تقرير أسبوعي دولي - 137-2022

تقرير أسبوعي دولي - 137-2022
الأحد 18 ديسمبر, 2022

 

رقم 137/2022

12-18 كانون الاول /2022

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

استثمر الحزب الايراني في لبنان ومن خلفه ايران بالكثير من أجل تامين ضمانة الاقتصاد الاسرائيلي من خلال ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وهما لا يزالان بانتظار قبض ثمن هذا الاستثمار، الذي كلّف الحزب داخلياً بحيث كان عليه تبرير فعلته هذه لبيئة الحاضنة بالأخص. وبعد أن أصبح الوضع الداخلي في ايران يشبه البركان الثائر لم يبقى لهذا لفريق إلا التصعيد من أجل استجداء المفاوضة مع الشيطان الأكبر بالطبع!

ترى أسرة التقرير أنه بالإضافة إلى ورقة الرئاسة اللبنانية أتى الاعتداء على الكتيبة الايرلندية العاملة في قوات اليونيفيل في هذا السياق للقول وبصريح العبارة: إذا لم نحصل على مردود الجهود التي بُذِلت من أجل ضمان أمن اسرائيل الاقتصادي، فإننا على استعداد إلى الانتقال إلى التصعيد الأمني في لبنان أيضاً.

وقد أتت عملية اغتيال الجندي الايرلندي لتعيد لبنان إلى فترة الاغتيالات التي عاشها قبل ثورة الاستقلال وبعدها، كما ذكّر بالاعتداء على الكتيبة الاسبانية أيضا، والذي لم يصل التحقيق فيه إلى أية نتائج! وفيما اقتصرت ردود الفعل اللبنانية على الادانة وتقديم العزاء بالجندي الشاب الذي قتل بالرصاص عمداً، طالبت الجهات الدولية بتحقيق شفاف من أجل تحديد هوية المعتدين فيما تنتظر بيروت وصول لجنة تحقيق ايرلندية من أجل متابعة التحقيق! أما الحزب الايراني فقد نفى فوراً أي علاقة له بما جرى، فيما هدّد متحدثين من قبله بعدم إلقاء التهم وتسييس "الحادث المؤسف" وطالبوا "بالتزام" القوات الدولية عملها ومنطقتها! لكن كلام وزير الداخلية عن أنّ الاعتداء جريمة، وليس صدفة وليس حادثاً عرضياً، ورفْضه أيّ ذريعة تقول إنّ الحادث من فعل الأهالي، واعتباره أنّ مَن يقف وراءه لا يخفي نفسه، وإشارته إلى انه تم اعتراض سيارة جنود حفظ السلام في موقعين، وفق التحقيقات، يعطي دلالات مغايرة عن كلام الحزب. لكن وإن كان الحزب لم يعطِ الأمر بالهجوم على القوات الدولية فإن كلام قياداته المستمر من على المنابر بعد تعديل مهام هذه القوات من خلال القرار 2650، يعدّ ببساطة تحريضاً واضحاً على هكذا عمل.  وإن كان "الأهالي" ليسوا بحاجة إلى التحريض فالصدامات الدائمة في منطقة نفوذ قوات اليونيفيل مع هؤلاء تدل إلى عكس ذلك!

أما ورقة رئاسة الجمهورية اللبنانية فتمسك بها ايران من خلال الحزب التابع لها والذي يمارس ظغوطه على القوى السياسية من اجل انتحاب رئيس موالٍ له ولجبهته الاقليمية تحت الشرط القديم-الجديد لا رئيس إلا رئيس "بمواصفاتي"، وفي هذا السياق انتهت هذا الاسبوع جلسة انتخاب رئيس للجمهورية تحت رقم 10 من دون نتيجة. فكالعادة انتخب السادة النواب في الدورة الاولى كما جرت العادة في الجلسات التسع السابقة، وكالعادة أيضاً انسحب نواب "جبهة الممانعة" الموالون للحزب من قاعة المجلس عند الدورة الثانية مفقدين بذلك نصاب الجلسة. وقد برز في هذا السياق تطوّر دولي جديد، فقد بعثت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى وزيرِ الخارجية ووزيرة الخزانة تدعو إلى مساءلة الذين يقوضون المؤسسات وسيادة القانون في لبنان، وتحضّ الرئيس بايدن على استعمال كل طرق الضغط بما فيها العقوبات لدفع النواب إلى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة بهدف تطبيق إصلاحات ضروريّة.

وفي حين يقول المراقبون أنه ليس من مصلحة الحزب الايراني الذي سهّل عملية ترسيم الحدود البحرية مؤخراً مع اسرائيل أن يضع نفسه اليوم بمواجهة دولية، ترى اسرة التقرير أنه لا يمكن التغاضي عن طريقة تعامل الحزب مع كل الأحداث الداخلية والإقليمية وبالتحديد إذا اعتبرنا أن الثورة الايرانية المستمرة بدأت تزعج المرشد وقياداته العسكرية والسياسية على السواء! وبالطبع لا يمكن الوثوق بما يصّرح به الحزب في لبنان، وهو الذي عادة يصرّح بعكس ما يفكّر أو يعمل!

إرفعوا الاحتلال الايراني عن لبنان! أو لبنان ذاهبٌ وبالتأكيد إلى أسفل من جهنم!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

انشغلت الأوساط الإعلامية والسياسية بقنبلة فجرها وزير الداخلية السابق محمد فهمي في حوار تلفزيوني قال فيه إن في لبنان أكثر من 3500 منظمة من جمعيات المجتمع المدني مخترقة لصالح جهات خارجية، أو تقف وراءها بالكامل جهات خارجية، ومهمتها صناعة الفتن الداخلية. وهو ما قالت مصادر سياسية إنه سبب كافٍ للحذر والقلق من استمرار الفراغ في ظل تدهور الأوضاع المالية والاجتماعية، بالصورة التي تحدثت عنها معاونة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف، بقولها إنه يجب أن يحدث الأسوأ حتى يتحرك الشارع ويفرض صيغة للخروج من الفراغ الرئاسي، ودعت المصادر الأجهزة الأمنية الى التدقيق في التدفقات المالية لجمعيات المجتمع المدني ومصادرها وأحجامها، خصوصاً ما يهتم منها بشؤون النازحين السوريين، كمدخل للعبث الأمني! مع العلم أنه بالتوازي لا قلق لدى هذه المصادر السياسية من أن دولة تموّل علانية حزب عقائدي غير مرخّص وتسلّحه خارج إطار السياسة الداخلية والخارجية للبنان!

صدمت اخبار الاعتداء المسلح على آلية تابعة لقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان المجتمع الدولي وصدرت بيانات أدانت الاعتداء ودعت إلى تحقيق شفاف للإقتصاص من المعتدين. وقد أدى الاعتداء الى مقتل جندي وإصابة آخرَين في بلدة العاقبية القريبة من الصرفند. وفيما لم تستكمل بعد التحقيقات ولم تبلغ الجهات الإيرلندية بنتيجتها بعد، أشارت المعلومات إلى أن اتصالات على مستوى رفيع اجراها وزير الخارجية الايرلندي الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع سايمون كوفيني، بقيادة اليونيفيل والمسؤولين اللبنانيين مستنكرا التعرض لأفراد الكتيبة الايرلندية التي تحرص بلاده على امن وحماية كل عنصر فيها. كما أشار مصدر معني الى ان اليونيفيل وايرلندا ينتظران من السلطات اللبنانية تسمية الفاعلين وعدم اللجوء الى اسلوب التعمية المعتمد لمسايرة طرف فاعل في المنطقة، واستعمال عبارات ملطفة أو التلطي وراء عبارة السكان المحليين، لافتا إلى أنه في كل مرة يحصل إشكال تكون الجهة معروفة الا ان التحقيق لا يسمي الأشياء بأسمائها! وقد اشار الى ان ما حصل قد تجاوز الحدود، وأن توصيف ما حصل بالحادث المؤسف لا يمكن ان يمر مرور الكرام. من جهته علّق رئيس الوزراء الأيرلندي على الاعتداء قائلا أن قوات بلاده تعمل في بيئة عدائية صعبة. فيما صدر عن قيادة الجيش اللبناني بيانا أعربت من خلاله عن تعازيها بموت أحد عناصر الكتيبة الايرلندية وتمنياتها بشفاء الجرحى فقط!

وقد لقى هذا الاعتداء إدانات دولية وطالبت كل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية بإجراء تحقيق عاجل وشفاف من أجل سوق المنفذين إلى العدالة. فيما نفى حزب الله الايراني على لسان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، أي علاقة بالاعتداء.

في الملفات الحياتية والمعيشية الداخلية لا جديد وسط ترقّب وآمال معقودة على بعض الدعم المالي خلال فترة الأعياد القادمة مع رأس السنة من خلال القادمين لهذه الفرصة من خارج لبنان، ومع تواصل ارتفاع الدولار الاميركي في السوق الموازية ليلامس الـ44 ألفا، وهو رقم قياسي يشير إلى حدّة الأزمة المالية في البلد.

وفي ملف الجلسة التشاورية التي دعا اليها رئيس الحكومة هذا الاسبوع للبحث في تداعيات ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاثنين الماضي وآلية توقيع المراسيم، فقد أشار مصدر حكومي ان الجلسة سيحضرها معظم الوزراء مبدئياً بمَن فيهم الثمانية المقاطعين وذلك للجلوس معهم والاستماع اليهم، وهذا ما كان قد طلبه البطريرك الراعي والتزم به ميقاتي حتى لا يقال انه أدارَ ظهره للمقاطعين. وسيتركّز البحث، بحسب المصدر الحكومي، على تخريجة لوضع مراسيم جلسة مجلس الوزراء الاخيرة والاتفاق على آلية توقيعها وتوقيع المراسيم اللاحقة التي تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية. واشار الى ان المطلوب هو فَض المشكلة لاستيعابها.

وفي التواصل السياسي الداخلي، كان لافتا لقاء وفد قيادي من حركة "أمل" مع قياديين من الحزب التقدمي الاشتراكي حيث بحث الجانبان في المستجدات السياسية والأوضاع العامة. وأكدا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية قادر على تولّي ادارة المسار الانقاذي للبلاد، بما يشكله ذلك من أولوية وطنية أساسية يتحتّم إجراؤها وتوفير كل الظروف والمناخات لإنجازها عبر الحوار الذي يؤدي الى تفاهم الكتل النيابية للتوصل إلى إنهاء حال الشغور. وقد استذكر الجانبان العلاقة التاريخية المتينة بينهما التي تكرست في محطات عديدة من النضال المشترك رغم الاختلاف الطبيعي في عدد من المواقف، كما أعادا تأكيد  أهمية التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات التي تحدق بلبنان في هذه الظروف القاسية، ومواصلة العمل لاستكمال تطبيق اتفاق الطائف وتكريس سمة العمل الديموقراطي ونهج الحوار والمؤسسات لحماية المواطن وبقاء الدولة. ويشير هذا اللقاء إلى التأكيد على النهج الذي يشدد عليه الحزب الايراني من خلال التواصل بشتى الطرق لفرض عملية التوافق على إسم الرئيس المقبل قبل عملية الانتخاب، وهو ما ينسف العملية الانتخابية بشكلها الديموقراطي.

في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، بالإضافة إلى الشخصيات والجمعيات التابعة له، كان لافتاً هذا الاسبوع كلام المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من بغداد، الذي ادلى به إلى "قناة العراقية الإخبارية"، حيث اشار إلى ان اتفاقية المليون طن الثانية من الفيول العراقي إلى لبنان تسير بشكل إيجابي وسوف تستكمل قريبا، ولفت الى ان قنوات الحوار في لبنان يشأن ملف رئيس الجمهورية يبدو أنها مسدودة في بعض المفاصل لكن الحوار مستمر، مشيرا إلى ان هناك مليونا و330 ألف نازح سوري في لبنان لا يرغبون بالعودة إلى سوريا. كما أكد ابراهيم ان دولا تدخلت لإيقاف تسليم عبدالله سبعاوي للعراق، معلنا عدم الخضوع لهذه الضغوط، ولافتا إى أن لبنان على استعداد تام للتعاون مع العراق بخصوص ملفات محاربة الفساد! كذلك شدد على ان لبنان حريص على تمتين وتصحيح العلاقات مع الاخوة في دول مجلس التعاون الخليجي لكن الملف يسير ببطء! وردا على سؤال، قال ان "الحشد الشعبي" مؤسسة عراقية وقف إلى جانب اخوته في القوات الأمنية للدفاع عن العراق!

اللافت في هذا السياق، كون اللواء ابراهيم شخصية أمنية لا سياسية فهو متواجد في العراق في زيارة "رسمية"، حيث التقى رئيسي الجمهورية والحكومة وعددا من الوزراء عارضا معهم الوضعين اللبناني والاقليمي، كما التقى رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض وامين عام "عصائب اهل الحق" الشيخ قيس الخزعلي ورئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم والامين العام للمشروع الوطني العراقي الشيخ جمال الضاري ورئيس مجلس القضاء الاعلى العراقي القاضي فائق زيدان.

من جهة ثانية، لفت انتباه أسرة التقرير المعلومات التي نقلتها جريدة "الأخبار" الناطقة باسم الحزب الايراني عن مصادر دبلوماية -كما تقول- عن أن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظته في بكركي الأحد الماضي، إلى تدويل القضية اللبنانية بعد فشل الحلول الداخلية لقيت عدم ارتياح وانتقادات حادّة في أوساط الفاتيكان وفي عدد من الدول الغربية المعنية بلبنان، وخصوصاً فرنسا. وأن نصائح فاتيكانية وصلت إلى بكركي تدعو خصوصاً إلى الإقلاع عن هذه الدعوة، لاعتبارات كثيرة، منها أن أياً من دول العالم المعنية عادة بالشأن اللبناني غير جاهزة حالياً لمثل هذه الخطوة. غير أن الأهم في ما وصل إلى بكركي هو أن أي مسار نحو التدويل سيكون على حساب المسيحيين في شكل أساسي. ولفتت هذه النصائح إلى مخاطر الدعوة إلى التدويل على مسيحيي لبنان في ظل تراجعهم العددي ونسبة الهجرة المرتفعة في صفوفهم خصوصاً بعد الانهيار المالي. وذكّرت بما سمعه الراعي من البابا فرنسيس شخصياً أثناء اجتماع رؤساء الكنائس الشرقية قبل أكثر من عام بعدم تحبيذه الدعوة إلى أي أمر ليس محل إجماع بين اللبنانيين كالتدويل والحياد. وبحسب المصادر فإن الفاتيكان حريص على الوحدة الوطنية اللبنانية والتلاقي بين المسيحيين والمسلمين، ويعتبر لبنان قبلة المسيحيين المشرقيين، وهو قادر بهذه الوحدة على ضمان بقاء من تبقّى من مسيحيين في بلاد الشام والعراق. وأشارت إلى أن أولوية الفاتيكان العاجلة اليوم هي انتخاب الرئيس المسيحي الذي يتوافق عليه اللبنانيون، وذلك بعيداً من القضايا الخلافية كسلاح حزب الله، وهو يعتبر الحزب مكوّناً أساسياً على المسيحيين التلاقي معه رغم المسائل الخلافية! وبالطبع هذا الكلام يأتي في سياق اعتبار الحزب أن تدويل الملف البناني هو ضرب لمشروعه في تقويض أسس الكيان اللبناني، كما ان كلام البطريرك المستمر والعالي النبرة ضدّ ما يقوم به الحزب الايراني من مصادرة للقرار السيادي وعرقلة داخلية مفضوحة للعملية الديموقراطية اصبح مقلقا للحزب.

من جانبه، إستغرب رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي في بيان له، إصرار بعض الأطراف على رفض الحوار الداخلي والتمسك بتدويل الازمة اللبنانية، والتي هي بالاساس صنيعة الخارج وصنيعة تلك الدول التي يعمل البعض على إشراكهم في الحلول، وأضاف أن المشكلة لا تكمن في إسم رئيس للجمهورية وخلفيته، بل في وطنية الرئيس القادم وإخلاصه للشعب ومواجهته للمنظومة الفاسدة التي ضربت أسس الدولة، لذا فالحوار الجامع ضرورة، ويجب ان يكون حول مشروع نهضوي وليس اسم طائفي! كما أشار إلى أن تمسك بعض الاطرف بمصلحتهم الخاصة ومطامعهم على حساب مصلحة الوطن والمواطنين، سيؤدي حتما لخسارة ما تبقى من هذا البلد  مؤكداً ضرورة الحوار الداخلي بين كل الأفرقاء والذي لا بديل عنه للإنقاذ، وكل خيار اخر هو وهم في أحسن الأحوال! وعن الاعتداء على اليونيفيل، حذّر من مخاطر الصدام بين قوات اليونيفل والمواطنين، مؤكدا ضرورة إلتزام القوات الدولية بعملها ومنطقتها ومندرجات القرار 1701 كي لا يأتي طابور خامس يشعل الفتن! مشدداً على ضرورة النظر جنوبا نحو خروقات العدو اليومية.

كذلك، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الايراني الشيخ علي دعموش على ان ما يهم الحزب في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان، هو أولاً الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ليس لحماية المقاومة، فالمقاومة قادرة على حماية نفسها وليست بحاجة لحماية من احد، بل لانقاذ لبنان من التخبط والانهيار الشامل! وثانياً، اعطاء الأولوية للحلول الداخلية عبر الحوار، والمبادرة الى معالجة الازمات الاقتصادية وتلبية حاجات الناس المعيشية! ولفت الى ان من يُعطل عملية انتخاب رئيس للجمهورية ليس من يضع ورقة بيضاء ويدعو للحوار والتوافق، بل هو من يصر على التصويت لمرشّح تحد لا أفق له بالفوز والوصول الى موقع الرئاسة!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: تعود المخاطر الأمنية الكبيرة لتخيّم فوق لبنان واللبنانيين بعد الكلام عن محاولات إيرانية لتهريب السلاح عبر مطار رفيق الحريري الدولي وتهديد إسرائيل بقصف المطار لإحباط عمليات التهريب هذه. فإنّ هذا الأمر يضع لبنان مرة جديدة في أتون الصراعات الإقليمية ويجعله ساحة مستباحة من كلّ حدب وصوب في وقت يتطلع اللبنانيون إلى الأمن والأمان وتكفيهم معاناتهم اليومية. ويذكر "اللقاء" بأن نتنياهو-المكلّف اليوم تشكيل الحكومة في اسرائيل- كان قد حذّر من على منبر الأمم المتحدة في أيلول 2018 عن وجود مخازن صواريخ لحزب الله ملاصقة للمطار، كما حذّر بعد انفجار مرفأ بيروت في ايلول 2020، من وجود مخازن في منطقة الجناح في قلب بيروت، وقد رأى العالم أجمع ما حصل لبيروت في الرابع من آب 2020. لذلك فإنّ لقاء سيدة الجبل يطالب القوى السياسية السيادية والنواب والحكومة بضرورة حماية بيروت ومطارها الدولي وكل المنطقة الملاصقة له من خلال تطبيق القرارين 1559 و1701 - لطالما كانت البطريركية المارونية محجّة دينية ووطنية في اللحظات التاريخية الحاسمة، أمّا القوى السياسية فتقصدها لتلبّي مطالبها وتغطي أفعالها، والبطريركية المارونية دومًا تفعل ما يمليه عليها تاريخها وضميرها الوطني. لذلك نتمنى عليها أن تقفل أبوابها بوجه النواب والقوى السياسية المتقاعسين عن انتخاب رئيس للجمهورية، ولتعيد فتحها لهم عندما يتمّمون واجباتهم بانتخاب رئيس جديد. فالأولوية الوطنية الآن ليست للحوارات العامة والثنائية بل لانتخاب رئيس للجمهورية، والطريق إلى ذلك واضحة ومحددة بالدستور - هال المواطنون ما حصل في منطقة الأشرفية، إن ما حدث أمرٌ مرفوض أشدّ الرفض ويطرح أسئلة كثيرة وأولّها إلى الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش وفرع المعلومات والأمن العام وأمن الدولة، وهؤلاء مطالبون، كما يمليه عليهم واجبهم والقانون، بكشف هوية المعتدين والمحرّضين، ومحاسبتهم حسب القانون. فلماذا لم تبادر هذه الأجهزة إلى منع وصول هؤلاء الشبّان إلى ساحة ساسين في الأشرفية ؟ كذلك يثير الإستغراب صمت نواب بيروت عن هذه الحادثة. إن الأمر الأساس هو غياب الدولة المتكرّر عن ردع اعتداءات وأحداث كهذه قبل حصولها، فالضمانة هي دائما قوى الشرعية وعندما تغيب يبحث اللبنانيون عن ضمانات رديفة. ويبقى ميثاقنا قَسَم جبران التويني الذي إستشهد في 12-12-2005 من أجل لبنان أننا سنبقى موحّدين. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية (المكتب السياسي): رفض الخفة التي يتم التعامل فيها مع الاستحقاق الرئاسي الذي من المفترض أن يكون الشغل الشاغل اليومي للأطراف السياسية كافة والتي من واجبها ركن المهاترات وعمليات تسجيل النقاط والسجالات الإعلامية العقيمة جانبا إلى حين إتمام هذا الواجب الوطني المصيري الذي يلزمها فيه الدستور - شدد على ضرورة استكمال النقاش الذي بدأه نواب الكتائب داخل المجلس حول المادة 49 التي تتحدث عن النصاب القانوني لانعقاد الجلسة وحسمه مرة لكل المرات تمهيدا لانعقاد دورات اقتراع متتالية تفضي إلى انتخاب رئيس بعيدا من منطق التعطيل المعتمد حاليا، ويدعو الفريق الآخر الذي لا ينفك يتحدث عن يده الممدودة للتوافق، إلى الخروج من منطق الورقة البيضاء والإقدام على طرح اسم يتيح الدخول في لعبة الانتخاب الديموقراطية - رأى أن ربط مصير الاستحقاق والبلد بتفاهمات ثنائية تسقط حينا وتعوم أحيانا بحسب الأهواء والطموحات الشخصية أو الارتباطات بأجندات خارجية هو أكبر دليل على أن حزب الله وحلفاءه يتحكمون بالبلد ويأخذونه رهينة مصالحهم ومصالح مشغلهم الإقليمي بانتظار تسوية تأتي بالرئيس الذي يحمي السلاح. (ملحق رقم 2*- بيان)
    • كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله): انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية هو استحقاق وطني بامتياز، والتوافق الوطني وحده هو الكفيل بإنجازه بأقصر وقت وأقل كلفة وتداعيات. وإن المواقف السلبية المناهضة للحوار وصولا للاتفاق الوطني في ظل الموازين الانتخابية القائمة، هي مستغربة وغير مفهومة فضلا عن كونها تفتح عن قصد أو عن غير قصد أبواب التدخل الإقليمي والدولي على حساب المصالح الوطنية العليا للبلاد - مع قدوم فصل الشتاء وبلحاظ استمرار الحصار العدواني اللئيم المفروض من الإدارة الأميركية النافذة والتي تدعي زورا صداقة اللبنانيين فيما تواصل عمليا تجويعهم وحرمانهم من الحصول على الغذاء والدواء والكهرباء ومواد التدفئة بالكلفة المتدنية أو عبر المساعدات التي تقررها دول متعاونة ومتفهمة لمعاناة اللبنانيين ومشاكلهم الراهنة، دعت الحكومة والقوى السياسية جميعا لإيلاء هذه المتطلبات العناية اللازمة والتعاون إلى أبعد الحدود من أجل تخفيف ثقل وأعباء هذه المتطلبات قدر المستطاع! - . (ملحق رقم 3*- بيان)
    • البطريرك الراعي في عظة الأحد: كفوا أيها السادة النواب ومن وراءهم عن هذه السلسلة من الإجتماعات الهزلية في المجلس النياني، والمحقرة في آن لكرامة رئاسة الجمهورية من جهة، وللإفادة من غورها من أجل مآرب سياسية ومذهبية من جهة أخرى، فضلا عن السعي إلى تفكيك أوصال الدولة والمؤسسات. لقد أرسلكم الشعب إلى البرلمان لتنتخبوا رئيسا لا لتحدثوا شغورا رئاسيا. والله أعطاكم مناسبة تجل لتنتخبوا رئيسا في المهلة الدستورية، فحولتموها زمن تخل لا نعرف متى ينتهي، ووسيلة إهمال جديد لرغبة الشعب الذي يريد رئيسا يحمي ظهر لبنان وصدره لا ظهر هذا أو ذاك. الشعب يريد رئيسا لا يخونه مع قريب أو بعيد ولا ينحاز إلى المحاور؛ رئيسا يطمئنه هو ويحمي الشرعية لتضبط جميع قوى الأمر الواقع؛ رئيسا يعمل مع مجلس وزراء جديد وفعال وموحد الكلمة فتعود الحياة الطبيعية إلى مؤسسات الدولة وإداراتها - إن كل ما يجري على الصعيد الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكل الدولة رأسا وجسما، يؤكد ضرورة تجديد دعوتنا إلى الحياد الإيجابي الناشط، وإلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويته فلا يفقد ما بنيناه في مئة سنة من نظام وخصوصية وتعددية وحضارة وثقافة ديمقراطية وشراكة وطنية، إن هذا الجندي الإيرلندي الذي جاء إلى لبنان ليحمي سلام الجنوب، استشهد فيه برصاصة حقد إغتالته. هذه الحادثة المأسوية التي تشوه وجه لبنان، إنما تستوجب تحقيقا شفافا لبنانيا وأمميا يكشف الحقيقة ويجري العدالة. لقد حان الوقت، بل حان من زمان، لأن تضع الدولة يدها على كل سلاح متفلت وغير شرعي وتطبق القرار 1701 نصا وروحا لأن تطبيقه حتى الآن هو انتقائي واعتباطي ومقيد بقرار قوى الأمر الواقع، فيما الدولة تعض على جرحها.،وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها. (ملحق رقم 4*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: ليس أحد بريئا من دم هذا اللبنان لأن الجميع ساهموا في طعـنه وجلده والتنكيل به، وآخر بدعهم تعطيل انتخاب رئيس للجهورية، واعتماد أساليب لا تـمت إلى الدستور بصلة - بعـد سنوات على اغتيال جبران تويني، وقبله وبعده أعداد من الأبطال الـذيــن نادوا بقـيام دولة الـقانـون والعدالـة، نـتساءل هل هدرت دماؤهــم عبثا ونحن نتراجع يوما بعد يوم، ودولتنا تتفكك ودستورها يداس وسـيادتها منتقصة وهـيبتها تـزول؟ (ملحق رقم 5*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الخميس، أن القوات الأميركية تتحضر للإعلان عن أول قاعدة عسكرية لها في الرقة، وذلك بعد انسحابها من هذه المنطقة قبل أكثر من 3 سنوات إبان عملية "نبع السلام" التركية في العام 2019. وكان تواجد القوات الأميركية في الرقة يقتصر مؤخراً على مركز واحد للاستخبارات (سي. أي. إيه)، في مدينة الطبقة. وبحسب المرصد، تم الانتهاء من تجهيز مهبط للطيران وثكنة عسكرية داخل مبنى "الفرقة 17"، والذي تتمركز داخله قوات سوريا الديمقراطية، قرب مدينة الرقة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وأضاف المرصد أن الولايات المتحدة بصدد تجهيز قاعدة عسكرية جديدة في مركز مدينة الرقة، وبالتحديد بالقرب من جسر الرشيد "الجديد" في مدخل المدينة الجنوبي، وفي رسالة واضحة على إعادة انتشار التواجد الأميركي بالرقة، سيرت القوات الأميركية دورية عسكرية أميركية الثلاثاء في منطقة طريق أبيض شرق الرقة. كما تواجدت أمس في الرقة دورية أميركية ترفع علم الولايات المتحدة للمرة الأولى، حيث كانت الوفود العسكرية والاستخباراتية الأميركية تتنقل في الرقة في السابق دون رفع علم الولايات المتحدة.

في سياق متصل، ومن الجانب الآخر، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، أن الميليشيات الإيرانية في سوريا تدفع بتعزيزات ضخمة إلى منطقة السخنة بريف حمص، وبحسب المرصد، فقد خرج رتل عسكري أول للميليشيات الإيرانية مؤلف من 100 سيارة تحمل مواد لوجستية وعتادا عسكريا وأسلحة ثقيلة، من "مركز نصر" في مدينة دير الزور، وسط استنفار عام للفيلق الخامس في الجيش السوري، وتزامن ذلك مع تحليق جوي مكثف للطيران الروسي فوق تلك المنطقة، وفيما تواصلت الارتال بالخروج من دير الزور. وكان المرصد قد أكد في 5 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وصول مجموعة من عناصر "أنصار الله" التابعين للميليشيا الإيرانية إلى مدينة دير الزور، قادمين من مدينة البوكمال، وانتشرت في مواقع عسكرية في أطراف مدينة دير الزور. ووفقاً للمرصد، فإن عناصر "أنصار الله" وصلت إلى غرب مدينة دير الزور برفقة قادة من الميليشيات الإيرانية، بعد أن تلقت تدريبات على الطائرات الإيرانية المفخخة في بادية الحمدان بمدينة البوكمال في وقت سابق.

يذكر أن ميليشيا حزب الله اللبناني كانت قد عمدت إلى إجراء عمليات تموضع عدة ضمن مواقع ونقاط عسكرية عديدة تابعة لها في كل من محيط العاصمة السورية دمشق وبادية حمص الشرقية، وذلك تخوفاً من استهدافات إسرائيلية محتملة، حسب ما كشفه المرصد السوري، يوم الثلاثاء. كما عمدت الميليشيا خلال الساعات الماضية إلى نقل أسلحة وذخائر من مواقع عسكرية تابعة له جنوب العاصمة دمشق إلى مواقع أخرى تقع جنوب غربي دمشق في محيط الكسوة، حيث جرى توزيع الأسلحة على أكثر من مستودع بأوامر من قيادات الحزب. وفي البادية الحمصية، وتحديداً منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، قامت ميليشيا حزب الله اللبناني بتبديل مواقع تابعة له ونقل سلاح وذخائر من محيط المدينة إلى مواقع أخرى ليست ببعيدة عنها. وجرى نقل السلاح والذخائر إلى مستودعات جرى تحصينها بشكل أكبر هناك. وبحسب المرصد، يأتي هذا الأمر كعمليات تمويه تجريها ميليشيا حزب الله تخوفاً من استهدافات إسرائيلية محتملة أو استهدافات جوية من قبل الطائرات المجهولة.

وكان المرصد قد أشار في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى أن ميليشيا حزب الله عمدت إلى إجراء عمليات تمويه جديدة ضمن المواقع والنقاط العسكرية التابعة له بالقرب من الحدود السورية-اللبنانية بريف دمشق. وعمدت دوريات عسكرية حينها إلى رفع العلم السوري على 3 مواقع ونقاط تابعة لحزب الله قرب منطقة الديماس، على مسافة نحو 4 كلم من الشريط الحدودي، كما ارتدى عناصر تلك المواقع والنقاط الزي العسكري الخاص بالجيش السوري، ورفعوا العلم السوري على سياراتهم أيضاً مع وضع صور لبشار الأسد عليها، وسط تشديد أمني كبير. وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني، استقدمت ميليشيا حزب الله تعزيزات عسكرية إلى مواقعها في ريف دمشق قرب الحدود السورية-اللبنانية، حيث وصل نحو 30 عنصرا يتبعون ميليشيا برفقة ذخائر وسلاح عبر معبر غير شرعي بالقرب من منطقة رأس العين الحدودية بريف دمشق، وتوجهوا فور وصولهم إلى أحد المقرات العسكرية المتواجدة في المنطقة والمحصنة بشكل كبير جداً، وذلك بحماية من سيارات عسكرية تابعة للفرقة الرابعة.

في سياق منفصل، نقلت وكالات أنباء روسية رسمية عن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية قوله الجمعة إن موسكو ترحب باقتراح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنشاء آلية ثلاثية لتعزيز المسار الدبلوماسي بين تركيا وروسيا وسوريا. بدورها قالت وكالة "سبوتنيك"، نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو تجري اتصالات مع دمشق بشأن اقتراح أردوغان عقد لقاء يضم الرئيسين السوري والروسي.

 

  1. في الشأن الليبي

نقلت مصادر عن رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا قوله، الثلاثاء، إنه يطالب السلطات الأميركية بإيضاح كيفية وصول مواطنه أبو عجيلة مسعود المريمي إلى واشنطن في إطار قضية لوكربي، واعتبر باشاغا أن المريمي خُطف خارج الإطار القانوني والقضائي والشرعي، مؤكدا أن هذا أمر مرفوض وغير معترف به. وفي وقت سابق، حمل المجلس الأعلى للدولة في ليبيا حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المسؤولية القانونية والأخلاقية بعد تسليم المريمي إلى واشنطن. كما طالب البرلمان الاثنين في خطاب وجهه للنائب العام بتحريك دعوى جنائية ضد كل الضالعين في خطف المريمي المشتبه في تصنيعه قنبلة جرى استخدامها في تفجير طائرة أميركية فوق بلدة لوكربي عام 1988. يذكر أن أبو عجيلة، وهو مسؤول بجهاز المخابرات في عهد النظام السابق، تمت إدانته بتهم لها علاقة بالحادث المميت الذي راح ضحيته 270 شخصا من بينهم 190 أميركيا خلال رحلة طيران بين لندن ونيويورك، ووجهت إليه نهاية عام 2020 تهم في الولايات المتحدة بـضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة التي أسقطت الطائرة فوق منطقة "لوكربي" وبارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، وطلبت من السلطات الليبية تسليمه تمهيدا لمحاكمته.

من جهته، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، إن المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي الذي تم تسيلمه إلى الولايات المتحدة الأميركية لمحاكمته في تفجير "لوكربي"، إرهابي متهم بتصنيع المتفجرات التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص بريء، وشدد في كلمة وجهها مساء الخميس إلى الشعب الليبي على أنه لن يسمح بفتح ملف "لوكربي" من جديد، داعيا الليبيين إلى التفريق بين ملف "لوكربي" من حيث مسؤولية الدولة الذي أقفل بالمليارات التي دفعها النظام السابق من أموال الليبيين، ومن حيث المسار الجنائي المرتبط بالمتهم بالإرهاب أبوعجيلة مسعود المريمي، أحد العناصر المخططة الذي صنع القنبلة ووضعها بين أمتعة المسافرين، وقال إن ما اقترفه لا يمكن أن يدافع عليه. وأشار الدبيبة إلى أن ليبيا كانت طوال السنوات الماضية متعاونة مع السلطات الأميركية في ملف "لوكربي"، وحضر ضباط مخابرات أجنبية للتحقيق في ليبيا، مؤكدّا أن أبوعجيلة الذي يحمل الجنسيتين الليبية والتونسية ورد اسمه في التحقيقات قبل عامين، حتى قبل مجيء حكومته، وصدرت بحقه مذكرة قبض من الإنتربول، وتابع أنّه صار لزاما على حكومته التعاون في هذا الملف وفقا للقوانين والتشريعات الدولية المتعلقة بالعمليات الإرهابية التي تنفذّ في الخارج، قائلا انه لن يقبل بتحميل ليبيا تبعات عمليات إرهابية مرة أخرى بسبب وجود متهمين بالإرهاب على أرضها.

في ملف الخلافات االداخلية، قررت الجمعية العمومية للمحكمة العليا بالعاصمة طرابلس، استمرار الدائرة الدستورية في ممارسة اختصاصاتها ومهامها والنظر في كافة الطعون المرفوعة إليها، وذلك بعد أيام من قرار البرلمان بإلغائها وإحداث محكمة دستورية في مدينة بنغازي. وقالت المحكمة العليا في بيان نشرته، يوم الخميس، إن هذا القرار جاء بعد مناقشة الجمعية باستفاضة كتاب البرلمان الوارد إليها في 30 نوفمبر الماضي بخصوص عرض مشروع إنشاء المحكمة الدستورية العليا في ليبيا، والبيان الصادر من رئيس البرلمان في 7 ديسمبر الجاري، والذي أكد فيه صدور قانون إنشاء المحكمة، وأيضا الطعون المقدمة بعدم دستورية إنشاء المحكمة الدستورية.

أمنيا، قتل اثنان وأصيب العشرات في اشتباكات عنيفة في مدينة صبراتة غربي ليبيا بين مليشيات تابعة لحكومة الوحدة منتهية الولاية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، بحسب جهاز الإسعاف والطوارئ. وقد أدت الاشتباكات العنيفة إلى تعذر إقامة صلاة الجمعة في عدة مساجد، وإجلاء مئات العائلات من المدينة، وغلق الطريق الساحلي.

الاشتباكات الدائرة وسط صبراتة جاءت بعد محاولة قوة مسلحة تابعة لمليشيا آمر "قوة الإسناد الأولى الزاوية" محمد بحرون، الدخول للمدينة للقبض على قادة تشكيلات مسلحة بالقوة، وعلى رأسهم أحمد الدباشي؛ الأمر الذي أدى لحشد عسكري ضخم من المليشيات المستوطنة داخل صبراتة، وبدأت الاشتباكات معه، حيث استخدمت المليشيات الأسلحة المتوسطة والثقيلة ما تسبب في دمار كامل لبعض المنازل والسيارات وخسائر مادية كبيرة.

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها صبراتة اشتباكات بين هذه المليشيات؛ فخلال هذا العام وقعت أكثر من مرة معارك طاحنة أسقطت قتلى وجرحى. وتحاول المليشيات المستوطنة هناك، والتي كانت تقاتل تحت لواء واحد في فترة من الفترات، كسب مزيد من النفوذ والسيطرة على هذه المدن؛ لتسهيل مصالحها الخاصة بتجارة السلاح والمخدرات ورحلات الهجرة غير الشرعية.

وقد توقفت الاشتباكات بعد تدخل حكماء وأعيان الزاوية وصبراتة وآمر قوة إنفاذ القانون، وأوضح عضو رابطة حكماء وأعيان الزاوية البشتي الزحوف أنه جرى الاتفاق على تسليم المطلوبين من طرفي الاشتباكات كخطوة أولى نحو تهدئة الأوضاع بالمنطقة.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أفادت هيئة البث الإسرائيلي العام "كان 11"، بأن إسرائيل تتجه إلى حسم مسألة نقل ملكية كنيسة تقع في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، لصالح الحكومة الروسية، وفقا لمطلب الكرملين، مشيرة إلى أن محامون ممثلون عن الدولة عقدوا جلسات مع الجهات المعنية، للاستماع إلى مطالباتهم بشأن حقوق ملكية الأرض في المجمع، وقالت "كان 11" إن إسرائيل شرعت باتخاذ خطوات عملية لحل النزاع العقاري مع موسكو، فيما تصر الرئاسة الروسية على نقل ملكية كنيسة ألكسندر نيفسكي وساحة ألكسندر لصالح روسيا، واعتبرت أن عدم استجابة إسرائيل للمطلب الروسي في هذا الشأن "يخلق نوعا من التوتر في العلاقات بين الجانبين. وأضافت القناة أن ذلك يأتي تمهيدا لحسم المسألة من قبل الجهات الرسمية الإسرائيلية، علما بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بنيامين نتنياهو، كان قد وقع على وثيقة رسمية تعترف بالموقع كـ"موقع مقدس"، الأمر الذي يجعل حسم هذه المسألة، تنحصر بيد السياسيين عبر اتخاذ قرار سياسي، وليس قضائيا، رغم الالتماسات المقدمة بهذا الشأن.

يشار إلى أنه خلال السنوات الماضية، استخدمت موسكو هذا الملف للضغط على إسرائيل، وطالبتها بين الحين والآخر بـاحترام التزامها بنقل ساحة ألكسندر، بالحي المسيحي في البلدة بالقدس المحتلة، لصالح الحكومة الروسية، علما بأن قرارا قضائيا إسرائيليا كان قد قضى بتعليق عملية التسليم إلى الجانب الروسي، بعدما تلقت طعنا من "الجمعية الأرثوذوكسية الفلسطينية" (The Orthodox Palestine Society)، التي تدير الموقع منذ تشييده قبل نحو مائة عام. وفي مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وبعد تحكيم استمر نحو 10 سنوات، أصدرت محاكم في إسرائيل وفي نيويورك الأمريكية قرارا يقضي بأن المؤسسة الفلسطينية OPS هي المالك القانوني لساحة ألكسندر، حيث أنها اشترتها بعد بنائها من عائلة القيصر الروسي، وأن الحكومة الإسرائيلية ليس لها أي صلاحية لنقلها إلى طرف ثالث، وفق ما أورده موقع "ذا ماركر" الإسرائيلي، في تقرير سابق.

في الوضع الداخلي، أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين، خلال مواجهات متفرقة اندلعت في عدة مناطق بالضفة الغربية، حيث أصيب مواطنين بالاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم عايدة شمال بيت لحم، وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة "المفتاح" عند المدخل الشرقي للمخيم، وسط إطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت صوب المواطنين ومنازلهم، ولفتت أن ذلك أدى لإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز، عولجوا ميدانيا. كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم، وأفاد مصادر بأن المواجهات تركزت في منطقة الشرفا بالبلدة، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، كما اعتدوا على فتى بالضرب. وفي نابلس، أصيب عدد من المواطنين، مساء الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في قرية أوصرين جنوب نابلس، وأفادت مصادر طبية بأن من بين المصابين مسنة تم نقلها لأحد المراكز الطبية. وفي السياق ذاته، اقتحم مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال، قرية مادما جنوب نابلس، ما أدى لاندلاع مواجهات، دون أن يبلغ عن إصابات. كما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة بيت دجن الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق نابلس.

 

  1. فيروس COVID-19

بالرغم من دخول العالم في مرحلة التعافي من وباء كورونا، الذي شلّ مناحي الحياة بالكرة الأرضية لأكثر من عامين، فإن الكثير من الحقائق والتفسيرات مازالت تتكشف يوماً بعد يوم، فقد كشفت دراسة أميركية حديثة أن مرض كوفيد-19 الحاد يبدو كأنه يشبه إلى حد ما الشيخوخة في دماغ الإنسان. ويقول عالم الصحة العامة جوناثان لي من "جامعة هارفارد"، أنه لوحِظ أن التعبير الجيني في أنسجة دماغ المرضى الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 يشبه إلى حد بعيد تعبير الأفراد غير المصابين الذين تبلغ أعمارهم 71 عاما أو أكثر.

ومنذ أن بدأ فيروس كورونا المستجد في إصابة البشر على نطاق عالمي، خشي العلماء من عواقب محتملة على المدى الطويل. ويعد تلف الدماغ أحد أكثر النتائج إشكالية. وغالبا ما ترتبط الحالات الشديدة من كوفيد-19 بضبابية الدماغ أو فقدان الذاكرة أو السكتة الدماغية أو الهذيان أو الغيبوبة. وفي أكتوبر من عام 2020، كشفت فحوصات الدماغ الأولية لمرضى كوفيد-19 علامات مقلقة على الاضطراب العصبي والضعف. ووجدت دراسات لاحقة منذ ذلك الحين أن حتى إصابات كورونا الخفيفة يمكن أن تؤثر على الدماغ، على الرغم من أنها لا تزال غير واضحة المدة التي قد تستمر فيها هذه التغييرات أو كيفية مقارنتها بحالة أولئك المصابين بكوفيد-19 الشديد.

في الوضع الصحي العالمي، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الأربعاء، أنه يأمل في ألا تتسبب جائحة كوفيد-19 في إعلان حالة طوارئ صحية عالمية العام المقبل. وتأتي تصريحاته في إفادة لوسائل الإعلام مع تخلي الصين عن سياسة "صفر كوفيد" الصارمة وسماحها بالتعايش مع الفيروس مثيرة مخاوف من مواجهة ثاني اقتصاد في العالم ارتفاعاً بحالات الإصابة بكوفيد. وتجتمع منظمة الصحة العالمية كل بضعة أشهر لتقرر سواء كان فيروس كورونا الجديد، الذي ظهر قبل 3 سنوات في ووهان بالصين وتسبب في مقتل 6.6 مليون إنسان، ما زال يمثل حالة طوارئ للصحة العامة على المستوى العالمي. كما يهدف ذلك إلى تنسيق الاستجابة العالمية، ومن شأنه فتح سُبُل التمويل للتعاون في مشاركة اللقاحات والعلاجات.

يذكر أن وزارة الصحة الصينية كانت أعلنت في وقت سابق الأربعاء، أنه بات من المستحيل تحديد حجم الطفرة الحالية من الإصابات بكوفيد-19 بعدما لم تعد فحوص الكشف إلزامية في ظل التليين للقيود الصحية في البلد، وتطال هذه الموجة الجديدة من الإصابات بصورة خاصة بكين البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، مع انتشار سريع للإصابات لم تشهده العاصمة منذ بدء تفشي الوباء.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

لم ينتهِ التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية خصوصاً بعد التجارب الصاروخية الأخيرة، التي نفذّتها بيونغ يانغ واعتبرتها واشنطن استفزازاً. فقد شدد المبعوث الأميركي الخاص بكوريا الشمالية، سونغ كيم، أن بيونغ يانع باتت تشكل أبرز التحديات الأمنية في العالم، وأضاف في اجتماع مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني، أن بلاده ستكون أكثر حذرا مع تهديدات السيبرانية لكوريا الشمالية في المستقبل. كذلك أوضح في الاجتماع الذي عقد في جاكرتا، أن سلوك بيونغ يانغ يمثل أحد أخطر التحديات الأمنية للمنطقة وخارجها، مشدداً على أن أي استفزاز إضافي من كوريا الشمالية سيقابل برد حازم وموحد من المجتمع الدولي. بدوره، أكد مبعوث سول إلى بيونغ يانغ كلام نظيره الأميركي، لافتاً إلى إن بلاده واليابان والولايات المتحدة ستنسق العقوبات وتسد الثغرات في نظام العقوبات الدولي على كوريا الشمالية. كما لفت كيم جون، ممثل كوريا الجنوبية الخاص لشؤون السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية إلى أن كوريا الشمالية أصبحت أكثر عدوانية ووقاحة في تهديدها النووي. في حين أشار المبعوث الياباني بمعرض الاجتماع، إلى أن بلاده مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة رفعوا التعاون الأمني بينهم إلى مستوى غير مسبوق. واتفق الجميع على أن أي تهديد من كوريا الشمالية سيواجه برد موحد قوي.

من جانب آخر، وبعد 8 سنوات على أول قمة من نوعها كانت عقدت عام 2014 في ظل رئاسة باراك أوباما، تستضيف الولايات المتحدة قمة إفريقية- أميركية. ويرى مراقبون أن هدف القمة المنعقدة لثلاثة أيام، اللحاق بنفوذ كل من الصين وروسيا المتنامي في القارة السمراء، حيث سيتمحور نقاشها حول إثبات استمرار اهتمام الولايات المتحدة بإفريقيا. ومن المقرر أن تفضي القمة إلى استثمارات أميركية جديدة، تلتزم الولايات المتحدة عبرها بتقديم 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة. بدوره، أوضح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، أن الولايات المتحدة ستضع الموارد على الطاولة خلال القمة، مشيرا إلى أن الرئيس جو بايدن سيقيم مأدبة عشاء مساء الأربعاء لنحو 50 من الزعماء الأفارقة ليعلن فيها دعم الولايات المتحدة لانضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين.

في الوضع الداخلي، أعلنت لجنة التحقيق النيابية في الهجوم الذي شنّه قبل عامين أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب على مبنى الكابيتول، الثلاثاء، أنّ تقريرها النهائي المنتظر بشدّة سيُنشر في 21 ديسمبر بعد أن تعقد جلسة علنية أخيرة في 19 الجاري. وقال رئيس لجنة التحقيق بيني طومسون إنّه خلال هذه الجلسة العلنية الأخيرة سيقرّر أعضاء اللجنة التي تحقّق في الدور الذي أدّاه الرئيس الجمهوري السابق في هذا الهجوم، ماهية الملاحقات القضائية التي سيوصون وزير العدل باتّخاذها، لكنه لم يوضح من يمكن أن توجّه إليه اتّهامات في هذه القضية.

في سياق منفصل، أكد البيت الأبيض أن السياسة الدفاعية الجديدة التي أعلنت عنها اليابان، يوم الجمعة، ستسمح بـتعزيز وتحديث التحالف العسكري بين طوكيو وواشنطن، وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان، إن هدف اليابان المتمثل في زيادة استثماراتها الدفاعية بشكل كبير سيعزز التحالف الأميركي الياباني ويحدّثه. يأتي هذا بعدما أقرت الحكومة اليابانية، مراجعة جذرية لسياستها الدفاعية في محاولة للتصدي للنفوذ العسكري الصيني الذي وصفته طوكيو بأنه تحدٍ استراتيجي غير مسبوق لأمن الأرخبيل، وتعتزم اليابان، في إطار أكبر مراجعة لسياستها الدفاعية منذ عقود، مضاعفة ميزانيتها الدفاعية السنوية وتوحيد قيادتها العسكرية وزيادة مدى صواريخها.

وفي صلب استراتيجيتها للأمن القومي الجديدة، تخطط اليابان لمضاعفة ميزانيتها الدفاعية السنوية التي تبلغ حاليا نحو 1% من إجمالي ناتجها المحلي، لتصبح 2% بحلول 2027، متبنيةً بذلك التزاماً مماثلاً قطعته الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وتشير السياسة الدفاعية اليابانية التي جاءت في ثلاث وثائق، بوضوح إلى الصين وكوريا الشمالية وروسيا. وهي تعتمد لهجة أكثر صرامة مما كانت عليه عند نشر استراتيجية الأمن القومي لليابان للمرة الأولى في 2013.

في الملف الايراني، وبعد توفير منصة لبعض أشهر المدافعين عن النظام الإيراني في العاصمة واشنطن لأكثر من عقد من السنوات، قام المجلس الأطلسي بحل برنامج إيران عقب الاحتجاجات المتزايدة ضد النظام الإيراني في طهران. وأعلن مركز الأبحاث هذا الشهر أنه أنهى مبادرة مستقبل إيران التي تدعو إلى توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، كما قام بفصل مديرة المبادرة والمؤيدة بشدة للنظام، باربرا سلافين، التي استخدمت موقعها الأكاديمي لاستضافة مؤيدي إيران وأعضاء جماعات الضغط ونشر تعليقات ناعمة عن مسؤولي النظام. وأطلق المجلس الأطلسي برنامجًا جديدًا يسمى مشروع استراتيجية إيران والذي يضم منتقدي النظام والمدافعين الإيرانيين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك مرجان كيبور، عضو التحالف من أجل حقوق جميع الأقليات، وهي منظمة دعمت الانتفاضات في إيران. كما أضاف المجلس أيضًا أصواتًا أكثر محافظة إلى مجلس إدارته بما في ذلك فرانسيس تاونسند، التي عملت كمستشار للأمن الداخلي للرئيس السابق جورج دبليو بوش، وكذلك ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة السابق والاستخبارات المالية، والذي ساعد في تطبيق مجموعة من العقوبات الصارمة على النظام الإيراني، ومن المرجح أن يأخذ تعيين هذه الأصوات المجلس الأطلسي في اتجاه مختلف، وهو اتجاه يتعارض مع جهود سلافين الطويلة الأمد لتعزيز العلاقات الأميركية مع القيادة الإيرانية. وكان منتدى سلافين لمستقبل إيران بمثابة ركن رئيسي في "غرفة الصدى" المؤيدة لإيران والتي أغرقت وسائل الإعلام بالدعاية الإيجابية عن النظام في الفترة التي سبقت الاتفاق النووي عام 2015. وأعلن المجلس الأطلسي في بيان أن قراره كان مدفوعا بالأحداث الأخيرة مثل الحركة الاجتماعية الإيرانية التي تقودها النساء والمطالبة بالحرية والاستقلال الذاتي، وإمكانية تغيير زعيم أعلى جديد ودور إيران المتطور في المنطقة بما في ذلك الدعم العسكري للحرب الروسية في أوكرانيا، والنهاية المحتملة لخطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي الإيران.

من جانب آخر، أعلنت واشنطن فرض عقوبات مالية على فلاديمير بوتانين، أحد أكبر الأثرياء الروس، حسب ما أعلنت وزارتا الخزانة والخارجية، الخميس، في تصعيد للجهود الهادفة إلى الحد من قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا. وتطال العقوبات في المقام الأول مصرف روسبنك الذي اشتراه بوتانين هذا العام، ومؤسسات مالية أخرى. ويعد مصرف روسبنك التجاري ومقره روسيا، مؤسسة ائتمانية رئيسية للسلطات، وفق وزارة الخزانة. وكان بوتانين قد تولى منصب نائب رئيس الوزراء في الاتحاد الروسي، ويرتبط بعلاقات مباشرة مع الرئيس فلاديمير بوتين بحسب وزارة الخارجية.

في سياق منفصل، ضاعفت إدارة الرئيس الأميركي، الخميس، من جهودها لحظر التقنية العالية على الصين وروسيا، ووسعت الحظر المفروض على الصادرات التجارية للتكنولوجيا الأميركية المتقدمة التي قالت إنها تساعد برامج بكين العسكرية والمتطورة وتمكن من انتهاكات حقوق الإنسان. وتأتي إضافة نحو ثلاثين شركة صينية إلى قائمة التصدير الأميركية السوداء، بما في ذلك واحدة من أكبر شركات تصنيع الرقائق في البلاد، في أعقاب حملة وزارة التجارة في أكتوبر على بيع رقائق أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين لاستخدامها في الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر العملاقة. كما أدرجت الإدارة في القائمة السوداء شركة سهّلت مبيعات التكنولوجيا الأميركية إلى المعاهد العسكرية المشاركة في برامج الصواريخ التي تفوق سرعتها الصوت في الصين.

وتأتي هذه التحركات بعد شهر من لقاء الرئيس بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في بالي وسعيهما إلى وضع أرضية مشتركة في ظل العلاقة المتأزمة. واتهمت بكين الإدارة الأميركية بإساءة استخدام ضوابط التصدير من أجل عرقلة الشركات الصينية والحفاظ على هيمنة الخيال العلمي. والشركات الـ 36 المدرجة في قائمة الكيانات الممنوعة فعليًا من تلقي التكنولوجيا الأميركية، موجودة في اليابان، باستثناء شركة واحدة موجودة في الصين.

 

  1. في الشأن العراقي

أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية، يوم الاثنين، أن نسبة الإيرادات المتحققة من الأمطار والسيول بالفترة الماضية تسببت بتحسين الواقع الإروائي. وفيما أشارت إلى أن الشح المائي لا يزال قائماً، كشفت عن اتفاق عراقي تركي حول الحصص المائية، وقال المتحدث باسم الوزارة إن الشح المائي لا يزال يؤثر على الواقع الإروائي في العراق، وهناك فراغ خزني كبير نتيجة قلة الإيرادات المائية لاسيما في نهري دجلة والفرات، مبيناً أن أسباباً عديدة تقف وراء الشح المائي، منها فنية بسبب توسع تركيا في إنشاء السدود والخزانات والمشاريع الإروائية، إضافة إلى التوسع السكاني الكبير، فضلاً عن التأثيرات الطبيعية التي تتعلق بطبيعة السنة المائية والتغيرات المناخية التي أثرت في العراق بشكل كبير. كما أوضح أن البلاد شهدت خلال الفترة الماضية تساقط أمطار وسيول تسببت بتحسن نسبي، حيث بلغت الإيرادات المتحققة أكثر من 600 مليون متر مكعب، مشيراً إلى أن الكمية بسيطة مقارنةً بالفراغ الخزني الموجود، لاسيما في سدود الموصل ودوكان ودربندخان، وأضاف أنه تم تأمين نحو 25% لتعزيز التخزين المائي، والكمية الأكبر تم إطلاقها في نهري دجلة والفرات، من أجل تعزيز المناطق التي عانت من الشح الكبير، وكذلك تعزيز الري الأولي للموسم الزراعي الشتوي ومناطق الأهوار وتحسين بيئة شط العرب، بالإضافة إلى تأمين المياه لمحطات الإسالة.

في السياق، أكد البنك الدولي أن العراق يواجه تحدياً مناخياً طارئاً ينبغي عليه لمواجهته التوجه نحو نموذج تنمية أكثر اخضراراً ومراعاة للبيئة، لاسيما عبر تنويع اقتصاده وتقليل اعتماده على الكربون، وأضاف في تقرير جديد، أنه بحلول عام 2040، سيكون العراق بحاجة إلى 233 مليار دولار استثمارات، للاستجابة إلى حاجاته التنموية الأكثر إلحاحاً، فيما هو بصدد الشروع بمجال نمو أخصر وشامل، أي ما يساوي نسبة 6 في المئة من ناتجه الإجمالي المحلي سنوياً. وقدّم البنك الدولي، التقرير للسلطات العراقية خلال اجتماع في بغداد، وهو يعطي أساساً تحليلياً لمعالجة الاحتياجات الإنمائية الأكثر إلحاحاً في البلاد، ومواجهة التحديات المناخية في وقت واحد، كما بحث التقرير تكلفة تحول البلاد نحو اقتصاد أقل اعتماداً على الكربون، وناقش الفرص والإصلاحات الرامية إلى اتباع نموذجٍ نمو أكثر اخضراراً ومراعاة للبيئة.

في الملف الأمني، جددت الطائرات التركية، الأربعاء، قصفها المكثف على مناطق وقرى تابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق. وقال شهود عيان إن الطائرات التركية قصفت عدة قرى بناحية باطوفا وقضاء العمادية، مما أثار ذعر السكان بتلك المناطق.

في الملف السياسي، علّق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على ظهور حركة سياسية ودينية في العراق تحت مسمّى "حركة مهدوية سياسية" محذرا من اتباعها، وهدد كل من التحق بها بالطرد من التيار الصدري. وقال الصدر، إن كل من التحق أو يلتحق بهذه الجماعة من التيار الصدري فهو مطرود، لأن وجودهم بيننا مضر جدا، كما دعا إلى مقاطعة هذه الحركة الدينية الشيعية في العراق، بعد ادعائها "المهدوية" و"الإمامة" بغطاء سياسي واقتصادي واجتماعي وحوزوي.

 

  1. في الشأن اليمني

دعا وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري المجتمع الدولي إلى مواجهة التمدد الإيراني في اليمن، وتهديده لأمن المنطقة والعالم. جاء ذلك خلال لقائه سفير فرنسا لدى اليمن جان ماري صفا، والملحق العسكري الفرنسي جنيد جودة، في العاصمة المؤقتة عدن. وناقش المسؤولون خلال اللقاء عدداً من القضايا، وفي مقدمتها استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية للمنشآت الحيوية، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، كما تطرق اللقاء إلى ما تقوم به ميليشيا الحوثي الإرهابية من استهداف للموانئ والمنشآت النفطية وزعزعة أمن الممرات البحرية وطرق التجارة العالمية. وأشار وزير الدفاع اليمني إلى استمرار عمليات التهريب الإيرانية للأسلحة والمخدرات وبكميات كبيرة إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية.

في السياق، اتهمت الحكومة اليمنية ميليشيا الحوثي بقطع الطريق على كل جهود السلام، ووصفت سلوك الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية بأنه يبدد أي وهم بإمكانية الوصول إلى حل دون تغيير الحقائق في الأرض، وقال مجلس الوزراء اليمني في بيان عقب اجتماعه الدوري، يوم الاثنين، في العاصمة المؤقتة عدن، إنه وقف على استمرار هجمات وتهديدات ميليشيا الحوثي في استهداف مقدرات الشعب اليمني والملاحة الدولية، وهجماتها المتكررة على المدنيين، وأكد استمرار السلوك الإرهابي للميليشيا الحوثية في قطع الطريق على كل جهود السلام، وتبديد أي وهم بإمكانية الوصول إلى حل دون تغيير الحقائق في الأرض.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على أن الدولة والحكومة ستعمل كل ما يلزم لردع الاعتداءات الإرهابية الحوثية على تصدير النفط، باعتبار أن هذا الأمر يتعلق بمعيشة وحياة الشعب اليمني ومقدراته الوطنية ولا يمكن التهاون في ذلك أو قبول أنصاف الحلول، لفت إلى زيارة وفد الاتحاد الأوروبي والسفراء إلى عدن، وما أبدوه مع المجتمع الدولي من تفهم لإجراءات تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية، منوها بزيارة وفد أوروبي إلى مدينة تعز المحاصرة من قبل ميليشيا الحوثي منذ 7 سنوات، والتي تنصلت عن تنفيذ التزاماتها بموجب الهدنة في رفع حصارها الجائر وغير الإنساني.

إلى ذلك، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إنه يعمل بلا هوادة لتجديد الهدنة التي انتهت في الثاني من أكتوبر الماضي، وتوسيع منافعها. جاء ذلك خلال مشاركته عبر الاتصال المرئي في فعاليات القمة النسوية الخامسة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، التي انعقدت ليومين بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان واختتام حملة الـ16 يوماً من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة، والذكرى السنوية لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

من جانبه، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي إلى تعزيز الاصطفاف الواسع دعماً لمعركة استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني. كما دعا خلال اجتماعه مع محافظَي حضرموت والجوف، بمضاعفة جهود السلطات المحلية في محافظتي حضرموت والجوف والمحافظات المحررة، والعمل على حشد كافة الموارد لتحسين سبل العيش والتخفيف من معاناة المواطنين.

 

  1. في الشأن المصري

أصدر الرئيس المصري قرارا جمهوريا بترسيم الحدود البحرية الغربية في البحر المتوسط، ونشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر الثلاثاء الماضي قرار الرئيس المصري، والذي حمل رقم 595 لسنة 2022 بشأن تحديد الحدود البحرية الغربية لمصر في البحر المتوسط. وبذك تكون مصر قد حسمت حدودها البحرية التي يمكن من خلالها أن تطرح هذه المناطق أمام شركات النفط العالمية للتنقيب عن النفط والغاز، ويمكنها كذلك الحفاظ على ثروات الغاز في منطقة البحر المتوسط التابعة لها، كما يعني إعداد وتجهيز المناطق داخل هذه الحدود للبحث عن النفط والغاز ووقف أي أطماع فيها. ووفقا لما كشفه أسامة كمال، وزير البترول السابق في مصر فإن منطقة شرق المتوسط لها أولوية كبرى في اهتمامات شركات النفط العالمية، نظرًا لاحتياطيات الغاز الضخمة التي تتواجد بها، مضيفا أن ترسيم الحدود البحرية الغربية تحسم عمليات طرح هذه المناطق وكذلك مياهها العميقة للتنقيب للوصول للثروات، والحفاظ على حق كل دولة في ثرواتها الطبيعية وفقا لاتفاقية الأممم المتحدة لعام 1982، كما لفت إلى إنه مع المناوشات الأخيرة من جانب تركيا في ليبيا وتزايد الحديث عن الحدود البحرية لكلا الدول الثلاث، كان لابد لمصر أن تحسم حدودها مع ليبيا مثلما حدث في الحدود في البحر الأحمر وشرق المتوسط.

في سياق منفصل، قال الرئيس الإقليمي في فايزر للشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا باتريك فان دير لو، إن استثمار الشركة بلغ أكثر من 33 مليار دولار في قطاع البحوث وتطوير الأعمال منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية سبتمبر الماضي. واشار إلى أنه تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع الحكومة المصرية، عدد منها دخل حيز التنفيذ، منها في قطاع رقمنة الخدمات الصحية، مضيفا أنه يتم الآن مناقشة فرصا محتملة مع الحكومة المصرية لتصنيع اللقاح الأخير Prevnar  في مصر، وهو سيعتبر استثمارا كبيرا، وأوضح أن الاستثمار في مصر سيشمل إنشاء مصنع لتدريب العلماء والدكاترة والممرضين المصريين، وجار المناقشات مع الحكومة المصرية لهذا التعاون المحتمل.

على صعيد منفصل، أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المصري، عن اكتشاف حقل كبير للغاز بالبحر المتوسط وهو في مرحلة التقييم للتأكد من حجم الكشف، وهو حقل "نرجس"، ويأتي بعد حقل "ظهر" من حيث الأهمية. وتستهدف مصر الوصول بحجم صادرات الغاز الطبيعي إلى مليار دولار شهريا في عام 2023 ارتفاعا من 600 مليون دولار شهريا حاليا، وفقا لوزير المالية المصري محمد معيط. وفي الشهر الماضي، أعلن وزير البترول طارق الملا، أن مصر صدرت نحو 8 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال في 2022، ونحو 90% منها لأسواق الاتحاد الأوروبي.

في الاقتصاد ايضاً، أفاد تقرير لمجلس الوزراء المصري، أن حزمة الدعم المالي الجديدة من صندوق النقد الدولي لمصر وقيمتها 3 مليارات دولار تهدف إلى خفض الدين الحكومي إلى أقل من 80% من الناتج المحلي الإجمالي على المدى المتوسط. وذكر التقرير أن الصندوق لم يطالب الحكومة المصرية بخفض الإنفاق على الدعم، مضيفا أن البرنامج الجديد يهدف إلى تعزيز شبكة الحماية الاجتماعية للمواطنين. وكان المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي قد وافق هذا الاسبوع على حزمة دعم مالي لمصر بقيمة 3 مليارات دولار لمدة 46 شهرا، وقال إنها ستحفز تمويلا إضافيا يبلغ حوالي 14 مليار دولار.

في ملف جماعة الاخوان

بعد تضييق الخناق على "جماعة الإخوان" في عدد من دول المنطقة، وحالة التفكك التي يعيشها التنظيم الإرهابي على خلفية الانقسامات التي تضرب صفوفه، يخطط عدد من عناصر الجماعة للتوجه إلى عدد من الدول الأوروبية التي يعتقدون أنها يمكن أن تفتح أبوابها لهم، وسط أنباء عن رغبة أنقرة التخلي عن قيادات التنظيم بشكل نهائي خلال الأيام القادمة، بعد المصافحة بين الرئيسين المصري والتركي في الدوحة. وتنشط جماعة الإخوان المسلمين في كندا منذ النصف الأول من القرن العشرين، مقدمة نفسها ومؤسساتها على أنها الفاعل الرئيسي الوحيد عبر إنشاء رابطة إسلامية مشتركة من شأنها أن تحل محل الروابط القومية الأخرى وتهدف لتحقيق التمدد والتجييش والحصول على الدعم الشعبي.

وباتت عناصر التنظيم الإرهابي تواجه الطرد في مختلف الدول خصوصاً في ظل تحرك ألماني لملاحقة مصادر تمويلاتهم وتجفيفها إذ وطالب حزب البديل لأجل ألمانيا في إحاطة جديداً البرلمان الألماني، يتناول مسألة التمويل الحكومي لجهود مكافحة التطرف في البلاد عام 2021.

وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور مصطفى أمين إن تحرك عناصر الإخوان الاضطراري إلى كندا يأتي في إطار التضييق الحكومي والأمني الذي طال وجودها، ضمن عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي، إذ بدأ التنظيم يواجه قيوداً متزايدة على تحركاته في تركيا، وهنا برزت دول أمريكا الشمالية بما فيها كندا كملاذ آمن لعناصر الجماعة وأذرعها بمختلف مسمياتها لعدة أسباب، منها؛ إعادة تجميع صفوفها مستغلة مناخ الحريات السياسية والدينية فيها الذى يسمح لها بالتحرك، فضلاً عن البعد الجغرافي، ووجود الكثير من العائلات المهاجرة التي تضم بعض القيادات السابقة للجماعة، التي هاجرت من الشرق الأوسط قبل 3 أو 4 عقود وأصبحوا مواطنين كنديين. كما أضاف أن المجلس الوطني للمسلمين الكنديين هو منظمة إسلامية أسست في يوليو عام 2000، وكان يعرف من قبل باسم «المجلس الكندي للعلاقات الأمريكية الإسلامية»، وهو مجلس يراه الكثير واجهة الإخوان للسيطرة عليه من خلال أموالهم، وأنه سيكون منبرهم وذراعهم السياسية، وسوف ينتظرهم في النهاية الطرد من المجلس، كما حدث منتصف سبتمبر الماضي، عندما تم طرد كل الواجهات الإخوانية من عضوية «المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا» في ميونخ، وتم تجريد إبراهيم الزيات المعروف بـوزير مالية الإخوان من كل مناصبه داخل المجلس، وهو ما يعد ضربات موجعة لهم، لم تتوقف عند هذا الحد بل ستطال مقاومتها في دول أمريكا الشمالية، لإيمانها منذ نشأتها على بناء دولة موازية، وقد تبنت في ذلك نهجاً من خلال أدوات عدة كالسيطرة على التعليم والمؤسسات الدينية والثقافية لتساعدها على التغلغل في أوساط الشباب والمجتمع لتنشئة تيارات تؤمن بأفكارها الإرهابية.

أزمة سد النهضة

أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في لقاء مع الرئيس المصري، الأربعاء، على أهمية التوصل إلى تسوية دبلوماسية بشأن سد النهضة في إثيوبيا وبما يصون مصالح جميع الأطراف، وطلب السيسي، من جانبه، من الولايات المتّحدة المساعدة في الضغط على إثيوبيا للتوصّل إلى اتّفاق بشأن سدّ النهضة، المشروع الكهرمائي الضخم الذي ترى فيه القاهرة تهديداً وجودياً.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

استقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي وزير الخارجية السعودي، وأكد الوزيران على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لدعم الأمن. وجرى خلال اللقاء الذي عُقد في أبوظبي، بحث العلاقات الراسخة بين الإمارات والسعودية، ومسارات التعاون المشترك وسبل تعزيزه في المجالات كافة، في ضوء الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، كما ناقشا عددا من القضايا التي تهم البلدين والملفات الخاصة بالتعاون العربي والخليجي المشترك. وذكر وزير الخارجية الإماراتي أن الإمارات والسعودية ترتبطان بشراكة استراتيجية قوية ومستدامة تتعزز بشكل مستمر بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعود بالخير على شعبيهما ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

في سياق منفصل، أعلنت قيادة الأسطول الخامس الأميركي، اليوم الاثنين، إن قوات بحرية من العراق والكويت وأميركا قامت بدورية مشتركة في الخليج للمرة الثانية خلال أربعة أشهر، لتعزيز الأمن البحري الإقليمي، وأضافت أن سفنا من البحرية الأميركية عملت مع سفن من البحرية العراقية وقوات خفر السواحل الكويتية، ونفذت تدريبات على المناورة والأمن البحري. يشار إلى أن الدول الثلاث دورية كانت قد أجرت مماثلة في الخليج في الخامس والعشرين من أغسطس/آب.

على صعيد آخر، قال وزير خارجية المجر، الخميس، إن بلاده بدأت محادثات بشأن استيراد النفط والغاز الطبيعي من سلطنة عمان، وذلك بعد أن التقى نظيره العماني في بودابست، وأعلن زيجارتو الأربعاء أيضاً، أن المجر وقطر اتفقتا على أن شركتيهما الحكوميتين ستبدآن محادثات بشأن شراء المجر الغاز الطبيعي المسال من قطر.

 

  1. في الشأن الأوروبي

وافقت أغلبية كبيرة من دول الاتحاد الأوروبي من حيث المبدأ على تجميد حزم مالية بقيمة مليارات اليوروات من ميزانية التكتل كانت مخصصة للمجر، حسبما نقلت مصادر متابعة في ساعة متأخرة من يوم الاثنين عقب اجتماع الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في بروكسل. يشار إلى أن هناك مخاوف في بروكسل من إمكانية عدم استخدام أموال الاتحاد الأوروبي بصورة ملائمة في البلاد بسبب عدم كفاية الإجراءات الرامية إلى مكافحة الفساد. وكانت المفوضية الأوروبية جددت توصية يجب بموجبها تجميد الدعم المخصص للمجر، الذي يصل إلى نحو 7.5 مليارات يورو (7.9 مليارات دولار)، حتى تفي حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان القومية اليمينية تماماً بتعهداتها بدعم سيادة القانون. ووفقاً لحل وسط جديد، سيتم الآن تجميد الإعانات التي تبلغ نحو 6.3 مليارات يورو في محاولة للاعتراف بأن المجر قد نفذت بالفعل بعض التدابير التي طلبها منها الاتحاد الأوروبي. ويتطلب تعليق التمويل موافقة أغلبية مؤهلة، أي موافقة 15 دولة على الأقل من دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27، وأن تشكل هذه الدول معاً ما لا يقل عن 65% من إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي. وقد تم تحقيق الشرط بعد الموافقة التي تم التوصل إليها في لجنة الممثلين الدائمين يوم الاثنين، ومن المقرر أن يتم صياغتها رسمياً كتابياً قبل قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس.

إلى ذلك، أعلن الاتحاد فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني، وقرر إضافة 20 مسؤولاً وكيانا إيرانيا في قوائم العقوبات ضد طهران. كما أدرج التلفزيون الإيراني في قائمة العقوبات ضد إيران، وتضمنت العقوبات أيضا إدراج 4 إيرانيين و4 كيانات في قائمة العقوبات بسبب توريد مسيرات إلى روسيا تستغلها في الحرب على أوكرانيا.

في سياق متصل، اتفقت الدول 27 الأعضاء في الاتحاد الخميس، على اعتماد عقوبات جديدة ضد روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا، كما أعلنت عدة مصادر دبلوماسية، وستشمل العقوبات الجديدة إجراءات عقابية ضد البنوك الروسية وقيودا تجارية إضافية. ووافقت الدول الـ 27 بالإجماع على العقوبات في بروكسل، لكن ما زال يتعين أن تتم الموافقة عليها رسميا.

وكان المستشار الألماني في سياق متصل، قد أعلن، الأثنين، أن قادة الدول السبع اتفقت على إنشاء منصة لتنسيق المساعدات المالية لأوكرانيا. ووفق بيان مجموعة السبع، فأن قادة هذه الدول ستواصل تنسيق الجهود لتلبية متطلبات أوكرانيا العاجلة من المعدات العسكرية والدفاعية، وأن المجموعة تركز على توفير أنظمة دفاع جوي فعالة لأوكرانيا، وتابع البيان أن المجموعة ما زالت ملتزمة بالتنسيق لاتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على العدوان الروسي في أوكرانيا. 

في سياق منفصل، أعلن خرالامبوس فورليوتيس رئيس هيئة مكافحة غسل الأموال اليونانية الاثنين، تجميد كل أصول نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي اليونانية إيفا كايلي للاشتباه بضلوعها في فضيحة فساد مدوية على ارتباط بدولة قطر. وأوضح المسؤول أن الإجراء الذي يطال أيضاً المقربين من النائبة الأوروبية التي فصلت عن حزب الاشتراكي اليونانية (باسوك-كينال) إثر هذه القضية، يشمل الحسابات المصرفية والخزنات والشركات وأي اصول مالية أخرى،

وأكد أن تجميد الأصول يطال أفراد عائلة كايلي المقربين مثل والديها. وتستهدف الهيئة أيضا شركة عقارية أنشئت قبل فترة قصيرة في حي كولوناكي الراقي في أثينا قد تكون النائبة الأوروبية أسستها مع شريك حياتها الإيطالي الذي أوقف أيضاً في بلجيكا في إطار القضية نفسها. ووجهت النيابة العامة البلجيكية، الأحد الماضي، تهماً لأربعة من ستة أشخاص أوقفوا خلال الجمعة والسبت الماضيين، بينهم إيفا كايلي. وقالت النيابة، في بيان، إن أربعة أشخاص سجنوا بعد توجيه الاتهام لهم من قاضي تحقيق في بروكسل بتهمة الانتماء إلى منظمة إجرامية وغسل الأموال والفساد، وأطلق القاضي سراح الشخصين الآخرين. كما أكد المصدر القضائي أن كايلي لا تستطيع الاستفادة من حصانتها البرلمانية، لأنها أوقفت في حالة تلبس بالجريمة الموجهة إليها، مؤكدا أن كايلي كانت بحوزتها أكياس مليئة بالأوراق النقدية، مساء الجمعة، عندما أوقفتها الشرطة البلجيكية. ويشتبه في القضية أنه تم دفع أموال طائلة أو تقديم هدايا كبيرة لأشخاص لديهم مناصب سياسية أو استراتيجية داخل البرلمان الأوروبي تسمح بالتأثير في قراراته. وكانت رئيسة البرلمان الأوروبي المالطية روبرتا ميتسولا قد قررت مساء السبت الماضي، تجريد إيفا كايلي موقتاً من جميع المهمات التي أوكلت إليها، بما في ذلك مهمة تمثيلها في منطقة الشرق الأوسط. إلى ذلك، قال ممثلو الادعاء إنهم اشتبهوا منذ أكثر من أربعة أشهر في أن دولة خليجية حاولت شراء النفوذ في بروكسل، لكن ورغم عدم الكشف عن ماهية هذه الدولة، إلا أن مصدرا على دراية بالقضية قال إنها قطر. لكن قطر نفت ارتكاب أي مخالفات في هذا الاطار.

على صعيد منفصل، قرّر قادة الاتحاد الأوروبي، الخميس، منح البوسنة والهرسك صفة دولة "مرشّحة" لنيل عضوية الاتحاد، وهي الخطوة الأولى في مسار طويل ومعقد لنيل العضوية، يتطلّب موافقة دول التكتل الأوروبي بالإجماع. وكان قادة الاتحاد قد ناقشوا في قمة ببروكسل التوصية التي اتخذها الوزراء المسؤولون عن الشؤون الأوروبية لدول الاتحاد، يوم الثلاثاء، بشأن منح وضع "دولة مرشحة" للبوسنة والهرسك للانضمام إلى الاتحاد.

على صعيد آخر، وقع قادة أذربيجان وجورجيا والمجر ورومانيا، السبت، اتفاقاً لمد كابلات تحت مياه البحر الأسود، لنقل كهرباء تنتج بالطاقة المتجددة إلى أوروبا. وقال الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس خلال الاجتماع أنه نظراً للوضع الأمني الحالي والتصعيد العسكري في أوكرانيا، نحتاج إلى تعاون أفضل وإظهار مزيد من التضامن للتكيف مع التحديات المشتركة. وحضر الاجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

 

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع.

 

  1. في الشأن التركي.

قضت محكمة تركية، يوم الأربعاء، بسجن رئيس بلدية إسطنبول المعارض والذي يحظى بشعبية واسعة أكرم إمام أوغلو عامين و7 أشهر ومنعه من ممارسة العمل السياسي، وذلك بسبب إهانته مسؤولين ووصفهم بالأغبياء. وهذا الحكم قد يقود إلى فرض حظر سياسي على رئيس البلدية إذا أيدته المحكمة العليا، يأتي ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات المزمع عقدها في تركيا في يونيو 2023. من جانبه، أكد محاميه أنه سيستأنف الحكم، وهو ما يعني أنه سيبقى في منصب رئيس البلدية، ويُرجح تسريع النظر في الاستئناف من أجل الإطاحة بأي محاولة من قبل إمام أوغلو لخوض الانتخابات الرئاسية. من جهتها وصفت ألمانيا القرار بأنه ضربة قاسية للديمقراطية، بينما حضت فرنسا تركيا على تصحيح انحرافها عن حكم القانون والديمقراطية واحترام الحقوق الأساسية، وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن هذا الحكم غير متناسب ويؤكد الافتقار المنهجي لاستقلال القضاء والضغط السياسي غير المبرر على القضاة والمدعين العامين في تركيا.

وتكافح المعارضة التركية المنقسمة للتوحد خلف مرشح واحد لمنافسة أردوغان الذي يحكم منذ عقدين في الانتخابات المقبلة. وتظهر استطلاعات رأي أن رئيس بلدية إسطنبول البالغ 52 عاما هو من أبرز المنافسين المحتملين الذين يرجح فوزهم على أردوغان في الانتخابات الرئاسية، لكن زعيم حزب "الشعب الجمهوري" العلماني، كمال كيليتشدار أوغلو، لا يزال يضغط بشدة من أجل الترشح، كما ارتفعت أسهم ميرال أكشينار زعيمة "الحزب الجيد" لخوض المنافسة. واستغلت المعارضة الحكم القضائي في محاولة لإنعاش حملتها المتعثرة، حيث خرج إمام أوغلو وستة زعماء أحزاب معارضة جنبا إلى جنب وسط حشد من المؤيدين في مسيرة تهدف إلى إظهار التحدي في وجه أردوغان. ويمثل الاحتجاج أول ظهور علني مشترك لقادة المعارضة الرئيسيين خلال الحملة الانتخابية، وقد نافس حجمه الأعداد التي يجتذبها أردوغان خلال التجمعات الأسبوعية التي يقيمها في إطار حملته الانتخابية.

وأفاد استطلاع رأي أن حكم الأربعاء يهدد برد فعل عكسي على أردوغان. وكانت شعبية الرئيس التركي قد بدأت بالتعافي مؤخرا بعد وصولها لأدنى مستوى خلال الأزمة الاقتصادية العام الماضي. لكن استطلاعا لمؤسسة "متروبول" أظهر أن ناخبي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان يعتقدون أن القضية ضد رئيس البلدية ذات دوافع سياسية.

على صعيد منفصل، قال الرئيس التركي الخميس، إنه اقترح على نظيره الروسي تأسيس آلية ثلاثية مع سوريا، لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق، وقال أردوغان بعد زيارة لتركمانستان إنه عرض المبادرة بعقد سلسلة من الاجتماعات بين تركيا وروسيا وسوريا لتناول العلاقات مع دمشق والتي اتسمت بالتوتر منذ فترة طويلة. وأكد أردوغان أن بوتين قابل ذلك العرض بإيجابية، مضيفا، أولاً أجهزة المخابرات ثم وزراء الدفاع ثم وزراء خارجية (الدول الثلاث) وبعد اجتماعاتهم، ربما نجتمع نحن كزعماء. من جانب آخر، أكد أردوغان أن بلاده ماضية في طريقها لإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا، وأضاف أن تركيا تعرف الأسباب التي جعلت ما وصفها بالمنظمات الإرهابية تعاود الهجوم عليها، وأن بلاده تعمل على تدمير الإرهاب في منابعه، على حد وصفه.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

قال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية  إن حكومتي الإمارات وإسرائيل صادقتا على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين. وتم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين في مايو/أيار. وذكر الزيودي أن الاتفاقية ستلغي أو تخفض الرسوم على 96% من المنتجات ما يوفر دفعة قوية لقطاعات الامارات الصناعية والخدمية، وأشار إلى أن التجارة غير النفطية بين الإمارات وإسرائيل زادت 114% في الأشهر التسعة الأولى من 2022 مسجلة ملياري دولار، وأضاف إن الاتفاقية ستحفز هذا الازدهار التجاري، إذ ستخلق المزيد من فرص التعاون بقطاعات رئيسية كالطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والأمن الغذائي.

 

  1. في الشأن السعودي

وقع وزير الدفاع السعودي، ونظيره البريطاني خطة التعاون الدفاعي، التي تهدف إلى تطوير قدرات وزارة الدفاع السعودية، وتوطين الصناعات العسكرية، وتعزيز الشراكة بين البلدين في المجال العسكري والدفاعي. وعقد الجانبان اجتماعاً في مقر وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، جرى خلاله استعراض العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين البلدين، وبحث أوجه التعاون الثنائي في المجال العسكري والدفاعي، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المُشترك، وتطورات الأوضاع على المستويين الإقليمي والدولي.

في سياق منفصل، أعلنت كل من شركة أرامكو السعودية وشركة توتال إنيرجيز، في بيان مشترك، يوم الخميس، عن اتخاذهما القرار الاستثماري النهائي لإنشاء مجمع بتروكيميائيات على مستوى عالمي في المملكة باستثمارات تبلغ 11 مليار دولار. وقال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، محمد القحطاني، إن ذلك يتوافق مع استراتيجية الشركة التي تتمثل في زيادة طاقة الغاز والتكرير والبتروكيميائيات المتكاملة وتقليل الانبعاثات، وأضاف أن المجمع العالمي الجديد سيكون في "ساتورب"، المصفاة المشتركة مع شركة توتال إنيرجيز. كما ذكر القحطاني أنه من المتوقع أن يوفر المشروع 7000 فرصة عمل محلية مباشرة وغير مباشرة، والتي سينعكس أثرها على الاقتصاد المحلي بشكل كبير، مشيرا إلى أن التشغيل التجاري للمجمع من المقرر أن يبدأ في عام 2027.

 

  1. في الشأن الروسي

يزور الرئيس الروسي ، بيلاروسيا، الاثنين، لإجراء محادثات مع نظيره وحليفه ألكسندر لوكاشينكو، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي. وقال المكتب الإعلامي، الجمعة، إن الرئيسين سيجريان محادثات في قصر الاستقلال في العاصمة البيلاروسية مينسك أثناء زيارة عمل يقوم بها بوتين. وأكد الكرملين في بيان أن المفاوضات ستركز على القضايا الرئيسية لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين مينسك وموسكو، ولا سيما التكامل في إطار الاتحاد الروسي البيلاروسي، وهو تحالف يجمع هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين منذ 1999.

من جهته، قال ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة منذ 1994، إن المحادثات ستركز على التعاون الاقتصادي، وكذلك على الوضع العسكري والسياسي حول البلدين، وأكد أن استقلال مينسك ليس مهددا بينما يتحدث مراقبون باستمرار عن احتمال وحدة بين البلدين. وقال لوكاشينكو، الجمعة، خلال اجتماع حكومي كما نقل مكتبه الإعلامي، إن سيادة واستقلال بيلاروسيا ثابتان، وأضاف أن مينسك لن تصبح أبدا عدوا لروسيا.

على صعيد آخر، أفادت تقارير أميركية أن موسكو وجهت اتهاماً إلى الولايات المتحدة وبولندا بالتورط في التحضير لهجمات على الأراضي الروسية، بعد أن شنت أوكرانيا ضربات بطائرات مسيرة داخل روسيا هذا الشهر. وقال مصدر في وكالة أمنية روسية، الجمعة، إن البيانات الواردة من طائرات مسيرة تم اعتراضها تظهر تورط البلدين في الخطط لشن الهجمات، وبحسب المصدر الروسي فقد قامت الوكالات المختصة في الاتحاد الروسي بتحليل المكونات الإلكترونية للطائرات بدون طيار التي تم اعتراضها، والتي استخدمتها أوكرانيا لشن هجمات على أهداف البنية التحتية الروسية ولا سيما في سيفاستوبول وشبه جزيرة القرم وفي مناطق كورسك وبلغورود وفورونيج. وزعم المصدر، الجمعة، أن تقييمات الوكالة الروسية كشفت عن تورط مباشر للولايات المتحدة وبولندا في الدعم العسكري واللوجيستي الهائل لنظام كييف، في إطار التحضير لهجمات إرهابية مشتركة وتنفيذها على أراضي روسيا الاتحادية. وبحسب المصدر أيضا فقد تم إنتاج محطات التحكم في إلكترونيات الطيران والطائرات بدون طيار بواسطة شركة Spektreworks الأميركية، وهي شركة أجرت الضبط الأولي والتحقق من الطائرات بدون طيار في مطار سكوتسديل في ولاية أريزونا، وأن التجميع النهائي وتجارب الطيران للطائرات المسيرة أجريت على الأراضي البولندية، بالقرب من مطار رزيسزو، الذي تزعم موسكو أن الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي تستخدمه كنقطة إمداد رئيسية للقوات الأوكرانية.

في سياق آخر، أعلن الكرملين، يوم السبت، أن الرئيس الروسي أجرى محادثات مع المسؤولين عن "العملية العسكرية" الروسية في أوكرانيا، وقال في بيان إن الرئيس أمضى يوم الجمعة يوماً كاملاً في مقر القوات المشاركة في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وعقد خصوصاً اجتماعاً بمشاركة وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف. كما عقد اجتماعات منفصلة مع قادة مختلف فروع الجيش الروسي المشاركة في العملية.

في سياق متصل، قالت الحكومة السويسرية إنها اعتمدت، الجمعة، مزيدا من العقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا تماشيا مع أحدث عقوبات من الاتحاد الأوروبي بشأن النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية.

كانت الحكومة السويسرية قد قالت في الـ8 من ديسمبر إنها ستتبنى الحد الأقصى لسعر النفط الخام الروسي البالغ 60 دولارا للبرميل، ودخلت العقوبات الإضافية حيز التنفيذ مساء الجمعة.

اقتصادياً، قالت محافظ البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، إن الناتج المحلي الإجمالي سجل تراجعا بنسبة 3%، وفي اجتماع يوم الجمعة، قرر مجلس إدارة البنك المركزي الروسي، الإبقاء على سعر الفائدة عند مستواه الحالي البالغ 7.5% سنويا، وذلك للمرة الثانية. وكان "المركزي" الروسي قد أبقى أسعار الفائدة دون تغيير في شهر أكتوبر، بعد أن أنهى دورة خفض الفائدة التي استمرت لأشهر، إذ أجرى بنك روسيا 6 تخفيضات في أسعار الفائدة منذ فبراير.

وقال المركزي الروسي في بيانه، إن القرارات اللاحقة بشأن سعر الفائدة سيتم اتخاذها مع الأخذ في الاعتبار ديناميكيات التضخم والتكيف الهيكلي للاقتصاد، وتقييم المخاطر الناجمة عن الظروف الداخلية والخارجية ورود فعل الأسواق المالية عليها. وذكر البيان أن البنك قد ينتقل إلى تشديد سياساته في حالة حدوث زيادة إضافية في عجز الموازنة، مشيرا إلى أن التضخم السنوي في روسيا ارتفع إلى 12.7% بحلول 12 ديسمبر، بعدما كان عند 12% في نوفمبر و12.6% في أكتوبر.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلن حاكم منطقة لوجانسك، التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، سيرجي جايداي الأحد الماضي، إن القوات الأوكرانية هاجمت فندقاً في بلدة كاديفكا كان يتمركز فيه أفراد من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الذين كانوا هناك لقي حتفه، وأنه لم يتسن حتى الآن التواصل مع وزارة الدفاع الروسية للتعليق. وفي حين لم يذكر جايداي عدد القتلى، لكنه قال إن الناجين لم يجدوا خدمات طبية كافية لعلاجهم.

ويوم الثلاثاء، أعلنت القوات الأوكرانية تدمير جسر استراتيجي في ميليتوبول تستخدمه القوات الروسية لنقل معدات عسكري. في حين أعلن رئيس حركة "نحن مع روسيا" فلاديمير روغوف من جانبه، أن أحد الجسور في قرية كونستانتينوفكا، في ضواحي ميليتوبول تضرر جراء تفجير إرهابي. وأشار إلى أن المخربين الأوكرانيين يقفون وراء تفجير هيكل الجسر، حيث تعتبر سلطات المنطقة المعينة من الجانب الروسي الحادث هجوما إرهابيا. وأشار روغوف، إلى أن الهدف الرئيسي للإرهابيين هو "تعطيل إمداد السلع الحيوية، كالغذاء والدواء ومواد البناء إلى منطقتي زاباروجيا وخيرسون"، وأوضح أن حركة المرور على الجسر متوقفة مؤقتا الآن بسبب تضرر الطريق.

في سياق آخر، أعلنت الرئاسة الأوكرانية الإفراج عن 64 أوكرانيًا وأميركي واحد، الأربعاء، في تبادل أسرى بين كييف وموسكو. وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري ييرماك، إن 64 جنديًا من القوات المسلحة الأوكرانية، الذين قاتلوا في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك خصوصًا يعودون إلى وطنهم، مشيرا إلى أن أميركيًا واحدًا يُدعى سويدي موريكيزي ُفرج عنه أيضًا في العملية، كما أوضح أنه خلال عملية التبادل تمّت استعادة أربع جثث. من جانبها، أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية، أن موريكيزي أوقف في حزيران/يونيو في شرق أوكرانيا قبل أن يُدان مطلع آب/أغسطس لمشاركته في تظاهرات موالية لأوكرانيا ومناهضة لروسيا، وتحريضه على الكراهية العرقية في خيرسون في بداية النزاع.

على صعيد آخر، تخطط إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإرسال معدات إلكترونية متطورة إلى أوكرانيا تقوم بتحويل الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية، يمكنها استهداف المواقع العسكرية الروسية بدرجة عالية من الدقة، وفقاً لمسؤولين أميركيين كبار على دراية بالموضوع. وتشتمل المعدات على أجهزة تحديد المواقع من أجل الدقة ويمكن تثبيتها على مجموعة متنوعة من الأسلحة، مما يخلق ما يسميه البنتاغون ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، أو JDAM، حيث استخدم الجيش الأميركي هذه التقنية في القنابل التي يصل وزنها إلى 2000 رطل، وعادة ما يتم دمجها مع الطائرات القاذفة والطائرات المقاتلة، فيما لم يتضح على الفور ما إذا كان الرئيس بايدن أو أي من كبار مستشاريه للأمن القومي قد وافقوا على نقل JDAMs المقترح إلى أوكرانيا. وقامت إدارة بايدن سابقاً بتجهيز أوكرانيا بأسلحة متطورة أخرى، بما في ذلك الصواريخ عالية السرعة التي يتم إطلاقها من الجو، أو الصواريخ المضادة للإشعاع، أو HARM، لتعزيز قدرة أوكرانيا على تنفيذ الضربات الجوية، لكن هذه الأسلحة تعمل بشكل مختلف عن JDAM الموجه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وبدلاً من ذلك تصطاد الإشعاع المنبعث من الوحدات والمقار الروسية. وسيكون تسليم صواريخ JDAM خطوة مهمة أخرى من جانب واشنطن لمساعدة أوكرانيا على صد القوات الروسية الغازية، مما يوفر طريقة جديدة لاستهداف الوحدات والمقار الروسية.

في الوضع الداخلي، قال فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح السبت إن شبكة المترو في المدينة عادت إلى الخدمة، كما أعيد توصيل إمدادات المياه لجميع السكان بعد يوم من الموجة الأخيرة من الضربات الجوية الروسية على البنية التحتية الحيوية. وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت أكثر من 70 صاروخاً الجمعة في واحدة من أكبر هجماتها منذ بدء الغزو في 24 فبراير، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل طارئ في جميع أنحاء البلاد. كما ذكر كليتشكو أن التدفئة أعيدت إلى نصف سكان كييف، بينما عادت الكهرباء إلى ثلث مناطق العاصمة.

من جانب آخر، قال مندوب روسيا في فيينا ميخائيل أوليانوف السبت إن المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إنشاء منطقة حماية حول محطة زابوريجيا النووية مستحيلة، نظراً للوضع الحالي للعلاقات بين موسكو وكييف، مشيرا إلى أنه كان من الممكن أن يكون التقدم في هذه القضية أسرع لو جرت محادثات ثلاثية، لكن هذا مستحيل بسبب الوضع الحالي للعلاقات الروسية الأوكرانية.

في ملف الغزو الروسي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، أن الولايات المتحدة ستطور اعتبارا من يناير برنامجها لتدريب الجنود الأوكرانيين، بهدف تدريب عدد أكبر من الجنود وتزويدهم بمهارات أوسع، في وقت تترقب كييف هجوما روسيا جديدا. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع، الجنرال بات رايدر، أن في حين يقتصر تدريب الجنود الأوكرانيين على الأسلحة التي تمنحها واشنطن لكييف، إلا أن الولايات المتحدة ستنظّم الآن مناورات مشتركة لتعليمهم كيفية تنسيق مناورات قوات المشاة مع دعم المدفعية، وأوضح أن هذا البرنامج الذي يُفترض أن يبدأ نحو يناير سيتيح تدريب حوالي 500 جندي أوكراني شهريا، مضيفا أن الفكرة هي منح الجنود تدريبا جماعيا متقدما سيسمح لهم بتنفيذ عمليات عسكرية بأسلحة مشتركة ومناورات على أرض المعركة.

وسيُجرى هذا التدريب في ألمانيا وسيُضاف إلى التدريبات على الأسلحة التي تُسلم لأوكرانيا والتدريب الأكثر شمولا الذي يُقام منذ أشهر عدة مع الحلفاء، خصوصا الجيش البريطاني. ودربت الولايات المتحدة حوالي 3100 جندي على الأسلحة التي تزود كييف بها، كما درب الحلفاء 12 ألف جندي إضافي. وتوقع قائد الجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، الخميس، أن تشن روسيا هجوما جديدا على كييف في الأشهر الأولى من عام 2023 بعدما تركز القتال منذ أشهر في شرق البلاد وجنوبها.

ميدانياً، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، الجمعة، انقطاعا للمياه والكهرباء بعد سلسلة جديدة من الضربات الروسية على ما قال رئيس بلديتها فيما توقفت حركة قطارات الأنفاق لاستخدام المحطات كملاجئ.

وسمع شهود أصوات انفجارات في العاصمة كييف، وشدد كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئاسة على عدم تتجاهل التحذيرات من الغارات الجوية، مناشدا المواطنين بالبقاء في الملاجئ، وأعلن رئيسا بلدية خاركيف وبولتافا أن مدينتَيهما محرومتان من الكهرباء جراء الضربات الصباحية. وقال مسؤولون أوكرانيون، الجمعة، إن روسيا أطلقت وابلا جديدا من الصواريخ على أوكرانيا، وعملت منظومات الدفاع الجوي في أنحاء البلاد على التصدي لها، وأُبلغ عن انقطاع الكهرباء عن مناطق عدة. وسُمعت أصوات الانفجارات في مدينة خاركيف شرقي البلاد وقال مسؤولون محليون إن ما استهدفته هو البنية التحتية الحيوية، كما قال مسؤولون محليون في منطقة أوديسا بالبحر الأسود إن البنية التحتية تم استهدافها هناك أيضا. وأفاد فيتالي كيم، حاكم منطقة ميكولايف في جنوب أوكرانيا، من جانبه، برصد ما يصل إلى 60 صاروخا روسيا متجهة إلى المجال الجوي الأوكراني. كذلك قال الحاكم المحلي لمنطقة سومي شمال البلاد إن انقطاعات وقعت في الكهرباء هناك بسبب الهجمات الصاروخية، الجمعة.

 

  1. في الشأن الايراني

فرضت إيران، الإثنين، عقوبات على مجموعة من الأفراد والكيانات في الاتحاد الأوروبي. وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان، أنها أدرجت 5 كيانات و10 أشخاص في قائمة عقوباتها ضد الاتحاد، وعزت الوزارة العقوبات إلى قيام الكيانات والأفراد بـإجراءات متعمدة لدعم الجماعات والأعمال الإرهابية أثناء الاحتجاجات المستمرة في البلاد، وتشمل العقوبات حظر إصدار التأشيرات ومنع دخول الأشخاص إلى إيران ومصادرة ممتلكاتهم وأصولهم في المناطق الخاضعة لسلطة طهران، حسب البيان.

وشملت قائمة الكيانات؛ إذاعة "فردا"، القسم الفارسي من إذاعة أوروبا الحرة، وإذاعة "زمانه" التي تبث من هولندا، ومجلة "شارلي إبدو" الفرنسية وشركة هندسة المياه التجارية (WET) وشركة "کیدلمایستر بروجكتا"، كما ضمّت قائمة العقوبات المفروضة على الأفراد مايكل تراوترمان، قائد الاتصال في سلاح الجو الألماني وقاعدة رامشتاين الجوية، والعقيد هولجر كونكيل، قائد القوات الألمانية في العراق، ونائبة البرلمان الأوروبي هانا نيومان، والسياسي والدبلوماسي الفرنسي برنار كوشنير، وآخرين.

من جانب آخر، نفذت السلطات الإيرانية ثاني عملية إعدام على ارتباط بحركة الاحتجاجات المتواصلة في البلاد منذ حوالى ثلاثة أشهر، على ما ذكر موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية الاثنين، وأضاف أن مجيد رضا رهناورد أعدم علنا في مدينة مشهد في شمال شرق البلاد بعدما أدين بقتل عنصرين من القوى الأمنية، وكانت وجهت إليه تهمة "الحرابة".

في سياق متصل، طُردت إيران من إحدى لجان هيئة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة، يوم الأربعاء، بسبب سياسات تتعارض مع حقوق النساء والفتيات بعد تصويت اقترحته الولايات المتحدة إثر حملة طهران الوحشية على الاحتجاجات الشعبية التي أطلقت شرارتها وفاة شابة كردية احتجزتها شرطة الأخلاق في طهران. وتبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة والمؤلف من 54 عضوا، مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة لطرد الجمهورية الإيرانية فورا من لجنة وضع المرأة لما تبقى من فترة عضويتها المستمرة من 2022-2026، وصوت 29 عضوا لصالح المشروع وعارضه ثمانية، فيما امتنع 16 عن التصويت.

عاجل  نشطاء إيرانيون: محامي الصحافيتين اللتين كشفتا قضية مهسا أميني اعتقل يوم الأربعاء

عاجل  إيران إنترناشونال: عدد من الطواقم الطبية قررت المشاركة في الإضراب الذي يبدأ الإثنين

في الملف النووي، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، السبت، إن لا أحد يتوقع إحراز نقلة كبيرة في المشاورات المرتقبة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران، وأضاف أنه كان من المقرر عقد المشاورات بين الوكالة وطهران في النصف الثاني من نوفمبر الماضي، إلا أن قراراً قدمته أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا في جلسة لمجلس محافظي الوكالة جاء في وقت غير مناسب وكانت له نتائج عكسية على المحادثات، حسب تعبيره.

في السياق، قال دبلوماسي أوروبي رفيع إنه ليس هناك أي داعٍ للعودة إلى فيينا واستئناف المفاوضات مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن المفاوضات انتهت، واشار إلى أن إيران تريد إنهاء مشاكلها العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولاً قبل العودة لمباحثات إحياء الاتفاق النووي، مضيفاً، لنرى ما سيحصل.

وفي هذا الإطار، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية يوم السبت عن رئيس منظمة الطاقة الذرية بالبلاد محمد إسلامي قوله إن قدرة التخصيب لدى طهران تضاعفت في ظل قانون الإجراء الاستراتيجي الذي يستهدف تطوير القطاع النووي. وأضاف إسلامي أن قانون الاجراء الاستراتيجي جيد لتطوير القطاع النووي، مؤكدا أن تطبيقه ساهم في رفع قدرة التخصيب إلى أكثر من ضعفي المستوى في تاريخ القطاع.

يذكر أن المحادثات بين إيران والدول الغربية توقفت من دون التوصل لنتيجة بعد إصرار إيران على إغلاق التحقيق الذي تقوده الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد العثور على آثار لليورانيوم المخصب في 3 مواقع سرية لم تكشف عنها إيران سابقاً. ومن جهتها، ترفض الوكالة إغلاق التحقيق قبل الحصول على أجوبة مقبولة من إيران.

 

  1. في الشأن السوداني

أكد رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، أن القوات المسلحة لن توافق في مرحلة الاتفاق النهائي للعملية السياسية الجارية على أي بنود يمكن أن تنال من ثوابت البلاد، وقال البرهان، الأربعاء، إن الاتفاق السياسي الإطاري يصب في مصلحة كل السودانيين دون إقصاء لأحد، محذراً من محاولة أي جهة أن تختطفه لمصلحتها الذاتية أو أن تسعى لاختطاف السلطة من جديد، كما أكد أنه ليس هناك تسوية بالمعنى الذي فهمه البعض، لافتاً إلى أنها نقاط تم طرحها نرى أنه يمكن أن تساعد على حل التعقيدات السياسية الراهنة.

كذلك أوضح البرهان أن القوات المسلحة ستتعاون حالياً مع القوى السياسية لاستعادة التحول الديمقراطي بشرط ألا تحاول أي منها اختطاف المشهد السياسي وحدها، وأضاف أن الإصلاح الحقيقي للجيش يشمل"التعديلات والإصلاحات في النظم واللوائح، مشيراً إلى أن القوات المسلحة قادرة على ذلك ومستمرة فيه.

اقتصاديا، وقع السودان يوم الثلاثاء، اتفاقا مبدئيا مع تحالف يضم شركة موانئ أبوظبي وشركة إنفيكتوس للاستثمار، لتطوير وإدارة وتشغيل ميناء أبو عمامة والمنطقة الاقتصادية على البحر الأحمر باستثمارات قيمتها ستة مليارات دولار. وقال وزير المالية السوداني، خلال مراسم توقيع الاتفاق، إن المشروع يضم منطقة اقتصادية ومطارا ومنطقة تجارية وأخرى زراعية.

في الاقتصاد أيضا، أفادت مذكرة للجهاز المركزي للإحصاء في السودان صدرت، الجمعة، بأن معدل التضخم السنوي في البلاد سجل انخفاضا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بلغ 88.83%، مقابل 102.6% لشهر أكتوبر/ تشرين الأول.  وتدهور اقتصاد السودان في أعقاب أحداث أكتوبر 2021 والتي تسببت في تعليق التمويل الدولي، كما انخفضت قيمة عملته إلى أكثر من الربع. وكان السودان شهد زيادات متتالية في أسعار الوقود العام الماضي بموجب عملية إلغاء تدريجي لدعم الوقود والتي تهدف إلى اتباع الأسعار العالمية.

 

  1. في الشأن الصيني

قالت 3 مصادر إن الصين تعمل على إعداد حزمة دعم تزيد قيمتها على تريليون يوان (143 مليار دولار) لصناعة أشباه الموصلات لديها، في خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الرقائق ومواجهة التحركات الأمريكية التي تهدف إلى إبطاء تقدمها التكنولوجي، وأضافت أن بكين تخطط لطرح واحدة من أكبر حزم الحوافز المالية على مدى 5 سنوات، والتي ستكون بشكل أساسي في صورة إعانات وائتمانات ضريبية لتعزيز إنتاج أشباه الموصلات وأنشطة البحث في الداخل. ويشير ذلك، كما توقع محللون، إلى نهج مباشر بصورة أكبر من جانب الصين في تشكيل مستقبل صناعة أصبحت قضية جيوسياسية ساخنة بسبب الطلب المتزايد على الرقائق والتي تعدها بكين حجر الزاوية في قوتها التكنولوجية، ويقول هؤلاء إنه من المرجح أيضًا أن يثير ذلك مزيدًا من المخاوف في الولايات المتحدة وحلفائها بشأن منافسة الصين في صناعة أشباه الموصلات. واشار مصدران إلى إن الخطة قد تنفذ في الربع الأول من العام الجديد، وأضافا أن غالبية المساعدة المالية ستُستخدم في دعم مشتريات معدات أشباه الموصلات المحلية من قبل الشركات الصينية.

وتأتي خطة الدعم المالي بعد أن أقرت وزارة التجارة الأمريكية في أكتوبر الماضي مجموعة شاملة من اللوائح، والتي يمكن أن تمنع مختبرات الأبحاث ومراكز البيانات التجارية من الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ضمن قيود أخرى. وتضغط الولايات المتحدة أيضا على بعض شركائها، ومنهم اليابان وهولندا، لتشديد قيود الصادرات إلى الصين من المعدات المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات. كما وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن في أغسطس الماضي مشروع قانون تاريخي لتقديم منح بقيمة 52.7 مليار دولار لإنتاج وأبحاث أشباه الموصلات الأمريكية، بالإضافة إلى ائتمان ضريبي لمصانع الرقائق تقدر قيمته بنحو 24 مليار دولار.

وقالت المصادر إن بكين تهدف من خلال حزمة الحوافز إلى تكثيف الدعم لشركات الرقائق الصينية من أجل بناء أو توسعة أو تحديث المرافق المحلية للتصنيع والتجميع والتعبئة والبحث والتطوير، وأضافوا أن أحدث خطط بكين تتضمن أيضًا سياسات ضريبية تفضيلية لصناعة أشباه الموصلات في البلاد.

في سياق منفصل، أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، أن الوضع على الحدود بين الصين والهند مستقر بشكل عام، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، أن الجانبين حافظا على حوار دون عائق بشأن قضية الحدود من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية، ودعا نيودلهي إلى تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين البلدين، معربا عن أمله بأن يتلاقى الجانب الهندي مع الصين في منتصف الطريق، وأن ينفذ بحسن نية التوافق المهم الذي توصل إليه قادة البلدين، بجانب الالتزام بالاتفاقيات ذات الصلة من أجل الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية.

وكان الجيش الهندي قد أعلن، في وقت سابق، عن مصادمات وقعت بين جنود من الهند والصين في ولاية أروناشال براديش شرقي البلاد، وقال وزير الدفاع الهندي، في كلمة أمام البرلمان، إن القوات الهندية منعت قوات صينية من الدخول لأراضي الهند في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول مؤكدا أن الجيش الهندي قادر تماما على الدفاع عن أي تجاوزات، وأعلن عن عقد اجتماع عقب الحادث، مؤكدا أن القوات المسلحة الهندية تبحث مسألة الاشتباكات الحدودية مع الصين دبلوماسيا.

وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ اشتباك مايو/ أيار 2020 عندما قتل 20 جنديًا هنديًا وأصيب عدد آخر في اشتباكات عنيفة مع القوات الصينية في وادي جالوان المرتفع بمنطقة لداخ الحدودية.

 

  1. في أزمة تونس

دخلت تونس، اليوم الجمعة، مرحلة الصمت الانتخابي قبل يوم من انطلاق التصويت لاختيار برلمان جديد للبلاد، ترفض المعارضة المشاركة فيه، وسط مخاوف من عزوف شعبي واسع على الاقتراع بعد حملة دعائية باهتة. ويصوّت التونسيون داخل البلاد يوم السبت، في حين بدأ التونسيون المقيمون في الخارج الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثلين لهم منذ يوم الخميس، حيث تجري الانتخابات في 3 دوائر وهي فرنسا1 وفرنسا2 وإيطاليا بمرشح واحد عن كل دائرة، وهو ما يعني فوزهم آليا بمقاعد في البرلمان، بينما لن تجري الانتخابات في 7 دوائر أخرى بسبب عدم وجود مرشحين.

وعلى عكس الخارج، سيكون التنافس حاميا بين 1055 مرشحا داخل البلاد للفوز بمقاعد البرلمان وعددها 161، في اقتراع تأمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن تتجاوز نسبة المشاركة فيه أو تبلغ المعدّلات المسجلّة في الاستفتاء على الدستور، الذي شارك فيه أكثر من 30 بالمائة من الناخبين. ويشار إلى أنّ هذه الانتخابات ستجرى رغم مقاطعة أحزاب المعارضة على غرار حزب "حركة النهضة" الذي سيطر على مفاصل البرلمان منذ سنة 2011، احتجاجا على قرار الرئيس قيس سعيد تعديل القانون الانتخابي، ورفضا لمشروعه السياسي.

ويوم السبت، حث الرئيس التونسي التونسيين على المشاركة في الانتخابات، وقال ان هذه فرصة تاريخية فلا تفوتوها حتى تستردوا حقوقكم المشروعة في العدل والحرية، وأضاف، لدى أدائه بصوته، اعملوا من أجل أن نقطع الطريق على الذين نهبوا البلاد وخربوا ونصبوا أنفسهم أوصياء بطريقة اقتراع بائدة.

وقد أغلقت مراكز الاقتراع في تونس، مساء السبت، أبوابها بعدما شهدت الانتخابات البرلمانية نسبة تصويت ضعيفة، واستمرت عملية التصويت 10 ساعات. وقبل 3 ساعات من غلق مكاتب الاقتراع، بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 656 ألفا، أي بنسبة 7.19% من الجسم الانتخابي، وفق ما أعلنه رئيس الهيئة العليا للانتخابات فاروق بوعسكر، هذا ورجح مصدر من الهيئة أن يصل عدد الناخبين إلى مليون. ودعي أكثر من 9 ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في السلطة التشريعية القادمة من بين 1058 مترشحاً، فيما بدأ التصويت بالخارج منذ يوم الخميس، بنسب إقبال محدودة.

في الاقتصاد، قال مسؤول حكومي إن صندوق النقد الدولي أجل اجتماع مجلس إدارته بشأن برنامج قروض لتونس كان من المقرر عقده في 19 ديسمبر لمنح السلطات مزيدا من الوقت للانتهاء من برنامج الإصلاحات، وأضاف أن تونس تعتزم إعادة تقديم ملف برنامج الإصلاحات لدى استئناف اجتماعات صندوق النقد الدولي في يناير 2023.

وسحب الصندوق الأربعاء، اجتماع مناقشة برنامج تونس من جدول أعماله، وهي خطوة على الأرجح مرتبطة بأن ميزانية 2023، التي ستتضمن الإصلاحات المتوقعة، ليست جاهزة بعد. وكانت تونس توصلت إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد بشأن حزمة إنقاذ بقيمة 1.9 مليار دولار مقابل إصلاحات اقتصادية لا تحظى بشعبية بما في ذلك خفض دعم المواد الغذائية والطاقة وإصلاح الشركات العامة.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سيدة الجبل

12 كانون الاول 2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري حضورياً وإلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، إيصال صالح، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، حُسن عبود، حبيب خوري، خالد نصولي، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، ريتا شهوان، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي،عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

أولاً- تعود المخاطر الأمنية الكبيرة لتخيّم فوق لبنان واللبنانيين بعد الكلام عن محاولات إيرانية لتهريب السلاح عبر مطار رفيق الحريري الدولي وتهديد إسرائيل بقصف المطار لإحباط عمليات التهريب هذه.

فإنّ هذا الأمر يضع لبنان مرة جديدة في أتون الصراعات الإقليمية ويجعله ساحة مستباحة من كلّ حدب وصوب في وقت يتطلع اللبنانيون إلى الأمن والأمان وتكفيهم معاناتهم اليومية.

ويذكر "اللقاء" بأن نتنياهو-المكلّف اليوم تشكيل الحكومة في اسرائيل- كان قد حذّر من على منبر الأمم المتحدة في أيلول 2018 عن وجود مخازن صواريخ لحزب الله ملاصقة للمطار، كما حذّر بعد انفجار مرفأ بيروت في ايلول 2020، من وجود مخازن في منطقة الجناح في قلب بيروت، وقد رأى العالم أجمع ما حصل لبيروت في الرابع من آب 2020.

لذلك فإنّ لقاء سيدة الجبل يطالب القوى السياسية السيادية والنواب والحكومة بضرورة حماية بيروت ومطارها الدولي وكل المنطقة الملاصقة له من خلال تطبيق القرارين 1559 و1701.

إنّ هذا الأمر ملّح وخطير وهو لا يحتمل لحظة تأجيل واحدة بالرغم من كل تطمينات الدولة وهي ناقصة وغير كافية والجميع يعرف الوقائع على الأرض.

ثانياً- لطالما كانت البطريركية المارونية محجّة دينية ووطنية في اللحظات التاريخية الحاسمة، أمّا القوى السياسية فتقصدها لتلبّي مطالبها وتغطي أفعالها، والبطريركية المارونية دومًا تفعل ما يمليه عليها تاريخها وضميرها الوطني.

لذلك نتمنى عليها أن تقفل أبوابها بوجه النواب والقوى السياسية المتقاعسين عن انتخاب رئيس للجمهورية، ولتعيد فتحها لهم عندما يتمّمون واجباتهم بانتخاب رئيس جديد.

فالأولوية الوطنية الآن ليست للحوارات العامة والثنائية بل لانتخاب رئيس للجمهورية، والطريق إلى ذلك واضحة ومحددة بالدستور.

ثالثاً- هال المواطنون ما حصل في منطقة الأشرفية، إن ما حدث أمرٌ مرفوض أشدّ الرفض ويطرح أسئلة كثيرة وأولّها إلى الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش وفرع المعلومات والأمن العام وأمن الدولة، وهؤلاء مطالبون، كما يمليه عليهم واجبهم والقانون، بكشف هوية المعتدين والمحرّضين، ومحاسبتهم حسب القانون. فلماذا لم تبادر هذه الأجهزة إلى منع وصول هؤلاء الشبّان إلى ساحة ساسين في الأشرفية ؟ كذلك يثير الإستغراب صمت نواب بيروت عن هذه الحادثة.

إن الأمر الأساس هو غياب الدولة المتكرّر عن ردع اعتداءات وأحداث كهذه قبل حصولها، فالضمانة هي دائما قوى الشرعية وعندما تغيب يبحث اللبنانيون عن ضمانات رديفة. 

ويبقى ميثاقنا قَسَم جبران التويني الذي إستشهد في 12-12-2005  من أجل لبنان أننا سنبقى موحّدين.

2*) الكتائب

13 كانون الاول 2022

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل. وأصدر بيانا، رفض فيه "الخفة التي يتم التعامل فيها مع الاستحقاق الرئاسي الذي من المفترض أن يكون الشغل الشاغل اليومي للأطراف السياسية كافة والتي من واجبها ركن المهاترات وعمليات تسجيل النقاط والسجالات الإعلامية العقيمة جانبا إلى حين إتمام هذا الواجب الوطني المصيري الذي يلزمها فيه الدستور".

واستهجن الحزب "التخبط السائد في الحياة الديموقراطية نتيجة رفض تطبيق الدستور واحترام القوانين والركون إلى اجتهادات إذا ما استمرت ستوصل الاستحقاق إلى انسداد أكبر".

وشدد على "ضرورة استكمال النقاش الذي بدأه نواب الكتائب داخل المجلس حول المادة 49 التي تتحدث عن النصاب القانوني لانعقاد الجلسة وحسمه مرة لكل المرات تمهيدا لانعقاد دورات اقتراع متتالية تفضي إلى انتخاب رئيس بعيدا من منطق التعطيل المعتمد حاليا، ويدعو الفريق الآخر الذي لا ينفك يتحدث عن يده الممدودة للتوافق، إلى الخروج من منطق الورقة البيضاء والإقدام على طرح اسم يتيح الدخول في لعبة الانتخاب الديموقراطية".

ورأى المكتب السياسي "أن ربط مصير الاستحقاق والبلد بتفاهمات ثنائية تسقط حينا وتعوم أحيانا بحسب الأهواء والطموحات الشخصية أو الارتباطات بأجندات خارجية هو أكبر دليل على أن حزب الله  وحلفاءه يتحكمون بالبلد ويأخذونه رهينة مصالحهم ومصالح مشغلهم الإقليمي بانتظار تسوية تأتي بالرئيس الذي يحمي السلاح".

وحذر "من بعض مظاهر التفلت الأمني التي بدأت تظهر في عدد من المناطق اللبنانية وتؤدي إلى إشكالات لا يحتاجها البلد في وضعه الراهن"، داعيا إلى التحلي بالوعي اللازم لمنع حصول احتكاكات قد تفسر في غير محلها". وطالب القوى الأمنية بتكثيف حضورها، سيما في فترة الأعياد حفاظا على الاستقرار".

3*) حزب الله

15 كانون الاول 2022

توجهت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرها المركزي، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد، لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، بـ"أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى اللبنانيين جميعا، وإلى كل الشعوب المحبة للإيمان والحق والعدالة والأمان"، سائلة "المولى عز وجل أن تتغير أوضاع البشرية نحو الأحسن، وأن يلاقي اللبنانيون سنتهم الجديدة بمزيد من الإيمان والتوثب الوطني والتصميم على مواجهة التحديات المصيرية وتجاوز عقبات الانتظام في عمل المؤسسات الدستورية ومعالجة مشاكل البلاد البنيوية وغيرها".

وشددت الكتلة على أن "انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية هو استحقاق وطني بامتياز، والتوافق الوطني وحده هو الكفيل بإنجازه بأقصر وقت وأقل كلفة وتداعيات. وإن المواقف السلبية المناهضة للحوار وصولا للاتفاق الوطني في ظل الموازين الانتخابية القائمة، هي مستغربة وغير مفهومة فضلا عن كونها تفتح عن قصد أو عن غير قصد أبواب التدخل الإقليمي والدولي على حساب المصالح الوطنية العليا للبلاد".

وأكدت "وجوب تواصل الحوار الثنائي أو الأعم بين مختلف الفرقاء المحليين حيث أمكن ذلك، نظرا لأن الجميع معنيون بالتفاعل مع الاستحقاق ونتائجه وفق ما يحفظ وحدة البلاد وقوتها وسيادتها ومصالحها الكبرى"، معتبرة أن "العبور إلى مرحلة الاستقرار والمعالجات المطلوبة للمشاكل التي يعاني منها المواطنون على صعيد الغذاء والدواء والصحة والتعليم والضمانات الاجتماعية وفرص العمل والاستثمار ومعالجة النفايات وحماية البيئة وغيرها، متوقفة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي بات يمثل المدخل الطبيعي لتعزيز الهدوء الداخلي من جهة، وتفعيل الحلول من جهة أخرى".

وأشارت إلى أن "تطبيق قانون الموازنة العامة للعام 2022 والتزام روحيته يتيحان معالجة العديد من المسائل والتسهيلات التفصيلية التي تواجه بعض الإدارات أو المرافق العامة ولا سيما في الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية والبلديات وغيرها، وهذا الأمر يتطلب تعاونا إيجابيا وتفهما متبادلا بين المسؤولين الإداريين ومتابعة جدية من قبل الوزراء المعنيين الذين يتولون مهام تصريف الأعمال في المرحلة الراهنة".

وإذ لفتت الى أنه "مع قدوم فصل الشتاء وما يتطلبه لدى المواطنين عموما من تحضيرات تمس حياتهم اليومية، وبلحاظ استمرار الحصار العدواني اللئيم المفروض من الإدارة الأميركية النافذة والتي تدعي زورا صداقة اللبنانيين فيما تواصل عمليا تجويعهم وحرمانهم من الحصول على الغذاء والدواء والكهرباء ومواد التدفئة بالكلفة المتدنية أو عبر المساعدات التي تقررها دول متعاونة ومتفهمة لمعاناة اللبنانيين ومشاكلهم الراهنة"، دعت "الحكومة والقوى السياسية جميعا لإيلاء هذه المتطلبات العناية اللازمة والتعاون إلى أبعد الحدود من أجل تخفيف ثقل وأعباء هذه المتطلبات قدر المستطاع"، مجددة إدانتها "لسياسة الحصار والعقوبات العدوانية الأمريكية المفروضة على بلدنا وشعبنا لمآرب سياسية تخدم أعداء البلاد ومصالحهم على حساب أبناء البلاد وخياراتهم الوطنية".

وأكدت الكتلة أنها "تنظر بعين ملؤها الثقة والأمل إلى تصاعد أعمال المقاومة في الضفة الغربية بما يؤشر إلى تجذر ورسوخ هذا الخيار لدى الشعب الفلسطيني وأجياله الشابة".

وحيت "روح التحدي لدى هؤلاء"، معبرة عن "فخرها واعتزازها بهم، وتشد على أيديهم وعلى أيدي فصائل المقاومة بكل تنوعاتها، ومن خلفها الشعب الفلسطيني الشجاع والمضحي"، معتبرة أن "طريق المقاومة الذي ينتهجه الشعب الفلسطيني قد أثبت جدواه في مقارعة العدو المحتل، وإحباط مؤامراته، وإفشال رهاناته على تطويع وتدجين الأجيال الصاعدة وتطبيع العلاقة معها، وكذلك في مراكمة الإنجازات على طريق التحرير والانتصار الكامل".

4*) البطريرك الراعي

18 كانون الاول 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور قائمقام كسروان - الفتوح   السابق جوزف منصور، عائلة المرحومة غلاديس مطر زوجة رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزيف طربيه، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية اللبنانية  في لندن مروان فرنسيس، وفد من الرتباء في الضابطة الجمركية، لجنة تطبيق وتنفيذ القرارات الدولية برئاسة طوني نيسي، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "كتاب ميلاد يسوع المسيح"، قال فيها: "يفتتح القديس متى إنجيله بنسب يسوع إلى البشرية، للإعلان أنه هو المسيح الملك المنتظر من سلالة داود، والذي يحقق وعود الخلاص لإبراهيم، وفقا لنبوءات العهد القديم. ولهذا قال كتاب تكوين يسوع المسيح إبن داود، وإبن إبراهيم ، وأراد أن يكشف أن هذا الإله المتجسد هو أيضا إنسان بطبيعته البشرية. مع ميلاد يسوع عالم جديد يبدأ. فكما في التكوين الأول كان آدم رأس البشرية الأولى بالطبيعة، كذلك في التكوين الثاني كان يسوع راس البشرية الجديدة بالنعمة. فقالت عنه الرسالة إلى العبرانيين أنه شاركنا في كل شيء ما عدا الخطيئة (عب 4: 14)، والقديس أمبروسيوس: "تأنس الله ليؤله الإنسان". هذه هي دعوة الله لنا في الميلاد: أن نهيء نفوسنا وقلوبنا ليولد فينا المسيح إبن الله، ويجعلنا أبناء الله بالنعمة".

وأضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وقد بلغنا إلى حدود الإحتفال بعيد الميلاد المجيد الذي يفصلنا عنه أسبوع واحد. فيطيب لي أولا أن أرفع الشكر معكم ومع جميع أبناء كنيستنا المارونية إلى قداسة البابا فرنسيس على قبوله أمس طلب إعلان الطوباويين الإخوة المسابكيين الثلاثة قديسين، بعد أن طوبهم البابا بيوس الحادي عشر في 10 تشرين الأول 1926. وهم الشهداء فرنسيس وعبد المعطي ورافائيل. وقد استشهدوا في كنيسة الآباء الفرنسيسكان في دمشق سنة 1860 مع عدد من الآباء. ويسعدني أن أحييكم جميعا، وبخاصة عزيزنا الدكتور جوزف طربيه رئيس مجلس إدارة بنك الإعتماد اللبناني، ورئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، مع بناته وسائر أفراد العائلة الذين نحيي معهم ذكرى زوجته المرحومة غلاديس مطر التي ودعناها منذ اسبوعين. نصلي في هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسها ولعزائهم".

وقال: "نحيي وفد الرتباء في الضابطة الجمركية مع عائلاتهم. هذه الضابطة تعاني من شغور في الجهاز الإداري. إنهم يطلبون منا التوسط لدى المسؤولين في إدارة الجمارك من أجل تطبيق القانون الذي ينظم شؤون الضابطة الجمركية، وفتح مباراة لملء الشواغر في الجهاز الإداري من داخل الملاك، وسنقوم بذلك. كنا ننتظر وفدا من بلدة رميش العزيزة. الذين يشتكون من التعديات الحاصلة على اراضيهم وعمليات جرف وبناء انشاءات تقوم بها جهات نافذة في المنطقة. اننا اذ ناسف لما تتعرض له اراضي البلدة من تعديات في مزرعة سموخيا المحاذية للحدود الدولية من قبل عناصر قوى الأمر الواقع التابعة لاحد الاحزاب في المنطقة. نهيب بالاجهزة الامنية القيام بواجبها في حماية ارزاق ابنائنا وطمأنتهم، وازالة المخالفات فورا وسحب العناصر الغريبة عن البلدة، ووضع حد لكل الممارسات والتعديات التي تسيء الى العيش المشترك فيشعر أهالي رميش الاحباء انهم ينتمون الى دولة تحميهم وتضمن سلامتهم وحرية عملهم في ارضهم".

واضاف: "نجد في الإنجيل المقدس نسبين ليسوع: الأول في إنجيل متى إنحداري من إبراهيم إلى يوسف رجل مريم التي منها ولد يسوع الذي يدعى المسيح (متى 1: 16)، والثاني في إنجيل لوقا تصاعدي من يوسف إلى آدم الذي هو من الله (لو3: 23-38). القديس متى قصد التأكيد أن يسوع هو المسيح المنتظر والملك من سلالة داود، ومحقق مواعيد الله الخلاصية لابراهيم، كما أعلن الآباء والأنبياء، منذ القديم. أما القديس لوقا، الذي يكمل رؤية متى فيبين أن يسوع هو آدم الجديد، وأبو كل البشرية المفتداة، ومخلص جميع البشر، من أي عرق ودين ولون كانوا. ويتفرد لوقا (2/1-7) بالحديث عن تسجيل يسوع مع أبيه وأمه، في الاحصاء العالمي الذي اضطر يوسف ومريم الحبلى بيسوع على السفر من الناصرة إلى مدينة داود للاكتتاب. وفي هذه الأثناء ولد الطفل في بيت لحم وسجل في أسرة يوسف ومريم: يسوع بن يوسف الذي من الناصرة (يو 1: 45). هذا يعلن بوضوح إنتماء يسوع إلى الجنس البشري، إنسانا بين الناس، من سكان هذا العالم، خاضعا للشريعة وللمؤسسات المدنية، ولكن فاديا للإنسان ومخلصا للعالم. "وهذا الذي إكتتب في الإحصاء المسكوني مع البشرية جمعاء، إنما أراد أن يحصي الناس أجمعين معه في سفر الأحياء، ويسجل في السماوات مع القديسين كل الذين يؤمنون به، له المجد والقدرة إلى الدهور، آمين" (أوريجانس، عظة 11 في القديس لوقا؛ أنظر البابا يوحنا بولس الثاني: حارس الفادي، 9). إن مجموعة الأجيال الثلاثة ترمز إلى مسيرة شعب الله نحو المسيح، الذي هو محور البشرية والتاريخ. المجموعة الأولى من إبراهيم إلى داود هي مسيرة الإيمان، ومعروفة أيضا بعهد البطاركة؛ المجموعة الثانية من داود إلى سبي بابل هي رمز الخطيئة وعهد الملوك؛ المجموعة الثالثة من سبي بابل إلى المسيح هي رمز وعد الله الذي ما زال قائما، لأن الله صادق في الوعد وأمانته إلى الأبد، حتى تحقق الوعد في المسيح، وهي عهد ما بعد المنفى (السبي). المقصود من نسب يسوع إلى العائلة البشرية أن المسيح الرب هو سيد تاريخ البشر في مجراه اليومي لكونه "ألفه وياءه، بدايته ونهايته" (راجع رؤ 1: 8). وهو يعمل مع كل مؤمن ومؤمنة على تحقيق تاريخ الخلاص الذي يشمل البشر أجمعين، ويعطي التاريخ الزمني قيمته وقدسيته".

واردف: "أيها المسؤولون المدنيون المتعاطون الشأن السياسي، أتدركون أن الله في سر تدبيره وضع للعالم نظاما ليعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الارض، وينعموا بالخير والعدل. فكانت السلطة السياسية التي تطورت عبر مراحل انشائها وتكوينها وصلاحياتها، وهي مدعوة دائما لاستلهام مشيئة الله وتصميمه الخلاصي، فيكون على صاحب السلطة ان "يقضي بالبر للشعب، وبالانصاف للضعفاء" (مز72/2). وانذر الله الملوك بلسان الانبياء، بسبب تقصيرهم وظلمهم للشعب، قائلا بلسان النبي آشعيا: ويل للذين يشترعون فرائض للاثم والظلم، ليسلبوا حق ضعفاء شعبي (اشعيا10/1-2).

أتعرفون أيها المسؤولون، أن الله يملك على كل الأمم (إرميا 10: 7 و 10)؛ ويفرض على متولي السلطة أن يمارسها محافظا على شريعته ورسومه؟ هل تعرفون في ضوء كل هذا أن السلطة المدنية هي ذات طابع أخلاقي يشكل الأساس للعمل السياسي؟ فلأنكم تجهلون كل هذا، أنتم تعتدون على مشيئة الله، وتمعنون في قهر الشعب الذي انتدبكم وأتمنكم: تمعنون في إفقاره وظلمه وتحقيره وحرمانه من حقوقه الأساسية ليعيش بكرامة في وطنه، وتمعنون في تشريده وتهجيره، واعتباره كنفاية، بحسب تعبير قداسة البابا فرنسيس.

كفوا إذن، أيها السادة النواب ومن وراءهم عن هذه السلسلة من الإجتماعات الهزلية في المجلس النياني، والمحقرة في آن لكرامة رئاسة الجمهورية من جهة، وللإفادة من غورها من أجل مآرب سياسية ومذهبية من جهة أخرى، فضلا عن السعي إلى تفكيك أوصال الدولة والمؤسسات. عودوا إلى نفوسكم واعلموا أن جماعة سياسية، حاكمة بالأصالة أو بالوكالة، ومعارضة بالأصالة أو بالوكالة، لا بد من أن تسقط مهما طالت السنوات ما دامت تهمل إرادة الشعب وتعتبره كمية لا قيمة لها وحرفا ساقطا. لقد أرسلكم الشعب إلى البرلمان لتنتخبوا رئيسا لا لتحدثوا شغورا رئاسيا. والله أعطاكم مناسبة تجل لتنتخبوا رئيسا في المهلة الدستورية، فحولتموها زمن تخل لا نعرف متى ينتهي، ووسيلة إهمال جديد لرغبة الشعب الذي يريد رئيسا يحمي ظهر لبنان وصدره لا ظهر هذا أو ذاك. فمتى كان ظهر الدولة محميا، فظهر كل المكونات اللبنانية يكون محميا. الشعب يريد رئيسا لا يخونه مع قريب أو بعيد ولا ينحاز إلى المحاور؛ رئيسا يطمئنه هو ويحمي الشرعية لتضبط جميع قوى الأمر الواقع؛ رئيسا يعمل مع مجلس وزراء جديد وفعال وموحد الكلمة فتعود الحياة الطبيعية إلى مؤسسات الدولة وإداراتها".

وتابع: "إن كل ما يجري على الصعيد الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكل الدولة رأسا وجسما، يؤكد ضرورة تجديد دعوتنا إلى الحياد الإيجابي الناشط، وإلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعالج القضايا التي تعيد إليه ميزته وهويته فلا يفقد ما بنيناه في مئة سنة من نظام وخصوصية وتعددية وحضارة وثقافة ديمقراطية وشراكة وطنية، جعلت منه "صاحب رسالة ونموذج في الشرق كما في الغرب"، بحسب قول  البابا القديس البابا يوحنا بولس الثاني. لقد آلمنا للغاية إغتيال الجندي الإيرلندي منذ ثلاثة أيام، وهو من أفراد القوات الدولية في الجنوب اللبناني. إننا نشجبها وندينها بأشد العبارات. ونعزي بلده الصديق وعائلته، والكتيبة الإرلندية وقائد القوات الدولية وجنودها. وإننا نلتمس الشفاء العاجل لرفاقة المصابين. إن هذا الجندي الإيرلندي الذي جاء إلى لبنان ليحمي سلام الجنوب، استشهد فيه برصاصة حقد إغتالته. هذه الحادثة المأسوية التي تشوه وجه لبنان، إنما تستوجب تحقيقا شفافا لبنانيا وأمميا يكشف الحقيقة ويجري العدالة. لقد حان الوقت، بل حان من زمان، لأن تضع الدولة يدها على كل سلاح متفلت وغير شرعي وتطبق القرار 1701 نصا وروحا لأن تطبيقه حتى الآن هو انتقائي واعتباطي ومقيد بقرار قوى الأمر الواقع، فيما الدولة تعض على جرحها.،وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها".

وختم الراعي: "في زمن الميلاد، الذي أشرق فيه نور بدد الظلمة عن الشعب السائر فيها، نلتمس من المولود الإلهي أن يبدد الظلمة عن ضمائر المسؤولين، لكي يتمكن المؤمنون من عيش بهجة أنوار الميلاد. ولد المسيح، هللويا! له المجد إلى الأبد، آمين".

5*) المطران عودة

18 كانون الاول 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، تخللها جناز لراحة نفس جبران تويني ورفيقيه.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: "يـــدعـــى هـــذا الأحـــد الـــذي يــســبــق عــيــد الــتـجــســد الإلــهــي أحـد الــنــســبـة، لـــذلـــك ســمــعــنـــا فـــي الــمــقــطـــع الإنــجــيــلـــي مــجــمـــوعـــة مـــن الأســمـــاء الــتــي تــشــكـــل نــســـب الـــرب يــســـوع بـــالــجــســـد، قـــد يــتــســـاءل الــبــعـــض عـــن ســبـــب اهــتــمـــام الــكــتـــاب الــمــقـــدس بــنــســـب الـــرب يــســـوع، وهــو ابـــن الله الآب، والـحـــاجــة لـــذكــر أســمـــاء الــبــشـــر الـــذيـــن يــتــحـــدر مــنــهـــم جــســـديـــا. تـــاريــخــيـــا، ظــهـــرت جــمـــاعـــة عـــرفـــت بـــاســـم «الــغــنـــوصــيـــة»، أنــكـــرت حــقــيــقـــة الــتـــأنـــس، مـــدعــيـــة أن الــســيـــد ظــهـــر كــخــيـــال أو وهـــم، وذلـــك يــعـــود إلـــى أنــهـــم يــكـــرهـــون الــجــســـد ويــعـــادونـــه نـــاظـــريــن إلــيـــه كــعــنــصـــر ظــلــمـــة. كــبـــار رجـــال الــغــنـــوصــيـــة ظــهـــروا فــي الــقـــرن الــمــيـــلادي الــثـــانـــي، إلا أن جـــذور هـــذه الــجــمـاعــة بـــدأت فـــي وقـــت مــبــكـــر جـــدا. لــهـــذا، ذكـــر الأنــســـاب هـــو تـــأكــيـــد لــحــقــيــقـــة الــتــجــســـد الإلــهـــي، وأن ذاك الـــذي هـــو فـــوق الأنــســـاب قـــد صـــار ذا نــســـب حــســـب الــجــســـد. يــقـــول الــنــبـــي إشــعــيـــاء: «مـــن يــعـــرف جــيــلـــه؟» (53: 8)، مـا فــســـره أحـــد مــعــلــمـــي الــكــنــيــســـة الأقـــدمــيـــن فـي مــعــرض رده عــلــى الــغــنـــوصــيــيـــن قـــائـــلا: «الـــذي كـــان قــبـــل الـــدهـــور مــســـاويـــا فـــي الأزلــيـــة لـــلآب ذاتـــه، هـــو نــفــســـه الـــذي حــســـب فـــي الأنــســـاب حــســـب الــجــســـد، لأنـــه إذ هـــو إلـــه فـــي الــحــقــيــقـــة، صـــار هـــو ذاتـــه فـــي آخـــر الأزمــنـــة إنــســـانـــا مـــن دون تــغــيــيـــر، وقـــد أظــهـــره مــتـــى مــشــتـــركـــا فـــي طــبــيــعــتــنـــا حــتـــى لا يــقـــول أحـــد إنـــه ظــهـــر كــخــيـــال أو وهـــم».

أضاف: " إذا، الــنـــص الـــذي نــســمــعـــه الــيـــوم مـــن إنــجــيـــل مــتـــى هـــو تـــأكــيـــد عــلــى أن الـــرب يــســـوع إلـــه تـــام، مـــولـــود مـــن مـــريـــم الــعـــذراء بــحــلـــول الـــروح الــقـــدس عــلــيــهـــا، وفـــي الـــوقـــت عــيــنـــه، هـــو إنــســان تـــام، يــنــتــمـــي إلـــى ســـلالـــة بــشـــريـــة مــعـــروفـــة لا يــمــكـــن الــتــشــكــيـــك بــهـــا.

فـــي مــخـــاطــبــتـــه الــيــهـــود عــبـــر إنــجــيــلـــه، اســتــهـــل الإنــجــيــلـــي مــتـــى حـــديــثـــه بــســلــســلـــة الــنــســـب، لأن نــســـب الــشــخـــص، فـــي الــفــكـــر الــيــهـــودي، يــحـــدد انــتــمـــاءه إلـــى شــعـــب الله. أرجـع مــتـــى نــســـب الـــرب الــبــشـــري إلـــى إبـــراهــيـــم أبـــي الآبـــاء، الـــذي يــعــتــبـــره الــيــهـــود أبـــاهـــم، كـمـا بــيـــن لــقـــرائـــه أن يــســـوع الــمــســيــح يـــأتـــي مـــن نــســل داود الــمــلـــك، مــحــقــقـــا فـــي ذاتـــه نــبـــوءات الــعــهـــد الــقـــديـــم. أمـــا الأشــخـــاص الــســتـــة والأربــعـــون الــمـــذكـــورون مـــن ســـائـــر الأجــيـــال، فــقـــد تــبـــايــنـــوا فـــي حـــالاتــهـــم الإجــتــمـــاعــيـــة والـــروحــيـــة، وكـــانـــوا إمـــا مـــن أصــحـــاب الإيــمـــان الــعــظــيـــم كـــإبـــراهــيـــم وإســحـــق وراعـــوث، أو مـــن ذوي الــســمــعـــة الــســيــئـــة مــثـــل راحـــاب وتـــامـــار. كــثــيـــرون مــنــهـــم كـــانـــوا أنـــاســـا عـــاديــيـــن عــلـــى مــثـــال حــصـــرون وآرام ونــحــشـــون، وبــعــضــهـــم كـــانـــوا أشـــرارا مــثـــل مــنــســـى وأبــيـــا. كـــل هـــذا لــكــي نـــدرك تــمـــام الإدراك أن عــمـــل الله لا تــحـــده ســقــطـــات الــبــشـــر ولا خــطـــايـــاهـــم، وأن الــخـلاص لـم يــكــن لـلأبــرار والــصــالــحـيــن فــقـــط، إنـما أيــضـــا مــن أجــل الــخــطــأة، لــهـــذا نــســمــع الـــرب يــســـوع قـــائـــلا: «لـــم آت لأدعـــو أبـــرارا، بـــل خــطـــأة إلـــى الــتـــوبــة» (لـــو 5: 32)".

وتابع عودة: "مـــا يــلــفــتــنـــا فـــي هـــذا الــنــســـب أن الإنــجــيــلـــي مــتـــى أراد الــتـــأكــيـــد عــلـــى أن يــســـوع هـــو الــمــســيـــا، الــمــلـــك الــمــنــتــظـــر، ولــهـــذا يــفــتــتـــح ســلــســلـــة الأنــســـاب بــقـــولـــه: «كــتـــاب مــيـــلاد يــســـوع الــمــســيـــح ابـــن داود ابـــن إبـــراهــيـــم». لــقـــد تـــرك مــتـــى كـــل الأســمـــاء لــيـــذكـــر داود وإبـــراهــيـــم، لأن الله وعـــدهــمـــا وحـــدهــمـــا صـــراحـــة بـــالــمــســيـــح، إذ قـــال لإبـــراهــيـــم: «ويــتــبـــارك بــنــســلـــك جــمــيـــع أمـــم الأرض» (تـــك 22: 18)، ولـــداود: «مـــن ثــمـــرة بـطــنـك أجــعـــل عــلى كــرســيــك» (مــز 132: 11). ركـــز عــلــى داود الــمــلـــك وإبـــراهــيـــم أبـــي الآبـــاء لــيــعــلـــن أن الــمــســيــح هــو الــمــلـــك الــمـــوعـــود بـــه، ابـــن داود. هـــو الــمــلـــك الــمــتــخـــفــي وراء طــبــيــعــتــنــا الــبــشـــريــة، والــمــتــخــلــي عـــن كــمـــال مــجـــده وبــهـــائـــه، لــكــي يــعــطـــي لــلــشــيــطـــان فـــرصـــة الـــدخـــول مــعـــه فـــي مــعـــركـــة، كــمــا يــفــعــل مـــع ســـائـــر الــبــشـــر، فــيــغــلــبـــه الــســيـــد ويــخــلــصــنـــا مـــن تــســلــطـــه. مـــن جــهـــة ثـــانــيـــة، بــعـــدمـــا كـــان الــيــهـــود يــظــنـــون أنــهـــم إن رأوا وجـــه الـــرب يــمـــوتـــون، يــهــبــنـــا الـــرب فـــرصـــة لــقــبـــولــنـــا إيـــاه، فـــلا نــهـــاب بــهـــاءه ونــهـــرب مـــن جـــلال عــظــمــتـــه، بـــل نــقــبـــل لــقـــاءه والاتــحـــاد بـــه والــثــبـــات فــيـــه. يــقـــول الــقـــديـــس يـــوحــنـــا الـــذهــبـــي الــفـــم: «لا يــظــهـــر الــمــلـــك دومـــا بــمــظــهـــره الــخــاص، إنــمـــا يــلــقـــي الأرجـــوان جـــانــبـــا ومــعـــه الــتـــاج، مــتــنــكـــرا فـــي زي جــنـــدي عـــادي حــتـــى لا يـــركـــز الــعـــدو هــجــمـــاتـــه عــلــيـــه، أمـــا هــنـــا فــحـــدث الــعــكـــس، إذ قـــد فــعـــل الـــرب ذلـــك حــتـــى لا يــعـــرفـــه الــعـــدو ولا يــهـــرب مـــن الـــدخـــول مــعـــه فـــي مــعـــركـــة، ولــكـــي لا يـــرتــبـــك شــعــبـــه أمـــام بــهـــائـــه، إذ جـــاء لــيــخــلـــص لا لــيـــرعـــب».

واعتبر ان "الــمـــؤمـــن الــحــقــيــقـــي يــفــعـــل كــمـــا فــعـــل الـــرب، فـــلا يــخـــاف مـــن ضـــربـــات الــشـــريـــر، بـــل يــكـــون مــســتــعـــدا لــتــلــقــيــهـــا بــعـــزم وثــبــات. هـــذا مـــا فــعــلـــه حــبــيــبــنـــا جــبـــران، الـــذي رأى بــلـــده يــعـــانــي، فــمــا طــاق الــبــقـــاء بـعـيـدا عـنـه، بـل عـــاد لــيـــواجـــه الــشـــر بــكــلــمـــة الــحـــق، ولــيــكـــون إلـــى جــانـــب أبــنـــاء شــعـبـــه الــمــحــتـــاجــيــن صـــوتــا يــصـــدح بـــالــحــقــيــقـــة ولا يـتـغـاضـى عـن ظــلــم. حـــاول الــشـــر خــنـــق صـــوت جــبـــران فـــي 12 كـــانــون الأول 2005، إلا أن صـــوت الــحـــق لا يــقـــوض ولا يــكــم، ويــصــبـــح أقـــوى بــعـــد الــمـــوت. ســبـــع عــشـــرة ســنـــة مـــرت عــلـــى اغــتــيـــال الــحــبــيـــب جــبـــران، ومـا زال صـــوتـــه مــدويـا، مـــذكـــرا الــلــبــنـــانــيــيـــن بـــأن يــبــقــوا مــوحـديــن، دفـاعــا عــن لــبـنـان الــعــظــيــم".

وقال: "فـــي هـــذا الــعـــام، الـــذي مـــرت فــيـــه ذكـــرى اســتــقـــلال لــبــنـــان بــصــمـــت وحـــزن وفـــراغ، نــســتـــذكـــر قـــول جــبـــران: (الــمــحـــافــظـــة عــلـــى الاســتــقـــلال تــكـــون بــتــعـــزيـــز إيــمـــانــنـــا بـــه وبـــوحــدتــنــا، وحـــدة لــبــنــان مــكــرســـة، وحـــدهـــا الـــوصـــايـــة الــخـــارجــيـــة تــهـــددهـــا) (2005). نـــادى جــبـــران مــنـــذ شــبـــابـــه بــنــبـــذ الأنـــانــيــات والــمــصـــالـــح قــائــلا: (صــمـــدنـــا مــعـــا لــيــحــيـــا لــبــنـــان، فـــإيـــانـــا وإيـــاكـــم أن نــخـــون حــلــمــنـــا وأن يــســقـــط وطــنــنـــا فـــداء أنـــانــيـــات وأســبـــاب عــبــثــيـــة) (1989). لــكـــن الــشــعـــب كـان ومـا زال أســيـــر طــغــمـــة ســيـــاســيـــة تــحــكـمـــه وتــتــحــكـــم بــمــصــيـره، واضــعــة مــصــالــحــهــا فـــوق مــصــلــحـــة الـــوطـــن، مـــا دفـــع جــبــران إلــى الــقـول: (مـــا يـــريـــده الــشــعـــب هـــو إلــغــاء هـــؤلاء الــســيـــاســيــيـــن الـــذيـــن يــومــيـــا يــبــيــعـــون الـــوطـــن مـــن الــخـــارج، فــي حــيــن يــبــيــعـــون الـــداخــل مـــواقــف كــاذبــة، إلــى مــتـــى ســنــظـــل نــقــبـــل بـــأن يــحــكــمــنـــا الــفــاشــلـــون الــمــفـــروضـــون عــلــيــنـــا بـــالــقـــوة لــتــشـــويـــه ســمــعــة لــبــنـان والإجــهـــاز عــلــيــه؟) (1986). مـــاذا كـــان جــبـــران لــيــقـــول فـــي هـــذه الأيـــام الــقـــاتــمـــة الــتـــي تــمـــر عــلـــى لــبــنــان والــلــبــنـــانــيــيـــن، بــســبـــب أشــخـــاص يــعــمــلــون مــن أجــل مــنــافــعــهــم ومــراكــزهــم، تــقــودهــم أنــانــيــاتــهــم، ولا يـــرون فـــي بــلـــدهــم ســـوى قـــالـــب حــلـــوى يــتــقــاســمــونــه بـــدلا مـــن الاحــتــفـــال بـــه مـــع أبــنـــاء الــشــعـــب".

وأردف: " بــعـــد ســنـوات عــلــى اغــتــيــال جــبــران، وقــبــلـــه وبــعــده أعــداد مــن الأبـطـال الـــذيــن نــادوا بـقــيـام دولــة الــقــانــون والــعــدالـة، دولـة الـحـــريــة والأحــرار، دولــة حــديــثــة يـكـون فــيـهـا الــحـكـام خـدامـا امـنـاء لـوطـن يعــيـش فـيـه جـمـيــع أبــنــائــه فــي كــنــف دولــة ديــمــقــراطــيـة تــرعــى جــمــيــع مــواطـنــيــهــا بــالــحــق والــمــســاواة والــعــدالــة، وتـحـمـيـهـم مـن كـل اعـتـداء، نــتــســاءل هــل هــدرت دمــاؤهــم عــبــثــا ونــحــن نــتــراجــع يــومــا بــعــد يــوم، ودولــتــنــا تــتــفــكــك ودســتــورهــا يــداس وسـيـادتـهـا مــنـتــقــصـة وهــيــبــتــهــا تـــزول؟".

وقال: "لــقــد قــتــلــوا جــبــران لأنــه حــر، مــســتــقــل، نــزيــه، جــريء فــي قــول الــحــقــيــقــة، ثـــائــر عــلــى الــفــســاد والــكــذب والــظــلــم والإستـتـبـاع، رافــض لــلإنــحــطــاط الــســيــاســي والــتــفــلــت الأمــنــي والإهــتــراء الإداري والإرتــهــان لــلــخــارج عــلــى حــســاب لــبــنــان. والـمـــؤســف أن مــا كــان يــشــكــو مــنــه جــبــران قــد تــضــاعــف، ولــيــس أحــد بــريــئــا مــن دم هــذا الــلـبــنــان لأن الــجــمـيــع ســاهــمــوا فــي طــعــنــه وجــلــده والــتــنــكــيــل بــه، وآخــر بــدعــهــم تــعــطــيــل انــتــخــاب رئــيــس لــلــجــمـهــوريــة، واعــتــمــاد أســالــيــب لا تــمــت إلــى الــدســتــور بــصــلــة. صــحــيــح أن مــتــاريــس الــحــرب أزيــلــت لــكــن أخــلاقــيــات الــحــرب مــا زالــت مــســتــمــرة، وألاعــيــب الــســيــاســيــيــن بــاتــت مــكـشــوفــة، وخــطــايــاهــم الــكــثــيــرة قــد أوصــلــتــنـا إلــى مــا نــحــن فــيـه".

وسأل: "هــل نــســتـسـلــم أمـام مــن يــنــحــرنــا؟ هــل نــتــرك الــيــأس يــغــزو نــفــوســنــا؟ أم نــشــهــر ســيــف الــمــطــالــبــة بــإصــلاحــات جــذريــة تــضــع حــدا لــكــل فــســاد وتــهــاون وإســاءة لــلــبــلــد وأبــنــائــه، وتــقــتــص مــن كــل مــعــتــد عــلــى الــدســتــور وعــلـى الــقــوانــيــن وعــلـى الــمـواطــنـيــن وحــقــوقــهــم، وتـعـاقـب كـل مـن يـتـطـاول عـلـى سـيـادة الـدولـة وأمــنـهـا؟"، مضيفا "نـكـرم ذكـرى جـبـران بـالـصـمـود، بـرفــض الـحـقـد والـقـهـر والـخـنـوع ، ومـحـاسـبـة النــواب عـلى مـمـارسـاتـهـم الـعـقـيـمـة والـمـذلـة لـمـنـتـخـبـيـهـم،  ونـكـرر مـا قـلـنـاه مــرارا: نــحــن بــحــاجــة إلــى مــســؤولــيــن، وعــلــى رأســهــم رئــيــس لــلــبــلاد، ذوي ضــمــيــر حــي، يـدركـون عـظـم مسـؤولـيـتـهـم ويــحــمــلــون خــطــة إنــقــاذيــة إصــلاحــيــة واضــحــة تــبــاشــر فــي إعــادة بــنــاء الــوطــن الــذي اســتــشــهــد جــبــران وجــمــيــع الأحــرار مــن أجــلــه".

وختم عودة: "لـنـرفـع الـدعـاء مـعـا مـن أجـل راحـــة نــفـــوس جــبـــران ورفــيــقــيـــه أنـــدريـــه ونــقـــولا، كــمـــا لـــراحـــة نــفـــوس جــمــيـــع مـــن ســقــطـــوا دفـــاعـــا عـــن لــبــنـــان الــعــظــيـــم، بـــإرادتــهـــم، أو غــصــبـــا عــنــهـــم، مــثــلــمـــا حـــدث فـــي 4 آب 2020، عــنـــدمـــا نـحـروا جـزءا مـن بـيـروت وقـضـى الــمــئـــات مـن أبـنـائـهـا فـيـمـا كـانـوا هـــانــئـيـن فـــي أمـاكــنـهــم. صـــلاتــنـــا ألا تـــذهـــب هــبـــاء لا دمـــاؤهــم، ولا جــهـــادات كـــل الــلــبــنـــانــيــيـــن الـــذيـــن يـــذلـــون يـــومــيـــا، صـــائـــريـــن شــهـــداء وهــم أحــيـــاء يـنـاضـلـون مـن أجـل حـيـاة كـريــمــة. دعــاؤنـــا أن يــحــفـــظ الــطــفـــل الإلــهـــي، الـمـولـود مـــن نــســـل بــشـــري، جــمــيـــع أبــنـــاء هـــذا الــبــلـــد الــحــبــيـــب، وأن يــوقـظ مـــا تــبــقـــى مـــن ضــمــيـــر لـــدى الــمــســـؤولــيـــن، حــتـــى يــنــهــضـــوا الـــوطـــن والــمــواطـــن مـــن هـــوة الــيـــأس، آمــيـــن".