرصا للشراكة مع المطورين العقاريين والمقاولين العاملين في مجال الإسكان وإنشاء مصانع لتقنيات البناء الحديثة.

وفي ملف الازمات في المنطقة، جدد الجانب السعودي على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، بينما رفضت الصين أي هجمات تستهدف المدنيين والأراضي السعودية، معارضة بحزم أي تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، ودعت إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكدة على أهمية احترام طهران لمبادئ حسن الجوار، وطالبتها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعزيز التجاوب لضمان سلمية برنامجها النووي. وعن اليمن، دعمت الصين الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مشيدة بمبادرة السعودية لإنهاء الحرب، وفق المبادرة الخليجية، وأعلنت دعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لأداء مهامه. كما حرصت الصين على دعم الإجراءات اللازمة لحفظ أمن واستقرار لبنان، على ألا يكون منطلقا للأعمال الإرهابية. أما بالنسبة للعراق، فأكدت الصين على استمرار تقديم الدعم لبغداد والترحيب بتشكيل الحكومة الجديدة.

 

  1. في الشأن الروسي

قالت وزارة الدفاع الروسية الاثنين، أن مطارين عسكريين روسيين يقعان في عمق روسيا تعرضا لهجمات بطائرات أوكرانية مسيرة وأن انظمة الدفاع الجوي الروسية تصدت لها واسقطتها. وحسب الرواية الروسية تم اسقاط الطائرات المسيرة فوق المطارين وقد أدى سقوط حطام الطائرات المسيرة إلى تضرر عدد من الطائرات المقاتلة بشكل بسيط. وقد لقي في الهجومين 3 جنود روس مصرعهم وأصيب عدد آخر حسب بيان وزارة الدفاع الروسية. ويقع المطاران في منطقتي ريازان وساراتوف على بعد مئات الكيلومترات من ساحة المعركة، ويُعتقد أن القاذفات الاستراتيجية الروسية بعيدة المدى تتمركز في قاعدة إنغلز الجوية في منطقة ساراتوف.

في سياق متصل، تحدث الرئيس الروسي الجمعة عن إمكان تعديل العقيدة العسكرية لبلاده من أجل إتاحة تنفيذ ضربة استباقية لنزع سلاح العدو، وأضاف أن موسكو تدرس تبني ما سماه مفهوم واشنطن للضربة الاستباقية، مردفاً، أولاً، طورت الولايات المتحدة مفهوم الضربة الوقائية، وثانياً، هي تعمل على تطوير نظام ضربات يهدف إلى نزع سلاح العدو. كما اعتبر أنه ربما ينبغي لموسكو التفكير في تبني الأفكار التي طورها الأميركيون لضمان أمنهم، لكنه قال، نحن فقط نفكر في هذا الأمر!

يذكر أن بوتين كان ألمح الأربعاء إلى أن موسكو لن تستخدم سلاحاً نووياً إلا رداً على هجوم من هذا النوع، موضحاً أن  موسكو تعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. واللجوء إليها يستند إلى ما يسمى "الرد انتقاماً"، أي إذا تعرضنا لضربة، نضرب رداً على ذلك! غير أنه كشف أن التهديد بحرب نووية يتزايد نظراً إلى المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محملاً الأميركيين والأوروبيين مسؤولية ذلك!

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، يوم الأحد، إن العلاقة بين روسيا والغرب وصلت إلى مرحلة المواجهة، مضيفا إن الجانبين سيضطران للاستمرار في هذا المناخ لفترة أطول. وكان الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن ديمتري مدفيديف، أكد في وقت سابق، أن بلاده تكثف إنتاج أقوى وسائل التدمير، ملوحاً باستخدامها ضد الغرب، وقال أن عدونا ليس متواجداً في الخنادق فقط في محافظة كييف في مالوروسيا (وهو كيان إقليمي إداري في الإمبراطورية الروسية السابقة)، إنه موجود أيضاً في أوروبا وأميركا الشمالية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها.

 

  1. في الشأن الأوكراني

بعد تعرّض مطاري ريزان وساراتوف الروسيين للطائرات الاستراتيجية لهجوم بطائرات مسيرة، شنت القوات الروسية هجمات صاروخية كثيفة على مواقع في الأراضي الأوكرانية، للمرة الثامنة، خلال ثمانية أسابيع، وتركت الغارات الصاروخية سكان مدينة أوديسا دون ماء، بينما انقطعت الكهرباء عن منطقة سومي، بكاملها.

على صعيد آخر، نقلت مصادر مطلعة، الجمعة، بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستعلن قريبا عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار، وأشارت إلى أن حزمة المساعدات ستتضمن وسائل لتعزيز نظام الدفاع الجوي الأوكراني والتصدي لطائرات مسيرة. كما من المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة لأوكرانيا كذلك صواريخ لأنظمة HIMARS، وعربات مدرعة من نوع Humvee ومولدات الطاقة. ومن المخطط أيضاً أن يتم تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية من مستودعات البنتاغون. أتت هذه التطورات بعد أيام قليلة من إعلان مسؤولين أميركيين عن إمداد كييف بمساعدة مالية كبيرة للتخفيف من وطأة الأضرار التي سبّبها قصف شبكة الطاقة، وذلك بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بالشبكة الكهربائية في أوكرانيا جراء القصف الروسي خلال الشهر الماضي، وأكدوا أن إدارة بايدن خصّصت 1.1 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة في أوكرانيا ومولدوفا.

على صعيد آخر، قال وزير الزراعة الأوكراني، يوم الأحد، إن المتعاملين لا يعتزمون تعليق شحنات الحبوب من مواني أوديسا على البحر الأسود في أعقاب أحدث الهجمات الروسية على نظام الطاقة في المنطقة، وأشار أن هناك مشكلات لكن لم يبلغ متعاملون عن أي تعليق للشحنات وأن الموانئ تستخدم مصادر طاقة بديلة. وأتت هذه التصريحات بعد أن أعلن مسؤولون محليون، السبت، أن الكهرباء انقطعت عن جميع مرافق البنية التحتية غير الحيوية في مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا بعد إطلاق روسيا طائرات مسيرة لضرب منشآت الطاقة، في حين تضرر أيضاً جزء كبير من المنطقة المحيطة. فيما قال مكتب المدعي العام الأوكراني إن طائرات مسيرة إيرانية من طراز شاهد-136 أصابت منشأتين للطاقة في منطقة أوديسا. بدورها أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أن 15 من تلك الطائرات المسيرة، التي يمكنها حمل متفجرات والطيران صوب أهدافها، أُطلقت على أهداف في منطقتي أوديسا وميكولايف الجنوبيتين لكن تم إسقاط 10 منها.

في سياق منفصل، بحث الرئيس الفرنسي عبر الهاتف مع نظيره الأوكراني، الأحد، في التحضيرات لمؤتمر جديد لدعم أوكرانيا يُعقد الثلاثاء في باريس، وفق ما أفاد الرئيسان. وقد أشار ماكرون أنه حضّر  مع زيلينسكي المؤتمرين اللذين تستضيفهما فرنسا الثلاثاء: الأول دولي لتلبية حاجات أوكرانيا خلال الشتاء، والثاني مع الشركات الفرنسية التي تنخرط في إعمار البلد. من جانبه، قال الرئيس الأوكراني  انه تم تنسيق المواقف قبل قمّة افتراضية مع مجموعة السبع ومؤتمر دعم في باريس، ونوقشت عملية تطبيق خطّة كييف للسلام التي تتضمن 10 نقاط، والتعاون في مجال الدفاع واستقرار قطاع الطاقة. ويقوم زيلينسكي بمداخلة عبر الفيديو في مؤتمر الثلاثاء "من أجل صمود أوكرانيا وإعمارها"، فيما سيكون رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال حاضرًا. وأفاد قصر الإليزيه أن رؤساء دول وحكومات وزراء 47 دولة سيشاركون في المؤتمر، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ويأتي المؤتمر بعد تصريحات لماكرون مطلع كانون الأول/ديسمبر أكد فيها أنه ينبغي إعطاء ضمانات لروسيا لإيجاد توازن جيّد ما إن تنتهي الحرب في أوكرانيا. وقد أعربت شخصيات أوكرانية ومسؤولون من أوروبا الشرقية عن استيائهم، وحتى معارضتهم الصريحة لهذه التصريحات، لكن الرئاسة الفرنسية نفت أن يكون هناك أي توتر مع أطراف أخرى. وأكد الرئيس الروسي من جانبه، الجمعة، أنه سيكون من الضروري في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع في أوكرانيا، معربًا عن شكوكه في الثقة التي يمكن أن تمنحها موسكو لمحاوريها.

يذكر أن موسكو كانت قد طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن هذا الاسبوع من أجل مناقشة عملية إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وقد بحث مجلس الأمن الدولي هذه المسألة في جلسة عقدها مساء الجمعة تحت بند "التهديدات للسلم والأمن الدوليين". حيث اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، كييف ببيع او تهريب قسما من الاسلحة التي تصلها من الغرب إلى مجموعات مسلحة في مناطق مختلفة من العالم، وقال إن ثمة معلومات وصلت الشرطة الفنلندية بشأن أسلحة تم تزويدها إلى كييف ذهبت لمجرمين أيضا في السويد والدنمارك وهولندا، كما تحدث عن معلومات منذ عام 2020 بشأن أسلحة تتدفق من أوكرانيا إلى مناطق النزاعات في أفريقيا والشرق الأوسط، بما يشمل الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات. وحذر من أن الوضع يخرج عن السيطرة لدرجة أن الأسلحة التي تذهب إلى كييف تظهر في الأسواق السوداء وليس في أوروبا فقط! وكان لافتا ردّ مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسيا، حيث أشار في بداية كلمته إلى إنه ليس من حاجة لإغراق قاعة مجلس الأمن بدخان المؤامرات، مشيرا إلى أن مرة أخرى تحاول روسيا إضفاء الشرعية على انتهاكاتها الجسيمة لميثاق الأمم المتحدة عبر استخدام هذا المجلس كمنصة لنشر الدعاية الكاذبة، وأضاف أنه يتم إلقاء اللوم على الضحية، ولكن كلما قاومت الضحية وكلما زادت المساعدة التي تتلقاها الضحية من الدول التي لديها شعور بالمسؤولية، تصبح الاتهامات المنهالة عليها أخطر. وحذر من أن روسيا قدمت نفس الادعاءات في أيلول/سبتمبر، وما حدث بعد ذلك هو أن القوات الأوكرانية نفذت عمليتها لتحرير شرقي وجنوبي البلاد. ولفن أنه منذ أيلول/سبتمبر تم تحرير آلاف الكيلومترات في أقاليم خاركيف وخيرسون ولوهانسك، وهذا أكثر برهان قوي وحيوي على أن جميع الأسلحة في يد الأوكرانيين تخدم هدفها المحدد، وهو مساعدة الجيش الأوكراني لتحرير شعبه وأراضيه، وأكد أنه لمنع استخدامها غير المشروع، أنشأت أوكرانيا - وضمنت فعالية - منظومة متعددة المستويات للسيطرة على السلاح.

ميدانياً، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، الأحد، أن القوات الروسية نفذت 60 هجوماً في لوغانسك وباخموت خلال 24 ساعة، وحذرت من أن روسيا تحشد قواتها في لوغانسك بكثافة وتستعد لمهام قتالية، كما أشارت إلى أن خطر الهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية لا يزال قائما.

من جهتها، أكدت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن أوكرانيا استهدفت المقاطعة بـ180 قذيفة وصاروخا خلال 24 ساعة. كما اتهمت السلطات الموالية لروسيا بدونيتسك القوات الأوكرانية بقصف مركز المدينة بـ 20 صاروخ غراد. وقالت السلطات التي نصبتها روسيا في مدينة ميليتوبول ذات الموقع الاستراتيجي إن أوكرانيا هاجمت المدينة المحتلة في جنوب شرقي البلاد مساء السبت.

 

  1. في الشأن الايراني

بعد نفي النظام الايراني وحرسه الثوري صحة المعلومات التي وردت في تسريبات "بلاك ريوارد" المقرصنة من وكالة فارس، أقر النظام الثلاثاء، بالتسريبات التي تدينه وتفضح قمعه للمحتجين، وأعلن رسميا الاثنين اعتقال نائب رئيس وكالة فارس, عباس توانغر بسبب التسريبات التي نشرتها "إيران إنترناشيونال" وادعى إعلام النظام أن توانغر زور النشرات المقرصنة.

وكانت التسريبات قد كشفت قلق السلطات الإيرانية، لا سيما المرشد، من الانتفاضة المستمرة في إيران. كما تحدثت أنباء عن توقيف أحد منتجي النشرة السرية لوكالة فارس للأنباء وأفادت مصادر أن أحد محرري النشرة السرية لوكالة أنباء فارس القريبة للحرس الثوري والتي تسربت مؤخرا، يدعى عباس درويش توانغر، ألقي القبض عليه. وذكر موقع "إيران واير" الناطق بالفارسية، أنه علم باعتقال عباس تَوانغر حسب ما تردد في الأوساط الأصولية منذ يوم الخميس 1 ديسمبر. ويعد عباس تَوانغر أحد كبار مدراء وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهو شقيق النائب في البرلمان الإيراني، مجتبى توانغجر، ويشار إليه كأحد منتجي سلسلة نشرات الحرس الثوري السرية أيضا.

من جانب آخر، أعرب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عن تأييده للحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، وأعرب خاتمي، وهو إصلاحي شغل منصب الرئيس من العام 1997 حتى 2005 لكن المؤسسة الحاكمة أسكتته منذ سنوات، عن تأييده للحركة الاحتجاجية، ووصف شعار "امرأة، حياة، حرية" (أبرز هتاف يردده المحتجون) بأنه رسالة رائعة تعكس التحرّك باتجاه مستقبل أفضل. وقال، في بيان أوردته وكالة "إسنا" الإخبارية الثلاثاء عشية "يوم الطالب"، إنه يجب ألا يتم وضع الحرية والأمن في مواجهة بعضهما البعض، كما يجب ألا يُداس على الحرية من أجل المحافظة على الأمن، وينبغي عدم تجاهل الأمن باسم الحرية. وتحدّث خاتمي أيضاً ضد توقيف طلاب قادوا الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران منذ وفاة أميني بينما كانت محتجزة في 16 سبتمبر الماضي، وقال إن فرض القيود لا يمكن أن يضمن في نهاية المطاف استقرار وأمن الجامعات والمجتمع. كما دعا خاتمي في بيانه المسؤولين إلى مد يد العون للطلاب والاعتراف بجوانب الحوكمة الخاطئة قبل فوات الأوان.

ودعت مجموعات شبابية الناس للنزول إلى الشوارع وتحويل "يوم الطالب" الذي يتم إحياؤه سنوياً إلى يوم رعب بالنسبة للدولة، وأغلقت العديد من المتاجر أبوابها بينما شوهد شباب يخرجون ضمن مسيرات ويهتفون بشعارات احتجاجية في أنحاء البلاد، متحدّين في بعض الأحيان الحضور الأمني الكثيف، بحسب تسجيلات مصوّرة نشرها ناشطون ومجموعات حقوقية على الإنترنت.

وبعد إعلان السلطات الإيرانية حلّ شرطة الأخلاق ووقف تسيير ما تسميها "دوريات الآداب"، أعلن النائب في البرلمان الإيراني وعضو اللجنة الثقافية البرلمانية حسين جلالي أن الحكومة تبحث تجميد الحسابات المصرفية لغير المحجبات. كما أوضح جلالي أنه مع انتهاء الاحتجاجات سيتم إنهاء هذه الأمور في غضون أسبوع أو أسبوعين، ما يعني أن الحجاب سيعود إلى رؤوس النساء، حسب تعبيره، وأضاف أنه سيتم تنفيذ خطة الحجاب والعفة في الأسبوعين المقبلين، على أن يتم رفع تكلفة عدم ارتداء الحجاب.

إلى ذلك، توعد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يوم الجمعة، من وصفهم بأنهم مثيرو الشغب والمتسببين في مقتل قوات الأمن في البلاد بعقاب شديد، في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وأكد على متابعة تحديد مثيري الشغب، قائلا إنه سيتم محاكمتهم ومعاقبتهم بشدة. وقد أتت هذه التصريحات، فيما لم تهدأ الإدانات الدولية والحقوقية منذ صباح الخميس، بعد الإعلان عن إعدام السلطات الإيرانية الشاب محسن شكاري. فقد انهالت التنديدات الدولية ومعها منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان بعد تنفيذ إيران منذ بدء التظاهرات أول حكم إعدام مرتبط بالاحتجاجات، وذلك وسط مخاوف من عمليات إعدام جديدة.

وفي حين تتواصل التظاهرات في إيران تستمر القوات الأمنية بقمعها بكل الوسائل. فقد أظهرت مقاطع فيديو عناصر النظام الإيراني في كرمانشاه (غرب البلاد)، يوم الجمعة، وهم يعتدون على مسيرة صامتة نظمها الأهالي في جادة طاق بستان، وأطلقوا النار باتجاه المحتجين. وبحسب شهود عيان، فإن الشابة التي تصرخ في المقطع الذي نشره موقع "إيران انترناشيونال"، تعرضت لإصابة في إحدى عينيها برصاصة صيد. كما ذكرت مصادر منظمة "هنغاو"، أنه تم استخدام بنادق الصيد والكلاشنيكوف، وأصيب ما لا يقل عن 7 مواطنين واعتقل عدد منهم. وفي طهران في حي اكباتان، قامت قوات الأمن بضرب الناس وإطلاق النار على الشقق السكنية.

وفي سياق متصل، حكمت "محكمة رجال الدين الخاصة" على فريدة مرادخاني، ابنة أخت المرشد الإيراني علي خامنئي، بالسجن 15 عاما. وأعلن محمد حسين أقاسي، محامي مرادخاني، يوم الجمعة، أن موكلته حوكمت في محكمة رجال الدين الخاصة، وهذه المحكمة ليس من اختصاصها النظر في تهم فريدة مرادخاني، وحُكم عليها بالسجن 15 عاما. وأضاف المحامي أنه تم قبول استئنافه بتوقيع مرادخاني، وتم تأكيد الحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات. يشار إلى أن فريدة مرادخاني ناشطة في مجال حقوق الإنسان وابنة شقيقة المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، اعتقلت في 23 نوفمبر الماضي بعد دعوتها من خلال رسالة مسجلة إلى طرد سفراء إيران دعما للاحتجاجات في بلادها.

يبدو أن السلطات الإيرانية تمهد لموجة إعدامات جديدة، رغم الاستنكار الدولي على إعدام أحد المحتجين يوم الخميس، فقد دافعت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري عن قرار إعدام المحتج محسن شكاري، مطالبة بإعدام 60 شخصاً أو أكثر مقابل سقوط 60 عنصراً من قوات الأمن، وقالت إن الضجيج الذي أثاره البعض، بعد إعدام شكاري أظهر أن إجراءات السلطة القضائية كانت صحيحة وتطابق المعايير القانونية، مضيفة أنه يجب أن ننتظر ونرى محاكمة ومعاقبة مثيري الشغب، لتعويض جزء من الخسائر التي ألحقها المتواطئون ضد إيران والإيرانيين.

وتتواصل الاحتجاجات الغاضبة في إيران عقب إعلان إعدام الشاب محسن شكاري على خلفية مشاركته بالتظاهرات، فيما تواصل القوات الأمنية قمعها. فقد هاجم الأمن الإيراني، متظاهرين وسط العاصمة يهتفون "الموت لخامنئي"، كما هاجموا متظاهرين في منطقة ستارخان في طهران. إلى ذلك، أظهر مقطع فيديو قيام مجموعة من الطالبات الجامعيات في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، غربي البلاد، بإضرام النار في علم النظام الإيراني، وسط هتافات مناهضة لنظام طهران. كما أظهر مقطع فيديو آخر من جامعة سنندج، طالبات يهتفن ضد النظام ويؤكدن على استمرارية التظاهرات الشعبية رغم محاولات النظام قمعها، كذلك، أظهر مقطع فيديو من جامعة "بهشتي"، شمالي العاصمة طهران، مظاهرة طلابية وسط الجامعة للتضامن مع الانتفاضة الشعبية في البلاد. وأيضاً شاركت مجموعة من طالبات جامعة الزهراء في طهران بالتنديد بإعدام الشاب محسن شكاري. ورفعت الطالبات لافتات كتب عليها: "لا للإعدام".

تزامناً، اتسعت موجة الدعوات للانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني في مناطق مختلفة من إيران، بعد إعدام محسن شكاري، المتظاهر ابن الـ23 عامًا في طهران، وبالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان. ودعت مجموعة "شباب أحياء طهران"، المواطنين إلى القيام بمسيرة احتجاجية من ساحة توحيد إلى ساحة صادقية في طهران، يوم السبت، انتقاما لإعدام الشاب المتظاهر.

إلى ذلك، صادقت المحكمة العليا في إيران، السبت، على حكم بالإعدام بحق متظاهر ثانٍ، وذلك بعد إعدام أول متظاهر، الخميس الماضي. فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية، أن إصدار السلطات الإيرانية حكم الإعدام على متظاهر ثان انتهاك صارخ للقانون الدولي. ووصفت المنظمة عقوبة الإعدام بأنها اعتداء مروع على الحق في الحياة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يحظر استخدام عقوبة الإعدام في الجرائم التي لا تنطوي على القتل العمد، كما أضافت أن حكم الإعدام بحق محمد زاده صدر بعد محاكمة صورية وبعد أقل من شهرين فقط من اعتقاله. وأدانت محكمة ثورية في طهران الشهر الماضي سهند نور محمد زاده، 27 عاما، بتهمة "عداء الله"، وقد اتهم بإضرام النار في سلة مهملات وقطع الطريق، وهو ما نفاه. ويعتبر قانون العقوبات الإيراني أحكام الإعدام أو الشنق ضرورية لمعاقبة من يتم إدانته بـ"المحاربة والفساد في الأرض"، بحسب تقدير القاضي.

في ملف المفاوضات النووية، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، يوم الجمعة، أن بلاده ستعود إلى الالتزام بالاتفاق النووي حال رفع العقوبات المفروضة عليها، وقال إذا قاموا بإلغاء العقوبات، فسنرجع أيضا إلى التزاماتنا في خطة العمل الشاملة المشتركة! كما أضاف إن الأماكن التي فتشها مفتشو الوكالة الذرية هي مزرعة ماشية ومنجم مهجور وساحة لتجميع الخردة يزعم أنها كانت موقع لأنشطة إيران النووية، مشيرا إلى أنهم أخذوا عينات من الخرداوات، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تكون الخرداوات قد دخلت إلى مكان به تلوث!

في موازاة ذلك، أكد دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، الجمعة، أن العلاقة مع إيران معقدة وتواجه صعوبات متزايدة، مشيرا إلى أن الاتحاد سيعلن عن عقوبات جديدة ضد طهران الاثنين المقبل .كما قال تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية  الاثنين في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي يشدد على فصل الملف النووي عن الاحتجاجات والمسيرات.

يشار أنه في وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أن واشنطن تعتزم التركيز على منع تزويد إيران روسيا بالأسلحة، ودعم الاحتجاجات في إيران عوضا عن إحياء الاتفاق النووي مع طهران، لافتا إلى أن إيران ليست مهتمة بالاتفاق النووي، وبالتالي ركزت واشنطن على قضايا أخرى. الآن هناك وضع يسمح لواشنطن بقلب الوضع بمحاولة احتواء وتعطيل تزويد روسيا بالأسلحة ودعم تطلعات الشعب الإيراني. وأشار إلى أن واشنطن تشكك في الفائدة من مواصلة العمل على إحياء الاتفاق النووي الإيراني، بالنظر إلى أن طهران نفسها غير مهتمة بذلك.

 

  1. في الشأن السوداني

تم يوم الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم التوقيع على اتفاق إطاري بين العسكريين وقوى سياسية متعددة، ينص على تدشين مرحلة انتقال سياسي يقودها مدنيون لمدة عامين وتنتهي بإجراء انتخابات. يتكون الاتفاق الجديد من 5 بنود رئيسية هي: المبادئ العامة، وقضايا ومهام الانتقال، وهياكل السلطة الانتقالية، والأجهزة النظامية، وقضايا الاتفاق النهائي. ويَحُد الاتفاق المبدئي من الدور الرسمي للجيش، وسيضعه في إطار مجلس للأمن والدفاع برئاسة رئيس الوزراء، لكنه يترك قضايا حساسة -بما في ذلك العدالة الانتقالية وإصلاح قطاع الأمن- لمزيد من المحادثات. كما نص الاتفاق السياسي الإطاري في السودان على أن الفترة الانتقالية ستكون مدتها 24 شهرا تبدأ من تاريخ تعيين رئيس للوزراء، على أن يكون رأس الدولة قائدا أعلى للقوات المسلحة، كما نص أيضا على تنقية الجيش من أي وجود سياسي حزبي، وعلى أن القوات المسلحة تتخذ عقيدة تلتزم بالقانون والدستور وتقر بالنظام الديمقراطي. وحول أزمة الشرق نص الاتفاق على الالتزام بحل أزمة شرق السودان ضمن الحقوق الدستورية لمواطني الإقليم ومشاركة جميع أصحاب المصلحة ضمن العملية السياسية الجارية.

والاتفاق الموقع هو الشق الأول من عملية سياسية على مرحلتين ترتكز على مسودة الدستور التي أعدتها نقابة المحامين السودانيين أخيرا، بحسب بيان قوى الحرية والتغيير. أما الشق الثاني من الاتفاق فسيتم النظر فيه لاحقا؛ حيث اتفقت الأطراف السودانية على أن يتم تطوير الاتفاق الإطاري بمشاركة جماهيرية واسعة من أصحاب المصلحة والقوى الموقعة على الإعلان السياسي وقوى الثورة في 4 قضايا رئيسية تحتاج لمزيد من التفصيل للوصول لاتفاق نهائي.

 وهذه القضايا هي أولا العدالة والعدالة الانتقالية، ثانيا الإصلاح الأمني والعسكري، وثالثا اتفاق جوبا للسلام وإكمال السلام (وقع في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020)، ورابعا تفكيك نظام 30 يونيو (نظام الرئيس المعزول عمر البشير). وقالت قوى الحرية والتغيير، وهي فصيل مدني رئيسي كان انقلاب البرهان أطاح به، إن الاتفاق الإطاري يمهد الطريق لتشكيل سلطة مدنية انتقالية.

ويواجه الاتفاق معارضة من جماعات مناهضة للجيش وفصائل إسلامية موالية لنظام الرئيس السابق عمر البشير الذي أطيح به عام 2019. كما دعا ناشطون منادون بالديمقراطية ويرفضون أي تفاوض وأي شراكة مع الجيش إلى مظاهرات احتجاجا على الاتفاق. واعترض على الاتفاق كذلك قادة حركات التمرد السابقون الذين وقعوا في 2020 اتفاقا مع الجيش ودعموه عقب انقلاب العام الماضي.

 

  1. في الشأن الصيني

إتفق المشاركون في القمة العربية-الصينية الأولى يوم الجمعة، على تعزيز الشراكة، والتشارك في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، وعقد النسخة الثانية للقمة في بكين. جاء ذلك وفق البيان الختامي للقمة بعنوان "إعلان الرياض"، في ختام أول قمة صينية-عربية، التي عقدت بالرياض بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومشاركة واسعة للقادة العرب.

وحسب البيان جرى الاتفاق على "تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، والعمل على تعميق التعاون العربي-الصيني في مختلف المجالات".

وأكد البيان أهمية التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة، والتشارك في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، وبما تتيحه من فرص واعدة والعمل على المواءمة بينها وبين الرؤى التنموية العربية بما يحقق المنفعة المتبادلة، وشدد على أن القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية في الشرق الأوسط ولا بد من إيجاد حل عادل ودائم لها على أساس حل الدولتين، وتثمين وقوف الصين إلى جوارها. كذلك، أفاد البيان بأنه جرى الاتفاق على تبادل الدعم بين الجانبين في قضايا مصالحهما الجوهرية وهمومهما الكبرى، وتعزيز التضامن بينهما في المحافل الدولية المختلفة، وأكد التزام الدول العربية الثابت مبدأ الصين الواحدة، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية. كما شدد البيان على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلول سياسية للأزمات وبخاصة في كل من سوريا وليبيا واليمن، ودعم الجهود التي يبذلها لبنان والصومال والسودان لتحقيق الاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب، وأكد دعم الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية، المندلعة منذ تدخل روسيا عسكرياً في فبراير/شباط الماضي.

وشدد البيان على رفض التدخل في شؤون الدول الداخلية بذريعة الحفاظ على الديمقراطية، كما شدد على أهمية أن يكون التعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان قائماً على أساس الاحترام المتبادل، ورفض تسييس القضايا الحقوقية واستخدامها أداة لممارسة الضغوط على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية. ولفت البيان إلى أن المشاركين قرروا تعزيز الجهود الدولية لمكافحة التغيرات المناخية، ودعم المبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية الخضراء، وشدد على إدانة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره ودوافعه، وضرورة مكافحته وعدم ربطه بأي عرق أو دين أو جنسية أو حضارة، واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه، وأكد أهمية تعزيز الحوار بين الحضارات وتأكيد معارضة الإسلاموفوبيا بكل أشكالها.

وقد أكد الرئيس الصيني أن زيارته الحالية للمملكة العربية السعودية تفتح عصرا جديدا للعلاقات مع العالم العربي، مشدا على أن العالم العربي عضو مهم في صفوف الدول النامية.

 

  1. في أزمة تونس

وسط التحذيرات الأخيرة التي أطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل بسبب ما اعتبره تدهوراً على جميع الصعد، دعت 5 أحزاب تونسية إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المرتقبة. ففي موقف جديد يغذي المخاوف المتزايدة من العزوف عن التصويت، حضت أحزاب العمال، والجمهوري، والتيار الديمقراطي، والتكتل الوطني من أجل العمل والحريات، والقطب، الناخبين على مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

من جانب آخر، بدأت نقابة أصحاب المخابز التونسية، يوم الأربعاء، إضرابا مفتوحا بسبب عدم تسديد السلطات ديونا متخلفة بذمتها لفائدة أعضائها. وتطالب نقابة أصحاب المخابز، وزارة التجارة بتسديد ديون تقدر بنحو 75 مليون دولار، بعنوان الفارق بين صناعة الخبز وبيعه طيلة 14 شهرا ماضية. في المقابل، قال الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نورالدين الطبوبي إنّ المسار الحالي غير قادر على إنقاذ البلاد من الخطر الذي يتهددها، واعتبر مسار 25 يوليو قد انحرف عن مساره ويتّجه بتونس نحو طريق خاطئ، على حد تعبيره. بالمقابل، قال الرئيس التونسي إنّ بلاده في حالة حرب ضد العابثين بقوت التونسيين، وحذّر خلال زيارته إلى مصنع للألبان من تداعيات احتكار المواد الأساسية.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

5 كانون الاول 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، إيصال صالح، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، حبيب خوري، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن حيدر، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، منى فيّاض، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

أولاً: يشهد لبنان محطة جديدة من الصراع الوهمي بين القيادات الطائفية، والذي ينعكس على الطوائف، حول انعقاد جلسة لحكومة تصريف الأعمال. فالقوى السياسية والتي لم تحقق وعودها للبنانيين خلال الإنتخابات النيابية تختلق أزمة طائفية جديدة حول انعقاد الحكومة تعويضاً عن عجزها المتمادي.

وللتذكير فإنّ حكومة الرئيس حسان دياب لم تجتمع لنحو 15 شهراً لأنّ رؤساء الحكومة السابقين اعتبروا ان اجتماعها مخالفٌ للدستور، واليوم فإن الأحزاب المسيحية، وبالأخص التيار الوطني الحر، تعتبر أن انعقاد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مخالفٌ للدستور، فمن نصدّق؟!

لن نصدّق أحداً فإنّ الأزمة الفعلية هي في مكان آخر وتحديداً في عدم انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور أكثر من شهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

والأدهى أنّ القوى المسيحية التي تعارض اجتماع الحكومة يشارك بعضها، أي التيار الوطني، في تعطيل جلسات انتخاب الرئيس، بينما يكتفي بعضها الآخر، أي الأحزاب المسيحية الأخرى، برفع العتب عن أنفسها من خلال الاعتراض على هذا التعطيل لكن من دون القيام بخطوات نيابية وسياسية لتعطيل هذا التعطيل أو على الأقل لتحميل المعطلين المسؤولية السياسية والأخلاقية أمام اللبنانيين.

إن تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية هو تعطيل مقصود من قِبل حزب الله وأتباعه. وهدف التعطيل واضح: لا رئيس للجمهورية في لبنان، حتى لو انتظرنا عشرات السنوات، إلا إذا خضع هذا الرئيس، كما من سبقه، للأجندة الإيرانية في لبنان والمنطقة. والأجندة الإيرانية تعني عمليًا تبعية السياسة الخارجية والعسكرية اللبنانية لإيران، والسماح لسلاح حزب الله وتسليحه وكل مغامراته العسكرية في لبنان والمنطقة وكل أنحاء العالم.

ثانياً : يُجدّد "لقاء سيدة الجبل" تعاطفه بوضوح مع الشعب الإيراني البطل الذي يخوض معركة الحريّة في إيران.

إنّ درس الإنتفاضتين في بيروت وطهران هو الطريق الوحيد لرفع الظلم عن الشعوب.

2*) حركة أمل

5 كانون الاول 2022

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وبعد الإجتماع، صدر بيان أكد "أن لا ملف يتقدم على الحوار من أجل توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يحفظ مصالح لبنان ويعي توازناته وقادر على قيادة سفينة الوطن في هذه الظروف الداخلية والإقليمية والدولية الصعبة إلى بر الامان"، داعيا "جميع القوى والمكونات السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية وعدم المكابرة والإقرار بضرورة التوافق على إنجاز هذا الملف الوطني الكبير".

واعتبر البيان "أن انعقاد مجلس الوزراء بموجباته وضرورات البنود المدرجة على جدول أعماله وفي مقدمها الملف الصحي وتحديدا أدوية السرطان وأدوية الأمراض المزمنة، وغيره من الموضوعات التي لا تحتمل التأجيل لأنها على تماس مباشر مع مصالح كل اللبنانيين الذين يقعون تحت ضغط كارثة اجتماعية وضعت البلاد في آخر قائمة الدول التي تعاني من الأزمات".

ورأى البيان "أن عقد الجلسة الحكومية مع تفهم وإحترام كل الآراء هي خطوة في مسار عدم استقالة السلطة التنفيذية من مسؤولياتها الوطنية، وبداية فتح أفق معالجة القضايا الاجتماعية الملحة".

وأشار الى أنه في "غياب رؤية اقتصادية ونقدية واضحة وشاملة تترافق مع خطة تعاف اقتصادي قابلة للتنفيذ، تبقى كل الإجراءات والقرارات الضريبية غير المدروسة بواقعية سببا لزيادة مفاعيلها سلبا على المواطنين، وتمعن في تعقيد الوضع الإقتصادي والمالي ما يزيد الضغط على سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو الأمر الذي يستوجب قيام القضاء المختص بواجباته في ردع المضاربين ومستغلي الأوضاع".

ودعا البيان الى "التنبه والتدقيق مليا في الوقائع السياسية داخل الكيان الصهيوني التي يطغى عليها اليمين الديني الصهيوني المتطرف الذي يعلن دون مواربة عن مشاريع قضم الأراضي وتوسيع الاستيطان والقتل المتعمّد للفلسطينيين ورفع عنوان الترحيل لفلسطينيي 1948، بإدعاءات قانون القومية الصهيوني، مما يضع القضية الفلسطينية على مفترق طرق لا يجدي معه إلا المقاومة ودفع ضريبة الدم والتضحيات من أجل انتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

3*) الكتائب

6 كانون الاول 2022

حذر المكتب السياسي الكتائبي، في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، من "إرساء مفهوم الفراغ الرئاسي الذي  يتم تصويره على انه قابل للتنظيم بعدما أُدخل البلد  فيه عن سابق تصور وتم رهنه للخارج، بانتظار اكتمال تسوية جديدة،  فيما المؤسسات متروكة فريسة فراغ مدمر ملحق بعملية انتهاك للدستور وابتداع سوابق غير قانونية بهدف التحكم بلبنان واللبنانيين".

وشدد المكتب على ان "لا انتظام للحياة الدستورية من دون رئيس للجمهورية، فهو رأس السلطة وبه تناط مسؤولية الدعوة الى الاستشارات الحكومية واصدار مراسيم تشكيل الحكومة وتوقيع القوانين والمراسيم وبالتالي انتظام عمل المؤسسات".

وطالب بـ"الالتزام التام بالدستور الذي ينص في المواد 73و74و75 المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية على ضرورة ان "يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون" وان " تدعى الهيئات دون اي ابطاء"  و "الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر"، وهي دعوات صارخة لا تحمل لبساً ولا تقبل التأويل، وبالتالي يدعو المكتب السياسي الكتائبي الى ابقاء جلسات الانتخاب مفتوحة الى حين انتخاب رئيس للجمهورية".

واكد حزب الكتائب أن نوابه "لن يشاركوا في اي عمل نيابي خارج الدستور، وكما امتنعوا عن المشاركة في جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية السابق، فهم لن يشاركوا في جلسة درس إقتراح وإدعاء الإتهام في ملف الإتصالات لأنها غير دستورية في ظل غياب رئيس للجمهورية".

4*) جبران باسيل

6 كانون الاول 2022

اعتبر رئيس "التيار للوطني الحر" النائب جبران باسيل ان "جلسة مجلس الوزراء امس غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية"، مؤكدا انها " اعدام للدستور وضربة قاتلة للطائف وطعنة باتفاق وطني حصل واعلن عنه في مجلس النواب".

وقال في مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع تكتل " لبنان القوي" في ميرنا الشالوحي :

" اعلنوا امس انهم يصدرون مراسيم بلا توقيع رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء مجتمعا الذي تناط به صلاحيات الرئيس بحسب المادة 62 من الدستور"، وشدد على" اننا لن نقبل بما جرى والموضوع لن يمر ولا احد يتعاطى معنا بأقل من ذلك وما حصل ليس اقل من سطو على موقع رئاسة الجمهورية عن سابق اصرار وتصميم".

واعتبر ان" ما حصل يؤكد ان المطلوب من نجيب ميقاتي كان عدم تأليف حكومة وهذا ما ابلغناه للجميع عندما رفضنا التسمية".

وأكد ان" رئيس الجمهورية لا يجزأ، فالصلاحيات اللصيقة بشخصه لا احد يمارسها عنه والصلاحيات المرتبطة بتوقيعه يمارسها مكانه كل الوزراء كما حصل بين عامي 2014 و2016".

واشار الى ان "ثلث الحكومة لم يكن مشاركا امس والحكومة غير مكتملة المواصفات والبعض قرر تغييب مكون عن مجلس الوزراء ولا احد يستطيع ردنا الى ما قبل 2005".

وشدد باسيل على ان "العودة الى ما قبل 2005 تتطلب اما نفيا واما سجنا او قتلا ، وطالما نحن احياء لا عودة الى تلك المرحلة".

واشار الى انه "حصل اتفاق مسبق على هذه الجلسة ولو لم يحصل ذلك لما تجرأ ميقاتي على الدعوة ومشكلتنا ليست معه بل مع مشغليه".

وتابع :"دورنا هو سلاحنا ولا تنازل عنه والواضح ان المطلوب هو الاستفزاز وكسر الارادة وضرب التوازن الذي تحقق على عهد الرئيس عون بعد نضال طويل للتيار والتكتل، واذا كان احد يظن انه يضغط علينا في الموضوع الرئاسي نقول له انه لن ينفع وهذا الامر يؤدي الى تصلب اكبر".

وقال:" العودة عن القرارات او اسقاطها قضائيا وفرض الامر الواقع لن نقبل به وعدد الثلث او الثلث زائدا واحدا ليس الاساس لأن التعاطي مع الحكومة كأن الوضع طبيعي هو امر غير مقبول".

اضاف :" من يهمه وجع الناس فليقر الكابيتال كونترول والقوانين الاصلاحية وليوقف من سرق اموالهم، وليهتم بمدينته طرابلس وبفقر اهله ووجعهم، ومن يهتم بوجع الناس لا يسمح بموضوع النازحين الذي بدأ على ايام حكومته السابقة، فهم مع اللبنانيين يغرقون بقوارب الموت وهو يعوم بيخته على اوجاعهم".

وقال باسيل: "موقفنا قوي واقوى ما فيه ان فيه شركاء وطنيين لم يخذلوا لبنان وصيغته وعيشه المشترك ولا مرة، ابن سلام وابن ارسلان وقفا دائما مع ما يحفظ الميثاق والصيغة، مشكلتنا مع الصادقين الذي نكثوا بالاتفاق وبالوعد والضمانة، وهذه ليست المرة الاولى، اقله في الفترة الاخيرة، من انتخاب المنتشرين والانتخابات بحد ذاتها الى الحكومة".

اضاف:" ‏لا اعتقد ان هناك من يصدق اليوم ان هذه المواجهة هي مع ميقاتي،المشكلة هي مع من قالوا صراحة ان مجلس الوزراء ينعقد والمراسيم لا تحتاج لتوقيع جميع الوزراء وهم في السابق لم يقبلوا الا بتوقيعها من جميع الوزراء، المشكلة هي مع من اوقف مجلس وزراء كامل الصلاحيات اريعة اشهر بوجود رئيس جمهورية لأن هناك موضوعا من خارج صلاحيات مجلس الوزراء اتوا به وقاموا بمشكل ولم يحضروا وعدم حضورهم ادى الى عدم عقد جلسات، ألم تكن هناك حاجات انسانية يومها؟".

وتابع:" وقفنا معهم سنتين في الشارع ايام الحكومة التي سميت بالبتراء، فهل تصبح الحكومة اليوم ميثاقية بوجود سعادة الشامي ونجلا رياشي؟ فالشراكة عندما تنكسر تصبح عرجاء سواء أكانت وطنية ام حزبية".

وشدد على ان "ما حصل امر كبير ولن نحضر مجلس النواب اذا لم نجد حاجة وطنية كبيرة تقتضي هذا الامر وسنسعى اكثر واسرع للخروج من قضية الورقة البيضاء والذهاب لمرشح رئاسي لانه "مش ماشي الحال ابدا"، ويجب البدء جديا باللامركزية الموسعة، ان لم يكن في القانون بعد 30 سنة من الطائف، فلنبدأها على الارض".

ورأى ان" من يخرج بخياره من الاحتضان الوطني يبرد، اما من يفكر بأنه سيُخرج احدا بالقوة من الاحتضان الوطني فهو الذي سيبرد".

وختم باسيل مؤكدا  ان "لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك، ولا قيمة ولا قيامة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية، فشراكتنا هي حياتنا في هذا البلد ولا نقبل بأقل منها".

5*) البطريرك الراعي

6 كانون الاول 2022

وجه غبطة البطريرك الكاردينال ماربشاره بطرس الراعي من الأردن رسالة الى المسؤولين اللبنانيين قال فيها: "لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي، ولا يحق لكم ان لا تنتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن تفقروا الشعب وتهجّروه. لا يحق لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطى الدولار الـ 41000 ليرة، إنما عليكم  ان تدركوا ان السياسة فن شريف لخدمة الخير العام".

كلام الراعي جاء في حديث الى صحيفة "الراي" الاردنية، وقد اعتبر ان لبنان يمر بسلسلة مآزق من الفراغ في رئاسة الجمهورية الى الأزمة المالية الاقتصادية التي هجّرت شبابه وصولا الى عزلته عن العالم. وقال أيضا: "هذا ما سأبحثه في لقائي مع ملك الاردن عبدالله الثاني، كما وسأشكره على وقوف المملكة الأردنية الى جانب لبنان في محنته، وبخاصة بعد تفجير المرفأ في 4 آب لجهة ارسال المساعدات والادوية".

وأكد الراعي مطالبته الدائمة بقيام دولة فلسطينية من أجل عودة الشعب الفلسطيني اللاجئ الى ارضه مبديا أسفه "لأن السياسة الدولية تعمل عكس ذلك، والمجتمع الدولي ليس مع القضية الفلسطينية والظاهر أنه يبدد الحلم"،

وقال الراعي :"اذا كان الحل ليس بانشاء الدولة الفلسطينية، فمن الضروري ايجاد حل آخر ليعيش الفلسطينيون بكرامة".

كما رأى البطريرك الماروني ان “لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات ويتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا وهويته مهددة وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه”.

وطالب الراعي من الأردن بـ “عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصا وروحا وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان”.

6*) الاحرار

8 كانون الاول 2022

عقد المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الدوري برئاسة نائب الرئيس الأستاذ روبير خوري وحضور الأعضاء.

توقف المجتمعون في بيان أمام المهزلة السياسية الحاصلة ضمن المجلس النيابي وفي أروقته. وطالبوا النواب بتحمل مسؤولياتهم الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية دون هوادة فالبلاد والعباد تقاسيان الأمرين اقتصاديا وحياتيا."

ودعوا "الرئيسين بري وميقاتي للدفع قدما لانتخاب رئيس للبلا دحضا  للمقولات التي تتهمهما بالعمل على اختزال موقع الرئاسة الأولى ومنعا للاصطياد بلغة الطائفية البغيضة".

ورأى أعضاء المجلس السياسي أن الاستمرار بخطة "الكابيتال كونترول" والتغاضي عن معاناة المواطنين إنما هو "إمعان في تجويعهم حتى القضاء عليهم.  وهذا التعدي السافر على الأمن الغذائي  والإجتماعي إنما هو جريمة ضد الإنسانية" .ودقوا  مجدداً ناقوس الخطر وقالوا:"فليتحمل الجميع مسؤولياتهم التاريخية, العصيان المدني لا بد آت".

7*) البطريرك الراعي

11 كانون الاول 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وجوزف معوض، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، عمال وموظفي المعاينة الميكانيكية، عائلة المرحوم اميل معوض والد المطران جوزيف معوض، وفد من "كوليت اكاديمي جبيل" برئاسة كوليت الخوري يوسف، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "يا يوسف لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك" قال فيها: "بعدما بشر الملاك جبرائيل مريم بأنها، وهي عذراء، ستحبل وتلد إبن الله المتجسد، تراءى في الحلم ليوسف، وكشف له سر حبل مريم، ودوره كأب شرعي لإبنها الإلهي، في الوقت الذي كان يوسف يفكر بتخلية مريم سرا من دون العودة إلى القضاء. لكنه أصغى في تلك الليلة لصوت الله: "يا يوسف إبن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. فالمولود فيها إنما هو من الروح القدس، وسوف تلد إبنا، فسمه يسوع، لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 20-21). وميز يوسف صوت الله. فلما نهض من النوم، فعل كما أمره ملاك الرب، فأخذ امرأته، ولم يعرفها، فولدت إبنها ودعت إسمه يسوع (متى 1: 24-25). وهكذا بالتعاون مع مريم ويوسف حقق الله تدبير الخلاص. وها هو يتعاون مع كل مؤمن ومؤمنة في تحقيق مضامين الخلاص عبر مجرى تاريخ البشر.

يسعدنا أن نحيي معا، في هذه الليتورجيا الإلهية، ذكرى البيان ليوسف. فيطيب لي أن أحييكم جميعا. وأوجه تحية خاصة إلى سيادة أخينا المطران جوزف معوض ووالدته وأنسبائه، ونحن نحيي معهم ذكرى وفاة والده المرحوم إميل معوض الذي ودعناه معهم بكثير من الأسى ونصلي في هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسه في الملكوت السماوي ولعزاء أسرته".

تابع: "نرحب بكوليت أكاديمي جبيل، بمؤسستها الدكتورة كوليت الخوري يوسف وجوقتها والأوركسترا التي تحيي خدمة هذه الليتورجيا الإلهية. تعلم هذه الأكاديميا العزف والغناء والرسم والمسرح والرقص، بهدف زرع ثقافة الفرح والسلام في النفوس، وتنمية المجتمع على الأصالة والرقي. ونرحب بالوفد الكريم الآتي من بلاد حبيل للمشاركة. نتمنى لهذه المؤسسة دوام النجاح، ونعرب عن تقديرنا لها ولشخص مؤسستها.

ونوجه تحية إلى وفد عمال وموظفي المعاينة الميكانيكية، وهم يمثلون 450 موظفا وموظفة من بيروت والبقاع الشمالي والجنوب. وقد طلبوا إلينا التدخل لدى وزارة الداخلية والبلديات، لرفع الغبن والظلم عنهم، لكونهم حرموا من رواتبهم وتعويضاتهم منذ أكثر من ثمانية أشهر، عندما توقف عملهم وهم من دون أي مدخول يقيهم وعائلاتهم شر العوز والتشرد. فوعدناهم بمتابعة مطالبهم لدى السلطات المعنية. قبل أن تنتقل مريم خطيبة يوسف إلى بيته، كزوجته الشرعية بحسب القانون والعادات، تدخل الله وبشرها بأنها ستحبل بابن، بقوة الروح القدس، وهي عذراء، وتسميه يسوع، وهو إبن العلي (لو 1 31-32). لم يفهم يوسف هذا الحبل، ولم يشكك بمريم التي يحبها ويحترمها. واعتقد أن لا مكان له في هذا المخطط الإلهي. وراح يبحث عن مخرج، ويتأمل في الوقت عينه في قدرة الله على صنع ما يشاء. وفيما قرر تخلية مريم سرا، حفاظا عليها وعلى الجنين، تدخل الله، فتراءى له الملاك في الحلم وكشف له السر الإلهي: ""يا يوسف إبن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأنها ستلد ابنا، تدعو اسمه يسوع" (متى 1: 20-22).

بهذا الكلام طلب منه الملاك الإحتفاظ بمريم في بيته كزوجة شرعية له، وكأب شرعي ليسوع".

أضاف: "أخذ يوسف مريم إلى بيته وكرس ذاته لها ولابنها الإلهي ببتولية مثل بتولية مريم، فتقدسا بالإله المتجسد الذي أصبح إبنا لهما: لمريم بالجسد، وليوسف بالشريعة. فأضحيا مثال المكرسين والمكرسات في البتولية من أجل الأبوة والأمومة والأخوة الروحية تجاه جميع الناس على وجه الأرض. علم القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في إرشاده الرسولي "حارس الفادي" (15 آب 1989) أن القديس يوسف، كما تعهد بعناية ودودة مريم وابنها، وانقطع بفرح لتربية يسوع المسيح، كذلك هو أيضا حارس وحامي جسده السري الذي هو الكنيسة. وقد أعلنه الطوباوي البابا بيوس التاسع "شفيع الكنيسة". وأمر القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون بأن يذكر اسم القديس يوسف، في الكتب الليتورجية وفي القداس، بعد اسم السيدة العذراء. وامتدحه آباء الكنيسة لكون الله أوكل إليه حراسة أثمن كنوزه: الكلمة المتجسد وأمه الفائقة القداسة" (الفقرة 1).

إننا نجد في شخص مريم ويوسف النموذج في الاصغاء وتمييز كلمة الله، وفي الاستعداد المطلق لأن نخدم بأمانة إرادة الله الخلاصية، وفي الطاعة في تنفيذ إرادة الله، ووصاياه ورسومه، تنفيذا أمينا؛ ونجد فيهما النموذج في خدمة تدبير الله الخلاصي، وخدمة رسالة المسيح لخلاص العالم (حارس الفادي 29 و 32). لا يستطيع أي إنسان، ولا سيما أي مسؤول، أن يعيش حياة مستقيمة، ويمارس واجبات مسؤوليته، ما لم يكن في حالة إصغاء لصوت الله في كلامه وإلهاماته ونداءات الضمير. وهذا نقوله خاصة للمسؤولين عندنا والسياسيين. فإذا فعلوا ذلك خلصوا البلاد والمواطنين من مآسيهم.

قمنا الأسبوع الفائت بزيارة رسمية وراعوية إلى المملكة الأردنية الهاشمية بدعوة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وقدرنا كم أن وجود سلطة تقرر هو مصدر الإستقرار والنمو. لكن هذه السلطة غير موجودة في لبنان بسبب عدم تطبيق إتفاق الطائف بالنص والروح، وبسبب سوء تطبيق ما طبق. فنحيي جلالة الملك ونقدر كيف أنه يرتفع بالمملكة وشعبها في التقدم والرقي. وشكرناه على الجهود التي يبذلها من أجل مساعدة لبنان، وعلى المساعدات المتنوعة التي أرسلها إلى الشعب بعد تفجير مرفأ بيروت. ما يوطد العلاقة التاريخية بين المملكة ولبنان، وبينها وبين البطريركية المارونية. وسررنا برؤية رعيتنا المارونية تكبر وتتقدم في عمان بفضل كاهنها الخوري جوزف سويد ولجنة إدارة الوقف والمجلس الراعوي، على كل من المستوى الروحي والإنمائي والتطوري".

وقال: "إننا نذكر نواب الأمة عندنا ومتعاطي الشأن السياسي، أن أساس قيام لبنان سنة 1920 هو التعددية الثقافية والدينية في الوحدة؛ وأساسه إثر الاستقلال هو الميثاق الوطني بالعيش معا في المساواة؛ وأساسه بعد اتفاق الطائف هو إعادة توزيع أدوار الطوائف، بحيث تقول مقدمة الدستور:"لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". إن كل ما تقوم به الجماعة السياسية والنيابية يسري خلاف هذه الأسس. فهي لا تحترم فكرة قيام لبنان، ولا الشراكة، ولا التعددية، ولا الاستقلال، ولا الميثاق الوطني، ولا الطائف ودستوره. هل الهدف من هذا السلوك المعيب هو القضاء على خصوصية لبنان وقيمه ونظامه؟ وهل يوجد قرار متخذ عن سابق تصور وتصميم لهدم لبنان القائم، والبناء على أطلاله مسودة دولة لا تنتمي إلى شعبها ولا إلى تاريخها ولا إلى محيطها؟

كيف يحكم النواب على ذواتهم وهم يجتمعون تسع مرات ولا ينتخبون رئيسا للجمهورية؟ هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس، أو ليسوا أهلا لانتخاب رئيس، وبالتالي يطعنون بوجود الجمهورية اللبنانية، ويفقدون ثقة الشعب واحترام الدول الشقيقة والصديقة التي تعمل على إنقاذ لبنان. أليست جلسات المجلس النياني، كما هي قائمة، لإيهام الشعب والعالم بأنهم يجتمعون لإنتخاب الرئيس، وهم يخدعون ويموهون؟. من هنا ضرورة التوجه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان. لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل كل الحلول الداخلية. واللافت أن الذين يفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل. وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويرفض التدويل يعني أن هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني. إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون. لكن يجب أن يعلم الجميع أن لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين".

وختم الراعي: "حصلت معارضة قوية لانعقاد اجتماع الحكومة الإثنين الماضي بالحد الأدنى من الوزراء وبالحد الأقصى من جدول الأعمال، ومن دون التوقف عند التمثيل الميثاقي في الجلسة. واتخذت المعارضة بعدا دستوريا وسياسيا وطائفيا خشينا حصوله قبل وقوعه ونبهنا إليه. وتمنينا على دولة رئيس الحكومة إعادة النظر في انعقاد الجلسة وتأجيلها من أجل مزيد من التشاور، ولتحديد صلاحيات حكومة مستقيلة وتصرف الأعمال في غياب رئيس الجمهورية، لكن الحكومة مع الأسف عقدت جلستها بمن حضر وكان ما كان من معارضة. لذلك، نناشد الحكومة التأني في استعمال الصلاحيات حرصا على الوحدة الوطنية ومنعا لاستغلال البعض مثل هذه الاجتماعات لأغراض سياسية وطائفية. وأفضل ما يمكن أن تقوم به الحكومة، لاسيما رئيسها، هو العمل على الصعيد العربي والدولي لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية. هذا هو الحل فيما البلاد تتدهور. إن البطريركية المارونية لا تتورط بالصراعات بين السياسيين والأحزاب. مواقفها تبقى فوق النزاعات والتنافس السياسي، ولا تنحاز إلا إلى الحق الوطني. وتلتزم المبادئ الوطنية الجامعة والثوابت التاريخية والدستور ببعده الميثاقي. وبالمناسبة ندعو الأحزاب إلى التعالي عن صراعاتها، لكي تخلق الظرف المناسب للقاءات ناجحة، وإلا لا قيمة لتكرار اجتماعات تذهب في مهب الريح كما هو حاصل منذ ثلاثة أشهر. نسال الله أن يبارك المساعي الحسنة لمجده وخير لبنان واللبنانين، وله نرفع التسبيح والشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

8*) المطران عودة

11 كانون الاول 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، تخللها جناز لراحة نفس البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم في الذكرى العاشرة لرحيله.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم مثلا ضربه الرب عن إنسان أعد عشاء عظيما ودعا إليه مدعوين كثيرين نفهم من السياق أنهم من الأغنياء أو الميسورين، لأنهم، عندما اعتذروا عن الحضور، قدموا أسبابا مادية كشراء حقل أو فدادين بقر أو زواج. هؤلاء كانوا يعتبرون من "أهل البيت"، لكنهم رفضوا نعمة التمتع بفرح مشاركة المائدة مع رب البيت مفضلين فقر الأرضيات على غنى السماويات شأن بعض المسيحيين الذين يدعوهم الرب إلى عشائه الإفخارستي، أي إلى مائدة القداس الإلهي، إلا أنهم يستعفون لأجل أمور مادية أرضية زائلة، ويفضلون الذهاب برحلة، أو الاستجمام، أو النوم إلى وقت متأخر، متذرعين بأن يوم الأحد هو للراحة بعد أسبوع حافل بالعمل والتعب، متناسين قول الرب: (تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم) (مت 11: 28)".

أضاف: "ربما يشعر البعض بيأس روحي، ويظنون أنهم غير أهل للإشتراك بمائدة القداس الإلهي، فيلزمون منازلهم، ويصابون بالفتور الروحي شيئا فشيئا، وما هذا إلا من عمل الشرير، لأن الرب سبق فوضع لنا سر العودة إليه، سر التوبة والاعتراف. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم في عظة الفصح: (أدخلوا كلكم إلى فرح ربكم. أيها الأولون ويا أيها الآخرون خذوا أجرتكم. أيها الأغنياء ويا أيها الفقراء افرحوا معا. سلكتم بإمساك أو توانيتم أكرموا هذا النهار. صمتم أو لم تصوموا افرحوا اليوم. المائدة مملوءة فتنعموا كلكم! العجل سمين فلا ينصرف أحد جائعا. تناولوا كلكم مشروب الإيمان، تنعموا كلكم بغنى الصلاح. لا يتحسر أحد شاكيا الفقر، لأن الملكوت العام قد ظهر، ولا يندب معددا آثاما، لأن الصفح قد بزغ من القبر مشرقا). هنا نفهم القسم الثاني من إنجيل اليوم. فبعدما استعفى من ظنوا أنفسهم مدعوين دائمين بإمكانهم المجيء ساعة يشاؤون، فاجأهم رب البيت بعدم دعوتهم مجددا، والاستعاضة عنهم بمن ينظر إليهم مجتمعهم على أنهم ناقصين، أي المساكين والجدع والعميان والعرج. هنا نتذكر قول الرب: (إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله) (مت 21: 31). هؤلاء هم الخطأة التائبون الذين يدعوهم الرب دائما إلى مائدته، ويذكرهم بأن باب بيته مفتوح دوما لاستقبالهم، وبأن مائدته لا تفرغ وتنتظر مشاركتهم. الشيطان يعمل على إغراق الخاطئ في يأس مدقع، فيما يدعوه الرب إلى التوبة عن خطاياه، وسلوك طريق البر والمحبة، والاشتراك في قدساته، مسهلا عودته إلى حضنه الأبوي، تماما كما فعل والد الابن الشاطر".

وتابع: "إن فترة التهيئة لميلاد الرب يسوع مليئة بأعياد الأنبياء الذين أخبروا عن هذا الحدث الإلهي، وهيأوا الأرضية لاستقبال المخلص الآتي ليرعى شعبه ويخلصه. في العهد القديم، أرسل الله أنبياءه الأمناء لكي يدعوا الملوك ورؤساء الشعب إلى سلوك حياة الفضيلة والعدل، وإلى نجدة المستضعفين. مثلا، نقرأ لدى النبي زكريا: (ولا تظلموا الأرملة ولا اليتيم ولا الغريب ولا الفقير، ولا يفكر أحد منكم شرا على أخيه في قلبكم) (7: 10). كما نسمع في سفر المزامير: (أقضوا للذليل ولليتيم، أنصفوا المسكين والبائس) (82: 3). إلا أن هؤلاء المسؤولين عن الشعب لم يهتموا لدعوة الله عبر الأنبياء، بل تابعوا غيهم وبطشهم وسعيهم نحو المادة الزائلة. أعرض الله عن دعوته لأولئك، ثم وجه أنبياءه نحو أعضاء الشعب المسكين المهمل، الذين لبوا دعوته وجلسوا إلى مائدته في الملكوت السماوي، في أحضان إبراهيم، كما نقرأ في مثل الغني ولعازر".

وتابع عودة: "في هذه الأيام يظن بعض المسيحيين أن مجرد كونهم مسيحيين يضمن لهم مائدة الملكوت. التسمية لا تفيد بشيء إذا كان صاحبها لا يشعر بانتمائه إلى الجماعة، ولا يعيش حياة صالحة في ظل نعمة الله وحفظ وصاياه وتطبيقها. لهذا، فإن الدعوة إلى مائدة الرب قائمة لجميع الراغبين بالانضمام إليها، لكن اللباس الرسمي لحضور هذا العشاء الإلهي هو لباس الفضيلة، لباس المعمودية التي وشحنا به الرب يوم تغطيسنا، والذي يجب أن نحافظ عليه أبيض، نقيا، بهيا، ومشرقا بلمعان الفضيلة، على حسب ما نذكر في صلواتنا".

وأشار الى انه "منذ بضعة أيام حلت الذكرى العاشرة لرقاد أبينا المثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع. لقد أحب هذا الرجل الأنطاكي الكبير لبنان كثيرا، وكان يخاف عليه ويصلي من أجله، ويحذر مسؤوليه حاثا إياهم على نبذ كل المكاسب من أجل مصلحة الوطن. كان يقول: "أنا أرى أن الأوضاع الأمنية انقلبت من شيء يمس جوهر الأمور، جوهر الكيان اللبناني، إلى نوع من الألعوبة السياسية التي وراءها مكاسب. آمل ألا يكون لبنان ثمنا لهذه المكاسب التي هي تحديدا أقل منه قيمة وقدرا" (12-12-1984). إذا تأملنا في التاريخ اللبناني نجد أنه يعيد نفسه، من فراغ إلى فراغ، ومن حرب دموية إلى حروب مقنعة باردة. لقد قال المثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس: "نحن مع الشرعية، لأننا لا نعتقد أنه يجوز أن يكون هناك فراغ على هذا المستوى... نظرتنا إلى لبنان هي نظرة وحدة أراضيه، ووحدة شعبه، ووحدة مؤسساته الدستورية، ليس  المطلوب أن يصبح اللبناني مجرد آلة تستعمل من أجل سواها" (24-1-1984). للأسف، وقع لبنان في ما كان يحذر منه كثيرون، ومنهم أبينا البطريرك الراحل الذي قال: "نريد وطنا يرسخ حتى لا نصل في المستقبل إلى مرحلة قرع الباب للحصول على حقوقنا. نأمل من المعنيين في المستقبل أن يراعوا هذه المسألة بالنسبة للجميع، لبنان ضرورة وجودية وهو باق وسيبقى" (23-12-1985)".

وأردف: "مع انقضاء الجلسة التاسعة لمجلس النواب دون انتخاب رئيس، ومع استمرار التدهور العام، وازدياد الكلفة على البلد وأبنائه، نأمل من النواب وعي مسؤوليتهم، وتطبيق الدستور، والقيام بواجبهم الوطني والإقتراع في الجلسة القادمة لمن يرونه مناسبا، والوصول إلى انتخاب رئيس مع ما يستتبع من خطوات دستورية تضع البلاد على طريق الإصلاح والتعافي. نحن نسأل الله الآتي ليولد في المذود أن يرحم نفس عبده، أبينا المثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس، ونأمل ألا يذهب تعب كل من صرخ أو تألم أو مات من أجل هذا الوطن الحبيب كالهباء الذي تذريه الريح".

وختم عودة: "دعوتنا اليوم أن نشترك في مائدة الرب، وألا نستعفي متعللين بعلل الخطايا. إن إجماع المدعوين المذكورين في المثل على الإستعفاء دليل على جهل الإنسان الذي يظن أن الأرضيات الزائلات مصدر غنى وراحة، وعلى تملك الخطيئة فيه الذي يعميه عن رؤية الخير والصلاح، فيستغني بالممتلكات والسلطة والأهواء، ويهمل خلاصه. إذا أدركنا أن كل شيء زائل، ما عدا الله، عندئذ سوف نسعى جاهدين لأن نطرح عنا كل اهتمام دنيوي، ونستعد لاستقبال ملك الكل، الآتي متجسدا من أجل خلاصنا، آمين".