تقرير أسبوعي دولي - 140-2022

تقرير أسبوعي دولي - 140-2022
الأحد 15 يناير, 2023

 

رقم 140/2023

9-15 كانون الثاني /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

لم تأتي زيارة وزير الخارجية الايراني "الرسمية"- كما أُعلن عنها- بجديد سوى التأكيد على أن لبنان لا يزال تحت الاحتلال الايراني وقراره السيادي مخطوف من قبل الميليشيا الايرانية المسماة "حزب الله" في لبنان. وقد كرّر وزير الاحتلال مجدداً أن ايران لا تزال مستعدة لبناء معملين لإنتاج الكهرباء في بيروت والجنوب، كما أنها مستعدة لإمداد لبنان بالمواد النفطية اللازمة، من دون ان يأتي على طرح أية مساعدات مجانية (كما عادة يطرح أمين عام الحزب الايراني في لبنان وقيادييه)، وكان لافتاً الدعوة التي وجّهها إلى اللبنانيين لتغليب لغة الحوار فيما بينهم، في وقت تتواصل التظاهرات منذ أكثر من أربعة أشهر في المدن الايرانية وتواجهها السلطات بالرصاص الحي والاعتقال التعسفي والاعدامات مع محاكمات صورية.

وبالطبع بعد لقائه بعددٍ محدود من المسؤولين اللبنانيين التقى أمين عام حزبه وتوجّه بعدها إلى سوريا في زيارة مماثلة.

بالتزامن انفجر الشارع اللبناني على وقع توقيف الأجهزة الأمنية اللبنانية لناشط - شقيق أحد ضحايا الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت - بسبب تهديدات لفظية لم تتقبلّها الأجهزة. وقد أصبح واضحاً أن هذا الملف يخضع لضغوط من قوة الاحتلال بغرض إغلاقه وإسكات أهالي الشهداء عن المطالبة بالحقيقة والعدالة، بعد أن نجح الحزب الايراني بتعطيل عمل قاضي التحقيق الذي كان واضحاً إمساكه بخيوط لم يقبل الحزب أن يستمر القاضي صوّان بمتابعتها. وأصبحت ملاحقة أقرباء ضحايا الانفجار من القضاء والأجهزة الأمنية أمراً عادياً في بلد يقبع تحت احتلال دولة تحكم بالإعدام على مواطنيها بسبب مطالبتهم بالحرية والعيش الكريم. ولولا إرادة اللبنانيين وشغفهم للحرية التي تربّوا عليها منذ عقود لما رضخت السلطة وأجهزتها وافرجت عن الناشط بعد أن بات ليلة تحت التحقيق.

إنها رسالة واضحة لجميع اللبنانيين، لا يمكن الخروج من الأزمات التي تعصف بلبنان - الاقتصادية والصحية والتعليمية والمعيشية والمصرفية - والأهم أزمة لبنان السيادية، ورفع الاحتلال الايراني إلا من خلال توحيد الصفوف خلف الأسس التي يقوم عليها لبنان – الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية التي صدرت دعماً لسيادة البلد وبالتحديد الـ 1559، 1680، 1701 و2650.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في ملف انفجار مرفأ بيروت، فشلت هذا محاولة قام بها أربعة قضاة أعضاء في مجلس القضاء الأعلى في لبنان، لعقد جلسة للبحث في مقتضيات سير التحقيق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، سعت لتعيين القاضية سمرقند نصار في موقع "محقق عدلي رديف" توكل إليه مهام المحقق القاضي طارق البيطار الذي تعرقلت مهامه منذ 14 شهراً، وهو مسعى اصطدم بمعارضة سياسية، وبرفض من أهالي الضحايا الذين اعتصموا أمام قصر العدل ولوحوا بالتصعيد. وقد لفتت مصادر قضائية إلى أن القضاة الأربعة، وهم محسوبون على ثنائي حزب الله الايراني وامل وعلى التيار العوني، قد تخطوا بعملهم هذا رئيس مجلس القضاء الأعلى وكانوا يهدفون بتعيين القاضية نصار البتّ في ملف إخلاء سبيل الموقوفين على ذمة التحقيق في ملف انفجار المرفأ، فضلاً عن البت بالدفوع الشكلية المقدمة من مطلوبين للتحقيق، وبينهم الوزراء السابقون الأربعة ورئيس الحكومة السابق حسان دياب.

لكن الأمور لم تجرِ كما كان متوقعاً، فبعد فشل جلسة القضاة، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، أوقفت مديرية أمن الدولة الناشط وليم نون، وهو أخ جو نون أحد شهداء الانفجار، ما أشعل الشارع وأغلقت الطرقات في عدد من المناطق اللبنانية وفي بيروت، وحدث صدام بين الجيش والمعتصمين في أكثر من مكان.

نظم التيار العوني مؤتمراً حول النازحين السوريين تحت عنوان "لن نتخلى عن أحد"، دعا إليه الأصدقاء والحلفاء والشخصيات الموالية ليطرح رؤيته في حلّ ازمة النزوح السوري والطريقة الأمثل، من وجهة نظره، لغعادة النازحين إلى بلدهم بأسرع وقت ممكن. وقد تمّت دعوة وزير الخارجية والتجارة في هنغاريا بيتر سيارتو، زذلك للصلة الصداقة التي تجمع رئيس التيار البرتقالي برئيس الوزراء المجري المعروف بولائه لحلف الممانعة وبالتحديد لروسيا-بوتين. وكان للوزير الهنغاري كلمة تحدث من خلالها عن مواقف حكومة بلاده "المسيحية" التي تحكم منذ عام 2010 ومشيداً بنظام المجر المستقر بعكس البلدان الاوروبية، وذلك بسبب سياسة الأبواب المغلقة التي تعتمدها. واشار إلى أن هنغاريا لديها مقاربة مضادة للهجرة وتعتبرها من العوامل الاكثر ضغطا على عدم الاستقرار، وبالتالي على الاتحاد الأوروبي والديموقراطيين في  بروكسل مسؤولية كبيرة في هذا السياق. فبدلا من اعطاء النصائح والمحاضرات، وبسبب هذه السياسة هناك العديد من الاشخاص يضعون حياتهم في خطر ويموتون اثناء محاولتهم الهجرة نحو بلد آخر وهناك اشخاص يتاجرون بالبشر! وفي ما يتعلق بسوريا قال انه يفترض بالمجتمع الدولي ان يركز على ايجاد الظروف الملائمة لعودة النازحين الى بلدهم، وان يكون لديه هدف واحد هو التغيير ويمكن للبنان ان يستند على هنغاريا ويعول عليها لانه باعتقادهم عوضا عن ادارة الازمة يجب البحث عن اسباب المشكلة ومساعدة البلدان التي لا يفترض ان تكون بعد الآن موردا للمهاجرين. وبالطبع من دون أن يذكر أسباب الأزمة في سوريا ودعم روسيا وايران للنظام الذي كان السبب في نزوح اكثر من 10 ملايين سوري. أما وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، فقد أشار إلى أن في لبنان العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية بالاضافة الى مشاكل النازحين الذين يفوق عددهم المليوني نازح. في لبنان هناك اربعة ملايين، نصفهم من النازحين سواء أكانوا فلسطينيين او غيرهم، ينتظرون الحل السياسي منذ 75 سنة، هم ينتظرون الحل، والسوريون أيضا ينتظرون الحل السياسي منذ 12 عاما، ولبنان لا يمكنه ان يتحمل سواء كان ذلك على الصعيد الديموغرافي او الاجتماعي او الاقتصادي، هذا العدد الكبير من النازحين والمجتمع الدولي هو من  يتحملهم ويساندهم، والمجتمع الدولي هو بلدان الغرب وبعض الدول الاخرى! (ملحق رقم 3*- توصيات)

في زيارة وزير خارجية الاحتلال الايراني لبيروت، أكّد عبد اللهيان مجددا أن طهران مستعدة لاستحداث معملين لانتاج الكهرباء في بيروت والجنوب بطاقة 1000 ميغاواط لكل معمل، ولفت الى أن زيارته الى بيروت لتطوير العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران، وقال أنه أكد خلال لقآته ان ايران على استعداد لمساعدة لبنان على الصعد كافة! وأضاف أنه بعد لقائه مع الأمين العام لـحزب الله الايراني في لبنان وزياد نخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن المقاومة في أبهى حالاتها سواء في لبنان أو في فلسطين! من جهة ثانية، كشف عن محادثات أمنية كانت تجري بين طهران والرياض في بغداد اضافة الى الحوارات الثنائية، ومشيرا إلى إنه كان هناك اتفاق إيراني سعودي في قمة بغداد الأخيرة في عمّان، على الحوار المشترك بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تطبيع العلاقات، على حدّ قوله!

في مواقف الحزب الايراني  وقيادييه في لبنان لهذا الاسبوع، رأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي ان سياسة شراء الوقت وبيع المواقف للخارج التي ينتهجها بعض مدعي السيادة في لبنان، مكلفة ولن تؤدي الى حلول انقاذية بل الى المزيد من الضياع في الفراغ، واضاف إن هذه المراوحة وبيع المواقف للخارج تتمثل بشكل واضح في إعلان بعض الدول التدخل في شؤون لبنان لا سيما القضائية منها وفرض شروط معينة في الملف الرئاسي يسارع مدعو السيادة للعمل وفقها وتبنيها، وأنه على القوى اللبنانية أن تدرك أن حل الأزمة لا يكون وفق مصلحتها الضيقة وعلى مقاسها، ولتحقيق طموحاتها بل يكون وفق مصلحة الجميع وعلى مقاس كل الوطن ولتحقيق طموحات المواطن بغض النظر عن إنتمائه الطائفي او المناطقي، ومؤكدا أن معالجة الأزمة اللبنانية لا يكون بإجتماع وزاري أو لقاءات جانبية على أهمية ذلك، بل يكون بإجتماع خال من التبعية والاملاءات الخارجية ودعوة للحوار بنفس وطني.

من جانبه، أشار المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان إلى أن الخطير في البلد ليس الانهيار، بل الانهيار الطويل الأمد وهو ما تعمل عليه واشنطن وحلفاؤها الإقليميون وفريق داخلي، بخلفية تعديل هوية لبنان، وكسر التوازنات القائمة فيه!! وأن المشكلة تكمن بمصالح ونفوذ واشنطن في الداخل اللبناني، الذي يصر على القطيعة الوطنية. واليوم مجلس النواب هو المؤسسة الدستورية التمثيلية القادرة على إنقاذ لبنان، والمطلوب فقط هو قوى وطنية للإنقاذ وليس قوى تمثيل خارجي تزيد القطيعة اللبنانية. والواجب الوطني يفترض الانخراط سريعا بحوار وطني إنقاذي بهدف حماية لبنان من مشاريع السفارات ولعبة الأمم، وللأسف في هذا البلد مصالح الغرب تغلب المصالح اللبنانية، والانتظار الأوروبي الأميركي المريب والإصرار على نصف دولة لبنانية والعمل بكل الإمكانات على دمج النزوح ونسف التركيبة اللبنانية يعني المشروع الغربي يدير لعبة خنق البلد بصمت، والمشاريع الغربية والعربية أحيانا ليست أكثر من ورقة نعوة بانتظار قلب موازين الداخل والمنطقة، والحرب الأهلية ليست خيارا مستبعدا لدى المشروع الدولي حال تأمين شروط تمزيق لبنان!

أما نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الايراني الشيخ علي دعموش فقد رأى ان الأوضاع المعيشية في البلد دخلت في المرحلة ‏الاسوأ،  فالدولار‎ ‎على أعتاب الخمسين الفا، والكهرباء باتت مقطوعة بالكامل، ‏والتعليم الرسمي في خطر، ومشكلة النفايات تتفاقم ،والفقر وصل الى ‏نسب عالية وغير مسبوقة وهو في ارتفاع مستمر يوما بعد يوما، واعتبر انه لا حلّ للأمور العالقة سوى بالتحاور والتفاهم الداخلي والاسراع  ‏في انتخاب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين ويساهم في عملية الانقاذ، ‏اما التعنت ورفض الحوار والتعاطي بكيدية في الملفات الداخلية واستدراج ‏التدخلات الخارجية والرهان عليها فلن يؤدي الا الى نتيجة واحدة هي ‏زيادة الانقسام وتسهيل الانهيار الشامل!

كذلك، أشار الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك ان الأوضاع في لبنان تزداد سوءا يوما بعد يوم، من الدولار إلى كل سلعة، ولا يزال المسؤولون لا تحركهم الاعتصامات والمظاهرات. فالواجب الخروج من حالة التأجيل وعدم المبالاة، ولا بد من المبادرة إلى التفاهم والتوافق للخروج من نفق الفراغ، بانتخاب رئيس الجمهورية، ولا يكون ذلك بالتحدي والفرض من الخارج. إن اللبنانيين قادرون بأنفسهم، إذا صفت النوايا وفتحت القلوب على المصلحة الوطنية!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: للشهر الرابع على التوالي يواصل الشعب الإيراني انتفاضته المطالِبة بالحرية بالرغم من القمع والأحكام بالسجن والإعدام لداعمي الإحتجاجات، وهو ما جعل العالم بأسره يتعاطف مع هذه الإنتفاضة ويدعمها إلا البرلمان اللبناني حيث لم يصدر صوتٌ لنائب أو نائبة يؤيد حراك الشعب الإيراني، وكأنّ أصداء المطالبة بالحريّة ما عادت تلقى آذاناً صاغية في بيروت - داخلياً، يطلّ علينا خميس جديد هذا الأسبوع ليؤكدّ مرّة جديدة على شلل المجلس النيابي والأحزاب الممثلة فيه والذي ينعكس عجزاً عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الأطر الدستورية، يحصل ذلك في وقت يمارس حزب الله ضغوطاً مستمرة لإحالة الجميع إلى طاولة حوار يديرها حليفه الرئيس نبيه بري وهدفها قبول الأفرقاء جميعاً بمرشّح الحزب للرئاسة الأولى - إزاء هذا الواقع يطالب لقاء سيدة الجبل، أولاً، النواب بانتخاب رئيس للجمهورية أو الاستقالة، لأنهم فقدوا مبرّر وجودهم في مجلس لا يؤدي وظائفه الأساسية بحسب الدستور؛ ثانياً، حزب الله بتسليم سلاحه إلى الدولة وفقاً للدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وتحديداً القرارين 1559 و1701. - إن اللبنانيين يزدادون يقيناً يوماً بعد يوم أن وطنهم أسيرٌ ويقبع تحت الإحتلال الإيراني بواسطة سلاح حزب الله، ولا سبيل لحلّ أزماتهم إلا من خلال وحدتهم لرفع هذا الإحتلال عن لبنان، فلا انتخابات حرّة ولا انتظام للمؤسسات الدستورية ولا تعافٍ إقتصادي في ظلّ الإحتلال - إن مجيء لجنة التحقيق القضائية الأوروبية إلى لبنان هو نتيجة من نتائج وضع "حزب الله" يده على المؤسسات الرسمية اللبنانية وعرقلة عمل كل مؤسسة تعصى عليه، كما حصل للقضاء في التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، وسواه من القضايا الإجرامية التي تلوح فيها مسؤولية ما على "حزب الله". (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل (المكتب السياسي): العنوان الأساس يبقى إجراء إنتخاب رئيس جديد للجمهورية من منطلق معادلة وطنية داخلية مبنية على الاتفاق على رئيس يجمع ولا يفرق ويحل الأزمة بدلاً من إدارتها - ضرورة تحمُّل حكومة تصريف الأعمال مسؤولياتها كاملة خصوصاً في الملفات المُلحّة والضاغطة اجتماعياً واقتصادياً وخدماتياً بعد أن استفحلت الأزمات - يدعو الكتل النيابية على اختلاف مشاربها إلى القيام بدورها التشريعي دون التنصل من مسؤولياتها عبر إقرار القوانين. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • التيار العوني – مؤتمر حول النزوح السوري: ضرورة تطبيق القوانين المرعية الإجراء: قانون العمل: منع المنافسة غير المشروعة من غير اللبنانيين؛ قانون البلديات، حيث تمارس البلدية سلطتها؛ قانون تنظيم دخول لبنان والإقامة فيه والخروج منه؛ قرار مجلس الدفاع الأعلى في 15 نيسان 2019، الذي قضى بترحيل المواطنين السوريين الداخلين إلى لبنان من دون المرور بالمعابر الرسمية؛ درس وإقرار اقتراحات القوانين المقدمة من تكتل لبنان القوي (التيار العوني)؛ إبعاد ملف النزوح عن التجاذب السياسي واتخاذ قرار لبناني جامع لمعالجة تداعياته؛ دعم برامج التعافي المبكر في سوريا، تسهيلا لعودة النازحين؛ تطبيق خطة الحكومة لعودة النازحين. (ملحق رقم 3*- توصيات)
    • البطريرك الراعي في عظة الاحد: نطالب المجلس النيابي والكتل النيابية الكف عن هدم البلاد والمؤسسات وعن إفقار المواطنين. وندعوهم لإنتخاب رئيس للجمهورية وفقا للدستور، رئيس يسهر على الإنتظام والخير العام والدستور، متجرد من أية مصلحة شخصية أو فئوية - إن إطالة الشغور الرئاسي سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والدبلوماسية. منذ الآن نحذر من مخطط قيد التحضير، لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية. وما نطالبه لطوائفنا نطالبه للطوائف الأخرى. لكننا نلاحظ تصويبا على عدد من المناصب المارونية الأساسية لينتزعوها بالأمر الواقع، أو بفبركات قضائية، أو باجتهادات قانونية "غب الطلب"، أو بتشويه سمعة المسؤول. نحن لا ندافع عن أشخاص بل عن مؤسسات. لا يهمنا رئيس مجلس القضاء الأعلى بل القضاء، ولا يهمنا حاكم مصرف لبنان المركزي بل مصرف لبنان المركزي، ولا يهمنا أصحاب المصارف بل النظام المصرفي اللبناني وودائع الناس، ولا يهمنا تشريع الكابيتال كونترول بعدما فقد مفعوله، بل الحفاظ على الاقتصاد الحر وحرية التبادل مع الخارج. لكن ما نرصده هو أن التركيز على الأشخاص يستهدف هدم المؤسسات التي يقوم عليها النظام اللبناني وتطيير أموال المودعين. (ملحق رقم 4*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: من واجب القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الدفاع عن المظلوم في وجه الظالم، ومن واجب القضاة الحكم باسم الشعب لا على الشعب. لذلك أخاطب ضمير كل مسؤول وكل قاض نزيه وشريف أن أوقفوا هذا التنكيل اللاأخلاقي بذوي الضحايا الموجوعين وهذا التجاوز اللامهني للقانون وافرضوا العدالة - من يحاسب من يعطل العدالة ومن يستبيح حدود الدولة ومن يحرم المواطنين من الكهرباء ومن يرتب على الدولة المفلسة غرامات وأعباء؟ من يعاقب الفاسدين والظالمين وسارقي أموال الناس ومفجري العاصمة وقاتلي أبنائها؟ من يعيد الروح إلى الضحايا؟ لو كان أحد ضحايا الكارثة ابن أحد المتمردين على القضاء هل كان سكت أو تصرف بهذا الاستهتار؟ إن من لم يأبه بعاصمته المدمرة وبجراح أبنائها الجسدية والنفسية، هل سيهتم بمصير البلد وأموال الناس؟ نحن بحاجة إلى مسؤولين لا يتلهون بأنفسهم بل يعملون على ابتداع خطة تستند إلى رؤية واضحة تعيد بناء الدولة وتخلصها من آثام هذه الطبقة التي حكمتها لعقود وهيمنت على ناسها، وتناحرت فيما بينها، وتقاسمت خيراتها، وأتت على كل ثرواتها. نحن بحاجة إلى رأس للدولة وإلى دم جديد ينعش جسد هذا الوطن المهترئ، ويعتمد أساليب جديدة ترتكز على النزاهة والعلم، وتعتمد المساءلة والمحاسبة وإنزال العقاب في كل من يخل بالدستور أو يستهين بالدولة وهيبتها وسيادتها، أو يتجرأ على التدخل في عمل القضاء أو مد اليد إلى المال العام. نحن بحاجة إلى قامات كبيرة تحكم بالعدل وتتخذ مواقف كبيرة وتنتج حلولا عظيمة. (ملحق رقم 5*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

وافق مجلس الأمن الدولي، الاثنين، بالإجماع على تمديد آلية تقديم المساعدات الإنسانية إلى نحو أربعة ملايين سوري في شمال غربي البلاد لمدة ستة أشهر أخرى عبر تركيا، متفادياً صراعاً معتاداً مع روسيا حول القضية، وفي مفاجأة، انضمت روسيا، الحليف الوثيق لسوريا والتي كان دعمها محل شك، إلى التصويت. ويلزم صدور تفويض من المجلس المؤلف من 15 عضوا لاستمرار تدفق هذه المساعدات، وذلك لأن السلطات السورية لم توافق على العمليات الإنسانية التي تقدم المساعدات، بما يشمل الأغذية والأدوية والمأوى، للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا منذ 2014. وكان أجل التفويض الحالي لبرنامج المساعدات التابع للأمم المتحدة، سينتهي يوم الثلاثاء.

يشار إلى أنه قبل يوم من تصويت مجلس الأمن على قرار بشأن إمكانية استمرار تسليم المساعدات إلى المنطقة المنكوبة بالحرب، سلمت قافلة إنسانية إمدادات عاجلة إلى مدينة إدلب، آخر معقل للمعارضة في سوريا، حيث دخلت قافلة مكونة من 18 شاحنة إلى محيط إدلب عبر خطوط المواجهة التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية.

على الصعيد الأمني، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة، وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) من جهة أخرى، إثر هجوم لعناصر الأخيرة على محور بسرطون بريف حلب الغربي. ووفق المعلومات، فقد اندلعت الاشتباكات إثر هجوم لهيئة تحرير الشام على محور بسرطون، وأسفرت عن سقوط نحو 11 بين قتيل وجريح في صفوف قوات النظام، ومقتل عنصرين وجرح آخرين في صفوف الهيئة.

في سياق متصل، أشارت مصادر ميدانية إلى أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي المتاخمة لمنطقة الاشتباكات، حيث سقطت 3 قذائف بين منازل المدنيين، وسقطت قذائف على بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي.

في سياق منفصل، أفاد مصدر استخباراتي من دولة متحالفة مع الولايات المتحدة، بأن إيران سعت إلى إنشاء شبكة دفاع جوي شاملة في سوريا، مشيراً إلى أنها قامت فعلاً بإرسال معدات وأفراد لإنشاء هذا النظام، وذكر أنه مشروع سعت إسرائيل إلى إحباطه من خلال الضربات الجوية المتكررة والتي أدت إلى قتل قائده في سوريا، كما أشار إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا بدأت أواخر عام 2017، وذلك حينما بدأت القوات الإيرانية بترسيخ نفسها في سوريا. ولفت المصدر إلى أن الاستراتيجية الإيرانية تغيّرت آخر عامين، حيث قامت طهران بتعزيز نشر قدرات دفاع جوي لصالحها في سوريا بتكلفة وصلت عشرات الملايين من الدولارات، وذلك من أجل التعامل مع الضربات الجوية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن تعزيز هذه القدرات تم كمشروع مشترك مع قوات النظام السوري بهدف تمكين زرع نظام إيراني مستقل للدفاع الجوي من داخل سوريا. كذلك ساعد الإيرانيون النظام في تحديث مجموعة من الرادارات الخاصة بهم المصممة للمساعدة في الكشف عن الهجمات الإسرائيلية ومنعها بشكل أساسي ضد المؤسسة الإيرانية في سوريا. وقد شملت الأسلحة المشاركة في الجهود صاروخ صياد (هنتر) 4B  الذي يعمل بالوقود الصلب، والذي تم الكشف عنه في نوفمبر في حفل حضره كبار أعضاء القيادة العسكرية الإيرانية، وتم دمج القذيفة مع نظام صواريخ بافار 373 أرض جو، ويقال إن مداها يزيد عن 186 ميلاً مع مدى رادار يزيد عن 280 ميلاً.

يشار إلى أن البطاريات الإيرانية يتم تركيبها على الأراضي السورية قرب قوات النظام، وهو ما جعل الأخيرة تحت خطر الضربات الإسرائيلية، وفق المصدر، الذي حدد 7 غارات على الشبكة الإيرانية المزدهرة التي نفذتها القوات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، بما في ذلك في تدمر وطرطوس في أكتوبر 2021، واللاذقية في ديسمبر 2021، ودمشق في مارس 2022، وضربة إضافية في طرطوس في يوليو 2022، وضربتان في حمص في نوفمبر وديسمبر 2022.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، قُتل 10 إيرانيين في غارات جوية إسرائيلية في سوريا، وتم تحديد إيرانيين اثنين قُتلا في الغارة الجوية في مارس 2022، وهما مرتضى سعيد نجاد وأحسان كربلاء بور، وكلاهما مهندس دفاع جوي. أما أحد الإيرانيين البارزين الذين لقوا حتفهم مؤخرا في سوريا، فهو العقيد داود جعفري في قوة الفضاء الجوي في الحرس الثوري الإيراني، والمعروف أيضا باسم "مالك"، وحدده المصدر بأنه قائد جهود الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا. وقد اعترف الحرس الثوري الإيراني بوفاة هؤلاء في ذلك الوقت متعهدا بالانتقام.

في سياق منفصل، اعتبر بشار الأسد الخميس، وفق بيان صادر عن الرئاسة، أن اللقاءات السورية التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على إنهاء التواجد العسكري التركي، حتى تكون مثمرة، في أول تعليق له على التقارب بين الدولتين. وفي وقت سابق من الخميس، قال وزير الخارجية التركي إنه قد يلتقي نظيره السوري في أوائل فبراير، نافياً التقارير التي تفيد بأنهما قد يجتمعان الأسبوع المقبل، وأشار أوغلو إلى أن أنقرة لفتت من قبل إن هناك بعض المقترحات بشأن لقاء الأسبوع المقبل لكنها لا تناسب تركيا، وقد يكون ذلك في بداية فبراير، وأضاف أنه يتم العمل على تحديد موعد.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت الشهر الماضي أن وزير الدفاع الروسي والتركي والسوري أجروا محادثات ثلاثية في موسكو لبحث سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في دمشق، وذكرت في بيان أن المحادثات الثلاثية بين وزراء دفاع البلدان الثلاثة كانت انعقدت في موسكو في 28 ديسمبر الماضي، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا.

 

  1. في الشأن الليبي

بعد اتفاق رئيس البرلمان الليبي ورئيس المجلس الأعلى للدولة على إحالة النقاط الخلافية في القوانين الانتخابية على الاستفتاء الشعبي المباشر لحسم الجدل بشأنها، أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، استمرار الخلاف بشأن شروط الترشح للانتخابات الرئاسية في القاعدة الدستورية المؤدية للانتخابات، خاصة المادة المتعلقة بترشح مزدوجي الجنسية.

وقد رأى المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية محمد شوبار، عدم إمكانية إجراء استفتاء شعبي في ظل عدم وجود حكومة موّحدة تفرض الأمن على كامل البلاد وقوانين تنظم عملية الاستفتاء، وأشار إلى أن طرح فكرة حل الخلافات الدستورية عبر الاستفتاء هو محاولة لكسب الوقت للبقاء أطول فترة ممكنة في السلطة، مرجّحاً أن لا يوافق المجتمع الدولي على هذه الخطة، خاصةً أن بياناته الأخيرة وضعت البرلمان ومجلس الدولة أمام خيارين فقط: إما التوافق على القاعدة الدستورية أو لجوئه إلى خيارات بديلة. ويعتقد شوبار أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، وقد تبدأ بالإعلان عن تشكيل قيادة قوية وموّحدة بوجوه جديدة، تكون مهمتها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والإعداد للانتخابات والإشراف عليها.

من جهته، يقرّ المحلل السياسي فرج فركاش بصعوبة تطبيق آلية الاستفتاء لحل القضايا الخلافية، موضحاً أن ما يطرحه المشري وعدد من أعضاء البرلمان حول إجراء استفتاء على المواد الخلافية فقط هو عبث ومحاولة للهروب للأمام ومخطط للبقاء في السلطة والتمديد على مراحل، كما أشار إلى أن إجراء الاستفتاء يجب أن يكون على الدستور المعدّل كاملاً والذي من المفترض أن يتضمن شكل الدولة ونظام الحكم وكيفية إدارة الدولة وتوزيع الموارد والحريات العامة وغيرها من المواد.

في السياق، بدأ المجلس الرئاسي المؤتمر التحضيري للمصالحة الوطنية، أعمال يومه الثاني بحضور ممثلين عن جميع الأطياف الاجتماعية والسياسية الليبية بمن فيهم ممثلو سيف الإسلام القذافي الذين انسحبوا الأحد اعتراضاً على وجود علم الاستقلال وافتتاح الاجتماع بالنشيد. وقد شهدت القاهرة لقاء مفاجئاً جمع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ووفق المصادر، فإن الاجتماع خصص لمناقشة التطورات السياسية وتثبيت جهود التهدئة بين أطراف الأزمة الليبية، كما أنه ومن بين المقترحات التي طرحها المنفي لحفتر، في حال فشل مجلس الدولة والنواب في التوافق على قاعدة دستورية والوصول إلى الانتخابات، أن يعلن الرئاسي حالة الطوارئ في البلاد ويستلم زمام الأمور ويحل مجلسي النواب والدولة والحكومتين، مع تشكيل حكومة طوارئ من 10 وزراء تعمل على التجهيز للانتخابات خلال 6 أشهر إلى عام، مع ضمان السماح للعسكريين بالترشح.

في سياق منفصل، أوقفت محكمة استئناف العاصمة الليبية طرابلس تنفيذ مذكرة التفاهم بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتركيا بشأن التنقيب عن النفط والغاز، وفق ما أفادت وسائل إعلام ليبية الثلاثاء. وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعاً في ليبيا، وأحدثت مزيداً من الانقسامات والخلافات بين القوى الفاعلة، فيما دافعت حكومة الوحدة عن خطوتها هذه. ورأى الدبيبة أن الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين تخدم مصالح الشعب الليبي العليا.

يشار إلى أن توقيع هذه الاتفاقيات الجديدة مع تركيا، جاء بعد مرور 3 سنوات على إبرام اتفاق مثير للجدل بين حكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تضمن ترسيماً للحدود البحرية بين البلدين وتعاوناً أمنياً، أتاح لأنقرة التدخل عسكرياً في ليبيا عبر إرسال قوات تابعة ومرتزقة أجانب.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

صادق الكابينت الإسرائيلي على عدة خطوات عقابية تجاه السلطة الفلسطينية. وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، ايتمار بن غفير، إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، قرر البدء بخطوات عملية وسريعة لمعاقبة السلطة الفلسطينية على توجهها للأمم المتحدة مؤخراً لمحاكمة الاحتلال. وأقر الكابينت اقتطاع مبلغ 139 مليون شيكل (40 مليون دولار) من عائدات الضرائب الفلسطينية لصالح عائلات إسرائيلية متضررة من العمليات الفدائية، وذلك بعد أن حكمت لهم المحكمة الإسرائيلية مؤخرًا بالحصول على التعويضات من السلطة. كما شملت العقوبات سحب امتيازات من كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية ممن يثبت تورطهم بمساعي محاكمة الاحتلال. وأفادت القناة 12 العبرية أن الكابينت قرر كذلك اقتطاع قيمة فاتورة رواتب الأسرى والشهداء الفلسطينيين عن العام 2022 بشكل مباشر، وكذلك تجميد خطط بناء كانت مقرة لمناطق (C) في الضفة الغربية المحتلة، وذكرت أن غالبية الأعضاء أيدوا خطوات عقاب السلطة، حيث تم تسجيل إجماع على العقوبات المذكورة في صفوف أعضاء الكابينت، وأضافت أنهم شددوا أيضا على ضرورة تدفيع السلطة الثمن لقاء ما أسموه خطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة والتي تنطوي على تداعيات خطيرة بالنسبة للكيان. وقال وزير المالية، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الجمعة، إن الإجراءات الجديدة التي اتخذت ضد السلطة الفلسطينية ليست سوى البداية، مضيفاً أن من يعمل ضد اسرائيل سيدفع ثمنا باهظا، وأضاف أن اتفاق التحالف الحكومي، أكد اتخاذ الإجراءات الكفيلة لوضع حد للرواتب والمزايا التي تدفع للأسرى وذوي الشهداء.

وتأتي العقوبات التي فرضتها السلطات الإسرائيلية، بعد أن طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، إبداء الرأي حول التبعات القانونية لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية قبل 55 عاماً. وجاء طلب إبداء الرأي في القضية بعد مناشدة من الجانب الفلسطيني، حيث حاز القرار في الجمعية العمومية تأييد 87 صوتاً واعتراض 26 وامتناع 53 عن التصويت، وسط انقسام الدول الغربية حول القضية، في حين صوّتت الدول العربية لصالحه بالإجماع بمن فيها تلك التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل. ويطلب القرار رأي محكمة العدل بشأن تدابير الاحتلال الرامية إلى إحداث تغيير ديمغرافي في القدس المحتلة، ويدعو النص، المحكمة الدولية التي تتخذ لاهاي مقراً لها، إلى تحديد العواقب القانونية لانتهاك إسرائيل المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بالإضافة إلى إجراءاتها لتغيير التركيبة الديموغرافية لمدينة القدس وطابعها ووضعها.  

في الملف الأمني، كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته الجنرال أفيف كوخافي، أنّ بلاده تفترض افتراضًا عمليًا أن هجومًا في إيران قد يؤدي إلى حملة ضد اسرائيل وحملة في المنطقة الشمالية، يشارك فيها حزب الله وربما يقودها، وشدد، في حديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية قبيل مغادرته المنصب، على أنّ إسرائيل في هذه الحالة مستعدة لإعادة لبنان 50 عاماً إلى الوراء إذا دخلت في حرب مع حزب الله، لأنها لن تكتفي باستهداف التنظيم المسلح، وستضرب كل البنية التحتية اللبنانية. الى ذلك، اعلن أنّ الجيش الإسرائيلي بلور خلال العام المنصرم ثلاث خطط لشن هجوم في إيران، كضربة انتقامية لا علاقة لها بالبرنامج النووي، لتدمير المنشآت والمنشآت النووية الداعمة للمشروع النووي، وأضاف أنه لو تعلق الأمر بدخول معركة كبيرة، فستدخل مواقع عسكرية وأصول إضافية إلى قائمة الأهداف، كما لفت الى أنّ إيران تمتلك اليوم مواد مخصبة تكفي لإنتاج أربع قنابل نووية – ثلاث بمستوى 20% وواحدة بمستوى 60%، محذرًا حزب الله من أن الجيش أعد خططًا هجومية له أيضًا إذا قرر تصعيد الوضع. واوضح قائد الجيش الإسرائيلي بأن الجيش يعمل على أمرين مهمين: الأول هو تحديد موقع الصواريخ الإيرانية لكي يقوم يوم التنفيذ بضرب أكبر عدد ممكن منها؛ والأمر الثاني إنشاء نظام دفاع جوي لتحييد هذه الصواريخ.

في الداخل الاسرائيلي، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في ثلاث مدن رئيسية السبت احتجاجا على خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإصلاح القضائي، واتهمه المنظمون بتقويض الحكم الديمقراطي بعد أسابيع من إعادة انتخابه. ويريد نتنياهو، الذي يقود في ولايته السادسة ائتلافا دينيا قوميا متمتعا بأغلبية برلمانية قوية، كبح جماح المحكمة العليا فيما وصفه بأنه استعادة للتوازن بين الأفرع الثلاثة للحكومة. ويقول منتقدون إن الإصلاحات المقترحة ستعيق استقلال القضاء وتعزز الفساد وتؤدي لتراجع حقوق الأقليات وتحرم نظام المحاكم الإسرائيلي من المصداقية التي تساعد في التصدي لاتهامات ارتكاب جرائم حرب في الخارج، ومن بين المعارضين رئيسة المحكمة العليا والمدعية العامة الإسرائيلية. وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد المشاركين في الاحتجاج في تل أبيب بنحو 80 ألفا، إضافة إلى آلاف آخرين في احتجاجين في القدس وحيفا.

وأشار نتنياهو الجمعة، إلى وجود مرونة في خطة الإصلاح، قائلا إنها ستُنفذ بمسؤولية وبدراسة متأنية مع الاستماع إلى جميع المواقف. وفيما يقول منتقدو المحكمة العليا إنها تتجاوز سلطاتها وغير ممثلة لجمهور الناخبين، يصفها أنصارها بأنها وسيلة لتحقيق التوازن في مجتمع منقسم.

 

  1. فيروس COVID-19

أظهرت دراسة علمية أن معظم الأعراض الطويلة الأمد لكن الطفيفة المرتبطة بكورونا تميل إلى الاختفاء في غضون عام بعد الإصابة بالفيروس. وأوضح معدو هذه الدراسة أن معظم الأعراض أو الحالات التي تظهر بعد إصابة طفيفة بكوفيد-19 تستمر أشهراً عدة، لكن الوضع يعود إلى طبيعته في غضون عام، ويتّسم كوفيد طويل الأمد باستمرار الأعراض أو ظهور أعراض جديدة بعد أكثر من أربعة أسابيع من الإصابة الأولية.

وقالت الباحثة في معهد أبحاث KI الإسرائيلي ميتال بيفاس أنهم بيّنوا أن النتائج مشجعة، في ظل مخاوف بشأن المدة التي قد تستمر خلالها الأعراض، وقالت أن الغالبية العظمى من المرضى يعودون إلى وضعهم الطبيعي في غضون عام. وأظهرت النتائج أيضاً أن الأشخاص المطعمين كانوا أقل تعرضاً لخطر صعوبات التنفس، وهو التأثير الأكثر شيوعاً في حالة الإصابة بكوفيد-19 بشكله الخفيف، مقارنةً مع غير المطعمين.

من جانب آخر، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن سلالة أوميكرون XBB.1.5 تعد أكثر متغير فرعي قابل للانتقال تم اكتشافه حتى الآن، ويتوقع الخبراء أن سلالة أوميكرون الجديدة XBB.1.5، التي يطلق عليها اسم "Kraken"، ستتسبب في موجة كوفيد الرئيسية التالية، وذلك بفضل قدرتها على الهروب المناعي وقابلية انتقال عالية للغاية.

وقالت ماريا فان كيركوف، عالمة الأوبئة والمسؤولة التقنية عن مكافحة كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إن المجموعة الاستشارية الفنية التابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن تطور الفيروس تعمل على تقييم المخاطر على المتغير - وهو الأكثر قابلية للانتقال حتى الآن. وأن منظمة الصحة العالمية طلبت أيضًا من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC الإبلاغ عن مخاطر المتغير الجديد، نظرًا لأن XBB.1.5  قد استبدل المتغيرات الأخرى بسرعة في بعض البلدان الأوروبية وفي شمال شرق الولايات المتحدة. كما يدرس الباحثون فيما إذا كان لـ XBB.1.5   خصائص أخرى مثيرة للقلق، مثل القدرة على التسبب في مرض أكثر حدة. وقالت فان كيركوف إنه حتى الآن لا يوجد دليل على ذلك، إلا أن ما هو معروف هو أن "Kraken" يواصل إرث أوميكرون المتمثل في التكاثر المتنوع، الذي ينتشر ويتجنب المناعة من العدوى والتحصين السابقين، بسهولة متزايدة.

من المقدر أن يتميز متحور "Kraken" بنسبة نمو تبلغ حوالي 140٪ مقارنة بالمتغيرات المتداولة الأخرى، حسبما ذكر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض في تقرير صدر حديثًا، في حين أنه على الرغم من التوقعات بأن يصبح "Kraken" هو المهيمن في الولايات المتحدة، إلا أن نموا مغايرا متوقعا في أوروبا، حيث لوحظت اختلافات كبيرة في تداول المتغير بين أميركا الشمالية وأوروبا عدة مرات خلال الوباء.

في سياق متصل، كشفت ثلاثة مصادر أن الصين تجري محادثات مع شركة فايزر الأميركية للحصول على ترخيص يسمح لشركات الأدوية المحلية بتصنيع وتوزيع نسخة من عقار باكسلوفيد، الذي تنتجه الشركة والمضاد لكوفيد-19 والفيروسات في الصين. وقال أحد المصادر المطلعة على الأمر إن الجهة المنظمة للمنتجات الطبية في الصين وهي الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية ترأس المحادثات مع شركة فايزر منذ أواخر الشهر الماضي، وأضاف أن بكين حريصة على الانتهاء من بنود اتفاق الترخيص قبل العام القمري الجديد الذي يبدأ في 22 يناير كانون الثاني.

وتعارض بكين إلى حد كبير اللقاحات والعلاجات الغربية. وكان عقار باكسلوفيد الذي يتم تناوله عن طريق الفم أحد العلاجات الأجنبية القليلة التي تمت الموافقة عليها. وقد وافقت الصين في فبراير/شباط من العام الماضي على عقار باكسلوفيد لعلاج المرضى المعرضين لمخاطر عالية في عدة أقاليم، وتوصلت شركة فايزر الشهر الماضي إلى اتفاق لتصدير باكسلوفيد إلى الصين من خلال شركة محلية لتوفير الدواء على نطاق أوسع.

إلى ذلك، توقع عالم أوبئة بارز في الصين أن تستمر ذروة موجة كورونا في البلاد من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وأن يتفجر الوضع قريباً في المناطق الريفية الشاسعة حيث تكون الموارد الطبية شحيحة نسبياً، ويتوقع أن يزيد انتشار العدوى في المناطق الريفية حيث يعود مئات الملايين إلى مسقط رأسهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وتبدأ العطلة رسمياً من 21 يناير، وكانت توصف قبل الجائحة بأنها أكبر حركة تنقلات سنوية في العالم. وحذر تسنغ جوانغ، كبير علماء الأوبئة السابق في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من أن الأسوأ لم ينته بعد، وقال إن عدداً كبيراً من سكان الريف، حيث المرافق الطبية أضعف نسبياً، لا يحظون بالاهتمام اللازم بما في ذلك كبار السن والمرضى والمعاقون.

وقد أعلنت السلطات الصحية في الصين السبت، تسجيل 60 ألف وفاة تقريباً بفيروس كورونا خلال خمسة أسابيع، وهي أول حصيلة كبيرة لوفيات بكوفيد-19 تتحدث عنها الحكومة منذ رفع التدابير الصحية فجأة في مطلع ديسمبر الماضي. وشملت حصيلة الوفيات 5503 حالة وفاة بسبب فشل الجهاز التنفسي الناجم عن كورونا و54435 حالة وفاة من أمراض أخرى مقترنة بالفيروس. وقالت لجنة الصحة الوطنية إن هذه الوفيات حدثت في المستشفيات، ما ترك احتمال وفاة المزيد من الأشخاص في منازلهم.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

يزور وفد أميركي رفيع، كوبا قريبًا لاستئناف المناقشات حول قضايا تخصّ الشرطة ومسائل متعلّقة بحفظ الأمن، حسب ما أعلنت الخارجية الأميركية، الخميس. وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة لم يكشف عن هويته أن مسؤولين أميركيين وكوبيين سيجتمعون هذا الشهر في هافانا لمناقشة مسائل ذات اهتمام ثنائي متعلّقة بقضايا حفظ الأمن الدولي بما يشمل ملف الجرائم العابرة للحدود، ولم يحدد المسؤول أي مواعيد للاجتماع، لكنه قال إن الوفد سيضم أعضاء من وزارات الخارجيّة والعدل والأمن الداخلي. كذلك، أضاف أن المشاركة في هذه المناقشات تدلّ على التزام بمواصلة حوار بنّاء مع حكومة كوبا من أجل تعزيز مصالح الولايات المتحدة، مشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ ذلك لن يحصل على حساب مسألة حقوق الإنسان.

وكانت واشنطن وهافانا قد استأنفتا في العام 2022 المناقشات بشأن موضوع الهجرة، على خلفيّة موجات هجرة قياسيّة للكوبيّين، ولا سيّما إلى الولايات المتحدة. كما استأنفت السفارة الأميركيّة في هافانا، في بداية يناير، إصدار التأشيرات للكوبيّين الراغبين بالإقامة في الولايات المتحدة، لكنّ تطبيع العلاقات مع الجزيرة الشيوعيّة لم يُطرَح بعد على جدول الأعمال، خصوصًا أنّ واشنطن تُبقي كوبا على لائحة الدول الداعمة للإرهاب. كما أنّ كوبا مدرجة على لائحة أخرى لبلدان تنتهك الحرّية الدينيّة.

في سياق منفصل، أفرجت روسيا، يوم الخميس، عن جندي سابق في البحرية الأميركية كان محتجزاً في كالينينغراد قرب بولندا منذ تسعة أشهر، على ما أعلن المفاوض والسياسي الأميركي السابق بيل ريتشاردسن. وكان تيلور دادلي محتجزاً منذ أبريل 2022، وهو واحد من بين عدد من الأميركيين المحتجزين لدى روسيا، والذين تسعى السلطات الأميركية وريتشاردسن إلى إطلاق سراحهم. وكانت موسكو وواشنطن قد أبرمتا في ديمسبر الماضي صفقة لتبادل السجناء شملت تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت ونجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر.

على صعيد آخر، التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الياباني ياسوكازو هامادا، الخميس في البنتاغون، غداة الإعلان عن الانتشار المرتقب لقوة رد سريع أميركية في اليابان. وقال المتحدث باسمه الجنرال بات رايدر في بيان، إن الوزير أوستن شدّد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن اليابان، بما يشمل الردع الأميركي الموسع الذي توفره مجموعة كاملة من القدرات التقليدية والنووية. وكان أوستن أعلن قبل يوم عن نشر وحدة للتدخّل السريع من سلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز) بحلول العام 2025 في جزيرة أوكيناوا اليابانيّة التي يمنحها موقعها الجنوبي والقريب من تايوان أهمية استراتيجية. وينتشر في اليابان حاليًّا نحو 50 ألف جندي أميركي، يتمركز أكثر من نصفهم في جزيرة أوكيناوا.

يذكر أنه في ديسمبر الماضي، أقرّت اليابان مراجعة جذريّة لعقيدتها الدفاعيّة، وزادت بشكل كبير من إنفاقها العسكري لمواجهة ما تعتبره تهديدات مصدرها الصين وكوريا الشمالية. ومن أبرز ما نصّت عليه هذه المراجعة، زيادة الميزانيّة الدفاعيّة بنسبة ضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة، وتعزيز قدرة البلاد على الردّ على أيّ هجوم صاروخي يستهدفها، بما في ذلك عبر استهداف المواقع التي تنطلق منها الصواريخ.

على صعيد آخر، ستمثل قضية الوثائق السرية التي عثر عليها في منزل جو بايدن على ما يبدو عقبة في طريق الرئيس الأميركي الذي يفكّر في الترشح لولاية ثانية في العام 2024. ولم يؤكد بايدن بعد أنه سيترشّح لأربع سنوات أخرى في 2024، لكن يتوقّع أن يعلن قراره في غضون أسابيع، فيما سيكون خطاب حال الاتحاد السنوي في السابع من فبراير، فرصة لتقديم برنامجه أمام جمهور تلفزيوني ضخم والكونغرس، وبالتالي، فإن فضيحة الوثائق أو حتى الجدل حول ما إذا كانت فضيحة فعلاً، أمر غير مرحب به.

وضغط الصحافيون خلال إحاطة للبيت الأبيض، الجمعة، على الناطقة باسمه كارين جان بيار للحصول على إجابات حول الطريقة التي تعامل بها فريق بايدن مع كشف العثور على الوثائق. فقد عثر على وثائق سرية في مكتب استخدمه بايدن بعدما أنهى خدمته كنائب للرئيس السابق باراك أوباما في العام 2017 وفي منزله في ديلاوير. وتكثر الأسئلة حول توقيت اكتشاف الوثائق ومحتوياتها، بينما أحالت جان بيار الصحافيين على وزارة العدل التي عيّنت مدّعياً عاماً مستقلاً للتحقيق في الواقعة. حتى الآن، لا يوجد مؤشر على ارتكاب مخالفات جنائية. ويقول البيت الأبيض إن عدم إعادة هذه الوثائق بعد مغادرة بايدن إدارة أوباما كان عن قلة انتباه.

 

  1. في الشأن العراقي

قالت مصادر عسكرية عراقية، الأحد، إن أنظمة الدفاع في قاعدة عين الأسد الجوية بالأنبار، التي تضم قوات أميركية، اعترضت طائرة مسيرة وأسقطتها أثناء تحليقها فوق القاعدة، كما أكدت قوات التحالف الدولي في العراق واقعة إسقاط المسيرة. وأضافت المصادر العسكرية العراقية أنه لم يتضح ما إذا كانت الطائرة المسيرة في مهمة استطلاع أم كانت تحمل متفجرات، دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار.

في سياق منفصل، بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور برزاني، اليوم الأربعاء، سبل التكامل في عمل الحكومتين الاتحادية والإقليم، وقد جرى خلال اللقاء استعراض أهم الملفات على المستوى الوطني، وسبل التكامل في عمل الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم على سبيل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين في جميع أنحاء ومحافظات العراق، وقد حضر اللقاء عدد من الوزراء والمستشارين والمسؤولين في الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. ويبدو أن هذا القاء ممكن أن يكون خطوة أولى في تذليل الخلافات بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية.

في ملف متصل، قال وزير الداخلية العراقي إن بغداد اتخذت إجراءات للسيطرة على الحدود مع إيران وتركيا، مشيرا إلى أنه كان هناك قرار بمسك الحدود واتخاذ إجراءات لضبطها وقد خصصت مبالغ مالية بالنسبة لمسك الحدود مع تركيا وبناء مخافر ونصب كاميرات وبناء أبراج. وأضاف أن السلطات التركية حددت 17 موقعاً لبناء مخافر فيها على طول الحدود مع تركيا، مؤكداً وجود تنسيق مع الجانب التركي. وبالنسبة للحدود مع سوريا، أكد الشمري نصب سياج إسمنتي طوله 65 كيلومترا في سنجار، مضيفاً أن هناك مشروع مراقبة حديث سيبدأ العمل به قريباً ليضبط الحدود العراقية مع كل الدول. كما شدد على أن الحدود العراقية خط أحمر ولن تتهاون بغداد به.. وهي تسعى إلى منع عمليات التسلل والتهريب مع جميع الدول، وكشف أن أكثر من 6000 شرطي موجودون في المخافر الحدودية مع إيران وتركيا في إقليم كردستان العراق، مضيفاً أن التنسيق مع إقليم كردستان مستمر، وقوات البيشمركة جزء من عملية ضبط الحدود، وهناك مركز تنسيق مشترك بين قيادة قوات الحدود والبيشمركة.

 

  1. في الشأن اليمني

جددت الحكومة اليمنية، اتهامها لميليشيا الحوثي، بمواصلة نقض كل الاتفاقات، وتقويض جهود التهدئة بإيعاز إيراني وطالبت بتسمية ميليشيا الحوثي كطرف مسؤول عن إفشال تنفيذ بنود الهدنة، وقطع الطريق أمام تمديدها، والعمل فورا لتصنيفها جماعة إرهابية، وقال وزير الإعلام اليمني، في هذا الصدد، مساء الأحد الماضي، إن استمرار المجتمع الدولي في ممارسة الضغوط على الحكومة لتقديم التنازلات باعتبارها "الدولة"، والطرف الحريص على إطلاق حوار ينهي الحرب ويضع حداً لمعاناة المواطنين، واستجداءه واسترضاءه لميليشيا الحوثي كونها "عصابة منفلتة"، سياسة أثبتت التجارب والسنوات الماضية فشلها في الدفع بمسار السلام في اليمن. وطالب وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها لليمن بمراجعة طريقة تعاطيهم مع ميليشيا الحوثي، والإشارة لها بوضوح كطرف مسؤول عن إفشال تنفيذ بنود الهدنة، وقطع الطريق أمام تمديدها، وتقويض جهود التهدئة وإحلال السلام، ومفاقمة الأوضاع الإنسانية، والعمل فورا لتصنيفها جماعة إرهابية.

أمنيا، هز انفجار عنيف العاصمة اليمنية صنعاء، الثلاثاء، وأكد سكان محليون أن انفجاراً عنيفاً دوى من معسكر الحفا الواقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة صنعاء، موضحين أن الانفجار الذي هز العاصمة صنعاء، ناجم عن محاولة فاشلة لميليشيا الحوثي لإطلاق صاروخ باليستي من المعسكر التابع لها. وبحسب المعلومات الأولية، فإن محاولة الإطلاق الحوثية الفاشلة للصاروخ الباليستي تسببت بأضرار مادية كبيرة، دون وصول معلومات عن سقوط ضحايا بشرية. وتستخدم ميليشيا الحوثي الإرهابية المعسكرات الخاضعة لسيطرتها والمتواجدة في الأحياء السكنية منصة لإطلاق الصواريخ الباليستية على المدن اليمنية الخاضعة للقوات الحكومية.

من جانب آخر، أعلن الأسطول الخامس الأميركي، الثلاثاء، اعتراض سفينة صيد الجمعة الماضي كانت تهرب أسلحة من إيران إلى اليمن في خليج عمان، وأضاف في بيان أنه اعترض السفينة التي كان على متنها 2116 بندقية هجومية أثناء عبورها المياه الدولية من إيران إلى اليمن، مشيرا إلى أن إرسال الأسلحة أو بيعها لميليشيا الحوثي بشكل مباشر وغير مباشر ينتهك قرار مجلس الأمن والقانون الدولي.

وفي السياق، قال وزير الإعلام اليمني إن إعلان البحرية الأميركية اعتراض سفينة إيرانية تحمل أسلحة للحوثيين يؤكد تصعيد نظام طهران عمليات تهريب الأسلحة للجماعة في انتهاك سافر للقوانين الدولية، مشيرا إلى أنها الحادثة الثالثة خلال شهرين، ومضيفا أن تصعيد إيران عمليات تهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ والطائرات المسيرة للحوثيين منذ انتهاء الهدنة الأممية يؤكد دورها في تقويض جهود التهدئة. كما أشار إلى أن ذلك يؤكد استخدام إيران لجماعة الحوثي كأداة لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وتهديد خطوط الملاحة وإمدادات الطاقة العالمية.

 

  1. في الشأن المصري

أظهر تقرير لخبراء صندوق النقد الدولي صدر، الثلاثاء، أن مصر التزمت بمرونة العملة ودور أكبر للقطاع الخاص ومجموعة من الإصلاحات النقدية والمالية، عندما توصلت إلى اتفاق على حزمة دعم مالي بقيمة 3 مليارات دولار مع الصندوق. وفي خطاب نوايا موجه إلى الصندوق قالت الحكومة المصرية إنها طلبت الدعم بعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة مواطن الضعف الحالية في ظل زيادة صعوبات الأوضاع المالية العالمية وارتفاع أسعار السلع الأولية، ومن بين تعهدات الحكومة إبطاء وتيرة الاستثمار في المشروعات العامة، بما في ذلك المشروعات القومية، وذلك للحد من التضخم والحفاظ على العملة الأجنبية، دون تحديد المشروعات التي ستخضع لذلك. إلى ذلك، قالت الحكومة إنها ستسمح لأسعار معظم منتجات الوقود بالارتفاع حتى تتماشى مع آلية مؤشر الوقود في البلاد، لتعويض التباطؤ في مثل هذه الزيادات خلال السنة المالية الماضية، كما تعهدت بعدم التدخل في أسواق العملة الأجنبية لتحقيق الاستقرار أو لضمان سعر للصرف، إلا في حالات التقلب الشديد.

وذكر التقرير أن البنك الدولي سيغطي 1.1 مليار دولار من فجوة التمويل المتبقية لهذا العام البالغة 5.04 مليار دولار، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية 400 مليون دولار، والبنك الإفريقي للتنمية 300 مليون دولار، وصندوق النقد العربي 300 مليون دولار، وبنك التنمية الصيني مليار دولار، بينما ستغطي مبيعات الأصول العامة ملياري دولار. وقالت مصر إنها حصلت على تأكيدات بأن ودائع من دول الخليج في البنك المركزي المصري بقيمة 28 مليار دولار لن تستحق قبل سبتمبر/أيلول 2026، ولن تُستخدم لشراء أسهم أو ديون.

وفي مؤشر على عودة استثمارات الأجانب إلى أدوات الدين في مصر قفزت مبيعات أذون الخزانة المصرية لأجل 182 يوما إلى 51.85 مليار جنيه مصري (1.75 مليار دولار) الخميس، من 2.64 مليار جنيه الأسبوع الماضي. وعاد المستثمرون مجددا بعد يوم من التراجع الحاد الأحدث للجنيه أمام الدولار، فقد سمح البنك المركزي يوم الأربعاء بتراجع الجنيه في البنوك مقابل الدولار ليصل لأعلى مستوى على الإطلاق في تعاملات متقلبة. يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه السوق السوداء خسائر عنيفة مع هدوء الطلب من قبل المستوردين وشركات الاستيراد بعد تحرك الحكومة والبنك المركزي بشكل مكثف لتوفير الدولار للمستوردين عبر السوق الرسمية.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد في هذا الملف هذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة

لا جديد على هذا الصعيد.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

قالت شركة ميزة القطرية المتخصصة في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات في بيان بداية الاسبوع، إنها ستكون أول شركة في البلاد تستخدم آلية البناء السعري لتنفيذ طرح عام أولي وذلك في إطار الجهود التي تبذلها قطر لمواكبة الممارسات الدولية. وذكرت الشركة المملوكة جزئيا لشركة أريد للاتصالات، إنها ستبيع 50% من رأسمالها من الأسهم في عملية طرح للأسهم العامة مع التخطيط لإدراجها في بورصة قطر. وستسمح عملية الاكتتاب العام التي ستبدأ هذا الشهر للشركة بتقديم نطاق سعري لاختبار إقبال المستثمرين على شراء الأسهم وتحديد سعر الاكتتاب، ويتراوح النطاق السعري للطرح بين 2.61 ريال (0.7135 دولار) و2.81 ريال للسهم، وهو ما يمكن أن يجمع ما بين 846 مليونا و911 مليون ريال، أو ما يعادل نحو 250 مليون دولار. وأدخلت قطر الإجراءات الخاصة بآلية البناء السعري في فبراير/شباط 2021 للمساعدة في جذب المستثمرين الأجانب ورفع مكانة السوق القطرية لمواكبة الأسوق المتطورة.

في سياق منفصل، تخطط الكويت لزيادة صادرات الديزل ووقود الطائرات إلى أوروبا هذا العام، ضمن الجهود لمساعدة القارة الأوروبية على تعويض انخفاض التدفقات من روسيا. وتتوقع الكويت، زيادة شحنات الديزل إلى أوروبا 5 أضعاف من مستويات عام 2022 إلى 2.5 مليون طن، أو ما يقرب من 50000 برميل يومياً، وأيضا مضاعفة مبيعات وقود الطائرات إلى ما يقرب من 5 ملايين طن. يأتي ذلك، فيما يواجه الاتحاد الأوروبي ضغطاً محتملاً على الوقود اعتباراً من 5 فبراير، عندما يكون من المقرر أن يحظر استيراد المنتجات النفطية المكررة من روسيا كعقوبة على غزو أوكرانيا. وقد ترتفع أسعار الديزل إلى 200 دولار للبرميل هذا الربع لأن الحظر قد يؤدي إلى نقص عالمي، وفقاً لتوقعات لبنك أوف أميركا.

وأفاد مصدر مطلع إن خطط شركة البترول الكويتية المملوكة للدولة لوقود الطائرات تستثني أي مبيعات في السوق الفورية. وهذا يعني أن الكمية الفعلية المرسلة إلى أوروبا قد تكون أعلى من 5 ملايين طن، وأضاف أن أول خطوط مصفاة الزور الثلاثة، يعمل بثبات ويعالج أكثر من 205 آلاف برميل في اليوم، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المرحلة الثانية بحلول منتصف فبراير والثالثة بحلول أبريل. وسترتفع الطاقة التكريرية الإجمالية في الكويت إلى حوالي 1.5 مليون برميل يومياً بمجرد تشغيل المصفاة بطاقتها الكاملة. كما أنه من المتوقع أيضاً أن يعزز منتجو النفط الآخرون في الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، صادرات الوقود إلى أوروبا في عام 2023.

 

  1. في الشأن الأوروبي

أثار إعدام علي رضا أكبري (بريطاني-إيراني) في إيران موجة تنديد عالمية واسعة حذرت النظام الإيراني من إجراءات عقابية، فقد أعلن وزيرُ الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي السبت عزم بريطانيا سحب السفير البريطاني من إيران مؤقتا. وفي وقت سابق أعلنت بريطانيا، فرض عقوبات على المدعي العام الإيراني. وقال كليفرلي إن العقوبات على المدعي العام الإيراني اليوم تعكس اشمئزازنا من إعدام أكبري، المدعي العام هو أهم محرك في استخدام إيران لعقوبة الإعدام، ونحمل النظام المسؤولية عن انتهاكاته المروعة لحقوق الإنسان. هذا ولم يحدد كليفرلي طبيعة العقوبات التي طالت المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري. وأشارت مصادر بارزة في الحكومة البريطانية إلى أن العلاقة مع طهران تعرضت لتوتر شديد في الأشهر الأخيرة بسبب سياسة القمع الوحشي، التي تنتهجها تجاه الاحتجاجات الداخلية ضد النظام، كما أفادة أن المملكة المتحدة تعيد النظر في دعمها للاتفاق النووي الإيراني، موضحة أن جميع الخيارات قيد المراجعة حالياً، فيما يتعلق بدعم الاتفاق النووي.

في سياق متصل، عاد عالم الأحياء البولندي إلى بلاده في كانون الأول/ديسمبر بعدما احتجز عدة أشهر في إيران، على ما أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية الجمعة، وجاء في بيان رسمي أن البروفيسور ماتشي فالكاك الباحث في علم الأحياء في جامعة نيكولاس كوبرنيك في تورون بوسط بولندا، سليم مع عائلته. وكان المتحدث باسم جامعة تورون مارتشين تشينييفسكي أعلن قبل أشهر ردا على أسئلة حول مصير عالم الأحياء أنه محتجز في إيران منذ أيلول/سبتمبر 2021.

على صعيد آخر، يخطط بنك كريدي سويس للاستغناء عن أكثر من 10% من موظفيه في وحدته الأوروبية للاستثمار هذا العام، وكان البنك قد كشف عن خطط واسعة للاستغناء عن 9 آلاف موظف من جميع فروعه عالميا بحلول العام 2025. كذلك أعلنت عدة بنوك عالمية عن تخفيض في الوظائف شمل بنوك غولدمان ساكس ومورغان ستانلي وباركليز ومجموعة كريدي سويس في لندن وزيوريخ.

في ملف منفصل، بلغ عدد محاولات المهاجرين لدخول الاتحاد الأوروبي بدون تصريح العام الماضي حوالي 330 ألف محاولة، وهو أعلى رقم منذ عام 2016، حسب ما ذكرت وكالة حرس الحدود وخفر السواحل في الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة. وقالت وكالة فرونتكس التابعة للاتحاد الأوروبي إن ما يقرب من نصف محاولات 2022 تمت برا عبر منطقة غرب البلقان، وفقًا "لحساباتها الأولية". بغض النظر عن طريق الدخول، شكل السوريون والأفغان والتونسيون معًا ما يقرب من 47 في المائة من محاولات عبور الحدود، وذكرت أن الرجال يمثلون أكثر من 80 في المائة من محاولات الدخول. كما استمر عدد الأشخاص الذين يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط في سفن وقوارب مطاطية سيئة التجهيز وغالبًا ما تكون مثقلة بحمولتها في الارتفاع العام الماضي. وأفادت فرونتكس أنه تم تسجيل أكثر من 100 ألف محاولة عبور، بزيادة حوالي 50 في المائة عن عام 2021، وحظي المصريون والتونسيون والبنغلادش بأكبر عدد من المحاولات. ولا تزال الدول الأعضاء تتجادل حول من يجب أن يتحمل مسؤولية الأشخاص الذين يصلون دون إذن وما إذا كان يجب إلزام جيرانهم وشركائهم بالمساعدة. لم تحرز محاولات إصلاح نظام اللجوء في الكتلة تقدما يذكر.

على صعيد آخر، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات جديدة على بيلاروس في الوقت الذي تواصل فيه الدول الغربية الضغط على موسكو لإنهاء حربها في أوكرانيا وتوسيع نطاق الإجراءات لتشمل تلك الدول التي تدعم روسيا. وقالت فون دير لايين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسي الناتو والمجلس الأوروبي، ينس ستولتنبرغ وشارل ميشال، أن الاتحاد سيواصل الضغط على الكرملين مهما استغرق الأمر مع نظام عقوبات قاسي، وسيقوم بتمديد هذه العقوبات إلى أولئك الذين يدعمون حرب روسيا عسكرياً مثل بيلاروس أو إيران، وسوف يتقدم بفرض عقوبات جديدة على بيلاروس رداً على دورها في هذه الحرب الروسية في أوكرانيا. وكانت مصادر دفاعية في بيلاروس أكدت منذ الإثنين أن موسكو ومينسك وسّعتا تدريباتهما العسكرية المشتركة في بيلاروس وسط قلق متزايد من أن موسكو تضغط على أقرب حليف لها للانضمام إلى الحرب في أوكرانيا.

وفي سياق متصل، أعلن حلف شمال الأطلسي يوم الجمعة، أنه يخطط لنشر ثلاث طائرات استطلاع في رومانيا الأسبوع المقبل لأداء مهام استطلاعية ولمراقبة النشاط العسكري الروسي بالدول الـ30 الأعضاء في الحلف. طائرات استطلاع التحذير الجوي ونظام التحكم، التي سيتم نشرها برومانيا، تنتمي إلى أسطول من 14 طائرة عادة ما يكون مقرها في ألمانيا. وسترسل ثلاث طائرات منها الثلاثاء المقبل إلى قاعدة جوية قرب بوخارست، عاصمة رومانيا، في مهمة يتوقع أن تستمر عدة أسابيع، حسبما قال التحالف في بيان.

من جانب آخر، أعلنت رئيسة جهاز أمن الدولة البلجيكي، أنه تم طرد 21 جاسوسا روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا، وأعربت المسؤولة البلجيكية عن خشيتها من عودة هؤلاء الجواسيس بطرق ملتوية، على حد قولها. وفي منتصف نوفمبر الماضي، أكد رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني، أن طرد أكثر من 400 جاسوس روسي مشتبه بهم من أنحاء أوروبا هذا العام يعد أهم ضربة استراتيجية لموسكو في التاريخ الحديث. وقال كين ماكالوم، المدير العام لجهاز المخابرات المعروف باسم "إم.آي5"، إنه تم طرد عدد هائل من المسؤولين الروس في أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 600 من أوروبا، حُكم على أكثر من 400 منهم بأنهم جواسيس. وتواصل العديد من الدول الأوروبية عمليات الطرد لمشتبه بهم من الجواسيس الروس، فضلا عن فرض قيود على إصدار التأشيرات للروس.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد على صعيد هذا الملف.

 

  1. في الشأن التركي.

قالت مصادر مطلعة، الجمعة، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أخطرت الكونغرس بأنها تعد لصفقة محتملة لبيع طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" لتركيا، مما أثار اعتراضاً على الفور من جانب أحد كبار النواب الذي كان قد أبدى معارضة للصفقة منذ فترة طويلة. وقالت ثلاثة مصادر إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت الإخطار غير الرسمي إلى الكونغرس يوم الخميس، لتبدأ عملية تسمى المراجعة المتدرجة المتمثلة في إبلاغ اللجان العليا التي تشرف على مبيعات الأسلحة في مجلسي الشيوخ والنواب بنيتها المضي قدماً في الصفقة المقترحة.

وطلبت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، في أكتوبر 2021، شراء 40 مقاتلة من طراز "إف-16" من شركة "لوكهيد مارتن"وما يقرب من 80 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية. واختتمت المحادثات الفنية بين الجانبين في الآونة الأخيرة. وقالت إدارة بايدن إنها تؤيد الصفقة، وإنها تتواصل مع الكونغرس بشكل غير رسمي منذ شهور لنيل موافقة النواب، لكنها لم تتمكن حتى الآن من الحصول على الضوء الأخضر.

من جهته، قال السيناتور بوب مينينديز، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في بيان أنه أوضح مراراً، أنه يعارض بشدة اقتراح إدارة بايدن بيع طائرات جديدة من طراز إف-16 لتركيا. كما أشار في بيانه، إلى أن الرئيس التركي يتجاهل حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية وينخرط في سلوك مزعج ومزعزع للاستقرار في تركيا ومناوئ لدول مجاورة من أعضاء حلف الأطلسي، مضيفا أنه لن يوافق على الصفقة حتى يكف أردوغان عن تهديداته ويبدأ في التصرف كحليف موثوق به.

يأتي الإخطار في الوقت الذي يستعد فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لزيارة واشنطن، الأربعاء المقبل، لإجراء محادثات ثنائية وسط مجموعة من المشكلات بين عضوي حلف شمال الأطلسي تمتد من الخلاف السياسي تجاه الأزمة في سوريا إلى شراء أنقرة أسلحة روسية.

كذلك، أفاد مسؤولون متابعون إن موافقة الكونغرس مشروطة بموافقة تركيا على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، حيث منعت تركيا طلبات البلدين، بسبب اعتراضات على علاقاتهما بالجماعات الانفصالية الكردية. وقد أنهى البلدان عقوداً من الحياد عندما قررا الانضمام إلى الناتو العام الماضي رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.

في سياق منفصل، أكّد مستشار الرئاسة التركية ابراهيم قالن السبت، أن شنّ عملية عسكرية برية في سوريا ما زال ممكنا، وقال أن أنقرة تواصل دعم العملية السياسية التي بدأت نهاية ديسمبر مع لقاء وزيرَي الدفاع التركي والسوري في موسكو، لكن شنّ عملية برية يبقى ممكنًا في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات الواردة. بالمقابل، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفاً أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم داعش.

من جانب آخر، أشار قالن إلى إن تركيا ليست في موقع يسمح لها بالمصادقة راهناً على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، لافتا إلى أنه هناك مشكلة حقيقية في هذا الموضوع ومشيراً إلى أن النواب الأتراك قد يقومون برفضه. وحذّر من أن الوقت ينفد فيما يتعلق بتصديق تركيا على طلبي السويد وفنلندا للانضمام لحلف الناتو قبل إجراء الانتخابات المتوقعة في مايو، وقال إن تصديق تركيا على طلبي الدولتين يتوقف على مدى سرعة وفاء ستوكهولم بوعود مكافحة الإرهاب التي قُطعت في إطار اتفاقية مع أنقرة، محذراً من أن ذلك قد يستغرق شهوراً، ولفت إلى أن ستوكهولم ملتزمة تماماً بتنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها العام الماضي في مدريد، لكن البلاد تحتاج ستة أشهر أخرى لصياغة قوانين جديدة من شأنها أن تسمح للنظام القضائي بتطبيق التفسيرات الجديدة للإرهاب.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

قال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية اليوم الأحد، إن الإمارات قررت استثمار 30 مليار دولار في قطاعات بالبلد الآسيوي في الوقت الذي تسعى فيه الدولتان إلى توسيع التعاون الاقتصادي، وأضاف مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول، أن الإعلان عن قرار الاستثمار جاء في الوقت الذي التقى فيه يون بنظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي خلال زيارة رسمية للإمارات مدتها 4 أيام. ونقل المكتب عن رئيس الإمارات قراره الاستثمار على أساس الثقة في كوريا الجنوبية التي تفي بالوعود تحت أي ظرف من الظروف. ولم تتضح بعد تفاصيل خطة الاستثمار لكن كيم أون-هاي المتحدثة باسم رئيس كوريا الجنوبية قالت في بيان إن الاستثمار سيوجه إلى قطاعات الطاقة النووية والدفاع والهيدروجين والطاقة الشمسية من بين قطاعات أخرى.

 

  1. في الشأن السعودي

أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، يوم الأحد، ارتفاع مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك (معدل التضخم) لشهر ديسمبر 2022 بنسبة 3.3% مقارنة بالشهر المماثل من 2021، وزاد معدل التضخم في السعودية في ديسمبر من مستوى 2.9% المسجل في نوفمبر 2022. وأرجعت الهيئة في بيان لها، يوم الخميس، ارتفاع معدل التضخم خلال ديسمبر الماضي، على أساس سنوي، إلى الزيادة في أسعار السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع وقود أخرى بنسبة 5.9% وأسعار الأغذية والمشروبات بنسبة 4.2%.

في سياق منفصل، قالت الحكومة البريطانية، هذا الاسبوع، إنها وافقت على تعزيز تعاونها مع السعودية لتنويع مصادر المعادن المهمة. وقالت وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية في بريطانيا إن الشراكة قد تشهد استثمارا سعوديا في قطاعي تمويل الصناعات التحويلية والتعدين بالمملكة المتحدة، وفرصا جديدة لشركات التعدين البريطانية للقيام بأنشطة في المملكة. وذكرت الحكومة البريطانية أن ذلك مهم أيضا لضمان عدم اعتماد سلاسل توريد المعادن المهمة في المملكة المتحدة بشكل مفرط على دولة واحدة، إذ تهيمن الصين حاليا على الإمدادات. وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، لاحقا، إن الاكتشافات الأخيرة أظهرت محفظة متنوعة من اليورانيوم في المملكة؛ مشيراً إلى وجود مواقع جيولوجية مختلفة داخل المملكة غنية باليورانيوم من بينها جبل سعيد والمدينة المنورة. ويأتي توجه السعودية لإنتاج اليورانيوم ضمن مستهدفاتها لتوفير الطاقة النظيفة محليا وإقليمياً.

 

  1. في الشأن الروسي

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن رئيس أركان الجيش، الجنرال فاليري غيراسيموف سيتولى قيادة القوات التي تقاتل في أوكرانيا، خلفا للجنرال سيرغي سوروفيكين الذي كلّف بهذه المهمة قبل 4 أشهر فقط، وأوضحت الدفاع الروسية أن غيراسيموف، وهو رئيس أركان الجيش الروسي ونائب وزير الدفاع سيتولى قيادة "القوات المشتركة"، في منطقة "العملية العسكرية الخاصة"، وهو الاسم الذي تطلقه موسكو على حربها في أوكرانيا في مطلع أكتوبر الماضي، وتابعت إن رفع مستوى قيادة العملية الخاصة في أوكرانيا مرتبط بزيادة المهام التي يتعين إنجازها، والحاجة إلى تفاعل أوثق بين مكونات القوات المسلحة!  وكان الجنرال سوروفيكين تولى قيادة القوات الروسية في أوكرانيا، مطلع أكتوبر الماضي، وذلك في أعقاب الانتكاسات التي تعرضته لها موسكو في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، سيتم تعيين نائبين آخرين للقائد الجديد وهما أوليغ ساليوكوف وأليكسي كيم، علما بأنهما يشغلان منصبي نائبي رئيس الأركان. ولم يسبق أن كشف اسم سلف سوروفيكين ، لكن وسائل الإعلام الروسية أشارت إلى أنه الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي شارك بدوره في حرب الشيشان الثانية وقاد القوات الروسية في سوريا في 2015 و2016.

في سياق منفصل، طالبت ألمانيا اليوم الجمعة بتوفير رعاية طبية سريعة لمعارض الكرملين المسجون أليكسي نافالني الذي أكد أنه مريض ومحروم من الرعاية في سجنه بروسيا. وكان نافالني، أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أكد الأربعاء أنه مصاب بعوارض إنفلونزا ومنها الحمى، لكنه لا يزال في زنزانة في سجنه الخاضع لتدابير أمنية مشددة قرب موسكو ومحروم من أدوية أساسية. وقد جدّدت برلين الدعوة لإطلاق سراح نافالني معتبرة أن سجنه يستند إلى حكم قائم على دوافع سياسية.

على صعيد منفصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن خدمات الطوارئ المحلية بمنطقة بلغورود قولها يوم الأحد، إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأصيب 13 آخرون جراء انفجار ذخائر. وقالت السلطات في وقت سابق اليوم إن عشرة جنود روس أصيبوا في الانفجار الذي وقع في مركز ثقافي بمنطقة بلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا والتي تضم عدة قواعد عسكرية وميادين تدريب. كما وذكرت قناتا 112 وبازا، المرتبطتان بسلطات إنفاذ القانون في روسيا، أن القتلى والمصابين من المجندين الروس الذين تم استدعاؤهم للقتال في أوكرانيا في إطار حملة التعبئة التي أُعلن عنها في سبتمبر أيلول الماضي.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تنشر خبراء في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، أنها سترسل فرقا خلال الأيام المقبلة إلى المواقع النووية الأوكرانية الأخرى على أن تزيد عددهم بثلاث مرات مستقبلاً، وجاء في بيان صدر الجمعة، أن الوكالة ستكون قريبا منتشرة بصورة دائمة في مجمل محطات أوكرانيا بما فيها تشيرنوبيل. ويتوجه المدير العام للوكالة رافايل غروسي، الأسبوع المقبل، إلى كييف لإطلاق عمل الجهاز الجديد.

وشددت الوكالة على أن هذا القرار يشير إلى توسّع كبير لدورها بعدما كانت تجري مهمات محدودة منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وكان موقع زابوريجيا الذي يحتله الجيش الروسي وهو بالغ الحساسية لقربه من خط الجبهة ويتعرض بانتظام للقصف، يستقبل وحده حتى الآن موظفين من وكالة الطاقة الذرية ويتمركز فيه ما يصل إلى أربعة خبراء منذ أيلول/سبتمبر. كما أوضحت الوكالة أن نحو 11 إلى 12 خبيرا سيكونون حاضرين في أي وقت من الآن فصاعدا في أوكرانيا من أجل "مراقبة الوضع والكشف على التجهيزات وكذلك تقديم مساعدة فنية.

في ملف آخر، قالت الهيئة الأوكرانية التي تتعامل مع ملف الأسرى إن روسيا ألغت في اللحظة الأخيرة، يوم السبت، عملية تبادل مقررة لأسرى الحرب. وقال مركز التنسيق لمعاملة أسرى الحرب انه كان من المقرر إجراء جولة أخرى من عملية تبادل الأسرى مع موسكو، ولكن أُلغيت في اللحظة الأخيرة بمبادرة من الجانب الروسي.

ميدانياً، أشاد الجيش الروسي يوم الجمعة، بـ"شجاعة" مقاتلي مجموعة فاغنر المسلحة في الاشتباكات في سوليدار بشرق أوكرانيا، في اعتراف نادر الحدوث بهذه المجموعة المقاتلة الخاصة. وقالت روسيا إن قواتها سيطرت على بلدة سوليدار التي تشتهر بمناجم الملح في شرق أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يكون أول مكسب كبير لموسكو في ساحة المعركة منذ نحو ستة أشهر، ولكن كييف قالت إن قواتها ما زالت تقاتل في البلدة. وقللت كييف والغرب من أهمية الاستيلاء على البلدة، وقالت إن روسيا دفعت بموجات متتالية من الجنود والمرتزقة إلى قتال بلا جدوى للسيطرة على أرض قاحلة دمرها القصف في سوليدار، وهي منطقة من غير المرجح أن تؤثر في الحرب الأشمل إلا من حيث الخسائر الفادحة في الأرواح التي تكبدها الطرفان. من جانبه، قال المتحدث العسكري الأوكراني للمنطقة الشرقية إن سوليدار لم يتم السيطرة عليها، وأردف أن وحدات الجيش الاوكراني موجودة هناك، والبلدة غير خاضعة للسيطرة الروسية. بدورها أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيانها المسائي أن القتال في سوليدار في منطقة دونيتسك مستمر.

من جانب آخر، قامت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بزيارة مفاجئة إلى مدينة خاركيف، وهي أول زيارة لمسؤول غربي لخط الجبهة بالقرب من الحدود الروسية، يوم الثلاثاء، ووعدت بمزيد من الأسلحة بالإضافة إلى دعم ملموس للمساعدة في انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي. وفي بيان قبل اجتماع مع وزير الخارجية الأوكرني، أعربت بيربوك عن دعم ألمانيا وتضامنها مع الأوكرانيين الذين يعيشون في ظل الغزو الروسي وظروف الشتاء القاسية، وقالتأن مدينة خاركيف هي رمز للجنون المطلق للحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا والمعاناة التي لا تنتهي التي يواجهها الناس كل يوم ، وخاصة في شرق البلاد. وأضافت أنه من المهم عدم إغفال مكانة أوكرانيا في أوروبا ورغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت أنه لهذا السبب أرادت أيضا أن تتحدث عن التقدم المحرز في عملية الانضمام.

 

  1. في الشأن الايراني

قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن إيران زودت روسيا بالمئات من المسيرات في خرق للقرارات الأممية، وأوضحت أن طهران تستعد أيضا لتزويد روسيا بصواريخ باليستية. وكان رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية كريلو بودانوف قد صرح في وقت سابق، أن روسيا تعتمد على إيران لتجديد ترسانتها الصاروخية، وأوضح أن روسيا أطلقت حتى الآن 540 مسيرة إيرانية في ضربات تكتيكية استهدفت محطات الطاقة والكهرباء الأوكرانية، كما أوضح أن موسكو حصلت على 1700 طائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد" بموجب صفقة تم إبرامها مع طهران الصيف الماضي، مشيرا إلى أن تسليم هذه الطائرات يتم على دفعات، واتهم بودانوف موسكو بتقديم خبرات للصناعة العسكرية الإيرانية لإقناع إيران بدعم جهود روسيا في الحصول على الطائرات المسيرة.

في الأثناء، طالب ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، بتصفية المصانع الإيرانية التي تصنع طائرات مسيرة وصواريخ، والقبض على موردي تلك الأسلحة، حيث أن أن إيران تهين بشكل صارخ العقوبات الدولية. وقبل أسابيع، أطلقت إدارة بايدن فريق عمل ضخما للتحقيق في كيفية وصول المكونات الأميركية والغربية، بما في ذلك الإلكترونيات الدقيقة الأميركية الصنع، إلى الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع التي تطلقها روسيا وبالمئات على أوكرانيا، وفقًا لما قاله العديد من المسؤولين المطلعين على هذه الجهود، وأضافوا أن إيران بدأت بالفعل في نقل مخططات ومكونات الطائرات المسيرة إلى روسيا للمساعدة في الإنتاج هناك في توسع كبير للشراكة العسكرية بين البلدين.

وفي سياق ذي صلة، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن المفاوضات النووية مع إيران قد توقفت بعد أن وصلت إلى طريق مسدود، وشدد على أن تركيز الوكالة الدولية على قضية أوكرانيا، لن يشغلها عن قضيتي إيران وكوريا الشمالية، مشيرا إلى التطورات الإيرانية الأخيرة في مجال زيادة حجم ونسبة تخصيب اليورانيوم وتطوير وإنشاء أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. وتوقفت المحادثات بين إيران والدول الغربية من دون التوصل لنتيجة بعد إصرار إيران على إغلاق التحقيق الذي تقوده الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد العثور على آثار لليورانيوم المخصب في 3 مواقع سرية لم تكشف عنها إيران سابقاً، من جهتها، ترفض الوكالة إغلاق التحقيق قبل الحصول على أجوبة مقبولة من إيران.

في سياق منفصل، أمضى عشرات الآلاف من الإيرانيين يوم السبت دون تدفئة بالتزامن مع البرد القارس الذي ينتشر في البلاد والهبوط الكبير في درجات الحرارة، وذلك بسبب انقطاع إمدادات الغاز عن عدد كبير من المنازل. وقال حاكم أحد الأقاليم يعقوب علي نزاري للتلفزيون الرسمي إن شحنات الغاز انقطعت عن 90 ألف مستخدم على الأقل في مقاطعة رضوي خراسان الشمالية الشرقية بحلول مساء السبت، كما تعطلت الإمدادات في ما لا يقل عن أربع مقاطعات شمالية أخرى وعدة مناطق بالقرب من الحدود الشرقية للبلاد، وفقاً لتقارير التلفزيون الحكومي. وأجبرت موجة البرد السلطات بإغلاق المدارس والمكاتب التي تديرها الدولة وحتى الشركات المملوكة للقطاع الخاص في جميع أنحاء محافظة طهران يوم الأحد ودعت الناس إلى تجنب السفر إلى مدينة مشهد. وقال وزير النفط الإيراني إن نقص الإمدادات تفاقم بعد أن أوقفت تركمانستان يوم الخميس الماضي صادرات الغاز لتلبية الطلب المحلي.

من جانب آخر، تتوالى أحكام الإعدام التي يصدرها النظام الإيراني بعد محاكمات صورية، في محاولة منه لتخويف المحتجين ووقف تحركاتهم المستمرة منذ أشهر. وآخر هذه الأحكام ما أصدره قضاء النظام الإيراني في القضية الغامضة والمعروفة باسم "بيت أصفهان" والحكم على 3 مواطنين، هم: صالح ميرهاشمي، ومجيد يعقوبي، وسعيد كاظمي، بالإعدام. كما حُكم على أمير نصر آزاداني، بالسجن 26 سنة بصفته المتهم الرابع في قضية "بيت أصفهان"، واتهم لاعب كرة القدم السابق بـالعضوية في تجمعات غير قانونية بهدف الإخلال بأمن البلاد.

وصالح ميرهاشمي بطل كاراتيه ومدرب كمال أجسام يبلغ من العمر 36 عاما تزوج قبل بضعة أشهر من اعتقاله، أما مجيد كاظمي يبلغ من العمر 30 عاما تم اعتقاله في 21 نوفمبر منعته المحكمة من اختيار محام لنفسه وأجبر على الإدلاء بشهادة ضد نفسه تحت التعذيب. أما سعيد يعقوبي فيبلغ من العمر 37 عاما يرعى والديه البالغين من العمر 80 عاما اعتقل في 18 نوفمبر. وأمير نصر آزاداني لاعب سابق لنادي تراكتور لكرة القدم أشهر متهم في قضية "بيت أصفهان" حكم بالسجن 26 عاما. وعُقدت جلسات المحاكمة لهؤلاء المتظاهرين، الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، خلف أبواب مغلقة ولم يتم نشر أي معلومات عنهم. وكانت السلطة القضائية الإيرانية قد ذكرت في وقت سابق أن إيران أعدمت علي رضا أكبري، متحدية مناشدات من لندن بعد إصدار حكم بإعدامه بناء على تهم بالتجسس لصالح بريطانيا.

في السياق، طالبت منظمة العفو الدولية النظام الإيراني، يوم الخميس، بوقف جميع عمليات الإعدام المتعلقة بالاحتجاجات التي تشهدها البلاد فورا. وأدانت المنظمة في بيان، ما وصفته بالإعدام التعسفي لكل من محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني، محذرة من أن هناك آخرين يواجهون نفس المصير. وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة، إن استمرار نظام طهران في موجة القتل وسعيه لإنهاء الاحتجاجات من خلال إشاعة الخوف بين الناس هو أمر مقيت، وأضافت أن الإعدام التعسفي لمحمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني، بعد أيام قليلة من تأييد حكم الإعدام الصادر بحقهما، يكشف مدى استمرار السلطات الإيرانية في استخدام عقوبة الإعدام كسلاح للقمع. وكان مسؤول حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قال إن الحكومة الإيرانية تستخدم عقوبة الإعدام كسلاح لنشر الخوف بين المواطنين والقضاء على المعارضة مضيفا أن الإعدامات تصل إلى حد عمليات قتل بتفويض من الدولة.

على صعيد آخر، بدأت الأربعاء في ستوكهولم محاكمة استئناف القاضي الإيراني، حميد نوري، والذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في محكمة سويدية لارتكابه جرائم حرب وقتل خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات. وعلى مدار محاكمة العام الماضي، أنكر نوري، ارتكاب أي مخالفة ووصفت إيران المحكمة بأنها "مسرحية" مدفوعة سياسيا. في الأثناء، ورغم الأمطار الغزيرة تظاهر نحو 24 شخصا معارضين للحكومة الإيرانية أمام محكمة الاستئناف في ضواحي ستوكهولم، والتي ستدلي بحكمها لاحقا العام الجاري. يأتي التطور في وقت عصيب بالنسبة لطهران، حيث حكمت إيران يوم الثلاثاء على عامل إغاثة بلجيكي بعقوبة طويلة في السجن وبالجلد بعد إدانته بالتجسس في محاكمة مغلقة.

يشار إلى أنه على وقع الاحتجاجات الإيرانية التي لم تهدأ منذ أشهر في البلاد، عادت الأسبوع الماضي، الرسائل النصية التي تتعلق بالحجاب الإلزامي لأصحاب السيارات في إيران، وأعلن مساعد المدعي العام عبد الصمد خرم آبادي أن النيابة العامة أصدرت تعليمات إلى الشرطة الإيرانية للتعامل بحسم ضد خلع الحجاب. ونقل المسؤول الإيراني القرار الجديد عن النيابة العامة وأعلن عنه في تصريح نقله تلفزيون "إيران إنترناشيونال" يوم الثلاثاء.

 

  1. في الشأن السوداني

دعا رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، الأحد، جميع السياسيين للانشغال بترتيب صفوفهم، مطالبا إياهم بعدم التحدث في شؤون الجيش، وأعرب عن أمله في أن يجمع الاتفاق الإطاري شمل السودانيين، واصفا الصراع القبلي في ولاية النيل الأزرق بأنه كان سحابة عابرة ولن يسمح الجيش أن تتكرر.

 

  1. في الشأن الصيني

وافقت الحكومة الإندونيسية الأسبوع الماضي على خطة تطوير بقيمة 3 مليارات دولار لحقل الغاز الطبيعي "التونة البحري"، ويقع الحقل بين إندونيسيا وفيتنام، مما يعني أن التطوير سيشمل البحرية الإندونيسية وسيكون له تداعيات جيوسياسية خطيرة. على الرغم من أن الصين ليس لديها مطالبة بالحقل نفسه، إلا أنها تمتلك حقوق صيد في الجوار وتشتهر بحماية جميع مطالباتها في بحر الصين الجنوبي.

ينظر الكثيرون إلى بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك الصين، على أنه مخزون ضخم غير مستغل للنفط والغاز. قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في التسعينيات هذه الاحتياطيات بنحو 28 مليار برميل من النفط الخام، لكن تقريرًا صادرًا عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لعام 2019 قدر هذه الاحتياطيات بنحو 11 مليار برميل، مؤكدة ومحتملة. كما أن احتياطيات الغاز الطبيعي مهمة جدًا أيضًا، حيث تقدر بنحو 190 تريليون قدم مكعب، وفقًا لتقييم الأثر البيئي، وهو أمر مؤكد ومحتمل أيضًا. ولكن قد يكون هناك الكثير من النفط والغاز في الرواسب التي لم يتم اكتشافها بعد تحت مياه بحر الصين الجنوبي، وفقًا لدراسة أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في عام 2010. وبصورة أكثر دقة، تقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية هذه ما بين 5 و 22 مليار برميل خام و 70 و 290 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

 

  1. في أزمة تونس

قالت وزارة الداخلية التونسية، يوم السبت، في بيانين مقتضبين، إن التعامل الأمني مع الاحتجاجات بالعاصمة تم في ظروف عادية. وخرجت قوى المعارضة في تونس، في مظاهرات احتجاجية، اليوم السبت، في الذكرى 12 لسقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، للتعبير عن رفضها لمشروع الرئيس قيس سعيّد والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. وقبل ساعات من هذه المظاهرات، تجول الرئيس قيس سعيد، مساء الجمعة، في شارع الحبيب بورقيبة، وقال إنه لا مكان للخونة والعملاء في البلاد، مضيفا أن من يتهم البلاد بالبوليسية والدكتاتورية هو من يريد تدميرها.

وعلى امتداد هذا الأسبوع، دعت حركة النهضة التي تقود هذه المظاهرات، التونسيين إلى النزول للمشاركة بكثافة في هذا الاحتجاج، تنديدا بالإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيد منذ يوم 25 يوليو 2021، وبتدهور الأوضاع الاقتصادية، وكذلك للمطالبة بتنحيه عن الحكم وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. وقبيل ساعات من خروج المسيرات الاحتجاجية، انتشرت قوات الأمن في كافة الشوارع الرئيسية وسط العاصمة لتأمين هذه المظاهرات، كما دعت وزارة الداخلية الجهات المحتجّة إلى احترام المسالك والمواقيت المحددة وتحمّل مسؤولية تأطير أتباعها لمنع حصول المشاحنات وأعمال الشغب وتبادل العنف بينها.

ومن خلال هذه التحرّكات الاحتجاجية المتفرّقة والمشتّتة، يحاول معارضو الرئيس قيس سعيّد الذين لا يعترفون بالدستور الذي أقرّه في استفتاء يوم 25 يوليو الماضي ولا بنتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي، العودة من جديد إلى الحكم وإشراكهم في العملية السياسية وفي خارطة الطريق للمرحلة المقبلة. في المقابل، يمضي سعيّد قدما في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها رغم الانتقادات التي وجهّت له حيال نسبة الإقبال المتدنيّة خلال الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية والدعوات التي تطالب بتأجيلها، حيث دعا رئيسة الحكومة نجلاء بودن إلى الاستعداد للجولة الثانية من الانتخابات التي من المقرر إجراؤها يوم 29 يناير الجاري.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سبدة الجبل

9 كانون الثاني 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، ادمون رباط، أحمد فتفت، أمين محمد بشير، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، ايلي الحاج، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كبارة، رودريك نوفل، جوزف كرم، جورج الكلاس، حُسن عبّود، حبيب خوري، خالد نصولي، سناء الجاك، سامي شمعون، فارس سعيد، فادي كرم، فتحي اليافي، فيروز جودية، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبي، غسان مغبغب، لينا تنّير، ماجد كرم، ميّاد صالح حيدر، مأمون ملك، منى فيّاض، نورما رزق، نبيل يزبك ونيللي قنديل وأصدر البيان التالي :

للشهر الرابع على التوالي يواصل الشعب الإيراني انتفاضته المطالِبة بالحرية بالرغم من القمع والأحكام بالسجن والإعدام لداعمي الإحتجاجات، وهو ما جعل العالم بأسره يتعاطف مع هذه الإنتفاضة ويدعمها إلا البرلمان اللبناني حيث لم يصدر صوتٌ لنائب أو نائبة يؤيد حراك الشعب الإيراني، وكأنّ أصداء المطالبة بالحريّة ما عادت تلقى آذاناً صاغية في بيروت.

داخلياً، يطلّ علينا خميس جديد هذا الأسبوع ليؤكدّ مرّة جديدة على شلل المجلس النيابي والأحزاب الممثلة فيه والذي ينعكس عجزاً عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الأطر الدستورية.

يحصل ذلك في وقت يمارس حزب الله ضغوطاً مستمرة لإحالة الجميع إلى طاولة حوار يديرها حليفه الرئيس نبيه بري وهدفها قبول الأفرقاء جميعاً بمرشّح الحزب للرئاسة الأولى.

إزاء هذا الواقع يطالب لقاء سيدة الجبل:

- أولاً، النواب بانتخاب رئيس للجمهورية أو الاستقالة، لأنهم فقدوا مبرّر وجودهم في مجلس لا يؤدي وظائفه الأساسية بحسب الدستور.

- ثانياً، حزب الله بتسليم سلاحه إلى الدولة وفقاً للدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وتحديداً القرارين 1559 و1701.

إن اللبنانيين يزدادون يقيناً يوماً بعد يوم أن وطنهم أسيرٌ ويقبع تحت الإحتلال الإيراني بواسطة سلاح حزب الله، ولا سبيل لحلّ أزماتهم إلا من خلال وحدتهم لرفع هذا الإحتلال عن لبنان، فلا انتخابات حرّة ولا انتظام للمؤسسات الدستورية ولا تعافٍ إقتصادي في ظلّ الإحتلال.

ويلفت "اللقاء" إلى إن مجيء لجنة التحقيق القضائية الأوروبية إلى لبنان هو نتيجة من نتائج وضع "حزب الله" يده على المؤسسات الرسمية اللبنانية وعرقلة عمل كل مؤسسة تعصى عليه، كما حصل للقضاء في التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، وسواه من القضايا الإجرامية التي تلوح فيها مسؤولية ما على "حزب الله".

2*) أمل

9 كانون الثاني 2023

عقد المكتب السياسي لحركة أمل اجتماعه الدوري برئاسة الحاج جميل حايك وحضور الأعضاء، وناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبعد الإجتماع صدر البيان التالي:

أولاً: يعتبر المكتب السياسي لحركة أمل أن العنوان الأساس يبقى إجراء إنتخاب رئيس جديد للجمهورية من منطلق معادلة وطنية داخلية مبنية على الاتفاق على رئيس يجمع ولا يفرق ويحل الأزمة بدلاً من إدارتها، وأي مسعى خارجي يفترض أن يدعم ويسهم في تحقيقه.

ثانيـاً: شدد المكتب السياسي على ضرورة تحمُّل حكومة تصريف الأعمال مسؤولياتها كاملة خصوصاً في الملفات المُلحّة والضاغطة اجتماعياً واقتصادياً وخدماتياً على كاهل المواطنين جميعهم، بعد أن استفحلت الأزمات وتجاوزت مرحلة الانهيار إلى تفكك المؤسسات وحالة الجمود والهريان التي تضرب فيها، ما دفع الكثيرين إلى البحث عن حياة كريمة ولو عبر الهجرة غير الشرعية في مراكب الموت.

ثالثـاً: يؤكد المكتب السياسي أن القضايا المُلحّة للبنانيين خصوصاً في موضوع الكهرباء والعناوين الحياتية اليومية للمواطن تتجاوز "النكد السياسي"، والمناكفات التي يحاول بعض الأطراف ممارستها ضمن عناوين لم تعد تنطلي على أحد وهي خارج اهتمام المواطنين.

رابعـاً: يدعو المكتب السياسي الكتل النيابية على اختلاف مشاربها إلى القيام بدورها التشريعي دون التنصل من مسؤولياتها عبر إقرار القوانين لا سيما منها التي تحفظ حقوق المودعين ومصالحهم قبل أي اعتبار آخر.

خامساً: في صورة المشهد الإقليمي يؤكد المكتب السياسي لحركة أمل أن حركة الاتصالات واللقاءات الدائرة ومحورها سوريا والعلاقة معها يجب أن تصب في اتجاه التأكيد على سيادة سوريا ووحدة كامل أراضيها، ودور قيادتها ومؤسساتها الدستورية.

خامساً: يتقدم المكتب السياسي للحركة بالتهاني للأسير الفلسطيني المحرر كريم يونس، ويؤكد ضرورة الضغط في كل المؤسسات الدولية على العدو الصهيوني من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى في سجون إحتلال العدو.

سادساً: كما أن المكتب يؤكد على المخاوف من الخطوات التي تقدم حكومة العدو على اتخاذها خاصة في المسجد الأقصى من إقتحامات يقودها وزراء صهاينة، مع تصعيد في المواقف العملانية للعدو في الاستمرار بقضم الأرض وتهويدها وتهجير أهلها، ويرى أن الشعب الفلسطيني يقف اليوم على خط المواجهة التاريخية والمصيرية دفاعاً عن مصيره ومستقبله ومستقبل أمته.

3*) مؤتمر النازحين للتيار العوني

12 كانون الثاني 2023

اختتم "التيار الوطني الحر" فعاليات مؤتمره، الذي عقده اليوم عن أزمة النزوح السوري بعنوان "لن نتخلى عن احد"، وتخللته "مقاربة للملف من زواياه المختلفة، من الإطار القانوني للنزوح، وصولا إلى تداعياته على الأمن والاستقرار والاقتصاد وعبء هذه الأزمة على الوضع الاقتصادي، المالي والاجتماعي على لبنان، كما التحديات التي تفرضها على الواقع البلدي اللبناني".

وفي ختام المؤتمر طرح التيار"مجموعة توصيات، بحثاً عن اطار وطني جامع للحل بما يؤمن العودة الكريمة والآمنة للنازحين السوريين الى بلادهم، وبما يحفظ كرامة اللبنانيين وحقوقهم تضمنت مجموعة توصيات شددت على ضرورة تطبيق القوانين المرعية الإجراء، على سبيل المثال:

- قانون العمل: منع المنافسة غير المشروعة من غير اللبنانيين.

- قانون البلديات، حيث تمارس البلدية سلطتها ضمن نطاقها للحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا للمواطنين وليس المصالح الفردية للناخبين بإيجارات المساكن والأراضي.

- قانون تنظيم دخول لبنان والإقامة فيه والخروج منه، والذي ينص في المادة 17 على صلاحية المدير العام للأمن العام بإصدار قرارات بترحيل الأجانب في حالات استثنائية حيث يشكل الأجنبي خطرا على السلامة والأمن العام، والمادة 32 التي نصت على "معاقبة الأجانب الذين يدخلون الأراضي اللبنانية بطرق غير قانونية بعقوبة الحبس من شهر إلى ثلاث سنوات والغرامة والإخراج من لبنان.

- قرار مجلس الدفاع الأعلى في 15 نيسان 2019، الذي قضى بترحيل المواطنين السوريين الداخلين إلى لبنان من دون المرور بالمعابر الرسمية.

- درس وإقرار اقتراحات القوانين المقدمة من تكتل لبنان القوي: اقتراح قانون تعديل بعض مواد قانون تنظيم دخول لبنان والإقامة فيه والخروج منه الصادر في 10 تموز 1962، اقتراح قانون تنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين لتكتل لبنان القوي، القانون الرامي الى عدم منح الجنسية اللبنانية لمكتومي القيد من مواليد 2011 و ما بعد شهر تشرين الاول 2021.

- إبعاد ملف النزوح عن التجاذب السياسي واتخاذ قرار لبناني جامع لمعالجة تداعياته وإيجاد حل تدريجي ومستدام بعودة العائلات النازحة إلى بلدها الأم وبقاء العمال منها في مجالات العمل المسموحة بعد تصحيح وضعهم، نظرا لحاجة لبنان إلى اليد العاملة.

- لطالما اعتبر لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء. أما الواقع القائم اليوم فهو أنه أكبر بلد للجوء في العالم نسبة إلى عدد سكانه. لذلك، من الضروري إصدار قانون يعالج وضع اللاجئين عامة، والنازحين السوريين خصوصا، بحيث لا يعامل كنازح أو كلاجئ كل من أتى ويأتي من المحافظات السورية غير المتاخمة للحدود اللبنانية.

- الإقرار والاعتراف بالدور الإيجابي الذي لعبته الدولة اللبنانية، ومعها الشعب اللبناني، في إدارتهما ومشاركتهما في استقبال النازحين السوريين وتأمين الحماية لهم، إضافة الى تحمّل الأثر الكبير لأزمة النزوح السوري على المستويات الاقتصادية والمالية والإنمائية والإنسانية والاجتماعية والأمنية، كما على مستوى البنى التحتية. علما أن لبنان هو البلد الوحيد في العالم، الذي استقبل أكبر عدد من النازحين نسبة إلى عدد سكانه.

- أثبتت الدراسة التمهيدية، وبالأرقام، أن لبنان تحول إلى دولة مانحة، لا بل إلى أكبر دولة مانحة، في استجابته لأزمة النزوح السوري، من حيث الأكلاف المباشرة وغير المباشرة. ولذلك، نطلب إلى الدول المانحة والمنظمات الدولية أن تأخذ في الاعتبار هذه الأرقام، في أي دراسة تبني على أساسها التقارير الفصلية في رصد التمويل، في إطار استجابتها لأزمة النزوح السوري.

- بناء على التقارير الدولية التي أشارت إلى حاجة لبنان إلى ما يقارب 4 مليار دولار لإعادة بناه التحتية إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الأزمة السورية، إضافة إلى الأكلاف الهائلة التي يتكبدها نتيجة أزمة النزوح، نطالب المجتمع الدولي بتعويض للبنان والشعب اللبناني.

- خروج لبنان بموقف موحد على كل المستويات على أن يقارب هذا الملف على مستوى سيادة الدولة.

- دعم برامج التعافي المبكر في سوريا، تسهيلا لعودة النازحين.

- ترحيل المساجين الخطيرين وفق المعاهدات الدولية.

- إتاحة تسليم بيانات النازحين من قبل المفوضية العليا للاجئين والمؤسسات المانحة للسلطات اللبنانية ليتم تبويبها ومتابعة أوضاع النازحين وحركة تنقلهم.

- تطبيق خطة الحكومة لعودة النازحين".

وتمنى التيار "متابعة هذه التوصيات من خلال حوارات ثنائية أو موسعة، وعبر ورش عمل وندوات بمشاركة الجهات المعنية من الدول المانحة ومنظمات المجتمع الدولي وتعاونها".

4*) الراعي

15 كانون الثاني 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس السلام العالمي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان مارون العمار وجورج شيحان، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان - حريصا الأب فادي تابت، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور النواب: نعمة افرام، سليم الصايغ وملحم خلف، النائب السابق اميل رحمة، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، ممثل قائد الجيش العميد ماهر ابو شعر على رأس وفد من ضباط الطبابة العسكرية، المديرة العامة ل"تلفزيون لبنان" فيفيان لبس، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، شقيق الشهيد جو نون وليم مع وفد من العائلة واهالي شهداء مرفأ بيروت، المدير العام في مجلس النواب هادي عفيف، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوظ، المدعي العام العسكري القاضي رولان شرتوني، وفد من جمعية النورج برئاسة فؤاد ابو ناضر، وفد من موظفي الدوائر العقارية، عائلة المرحوم ريمون شديد، عائلة المرحوم جوزيف غبريل وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"تعاليا وانظرا" قال فيها:  "عندما سمع تلميذا يوحنا شهادته عن يسوع أنه حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم، تبعاه وسألاه: يا معلم أين تقيم؟ فأجابهما يسوع: تعاليا وانظرا (يو 1: 39). هذه الدعوة موجهة إلى كل واحد وواحدة منا، بل إلى كل إنسان يأتي إلى العالم، لكي يجد معنى لحياته، ويندرج في مسيرة طريق الخلاص، ويعيش بفرح السلام. يسعدنا ان نحتفل معكم بيوم السلام العالمي الذي دعت إليه اللجنة الأسقفية عدالة وسلام برئاسة سيادة أخينا المطران مارون العمار رئيس اللجنة، ومؤآزرة نائب الرئيس اخينا المطران جول بطرس والاعضاء. درجت العادة في لبنان أن نحتفل بهذا "اليوم" في الأحد الأول الذي يلي أول كانون الثاني من كل سنة. لكننا أرجأناه إلى هذا الأحد، بسبب وجودنا في لندن لزيارة راعوية لرعيتنا المارونية والجالية اللبنانية، وجاليات البلدان العربية. الغاية من يوم السلام العالمي التأمل في السلام ومقتضياته وقيمته في حياة الشعوب، والصلاة من أجل إحلال السلام في الأوطان وفي العالم كله. إعتاد البابوات توجيه رسالة بشأن السلام. فوجه قداسة البابا فرنسيس رسالته لهذه السنة بموضوع: لا أحد يستطيع أن يخلص لوحده، مستوحيا إياها من سنوات وباء الكورونا الثلاث، ومما علمتنا، من أجل أن نرسم معا دروب السلام. وقد اختارت لجنة عدالة وسلام أشخاصا لتكريمهم في ختام هذا الإحتفال".

أضاف: "في إطار تعزيز السلام بوجهه الإجتماعي والإقتصادي والطبي والتربوي، نرحب في ما بيننا بالنقباء: بشارة الأسمر رئيس الإتحاد العمالي العام، وجو سلوم نقيب الصيادلة، ونعمه محفوض نقيب المعلمين. فإنا معهم نشجب وندين الممارسة السيئة من قبل المسؤولين الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الدرك من الفقر المدقع، والإنهيار الكامل للقطاعات الأساسية والمؤسسات، وإلى هذه الحالة من الفساد والتهريب والتزوير المدعومة من النافذين في السلطة. مع هؤلاء النقباء وكل الشعب اللبناني نطالب المجلس النيابي والكتل النيابية الكف عن هدم البلاد والمؤسسات وعن إفقار المواطنين. وندعوهم لإنتخاب رئيس للجمهورية وفقا للدستور، رئيس يسهر على الإنتظام والخير العام والدستور، متجرد من أية مصلحة شخصية أو فئوية، رئيس عينه شبعانة، يأتي ليسخى في العطاء، لا ليأخذ. وفي إطار السلام العادل، وانتصار العدالة على الظلم، أرحب بعائلات ضحايا تفجير مرفأ بيروت. لقد جاء توقيف عزيزنا وليم نون، المجروح في صميم قلبه بفقدان شقيقه الغالي بتفجير مرفأ بيروت، ليبين أن القضاء أصبح وسيلة للإنتقام والكيدية والحقد. وإن الأجهزة الأمنية تلبس ثوب الممارسة البوليسية: وليبين فلتان القضاء بحيث صار يحلو لأي قاض أن يوقف أي شخص من دون التفكير بردات الفعل وبالعدالة ألا يخجلوا من أنفسهم الذين أمروا باعتقال هذا الشاب المناضل وبدهم منزله وسجنه غير عابئين بمآسيه ومآسي عائلته وكل أهالي ضحايا المرفأ، وغير مبالين بردة الشعب؟ ثم يستدعون مناضل آخر بيتر بو صعب وهو شقيق شهيد آخر. هل يوجد في العدلية قضاة مفصولون لمحاكمة أشقاء شهداء المرفأ وأهاليهم؟ إننا نقدر وقفة إخواننا السادة المطارنة وأبناءنا الكهنة والرهبان والسادة النواب والمواطنين، مستنكرين بتضامنهم هذه الممارسات المقيتة التي تقوض أساسات السلام. وفي إطار السلام الإجتماعي العادل، نرحب بموظفي الدوائر العقارية الذين يرفعون إلينا ظلامة حملة التوقيفات الجارية في الدوائر العقارية في جبل لبنان حصرا. ويطلبون إلينا التدخل لرفع هذه الظلامة".

تابع: "أوجه تحية خاصة إلى عائلة المرحوم ريمون شديد، نقيب المحامين السابق في بيروت الذي ودعناه معها بكثير من الأسى وبالصلاة. كما نحيي عائلة نسيبنا المرحوم جوزف غبريل. فجرحت وفاته القلوب جرحا بليغا. إننا نصلي لراحة نفسيهما في السماء، ولعزاء عائلتيهما. يدعونا قداسة البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة "اليوم العالمي للسلام" بعد سنوات الكورونا لأن نتساءل ونتعلم ونتحول بقوة النعمة، أفرادا وجماعات: "لقد قلت مرارا من قبل إننا لا نخرج من الأزمات كما كنا: إما أن نخرج منها أفضل أو أسوأ. اليوم نحن مدعوون لنسأل أنفسنا: ما الذي تعلمناه من الوضع الذي خلفته الجائحة؟ ما هي الطرق الجديدة التي يجب أن نسلكها للتخلي عن قيود عاداتنا القديمة، ولنكون أكثر استعدادا، ولنتجرأ ونقبل ما هو جديد؟ ما هي علامات الحياة والرجاء التي يمكن أن نجنيها لنتقدم ونصنع عالما أفضل؟ ويتساءل قداسته عن الأمثولة التي تعلمناها فيقول: بالتأكيد، بعد أن لمسنا الهشاشة التي تميز واقعنا البشري وحياتنا الشخصية، يمكننا القول إن أكبر درس تركته لنا الكورونا، هو الوعي بأننا جميعا بحاجة بعضنا إلى بعض، وأن أكبر كنز لدينا، ولو كان أكثر هشاشة، هو الأخوة الإنسانية، التي تنبع من البنوة الإلهية المشتركة، لذا، لا يستطيع أحد أن يخلص لوحده. لذلك من الضروري أن نبحث من جديد عن القيم العالمية ونعززها من أجل رسم مسيرة هذه الأخوة الإنسانية. وعلمتنا أيضا أن الثقة الموضوعة في التقدم والتكنولوجيا ونتائج العولمة تحولت إلى حالة من التسمم الفردي ذي الطابع الصنمي، المقوض للعدل والوفاق والسلام. إن أوضاع عدم التوازن والظلم والفقر والتهميش، غالبا ما تؤدي إلى الصراعات، والعنف وحتى الحروب. وعلمتنا كورونا كذلك العودة المفيدة إلى التواضع، وتحجيم بعض الادعاءات الاستهلاكية، والإحساس المتجدد بالتضامن الذي يشجعنا على الخروج من أنانيتنا، لكي ننفتح على معاناة الآخرين واحتياجاتهم بالتفاني والبذل والعطاء، مثلما فعل كثيرون عندما تفشى الوباء".

وقال: "بنتيجة هذه الخبرة كان الوعي الداعي جميع الشعوب والأمم، إلى أن يضعوا من جديد أمام اعينهم الكلمة معا. في الواقع، بالأخوة والتضامن، نحن معا نبني السلام، ونضمن العدالة، ونتجاوز أشد الأحداث إيلاما. لقد رأينا كيف أن جائحة كورونا شهدت المجموعات الاجتماعية، والمؤسسات العامة والخاصة، والمنظمات الدولية تتحد لكي تواجه التحدي، تاركة جانبا مصالحها الخاصة. إن السلام الذي يولد من المحبة الأخوية المتفانية، وحده يستطيع أن يساعدنا لنتغلب على الأزمات الشخصية والاجتماعية والعالمية. ويختم قداسة البابا رسالته بهذا الدعاء: أتمنى أن نتمكن في السنة الجديدة من أن نسير معا، ونتعلم من التاريخ. وإني أقدم أطيب التمنيات إلى رؤساء الدول والحكومات، وإلى رؤساء المنظمات الدولية، وإلى قادة الديانات المختلفة، وإلى كل الرجال والنساء أصحاب النوايا الحسنة متمنيا لهم سنة جديدة سعيدة وأن يكونوا صانعي سلام يبنونه يوما بعد يوم! ومريم الكلية الطهارة، أم يسوع وملكة السلام، فلتشفع بنا وبالعالم أجمع. كم يؤسفنا أن المسؤولين عندنا لم يتعلموا شيئا من جائحة كورونا، فظلوا ضحايا كورونا فسادهم وكبريائهم وأسر مصالحهم وحقدهم وسوء نواياهم ومرضهم التخريبي: فلا انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا صلاحيات كاملة لمجلس الوزراء، ولا من وضع حد للإضطراب القضائي والفلتان الأمني، وللتعديات على أملاك الغير، ولشح الطاقة. ومن المؤسف أيضا بل والمخجل أن دولا عربية وغربية تعقد لقاءات وتتشاور في كيف تساعد لبنان للنهوض بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية فيما المجلس النيابي مقفل على التصويت، متلطيا وراء بدعة الإتفاق مسبقا على شخص الرئيس، وهم بذلك يطعنون بالصميم نظامنا الديمقراطي البرلماني (مقدمة الدستور "ج")، ويقلدون ذواتهم حق النقض. على هذا او ذاك من الاشخاص. فيا أيتها الجماعة السياسية، أيتها الأحزاب، أيها النواب: لقد استنفدتم جميع الوسائل والمواقف والمناورات وتباريتم في التحديات والسجالات، ولم تتوصلوا إلى انتخاب رئيس تحد ولا رئيس وفاق ولا أي رئيس. هذا يعني أنكم ما زلتم في منطق التحدي. لا شعب لبنان ولا نحن نحتمل تحديا إضافيا على صعيد الرئاسة ولا على غير صعيد. حذار حذار: فجو المجتمع تغير. النفوس تغلي وهي على أهبة الانتفاضة. لم يصل أي شعب في العالم إلى هذا المستوى من الانهيار من دون أن ينتفض ويثور أكان في دولة ديمقراطية أم في دولة ديكتاتورية".

وقال: "إن إطالة الشغور الرئاسي سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والدبلوماسية. منذ الآن نحذر من مخطط قيد التحضير، لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية. وما نطالبه لطوائفنا نطالبه للطوائف الأخرى. لكننا نلاحظ تصويبا على عدد من المناصب المارونية الأساسية لينتزعوها بالأمر الواقع، أو بفبركات قضائية، أو باجتهادات قانونية "غب الطلب"، أو بتشويه سمعة المسؤول. نحن لا ندافع عن أشخاص بل عن مؤسسات. لا يهمنا رئيس مجلس القضاء الأعلى بل القضاء، ولا يهمنا حاكم مصرف لبنان المركزي بل مصرف لبنان المركزي، ولا يهمنا أصحاب المصارف بل النظام المصرفي اللبناني وودائع الناس، ولا يهمنا تشريع الكابيتال كونترول بعدما فقد مفعوله، بل الحفاظ على الاقتصاد الحر وحرية التبادل مع الخارج. لكن ما نرصده هو أن التركيز على الأشخاص يستهدف هدم المؤسسات التي يقوم عليها النظام اللبناني وتطيير أموال المودعين. تكلمنا عن كل هذه الامور لاننا نحتفل بيوم السلام العالمي، فلا فائدة من الكلام عن السلام في الهواء اذا كان السلام مفقودا في حياتنا اليومية. فالسلام يبنى وهو أنشد على الارض يوم ميلاد يسوع المسيح. انشده الملائكة:المجد لله في العلى وعلى الارض السلام".

وختم الراعي: "خسر لبنان هذا الأسبوع دولة الرئيس حسين الحسيني الذي برز في الحياة السياسية اللبنانية رجل دولة يحترم الدستور ويلتزم الميثاق وينفتح على جميع المكونات اللبنانية من أجل تعزيز وحدة لبنان في إطار اتفاق الطائف الذي لا يزال كاتم أسراره وملابساته. وإذ نعرب عن حزننا على فقده، نقدم إلى مجلسي النواب والوزراء وأفراد عائلته وأنسبائه وعارفيه، تعازينا الحارة. في خضم الضياع وفقدان عطية السلام، فلنبحث، أين يسكن يسوع؟ يسكن في كلام إنجيله وفي سر القربان، حيث هو حاضر بيننا، لكي نجد السلام ونكون من صانعي السلام. له المجد والشكر إلى الأبد، آمين".

5*) المطران عودة

15 كانون الثاني 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "يعرف الجميع مثل السامري الشفوق، إلا أن قليلين ينتبهون إلى أن مثل الرجال العشرة البرص الذي سمعناه في قراءة إنجيل اليوم هو مثل السامري الشكور. إن تسعة من الرجال البرص الذين ذكرهم إنجيل اليوم كانوا يهودا، أي من الشعب الذي يعتبر أنه المختار من الله، فيما كان العاشر سامريا. اليهود يقولون عن أنفسهم أنهم مؤمنون، لأنهم يحفظون الناموس والشريعة الإلهية منذ حداثتهم، إلا أن الإيمان الحقيقي لا يظهر من خلال حفظ الحرف، بل من خلال تطبيقه أيضا. الشكر أو الامتنان من المواضيع الأساسية في الكتاب المقدس، ومن لا يطبقه يكون حائدا عن الشريعة. يقول الرسول بولس: «إفرحوا كل حين، صلوا بلا انقطاع، أشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم» (1تس 5: 16-18). إذا، على المؤمن أن يكون شكورا في كل حين، أي أن يكون الشكر أسلوب حياته، يتدرب عليه في مسيرته الروحية، حتى يفيض تلقائيا من قلبه وشفتيه".

أضاف: "جاء في سفر المزامير: «إحمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته» (136: 1). تعلمنا هذه الآية أن نكون شاكرين الله لسببين لا يزولان: صلاحه ورحمته الأزليين. هذا ما فهمه الأبرص السامري الشكور. فالتسعة اليهود تابعوا طريقهم باتجاه الكهنة، لكي يتبرروا أمام الناموس والشريعة التي تقول إن الأبرص يجب أن يخرج خارج الجماعة لأنه نجس. ذهبوا ليتبرروا أمام الناس. أما العاشر، الذي يعتبره اليهود نجسا، حتى لو لم يكن أبرص، لأنه سامري، فقد لمست قلبه رحمة الرب وصلاحه غير المتناهيين، فامتلأ فرحا وامتنانا، وعاد ليشكر واضع الشريعة ومكملها بوصية المحبة. تقرأ الكنيسة على مسامعنا إنجيل البرص العشرة بعد موسم حافل بالأعياد الخلاصية التي تبين لنا تنازل المسيح الأقصى، واحتماله الخضوع للناموس من أجل خلاصنا من برصنا، أي من خطيئتنا. تضعنا الكنيسة أمام مفترق طرق، علينا أن نقرر أيها نختار: الخوف والسير بحسب حرفية الناموس وتبرير النفس أمام البشر، أو الشكر والامتنان لما فعله المسيح من أجلنا".

وتابع: "ليست مصادفة أن يدعى القداس الإلهي «سر الشكر». نحن نشكر الله في إجتماعنا الليتورجي «لأن كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة» (يع 1: 17) هي منحدرة من لدنه، كما نقول في نهاية القداس الإلهي، عندما يخرج الكاهن ويقف أمام أيقونة السيد، كما وقف الأبرص الشكور أمامه ممتنا لما صنعه من أجله. نحن نشكر الله الذي لا يزال يرحمنا ويعطينا جسده ودمه مأكلا ومشربا، على الرغم من خطايانا الكثيرة. نشكره لأنه يجعلنا جسدا واحدا، جسده، عندما نجتمع حول الكأس الواحدة لننال سلامه، كما يقول الرسول بولس: «وليملك في قلوبكم سلام الله الذي إليه دعيتم في جسد واحد، وكونوا شاكرين» (كو 3: 15). ربما كان البرص العشرة حافظين للكتاب، خصوصا لأنهم عانوا ألم الإنسلاخ عن جماعتهم، فترجموا معرفتهم بصراخهم نحو الرب يسوع ليرحمهم، كما قال النبي داود: «إلى الرب صرخت في ضيقي فاستجاب لي» (مز 120: 1). عملهم هذا كان اعترافا صارخا بأن يسوع هو الرب الذي سيخلصهم من آلامهم، الأمر الذي يؤكده انتظارهم له واستقبالهم إياه. لقد أدركت كنيستنا هذا الموضوع فرتلت: «يا ربي إليك صرخت فاستمع لي، أنصت إلى صوت تضرعي حين أصرخ إليك» (مز 141: 1)، وبعد هذا الصراخ يشرق «النور البهي»، نور المسيح المخلص من برص الخطايا".

وقال: "نتعلم من البرص العشرة أن الصلاة هي صرخة إيمان، وقد قال الرب يسوع: «كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه» (مت 21: 22). هذا ما حدث مع البرص، ويحدث مع الكثيرين اليوم، إلا أن الموقف تجاه عمل الله في حياة البشر يختلف من إنسان إلى آخر، بحسب أولوياته: هل يريد أن يكون متعلقا بالجماعة الأرضية كالتسعة، أو متعلقا بالمسيح وملكوته كالأبرص السامري الشكور".

أضاف: "في حين يسمع المسيح الإله صراخ البشر الذين تنازل ليأخذ صورتهم، نجد مسؤولي بلادنا يستعلون على أبناء جنسهم، وينصبون أنفسهم حكاما فوق البشر، يقضون بما يلائمهم، صامين آذانهم عن صراخ الجياع وتنهدات الأمهات وبكاء الأطفال وتأوهات المرضى. كيف يسمع هذه الأصوات من لم يصل إلى آذانهم دوي انفجار هز العاصمة والعالم أجمع، وما هز ضمائرهم، فلم يحركوا ساكنا، بل اجتهدوا لتعطيل كشف الحقيقة، وما زلنا نراهم يتعرضون لذوي الضحايا، عاملين على كم الأفواه وطمس الحقيقة وإسكات صوت العدالة".

وتابع: "إن ما حصل بالأمس من توقيف شاب يطلب معرفة حقيقة التفجير الذي أودى بشقيقه ورفاق له، واعتداء القوى العسكرية على المحتجين على توقيفه، بمن فيهم كاهن، هو أمر مرفوض ومدان. هل يعي من أزعجه غضب الشاب الذي تلفظ بكلام صادر عن قلب مجروح وكسر زجاجا في قصر العدل أن جزءا كبيرا من العاصمة قد دمر وأن مئات من أبنائها تمزقت أجسادهم أشلاء وآلافا من الجرحى والمعوقين خلفهم التفجير الآثم؟ ويستكثرون على ذوي الضحايا الإحتجاج والمطالبة بالحقيقة والعدالة؟ أين كان القضاة والأمنيون والمسؤولون عندما حصلت الكارثة في بيروت؟ ولماذا لم نر اندفاعهم في ملاحقة مسببيها وتوقيفهم؟ وعوض معاقبة الجناة ها هم يمارسون سلطتهم على ذوي الضحايا وينتقمون من المعتدى عليهم. بئس سلطة تستقوي على الضعيف ولو كان صاحب حق وتمالئ المجرم والجاني والفاسد إما تواطؤا معه أو خوفا منه. من واجب القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الدفاع عن المظلوم في وجه الظالم، ومن واجب القضاة الحكم باسم الشعب لا على الشعب. لذلك أخاطب ضمير كل مسؤول وكل قاض نزيه وشريف أن أوقفوا هذا التنكيل اللاأخلاقي بذوي الضحايا الموجوعين وهذا التجاوز اللامهني للقانون وافرضوا العدالة. أما معرقلو التحقيق والهاربون من وجه العدالة فإن نجحوا في الخلاص من عدالة الأرض كيف سينجون من عدالة السماء؟"

وسأل: "من يحاسب من يعطل العدالة ومن يستبيح حدود الدولة ومن يحرم المواطنين من الكهرباء ومن يرتب على الدولة المفلسة غرامات وأعباء؟ من يعاقب الفاسدين والظالمين وسارقي أموال الناس ومفجري العاصمة وقاتلي أبنائها؟ من يعيد الروح إلى الضحايا؟ لو كان أحد ضحايا الكارثة ابن أحد المتمردين على القضاء هل كان سكت أو تصرف بهذا الاستهتار؟ إن من لم يأبه بعاصمته المدمرة وبجراح أبنائها الجسدية والنفسية، هل سيهتم بمصير البلد وأموال الناس؟    نحن بحاجة إلى مسؤولين لا يتلهون بأنفسهم بل يعملون على ابتداع خطة تستند إلى رؤية واضحة تعيد بناء الدولة وتخلصها من آثام هذه الطبقة التي حكمتها لعقود وهيمنت على ناسها، وتناحرت فيما بينها، وتقاسمت خيراتها، وأتت على كل ثرواتها. نحن بحاجة إلى رأس للدولة وإلى دم جديد ينعش جسد هذا الوطن المهترئ، ويعتمد أساليب جديدة ترتكز على النزاهة والعلم، وتعتمد المساءلة والمحاسبة وإنزال العقاب في كل من يخل بالدستور أو يستهين بالدولة وهيبتها وسيادتها، أو يتجرأ على التدخل في عمل القضاء أو مد اليد إلى المال العام. نحن بحاجة إلى قامات كبيرة تحكم بالعدل وتتخذ مواقف كبيرة وتنتج حلولا عظيمة".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نتمثل بالإيمان الصارخ الذي تحلى به البرص العشرة معا، لأن صرخة الألم النابعة من الإيمان العميق بمخلص وحيد هو الرب يسوع، تستطيع أن تجلب الخلاص للجميع. دعوتنا أن نشكر الله على كل شيء مثل الأبرص العاشر، وألا ننسى العودة إلى الله، لأن الخلاص لديه وحده. فلنضع قلوبنا فوق ولنشكرن الرب لأن «منه وبه وله كل الأشياء، له المجد إلى الأبد، آمين» (رو 11: 36)".