تقرير أسبوعي دولي - 141-2022

تقرير أسبوعي دولي - 141-2022
الأحد 22 يناير, 2023

 

رقم 141/2023

16-22 كانون الثاني /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

يواصل الحزب الايراني تمنين اللبنانيين بحمايتهم من التكفيريين والارهابيين وتحرير أرضهم من الاسرائيليين، و"يتعالى" بنفسه في الوقت ذاته عن الصدام مع باقي الأفرقاء بطرحه الحوار سبيلا للخروج من الأزمة، وهو يتناسى بأن تاريخه حافل بالصدامات وبفرض الرأي على اللبنانيين، كما حصل مع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، وليس فقط. ويتجاهل أيضاً، بانه قبلها، عندما كان فريق 14آذار يطرح الحوار كان امين عام الحزب يتحدى رافعا إصبعه ومهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور. ولم ينس اللبنانيون إجتياح العاصمة والجبل في 7 أيار 2008، كما لم ينسوا جرائم الحزب المثبتة قضائيا وغير المثبتة، من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى اغتيال الكاتب لقمان سليم وغيرهما من القيادات الواعدة ورجالات الأمن والفكر والصحافة، فقط لأنهم كانوا معارضين لسياساته.

لا يمكن لمن تاريخه يشهد بالعنف والجريمة والإقصاء أن يطالب اليوم بالسلم والحوار! هذا لا يعني أن الفريق الآخر ليس متقبلا للحوار، لكن الحوار له قواعد. فلا يمكن لمتحاور ان يدعو للجلوس إلى الطاولة وهو شاهرا سلاحه بوجه الفريق الآخر!

من جانب آخر، وليكتمل مشهد الفشل الموصوف الملاصق لهذه السلطة، وهو ما أشرنا إليه في التقرير السابق، خسر لبنان حقه بالتصويت في الجمعية العامة، بالأمم المتحدة المكونة من 193 دولة، لتأخره عن دفع مليون و835 ألفاً و303 دولارات، مستحقات مالية تراكمت عليه عن السنتين الماضيتين لميزانية تشغيل المنظمة الدولية، بحسب ما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، في رسالة تم توزيعها الخميس على وسائل الإعلام. يذكر أن لبنان من مؤسسي المنظمة الدولية وأنه لعار على هذه السلطة أن يصل الأمر إلى هذا الحدّ من الإهمال في القيام بالحد الأدنى من المسؤولية الملقاة على عاتق هؤلاء المسؤولين. والمثير للغضب والاشمئزاز هو تقاذف المسؤولية بين الوزارات!

في الأزمة السياسية، وبالرغم من البيانات والتصاريح لبعض القوى السياسية والتي تحمّل الحزب الايراني مسؤولية الأزمة، لا تزال هذه القوى تمارس اللعبة الديموقراطية وكأنها بفوزها ستتمكن من تغيير الواقع. فهي لم تستوعب حتى اليوم أن الاحتلال الايراني المصادر لقرار السيادي والمعطّل للمؤسسات كافة لن يسمح بتنفيذ القانون والدستور وهو ما حدث سابقا.

لا يمكن الجلوس إلى طاولة حوار أو تفاوض قبل أن يخضع الحزب الايراني للقانون كسائر البنانيين، ويسلّم سلاحه للدولة اللبنانية من دون أية شروطمسبقة، وبحسب ما جاء في الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبالتحديد القرارات 1559، 1680، 1701 و2650.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

الجلسة الـ11 لانتخاب رئيس للجمهورية، لم تفض الى رئيس، وكانت كسابقاتها، اقتراع وفرز اصوات ونتائج اوراقها موزعة باسماء مختلفة. وكالعادة دورة انتخاب واحدة وبعدها خروج النواب من القاعة كي لا يكون هناك نصابا للدورة الثانية. وفي موقف جديد على خط كسر المراوحة القائمة، لوّح النائب هادي أبو الحسن باسم كتلة اللقاء الديمقراطي بتعليق المشاركة في الجلسات كي لا تستمر الدوّامة على حالها. ومساءً زار وفد من الحزب الايراني ضمّ المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا دارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حيث جرى خلال اللقاء عرض لآخر المستجدات والاستحقاقات!! ويشار إلى أن رئيس مجلس النواب لم يعيّن جلسة انتخاب الرئيس عدد 12 لحين شعوره ان ثمة فرصة لاحداث اختراق ما في الملف المعقّد، كما اشار!

وقد نظّم عدد من الناشطين اعتصاماً أمام مجلس النواب خلال الجلسة طالبوا خلاله رفع الاحتلال الايراني عن لبنان ومشددين على أنه من دون ذلك لن يكون هناك جسما قضائيا لتحقيق العدالة وأنه بدون رفع الاحتلال لا فائدة من انتخاب رئيس للجمهورية. تزامناً اعتصم أهالي شهداء تفجير مرفأ بيروت في ساحة الشهداء وسط بيروت، مطالبين برفع الاحتلال الايراني الذي يعيق تحقيق العدالة بوضع يده على القضاء من خلال حزبه.

في الملف الحكومي، دخلت المرجعيات الروحية والحزبية على خط الخوض في المسموح والمحظور في الدستور، وفي مدى صلاحية حكومة تصريف الأعمال، باعتبارها مستقيلة، وصولاً الى تفسير المادة 62 من الدستور، في وقت ذهب فيه رئيس السلطة الاجرائية في "الإطار الضيق" في التحضير لجلسات جديدة للحكومة بعد الجلسة الثانية لمجلس الوزراء، ولم يدرس جدول الاعمال في هذه الجلسة سوى بندي الكهرباء، واعلن الرئيس ميقاتي انه تم اعطاء مبلغ 54 مليون دولار لصيانة معملي الزهراني ودير عمار، وسلفة 62 مليون دولار بما يتعلق بالشحنة الأولى من الفيول. لكن الأخطر والأبعد من تأمين ساعتين او ثلاث ساعات كهرباء يومياً للبنانيين، هو دخول بكركي بقوة على خط تبني طروحات التيار العوني، والاعلان بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الشهري انه "لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة ان يدعو المجلس للانعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحق له ان يصدر مراسيم ويوقعها من دون توقيع جميع الوزراء، عملاً بالمادة 62 من الدستور". ومع ذلك، مرَّت جلسة حكومة تصريف الأعمال من دون خسائر تذكر حتى للفريق المعارض، بإقرار سلفة الكهرباء وصيانة المعامل دون سائر البنود الاخرى.

هذا كلّه في وقت تجاوز سعر الدولار الاميركي في السوق الموازية عتبة الـ51 ألف ليرة لبنانية مع ما يعنيه ذلك من تضخم في أسعار المواد الاستهلاكية على أنواعها، ناهيك عن أسعار الأدوية المفقودة أصلاً وما يتبعه من ارتفاع أسعار الطبابة وغيرها من الخدمات!!

في مواقف الحزب الايراني وحلفائه لهذا الاسبوع، رأى النائب هاني قبيسي ان على الحكومة الحالية أن تبحث في اجتماعاتها المقبلة مسألة البلديات والصندوق البلدي المستقل لتزيد مستحقات البلديات لتتمكن من معالجة ازمة النفايات والاوبئة والامراض، واضاف أنهم في حركة امل وحزب الله كثنائي وطني، يبحثان عن وحدة موقف ويكرساه عملا وجهدا ويحاولان في مسارهما السياسي على مساحة الوطن أن يعمما لغة الحوار والتوافق مع بقية الاطراف سعيا منهما لمعالجة كل مشاكل البلد!! ولكن مع الاسف، ما يجري في لبنان من تمسك بلغة طائفية مذهبية وسعي لانتصارات حزبية يبعد الساسة اللبنانيين عن الوحدة الوطنية الداخلية التي يبحث عنها قلة في لبنان. أما من قاوم وضحى وقدم الشهداء جاهز لأن يقدم تنازلات لأجل الوطن! ولفت إلى أن ما يحصل أن هناك من لا يعترف ولا يريد قوة المقاومة وسلاحها وهناك من لا يريد وحدة الوطن وقوته بل هناك من لا يريد التماسك الداخلي والوحدة الوطنية بل لا يريد أن نجتمع ونتلاقى ونحل مشاكلنا اكانت سياسية أم إقتصادية أم اجتماعية!!

من جانبه اعتبر النائب الحاج حسين جشي أن إبقاء موقع رئاسة الجمهورية شاغرا يضر بمصلحة لبنان واللبنانيين وصورته في الخارج، ويزعزع ثقة الآخرين بنا، وبالتالي، فإن المطلوب من جميع الأفرقاء التداعي إلى حوار جدي ومسؤول يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد! وشدد على أن الرهان على الخارج أنهك بلدنا، وفي السنوات الأخيرة لم نر أي مساعدة غربية أو خليجية للتخفيف من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي نمر بها، وفي المقابل، يمنع على لبنان الاستفادة من مساعدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجدية من الدواء والفيول وبناء معامل كهرباء وغير ذلك، فيما يسمح للعراق بالحصول على الغاز من إيران، وللسعودية بعقد صفقات تجارية مع الصين، ولكيان العدو الصهيوني بالتواصل والتعاون مع الصين!!

أما منسق "التيار العربي المقاوم" الشيخ عبدالسلام الحراش فقد دعا الى حماية ظهر المقاومة الوطنية اللبنانية والحفاظ على إنجازات الشهداء من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين صناع النصر ضد العدو الصهيوني، معتبرا أن هذه الحماية لا تكون الا بالوحدة الوطنية والتواضع السياسي والعمل بارادة سياسية وطنية لادارة ملف الانتخابات الرئاسية، ولفت الى أن السوريين يشكرون من وقف الى جانبهم ويذكّرون بشهدائهم على ارض لبنان العربي بوحدته واستقراره، معتبرا أن السوريين هم اهل المقاومة وروادها ولا يستوردون مقاومين إلى ارض المقاومة، وقال أن سوريا لا تحتمل فوقية البعض والقاء الاوزار عليها، ان كان حليفا او صديقا او خصما، فلقد قدمت خيرة ابنائها للحفاظ على عروبة لبنان وامنه الداخلي!!

ومع نهاية الاسبوع، أشار نائب الأمين العام للحزب الايراني الشيخ نعيم قاسم إلى أنهم في الحزب متحمسون ويعملون ليل نهار لتسهيل الخطوات العملية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، لكنهم ليسوا وحدهم من ينتخب رئيس الجمهورية!! وأضاف أنه إذا أردت التسهيل فعليك أن تتنازل، والتنازل عن صفات تفصيلية لأنَّ الصفات الجوهرية بالتأكيد يجب أن تكون متوافرة ولا يمكن لأحد أن يتنازل عنها! وهذا الرئيس يستطيع بتجربته وسلامة خطه السياسي ورؤيته أن يستعين باقتصاديين وماليين وبالجهات السياسية المختلفة، ليبدأ بخطط الإنقاذ والتعافي حتى نتمكن من أن نتخلص من هذه المشاكل الموجودة، أو أن نضع الأمور على سكة الحل.  نحن متحمسون لاختيار هذا الرئيس، أما أن يأتي البعض ويقول إنه يريد رئيساً يستفز ويواجه شرائح كبرى في لبنان لمصلحة سياسات أميركية، فطبعاً هذا لن يمر، وهذا لا نقبل به، كائناً من كان! وأردف أنهم يتحملون المسؤولية لأنهم يتمسكون بمشروع واقتراحات استفزازية لشركائهم في الوطن. أما نحن فليست لدينا اقتراحات استفزازية، وحزب الله لا يتحمل وحده مسؤولية الإتيان برئيس، فحزب الله شريحة من الشرائح الموجودة في لبنان، ومن المفروض أن نتعاون مع الشرائح الأخرى حتى يأتي هذا الرئيس، وإن شاء الله يكون هذا الأمر قريباً!!

ومن جانبه، أكد عضو المجلس المركزي في الحزب الايراني الشيخ نبيل قاووق أن "جماعة" التحدي والمواجهة يتحملون مسؤولية رفض الحوار والتوافق، ما فاقم الأزمة الحياتية والمعيشية والمالية والاقتصادية، ومن المعلوم أن الذين يرفضون الحوار والتوافق، يعملون بإملاءات خارجية. ولفت إلى أن أميركا ترفض أي تلاق وحوار بين اللبنانيين، وهي لا تريد للأزمة الاقتصادية والمالية أن تنتهي، وإنما تريد أن تعمق الأزمات وتطيل أمد الفراغ الرئاسي، وتوظف هذه الأزمات لتحقيق أهداف سياسية، وإلا ما الذي يفسر رفضها لجر الكهرباء من الأردن والغاز من مصر والفيول من إيران، فهي لا تريد للبنان التعافي خدمة للمشروع الإسرائيلي! وشدد على أن الحزب الايراني حريص على إنقاذ البلد من أزماته ومن الأسوأ والانهيار، ولذلك لم يطرح أي مرشح للتحدي، وإنما يتبنى الحوار والتوافق، وهذا موقف دليل الحرص على إنقاذ البلد بمشاركة جميع القوى السياسية! ورأى أن الخطر الأكبر على لبنان، أن هناك فريقا سياسيا مشروعه الانقلاب على التركيبة والهوية والمعادلات والتوازنات الداخلية الوطنية!!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: كم كان من الإفضل لو أنّ الوزير حسين أمير عبد اللهيان تلهّى بتلبية مطالب شعبه التوّاق إلى الحرية وترك الشعب اللبناني ليحلّ أموره بنفسه. فزيارته لبنان في هذا الوقت الحاسم والحرج ومن دون موعد مسبق، كانت في الظاهر بذريعة مساعدة لبنان، إلّا أن الأحداث المتسلسلة والمترابطة التي تزامنت معها أكّدت مرّة جديدة وقوع لبنان تحت الإحتلال الإيراني بواسطة سلاح حزب الله الذي يبني نظاماً أمنياً - قضائياً في لبنان على أنقاض دولة الحقّ والقانون التي يسعى اللبنانيون منذ 100 عام لبنائها. لقد ارتبطت زيارة الوزير الإيراني بموضوع القضاء بعدَ قدوم الوفد القضائي الأوروبي للتحقيق بقضايا اختلاس وتبييض وتهريب أموال وإثراء غير مشروع وتهرب ضريبي، كما ارتبطت هذه الزيارة بمسألة الإعلان عن اجتماع مجلس القضاء الاعلى بهدف تعيين قاض رديف للقاضي البيطار للفلفة التحقيق في ملف تفجير المرفأ والانتهاء من كل هذه القضية. كذلك إنّ الطريقة البوليسية غير المسبوقة في التعامل مع تحرك أهالي الضحايا والذي تمثّل بتوقيف وليم نون بشكلَ تعسُّفي لمنع عقد اجتماع مجلس القضاء الأعلى ومحاسبتهم على تكسير زجاج وعلى ألفاظ غير لائقة، تبرهن على أن كل هذه الحركات لها علاقة وطيدة بقضية تفجير المرفأ؛ وأن تعطيل القضاء وتقسيمه، على ما برز في بيانات مجلس القضاء الاعلى، هو هدف السلطة وعلى رأسها حزب الله لمنع كشف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اللبناني، سواء قضايا الفساد المالية والادارية او الجرائم الامنية والاعتداءات على حقوق الدولة. خصوصاً أنّ السلطة تخوّفت من أن تطال التحقيقات الأوروبية انفجار المرفأ، مع اقتراب قدوم قاض فرنسي للاستعلام عن مسار التحقيق لوجود ضحايا فرنسيين من ضمن ضحايا جريمة 4 آب. والهدف الاسمى لكل هذه تحركات هو الحفاظ على نفوذ وسيطرة حزب الله اللبناني في الشكل والايراني في المضمون. لكل تلك الأسباب فإنّ لقاء سيّدة الجبل يجدّد التأكيد على أنّ لا حلول سياسية واقتصادية وأمنية في لبنان إلا برفع الاحتلال الايراني عنه، أمّا كلّ اقتراحات الحلول الأخرى فهي تزيد من الأزمة ولا تحلّها لأنّها تطمس، عن وعي أو جهل، سبب الأزمة الحقيقي وهو الاحتلال الإيراني للبنان الذي تتطلّب مواجهته وحدة اللبنانيين ضدّه، تلك الوحدة التي لولاها لما خرج الجيش السوري من لبنان في نيسان من العام 2005. إن البيان المصري – السعودي الذي تكلّم عن إستقلال لبنان وعروبته خير دليل أن لبنان ليس لوحده في هذا العالم. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حسن نصرالله: نتفهم قيام بعض المرجعيات الدينية بالضغط السياسي والاعلامي على القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي من اجل الاسراع في انتخابات الرئاسة، لكن يجب الانتباه الى عدم التحريض الطائفي، لافتا الى ان لا أحد لديه الأكثرية لضمان الفوز من الدورة الأولى لايصال الشخصية التي يراها مناسبة لانقاذ لبنان، وغير صحيح الترويج لفكرة تغييب الموقع الماروني الأول ولا نية لأحد في ذلك! - الأميركيين منعوا تنفيذ عرض إيران وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين أن قبول مساعدة الفيول الإيراني خط أحمر، ويمكن ان يكونوا قد هددوا. لدينا فرصة لحل أزمة الفيول وأنتم يا حلفاء أميركا استفيدوا من علاقتكم معها لجلب استثناء للفيول الإيراني، احصلوا على استثناء وأنا أضمن لكم أن سفن الفيول الإيراني ستتحرك الى لبنان! - قناعتنا الدستورية أنه يحق لحكومة تصريف الأعمال أن تجتمع لتأخذ القرار في حدود القضايا الملحة والضرورية غير القابلة للتأجيل. (ملحق رقم 2*- ملخص)
  • التكتل لبنان القوي - التيار العوني: رفض بصورة قاطعة قيام الحكومة بعقد جلسة غير ميثاقية ولا دستورية لمجلس الوزراء بذريعة تأمين الكهرباء واعتبر ان الحلول الدستورية متوفرة لتسهيل شراء الفيول عن طريق المراسيم الجوالة وحمّل الوزراء الذين يشاركون في حضور الجلسات مسؤولية المشاركة في ضرب الميثاق ومخالفة الدستور - الخروج الفعلي من مرحلة الفراغ والانهيار يكون بالاتفاق على مرشحٍ يحظى بأكبر توافق ممكن بين القوى البرلمانية، استنادا الى برنامج متفق عليه يؤمن الاصلاحات ويضمن النجاح للعهد المقبل، وإنتخاب رئيس للجمهورية يستدعي البحث الفعلي في بنود الأولويات الرئاسية التي أقرها تكتل لبنان القوي والإنتقال على أساسها لاختيار الأسماء المناسبة!! - اكد انفتاحه على جميع الكتل البرلمانية للتوافق معها على البرنامج وشخصية المرشح قبل ان يحاول احد ان يفرض على اللبنانيين قراره بانتخاب الرئيس - وحمّل مجلس القضاء الأعلى وبالتحديد رئيسه سهيل عبود، مسؤولية تعطيل التحقيق في ملف المرفأ. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • مجلس المطارنة الموارنة: شجب بشدةٍ عرقلة التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت. ودان التوقيفات الكيدية التي يتعرّض لها أهالي الضحايا. ودعا مجددًا السياسيين، خصوصًا مع وصول الوفد القضائي الأُوروبي، إلى رفع يدهم عن القضاء - كرِّر مطالبته المجلس النيابي بتحمُّل مسؤولياته على هذا الصعيد، والمُسارَعة إلى بت هذا الاستحقاق الدستوري الأساسيّ، درءً لمزيدٍ من التدهور والإنهيار - وفقًا للتوافق الجاري، واستنادًا إلى الإجتهاد والفقه القانوني والنقاش الأكاديمي، لا يحقّ لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للإنعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحقّ له أن يصدر مراسيم ويوقّعها من دون توقيع جميع الوزراء - - يُحذِّر من وجودِ مُخططٍ مرفوض، لإحداثِ فراغٍ في المناصب المارونية خصوصًا والمسيحية عمومًا في الدولة. وإنْ دلّ ذلك على شيء، فعلى نيّة خفيّة ترمي إلى تغيير هويّة لبنان كما ترمي إلى تلاشي الدولة اللبنانية وصولاً إلى وضع اليد على أشلائها. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • الوطنيون الاحرار (المجلس السياسي): ناقش مسألة أموال المودعين، وأكد أنها ملكية فردية مصانة بالدستور، وطالب باعادتها لاصحابها قبل انفجار الشارع - عارض بدعة الدولار الجمركي، وشدد على وجوب التراجع عنها حفاظا على الأمن الغذائي والإجتماعي في البلاد – وناشد الايادي النظيفة والحكيمة من القضاة تحمّل مسؤولياتها وإحقاق الحق انتصارا للكرامة الإنسانية، واكد تمسك الحزب بنصرة الحق وحماية الحريات والسيادة الوطنية، وحيا بيان المطارنة. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • حسن نصرالله: لا يجوز البقاء في حاة تخبط كما الحال في السنوات الماضية وفي مكان ما على السلطة أن تبادر لوضع رؤية لمعالجة الوضع الاقتصادي، وللوصول إلى الرؤية، يجب دراسة الأسباب ولتنفيذها يجب استخراج الأسباب الواقعية والحقيقية، لافتا الى أن الفساد كان متجذرا بالدولة منذ وقت طويل - أحد أهم أسباب الأزمة خطأ الرؤية الاقتصادية في التسعينيات وبعض السياسات الاقتصادية الفاسدة والمفسدة!! - قال:"الحصار لا يكون فقط بوضع بارجة قبالة الشواطئ اللبنانية، بل يكفي سلوك الادارة الأميركية مع السلطة اللبنانية. الحصار يترجم بمنع المساعدات والودائع والقروض من الخارج وبمنع الدولة اللبنانية من قبول الهبات وقبول الاستثمارات ومنع لبنان من علاج ملف النازحين السوريين - من يريد وضع سياسات اقتصادية جديدة عليه ألآ يبني رؤية على حساب تسوية في المنطقة ولا وجود لحل الدولتين وخصوصا مع الحكومة الجديدة - مع سوريا لا تسوية، والوضع في المنطقة متجه نحو مزيد من التوتر فلا تسويات في المنطقة ولا مشاهد سلام وهذا كله سينعكس على منطقتنا - اعتبر أن أحد أسباب القوة هو موضوع النفط والغاز فهو ثروة هائلة في بحر لبنان مشيرا الى أن اليوم القرار الأوروبي حاسم في الاستغناء عن الغاز الروسي وأولويته هي في البحر المتوسط، لأن تكلفته أقل عليه. ولذلك علينا البحث عن شركات للاستفادة من ثروتنا الوطنية! - ولفت الى أنه من نقاط القوة الأساسية في إقتصادنا هم المغتربون الذين ما زالوا اليوم أهم مصدر مالي ليعيش اللبنانيون، وهم يتعرضون اليوم للخطر والمضايقة والاعتداء الأميركي من خلال وضع تجار واغنياء كبار على لوائح العقوبات بتهم ظالمة!!. (ملحق رقم 6*- ملخص)
    • البطريرك الراعي في عظة الاحد: كيف للدولة اللبنانية والحالة هذه أن تتوسل التجديد للقوات الدولية في الجنوب ولا تدفع مستحقاتها للأمم المتحدة؟ وكيف للدولة اللبنانية بعد اليوم أن تتقدم بشكاوى أمام الأمم المتحدة وتطالبها بتنفيذ قراراتها المتعلقة بلبنان ولا يحق لها التصويت؟ كيف نناشدها إكمال مهمتها في الاتفاق الثنائي بين لبنان وإسرائيل حول الطاقة وترسيم الحدود الجنوبية؟ كيف نطالبها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والمعيشية والتربوية؟ كيف نطالبها بهذا وبغيره ولا ندفع مستحقاتنا لها؟ في هذا الوقت يستمر الشغور الرئاسي، ولم تؤد المساعي الداخلية والدولية إلى إحراز تقدم فعلي نحو انتخاب رئيس جديد. بل نرى أن المواقف بين المحاور الداخلية ذات الامتداد الخارجي تتباعد أكثر فأكثر، وتلهي الرأي العام بموضوع الحكومة. ونحن قلنا منذ اليوم الأول لنهاية العهد، إن هذه الحكومة هي مستقيلة ومهمتها تصريف الأعمال. ومن واجبها التفاهم حول تفسير تصريف الأعمال لئلا تخلق إشكاليات نحن بغنى عنها. إن عملها محصور بالمحافظة على الحد الأدنى من تسيير شؤون المواطنين الضاغطة ومنع سقوط الدولة نهائيا، خصوصا أن مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها وفقا للدستور مسلوب - رغم ذلك لا تزال القوى السياسية تتقاذف الاستحقاق الرئاسي وتمتنع عن انتخاب رئيس جديد يصمد أمام الصعاب ويرفض الإملاءات ويحافظ على الخصوصية اللبنانية. ليس خوفنا أن تتغير هوية رئيس الجمهورية المارونية وطائفته، بل أن تتغير سياسته ومبادئه ويلتحق بسياسيات ومحاور ودول تجاهد ليل نهار للسيطرة على البلاد وتحويله إقليما من أقاليمها. لكن هذا الأمر مستحيلا لأن قرار التصدي لتغيير هوية الرئيس وكيان لبنان مأخوذ سلفا مهما كانت التضحيات. ولا يظننن أحد أنه قادر على تغيير هذا التراث التاريخي وهذه الخصوصية الوطنية. ويخطئ من يظن أنه يستطيع خطف رئاسة الجمهورية اللبنانية وأخذها رهينة ويطلب فدية لإطلاقها. لسنا شعب الفديات بل نحن شعب الفداء.. في هذا السياق إن القوى الوطنية السيادية أكانت مسيحية أم مسلمة مدعوة للاتحاد وتشكيل هيئة مشتركة تدافع عن لبنان ليتأكد العالم أن شعب لبنان مصمم على الحياة معا. (ملحق رقم 7*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: نجد مسؤولينا يثقلون كاهل المواطن كل يوم بضرائب جديدة بغية سد عجز افتعلوه هم أنفسهم، ثم أغرقوا البلاد والبشر، عوض تحمل المسؤولية والسير بخطط إصلاحية تنقذ البلد وتحافظ على الشعب. المعادلة في بلدنا هي: يفتقر الشعب ليغتني المسؤولون. يموت الشعب ليحيا المسؤولون. يدان الشعب فدية عن المسؤولين - شهدنا هذا الأسبوع حلقة أخرى من مسلسل مسرحية انتخاب رئيس، والمحزن أن من لم يقوموا بواجبهم على أتم وجه يتذمرون ويشعرون بالاشمئزاز من تكرار المهزلة. أليس أولى بهم أن يقدموا على ما يخرج المجلس من هذا الجمود القاتل؟ ألا يعلمون طريقة تكوين السلطات في الأنظمة الديمقراطية، وكيفية إجراء الانتخابات؟ كيف يبرر المعطلون لناخبيهم تقصيرهم في أداء واجبهم الدستوري والوطني؟ كيف يبررون وضع مصالحهم قبل المصلحة العامة، وتقديم حساباتهم الضيقة على كل حساب؟ كيف يستطيعون أن يضحكوا ويهزأوا وشعبهم يدمع ويبكي؟ متى يخرج هؤلاء من أوهامهم بأنهم محور الكون وأن العالم لا يفكر إلا بهم؟ ما هذه المهزلة؟ قليل من التواضع ومن الواقعية. ألا يخجل من يدعون أنهم مسؤولون مما أوصلوا البلد وشعبه إليه؟ ألا يخجلون من أنفسهم عندما يتحدثون عن الكرامة وعن السيادة وعن الحقوق؟ وكلها ضاعت بسبب مواقفهم العبثية. أملنا أن تصحو ضمائر من ضمائرهم نائمة، وأن ينضم عدد كبير من النواب إلى رفاقهم المعتصمين داخل المجلس، مطالبين بعقد جلسة انتخابية لا تغلق إلا بانتخاب رئيس. أوليس هذا واجب النواب الأول؟ أما واجبهم الثاني الرقابي فعليهم وعيه جيدا للقيام بواجبهم الذي يقتضيه فصل السلطات، عوض الخلط بينها وتخطي الدستور. (ملحق رقم 8*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

غادرت نحو 146 عائلة من اللاجئين العراقيين تضم 584 شخصاً على متن 16 حافلة كما خرج 15 سجينا عراقيا من عناصر تنظيم "داعش" من مخيم الهول شمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد مصادر متابعة السبت الماضي. وانطلقت الحافلات عبر معبر الوليد الحدودي نحو العراق إلى مخيم الجدعة في الموصل، بوجود وفد عراقي (مكلف من الحكومة) وعد بإخراج دفعة جديدة من العراقيين برحلة ثانية في بداية فبراير المقبل. يذكر أنه كان أشير سابقاً إلى أن إدارة المخيم تواصل العمل على إخراج العوائل العراقية من الهول بتنسيق مستمر مع الجانب العراق،. فخلال عام 2022، جرى إخلاء 698 عائلة عراقية من المخيم على 5 دفعات، يقدر عدد أفرادها بأكثر من 3080 شخصاً. كما يشار إلى أن الأمم المتحدة كانت ناشدت أكثر من مرة الدول المعنية باسترداد مواطنيها من الهول، واصفة المخيم بالقنبلة الموقوتة، كما حذرت من أن انعدام الأمن يتزايد فيه، أما الأطفال المحتجزون في خيمه فمحكومون بحياة بلا مستقبل.

في سياق منفصل، لا تزال خطوط المصالحة بين النظام في سوريا وتركيا برعاية روسية، ممدودة. فبعد أسابيع من إعلان وزارة الدفاع الروسية إجراء محادثات ثلاثية في موسكو، لبحث سبل حل الأزمة السورية، مشددة على ضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في دمشق، معلنة عن لقاء قريب محتمل، عاد الكرملين وكشف عن جديد حول الموضوع. فقد أعلنت الرئاسة الروسية اليوم، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ناقشا فيها العلاقات مع النظام في سوريا. وذكر الكرملين أن الجانبين ناقشا تطبيع العلاقات التركية مع النظام في دمشق. إلا أن البيان لم يذكر تفاصيل أكثر عن الموضوع.

وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الإيراني، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي في أنقرة، أن الوصول إلى اتفاق نووي لايزال أمرا ممكنا، فيما أكد أوغلو أن المجموعات الإرهابية في شمال سوريا تمارس نشاطها، وقال إن بلاده لن تسمح بقيام دولة إرهابية على حدودها. وزار عبد اللهيان تركيا والتقى عدداً من  كبار المسؤولين لمناقشة الوضع في سوريا، وكذلك المفاوضات الأخيرة بين وزراء الدفاع لكل من روسيا وسوريا وتركيا. وقالت مصادر إن زيارة عبداللهيان تأتي استكمالا لما بدأه في دمشق بعد لقائه الرئيس السوري ووزير خارجيته فيصل المقداد. زيارة عبداللهيان إلى أنقرة تسبق زيارة مرتقبة لنظيره التركي جاويش أوغلو إلى واشنطن، حيث يُطلع خلالها المسؤولين الأميركيين على مسار التقارب بين دمشق وأنقرة، في ظل رفض أميركي لهذا التقارب.

في ملف آخر، أعلن ممثلو الادعاء في هولندا، يوم الثلاثاء، توقيف رجل يشتبه بأنه مسؤول أمني في صفوف تنظيم داعش كان ينشط في محيط مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق وداخله، وقالت النيابة إن الرجل السوري البالغ 37 عاماً لعب دوراً هاماً في الحرب الأهلية السورية في تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين، وأضافت أنها تشتبه بأنه من منصبه في داعش ساهم بجرائم حرب ارتكبها التنظيم في سوريا. كما أكد ممثلو الادعاء في بيان أن المشتبه به طلب اللجوء في هولندا في 2019 واستقر بعدها بعام في قرية أركيل في جنوب غرب البلاد، حيث ألقي القبض عليه الثلاثاء. ويُشتبه في أن الرجل شغل منصباً رفيع المستوى في جهاز الأمن في تنظيم داعش بين عامي 2015 و2018، بحسب ما ذكرت النيابة، وأنه شغل سابقاً المنصب نفسه لمدة عامين في جبهة النصرة.

أمنياً، تعرضت قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف شرق سوريا، اليوم الجمعة، إلى هجوم بطيران مسير مجهول المصدر يرجح أنه تابع للميليشيات الإيرانية. وأدى الهجوم إلى سقوط إصابات في صفوف قوات "جيش سوريا الحرة"، وسط استنفار لقوات التحالف المتواجدة في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. يذكر أن هذا الاستهداف الأول من نوعه خلال العام الحالي، وكذلك هو الأول من أكثر من 5 أشهر.

 

  1. في الشأن الليبي

بعد أشهر من التوقف بسبب الخلافات السياسية بين القوى المتنافسة في البلاد، اجتمعت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، يوم الأحد الماضي، في مدينة سرت الليبية، لاستئناف أعمالها. وقالت مصادر عسكرية، إن هذا الاجتماع الذي استمر على مدى يومين، حضره المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، وبحث ملفات توحيد المؤسسة العسكرية وخروج المقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، إلى جانب مسألتي تبادل الأسرى وسبل دمج عناصر الميليشيات المسلحة في المؤسسات الأمنية الرسمية.

يذكر أن هذه الملفات تمثل قلقا أساسيا للمجتمع الدولي وعقبة أمام الحل السياسي في ليبيا، حيث لم تحقق اللجنة أيّ تقدمّ بهذا الخصوص خاصة في عمليتي توحيد المؤسسة العسكرية وتفكيك الميليشيات، لكنها نجحت في المقابل في الحفاظ على وقف إطلاق النار وتحقيق عدة توافقات بين طرفي النزاع المسلّح خلال العامين الأخيرين، أبرزها فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب وإعادة الرحلات الجوية. ويأتي اجتماع اللجنة بالتوازي مع حراك سياسي محلي ودولي، في مسعى للخروج من مرحلة الجمود السياسي والوصول إلى حل توافقي يضاعف من فرص تحقيق الوحدة الوطنية ويؤدي لإجراء استحقاق انتخابي خلال عام 2023.

في الازمة السياسية، قال رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، إن تعديل الإعلان الدستوري ووضع قاعدة للانتخابات هو الحل لإخراج البلاد من أزمتها. وانتقد صالح خلال افتتاحه جلسة البرلمان، الثلاثاء، موقف ودور المجلس الأعلى للدولة، وقال إنه لا يحق له إصدار أي وثيقة أو إعلان دستوري لأن دوره استشاري فقط، مشددا على أن البرلمان هو الجسم التشريعي الوحيد في البلاد، في خطوة من شأنها أن تثير الخلاف بين الطرفين حول مستقبل العملية السياسية، حيث يرفض مجلس الدولة إقرار البرلمان التعديل الدستوري بشكل أحادي.

وشهدت العلاقات بين البرلمان ومجلس الدولة، تقاربا في الفترة الأخيرة، بعد الاتفاق على وضع خارطة طريق واضحة للانتخابات البرلمانية والرئاسية، لكن صالح قال إنّه تقارب لفظي دون أفعال، وأشار إلى نقطة الخلاف الرئيسية مع المجلس الأعلى للدولة بشأن قانون الانتخابات، وقال إنها تتمثل في النقطة الخاصة بترشح مزدوجي الجنسية لمنصب رئيس الدولة، داعيا إلى إفساح المجال للترشح أمام مزدوجي الجنسية، مشيرا إلى إمكانية إضافة مادة أنه في حال نجاح مزدوج الجنسية في الانتخابات يأتي بما يفيد تخليه عن الجنسية الأخرى، مطالبا في هذا السياق، بترك الاختيار للشعب، وتقبل الخصوم من أجل إنهاء المراحل الانتقالية.

وكان رئيس برلمان ليبيا قد رجح إمكانية إجراء الانتخابات في شهر نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أن الإعلان عن خارطة طريق الانتخابات سيتم بعد اللقاء مع رئيس مجلس الدولة خالد المشري نهاية الأسبوع الجاري.

من جانب آخر، التقى رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري في طرابلس الثلاثاء. وقال المشري إنه أكد مع فيدان خلال اللقاء على عمق العلاقات التاريخية بين ليبيا وتركيا، وأهمية تعزيزها وتطويرها، وضرورة التعاون والتنسيق بشأن القضايا والملفات الثنائية والدولية. كما ذكر المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة أن فيدان أكد اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع ليبيا ودعم تركيا المتواصل لكل الجهود السياسية المبذولة لإيجاد حلول للمسائل العالقة.

وفي سياق متصل، قالت السفارة الأميركية في ليبيا، مساء الأربعاء، إن محادثات أجريت بين قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وكل من القائم بالأعمال في السفارة الأميركية ليزلي أوردمان ونائب قائد القوات الجوية الأميركية في إفريقيا الجنرال جون دي لامونتاني، لبحث أهمية توحيد الجيش تحت قيادة مدنية منتخبة. وجاء هذا اللقاء، بعد أسبوع من زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز إلى ليبيا، والتي التقى خلالها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس وحفتر في بنغازي، وبعد يوم من زيارة رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ولقائه بعدد من المسؤولين في الغرب الليبي.

ميدانيا، تجددت الاشتباكات العنيفة بين ميليشيات مسلحة تابعة لقوات رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، بالقرب من مطار العاصمة طرابلس، واندلعت معارك مفاجئة فجر الجمعة استخدمت فيها الميليشيات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، هذا في حين فضّلت حكومة الدبيبة عدم التعليق على ما يجري.

ودامت الاشتباكات وفق مصادر محلية، عدة ساعات في منطقة قصر بن غشير جنوب طرابلس، حيث اندلعت بين جهاز الردع برئاسة عبد الرؤوف كارة، واللواء 111 مجحفل بقيادة عبد السلام الزوبي، على خلفية نزاع على عقد لصيانة مطار طرابلس الدولي، المغلق منذ سنوات. وقد تمكن اللواء 444 بقيادة محمود حمزة، التابع لرئاسة الأركان بحكومة الدبيبة، وبطلب من الأخير، من فض هذه المواجهات بعدما انتشرت عناصره على حدود تماس الطرفين المتنازعين. وقالت وسائل إعلام محلية إنها أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل، تابع لجهاز الردع، بينما لم يكشف عن حجم الأضرار التي خلفتها.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

أعلنت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة أنها تلقت رسميا طلبا من الجمعية العامة للأمم المتحدة لإبداء رأي استشاري بشأن العواقب القانونية لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية. ومن المتوقع أن تعد المحكمة قائمة بالدول والمنظمات التي سيُسمح لها بتقديم إفادات كتابية، لكن البيان الصحفي لم يقدم معلومات إضافية حول الإطار الزمني لتلك العملية. وفي آراء استشارية سابقة، حددت المحكمة أيضا جلسات استماع، لكن من المرجح أن يستغرق الأمر عدة أشهر على الأقل قبل تحديد مواعيد. ومحكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي، والمعروفة أيضا باسم المحكمة العالمية، هي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة تتعامل مع النزاعات بين الدول. وأحكامها ملزمة رغم أنها لا تملك سلطة إنفاذها.

وكانت آخر مرة أبدت محكمة العدل الدولية فيها رأيها في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في 2004، حينما حكمت بعدم قانونية الجدار العازل الإسرائيلي. وفي الحكم نفسه، قالت المحكمة إن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أقيمت في انتهاك للقانون الدولي، وقد رفضت إسرائيل حينها ذلك الحكم واتهمت المحكمة بأن لها دوافع سياسية.

من جانب آخر، وفي ملف الداخل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، أنه سيعقد الأسبوع القادم نقاشا بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وقد جاء ذلك وفق ما أعلن مكتب نتنياهو في بيان عقب خلافات جرت داخل الحكومة الإسرائيلية إثر قرار اتخذه وزير الجيش يوآف غالانت بإخلاء مستوطنة أقامها مستوطنون شرق نابلس في شمالي الضفة الغربية. وقال البيان، إن الحكومة تدعم الاستيطان ولكن فقط عندما يتم ذلك بشكل قانوني وبالتنسيق مع رئيس الوزراء والمسؤولين الأمنيين، ولفت إلى أن البؤرة الاستيطانية التي أقامها مستوطنون شرق نابلس في شمالي الضفة الغربية الخميس، وتم اتخاذ قرار إخلائها، تمت دون موافقة الحكومة، وأضاف البيان أن رئيس الوزراء سيعقد مناقشة (لم يحدد مع من) حول الموضوع مطلع الأسبوع المقبل.

وقالت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية الجمعة، إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش احتج على قرار الإخلاء الذي أقره وزير الدفاع يوآف غالانت، وأضافت أن غالانت انخذ قرار الإخلاء دون تنسيق مع سموتريتش وأعلن دعمه للجيش الإسرائيلي لتنفيذ قرار الإخلاء.

وجاء قرار الإخلاء بعد يوم واحد من زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى إسرائيل الذي دعم حل الدولتين ورفض الخطوات الأحادية، حيث تعارض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وفكك الجيش الإسرائيلي، بؤرة استيطانية أقامها مستوطنون في ساعة مبكرة من فجر الجمعة، بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين. وقال رئيس مجلس قروي جوريش، رائد أبو جاموس، لوكالة "الأناضول"، إن مواجهات عنيفة اندلعت بين عشرات الفلسطينيين والمستوطنين في القرية، تدخل على إثرها الجيش الإسرائيلي، وأوضح أن الجيش استخدم الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى لإصابة 6 فلسطينيين بجراح وعشرات بحالات اختناق. كما ذكرت منظمة "إنقاذ بلا حدود" بأن ثلاثة مستوطنين إسرائيليين أصيبوا خلال احتكاكات وقعت بينما كان الجيش يخلي بؤرة استيطانية أقيمت في ذكرى الحاخام دروكمان في مناطق الضفة.

يشار إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، كان قد طالب وزير الجيش بالامتناع عن إخلاء البؤرة الاستيطانيّة الجديدة التي أقامها مستوطنون شمال الضفة الغربية ، وطلب بن غفير كذلك إجراء مناقشة في الحكومة بشأن الإدارة المدنية الإسرائيلية. وقال أنه لا يُعقَل عندما يبني العرب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية )، لا يفرض المسؤولون الإداريون القانون ضدهم. ولكن عندما يتعلق الأمر باليهود، يريدون تدمير البؤرة الاستيطانية في غضون ساعات، على حدّ قوله!!

من جانب آخر، أكد البيان الختامي للقمة الثلاثية، الثلاثاء، في القاهرة، بين الرئيس المصري والعاهل الأردني والرئيس الفلسطيني، على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار جهودهم المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وبحثت القمة تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها. وأعرب القادة خلال اجتماعهم عن دعمهم الكامل لجهود محمود عباس في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة، وشددوا على ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار. كما طالبوا بوقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية والتي تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.

في الملف الحكومي، تظاهر أكثر من 100 ألف شخص السبت في شوارع تل أبيب احتجاجا على سياسة حكومة نتنياهو، وفي هذا السياق، مرّت أسابيع قليلة على تشكيل الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، لكن قد يواجه رئيس الوزراء الجديد مقترحاً لمنعه من الاستمرار في مهامه، وذلك بسبب تشابك العلاقات والمصالح بينه وبين الوزير أرييه درعي، الذي أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل قراراً بعدم أهليته لتولي مناصب وزارية عقب إدانته بجرائم تهرب ضريبي، ومطالبة نتنياهو بإقالته، وأضافت المصادر أن مكتب المدعي العام في إسرائيل ومكتب المستشار القانوني للحكومة، لا يستبعدان تحركاً لنزع الأهلية عن نتنياهو تمنعه من الاستمرار في منصبه. وفي حين تنذر تلك التطورات بأزمة قد تؤدي لسقوط الائتلاف الحكومي في إسرائيل، في حال انسحاب رئيس حزب "شاس" أرييه درعي منه، يفكر نتنياهو وفق تقديرات إسرائيلية في تعيين أدرعي رئيساً بديلاً للوزراء، للالتفاف على قرار المحكمة الإسرائيلية. وأضافت الهيئة أن سحب الصلاحية من نتنياهو قد يأتي بسبب تضارب المصالح واستغلال نتنياهو لمنصبه للترويج للإصلاحات القضائية التي ستسمح بتعيين درعي وزيراً في الحكومة.

بدوره، لا يخطط حزب الليكود لحل مناسب للأزمة حتى هذه اللحظة، بل يقدّر أن يدعو نتنياهو درعي إلى اجتماعات الحكومة كمراقب لحين تجاوز عقبة تمثيله في الحكومة.

 

  1. فيروس COVID-19

أفادت السلطات الصينية بأنّ الأسوأ قد انتهى في معركتها ضدّ وباء كورونا، وذلك قبيل يوم الجمعة، الذي يُتوقَّع أن يكون أحد أكثر أيام السفر ازدحاماً منذ أكثر من ثلاث سنوات نتيجة حركة تنقّل كبيرة، بمناسبة عطلة رأس السنة الصينية، تغذّي المخاوف من زيادة أخرى في عدد الإصابات بكوفيد-19. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن نائبة رئيس الوزراء سون تشونلان التي تشرف على جهود مكافحة كورونا قولها إنّ انتشار الفيروس في الصين حالياً عند مستوى منخفض نسبياً، وذلك بعدما أفاد مسؤولون في قطاع الصحة بأنّ أعداد المصابين بكوفيد-19 في العيادات وغرف الطوارئ والحالات الحرجة قد بلغت ذروتها.

لكنّ ثمّة شكوكاً كثيرة حول رواية الصين عن انتشار فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) الذي أثقل كاهل المستشفيات ومحارق الجثث، منذ أن تخلّت بكين عن القيود الصارمة المرتبطة بالأزمة الوبائية والاختبارات الجماعية في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ويتوقّع خبراء في مجال الصحة وفاة أكثر من مليون شخص بسبب كوفيد-19 في الصين هذا العام، فيما تتوقّع شركة البيانات الصحية "إيرفينيتي" التي تتّخذ من بريطانيا مقرّاً لها أن يصل عدد الوفيات ذات الصلة إلى 36 ألف شخص يومياً في الأسبوع المقبل.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

أخبرت السيناتورة الأميركية الديمقراطية جاكي روزن، الحكومة الإسرائيلية أنها لا تريد أن يلتقي وفد مجلس الشيوخ المؤلف من الحزبين والذي تقوده إلى إسرائيل هذا الأسبوع مع أي أعضاء من حزبي اليمين المتطرف الإسرائيليين المنتميين إلى الائتلاف الحكومي، بحسب مسؤولين إسرائيليين ومصدر مقرب من السيناتورة. ويتكون الوفد الذي ترأسه روزن مع السناتور جيمس لانكفورد من مشرعين يمثلون جزءًا من كتلة اتفاقيات أبراهام، وهي مجموعة تشكلت لدعم وتوسيع اتفاقيات السلام بوساطة إدارة ترمب، بين إسرائيل وعدة دول عربية. وتعد إسرائيل المحطة الأخيرة في رحلة الوفد إلى المنطقة، والتي تضمنت أيضًا زيارات إلى المغرب والإمارات والبحرين. ومن المتوقع أن تشمل الزيارة الإسرائيلية اجتماعات مع نتنياهو، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، ومسؤولين ونوابا إسرائيليين آخرين.

وقد أعرب مسؤولون أميركيون وآخرون في السابق عن قلقهم بشأن ضم نتنياهو لبن غفير وسموتريتش إلى ائتلافه. وقبل عدة أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية في نوفمبر، التقى وفد من مجلس الشيوخ من الحزبين برئاسة السيناتور بوب مينينديز والسيناتور ليندسي غراهام مع نتنياهو في القدس. وحذر مينينديز نتنياهو من أن تشكيل حكومة مع أحزاب اليمين المتطرف قد يضر بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

في سياق منفصل، أعلنت الحملة الانتخابية لدونالد ترمب يوم الثلاثاء، أن الرئيس الجمهوري السابق سيظهر أمام الجمهور في 28 يناير/كانون الثاني في إطار مسعاه لخوض الانتخابات الرئاسية في 2024، وذلك في ساوث كارولينا إحدى ولايات التصويت المبكر لأول مرة منذ إعلان نيته الترشح في نوفمبر/تشرين الثاني. وأفاد إعلان للحملة أنه من المقرر أن ينضم اثنان من الرموز الجمهورية المعروفة في ساوث كارولينا إلى ترمب في مقر الولاية حيث يكشف عن فريق قيادة حملته في الولاية، وهما السناتور لينزي غراهام أحد أكثر مؤيدي ترمب ولاء والحاكم هنري مكماستر. وتتمتع ساوث كارولينا بنفوذ كبير باعتبارها واحدة من أولى الولايات التي تشهد المنافسات على الترشيح للرئاسة في سنوات الانتخابات. وفي السياق، قال دونالد ترمب خلال مقابلة هذا الأسبوع انه سيتعامل مع ترشح دي سانتوس للرئاسة، إذا تحدى حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024.

وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترمب، الجمهوري الوحيد الذي أعلن عن ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2024 حتى الآن، واجه انخفاضًا في الدعم الأساسي. وقال الناخبون إنهم يفضلون دي سانتوس، الذي لم يعلن علنًا عن نواياه في انتخابات 2024.

على صعيد آخر، وبعد فتور في العلاقات امتد سنوات بين الولايات المتحدة وتركيا، العضوين في حلف شمال الأطلسي، عقب شراء أنقرة منظومات دفاع صاروخية روسية عام 2019، ما أدى إلى إقصائها من برنامج طائرات إف-35 المقاتلة، عادت تركيا وحثّت أميركا على حل الموضوع. فقد أبلغ وزير الخارجية التركي نظيره الأميركي أن تخلي أنقرة عن اعتراضها على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي يجب ألا يكون شرطاً مسبقا لبيع مقاتلات إف-16. كما أفاد للصحافيين الأربعاء، بأن بلاده حثّت إدارة الرئيس بايدن، على أن تكون حاسمة بشأن سعيها لبيع طائرات حربية من طراز إف-16 لأنقرة وإقناع الكونغرس بالتخلي عن معارضته لصفقة مزمعة بقيمة 20 مليار دولار.

في ملف المساعدات لكييف، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، عن دفعة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا تبلغ قيمتها 2.5 مليار دولار تشمل مئات المركبات المدرعة ودعما للدفاع الجوي لكنها لا تضم دبابات ثقيلة من طراز أبرامز. كما أوضحت الوزارة أن الدفعة الجديدة تشمل 59 مركبة قتالية من طراز برادلي، و90 عربة مشاة مدرعة من طراز سترايكر. كذلك، سيسلم الجيش الأميركي أوكرانيا 53 مركبة مدرعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998، وستسلم واشنطن أيضا القوات الأوكرانية صواريخ احتياطية لأنظمة NASAMS وHIMARS المضادة للطائرات التي كانت قد أُرسِلَت إليها سابقا، و8 أنظمة مضادة للطائرات قصيرة المدى من طراز Avenger بالإضافة إلى آلاف الذخيرة. وبهذه الشريحة الجديدة، يرتفع إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا إلى 26,7 مليار دولار منذ بدء الهجوم الروسي في 24 شباط/فبراير. وقد تم الإعلان عنها عشية اجتماع لوزراء دفاع الدول الغربية لتقديم مساعدات عسكرية للأوكرانيين، وفي مقدمهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الموجود في رامشتاين بألمانيا لتنسيق مواصلة تقديم المساعدات العسكرية لكييف.

 

  1. في الشأن العراقي

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال في مقابلة نشرتها يوم الأحد الماضي، بأن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دافع عن وجود قوات أميركية في بلاده ولم يحدد جدولا زمنيا لانسحابها، وأضاف أن الحاجة للقوات الأجنبية لا تزال قائمة وأن القضاء على تنظيم داعش يحتاج إلى المزيد من الوقت في إشارة إلى فرق القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي التي تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة متشددي التنظيم لكنها تظل بمنأى عن القتال الفعلي إلى حد كبير.

من جانب آخر، قال الرئيس العراقي إن خرق تركيا لحدود بلاده يحرج حكومتي بغداد وأربيل، مؤكداً أن وجودها على أراضي العراق مرفوض، وأضاف أنه لا يمكن أن تكون العلاقات طبيعية وأن يتم في نفس الوقت خرق حدودنا، هذا مرفوض من الشعب الكردي ومن شعب العراق ومن حكومة الإقليم وحكومة العراق. كما أكد رشيد أن العراق وإقليم كردستان يعارضان الانتهاكات التركية والإيرانية، مضيفاً أن بغداد نصحت أنقرة بوضع حد لانتهاكاتها. وفي ما يتعلّق بالعلاقات بين بغداد وأربيل، قال إن علاقات العراق وإقليم كردستان تتوطد يوماً بعد، لكن قسماً من مشاكل أربيل مع بغداد لن يحل بسرعة، معرباً عن تفاؤله بحل مشاكل العراق والإقليم.

في سياق منفصل، وسط أنباء متداولة عن إفلات المتهم الرئيس في القضية من العقاب، أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق عن صدور مذكرات قبض جديدة بحق متهمين بسرقة أموال الأمانات الضريبية، أو ما بات يعرف بـ"سرقة القرن" التي تفجرت مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2022. فقد بلغ إجمالي الأموال المسروقة نحو 2.5 مليار دولار، وأتت مذكرات القبض، بعد أن أخلت السلطات سبيل المتهم الرئيسي بكفالة في مقابل إعادة الأموال التي قام بسرقتها وتقدر بنحو مليار دولار. وصدرت المذكرات الجديدة بعد اجتماع عقده الأربعاء، رئيس مجلس القضاء الأعلى مع رئيس "هيئة النزاهة" والقضاة الأوائل في محاكم التحقيق المختصة بنظر قضايا هيئة النزاهة في الرصافة والكرخ. أتى ذلك بعد أسبوع من إفراج السلطات بكفالة، عن المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء السابق هيثم الجبوري.

يشار إلى أن رئيس الوزراء محمد السوداني، كان أعلن نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن استعادة 182 مليار دينار، أي أقل من 2% من إجمالي المبلغ المسروق، كوجبة أولى من الأموال الضريبية المسروقة عن طريق المتهم الأول نور زهير بعد إطلاق سراحه المشروط. إلا أن ذلك لم يرض المواطنين العاديين الذين يشككون في سلامة الإجراءات الحكومية المتبعة لاستعادة كامل الأموال المسروقة.

في سياق متصل، وعلى وقع الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العراق، خصوصا مع ارتفاع سعر الصرف وما تبعه من تداعيات أخرى أثّرت إلى حد كبير على الحياة المعيشية للمواطنين، كشف مسؤولون أميركيون أن انخفاض قيمة الدينار العراقي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع المستوردة يعود إلى التغيير الملحوظ في السياسة التي تعتمدها وزارة الخزانة الأميركية والاحتياط الفيدرالي في نيويورك تجاه بغداد. فقد تبيّن أن الولايات المتحدة تنفّذ إجراءات من شأنها لجم عمليات غسل الأموال، ووقف الاستيلاء غير القانوني على الدولارات بواسطة المصارف التجارية العراقية لمصلحة إيران ودول أخرى تخضع لعقوبات في الشرق الأوسط، وقد باشر الاحتياط الفيدرالي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بفرض ضوابط أكثر حزماً على معاملات البنوك التجارية العراقية التي كانت تعمل بموجب قواعد أقل حزماً منذ الغزو الأميركي عام 2003، مشددا على أن الوقت قد حان لجعل النظام المصرفي العراقي يمتثل لممارسات تحويل الأموال العالمية. كما جرى منذ دخول الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ، حظر 80% أو أكثر من تحويلات الدولار اليومية للعراق، علماً بأن مجموعها كان يصل في السابق إلى أكثر من 250 مليون دولار يومياً.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن القواعد الحازمة للتحويلات الإلكترونية للدولار من قبل المصارف العراقية الخاصة، لم تكن مفاجئة للمسؤولين في بغداد، بل تنفذ بشكل مشترك منذ نوفمبر الماضي، أي بعد عامين من المناقشات والتخطيط بين البنك المركزي العراقي ووزارة الخزانة الأميركية ومجلس الاحتياط الفيدرالي، كما أضافوا أن ارتفاع سعر صرف الدولار لم يكن بسبب الإجراءات الجديدة. يشار إلى أنه وفي ظل ندرة الدولار، تراجعت قيمة العملة العراقية بما يصل إلى 10% مقابل الدولار، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع المستوردة، بما في ذلك السلع الأساسية مثل البيض والدقيق وزيت الطهي.

 

  1. في الشأن اليمني

أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، الاثنين، أنها تمكنت خلال الساعات الماضية، من إفشال تحركات مكثفة لميليشيا الحوثي تستهدف أمن وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، غربي البلاد. وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، بأن الميليشيا عاودت محاولاتها استحداث خنادق وأنفاق من بين المزارع في منطقتي الفازة والجبلية الواقعتين في الشريط الساحلي لمديرية التحيتا، جنوبي الحديدة، وأوضح أن وحدات الاستطلاع رصدت تحركات وانتشار ميليشيا الحوثي، وسرعان ما تم التعامل معها وتحقيق إصابات مباشرة في الأهداف المرصودة التابعة لما تُسمى القوات البحرية، التابعة للميليشيا الحوثية الإرهابية، وإجبار عناصرها على التراجع بعد وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوفها. وتُعد هذه المحاولة هي الثانية لميليشيا الحوثي في ذات المنطقة وفي أقل من شهرين.

من جانب آخر، أكد مندوب السعودية لدى مجلس الأمن، الاثنين، أن تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية بات أمرا ملحا، وقال في كلمته أمام مجلس الأمن، إن المملكة لم تلمس في الآونة الأخيرة أي رغبة حقيقية من الحوثيين لإنهاء الصراع في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل، كما طالب مجلس الأمن بـاتخاذ إجراءات أكثر صرامة بحق الحوثيين في حال استمرار مماطلتهم تجاه عملية السلام، مضيفاً أن المجلس أخفق في اتخاذ موقف لإدانة فظائع الحوثيين. وشدد على أن السعودية مستمرة في دعم الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وفق المبادرات الدولية والإقليمية. من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، إنه أجرى مناقشات إيجابية وبناءة مع مجلس القيادة الرئاسي اليمني وجماعة الحوثي خلال الأيام الماضية بشأن الهدنة. يذكر أن البلاد عادت منذ انتهاء الهدنة الأخيرة في الثاني من أكتوبر إلى نقطة الصفر، بسبب تعنت الحوثيين، ومحاولة فرض شروطهم، ما عرقل الجهود الأممية لتمديد وقف إطلاق النار للمرة الثالثة.

إلى ذلك، طالبت الحكومة اليمنية بدور أكبر للمجتمع الدولي تجاه السلام في اليمن، من خلال الضغط على ميليشيا الحوثي وحلفائها في إيران، ودعا مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، إلى إيجاد مقاربة جديدة تجاه السلام لمواجهة التعنت الحوثي. كما لفت إلى أن كل جهود مجلس الأمن والأمم المتحدة ستظل بعيدة المنال طالما استمر تدخل النظام الإيراني المارق في شؤون اليمن الداخلية. متهما النظام الإيراني بمواصلة دعم الميليشيات الحوثية لإطالة أمد الحرب وإزهاق أرواح آلاف اليمنيين وتعريض السلم والأمن الإقليمي والدولي للخطر. ودعا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين ووقف هذا السلوك المدمر الذي يهدف من خلاله النظام الإيراني إلى الهروب من الاستحقاقات الداخلية وتلبية مطالب الشعب الإيراني إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة من خلال دعم الميليشيات الإرهابية، وأضاف أنه يجب ردع الميليشيات الحوثية وإدراجها ضمن الجماعات الإرهابية.

في السياق، رحبت الحكومة اليمنية، مساء الأربعاء، بإعلان البرلمان الأوروبي تصنيف الحرس الثوري الإيراني وجميع التشكيلات الخاضعة له منظمة إرهابية، ودعت إلى إدراج ميليشيا الحوثي وقياداتها في قوائم الإرهاب الدولية، باعتبارها أحد أهم أذرع "الحرس الثوري" العسكرية في المنطقة. كما رحبت الحكومة اليمنية، بدعوة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لإدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، واتجاههم الخميس القادم للتصويت على قرار تعليق خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران أو ما يعرف بـالاتفاق النووي. وجاء ذلك في بيان صحافي لوزير الإعلام اليمني، والذي طالب أيضاً الاتحاد والبرلمان الأوروبي والدول الأعضاء بتشديد العقوبات على النظام الإيراني لوقف تدخلاته في الشؤون اليمنية بما في ذلك عمليات تهريب الأسلحة لميليشيا الحوثي.

على صعيد منفصل، كشف موقع "نيوزيمن" الإخباري ، الخميس، عن تفاصيل خاصة حول مفاوضات أجرتها ميليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن، وتنظيم القاعدة الإرهابي، لإتمام صفقة تبادل أسرى بين الطرفين خلال شهر يناير الجاري. ونقل عن مصادره، قولها، إن الصفقة تتضمن إطلاق سراح 17 عنصرا من تنظيم القاعدة مقابل إطلاق 9 من عناصر ميليشيا الحوثي، وقد أوضحت المصادر أن مفاوض تنظيم القاعدة الإرهابي عبدالله علي علوي مزاحم، الملقب بـ"الزرقاوي"، أجرى لقاءات عديدة مع مفاوض ميليشيا الحوثي القيادي محمد سالم النخعي "أبو أنس"، وتم الاتفاق بين الطرفين على أن يتم إبرام الصفقة في شهر يناير الجاري. كما نشر الموقع أسماء عدد من أسماء قائمة الزرقاوي، والتي سيتم إطلاق سراحهم من السجون في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية. بينهم: مياد محمود عقلان الحمادي - علي عوض محمد أحمد العقيلي - عبد الله علي ناجي الحاوري - مرزوق أحمد محمد أحمد أبو سر العقيلي - عادل طارق - وليد الرزاقي.

وأبرمت ميليشيا الحوثي منذ سيطرتها على السلطة صفقات تبادل عديدة مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وأفضت تلك الصفقات عن إطلاق سراح عناصر وقيادات في التنظيم كانت محتجزة في سجون صنعاء، على خلفية سلسلة من الهجمات والعمليات الإرهابية شهدها اليمن قبل 2011.

 

  1. في الشأن المصري

في الملف الاقتصادي، قالت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية، إن نسب رأس المال التنظيمي للبنوك المصرية يمكن أن تصمد أمام المزيد من انخفاض في سعر الجنيه مقابل الدولار، إذ إنها مدعومة بتوليد رأسمال داخلي سليم، وفي مذكرة أصدرتها الوكالة الثلاثاء، قالت أن بنوك القطاع الخاص الكبيرة تُعدّ في وضع أفضل لتحمل انخفاض سعر العملة من أكبر بنكين في القطاع العام، وهما البنك الأهلي المصري وبنك مصر، نظراً لارتفاع رأس المال التنظيمي الوقائي. ويأتي ذلك، بعدما تراجع الجنيه المصري بنسبة 16% مقابل الدولار الأميركي حتى الآن هذا العام، ونحو 40% منذ نهاية يونيو 2022. وقد تظل العملة تحت الضغط في عام 2023 نظراً لتراكم الواردات في مصر، والمقدر بنحو 5.4 مليار دولار (16% من إجمالي الصادرات)، وفقاً للوكالة. إلى ذلك، أضافت أن احتياطيات العملات الأجنبية، واحتياجات التمويل الخارجي الإجمالية الكبيرة المقدرة بأكثر من 19 مليار دولار أميركي لعام 2023 (حوالي 60% من احتياطيات العملات الأجنبية) تمثل أحد مصادر الضغط الأخرى على العملة المصرية. ويبقى أن نرى ما إذا كان البنك المركزي المصري سيسمح بتعديل سعر الصرف وأسعار الفائدة بشكل كافٍ لجذب تدفقات المحافظ الجديدة.

ربما كان للانفراجة في التدفقات الدولارية انعكاس إيجابي كبير على سوق الصرف في مصر. فقد تراجعت أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في ختام التعاملات الأخيرة، بقيمة 9 إلى 5 قروش في البنوك المصرية، حيث كانت أسعار صرف الدولار قد شهدت تحركا كبيرا الأسبوع الماضي. حيث ضخ المستثمرون الأجانب 925 مليون دولار في سوق الصرف الأجنبي المحلية، خلال ثلاثة أيام منذ الأربعاء الماضي، عندما سمح البنك المركزي المصري بالمزيد من التراجع في سعر صرف الجنيه أمام الدولار. وكشف "المركزي" المصري، في بيان حديث، أن مبالغ التداول في سوق الإنتربنك سجلت زيادة تجاوزت الـ20 ضعفا خلال الأيام الماضية، مقارنة بالمبالغ اليومية المسجلة مؤخرا.

في السياق، أشار وزير البترول والثروة المعدنية إلى إن صادرات مصر البترولية حققت رقماً قياسياً في عام 2022 لتصل إلى 18.2 مليار دولار مقابل 12.9 مليار دولار في 2021، بنمو 41% على أساس سنوي. وأكد الملا في بيان لمجلس الوزراء، الأربعاء، أن نمو الصادرات البترولية لمصر خلال العام الماضي جاء بدعم من تحقيق قفزة كبيرة في معدلات تصدير الغاز، وبلغت صادرات مصر البترولية 7 مليارات دولار في عام 2020، بحسب الملا. إلى ذلك، أشار وزير التجارة والصناعة المصري أحمد سمير، إلى أنه برغم الظروف العالمية الصعبة، والأزمة التي شهدتها الدول المختلفة، فقد حققت الصادرات المصرية غير البترولية رقماً غير مسبوق، وصل إلى 35.612 مليار دولار، بارتفاع عن العام السابق بنسبة 12%.

في ملف جماعة الاخوان

أدرجت السلطات التركية الإعلامي والإخواني حسام الغمري قيد الإقامة الجبرية، تمهيدا لترحيله خارج أراضيها، بعدما احتجزته بسبب تحريضه ضد مصر وبعد ثبوت تورطه في الإدلاء بمعلومات تمس الأمن التركي لجهات خارجية، بعد أن احتجزته منذ نوفمبر الماضي في سجن أغري بولاية أغري، التي تقع بالقرب من الحدود الإيرانية. وأشارت مصادر مطلعة أن الإعلامي اتهم بالتورط في تسريب معلومات حساسة تمس الأمن القومي التركي لجهات خارجية، كما ثبت تورطه في التحريض ضد مصر والدعوة لحراك شعبي. كما أشارت إلى أن الإعلامي الإخواني أضرب عن الطعام داخل السجن من أجل الإفراج عنه، وبعد وساطات تقرر إخراجه ووضعه قيد الإقامة الجبرية في أحد مقار اسطنبول تمهيدا لترحيله إلى دولة أوروبية.

أزمة سد النهضة

كشف الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية المصري، عن عدم تأثر بلاده بالملء الثالث لسد النهضة، وقال في كلمته أمام مجلس النواب، الثلاثاء، إن مصر لم تتأثر بالملء الثالث لسد النهضة بسبب فيضان كبير لم يحدث منذ 115 عاما، وهطول كميات كبيرة من الأمطار، جعلت مصر تحصل على كميات مياه لم يسبق لها مثيل، مضيفا أن ذلك أدى لعدم التأثر مطلقا بما قامت به إثيوبيا من تخزين ثالث في سد النهضة. وذكر سويلم أن بلاده تقوم بمراقبة ما يتم في إثيوبيا بشكل يومي، وبناء عليه يتم الإعداد من الناحية المائية لأي طارئ، مطمئنا المصريين على اجتياز المرحلة المقبلة وبأقل تأثير، ومؤكدًا أن الملء الثالث تم التعامل معه فنيا.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

أكد قادة دول التعاون الخليجي ومصر والأردن، أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأعلن القادة في ختام اجتماع قمة أبوظبي الذي عقد صباح الأربعاء، في العاصمة الإماراتية أبوظبي على رؤيتهم المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وإيمانهم الراسخ بأهمية التواصل لأجل البناء والتنمية والازدهار، مشددين على أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دولهم وعلى المستوى العربي عامة هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية وصنع مستقبل أفضل للشعوب في ظل عالم يموج بالتحولات في مختلف المجالات. كما استعرض القادة عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتحديات التي تشهدها المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وأهمية تنسيق المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع هذه التحديات بما يكفل بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لشعوب المنطقة كافة. وتأتي قمة أبوظبي بعد يوم واحد فقط من انعقاد القمة الثلاثية بين قادة مصر وفلسطين والأردن.

 

  1. في الشأن الأوروبي

أفاد متحدث باسم الخارجية الألمانية، يوم الجمعة، اعتزام برلين فرض عقوبات على المزيد من أعضاء الحرس الثوري الإيراني خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين المقبل. وكان البرلمان الأوروبي قد صوّت الخميس، لصالح قرار يدعو إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، نظرا لنشاطه الإرهابي وقمع المحتجين وتزويد روسيا بطائرات مسيرة. كما دعا إلى إدراج المرشد، علي خامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمدعي العام الإيراني على قوائم العقوبات، مطالباً في ذات الوقت بإحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن. وقد أفادت المصادر بأن التصويت داخل البرلمان الأوروبي لصالح فرض عقوبات ضد إيران تم بأغلبية كبيرة، وأضافت أن البرلمان الأوروبي طالب السلطات الإيرانية بوقف دبلوماسية الرهائن والإفراج عن الرعايا الأوروبيين المحتجزين. بدورها، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، إن إعدام المحتجين المطالبين بالحرية في إيران لا يمكن أن يستمر، مشددة أن على إيران وقف قمع المحتجين وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة ضدهم.

وتناقش بروكسل جولة رابعة من العقوبات على طهران، وقالت مصادر دبلوماسية إنه ستتم إضافة أعضاء في الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل. لكن بعض الدول الأعضاء دعت التكتل إلى ما هو أبعد من ذلك بتصنيف الحرس الثوري الإيراني ككل منظمة إرهابية. ومن المتوقع أن تتخذ بريطانيا مثل هذا القرار في الأسابيع المقبلة.

على صعيد آخر، وعلى وقع تجدد التهديدات باستخدام النووي، أعلن نائب الأمين العام لحلف الناتو، أنغوس ليابسلي، أن التدريبات التي تجريها القوات النووية للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي على نطاق الحلف، ضرورية لضمان الردع النووي الفعال، وقال ليابسلي إن المهمة الرئيسية بالنسبة للتحالف هي ضمان عدم وجود أدنى شك لدى روسيا بشأن التزامنا بضمان الردع النووي. ولذلك رأى أنه يجب أن تظهر دول الحلف الإرادة السياسية والاستعداد لدعم أوكرانيا بالوسائل العسكرية، وشدد على أن الناتو بات يجري في سبيل ذلك تدريبات للقوات النووية. كما أشار إلى أن الردع النووي كان ولا يزال أحد أسس حلف الناتو كتحالف جماعي، وفق تعبيره.

أزمة شرق المتوسط

قال الرئيس التركي، يوم الجمعة، إن اليونان تواصل تسليح جزر بحر إيجه، مؤكداً أن هذا يتعارض مع الاتفاقيات الدولية، وأشار إلى إن تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن حل المشاكل بين البلدين بالحوار غير كافية لتحديد مصير المنطقة. وكان ميتسوتاكيس قال السبت الماضي إنه قلق من تصاعد ما اعتبره خطابا معاديا من جانب القيادة التركية تجاه اليونان، مشددا على أن أثينا لن تقبل توجيهات حول كيفية ممارسة حقوقها السيادية. فيما أكد رئيس الوزراء اليوناني أن بلاده لن تخوض حربا ضد جارتها تركيا، واعتبر أنه ينبغي أن يكون الجانبان قادران على الجلوس كبالغين عاقلين وحل الخلاف الأساسي، وهو ترسيم حدود المناطق البحرية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. وأشار إلى أنه على الرغم من كونها قضية معقدة بسبب الجغرافيا في بحر إيجه، إلا أن اليونان تمكنت من حل خلافات مماثلة مع إيطاليا ومصر وكانت تفكر في رفع نزاع مماثل مع ألبانيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

 

  1. في الشأن التركي.

أظهرت بيانات من تجار و"رفينيتيف"، أن روسيا كثفت إمداداتها من وقود الديزل لتركيا والمغرب قبل دخول الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على المنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن روسيا ستحول إمداداتها إلى آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. أظهرت بيانات رفينيتيف ارتفاع إمدادات الديزل من الموانئ الروسية إلى تركيا في ديسمبر 2022 إلى أكثر من 750 ألف طن، وبلغ إجمالي حمولاتها 5.05 مليون طن في 2022 مقابل 3.99 مليون في 2021، وزودت روسيا تركيا بنحو 450 ألف طن من الديزل منذ بداية الشهر الجاري. أيضا، ارتفعت إمدادات الديزل من روسيا إلى المغرب إلى 735 ألف طن في 2022، بعد أن كانت 66 ألفا فقط في العام السابق، وبلغ إجمالي حمولاتها نحو 140 ألفا منذ بداية 2023. كما أفادت رفينيتيف أيضا بخروج العديد من الشحنات من روسيا إلى غانا والسنغال وليبيا وأوروغواي وكوت ديفوار.

في ملف الانتخابات المنتظرة، لمّح الرئيس التركي، الأربعاء، إلى أن الانتخابات الرئاسية والنيابية في تركيا ستجرى في 14 أيار/مايو، أي قبل شهر من الموعد الذي أعلن سابقا.ةولم يعلن أردوغان التاريخ المحدد للانتخابات المرتقبة، لكنه لمح إلى أنها ستجرى في ذكرى مرور 73 عامًا على فوز الحزب الديمقراطي (محافظ) في أول انتخابات حرّة شهدتها تركيا المعاصرة في العام 1950. وكانت الانتخابات مقرّرة بادئ الأمر في 18 حزيران/يونيو المقبل لكن مراقبين كثرا توقّعوا تقريب الموعد. وأشار صحافيون أتراك إلى أسباب دعت لاتّخاذ خيار تقريب الموعد، بينها الاقتصاد المتدهور والعطل المدرسية وامتحانات دخول الجامعات المقررة في حزيران/يونيو.

وفي 14 أيار/مايو 1950، فاز الحزب الديمقراطي، الذي أسسه عام 1946 عدنان مندريس وأنصاره المنشقّون عن حزب مصطفى كمال "أتاتورك"، في الانتخابات قبل أن يُطاح به بعد 10 أعوام في انقلاب عسكري. ولطالما شبّه أردوغان نفسه بمندريس، وهو أقيل لفترة من رئاسة بلدية اسطنبول وأودع السجن فترة قصيرة في تسعينيات القرن الماضي. كما لفت أردوغان في تصريحات متلفزة أن الأمّة التركية ستوجّه ردّها على تحالف طاولة الستة (المعارض) في اليوم نفسه بعد 73 عامًا. و"طاولة الستة" تحالف يضم ستة أحزاب تركية تسعى لقطع طريق الرئاسة أمام أردوغان، وحده حزب الشعوب الديمقراطي لم ينضم إلى التحالف. وقد أعلنت المعارضة نيتها العودة إلى النظام البرلماني في حال الفوز.

ومع قرب موعد الانتخابات، تقوّض الأزمة الاقتصادية والتضخم الذي تخطى 85 بالمئة العام الماضي قبل أن يتراجع إلى نحو 60 بالمئة، شعبية الرئيس التركي، لكن تحالف المعارضة لم يعلن بعد مرشّحا أوحد على الرغم من مشاورات داخلية تجرى منذ عام، كما لم يعلن برنامجه. ويُنظر إلى رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو البالغ 52 عاما، على أنه مرشح جدي للمعارضة بعد أن انتزع من يد حزب العدالة والتنمية أغنى وأبرز مدينة في تركيا في أيار/مايو 2019. لكن صدور حكم بالحبس سنتين بحقه ومنعه من العمل السياسي قلّص حظوظه، وفق مراقبين كثر. وهو طعن في قرار إدانته بـإهانة أعضاء هيئة الانتخابات التي كانت قد أبطلت فوزه الأول ثم صادقت على فوزه في اقتراع ثان. لكن زعيم حزب "الشعب الجمهوري" العلماني كمال كيليتشدار أوغلو (74 عاما) لا يزال يعتبر الأوفر حظا ليكون مرشحا أوحد للمعارضة، إلا أن كيليتشدار أوغلو لم ينجح بعد في إقناع شركائه في التحالف بأنه المرشح الأمثل لمقارعة أردوغان.

في سياق منفصل، وفي أحدث رد فعل عنيف من تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، التي تؤجل الموافقة على طلب السويد الانضمام إلى التحالف العسكري حتى تقوم الحكومة السويدية بقمع الجماعات التي تعتبرها أنقرة تهديدات أمنية، ألغت أنقرة، يوم السبت، زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وزير الدفاع السويدي ردا على تصاريح الدولة الاسكندنافية لتنظيم احتجاجات مناهضة لها. وقال إن الزيارة لم تعد تحمل أي أهمية أو جدوى، لأن السويد استمرت في السماح بمظاهرات مثيرة للاشمئزاز ضد تركيا. وكانت تركيا استدعت السفير السويدي، الجمعة، لإدانة الاحتجاجات، قائلة إن احتجاجات الجماعات الموالية للأكراد المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، ستكون انتهاكا للمذكرة المشتركة الموقعة بين تركيا والسويد وفنلندا التي تقضي بعدم استخدام تركيا حق النقض ضد انضمامهما للناتو في يونيو/ حزيران.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة (&e) الإماراتية حاتم دويدار، على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي، أن استثمار الشركة في "فودافون" استثمار استراتيجي طويل الأجل لأن الأسعار تعتبر تنافسية بالإضافة إلى أن العائد على الاستثمار يعد مرتفعا، وقال إن "فودافون" من أكبر شركات الاتصالات في العالم، إذ تمنح مجموعة (&e) انكشافا على أسواق في أوروبا لا تتواجد بها، مشيراً إلى إمكانية رفع الحصة في المستقبل وفق استراتيجية الشركة. وكانت مجموعة (&e) أعلنت أنها رفعت حصتها في مجموعة فودافون بواقع 1% إلى 12%، ما يمثل 3.2 مليار سهم من أسهم الشركة.

من جانب آخر، قال مؤسس ورئيس مجلس إدارة داماك العقارية، حسين سجواني، إن الاقتصاد الإماراتي قوي وسيستمر كذلك لسنوات بسبب ارتفاع أسعار النفط، حيث تتعدى الاستثمارات الإماراتية في الخارج تريليون دولار، وأضاف على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن إمارة دبي استفادت من جائحة كوفيد-19 بطريقة غير طبيعية بسبب امتلاكها بنية تحتية ممتازة وقدوم الجنسيات إليها من كل أنحاء العالم لا سيما من أوروبا، وتوقع استمرار زخم قطاع العقارات في دبي 2023، بعد أن انتقل إليها آلاف الأسر من أوروبا الغربية أثناء جائحة كوفيد-19، وتفضيل الكثير من تلك الأسر البقاء في دبي مع توفر الدراسة أون لاين. واشار إلى أن مبيعات "داماك" من أوروبا الغربية تجاوزت نسبتها 25%، تليها روسيا 14% ثم الهند 16%، بينما لا توجد مبيعات للصينيين، ويتوقع أن تبدأ بعد رفع القيود في الصين، لا فتاً إلى أن دبي يوجد بها 200 جنسية من مختلف دول العالم.

 

  1. في الشأن السعودي

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في دافوس، الأربعاء، أن الصراع في اليمن لن ينتهي إلا من خلال تسوية سياسية، وقال أن هناك حاجة لإيجاد سبيل لإعادة الهدنة في اليمن، والعمل على تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، مشددا على أن الحرب في اليمن يجب أن تنتهي عن طريق التفاوض. وكان بن فرحان قد أعلن الثلاثاء عن أن المملكة تواصلت مع إيران وتحاول إيجاد طريق للحوار، وأضاف خلال كلمته في جلسة بمنتدى دافوس شارك فيها وزراء خليجيون وأوروبيون أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات في المنطقة، وتحاول الرياض إيجاد مسار للحوار مع الجميع، كما اعتبر أن التركيز على التنمية بدلاً من الشؤون الجيوسياسية إشارة قوية لإيران والآخرين بأن هناك مسارات أخرى للرخاء المشترك.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي، من جانب آخر، أن الرياض ترى إمكانية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بالمفاوضات.

من جانب آخر، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ السعودي، عادل الجبير، إن مشاريع "نيوم" و"ذا لاين" تحولية لم يرَ العالم مثلها، وستغير بشكل جذري الطريقة التي يرى فيها الناس التخطيط العمراني، وأوضح أنها تفكير خارج الصندوق لم يسبق تجربته من قبل وهي قيد الإنشاء الآن.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "نيوم"، نظمي النصر، إنه تم إنجاز 20% من البنية التحتية للمشروع، والعمل مستمر لإيصال البنية التحتية للمناطق الجاهزة للبناء، ويسير حسب التواريخ المقررة، وأضاف، على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن القطاع الخاص الوطني والعالمي يرى فرصة للتمويل والاستثمار في "نيوم" كمشروع استثماري ناجح يحرص على جذب القطاع الخاص كأولوية له، وذلك بعد توفير البنية التحتية. وأكد النصر أن "نيوم" سيكون جاهزاً على عدة مراحل، لأنه يضم عشرات المشاريع، وتوقع أن يتم افتتاح أول المشاريع وهو جزيرة سندالة بداية العام المقبل، على أن تتوالى الافتتاحات بالمشروع بداية من 2024.

 

  1. في الشأن الروسي

بعدما وجّهت روسيا سهام الانتقادات الحادة إلى الغرب، على خلفية الصراع في أوكرانيا، مشددة على أن هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حرباً نووية، اعتبر البيت الأبيض التصريحات الروسية خطيرة، داعياً إلى تخفيف حدتها. فقد كشفت نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، أوليفيا دالتون، ردا على طلب التعليق على التصريح الأخير لنائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف بهذا الصدد، بأنه خطأ خطير ومن الضروري تخفيف حدّته. جاء ذلك بعدما أكد ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، إن القوى النووية لا تخسر أبداً في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها، وفق تعبيره. من جانبه، قال الكرملين عن تصريحات ميدفيديف بأن هزيمة روسيا في أوكرانيا قد تؤدي إلى حرب نووية تتفق تماماً مع عقيدة موسكو النووية.

على صعيد متصل، أظهرت وثائق اطلعت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، أن مجموعة الطاقة النووية الحكومية الروسية "روس أتوم" تعمل على إمداد صناعة الأسلحة الروسية بالمكونات والتكنولوجيا والمواد الخام لوقود الصواريخ، ما يساعد موسكو في حربها ضد أوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى دعوات لفرض عقوبات على الشركة. وبحسب الصحيفة، تشير رسالة من مسؤول في روس أتوم، بتاريخ أكتوبر 2022، حصلت عليها المخابرات الأوكرانية، إلى اجتماع عُقد مؤخرًا مع وزارة الدفاع وممثلي المجمع الصناعي العسكري الروسي، وتظهر أن الشركة النووية الحكومية تعرض تقديم سلع للوحدات العسكرية الروسية ولمصنعي الأسلحة الروس الخاضعين للعقوبات، وأشارت الصحيفة إلى أن "روس أتوم" لطالما قدمت نفسها ككيان مدني يشغل محطات للطاقة النووية في شراكات تجارية في جميع أنحاء العالم، على الرغم من دورها أيضًا في تطوير أسلحة نووية لروسيا. وتُعرف الشركة في المجال النووي بأنها شركة نووية مدنية. لكن حرب روسيا ضد أوكرانيا تكشف مدى ارتباط الشركة، التي لديها مجلس إدارة يضم العديد من المسؤولين الكبار الحاليين والسابقين من الأجهزة الأمنية الروسية، مع المجمع الصناعي العسكري، وحتى العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

من ناحية أخرى، قالت واشنطن بوست، إن فرض عقوبات على شركة "روس أتوم" سيؤثر على صناعة الطاقة النووية في العالم. وبحسب الصحيفة أيضًا، أفلتت الشركة الروسية حتى الآن من العقوبات، جزئيًا، وسط مخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة بسبب مشاركتها المكثفة في صناعة الطاقة النووية المدنية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أوروبا الغربية والولايات المتحدة. ونقلت عن أحد مصادرها أن هناك 18 محطة طاقة نووية روسية التصميم تعمل في الاتحاد الأوروبي، كما أشارت إلى أن أميركا تعتمد على الشركة الروسية في حوالي ربع إمداداتها من اليورانيوم المخصب.

في سياق منفصل، أعلنت هيئة الطوارئ الروسية، يوم السبت، أن الخبراء يعملون على تفتيش ما لا يقل عن 10 مستشفيات في موسكو على خلفية تلقي معلومات حول وجود متفجرات. وقالت الهيئة لوكالة "تاس"، إن معلومات وردت من مجهولين تفيد بوجود متفجرات في 10مستشفيات على الأقل في موسكو، كما أكدت أن متخصصين توجهوا إلى المكان للتحقق من المعلومات.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية في موسكو السبت، أن الإجراءات الجوابية التي ستتخذها روسيا ستكون من النوع الذي سيبقى في ذاكرة باريس، إذا لم تتوقف السلطات الفرنسية عن ترويع الصحفيين الروس! وأفادت قناة"آر تي" الناطقة بالفرنسية، الجمعة، أن السلطات الفرنسية قررت تجميد حساباتها البنكية على الأراضي الفرنسية، وقالت رئيسة القناة، كسينيا فيودوروفا أنهم تلقوا رسالة من مصرفهم بشأن تجميد حسابات (آر تي) الفرنسية بطلب من السلطات الفرنسية، على خلفية الحزمة التاسعة من العقوبات ضد روسيا التي تم اتخاذها في ديسمبر الماضي.

وفي وقت سابق، أعربت السفارة الروسية لدى فرنسا، عن أدانتها لحجز الحسابات المصرفية لقناة "آر تي" الناطقة بالفرنسية، مشيرة إلى أن هذا يعد انتهاكا صارخا لمبادئ حرية الإعلام، ويتجاوز عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا.

وفي سياق متصل، صنفت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر الروسية "منظمة إجرامية دولية"، وفق ما أعلن البيت الأبيض الجمعة. ووفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي فإن وزارة الخزانة الأمريكية ستجمد أي أصول للمجموعة في الولايات المتحدة وتمنع الأمريكيين من تقديم أي أموال أو بضائع أو خدمات لها. وتعد المجموعة شبه العسكرية التي يقودها يفغيني بريغوجين، نشيطة للغاية في المعركة الشرسة التي تخاض في شرق أوكرانيا للسيطرة على مدينة باخموت. إلى ذلك، أشار كيربي إلى أن فاغنر منظمة إجرامية تواصل ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع، لافتا إلى أن مجموعة المرتزقة تنشر نحو خمسين ألف شخص في أوكرانيا، معظمهم سجناء صدرت بحقهم أحكام في روسيا، وأضاف أنه وفقا لهذا التصنيف، ستُفرض أيضا عقوبات إضافية الأسبوع المقبل على فاغنر وشبكة الدعم لها على مستوى عدة قارات. هذه الإجراءات إقرار بالتهديد الدولي الذي تشكله المجموعة، بما في ذلك نموذج النشاط الإجرامي الخطير الذي تمضي فيه.

 

  1. في الشأن الأوكراني

حث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، خلال اجتماع للأطراف الرئيسية الداعمة لأوكرانيا، الحلفاء الغربيين إلى زيادة مساعداتهم لكييف في مرحلة حاسمة من تصديها للقوات الروسية. وقال في افتتاح اللقاء بقاعدة رامشتاين الجوية في ألمانياأنه يجب بذل مجهوداً أكبر إذ إن المرحلة حاسمة في أوكرانيا. أعين الشعب الأوكراني شاخصة إلينا وأعين الكرملين والتاريخ أيضاً. من جانبه دعا الرئيس الأوكراني، خلال تحدثه في الاجتماع، الحلفاء الغربيين إلى تسريع شحنات الأسلحة في مواجهة العملية العسكرية الروسية، وقال عبر الفيديو، إن الشركاء ليس عليهم المساومة حول أعداد الدبابات بل إطلاق عملية إمداد رئيسية من شأنها أن توقف الشر.

بالتزامن أكد الكرملين أن تسليم دبابات غربية لأوكرانيا لن يغير شيئاً في الوضع على الأرض، وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن هذه الشحنات (من الدبابات) لا يمكن أن تغير شيئاً، بل ستسبب مشكلات جديدة لأوكرانيا، ذاكراً خصوصاً عبء صيانتها وتصليحها!

يشار إلى أن الاجتماع بقاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا هو الأحدث في سلسلة من الاجتماعات منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ما يقرب من 11 شهراً، حيث تمت مناقشة إمدادات الأسلحة في المستقبل، خاصة دبابات ليوبارد 2 الألمانية التي تستخدمها جيوش في أنحاء أوروبا. وتتمتع برلين بحق رفض أي قرار تصدير لهذه الدبابات، وبدا أن حكومة المستشار أولاف شولتس مترددة حتى الآن في السماح بنقلها إلى أوكرانيا خوفاً من استفزاز روسيا. إلا أن العديد من حلفاء برلين الغربيين يعتبرون أن قلق المستشار الألماني في غير محله لأن روسيا ملتزمة بالفعل تماماً بخوض الحرب. وفي هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية البولندي باول جابلونسكي الجمعة، إن بلاده مستعدة لاتخاذ إجراء استثنائي إذا عارضت ألمانيا إرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا. جاء ذلك بعد يوم من تصريحات مماثلة صدرت عن رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي قال فيها إن الغرب لن ينتظر الموافقة الألمانية لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، ورأى أن الحصول على إذن ألمانيا لإرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا هو أمر ثانوي.

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الألماني أن بلاده مستعدة لإرسال دبابات ليوبارد لأوكرانيا حال توصل الحلفاء إلى قرار. وخلال تصريحات عقب اجتماع رامشتاين، استبعد بيستوريوس تحديد موعد بشأن التوصل لقرار بشأن تزويد أوكرانيا بالدبابات عقب اجتماع الحلفاء، معتبرا أنه من الخطأ الاعتقاد بأن ألمانيا ترفض تزويد كييف بليوبارد، وأكد أن برلين لن ترفض إرسال أي دولة لدبابات ليوبارد لأوكرانيا، مشيرا إلى التزام بلاده بتزويد كييف بـ40 دبابة من طراز "ماردر". كما شدد على أن الأولوية في الوقت الراهن هي إرسال منظومات دفاع جوي لأوكرانيا، موضحا أن برلين قدمت مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 3.3 مليار يورو حتى الآن.

في سياق متصل، قال وزير الطاقة الأوكراني، الجمعة، إن الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا يتدهور، وأضاف للتلفزيون الرسمي أن الموقف بالطبع يزداد سوءا ليس بسبب الحالة النفسية للاختصاصيين الأوكرانيين فحسب ولكن بسبب حالة المعدات أيضا. وبقي الطاقم الأوكراني في المحطة الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا منذ استيلاء القوات الروسية عليها في مارس/آذار بعد الهجوم بفترة وجيزة. وتكرر تعرض المحطة وهي أكبر محطات الطاقة النووية في أوروبا للقصف، مما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية. وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة، إقامة منطقة آمنة حول المحطة، وتقول إن لديها حضورا دائما يصل إلى أربعة خبراء في زابوريجيا. وقالت شركة الطاقة النووية الحكومية في أوكرانيا إنرجو أتوم إن القوات الروسية واصلت بناء تحصينات عسكرية حول وحدات الطاقة النووية في المحطة، كما أضافت أيضا أن الروس في المحطة غير قادرين على تشغيل وحدات الطاقة بسبب نقص العاملين وإن نحو 1500 من المتخصصين الأوكرانيين مُنعوا من الدخول بعد رفضهم توقيع عقود مع جهات روسية.

 

  1. في الشأن الايراني

وسط إجراءات أمنية مكثفة، تظاهر عشرات الآلاف في مدينة زاهدان ضد النظام الإيراني، يوم الجمعة، حيث أظهرت مقاطع مصورة محتجين يرفعون لافتات ويهتفون ضد الحكومة الإيرانية. وكانت القوات العسكرية قد أقامت نقاط تفتيش في مناطق مختلفة من زاهدان مثل شيرآباد، وكشاورز، وجام جم، وخيام، وبازار مشترك، وكوثر، ومناطق أخرى، وحتى أمام منازل المواطنين البلوش تحسباً لتلك الاحتجاجات. أما ميليشيا الحرس الثوري، فأنشأت ومعها ضباط إنفاذ القانون نقاط تفتيش باستخدام حواجز خرسانية على جميع مداخل ومخارج مدينة زاهدان تماشيا مع الأجواء الأمنية المشددة. وكانت القوات الأمنية قد أغلقت الأسبوع الماضي، محاور الدخول والخروج لمدينة زاهدان، بما في ذلك ميرجاوه، وخاش، وجشمه زيارت، ونصرت آباد، وزابل، وهي تخضع لرقابة صارمة من القوات الأمنية والعسكرية. وقد اشتكى السكان من المعاملة المهينة للقوات العسكرية مع المواطنين، حيث تم استجواب الجميع وتفتيشهم جسديا، إضافة إلى إجبارهم على إبراز بطاقات هويتهم. كما تشير بعض التقارير إلى وجود قوات عسكرية في مدارس مدينة زاهدان وتحويل هذه الأماكن التعليمية إلى قواعد عسكرية، وفقا لموقع "إيران إنترناشيونال".

ووسط الاحتجاجات العارمة التي انطلقت، الجمعة، بمختلف المدن الإيرانية تنديداً بأفعال النظام وأحكام الإعدام، خرج رجل الدين المعزول، محمد حسين كركيج، عن صمته. فقد منعت السلطات الإيرانية الإمام الشهير من إلقاء الخطب وإقامة صلاة الجمعة في مدينة كاليكش، بمحافظة كلستان، شمالي إيران، كما أبقت على وضعه في الإقامة الجبرية في منزله. ورغم ذلك، تجمع أهالي المدينة أمام بيت كركيج بعد منعه من إمامة المصلين، وقال كركيج في كلمة لأنصاره أن النظام الذي لا يستمع لصوت شعبه ليست له شرعية، كما تابع أن الأمن طلب منه ألا يحضر الصلاة، في حين أن حضوره مطلب من الشعب.

في السياق، وبعد أن عزا موقع "ناشيونال إنترست" لجوء النظام إلى ميليشياته لتردد قوات الأمن بكل تشكيلاتها وعجزها عن قمع المحتجين، مع تصاعد وتيرة الغضب الشعبي، حيث أشار في تقرير، إلى إن النظام تفطّن إلى أن معنويات قواته قد تدنت حتى إن بعضهم تركوا مواقعهم بموجب أعذار مختلفة، رغم أنه أقر لهم زيادات في الرواتب.

وبعد تأكيد "ناشيونال إنترست" أن القمع الوحشي واستخدام الذخيرة الحية وأحكام الإعدام في حق المحتجين لم تعد كافية لوقف موجة الاحتجاجات التي تتوسع يوما بعد يوم. حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، على معلومات تؤكد أن عناصر من الميليشيات الموالية لإيران من "آل ضويحي" السوريين غادروا الأراضي السورية باتجاه العاصمة الإيرانية طهران، في دورة عقائدية على منهج "الولي الفقيه"، ولتدريبهم على الأسلحة المتطورة كالمسيَّرات وغيرها. وبحسب مصادر المرصد، فإن سبب نقلهم لهناك يهدف لقمع المظاهرات في طهران بمساندة "الحرس الثوري" الإيراني، وسيكون هناك دفعة جديدة خلال اليومين القادمين ستغادر الأراضي السورية باتجاه طهران للخضوع للتدريبات الممنهجة عقائدياً وفكرياً. وأشار المرصد، بتاريخ 2 كانون الثاني الجاري، إلى أن ميليشيا "فاطميون" الأفغانية أرسلت 26 عنصراً محلياً إلى إيران، لإخضاعهم لدورات استخباراتية، حيث أنهى 70 منتسباً للميليشيا دورة تدريبية على السلاح الخفيف والمتوسط واستخدام الطيران المسيّر. وكان تقرير سابق لـ "إيران إنترناشيونال" بالإضافة إلى المرصد السوري ، قال إن حزب الله اللبناني نشر قواته في طهران وزاهدان لمساعدة ميليشيا الباسيج في قمع المحتجين. كما كشف التقرير كذلك أن 150 عنصرا من "الحشد الشعبي" العراقي ومقاتلي كتائب "حزب الله"، نُقلوا في رحلة مباشرة من بغداد إلى مشهد في شمال شرق إيران. "إيران إنترناشيونال"، استند في تقريره أيضا على وثائق سرية، تشير إلى أن حزب الله سينشر أربعة آلاف مقاتل في إيران. كذلك أشار "إيران إنترناشيونال"، إلى رسالة من قائد الشرطة في محافظة فارس إلى استخبارات الحرس الثوري يطلب فيها نشر لواء "فاطميون" في أسرع وقت ممكن، وقال الموقع إن ثمة تسجيلات على منصات التواصل أظهرت ميليشيا "زينبيون" الباكستانية الشيعية، تدخل إيران من الحدود الشرقية مع إقليم سيستان-بلوشستان.

في سياق منفصل، بعد دعوة البرلمان الأوروبي لفرض عقوبات عليه، حذر الحرس الثوري الإيراني، السبت، الاتحاد الأوروبي من ارتكاب خطأ إدراجه على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، وقال قائد الحرس حسين سلامي، إن على الأوروبيين تحمل العواقب في حال أخطأوا، كما اعتبر خلال استقباله رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، أن أوروبا لم تتعلم من أخطائها الماضية، وتعتقد أنها بهذه البيانات يمكنها أن تهز الحرس الثوري، مشدداً على أن الحرس لا يقلق على الإطلاق من تهديدات كهذه لأنه كلما أعطانا أعداؤنا فرصة للتحرك، نتحرك بشكل أقوى، على حد قوله.

في الملف الاقتصادي، شهد سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء الإيرانية ارتفاعا قياسيا وصل فيها إلى نحو 42 ألف تومان، مع أنباء إدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، كما ارتفع سعر المسكوكات الذهبية بما يقرب من مليون تومان في أقل من يوم، ووصلت إلى 22 مليونا و350 ألف تومان. وأعلن المدعي العام في مدينة الأهواز، جنوب غربي إيران، صادق جعفري جكني عن اعتقال 6 أشخاص من بائعي العملة الصعبة بتهمة الإخلال بالسوق، وقبل ذلك، أعلن هدايت بهرامي، رئيس شرطة الأمن الاقتصادي بطهران، عن اعتقال 153 بائعا للعملات الأجنبية خلال الشهر الماضي بتهمة السمسرة والإخلال في السوق.

ويأتي تراجع العملة الإيرانية رغم الخطوات الأخيرة التي اتخذها النظام، ومنها تعيين محمد رضا فرزين محافظا جديدا للبنك المركزي في 30 ديسمبر 2022، بعدما وصلت قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار، وذلك في خضم احتجاجات حاشدة وعقوبات غربية متواصلة.

 

  1. في الشأن السوداني

قال فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) إن الأمم المتحدة ما زالت متفائلة بأن الحركات الموقعة على اتفاق جوبا ستسير مع العملية السياسية القائمة. وأعرب في مقابلة، نشرت على موقع الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن التفاؤل إزاء الجهود الحالية لإيجاد مخرج للأزمة والشروع في مرحلة انتقالية جديدة أكثر استدامة في السودان، وأكد على أن من مصلحة هذه الحركات أن تكون موجودة وأن تشارك في حكومة جديدة وتخطيط جديد لمرحلة انتقالية جديدة، وانه من المهم أيضا أن تكون هناك مشاركة واسعة للقوى المدنية من كل البلد.

كما أكد أن المرحلة الثانية والأخيرة في العملية السياسية الجارية في السودان مهمة جدا ما دام الهدف منها الوصول إلى تسوية سياسية ستقود حتما إلى إنشاء حكومة مدنية ومرحلة انتقالية جديدة. إلى ذلك، أشار بيرتس إلى أن هناك أزمة ثقة بين المدنيين والعسكريين، وبين القوى المدنية المختلفة وحتى بين قوى عسكرية وقوى مسلحة أخرى، لكنه وصف الأمر بأنه طبيعي، مضيفا بأنه يتم العمل في سياق صراع سياسي حاد.

 

  1. في الشأن الصيني

بينما تستمر المناورات 11 يوماً في قاعدة هياكوري الجوية في شمال شرق طوكيو، أطلقت اليابان والهند، الاثنين، أول تدريبات عسكرية جوية مشتركة قرب طوكيو بهدف تعزيز روابطهما الأمنية والدفاعية بمواجهة نفوذ الصين المتنامي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتضم المناورات الجديدة 8 طائرات مقاتلة يابانية، في حين ترسل الهند 4 مقاتلات وطائرتي نقل وناقلة للتزود بالوقود في الجو، وفق ما أكدت وزارة الدفاع اليابانية، كما يشارك نحو 150 عنصراً من القوات الجوية الهندية في المناورات.

جاء ذلك بينما قرر وزراء الخارجية والدفاع في البلدين، إجراء المناورات خلال لقاء في نيودلهي في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، لكن إطلاقها تأجل بسبب جائحة كوفيد-19.

في سياق منفصل، ظلت روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين في عام 2022 بعد السعودية التي بقيت أيضا أكبر مورد، إذ اقتنصت المصافي الصينية براميل النفط الروسية منخفضة التكلفة، بينما نأت الدول الغربية عنها في ظل الأزمة الأوكرانية. وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك، يوم الجمعة، أن واردات الصين من النفط الخام الروسي قفزت 8% العام الماضي مقارنة بالعام 2021 إلى 86.25 مليون طن، بما يعادل 1.72 مليون برميل يوميا. ويجري تداول الخام الروسي بخصومات متزايدة عن أسعار خامات القياس العالمية بعد العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا. وزادت الصين، التي رفضت إدانة تلك الحرب، مشترياتها من البراميل الروسية وتجاهلت إلى حد بعيد العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على الخام الروسي المنقول بحرا منذ الخامس من ديسمبر. ففي ذلك الشهر، حصلت الصين على 6.47 مليون طن من الخام من روسيا، أو 1.52 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 1.7 مليون برميل يوميا في الفترة نفسها من عام 2021. وقلصت المصافي الصينية المدعومة من الدولة تدريجيا شراء النفط الروسي منذ نوفمبر، لكن المصافي المستقلة واصلت الشراء من تجار وسطاء يرتبون الشحن والتأمين، مما يحميها من مخاطر الدخول في دائرة العقوبات.

 

  1. في أزمة تونس

أذنت النيابة العامة بالقطب الاقتصادي والمالي في تونس، بتجميد حسابات بنكية وأرصدة مالية عدّة أشخاص وشركات، من بينهم قيادات على علاقة بحركة النهضة، وذلك في إطار قضية شبهة تبييض الأموال التي تلاحق جمعية "نماء تونس". وجاء ذلك في مراسلة وجهتها النيابة إلى مصالح البنوك والديوان، طلبت فيها بتجميد حسابات بنكية وأرصدة مالية تابعة لـ101 من الأشخاص والشركات ومدّها بقيمة الأرصدة المجمّدة، من بينهم القياديين بحركة النهضة عادل الدعداع وعامر العريض وابنة رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي وصهر راشد الغنوشي. وقبل أسبوع، قرّر إيداع القيادي السابق بحركة النهضة عبد الكريم سليمان ومتهمين آخرين بالسجن، بتهمة تبييض الأموال، وذلك بعد أسابيع من التحقيقات القضائية التي شملت عدّة قيادات من الحركة. ويتعلّق الأمر بقضية جمعية "نماء تونس" التي تلاحقها اتهامات بتلقي أموال مشبوهة من جهات مجهولة بالخارج تقدر بالمليارات، والمرتبطة بالجهاز السري لحركة النهضة. ويتابَع في قضيّة جمعية "نماء تونس" عدّة قيادات من حركة النهضة، على رأسهم زعيمها راشد الغنوشي ونجله معاذ الغنوشي، الذي أصدر القضاء بطاقة جلب بحقّه لتواجده خارج البلاد، إلى جانب رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي وآخرين.

في سياق متصل، مثل نائب رئيس حركة النهضة ووزير العدل الأسبق نورالدين البحيري، الثلاثاء، أمام قضاء مكافحة الإرهاب، للتحقيق معه في قضية منح جوازات سفر وشهادات جنسية وبطاقات هوية بطريقة غير قانونية إلى أشخاص أجانب. وتعود هذه القضية إلى بداية العام الماضي، عندما كشف وزير الداخلية توفيق شرف الدين، أن نائب رئيس حركة النهضة نورالدين البحيري متورط في "إصدار جوازات سفر وأوراق رسمية لأشخاص بطريقة غير قانونية لأغراض إرهابية"، من بينهم سوريون، خلال فترة توليه وزارة العدل، مشيرا إلى أنه تم إعلام النيابة العامة بذلك. وقد شملت التحقيقات في هذه القضية إلى جانب البحيري، رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي وموظفين عملوا بوزارة العدل وبعض القضاة الذين تم إعفاؤهم من قبل الرئيس قيس سعيد في شهر يونيو الماضي.

والبحيري الذي سبق له أن وضع لـ3 أشهر تحت الإقامة الجبرية لوجود شبهة إرهاب في ملّفه، توّلى وزارة العدل في الفترة ما بين 2011 و2013، وهي الفترة التي تنامى فيها عدد المتطرفين ونشطت فيها شبكات تسفير التونسيين إلى بؤر التوّتر، وعرفت فيها البلاد عدّة أعمال إرهابية، إلى جانب عمليتي اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.

في ملف خارطة طريق الرئيس التونسي للخروج بتونس من الأزمة، ورغم المطالب الداعية لتأجيلها أو إلغائها، أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تونس، أن موعد إجراء الدور الثاني للانتخابات البرلمانية سيكون يوم 29 يناير الجاري. وقال رئيس الهيئة، الأحد، إن الحملة الدعائية ستنطلق غداً الاثنين لتمتد إلى يوم الجمعة 27 يناير، على أن يكون السبت يوم الصمت الانتخابي. وأضاف في مؤتمر صحافي، أن الإعلان عن النتائج الأولية سيكون يوم الأربعاء 1 فبراير، بينما سيتم الكشف عن النتائج النهائية للدور الثاني إثر انقضاء الطعون في أجل لا يتجاوز السبت 4 مارس المقبل. وسيجرى الدور الثاني في معظم المناطق التونسية وفي أغلب الدوائر الانتخابية، بعد أن حقق 23 مرشحا فقط الفوز في الدور الأول من أصل 161 مقعدا، من بينهم 3 نساء.

وأجريت الدورة الأولى في 17 ديسمبر الماضي، وسجل نسبة مشاركة متدنية بلغت 11.22 بالمئة من الناخبين، وهو ما أثار جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية، واعتبرته أحزاب المعارضة فشلا للمشروع السياسي الرئيس ودعت إلى إلغاء النتائج وتأجيل الانتخابات. في المقابل، تجاهل الرئيس سعيّد هذه الانتقادات وقلّل من تأثير نسبة المشاركة المتدنية على شفافية ونزاهة الانتخابات وعلى شرعية البرلمان القادم، وقال إن نسبة المشاركة لا تقاس بالدورة الأولى فقط بل بالدورتين.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سبدة الجبل

16 كانون الثاني 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، منى فيّاض، ميّاد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

كم كان من الإفضل لو أنّ الوزير حسين أمير عبد اللهيان تلهّى بتلبية مطالب شعبه التوّاق إلى الحرية وترك الشعب اللبناني ليحلّ أموره بنفسه.

فزيارته لبنان في هذا الوقت الحاسم والحرج ومن دون موعد مسبق، كانت في الظاهر بذريعة مساعدة لبنان، إلّا أن الأحداث المتسلسلة والمترابطة التي تزامنت معها أكّدت مرّة جديدة وقوع لبنان تحت الإحتلال الإيراني بواسطة سلاح حزب الله الذي يبني نظاماً أمنياً - قضائياً في لبنان على أنقاض دولة الحقّ والقانون التي يسعى اللبنانيون منذ 100 عام لبنائها.

لقد ارتبطت زيارة الوزير الإيراني بموضوع القضاء بعدَ قدوم الوفد القضائي الأوروبي للتحقيق بقضايا اختلاس وتبييض وتهريب أموال وإثراء غير مشروع وتهرب ضريبي.. .

كما ارتبطت هذه الزيارة بمسألة الإعلان عن اجتماع مجلس القضاء الاعلى بهدف تعيين قاض رديف للقاضي البيطار للفلفة التحقيق في ملف تفجير المرفأ والانتهاء من كل هذه القضية.

كذلك إنّ الطريقة البوليسية غير المسبوقة في التعامل مع تحرك أهالي الضحايا والذي تمثّل بتوقيف وليم نون بشكلَ تعسُّفي لمنع عقد اجتماع مجلس القضاء الأعلى ومحاسبتهم على تكسير زجاج وعلى ألفاظ غير لائقة، تبرهن على أن كل هذه الحركات لها علاقة وطيدة بقضية تفجير المرفأ؛ وأن تعطيل القضاء وتقسيمه، على ما برز في بيانات مجلس القضاء الاعلى، هو هدف السلطة وعلى رأسها حزب الله لمنع كشف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اللبناني، سواء قضايا الفساد المالية والادارية او الجرائم الامنية والاعتداءات على حقوق الدولة. خصوصاً أنّ السلطة تخوّفت من أن تطال التحقيقات الأوروبية انفجار المرفأ، مع اقتراب قدوم قاض فرنسي للاستعلام عن مسار التحقيق لوجود ضحايا فرنسيين من ضمن ضحايا جريمة 4 آب.

والهدف الاسمى لكل هذه تحركات هو الحفاظ على نفوذ وسيطرة حزب الله اللبناني في الشكل والايراني في المضمون.

لكل تلك الأسباب فإنّ لقاء سيّدة الجبل يجدّد التأكيد على أنّ لا حلول سياسية واقتصادية وأمنية في لبنان إلا برفع الاحتلال الايراني عنه، أمّا كلّ اقتراحات الحلول الأخرى فهي تزيد من الأزمة ولا تحلّها لأنّها تطمس، عن وعي أو جهل، سبب الأزمة الحقيقي وهو الاحتلال الإيراني للبنان الذي تتطلّب مواجهته وحدة اللبنانيين ضدّه، تلك الوحدة التي لولاها لما خرج الجيش السوري من لبنان في نيسان من العام 2005.

إن البيان المصري – السعودي الذي تكلّم عن إستقلال لبنان وعروبته خير دليل أن لبنان ليس لوحده في هذا العالم.

2*) نصرالله

17 كانون الثاني 2023

أكدّ الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، خلال رعايته حفل توزيع "جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم" الذي أقامته جمعية "أسفار" للثقافة والفنون والإعلام" في قاعة رسالات - المركز الثقافي لبلدية الغبيري، مساء اليوم، "أهمية الشهيد ومكانته في الدين الإسلامي. واوجز لمحة تارخية حول القادة الشهداء، منذ الدعوة الإسلامية، وحتى يومنا الحالي".

وأشار إلى أن "شهداء بدر أصبحوا عنوانًا طوال التاريخ، فعندما نتحدث عن شهداء آخرين فنقول هؤلاء كشهداء بدر، ولاحقًا أصبحنا نذكر عنوانًا آخر "شهداء بدر وأحد"، وقال: "إن ميزة القادة الشهداء طوال التاريخ بمكانتهم في بيئتهم وشعبهم والقدرة على الإلهام، مجموع الشهداء في معارك الاسلام وفي واقعنا المعاصر هم الذين أوصلوا إلى الانتصار.. مجموع الشهداء في لبنان وفي غزة وفلسطين والعراق واليمن وسوريا يصنعون الانتصار والانجازات".

أضاف : "هناك شهداء يتجاوزون الزمان والمكان في تأثيرهم ويؤثرون في البشرية الى قيام الساعة، فالشهيد الحاج قاسم سليماني تجاوز المكان فهو شهيد بمستوى الأمة والعالم، وتجاوز الزمان فتأثيره سيبقى لأجيال".

وقال: "المحور الذي قاتل "داعش" كان فيه الشهيد سليماني قائدًا كبيرًا، سليماني كان قائدًا كبيرًا وأساسيًا في الحاق الهزيمة بـ "داعش" و"إسرائيل الكبرى"، لم يكن هناك مكان للخوف في قلب سليماني فكان يقتحم الموت ويغامر ويخاطر ويمشي بين الرصاص والقذائف والعبوات الناسفة".

واعتبر نصر الله أن "الروح والقوة المعنوية والشجاعة والتضحية والعقل الاستراتيجي والخروج من يوميات الصراع إلى الصراع بمستواه الاسترتيجي، هذه جزء من مدرسة وعطاءات الحاج قاسم سليماني، والشهيد سليماني بعث القوة المعنوية في هذا المحور وكان قائدًا عظيمًا في قتال إسرائيل".

وأكد أن "واجبنا أن نقدم القدوة والملهم ففي كل جيل وبلد نحن نحتاج إلى هذه النوعية من القادة الشهداء. في الكثير من الساحات قادة شهداء، يجب إحياء سيرتهم على المستوى الوطني فتشكل ثروة معنوية ووطنية ضخمة جدًا وتنتقل من جيل إلى جيل ونحن نفعل ذلك من أجلنا وليس من أجل الشهداء".

ولفت  إلى أن الشهيد سليماني أصبح معروفًا في السنوات الأخيرة لكنه أمضى عقودًا من أجل المقاومة، واليوم نحن عندما نقدمه نقدّم النموذج الإلهامي الاسطوري".

وشدد على "وجوب الاستفادة من كل أشكال الإحياء، بالمحاضرة والرسم والاحتفال والرواية وأشكال حديثة أخرى ومعاصرة، لتبقى اسماء وصور الشهداء حاضرة في الأذهان ومؤثّرة ببعث الانطلاقة وروح القيام في الأمة".

وتوجه نصر الله بالشكر لـ"جميعة أسفار" ولكل القيمين بهذه المناسبة والفائزين بالمسابقة، مشيرًا إلى أننا "نحن نحتاج الى التأكيد على النموذج القائد الملهم الدؤوب المفكر المضحي كالحاج قاسم سليماني، فنحن ما زلنا في قلب المعركة".

وأوضح انه تحدث عن "نسختين في المعركة ونحن اليوم نواجه النسخة الثالثة، وسأتحدث عن هذه النسخة يوم الخميس المقبل في الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للتوثيق والدراسات". ولفت الى انه "في النسخة الثانية من محاولتهم لاحتلال المنطقة عبر دولة الخلافة و"داعش"، تصدى لهم محور المقاومة الذي كان للشهيد سليماني دور كبير في تأسيسه، كما تصدى الشهيد سليماني لمشروع الكيان الصهيوني في المنطقة". وأوضح بأن "النسخة الثالثة من المشروع الأميركي في المنطقة يتمحور حول الاخضاع السياسي عبر الضغط الاقتصادي على إيران وسوريا ولبنان وفلسطين".

وفي الشأن الداخلي قال: "نتفهم قيام بعض المرجعيات الدينية بالضغط السياسي والاعلامي على القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي من اجل الاسراع في انتخابات الرئاسة، لكن يجب الانتباه الى عدم التحريض الطائفي"، لافتا الى ان "لا أحد لديه الأكثرية لضمان الفوز من الدورة الأولى لايصال الشخصية التي يراها مناسبة لانقاذ لبنان".

أضاف: "غير صحيح الترويج لفكرة تغييب الموقع الماروني الأول ولا نية لأحد في ذلك، وأجزم أنه لا يوجد أي كتلة أو قوى سياسية تتعمد تغييب الموقع الماروني الأول، الكل يريد إنهاء الفراغ السياسي لتشكيل الحكومة وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي".

وأعلن نصر الله أن "التوصيف الحقيقي اليوم أن هناك كتلًا نيابية متعددة ولا أغلبية لأحد. من حقنا الطبيعي أن نقول إننا نريد رئيسًا لا يطعن ضهر المقاومة. لا يخطط أحد من أجل استمرار الفراغ الرئاسي الأول وعلى ذمتي. من الحق الطبيعي لأي كتلة أن تقول أنها لا تريد رئيسًا قريبًا من حزب الله".

وتناول موضوع الكهرباء، فلفت إلى أن "هذه المشكلة هي عابرة للطوائف والمناطق"، وقال: "ممكن هناك بعض الزعماء لا يحسّون بمعاناة الكهرباء فلديهم كهرباء ليل نهار".

وتابع: "قبل أشهر قيل لنا أن نؤمن الفيول من إيران لـ 6 أشهر لرفع ساعات التغذية إلى 8 ساعات، المساعدة التي كنّا نطلبها من إيران هي تساعد لبنان لستة أشهر وتضعه على سكة الحل على طول الخط. بذلنا جهدنا وتواصلنا مع المسؤولين في إيران والتمني اللبناني وصل إلى المسؤولين الإيرانيين وإلى الإمام الخامنئي. بادرنا واتصلنا بإيران ووافقوا على الطلب اللبناني للفيول والوزير عبد اللهيان أكد على ذلك في بيروت. إيران لديها تكنولوجيا نووية وصناعات حديثة وهناك نائب لبناني جهبذ تقف معلوماته أن إيران عاجزة إلى حد إذا انكسرت مرآة سيارة لا تستطيع استبدالها".

وأردف: "أقول لكم مجددًا إن عرض الفيول الإيراني للبنان ما زال قائمًا وأميركا تمنع تنفيذ العرض".

وأوضح أن "الأميركيين منعوا تنفيذ عرض إيران وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين أن قبول مساعدة الفيول الإيراني خط أحمر، ويمكن ان يكونوا قد هددوا. لدينا فرصة لحل أزمة الفيول وأنتم يا حلفاء أميركا استفيدوا من علاقتكم معها لجلب استثناء للفيول الإيراني، احصلوا على استثناء وأنا أضمن لكم أن سفن الفيول الإيراني ستتحرك الى لبنان".

وقال: "بذلنا جهودا كبيرة في الأسابيع ما قبل الفراغ الرئاسي من أجل تشكيل حكومة وبذلنا ماء وجه ولكن النتيجة كانت عدم تشكيل حكومة. هناك خبراء دستوريون مسلمون ومسيحيون يقولون بدستورية اجتماع حكومة تصريف الأعمال وهناك خبراء مسلمون ومسيحيون لا يقولون بذلك لكن الأغلبية يقولون بدستورية اجتماعها في حدود القضايا الملحة والمهمة".

أضاف: "قناعتنا الدستورية أنه يحق لحكومة تصريف الأعمال أن تجتمع لتأخذ القرار في حدود القضايا الملحة والضرورية غير القابلة للتأجيل. نحن مضغوطون بقضايا الناس فالموضوع له علاقة بالقناعة وبالضمير وإحساسنا بالمسؤولية وحاجات الناس، وكنّا نعرف أن له تداعيات وقبلنا بها".

وختم: "لو لم نشارك في جلسة المجلس الوزراء لكانت كل الجوقة الإعلامية والسياسية والكتّاب المأجورين ستعمل على أسابيع بأن حزب الله عطّل أدوية السرطان وغسيل الكلى، ويتحمل مسؤولية امتلاء القرى والمدن بالنفايات، فلن يقولوا التيار الوطني الحرّ أو أحدا آخر".

3*) التيار العوني

17 كانون الثاني 2023

عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل وناقش جدول اعماله واتخذ عددا من القرارات، واصدر بيانا، رفض فيه "بصورة قاطعة قيام الحكومة البتراء بعقد جلسة غير ميثاقية ولا دستورية لمجلس الوزراء بذريعة تأمين الكهرباء". واعتبر ان "الحلول الدستورية متوفرة لتسهيل شراء الفيول عن طريق المراسيم الجوالة، فتتأمن مصالح الناس من دون السماح بارتكاب المخالفات الميثاقية والدستورية التي تعمق الشرخ وتأخذ البلاد نحو المجهول، وان الاستمرار في عقد جلسات لمجلس الوزراء يطرح علامات استفهام حول وجود نية بالتطبيع مع الفراغ الرئاسي وعدم السعي الجدي للانتخابات".

وحمل التكتل "الوزراء الذين يشاركون في حضور الجلسات مسؤولية المشاركة في ضرب الميثاق ومخالفة الدستور".

واعتبر ان "الخروج الفعلي من مرحلة الفراغ والانهيار يكون بالاتفاق على مرشحٍ يحظى بأكبر توافق ممكن بين القوى البرلمانية، استنادا الى برنامج متفق عليه يؤمن الاصلاحات ويضمن النجاح للعهد المقبل، اما الاصرار على خيارات لا افق لها فهو نوع من انواع تعطيل الاستحقاق الرئاسي". ولفت الى  ان "إنتخاب رئيس للجمهورية يستدعي البحث الفعلي في بنود الأولويات الرئاسية التي أقرها تكتل لبنان القوي والإنتقال على أساسها لاختيار الأسماء المناسبة".

وفي هذا الاطار اكد التكتل "انفتاحه على جميع الكتل البرلمانية للتوافق معها على البرنامج وشخصية المرشح قبل ان يحاول احد ان يفرض على اللبنانيين قراره بانتخاب الرئيس".

وحمل "مجلس القضاء الأعلى وبالتحديد رئيسه سهيل عبود، مسؤولية تعطيل التحقيق في ملف المرفأ بأدائه المسيس وغير القانوني وذلك بتعسفه في عدم اجراء اللازم لانعقاد الهيئة العامة للتمييز ومنع انعقاد جلسات مجلس القضاء الأعلى، وفق قانونه واحكامه والتحريض المعروف لبعض الناس"، معتبرا ان "هذا الاداء المشبوه يوقف مسار التحقيق والعدالة ويلحق الظلم بأهالي الضحايا وبالموقوفين دون وجه حق".

4*) المطارنة الموارنة

18 كانون الثاني 2022

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.

وفي ختام الاجتماع، أصدر المطارنة بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، وجاء فيه:  

1- إستمع الآباء من صاحب الغبطة إلى الأجواء التي رافقت زيارته الراعويّة والرسميّة إلى العاصمة البريطانية. وأبدَوا ارتياحهم إلى نتائجها، ولاسيما على صعيد حضور لبنان على رغم الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها، وتأكيد المسؤولين السياسيين والروحيين هناك وقوفهم إلى جانبه في محنته المُتمادِية.

2- يشجب الآباء بشدةٍ عرقلة التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت. ويدينون التوقيفات الكيدية التي يتعرّض لها أهالي الضحايا. ويدعون مجددًا السياسيين، خصوصًا مع وصول الوفد القضائي الأُوروبي، إلى رفع يدهم عن القضاء ليواصل عمله من أجل كشف ملابسات هذه الجريمة ومحاكمة المُذنِبين وتبرئة الأبرياء بما تُحدِّده القوانين المرعية الإجراء. ويعلنون وقوفهم حتى النهاية إلى جانب أبنائهم وبناتهم الصارخين بوجعهم في الشارع تحقيقًا لانضباط سير العدالة.

3- يُبدي الآباء تخوُّفهم من ترحيل انتخابِ رئيسٍ جديد للبلاد إلى أمدٍ لا يعرفه أحد، ولا يجلب على اللبنانيين سوى المزيد من المُعاناة. ويُكرِّرون مطالبتهم المجلس النيابي بتحمُّل مسؤولياته على هذا الصعيد، والمُسارَعة إلى بت هذا الاستحقاق الدستوري الأساسيّ، درءً لمزيدٍ من التدهور والإنهيار.

4- إنّ التمادي المقصود في شغور سدّة الرئاسة يولّد أزمة دستوريّة على صعيد الحكومة المستقيلة. فوفقًا للتوافق الجاري، واستنادًا إلى الإجتهاد والفقه القانوني والنقاش الأكاديمي، لا يحقّ لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للإنعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحقّ له أن يصدر مراسيم ويوقّعها من دون توقيع جميع الوزراء،عملًا بالمادّة 62 من الدستور. ومن الواجب العودة إلى الإجتهاد الدستوريّ من أجل تحديد الإطار القانونيّ "لتصريف الأعمال العاديّة و"الأعمال المهمّة" و"حالات الطوارئ"، منعًا لخلافات البلادُ بغنىً عنها.

5- يُحذِّر الآباء، مع صاحب الغبطة، من وجودِ مُخططٍ مرفوض، لإحداثِ فراغٍ في المناصب المارونية خصوصًا والمسيحية عمومًا في الدولة. وإنْ دلّ ذلك على شيء، فعلى نيّة خفيّة ترمي إلى تغيير هويّة لبنان المبنيّة على الحريّة وصون كرامة المواطنين، وهي قضيّة لبنان الأساسيّة، كما ترمي إلى تلاشي الدولة اللبنانية وصولاً إلى وضع اليد على أشلائها. وهو ما سيتصدّى له اللبنانيون واللبنانيات بكلّ قواهم.

6- يتخوّف الآباء من تفاقم الأوضاع الإقتصاديّة والماليّة والاجتماعية، بما يتجاوز الحدود التي لا يعود ينفع حيالها أيّ علاج. ويدعون الى إيلاء الجانب الإجتماعي  أولوية على ما عداه.  ويُخاطِبون ضمائر المسؤولين اللبنانيين وأصدقاء لبنان عربًا وأجانب، سائلين إنهاء مسلسل الكوارث الحالّة به، قبل أن يستحيل غضب المواطنين انتفاضة كبرى لا تتوقّف إلا بتوقُّف التضحية ببلادهم على مذابح الأنانيات والمصالح الخارجية والداخلية.

7- يوجّه الآباء تهنئتهم الى أبنائهم واللبنانيين كافة بالسنة الجديدة التي بدأت، راجين الله أن تكون فاتحة أمل ببدء انتهاء محنة البلاد التي طالت وتمادت، ويحثون الجميع على تكثيف صلواتهم وتضحياتهم كي يمن الله بالسلام والإستقرار على وطننا وعلى العالم أجمع. وفي أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين فإنّهم يدعون أبناءهم وبناتهم، إكليروسًا وعلملنيّين، للمشاركة في صلاة الكنيسة الجامعة لهذه الغاية التي من أجلها صلّى المسيح الربّ: "أيّها الآب القدّوس، ليكونوا واحدًا كما نحن واحد" (يو 17: 11)، وللعمل معًا من أجل تحقيق هذه الوحدة".

5*) الاحرار

19 كانون الثاني 2022

عقد المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الدوري برئاسة النائب كميل دوري شمعون وحضور الأعضاء.

ناقش المجتمعون وفق بيان ، مسألة أموال المودعين، وأكدوا أنها "ملكية فردية مصانة بالدستور"، وطالبوا ب"اعادتها لاصحابها قبل انفجار الشارع المحتقن بأوجاع الشعب الذي بات مهددا بالموت السريع جراء الفقر الذي يعاني منه وافتقاده للخدمات الأساسية" .

كما عارض المجتمعون" بدعة الدولار الجمركي"، وشددوا على" وجوب التراجع عنها حفاظا على الأمن الغذائي والإجتماعي في البلاد".

وتوقف المجتمعون عند الأزمات التي تعصف بالقضاء "المفترض أنه مؤتمن على حقوق الناس وحرياتهم "، وناشدوا "الايادي النظيفة والحكيمة من القضاة تحمّل مسؤولياتها وإحقاق الحق انتصارا للكرامة الإنسانية"، متسائلين :"بأي منطق يستجوب ويسجن المفجوع ويبقى القاتل خارج القضبان"؟

كما اكد المجتمعون "تمسك الحزب بنصرة الحق وحماية الحريات والسيادة الوطنية"، وحيوا بيان المطارنة وأعلنوا "تبنيه والإحتكام إليه"، مذكرين بأن "مجد لبنان أعطي لبكركي وسيدها".

6*) نصرالله

19 كانون الثاني 2022

أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في الذكرى الثلاثين ‏لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، في قرية الساحة التراثية، "وجوب الاستفادة من كل عقل علمي وفكر وتخصص يمكن الاستفادة منه".وقال: "أردنا لهذا المركز منذ البداية أن يكون علميا فكريا تقديريا رؤيويا ملتصقا بالوقائع بالأرض والميدان. ونؤمن بأن الانجازات هي نتاج الجهود المباركة الجماعية".

أضاف: "كان المركز وما زال السند العملي والحقيقي لهيئاتنا القيادية ووحداتنا وملفاتنا المختلفة، كما أنه المكان الذي يمدنا بكل ما نحتاجه على مستوى الدراسات القانونية النقدية المالية الادارية والدراسات السياسية الاستراتيجة".

وقال نصر الله: "مسؤولية المركز اظهار الصورة الحقيقية في الخارج من صعوبات ومعطيات مؤلمة وليس ما يفرحنا، وعندما نتحدث عن حلول من أجل التطوير والنهوض والمعالجة نبحث عن السبل في الامكانات المتاحة".

وأشار نصر الله الى أنه " لا يجوز لنا أن نيأس على الرغم من ان هناك محاولات لاشاعة اليأس في البلد، وهذا أمر خطير جدا وأهم شيء هو الأمل وعلى الجميع تحمل المسؤولية من دولة وشعب ومجتمع".

أضاف:" لا يجوز البقاء في حاة تخبط كما الحال في السنوات الماضية وفي مكان ما على السلطة أن تبادر لوضع رؤية لمعالجة الوضع الاقتصادي، وعلى أساسها توضع خطط وبرامج تستند لرؤية كاملة ومتقنة".

ورأى  السيد نصر الله أنه "للوصول إلى الرؤية، علينا دراسة الأسباب ولتنفيذها علينا استخراج الأسباب الواقعية والحقيقية"، لافتا الى "أن الفساد كان متجذرا بالدولة منذ وقت طويل ولو قدمت كل طائفة أفضل عقولها وخبرائها لتتولى المسؤوليات الإدارية في الدولة ما كنا لوصلنا إلى هذه المرحلة".

واعتبر "أن أحد أهم أسباب الأزمة خطأ الرؤية الاقتصادية في التسعينيات وبعض السياسات الاقتصادية الفاسدة والمفسدة، والتي كانت مواقفنا واضحة منها في مجلس النواب وأولها الاستدانة"، ورأى "أن الأخطر هو ضرب الانتاج والبحث على الربح السريع وهكذا تحول اقتصادنا إلى اقتصاد هش، وأنه من الأسباب أيضا المحاصصة الطائفية في المشاريع وغياب الانماء المتوازن وتبعات الحروب الداخلية واعادة الاعمار وملف المهجرين".

واذ اسف السيد نصر الله "أن البعض يتحدث عن عدم وجود حصار"، قال:"الحصار لا يكون فقط بوضع بارجة قبالة الشواطئ اللبنانية، بل يكفي سلوك الادارة الأميركية مع السلطة اللبنانية".

وأكد "أن الحصار يترجم بمنع المساعدات والودائع والقروض من الخارج وبمنع الدولة اللبنانية من قبول الهبات وقبول الاستثمارات ومنع لبنان من علاج ملف النازحين السوريين، معتبرا أن مجموع العوامل هذه وغيرها يؤكد وجود مجموعة أسباب أوصلت الى هذا الوضع".

وأوضح السيد نصر الله أنه "علينا ألا نعتمد على الموقع المميز فهناك دول منافسة بالسياحة وتسهيل قطاع الخدمات والشركات والمصرفية، وعلينا العمل على اقتصاد يؤمن أمنا عذائيا لا يعتمد على المعونات الخارجية والمساعدات".

وأكد السيد نصر الله أنه "كما لدينا الأمن ونسبة الأمن الداخلي عندنا نسبة متقدمة حتى عن الولايات المتحدة الاميركية، وذلك بفضل الجيش والقوى الامنية والوعي السياسي، فإنه لا يوجد طرف يريد حربا أهلية إلا القلة".

وعن وضع الكيان الصهيوني في المنطقة، قال السيد نصر الله: "بالعودة إلى الرؤية التي قامت عليها سياسات هذا الكيان الخاطئة، وهي أن المنطقة متجهة نحو تسوية للنزاع معه هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، إذ أن من يريد وضع سياسات اقتصادية جديدة عليه ألآ  يبني رؤية على حساب تسوية في المنطقة ولا وجود لحل الدولتين وخصوصا مع الحكومة الجديدة الصهيونية الفاسدة والارهابية".

أضاف:"أنه مع سوريا لا تسوية. وما جرى في سوريا هو احدى المحاولات للمجيء بنظام سياسي يعطي الجولان للكيان الصهيوني"، معتبرا "أن الوضع في المنطقة متجه نحو مزيد من التوتر فلا تسويات في المنطقة ولا مشاهد سلام وهذا كله سينعكس على منطقتنا".

وعن ملف الغاز، اعتبر نصر الله "أن أحد أسباب القوة هو موضوع النفط والغاز فهو ثروة هائلة في بحر لبنان والدليل ما نشهده من اكتشافات للنفط والغاز البحر الأبيض المتوسط"، مشسيرا الى "أن اليوم القرار الأوروبي حاسم في الاستغناء عن الغاز الروسي وأولويته هي في البحر المتوسط، لأن تكلفته أقل عليه. ولذلك علينا البحث عن شركات للاستفادة من ثروتنا الوطنية.

ولفت السيد نصر الله الى أنه "من نقاط القوة الأساسية في إقتصادنا هم المغتربون الذين ما زالوا اليوم أهم مصدر مالي ليعيش اللبنانيون، وهم يتعرضون اليوم للخطر والمضايقة والاعتداء الأميركي من خلال وضع تجار واغنياء كبار على لوائح العقوبات بتهم ظالمة. وهذا يحتاج الى حماية الدولة التي للأسف "ما عم تعمل شي".

7*) الراعي

22 كانون الثاني 2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور الرئيس امين الجميل، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، الحركة الرسولية المريمية، اهالي الموقوفين في انفجار المرفأ، اتحاد لجان الاهل في المدارس الكاثوليكية، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:"ينبغي لكم ان تولدوا ثانية"، قال فيها: "لنيقوديموس، رئيس اليهود، الذي قصد يسوع ليلا، وأعلن عن إيمانه به أنه جاء من الله معلما، ويعمل الآيات لأن الله معه (يو 3: 2)، كلمه الرب عن سر المعمودية الذي به "نولد ثانية من الماء والروح" (يو 3: 5). بهذه الولادة نصبح أبناء وبنات الله. و بها نتحرر من الخطيئة الأصلية والخطايا الشخصية، ونمتلئ من الحياة الإلهية، ونصبح أعضاء في جسد المسيح وهياكل الروح القدس، ونندمج في الكنيسة، ونغدو شركاء في كهنوت المسيح ورسالة الكنيسة؛ وبذلك تكون المعمودية الباب الذي يدخلنا إلى باقي الأسرار (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1279؛ عرض مختصر للإيمان الكاثوليكي، 110). يحقق الروح القدس آيات هذا السر ومفاعيله بقوة حلوله، ويجعل ثمار موت المسيح وقيامته حاضرة في المعمد والمعمدة، فيموتان مع المسيح عن إنسان الخطيئة القديم، ويقومان معه إنسانا جديدا بالنعمة (مختصر الإيمان الكاثوليكي، 111). يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وبخاصة بالحركة الرسولية المريمية في الذكرى الخمسين لتأسيسها في 21 كانون الثاني 1973. فإنا نهنئ جميع المنتسبين إليها والمسؤولين وعلى الأخص رئيس المجلس العام عزيزنا الأخ إيلي كميد، ومرشدها العام الأب مالك بو طانوس، والمشرف عليها سيادة أخينا المطران غي بولس نجيم  ونشكر سيادة اخينا المطران جول بطرس على كلمته وهو مرشد مجلس محلي وعضو مجلس المرشدين. ونصلي من أجل ازدهار هذه الحركة لتظل ملتزمة برسالة الكنيسة في المجتمع، وتعيش على مثال يسوع المسيح رسول الآب، والعذراء مريم سيدة الرسل وأم الكنيسة المرسلة (دليل نور وحياة، بند 35)".

وتابع: "نرحب أيضا باتحاد لجان الأهل في المدارس الكاثوليكية، ولجنة الأهل في مدرسة سيدة اللويزة، ونشكرهم على تضامنهم وجهودهم مع إدارات المدارس في كل ما يعضد الأهالي لتأمين التعليم والتربية لأولادهم في هذا الظرف الإقتصادي الخانق. أن ثروة أجيالنا الطالعة العلم الرفيع والتربية الروحية والأخلاقية والوطنية.

ويسعدنا أن نرحب بأهالي الموقوفين على إثر تفجير مرفأ بيروت، وهم يطلبون أن نضم صوتنا إلى صوتهم. فإن أبناءهم وأزواجهم موقوفون منذ أيام التفجير 4 آب 2020 أي منذ سنتين ونصف. وهم من دون محاكمة ومن دون قرار ظني. فأصبحوا هم ضحايا أحياء لهذه الكارثة-الجريمة ضد الإنسانية. ويطالبون بإيجاد حل قضائي يصون متابعة أعمال المحقق العدلي بشأن جريمة التفجير. إلى جانب سر المعمودية بالماء والروح، تعترف الكنيسة بمعمودية الشوق وهي أن كل إنسان يجهل المسيح والكنيسة، لكنه يبحث عن الحقيقة ويصنع إرادة الله وفقا لفهمه لها، يستطيع أن يخلص. ذلك أنه يوجد لديه إرادة ضمنية وشوق لقبول المعمودية لو استطاع إليها سبيلا أو أدرك ضرورتها (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1260). وتعلم الكنيسة أن "كل الذين لم يعرفوها، لكنهم عاشوا بموجب إلهامات النعمة الإلهية باحثين عن الله وباذلين جهدهم لإتمام إرادته، إنما يخلصون بالمسيح ولو لم يعتمدوا" (المرجع نفسه، 1281؛ الدستور العقائدي "في الكنيسة"، 16).

اقتبل نيقوديموس معمودية الشوق عندما أعلن إيمانه بالمسيح "فرأى ملكوت الله" في شخص يسوع بالذات".

وقال: "نختتم مساء اليوم عند السادسة في هذا الكرسي البطريركي أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، بصلاة مسكونية يشارك فيها بطاركة الكنائس وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنون واللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ومجلس كنائس الشرق الأوسط. كما يبدأ أيضا في هذا الكرسي البطريركي مؤتمر أسبوع الكتاب المقدس بعد ظهر اليوم وهو "اليوم العالمي"الذي اختاره قداسة البابا فرنسيس كأحد كلمة الله، ويوم مكرس للكتاب المقدس. فينظر المؤتمر في سفري يشوع بن نون والقضاة من الكتاب المقدس في عهده القديم. كلنا مدعوون لنستنير بكلمة الله، فهي نور الحقيقة والمحبة والعدل لكل إنسان. فمن دون هذا النور يهيم في ظلمات الكذب والجهل، وفي ظلمات الحقد والبغض، وفي ظلمات الظلم والإستبداد. إن نور كلمة الله حاجة ماسة للمسؤولين عندنا في لبنان ولشعبنا. فلو استنار بكلمة الله نواب الأمة وكتلهم ومن وراءهم، لتحرروا من أنانياتهم وحساباتهم ومصالحهم الشخصية والفئوية، ومن مشادات المكايدة، ولكانوا وقفوا وقفة ضمير أمام حال الشعب الفقير المذلول والمحروم من أبسط حقوقه الأساسية، الشعب الذي وكلهم بخدمته، وأمام حال الدولة التي تتفكك أوصالها تباعا، وهم منتدبون لتعزيزها، ولكانوا أسرعوا وانتخبوا رئيسا للجمهورية قبل نهاية عهد الرئيس، كما يأمرهم الدستور في مادته 73!".

وتوجه الى النواب والوزراء: "أنتم يا نواب الأمة والوزراء مسؤولون عن وصمة العار الجديدة التي تلحق بلبنان من خلال أدائكم غير المقبول، وهي فقدان لبنان حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المكونة من 193 عضوا، بسبب عدم سداد مستحقات الدولة اللبنانية البالغة ما لا يقل عن مليوني دولار. ويكبر حجم مسؤوليتكم بكون لبنان بلدا مؤسسا للأمم المتحدة، ومشاركا في وضع شرعتها وشرعة حقوق الإنسان، وقد مثله آنذاك وجه عالمي ناصع هو شارل مالك! ويظهر أن وقف سداد المستحقات اللبنانية لا يقتصر فقط على منظمة الأمم المتحدة، بل يشمل أيضا منظمات عربية ودولية ينتمي إليها لبنان. فإذا كان الأمر مقصودا فالخطيئة عظيمة، وإذا كان سهوا فالخطيئة أعظم. ألا تخجلون من نفوسكم، يا شاغلي مجلس النواب ومجلس الوزراء أمام منظمة الأمم المتحدة وانجازاتها لصالح لبنان؟ فقد أقامت في لبنان مركزا لعدد من المنظمات والمؤسسات التابعة لها، واعتمدت مندوبية دائمة للوقوف على حاجات لبنان. وأصدرت ما لا يقل عن أربعين قرار أمميا بشأنه بما فيها تبني إعلان بعبدا وتشكيل مجموعة الدعم الدولية للبنان. ومنذ سنة 1978 أرسلت قوات دولية لحفظ السلام في جنوب لبنان استنادا إلى القرارين 425 و426 من أجل تأمين انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب وتوفير الظروف الميدانية لأن تبسط الدولة اللبنانية وحدها سلطتها على كامل أراضيه. ثم تعدلت مهمتها بعد حرب سنة 1982 وبعد حرب 2006 على أساس القرار 1701 الذي لا يزال دون التنفيذ الصحيح".

وقال: "يخدم اليوم في لبنان 3800 ضابط وجندي دولي يمثلون 48 دولة وسط أخطار يومية كان آخرها اغتيال الجندي الإيرلندي في بلدة العاقبية في الجنوب.

كيف للدولة اللبنانية والحالة هذه أن تتوسل التجديد للقوات الدولية في الجنوب ولا تدفع مستحقاتها للأمم المتحدة؟ وكيف للدولة اللبنانية بعد اليوم أن تتقدم بشكاوى أمام الأمم المتحدة وتطالبها بتنفيذ قراراتها المتعلقة بلبنان ولا يحق لها التصويت؟ كيف نناشدها إكمال مهمتها في الاتفاق الثنائي بين لبنان وإسرائيل حول الطاقة وترسيم الحدود الجنوبية؟ كيف نطالبها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والمعيشية والتربوية؟ كيف نطالبها بهذا وبغيره ولا ندفع مستحقاتنا لها؟ في هذا الوقت يستمر الشغور الرئاسي، ولم تؤد المساعي الداخلية والدولية إلى إحراز تقدم فعلي نحو انتخاب رئيس جديد. بل نرى أن المواقف بين المحاور الداخلية ذات الامتداد الخارجي تتباعد أكثر فأكثر، وتلهي الرأي العام بموضوع الحكومة. ونحن قلنا منذ اليوم الأول لنهاية العهد، إن هذه الحكومة هي مستقيلة ومهمتها تصريف الأعمال. ومن واجبها التفاهم حول تفسير تصريف الأعمال لئلا تخلق إشكاليات نحن بغنى عنها. إن عملها محصور بالمحافظة على الحد الأدنى من تسيير شؤون المواطنين الضاغطة ومنع سقوط الدولة نهائيا، خصوصا أن مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها وفقا للدستور مسلوب. ويترافق كل ذلك مع انهيار صارخ لسعر العملات بحيث تجاوز سعر الدولار الخمسين ألف ليرة لبنانية. وناهز سعر صحيفة النزين المليون ليرة وتضاعفت أسعار المواد الغذائية والطبية بعشرات الأضعاف. فكيف سيعيش هذا الشعب؟ فكيف سيعيش الشعب؟ كيف سيأكل ويشرب ويتغذى ويعمل ويقبض أجره ويتداوى؟ وهل تشعرون به أيها المؤتمنون على المسؤولية؟ خوفنا أنكم تشعرون ولكنكم تريدون لهذا الشعب هذه التعاسة لغرض في نفوسكم!".

وختم الراعي: "رغم ذلك لا تزال القوى السياسية تتقاذف الاستحقاق الرئاسي وتمتنع عن انتخاب رئيس جديد يصمد أمام الصعاب ويرفض الإملاءات ويحافظ على الخصوصية اللبنانية. ليس خوفنا أن تتغير هوية رئيس الجمهورية المارونية وطائفته، بل أن تتغير سياسته ومبادئه ويلتحق بسياسيات ومحاور ودول تجاهد ليل نهار للسيطرة على البلاد وتحويله إقليما من أقاليمها. لكن هذا الأمر مستحيلا لأن قرار التصدي لتغيير هوية الرئيس وكيان لبنان مأخوذ سلفا مهما كانت التضحيات. ولا يظننن أحد أنه قادر على تغيير هذا التراث التاريخي وهذه الخصوصية الوطنية. ويخطئ من يظن أنه يستطيع خطف رئاسة الجمهورية اللبنانية وأخذها رهينة ويطلب فدية لإطلاقها. لسنا شعب الفديات بل نحن شعب الفداء.. في هذا السياق إن القوى الوطنية السيادية أكانت مسيحية أم مسلمة مدعوة للاتحاد وتشكيل هيئة مشتركة تدافع عن لبنان ليتأكد العالم أن شعب لبنان مصمم على الحياة معا. هذه هي أمنياتنا نستودعها عناية الله القادر على كل شيء، له للمجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".

8*) المطران عودة

22 كانون الثاني 2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل، ألقى عظة: "يحدثنا المقطع الإنجيلي الذي تلي على مسامعنا اليوم عن إنسان مرذول من أبناء شعبه اليهودي، ويعتبر خائنا بسبب عمله لصالح الدولة الرومانية. هذا الإنسان اسمه زكا، ومعنى اسمه «الصالح»، على عكس ما كان يراه أبناء جنسه. كان زكا رئيسا للعشارين، الذين كانوا يجمعون الأموال بروح من الجشع وعدم الرحمة على أبناء شعبهم اليهودي. لهذا، أصبح كل عشار، أو جابي ضرائب، يمثل الدنس بعينه، والابتعاد عن كل ما هو إلهي، إذ ترك «شعب الله المختار»، والتحق بأمة وثنية « رجسة » طمعا بالربح المادي. إلا أن زكا كان مثالا عما يقوله لنا الرسول بولس: «حيث كثرت الخطيئة ازدادت النعمة جدا» (رو 5: 20). «كان زكا يلتمس أن يرى يسوع من هو»، فيما كان مارا، وكان قد سمع عنه كثيرا، فصعد على شجرة الجميز بسبب قصر قامته. كأن قصر القامة هنا يمثل النقص الذي تسببه الخطيئة للنفس البشرية، نتيجة للابتعاد عن الرب. يقول النبي داود: «يا رب من ينزل في مسكنك؟ من يسكن في جبل قدسك؟ السالك بالكمال والعامل الحق، والمتكلم بالصدق في قلبه. الذي لا يشي بلسانه، ولا يصنع شرا بصاحبه، ولا يحمل تعييرا على قريبه. والرذيل محتقر في عينيه، ويكرم خائفي الرب. فضته لا يعطيها بالربا، ولا يأخذ الرشوة على البريء. الذي يصنع هذا لا يتزعزع إلى الدهر» (مز 15: 1-5)".

أضاف: "بحسب هذا المزمور، لم يكن زكا في نظر الناموس ممن ينزلون في مسكن الرب، وممن يرثون الملكوت. إلا أن الرب يسوع، الجزيل الرحمة، الذي جاء ليكمل الناموس بوصية المحبة، حالما رأى زكا على الجميزة مدفوعا بعطش إلى معرفة شخص يسوع، للحال حقق له رغبته، وروى ظمأ نفسه، وبدلا من أن «ينزل» زكا في «مسكن الرب»، كما جاء في المزمور، انعكست الآية وطلب الرب يسوع أن ينزل ضيفا في منزل زكا. هنا صعق قلب زكا بشعلة المحبة، فأصبح «كامل القامة» روحيا. عمل بسيط قام به زكا، بصعوده الجميزة، ترجم شوقا لرؤية من يحن إليه، ففتح أبواب الرجاء أمام كل نفس بشرية تحاول الخطيئة أن تزرع فيها بذور اليأس، لتلتقي بمخلص الخطأة. يقول القديس أمبروسيوس أسقف ميلان: «قدم لنا هنا رئيس العشارين، فمن منا ييأس بعد من نفسه وقد نال نعمة، بعد حياة غاشة؟». لا ننسى أيضا قول الرب يسوع: «من أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت الله يغصب، والغاصبون يختطفونه» (مت 11: 12). زكا مثال حي استطاع أن يختطف الملكوت، رغم العوائق التي كانت أمامه من خطايا وناموس وقصر قامة وشعب يكره العشارين. لقد نسي الشعب ما قاله الرب يسوع: «إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله» (مت 21: 31)، فوقعوا في خطيئة الدينونة، بينما راح زكا يبحث عن المسيح، فوجده المسيح أولا إذ نسمع في إنجيل اليوم: «فلما انتهى يسوع إلى الموضع، رفع طرفه فرآه». ينتظر الرب من كل واحد منا أن يبادر أولا في البحث عنه بالحرية الممنوحة لنا، ومتى قمنا بهذه الخطوة الأولى، حينئذ يلمس قلبنا، ويمسك بدفة سفينة حياتنا ليقودها إلى الميناء الهادئ، إلى الملكوت".

وتابع: "يرى القديس إيرونيموس أن شجرة الجميز تشير إلى أعمال التوبة الصالحة، حيث يدوس الخاطئ التائب كل أعماله الخاطئة، ومن خلالها ينظر إلى الرب كما من برج الفضيلة. يرى آباء قديسون آخرون أن الجميزة هي رمز للصليب الذي يلتقي المؤمن من خلاله بالمخلص، ويسمع صوته الحسن، فينفتح بيته الداخلي ليستقبل المسيح متجليا فيه. من جهة ثانية، الجميزة رمز للكنيسة التي تحمل الخطأة على منكبيها، كما حملت الشجرة زكا، وكما يحمل الراعي الصالح خروفه الضال، حتى تقدمهم لختنها كثمار صالحة، ثمار محبة صادقة. فإن عمل الكنيسة الرئيسي هو حمل العالم بأسره، حتى ولو كان كرئيس العشارين، وهي تحمله على منكبيها ليس لإدانته، مثلما فعل الشعب اليهودي، ولا لتجرح نفسه، بل لتمنحه فرصة اللقاء بمخلصه. نعاين في حادثة زكا موقفين من حلول الرب ضيفا في منزل العشار. فمقابل الفرح العظيم الذي اعترى زكا، نرى إدانة المتذمرين لرئيس العشارين ونعتهم له بالخاطئ. المتذمرون كانوا من الشعب المتجمهر حول الرب يسوع، المفترض أنهم يعرفونه جيدا ويدركون مواقفه، إلا أنهم أظهروا أنهم لم يفهموا شيئا مما قاله أو فعله أمامهم طيلة فترة حلوله بينهم، وإلا لكانوا تذكروا قوله: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آت لأدعو أبرارا بل خطأة إلى التوبة» (مر 2: 17). عندما دخل الرب يسوع بيت زكا، أشرق عليه بنوره، فطرد ظلمة الخطايا دون أن يبكته أو أن يقدم له أية وصية. حضور المسيح نفسه كان قوة انتشلت زكا من محبة المال إلى محبة الفقراء والشوق لأن يرد أضعافا لمن ظلمهم، ولو كان الثمن خسارة ما يملك".

وقال: "أعاد زكا جميع الأموال التي سلبها من الضرائب، فيما نجد مسؤولينا يثقلون كاهل المواطن كل يوم بضرائب جديدة بغية سد عجز افتعلوه هم أنفسهم، ثم أغرقوا البلاد والبشر، عوض تحمل المسؤولية والسير بخطط إصلاحية تنقذ البلد وتحافظ على الشعب. المعادلة في بلدنا هي: يفتقر الشعب ليغتني المسؤولون. يموت الشعب ليحيا المسؤولون. يدان الشعب فدية عن المسؤولين. الوطن كله يصرخ متألما، إذ قد أصاب حكامه مرض الأنانية والكبرياء، وبرص خطيئة الجشع، وعمى المال والسلطة. فإلى متى تصم الآذان عن آلام شعب ما عاد لديه أي شيء ليخسره؟"

أضاف: "شهدنا هذا الأسبوع حلقة أخرى من مسلسل مسرحية انتخاب رئيس، والمحزن أن من لم يقوموا بواجبهم على أتم وجه يتذمرون ويشعرون بالاشمئزاز من تكرار المهزلة. أليس أولى بهم أن يقدموا على ما يخرج المجلس من هذا الجمود القاتل؟ ألا يعلمون طريقة تكوين السلطات في الأنظمة الديمقراطية، وكيفية إجراء الانتخابات؟ كيف يبرر المعطلون لناخبيهم تقصيرهم في أداء واجبهم الدستوري والوطني؟ كيف يبررون وضع مصالحهم قبل المصلحة العامة، وتقديم حساباتهم الضيقة على كل حساب؟ كيف يستطيعون أن يضحكوا ويهزأوا وشعبهم يدمع ويبكي؟ متى يخرج هؤلاء من أوهامهم بأنهم محور الكون وأن العالم لا يفكر إلا بهم؟ ما هذه المهزلة؟ قليل من التواضع ومن الواقعية. ألا يخجل من يدعون أنهم مسؤولون مما أوصلوا البلد وشعبه إليه؟ ألا يخجلون من أنفسهم عندما يتحدثون عن الكرامة وعن السيادة وعن الحقوق؟ وكلها ضاعت بسبب مواقفهم العبثية. أملنا أن تصحو ضمائر من ضمائرهم نائمة، وأن ينضم عدد كبير من النواب إلى رفاقهم المعتصمين داخل المجلس، مطالبين بعقد جلسة انتخابية لا تغلق إلا بانتخاب رئيس. أوليس هذا واجب النواب الأول؟ أما واجبهم الثاني الرقابي فعليهم وعيه جيدا للقيام بواجبهم الذي يقتضيه فصل السلطات، عوض الخلط بينها وتخطي الدستور".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نلتمس لقاء المخلص مهما عاكستنا الظروف، وألا نيأس لا من خطايانا، ولا من العوائق التي تصادفنا في طريق الخلاص، بل فليكن لسان حالنا ما قاله داود النبي: «وجهك يا رب ألتمس. لا تحجب وجهك عني» (مز 27: 8-9)".