تقرير أسبوعي دولي - 143-2022

تقرير أسبوعي دولي - 143-2022
الأحد 5 فبراير, 2023

 

رقم 143/2023

30 كانون الثاني- 5 شباط /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، بالاضافة الى احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

لا جديد على صعيد الحلول لأزمات لبنان المتفاقمة. في الملف الاقتصادي-المعيشي، بدأت السلطة هذا الاسبوع بملاحقة "الصرافين غير الشرعيين" تحت عنوان لجم ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية، وتم اعتقال عدد منهم، لكن المراقبون يخشون أن تكون هذه العملية غير مفيدة، حيث أن هؤلاء ليسوا من أوصل الانهيار إلى هذا المستوى بل هم فقط مستفيدون من الظرف! والدليل هو معاودة سعر الدولار إلى الارتفاع بعد أن هبط مع بداية الحملة.

في الملف السياسي، لا تزال اجتماعات حكومة تصريف الأعمال أسيرة التهديدات والضوء الأحمر من جهة الفريق البرتقالي والضوء الخضر من جهة الحزب الايراني. فهي تجتمع عند إعطائها الضوء الأخضر، ومن أجل تجنّب الاصطدام مع الفريق المهدّد تحجّم ملفاتها وتعمل بالحدّ الأدنى!

أما في ملف انتخاب الرئيس، فالموضوع مؤجّل من قبل رئيس المجلس النيابي إلى حين يرى بنفسه، كما صرّح، ان الأمور يمكن أن تحل بتوافق يؤمّن عملية انتخاب ناجحة!

ولن يستطيع لا المجتمع العربي ولا الغربي في نقل لبنان من حالة السقوط الحرّ إذا لم يتحرّك المجتمع اللبناني أولاً.

ولا يمكن مقاربة الأزمة التي وصل إليها لبنان بفعل سياسيات القوى السياسية كافة إلا بمواجهة السبب الفعلي لهذه الأزمة. أن تجاهل أن هذه القوى عمل الحزب الايراني المسمى "حزب الله" على مدى العقدين الأخيرين وبشكلٍ ممنهج على تقويض الأسس التي قام عليها لبنان، قد ادى بنهاية الأمر إلى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

إن هذا الحزب الذي ينادي قيادييه اليوم من على منابرهم بأنهم يدافعون عن لبنان واللبنانيين، قد صرّحوا بالأمس القريب "بأن لبنان هو ايران وايران هي لبنان"- كلام للقيادي السيد ابراهيم أمين السيد؛ أو قول أمين العام هذا الحزب بأنه "جنديٌ في جيش ولاية الفقيه"، وبأن ملبس وعتاد واموال الحزب هي من ايران ومفاخرته بذلك.

إن هذا يعني، وبالتأكيد، أن هذا الحزب لا يرى مصلحته في مصلحة اللبنانيين بل مصلحة ايران هي في المرتبة الأولى، ولذلك من واجب اللبنانيين، كل اللبنانيين، اليوم قبل الغد مواجهة الاحتلال الايراني المتمثل بوجود وعمل هذا الحزب على الأرض اللبنانية، وليس للبنانيين أي سلاح غير وحدة الصف وتطبيق الدستور المنبثق من وثيقة الوفاق الوطني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في ملف الطاقة، أعلنت السفارة الفرنسية في بيان، أن السفير المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكين سيزور بيروت يومي الخميس والجمعة في الثاني والثالث من شهر شباط، في إطار مهمة تتعلق بدعم فرنسا للنهوض بقطاع الطاقة في لبنان، وسيقوم في هذه المناسبة بتقييم الوضع في ما يخص مشروع شبكات الربط البيني في مجال الطاقة، لا سيما استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن. وتأتي هذه الزيارة إلى بيروت في ختام جولة قادته إلى كل من مصر والأردن، قبل أن يتوجه قريبا إلى واشنطن. وأشارت السفارة الى ان السفير دوكين سيتطرق إلى الإصلاحات التي تمّت المباشرة بها في قطاع الطاقة، لا سيما أن التقدمّ في تنفيذها شرط أساسي لإطلاق المشاريع الإقليمية المتعلّقة بشبكات الربط البينيّ في مجال الطاقة، بدعم من البنك الدولي. حيث تحشد فرنسا جهودها من أجل تسهيل إبرام هذا المشروع بين الأطراف المعنية كافة. وأكدت على التزامها القوي تجاه لبنان من أجل النهوض بقطاع الطاقة، ليس فقط عبر مواكبة الإصلاحات الضرورية، بل أيضا من خلال عمل الشركات الفرنسية كشركة كهرباء فرنسا (EDF) وتوتال إنيرجي (TotalEnergies) ونيكسان (Nexans).

في الملف الرئاسي المعطّل، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس، أنّ باريس ستستضيف الإثنين المقبل اجتماعاً مخصّصاً للبنان يضمّ ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم. وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة حالياً في السعودية، عن قلقها البالغ إزاء انسداد الافق في لبنان من الناحية السياسية، كما قالت المتحدثة باسم الوزارة آن-كلير ليجاندر خلال مؤتمر صحافي، وأضافت أنّ فرنسا بحثت مع السعوديين وبقية شركائها في المنطقة سبل تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة، وأوضحت أن هذا النهج سيكون موضوع اجتماع متابعة الإثنين مع الإدارات الفرنسية والأميركية والسعودية والقطرية والمصرية لمواصلة التنسيق مع الشركاء وإيجاد سبل للمضيّ قدماً.

في ملف اغتيال الباحث والناشط السياسي لُقمَن سليم، طالبت عائلته في الذكرى الثانية لاغتياله، الأمم المتحدة ببعثة تقصي حقائق تنظر في احتمال وجود رابط بين مقتله وانفجار مرفأ بيروت، وقالت زوجة سليم، الألمانية اللبنانية مونيكا بورغمان، خلال تجمّع في ذكرى الاغتيال شارك فيه سفراء غربيونأن العائلة تريد من بعثة تقصي حقائق أن تنظر في انفجار المرفأ وكذلك في ثلاثة اغتيالات تلته وقد تكون مرتبطة به، مشدّدة على أنّ التحقيق وحده يمكن أن يظهر ما اذا كان من ترابط أم لا، وأضافت إنّ التحقيق المحلي في قضية سليم لم يُحرِز تقدّماً منذ عامين جراء ضغوط سياسية في بلد لم تبلغ فيه التحقيقات في عشرات الاغتيالات السياسية خواتيمها. من جانبهم، أعرب أربعة مقرّرين خاصين معنيين بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء ومستقلين في الأمم المتحدة، قبل الذكرى بعدة أيام، عن قلقهم العميق من بطء التحقيقات في جريمة اغتيال سليم، مطالبين السلطات اللبنانية بضمان محاسبة قتلته، إلى ذلك، أعربوا، في بيان، عن غضبهم لعدم تحديد هوية أي شخص مسؤول عن اغتياله، لافتين إلى أنّ تسليط الضوء على الظروف المحيطة بمقتل لقمن سليم وتقديم المسؤولين إلى العدالة هو أيضًا جزء من التزام الدولة بحماية حرية الرأي والتعبير.

من جهتها، أعلنت منظمة العفو الدولية، في بيان، أنّ لقمن سليم يعتبر ضحية لنمط الإفلات من العقاب الذي دام لعقود طويلة في لبنان، والجهود الشكلية التي تبذلها السلطات اللبنانية للعثور على قاتليه هي دليل إضافي على ذلك، وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو، أنه لم يتم فعل ما يذكر للعثور على قتلة سليم، وتدهور النظام القضائي اللبناني، الذي تجلى في التحقيق الهزلي في انفجار بيروت المدمّر عام 2020، يترك أملاً متضائلًا في تحقيق العدالة لعائلة لقمن، وشددت على أنه يجب على السلطات اللبنانية كسر حلقة الإفلات من العقاب هذه، وتقديم المسؤولين عن مقتل لقمن سليم إلى العدالة على وجه السرعة، وأنه يجب أن يكون التحقيق فعّالاً وشفافاً وحيادياً ومستقلاً، وأن تكون نتائجه علنية."

في ملف دولي، يبدو بحسب المعطيات المتوفّرة ان لبنان سيفقد حقه بالتصويت في الأمم المتحدة بشكل نهائي بسبب عدم النية الرسمية بالتحرك لدفع المتأخرات المتوجبة عليه. هي ليست المّرة الأولى التي يتأخر فيها لبنان عن دفع مستحقاته في أوانها بسبب روتين إداري وسوء تنسيق داخلي بين الجهات الحكومية والمالية المعنية. فقد حصل الأمر عينه في العام 2020 وكان أيضاً موضع حملات إعلامية لكن الحكومة سارعت في اليوم التالي الى تحويل على أثره المبلغ المطلوب لاستعادة لبنان حقه في التصويت، أما اليوم فيبدو أن لبنان للأسف على مشارف نفق مسدود الأفق بسبب الفوضى، وليس فقط الأزمة، التي تعاني منها مؤسساته. أنه من الأسف، طبعا، أن يفقد لبنان حقه في التصويت، خاصةً في عام تحتفل فيه الأمم المتحدة في شهر كانون الأول 2023 بمرور 75 عاماً على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي لعب فيه لبنان دوراً محورياً، بشخص السفير شارل مالك، علماً أنه كان من ضمن 9 دول فقط شاركت في صياغته (وهي الولايات المتحدة الاميركية، والمملكة المتحدة، والصين، والاتحاد السوفياتي، وفرنسا، وكندا، واستراليا، وشيلي). ومن المؤسف جداً أن لا يكون لبنان في الأمم المتحدة هذا العام لاعباً حاضراً وفاعلاً. 

في مواقف الحزب الايراني لهذا الاسبوع، رأى عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ حسن البغدادي، أن المشكلة في المحور الاميركي أنه لم يقتنع إلى الآن بأن العالم قد تغير، ولم تعد هذه القوى تخيفنا، وعليهم أن يعرفوا أن هناك محور مقاومة لا تهزه العواصف وثابت في مواقفه مهما كانت الظروف! وما تقوم به إسرائيل وجهات تكفيرية تعمل لمصلحتها ولمصلحة المشروع الاميركي، لا يغير في المعادلة شيئا، وجل ما يفعلونه هو الأذية وإطالة الأزمة، دون التمكن من المس بصلابة الموقف، وأضاف أن المراهنين على المحور الأمريكي ستخيب آمالهم وسيطول انتظارهم، وعليهم أن يستفيدوا من التجارب السابقة، والأصلح لهم التفاهم والحوار القائم على أساس مصلحة الوطن واللبنانيين، لا كما يزعم بعض مدعي الإستقلال والحرية. فمصلحة الوطن لا تكون بالإرتهان إلى الخارج، فالتفاهم والحوار الجدي هو المعبر الوحيد لانتخاب رئيس للجمهورية والخروج من الأزمة الخانقة التي لم يسلم منها أحد!!

من جانبه، أكد النائب محمد رعد أن المقاومة قدر وعندما نتمسك بها وبخيارها إلى هذا الحد، نفهم لماذا نبحث عن رئيس لا يطعن المقاومة في ظهرها، واشار إلى أن الحزب لا يريد رئيسا يشرع للمقاومة ولا أن يمولها بل يريد رئيسا على الأقل لا يطعنها في ظهرها وألا يعطي إنجازاتها لأعدائها!! وشدد رعد على أن لبنان يعاني تفاصيل أزمة تمتد من المصارف والنقد وسعر صرف العملة ومن غياب التعليم، مشيرا إلى أن أستاذ المدرسة غير قادر على دفع أجرة النقل ليصل إلى مدرسته والسبب أن الأميركيين متحكمون بالنقد وبسياسته وممنوع أن تعمل إصلاحات في النظام المصرفي ولا في قانون النقد والتسليف!!

من جانب آخر، وفي احتفال يدلّل على ما يقوم به الحزب الايراني في مجال تربية الجيل الجديد، اكد نائب مسؤول منطقة البقاع في الحزب الايراني فيصل شكر أن الحزب يعمل لإنتخاب رئيس للجمهورية يكون داعما للمقاومة ويعمل لبناء الدولة وغير مرتهن للخارج. هذا الكلام جاء خلال رعاية شكر لاحتفال تكريم فتيات ارتدين الحجاب الشرعي نظمه قطاع الهرمل في جمعية "كشافة الإمام المهدي"، وأشار الى ان الحزب الايراني يقوم على المستوى المعيشي بما يستطيع، ويقدم في خدمة مجتمعه ما يمكن أن يسد الكثير من الحاجات، لأن هذأ المجتمع المقاوم لا يكافئ ويجب علينا أن يكون الجميع في خدمته! ومعتبرا أن أجمل ما تقدمه مسيرة هذا الحزب لمستقبل هذه الأمة هو وجود رجال ونساء وفتيات وإخوة وأخوات يثقلن الأرض بالطاعة والعبادة والأمن والجهاد والصبر والاحتساب ، وقال ان كشافة الإمام المهدي هي ثروة عظيمة في مسيرة الإسلام المحمدي الأصيل وهذا ما يغنيها ويثريها، وهي عمدة مسيرة المقاومة الإسلامية وثروتها، داعيا الى تحديد يوم للإحتفال بالفتية والشباب لبلوغهم سن التكليف حتى يثبت في ذهنه وعقيدته وقلبه أنه في يوم من الأيام كُرِّم لأنه بلغ سن التكليف في مسيرة المقاومة تحت راية كشافة المهدي!

وفي السياق، أكد النائب حسن فضل الله، أن الحزب يبني سياسته ومواقفه على قاعدة أساسية، وهي تأمين مصلحة اللبنانيين بعامة، ولا ينطلق في مواقفه وإجراءاته وأعماله من مصالح ضيقة أو مصالح مناطقية أو فئوية!! وأوضح أنه عندما يقرر الحزب أن يشارك في جلسات مجلس الوزراء، فإن ذلك ينطلق من قراءته الدقيقة لمصلحة الناس وللبنود الحيوية والأساسية الموضوعة على جدول الأعمال!! وفي ما يتعلق باستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، قال إنه ومن موقع القراءة الدقيقة للتوازنات والتركيبة وأعداد النواب ومواقف القوى السياسية، دعا الحزب منذ اليوم الأول إلى أن تجتمع الكتل النيابية مع بعضها البعض، وتتناقش وتتوافق وتضع المعايير الوطنية، والحزب من زاويته، يبحث عن شخص بمواصفات وطنية، واحدة منها أن لا يطعن المقاومة بظهرها، وفي الوقت نفسه، أن يكون لديه القدرة على تقديم البرامج الانقاذية، والتواصل مع بقية الكتل والقوى اللبنانية، والقدرة على الحديث مع الجميع والتواصل مع الخارج، وما يقوم به من لقاءات واتصالات هو لتوفير الظروف لوصول رئيس بهذه المواصفات!!

من جهته، أكد النائب محمد رعد، أن أعداء الحزب يحاولون تحويل الاستحقاق الرئاسي في لبنان إلى منصة للإمساك برئيس للجمهورية ينفذ سياساتهم، ويستكمل مشروعهم لتضييق الخناق على المقاومة! وشدد على أنه ليس الحزب من يعطل البلد، وإنما الذي يعطله، هو من يضع يده عليه بنقده ومصارفه وسياساته وحصاره وعقوباته، ويمنع أن تصل الكهرباء إليه، وأن تأتي المساعدات إلى الشعب!!! ورأى أن الأزمة التي يعاني منها اللبنانيون، ليس سببها فقط سياسات خاطئة من حكومات سبقت، وإنما الذي أججها وأشعل فتيلها، هو قرار أميركي، بهدف إضعاف المقاومة وإسقاطها، بعدما عطلت مشروع التطبيع الشامل في المنطقة!!

أما عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق فقد أكد أن بنان لا يتحمل إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها، ومعادلة صيف العام 1982 التي انتجت رئيسا ورئيسين قد تغيّرت، والمعادلة اليوم لا تسمح بإملاء وفرض رئيس للجمهورية من دول إقليمية أو دولية، معتبراً أن الحل الوحيد المتاح هو الإسراع ببدء الحوار للوصول إلى توافق لبناني- لبناني، ولا بديل عن التوافق لا اليوم ولا غداً ولا بعد غد، وأضاف أما الذين يواصلون الصراخ وبأصوات مرتفعة ويرفعون شعارات أكبر من أحجامهم، فهؤلاء يعبّرون عن يأسهم وإحباطهم وخيبتهم، وهم أعجز من أن يغيّروا المعادلات التي انتجتها انتصارات المقاومة، ومن أن يغيّروا من هوية وتركيبة لبنان. وأكد قاووق أن لبنان لن يكون في ركب عرب التطبيع، فعروبتنا هي عروبة أصيلة، وتمثلها فلسطين، ويمثلها الشهيد خيري علقم، أما عروبة التطبيع، فلا تشرفنا، ولسنا منها بشيء، ولن يأتي اليوم الذي يكون فيه لبنان جزءاً من هذه العروبة المزيفة، ومن ارتضى أن يكون في خندق واحد مع نتنياهو، فهو الذي يخسر شرفاً، ويرتكب خيانة للقدس وفلسطين وكل الأمة.

من جانبٍ آخر، ندد الأمين العام ل"حركة التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال سعيد شعبان، في بيان، بالإعلان الرسمي لوزارة الخارجية السودانية التابعة للمجلس العسكري الذي يسيطر على البلاد، عن المضي في إبرام اتفاق تطبيع للعلاقات مع العدو الصهيوني، معتبرا أن الشعب السوداني سيسقط عاجلا أو آجلا حكم هذه الطغمة المهيمنة على قراره الحر، وعلى مقدراته وثرواته، وأضاف أن لا أحد يستطيع أن يحرف مسيرة الشعب السوداني صاحب التاريخ العريق، عن طريق الوقوف إلى جانب قضايا الأمة المركزية لا سيما فلسطين المحتلة، مضيفا أن القصة في الخرطوم واضحة، فالغاية بسط سيطرة تامة للحكم العسكري الذي لا هم له سوى التفيؤ في الظل الأميركي، ليستكمل عملية الإمساك بكل شيء في هذا البلد المسلم، وبالتالي من سيوقعون مثل هذه الاتفاقات المذلة عراة ومجرد دمى لا تمثيل لهم ولا غطاء شعبيا، وسينتهون بانتهاء الكيان الصهيوني وسيزولون بزواله!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: في مثل هذا اليوم منذ 33 سنة أطلق الرئيس ميشال عون حرب الإلغاء تحت عنوان "أو الدولة أو الدويلة" وها نحن نشهد على تسليم الدولة بكاملها إلى حزب الله - شهد لبنان الأسبوع الماضي وما يزال يشهد انحلالاً خطيرا في السلطة القضائية على خلفية الإنقسام القضائي حول التحقيق في جريمة 4 آب، والأخطر أن المعطيات المتوافرة حول هذا الملف تؤكّد وجود تقاطع أميركي - إيراني لدفن التحقيق في هذه الجريمة. من جهة ثانية يُرحّب لقاء سيدة الجبل باجتماع النواب المعارضين في البرلمان ويعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنّه يأسف في الوقت نفسه لعدم حديث هؤلاء النواب عن دور حزب الله في كلّ ما يحصل على الساحة اللبنانية وخصوصاً لجهة التقارير الواردة عن صلته بوجود نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت. فلبنان واقع تحت الاحتلال الإيراني بواسطة سلاح حزب الله، ولا عدالة ولا تعاف اقتصادي ولا انتخابات نزيهة ولا تداول للسلطة تحت الإحتلال. لذلك كلّه فإنّ لقاء سيدة الجبل يجدّد التأكيد أن الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة والعدالة في جريمة المرفأ هو طريق التحقيق الدولي - يتابع اللقاء التطوّرات المتسارعة في المنطقة ولاسيمّا التصعيد في الأراضي الفلسطينية وارتفاع وتيرة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية والحضور الأميركي فيها، وهذا يرتّب تداعيات على المنطقة بأسرها بما فيها لبنان. ويحذّر اللقاء حزب الله من استخدام لبنان ساحة مواجهة مع إسرائيل بالوكالة عن إيران، علماً أن الدولة سبق أن وقّعت بدعمٍ من الحزب اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل وهي توقّع تباعاً عقوداً مع الشركات المستخرجة للغاز، وعليه فإنّ على الحزب أن يختار أي نموذج يريد للبنان هونكونغ أو هانوي - يواصل اللقاء لقاءاته مع المرجعيات الروحية سعياً لانعقاد قمّة روحية تعيد التأكيد على الثوابت الوطنية كما وردت في مقدمة الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتضع حدّاً لكل مساعي تعديل الصيغة اللبنانية من خلال غلبة فريق مسلّح على سائر اللبنانيين. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • حركة أمل - المكتب السياسي: أن ما نشهده اليوم يشكّل بداية نهاية للمشروع الصهيوني الذي يبدو عاجزاً أمام إرادة الشعب الفلسطيني التي تتطلب من أجل تعزيزها وتصليب آدائها موقفاً عماده الوحدة الوطنية الفلسطينية بين القوى الأساسية للفلسطينيين، وموقفاً عربياً يخرج من اثقال إتفاقيات التطبيع والسلام مع العدو، وموقفاً إسلامياً عاماً يضع مُجمل العلاقات مع العدو الإسرائيلي في دائرة القطع والإلغاء، ويحذر المكتب السياسي من لجوء العدو إلى اسلوب المجازر والانتقام من الفلسطينيين في ظل صمت دولي وإقليمي مطبق - يؤكد على مقاربة وطنية تتجاوز المصالح الشخصية والفئوية والجلوس إلى طاولة حوار وطني تضع خارطة طريق للخروج من هذا المأزق بكل ابعاده، والإتفاق على رئيس - يدعو إلى الإسراع في مواكبة الاتفاقيات الموقعة بموضوع الغاز والنفط، والإسراع بالمباشرة بالتنقيب، من أجل تأمين صيانة وطنية لهذه الثروة عبر إنشاء الصندوق السيادي - يرفض الإستهداف الممنهج للمؤسسات الضامنة للإستقرار العام في البلد في إطار سياسات وضع اليد عليها أو شلّها! - وفي الملف القضائي، فإن السلطة القضائية مدعوة إلى القيام بدورها لمنع الغرور والتفرد، فالقضاء المستقل العادل والضامن وفقاً للأصول الدستورية والقانونية هو المطلب والمبتغى!. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • كتلة لبنان القوي – التيار العوني: أن الأولوية المطلقة لمجلس النواب تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا تماما منطوق المادة 62 من الدستور، تالياً إن أي تشريع في ظل الفراغ الرئاسي هو أمر تفرضه الضرورة القصوى الاستثنائية. وعليه فإن من يتحدّث عن تشريع الضرورة عليه ان يعرضها ويبرّر تقديم التشريع على انتخاب الرئيس تالياً إن أي تشريع في ظل الفراغ الرئاسي هو أمر تفرضه الضرورة القصوى الاستثنائية. وعليه فإن من يتحدّث عن تشريع الضرورة عليه ان يعرضها ويبرّر تقديم التشريع على انتخاب الرئيس - إن هذا السكوت من الحكومة على أداء حاكم المصرف المركزي في السطو على مدخرات اللبنانيين وودائعهم يجعلهما في موقع المتواطئ ويقضي على أي إمكانية لترميم الثقة المفقودة بالقطاع المصرفي - شدد على ضرورة استئناف التحقيق في جريمة تفجير المرفأ، محذرا من وجود مخطط لاجهاض التحقيق وتجهيل الفاعلين. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • المطارنة الموارنة: جدد الآباء إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة - طالبوا بمتابعة التحقيق في انفجار المرفأ حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن - حذروا من الاختلال في الأوضاع الامنية، وهابوا بالسلطات العسكرية والأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لها - يعاني القطاع التربوي مزيدا من التدهور، بحيث تضطر مؤسسات منه إلى الإقفال. والأمر نفسه نشهده في قطاعات حيوية أخرى، صحية وإدارية. إن البلاد لم تعد تحتمل، وبوادر الغضب الشعبي لا بد آتية، إن لم يكتمل عقد السلطات وعملها وتعاونها لخير الوطن والمواطنين. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • القمة الروحية المسيحية: طالبت المسؤولين في الدولة بحكم مسؤوليتهم بإيجاد الحلول للأزمات كافة التي لا تتحمل أي إبطاء. فلا يمكن القبول بسوء إدارتهم وإهمالهم والفساد المستشري في كل مكان، الأمر الذي يحمل العائلات، ولا سيما الجيل الناشئ، على الهجرة أو اللجوء إلى الشارع - منذ زهاء ثلاثة أشهر لا يزال الكرسي الرئاسي شاغرا عندنا، بسبب فشل المجلس النيابي في إنتخاب رئيسٍ. هذا الواقع غير مقبول أبدا ومخالف لجوهر الدستور اللبناني ومرتكزات السيادة والإستقلال ومسؤولية  النواب تجاه الشعب اللبناني - طالبت المجلس النيابي الاسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس؛ إتمنت غبطة البطريرك الراعي على الإجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا للمضمون أعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثهم على المبادرة سويا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس. (ملحق رقم 5*- بيان)
  • النائب سامي الجميّل في المؤتمر العام لحزب الكتائب: سنعطل الانتخابات اذا اراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح حزب الله لست سنوات مقبلة، وأكد أننا قبلنا ان نلعب اللعبة الديموقراطية غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتكم، مشيرا الى اننا سنعتمد الاسلوب نفسه من دون ان نجر البلاد الى الخراب - واعتبر ان هناك دولتين على ارض لبنان، الجمهورية اللبنانية والجمهورية الاسلامية التي تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه. وتوجه الى حزب الله بالقول: نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها حزب الله ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية - لسنا امام مرحلة عادية انما امام محاولة لقتل البلد وتفريغه من معانيه، والمعركة اليوم ليست على فئة من اللبنانيين انما على معنى وجود هذا البلد بمسيحييه ومسلميه، رغم ان هناك مجموعة هائلة من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف يؤمنون بهذه الروح وبان لبنان رسالة حضارة وتطور، كما يؤمنون بالحرية وولدوا متمسكين بهذه الحرية. ومن يحاول ان يقضي على هذه الروح ليس فئة من اللبنانيين انما حزب مسلّح يأخذ طائفته رهينة ويحاول تحويل الصراع في لبنان الى صراع طوائف وتحريك كل العصبيات التي نراها اليوم. (ملحق رقم 6*- ملخص الكلمة)
    • البطريرك الراعي في عظة الاحد: إن حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع، ومن حرمانه الدواء والغذاء، ومن فقدان الحق والعدل، إنما هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب.نعم في خيانة الشعب الذي ائتمنهم على مؤسسات الدولة لكي يحكموا له بالحق والعدل، ويؤمنوا الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل واحد. ذلك أن نواب الأمة بالطاعة العمياء لمرجعياتهم يحجمون عن انتخاب رئيس للجمهورية، ويؤثرون الإنهيار المتفاقم في المؤسسات الدستورية والعامة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوانا الحية على مرارة الهجرة. أليست هذه خيانة عظمى؟ بل جرما عظيما بحق الشعب اللبناني والدولة - يتكلمون عن ضرورة الحوار من أجل الوصول إلى مرشح توافقي، فيما البعض يتمسك بمرشحه ويريد فرضه على الآخرين، والبعض الآخر يتمسك بحق النقض ضد ترشيح هذا أو ذاك من الشخصيات المؤهلة وهي عديدة. أول ما يقتضي هذا الحوار، إذا حصل، الإنطلاق أولا من لبنان ووضعه ومن حالة اللبنانيين، ومن ثم البحث عن المرشح الأفضل والأحسن لهذا الظرف. (ملحق رقم 7*- عظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة في عظة الاحد: نحن لا نرى حولنا في هذا البلد إلا مسؤولين فريسيين يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم، لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله. على أولئك أن يتذكروا أن خلاصهم مرتبط بخلاص إخوتهم، أبناء شعبهم، وأن القوانين وضعت لتحدد الحقوق والواجبات، ولمحاسبة كل مقصر ومجرم وهارب من العدالة. الواقع المرير الذي نعيشه سببه الكبرياء والأنانية، أما المحرك فهي الإرتباطات المشبوهة، والمصالح والمكاسب والإنقسامات الطائفية. حان وقت التعقل والتواضع والعودة إلى الدستور الذي وحده ينظم حياتنا، وليقم كل مسؤول وزعيم ومواطن بواجبه من أجل إنقاذ هذا البلد، كي لا نبكي عليه لاحقا لأننا لم نحسن الحفاظ عليه. لذلك أقول للجميع: أتركوا خلافاتكم وتخلوا عن مصالحكم وتكاتفوا بتواضع ومحبة. الظرف الذي نعيشه استثنائي، وفي الظروف الإستثنائية نحتاج قامات وطنية.  نحن بحاجة إلى الحزم في تطبيق القوانين لكي لا يستقوي أحد، فلا يفلت فاسد أو مستغل أو معطل للعدالة أو مهرب أو مستبد أو مضارب يساهم في انهيار الليرة أكثر فأكثر وفي جوع الناس أكثر. نحن نعيش في اهتراء سياسي وأخلاقي مقلق. استشراء الفوضى والفساد، وانهيار الليرة، وازدياد السرقة كلها عوامل تدل على حجم الخطورة التي بلغها الوضع. ولكي تستقيم الأمور نحن بحاجة إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن - كيف يتقاعس المجلس النيابي، المؤتمن على تطبيق الدستور، عن انتخاب رئيس؟ وما هي مصلحة المعطلين؟ هل يخدم الفراغ أحدا، وهل يعلي الإنهيار شأن أحد في عيون المواطنين؟ هذا الصراع بين من يريد تطبيق الدستور بحذافيره ومن يفسر الدستور بحسب مصلحته يجب أن ينتهي، وعلى النواب أن يتخطوا خلافاتهم، والقيام بواجبهم حفاظا على ثقة الشعب وعلى دور المجلس النيابي. (ملحق رقم 8*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

كشفت مصادر متابعة، مساء الأحد الماضي، استهداف رتل شاحنات تابعة لميليشيات في البوكمال السورية بعد مغادرته الحدود العراقية، وذكرت أن عددا من الشاحنات عبرت من الحدود العراقية باتجاه سوريا وكانت قادمة من إيران. كما أضافت المصادر أن الشاحنات عبرت من منفذ حدود غير رسمي اسمه (منفذ السكك) الذي تسيطر عليه كتائب حزب الله العراقي، وقصفتها الطائرات بمجرد عبورها الحدود العراقية، مشيرة إلى أن الطيران المجهول الذي قصف الشاحنات أطلق في البداية صواريخ تحذيرية، وانتظر خروج السائقين من السيارات قبل أن يقصف الشاحنات.

من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة انفجارات وقعت في البوكمال قرب الحدود السورية - العراقية، مؤكداً تدمير 6 شاحنات تبريد في البوكمال السورية جراء غارات جوية، وأضاف أن طائرة تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش حلقت فوق الشريط الحدودي بالتزامن مع الانفجارات. وقد أشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح، إلى إن الشاحنات كانت تنقل أسلحة إيرانية، لافتا إلى دخول قافلتين مماثلتين على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، مرجحاً نقلها أسلحة متطورة إلى مجموعات موالية لطهران.

لاحقا، كشف المرصد، الاثنين، نقلا عن مصادره، أن إسرائيل قد تكون وراء قصف قافلة تابعة للميليشيات الإيرانية قرب القائم، مؤكدا مقتل قيادي في الميليشيات الإيرانية واثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية، نتيجة تجدد الاستهداف الجوي من الطائرات المسيرة. وذكر أنه جرى استهداف سيارة القتيل أثناء تفقده موقع الاستهداف في ساحة الأسطورة في بلدة الهري بريف مدينة البوكمال. ليرتفع عدد قتلى الميليشيات الإيرانية إلى 10، بينهم قيادي جميعهم من جنسيات غير سورية، خلال جولتين من الاستهدافات، بدأت ليلة الأحد.

وفي سياق متصل، أكد المرصد الأربعاء، أن الميليشيات الإيرانية في سوريا تعيد تموضعها في دير الزور والبادية السورية، كما أفاد بأن المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني على الحدود السورية - اللبنانية ومحيط دمشق، تشهد استنفارا أمنيا كبيرا، حيث منعت الميليشيات أي أحد من الاقتراب من المقرات العسكرية الرئيسية، كما قامت بإخلاء العديد من الأبنية السكنية التي يقطنها عناصر وقيادات الميليشيات. إلى ذلك، أشار أنه بعد الخرق الكبير في صفوفها، واستهداف صهاريج الأسلحة بعد دخولها الأراضي السورية توجه وفد من قيادات الصف الأول وعناصر تحقيق، على رأسهم المسؤول الأمني عن الميليشيات الإيرانية في سوريا، إلى دير الزور وسط معلومات تفيد بنية قيادات الميليشيات الإيرانية إجراء تغييرات في المسؤولين عن المعبر بسبب تخوفها من وجود مخبرين بينهم لصالح إسرائيل أو التحالف الدولي.

في سياق منفصل، أعلنت تركيا، الأحد الماضي، أنها ستواصل دعم جهود منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" الرامية لضمان المساءلة عن استخدام تلك الأسلحة في سوريا، وذلك على خلفية الهجوم بغاز الكلور في دوما بريف دمشق. كما ذكرت وزارة الخارجية التركية، في تعليق على تقرير المنظمة الصادر الجمعة الماضية، أن فريق التحقيق والكشف التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الذي أنشئ لتحديد الأطراف التي تستخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا، كشف في تقريره الثالث، أن الهجوم بغاز الكلور الذي وقع في دوما نفّذه النظام. يشار إلى أن الموقف التركي الجديد ترك مفاوضات تطبيع العلاقات مع النظام في سوريا في طريق مجهول، وذلك بعد الجهود الروسية التي انطلقت في هذا الاتجاه. ويرى مراقبون أن أنقرة باتت تتمهل في تصريحاتها وخطواتها للتطبيع مع نظام الأسد، بعد زيارة جاويش أوغلو للولايات المتحدة، التي أعلنت صراحة رفضها أي تقارب من جانب أي دولة مع النظام.

على صعيد آخر، على الرغم من تراجع وتيرتها أحياناً لأسباب مرتبطة بالإجراءات الأمنية المتّخذة من الجانبين تارةً، وطوراً لتبدل الأولويات استناداً إلى مبدأ العرض والطلب، فإن عمليات التهريب على المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا الممتدة على مساحة كبيرة بين السلسلة الشرقية بقاعاً وحتى الحدود شمالاً لم تتوقّف. بل بقيت الفرقة الرابعة أو "الأمن الرابعة"، كما تُسمّى أيضاً، التابعة لماهر الأسد، الشقيق الأصغر لرأس النظام في سوريا، تشارك بشكل مباشر في أنشطة التهريب، كما لها أيضاً وجود ظاهر وقوي على المحاور التي توزّع في المناطق الحدودية شمال لبنان وعلى حدود السلسة الشرقية في البقاع، وتحديداً في منطقة بعلبك-الهرمل.

وتضاعفت أرباح "الفرقة الرابعة" من عائدات التهريب في السنوات الأخيرة مستغلّة البيئة الهشّة التي أعقبت الحرب في سوريا في 2011، والانهيار الاقتصادي في لبنان الذي بدأ في خريف العام 2019. كما استفادت من فوارق الأسعار بين البلدين، ويتوزّع نشاطها بين المعابر غير الشرعية شمال لبنان، لاسيما في منطقة وادي خالد في عكار، وفي شرقه، تحديداً في منطقة بعلبك-الهرمل التي تُعدّ معقلاً لحزب الله، وبدرجة أقلّ حليفته حركة أمل، حيث يبرز ضعف سيطرة الدولة وعجزها عن مراقبة الحدود. أما الثقل الأكبر من التهريب، وفق المصادر المطّلعة، فيحصل على معبر عبيدان ومعبر الواويات، شمال لبنان، اللذين تُشرف عليهما فرقة "أسياد الحدود" اللبنانية التي تضمّ مطلوبين وأصحاب السوابق وهم على تنسيق مع "الفرقة الرابعة" من داخل سوريا، لترتيب عمليات التهريب على أنواعها والتي تشمل تهريب البضائع والأفراد. حيث تبيّن أن عملية تهريب الأفراد ناشطة جداً هذه الفترة، حيث تتولّى الفرقة الرابعة بالتنسيق مع فرقة "أسياد الحدود" اللبنانية إدخال أفراد من سوريا إلى لبنان وتهريب مطلوبين من لبنان إلى سوريا في سيارات خاصة تمرّ على الحواجز العسكرية من دون أي عائق، وذلك عبر معبر عبيدان مقابل مبلغ مالي يبدأ بـ150 دولارا للفرد الواحد ويتصاعد تبعاً لنوعية الأشخاص الذين يريدون عبور الحدود. وبعملية حسابية بسيطة، أشارت المصادر إلى أن الفرقة الرابعة وبالتنسيق مع فرقة "أسياد الحدود" اللبنانية يُحققان أرباحاً خيالية من عمليات تهريب الأفراد، حيث تُقدّر أرباحهم بأكثر من 15 ألف دولار يومياً. وبحسب المصادر البقاعية، يبدأ التهريب بقاعاً بالأفراد والبضائع على أنواعها ولا ينتهي بالمخدرات وحبوب الكبتاغون. يشار إلى أن التهريب ينشط في منطقة القصر وحوش السيد علي، وتحديداً عبر معبر الجَمَل الرئيسي، وذلك بالتنسيق مع تجار لبنانيين، حيث ينقلون البضائع عبر سيارات مدنية وشاحنات متوسطة وكبيرة الحجم. كما تتضمّن لائحة البضائع المهرّبة المشتقات النفطية على أنواعها، أبرزها الغاز، حيث إن قارورة بوزن 10 كيلوغرامات تُباع في سوريا اليوم بعشرين دولاراً.

في الملف المالي، أعلن مصرف سوريا المركزي في بيان يوم الخميس، إنه قرر خفض سعر الليرة أمام الدولار إلى 6650 بعدما كانت 4522، أي بنسبة 47%، ويعتبر هذا هو الخفض الثاني لسعر الليرة السورية مقابل الدولار من قبل البنك المركزي منذ مطلع العام الحالي 2023. وكان مصرف سوريا المركزي قد أعلن في 2 يناير الماضي أنه خفض سعر صرف الليرة الرسمي مقابل الدولار إلى 4522، وكان سعر رسمي الليرة الرسمي السابق 3015 ليرة للدولار الواحد. ويبلغ سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في السوق السوداء والمستخدم في معظم الأنشطة الاقتصادية نحو 6900 ليرة.

 

  1. في الشأن الليبي

هدد نائب رئيس المجلس الأعلى لقبائل ليبيا السنوسي الحليق، يوم الاثنين، بإغلاق حقول النفط والغاز والموانئ بشرق البلاد خلال أيام بعد الاتفاق الأخير لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة مع إيطاليا. وقال في مقابلة وبالتحديد مع وكالة (سبوتنيك) الروسية، إن الإغلاق يشمل خطوط إمداد الغاز إلى إيطاليا في كامل المناطق الواقعة في سرت وفي الجنوب الشرقي للبلاد. ووصف الاتفاق الذي أبرمته حكومة الدبيبة مع إيطاليا عبر شركة "إيني" للتنقيب عن الغاز في ليبيا بأنه غير قانوني وغير شرعي، ولفت إلى إن الاتفاق أضاع حقوق الليبيين، واعتبره إهدارا للمال العام، مضيفا أن الاحتقان في الشارع وصل إلى درجة غير مسبوقة.

هذا في وقت دافع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة عن الاتفاقية التي وقعتها حكومته مع إيطاليا في مجال الغاز والنفط، وقال إنها استثمار غير مسبوق وتصب في مصلحة البلاد. وفي أول رد على هذه الانتقادات، قال الدبيبة إن هذا المشروع سيضّخ استثمارات في ليبيا بقيمة 8 مليارات دولار وهو ما لم تشهده البلاد منذ ربع قرن، معتبراً أن التأخر في تنفيذ هذا المشروع يعني أن ليبيا ستتحول في عام 2027 من دولة مصدّرَة للغاز إلى دولة مستورِدة. كما أشار إلى أن هـذه الاتفاقية وقِّعت في الأساس منذ عام 2008 وقامت حكومته بإعادة تفعيلها بعدَ تأخر تنفيذها طوال هـذه السنوات، مؤكداً أن هذا التأخير ترّتب عنه التزامات على الطرفين. وأضاف أن توقيعها جاء بعد مفاوضات ماراتونية.

من جانبه، اعتبر وزير النفط بحكومة الدبيبة، محمد عون إن اتفاقية الغاز مع إيطاليا غير قانونية، ولا مبرر اقتصادي لتعديل الاتفاقية السابقة معها، وأضاف أن الاتفاقية الجديدة ترفع حصة الشركة الإيطالية إلى 37%، وسوف تُتّخذ  إجراءات للرد على هذه الاتفاقية. وعون، الذي تتبع وزارته حكومة الدبيبة، يعد من أذرع السلطة التنفيذية بطرابلس، كما رفضت الاتفاقية قوى أخرى موالية للحكومة من بينهم مشايخ قبائل بالبلاد. وسبق وأقال الدبيبة، مصطفى صنع الله الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للنفط بعد خلافات عديدة مع عون.

في الملف السياسي، أعلن أعضاء داخل المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، الثلاثاء، مقاطعتهم لجلسة مخصصة لمناقشة ملف تغيير المناصب السيادية، وطالبوا بضرورة التركيز على إقرار قانون الانتخابات أوّلا، في خطوة تعكس خلافات وانقساما داخل المجلس بشأن أولويات المرحلة القادمة. والأسبوع الماضي، أعلن المجلس الأعلى للدولة، انتهاءه من فرز أسماء المرشحين للمناصب السيادية للدولة، ودعا أعضاءه للحضور في جلسة عامة من أجل مناقشة آلية اختيار شاغلي هذه المناصب. والخلافات داخل المجلس الأعلى للدولة، خرجت للعلن منذ أسابيع، بسبب عدّة ملفات، من بينها تحفظ بعض الأعضاء من التقارب بين رئيسي البرلمان عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وكذلك رفضهم توحيد السلطة التنفيذية وتغيير المناصب السيادية قبل التوافق التامّ على قانون للانتخابات.

وهذا التباين في وجهات النظر، يعكس مدى الصعوبة التي تعترض أي فرص لتوافق محتمل قد ينتهي بإجراء الانتخابات في البلاد، ومدى العراقيل التي تعترض هذا المسعى. ويأتي ذلك، بالتزامن مع ضغط دولي ومحلي يطالب البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، باستئناف مفاوضاتهما التي تعثرت سابقا لإقرار قاعدة دستورية تقود إلى إجراء انتخابات تحل الأزمة التي تشهدها البلاد، بسبب خلافات بشأن شروط الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

صادق الكنيست هذا الاسبوع بأغلبية 89 صوتاً بالقراءة الأولى على قانون سحب المواطنة والإقامة والتهجير للأسرى، وهو ما وعد به وزير الداخلية بن غفير بعد صدامات الاسبوع الماضي.

في السياق، وصل إلى القاهرة وفد من حركة الجهاد الإسلامي حيث من المقرر أن يلتقي بمسؤولين أمنيين مصريين لبحث التهدئة ووقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية. وكشف داوود شهاب القيادي في الحركة أن الوفد وصل الخميس من قطاع غزة وسيكتمل وصول باقي أعضائه الجمعة، بحضور الأمين العام للحركة زياد النخالة. ومن المقرر أن يجري الوفد مباحثات مع المسؤولين المصريين حول التصعيد خاصة في ظل وجود الحكومة الإسرائيلية الجديدة، واقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، كما سيبحث ملفات سياسية أخرى.

يذكر أن الأوضاع في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، تشهد حالة من التوتر في أعقاب تصاعد انتهاكات القوات الإسرائيلية ووقوع سلسلة من الحوادث الدامية أوقعت العديد من القتلى والجرحى بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي سياق متصل، التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي، الخميس، بالرئيس الفرنسي في باريس، وتناول الجزء الرئيسي من لقائهما، الذي استمر قرابة ثلاث ساعات، طموح إيران في الحصول على أسلحة نووية وقضايا إقليمية ودولية، وشدد ماكرون على دعم فرنسا لإسرائيل في الحرب ضد الإرهاب، لكنه دعا إلى تجنب الخطوات التي يمكن أن تغذي دوامة العنف. وأكد نتنياهو في بيان أدلى به قبل مغادرته إلى باريس أن القضية الأساسية التي ستقف في حديثه هي بالطبع إيران والجهود المشتركة لمحاربة عدوانها وسعيها للحصول على أسلحة نووية. وشدد نتنياهو خلال لقائه ماكرون على ضرورة تعزيز الردع ضد إيران، ودعا إلى فرض عقوبات كبيرة على النظام في طهران وإدراج الحرس الثوري في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية. وتناول الطرفان أيضًا القضية الفلسطينية، ودعا الرئيس ماكرون إلى تجنّب الخطوات التي قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع. بالإضافة إلى ذلك، عرض مساعدته في إحياء الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين. كما بحث الطرفان القضايا الإقليمية مع التركيز على الوضع في لبنان، علاوة على ذلك، ناقشا فرص توسيع دائرة السلام.

 

  1. فيروس COVID-19

بعد 3 سنوات على إعلان المرض حالة صحية طارئة ذات أبعاد عالمية، قررت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، الإبقاء على حالة الطوارئ القصوى حيال وباء كوفيد-19. وقد اتبع المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، توصيات لجنة الطوارئ حول كوفيد-19، وهي لجنة خبراء اجتمعت، الجمعة، للمرة الرابعة عشرة، وفق ما جاء في بيان.

وقالت متحدثة باسم المنظمة، إن اجتماع لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية المتعلقة بكوفيد-19، المنعقد عبر الإنترنت، ركز في البداية على أحدث البيانات حول الجائحة، ثم تلته محادثات. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، توفي أكثر من 170 ألف شخص في جميع أنحاء العالم منذ بداية ديسمبر الماضي، بعد إصابتهم بفيروس كورونا. في الوقت ذاته، لاحظت منظمة الصحة العالمية العديد من الأدوات الفعالة ضد الفيروس، ومن بينها اللقاحات والأدوية وكمامات الوجه والتباعد الاجتماعي.

يذكر أن المنظمة كانت أبلغت، الأسبوع الماضي، عما يقرب من 40 ألف حالة وفاة جراء هذا المرض.

 

  1. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

قالت وزارة الخارجية الأسترالية، الثلاثاء، إن الحكومة فرضت عقوبات على 16 مسؤولاً إيرانياً بعضهم بالحرس الثوري، وكيان واحد، لتورطهم في قمع الاحتجاجات التي تشهدها إيران، وأشارت الخارجية الأسترالية في بيان، إلى إن الحكومة فرضت أيضاً عقوبات إضافية على أربعة أفراد وأربعة كيانات في إيران لمشاركتهم في إنتاج وتوريد الطائرات المسيرة إلى روسيا.

بالتزامن، فرضت الولايات المتحدة قيوداً جديدة على الصادرات إلى 7 كيانات إيرانية، وأوضحت وزارة التجارة الأميركية في بيان، أنها أضافت هذه الكيانات إلى قائمة الحظر التجاري الأميركية بسبب مساعدتها للجيش الروسي في إنتاج الطائرات المسيرة. وبحسب بيان الوزارة، تضمنت القائمة، بشكل خاص، العديد من شركات صناعة الطيران، وكذلك القوات الجوية التابعة للحرس الثوري.

ويوم الجمعة، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على مجلس إدارة شركة بارافار بارس الإيرانية لصناعة الطائرات المسيرة، قائلة إن روسيا تستخدم طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة حدد ثمانية من كبار المسؤولين التنفيذيين في بارافار بارس لاستهدافهم بالعقوبات.

في سياق منفصل، تواصل واشنطن على ما يبدو محاصرة مجموعة "فاغنر" العسكرية التي شكلت رأس حربة في الحرب الدائرة منذ سنة بين موسكو وكييف. فبعد تصنيفها منظمة إجرامية، تسعى الإدارة الأميركية إلى طرد مجموعة المرتزقة الروس هذه من من السودان وليبيا، بحسب ما أفاد مسؤولون إقليميون، كما أشاروا إلى أن إدارة الرئيس بايدن تعمل منذ أشهر للضغط على القادة العسكريين في السودان وليبيا لإنهاء علاقاتهم مع الجماعة، علماً أن العديد من القادة السودانيين كانوا نفوا سابقا تواجد تلك المجموعة على أراضي البلاد.

وفي هذا السياق، أوضحت كاترينا دوكس، الخبيرة في شؤون فاغنر بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن أن فاغنر تميل إلى استهداف البلدان ذات الموارد الطبيعية، التي يمكن استخدامها لتحقيق أهداف موسكو. ففي السودان على سبيل المثال، تستفيد من مناجم الذهب، حيث يمكن بيع الذهب بطرق تتجنب فيها العقوبات الغربية.

يشار إلى ملف تلك المجموعة كان محوريا في المحادثات الأخيرة التي أجراها الشهر الماضي مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز مع مسؤولين في ليبيا. واعترف بيرنز في خطاب ألقاه الخميس، في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، أنه بعد سفره مؤخرا إلى إفريقيا شعر بقلق إزاء تأثير فاغنر المتزايد في القارة، وقال بأن هذا تطور غير صحي للغاية وواشنطن تعمل بجد لمواجهته.

قالت وزارة الدفاع الأمريكية، الخميس، إن منطاداً صينياً للمراقبة تم رصده وفحصه من قِبل الجيش الأمريكي بعد دخوله الأراضي الأمريكية عدة أيام، وقال مسؤول دفاعي أمريكي، إن وزارة الدفاع درست إطلاق النار على المنطاد الصيني فوق مونتانا، لكنها رأت عدم القيام بذلك؛ خوفاً مما قد يحدث للحطام، وأضاف أن المسؤولين العسكريين يتخذون خطوات إضافية لإخفاء المواقع الحساسة، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل. فيما أُشير إن وزير الدفاع الأمريكي ، قد عقد اجتماعاً، الأربعاء، لكبار مسؤولي الدفاع لمناقشة القضية. كما اشار المسؤول العسكري إلى إن الهدف من المنطاد هو التجسس، ومساره يمر فوق عدد من المواقع الحساسة؛ لكنه أشار إلى أن تأثيره محدود في جمع المعلومات الاستخبارية. بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي إنه أوضح لنظيره الصيني أن دخول المنطاد إلى الأراضي الأميركية هو انتهاك للسيادة، وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكوري الجنوبي في واشنطن أن بلاده واثقة من كون المنطاد الصيني يستخدم لأغراض التجسس، وأكدت الخارجية الأميركية في بيان، أن بلينكن أوضح لنظيره الصيني أنه لن يكون من المناسب زيارة بكين في الوقت الحالي في ظل قضية المنطاد، معتبرا وجوده في الأجواء الأميركية عملا غير مسؤول وانتهاكا واضحا لسيادة الولايات المتحدة والقانون الدولي. وفي السياق، استدعت الخارجية الأميركية القائم بالأعمال الصيني في واشنطن بهدف بعث رسالة واضحة لبكين.

وفي كندا، تحدثت وزارة الدفاع عن حادث ثان محتمل، مرتبط بمنطاد تجسس صيني، وأشارت إلى اتخاذها تدابير لضمان أمن مجالها الجوي. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مساء الجمعة أنّ منطاد تجسّس صينيّ ثاني يُحلّق فوق أمريكا اللاتينيّة، وقال المتحدّث باسم البنتاغون بات رايدر، أنهم على علم بتقارير عن منطاد يحلّق فوق أمريكا اللاتينيّة، معتبرين أنّ الأمر يتعلّق بمنطاد تجسّس صيني آخَر، من دون أن تحديد موقعه بدقّة.

بعد إسقاط الجيش الأميركي للمنطاد الصيني في المحيط الأطلسي، نقل مسؤولون أميركيون عن الجيش قوله إنه سيحاول سريعا انتشال المكونات الرئيسية للمنطاد من بين الحطام قبالة سواحل ساوث كارولاينا بعد أن أسقطته طائرة مقاتلة من طراز إف-22. وشدد مسؤول في البنتاغون على أن المنطاد لم يكن مرتبطا بالأرصاد الجوية بل كان منطادا أرادت الصين استخدامه للتجسس على مواقع عسكرية حساسة، وقال مسؤول دفاعي آخر أن عملية الانتشال جارية، ولم يتحدد بعد الوقت الذي ستسغرقه، مضيفا أن الحطام موجود في مياه ضحلة.

 

  1. في الشأن العراقي

فيما يشهد العراق يومياً منذ فترة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية، على الرغم من الإجراءات الرادعة التي تحاول الحكومة اتخاذها، إلا أن عمليات التهريب وغسل الأموال لصالح إيران على ازدياد، بحسب ما أكد مسؤولون عراقيون. فقد أوضح هؤلاء أن غسل الأموال مستشرٍ لصالح إيران وسوريا، ما دفع الولايات المتحدة إلى تقييد وصول العراق إلى احتياطاته الدولارية منذ شهور، في محاولة لوقف تلك العمليات. ويعتبر العراق من الدول الرئيسية المصدرة للنفط في العالم، فيما تشكل عائدات النفط تلك المصدر الرئيسي لدخل الحكومة التي يرأسها منذ 4 أشهر محمد شياع السوداني، إلا أن وصول الحكومة إلى هذه الأموال قضية مختلفة. فمنذ الإطاحة بنظام صدام حسين قبل 20 عامًا، تم الاحتفاظ باحتياطيات البلاد من العملات الأجنبية في البنك المركزي الأميركي، وبغية السحب من هذه الاحتياطيات، يطلب البنك المركزي العراقي الدولار من البنك المركزي الأميركي، ثم يبيع الدولار بالسعر الرسمي للمصارف التجارية ومكاتب الصرافة من خلال آلية تسمى "مزاد الدولار".

إلا أن الغالبية العظمى من الدولارات التي يتم بيعها في المزاد مخصصة لشراء سلع مستوردة من قبل شركات عراقية، لكن هذا النظام كان يسهل إساءة استخدامه لفترة طويلة، بحسب ما أكد مسؤولون مصرفيون وسياسيون عراقيون. يشار إلى أن أزمة الدولار هذه تأتي وسط ضغوط متواصلة على حكومة الشياع لمنع إرسال أموال إلى النظام الإيراني، فيما يتوقع أن يجري وفد من البنك المركزي العراقي محادثات مع ممثلين عن البنك الفيدرالي، ووزارة الخزانة الأميركية في تركيا في الأيام القليلة القادمة. وبحسب العقوبات الأميركية، فإن أي صفقة بين إيران والعراق يجب أن تكون على أساس الدينار، واستخدام الدولار الأميركي في هذه المعاملات محظور بسبب العقوبات.

أمنياً، وبعد الهجوم الأخير الذي تعرضت له قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف شرق سوريا، أواخر الشهر الماضي، طالبت الولايات المتحدة العراق بلجم الفصائل الموالية لإيران، فقد أفادت مصادر متابعة الجمعة، بأن هجوم التنف تم بـ3 مسيرات أتت من العراق، مشيرة إلى أن فصيلاً موالياً لإيران أطلق تلك المسيرات. إلى ذلك، أكدت المصادر أن واشنطن أبلغت بغداد ضرورة منع الفصائل المسلحة من تنفيذ عمليات مماثلة ضد قوات التحالف سواء في سوريا أو العراق، كما لفتت إلى أن الرئيس الأميركي، بحث الهجوم على قواته في سوريا خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء العراقي، واتفقا على عدم جواز استخدام العراق منطلقا لمهاجمة جيرانه، أو منطلقا لاستهداف قوات التحالف.

 

  1. في الشأن اليمني

حمّل وزير الدفاع اليمني، المجتمع الدولي مسؤولية تمادي ميليشيا الحوثي الإرهابية، واستمرار انتهاكاتها في الداخل واستهدافها لدول الجوار وتهديد الملاحة الدولية، واتهم المجتمع الدولي بحماية ميليشيا الحوثي من خلال الضغوط الدولية لإيقاف قوات الحكومة الشرعية في أكثر من جبهة أبرزها محافظة الحديدة التي تم تكبيلها باتفاق ستوكهولم بدواع إنسانية.

جاء ذلك خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، الثلاثاء، المستشار العسكري للمبعوث الأممي إلى اليمن، العميد انتوني هايورد، وفريق إصلاح القطاع الأمني في مكتب المبعوث الخاص. واستغرب الوزير اليمني تراخي المجتمع الدولي ومكتب المبعوث الأممي مع ميليشيا الحوثي الإرهابية واعتداءاتها الهمجية التي طالت المنشآت النفطية والاقتصادية في البلاد ولدى دول الجوار واستهداف وتهديد الملاحة الدولية، وأكد أن غض الطرف عن الذراع الايرانية في اليمن من قبل المجتمع الدولي سيدفع ثمنه الجميع وسيهدد إرهابها العالم كغيرها من الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش. وأشار وزير الدفاع اليمني إلى أن القوات الحكومية تواجه جماعة إرهابية تدعي الحق الإلهي في الحكم، داعيا إلى وقفة جادة من قبل المجتمع الدولي لإيقاف تعنت وصلف الميليشيات الحوثية الارهابية المدعومة إيرانيا، لاستعادة الدولة ومؤسساتها وإحلال السلام والاستقرار في ربوع اليمن.

من جانبه، أكد مستشار المبعوث الأممي أنهم يسعون لإيجاد حلول سلمية تؤدي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام، لكنه اعترف بصعوبة مهمتهم في ظل تعنت ميليشيا الحوثي الإرهابية.

في سياق متصل، حذَّرت الحكومة اليمنية من تسخير ميليشيا الحوثي الدعم المقدم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة في جرائم تجنيد الأطفال، وذلك عقب إعلان اليونيسيف اعتزامها تقديم طابعات لوزارة التربية الخاضعة لسيطرة الميليشيا، ودعت الحكومة اليمنية، المنظمة إلى وقف إجراءات تسليم الطابعات للميليشيا، والتنسيق مع الحكومة الشرعية لطباعة المناهج التعليمية، وتوجيه الدعم، الذي تقدِّمه الدول المانحة، لمواجهة جرائم تجنيد الأطفال، وتبني برامج لإعادة تأهيلهم. ولفت وزير الاعلام اليمني إلى أن مهمة مكتب المنظمة في اليمن العمل على حماية الطفولة من مختلف التهديدات، وأخطرها أنشطة الميليشيا، ومناهجها التي تُمجد فكرة حمل السلاح لدى الأطفال وتدعوهم للذهاب بهم لجبهات للقتال، كي لا تكون المنظمة بذلك قد انحرفت عن الأهداف التي أسست من أجلها. ويُشار إلى أن تقارير حقوقية أثبتت استغلال ميليشيا الحوثي للدعم الذي تقدمه المنظمات الأممية، في مشروعها الطائفي وتدمير بنية المجتمع اليمني، فضلاً عن دعم جبهات القتال.

على صعيد آخر، أفادت مصادر صحفية، الأربعاء، بأن قوة نخبة من القوات الخاصة الفرنسية، صادرت قارباً محملاً بأسلحة إيرانية كانت متجهة إلى ميليشيا الحوثي في اليمن، في 15 كانون الثاني الفائت، حيث وجدت 3 آلاف بندقية، ونصف مليون طلقة ذخيرة، و20 صاروخاً موجهاً ضد الدبابات كانت إيران تنقلها للحوثي. وأشارت المعلومات، وفقاً لمسؤولين، إلى أن عملية فرنسا ضد الحوثي أتت ضمن مخطط لاحتواء أنشطة إيران التخريبية، مشيرة أن الولايات المتحدة بدورها، صادرت مؤخراً 5 آلاف قطعة سلاح إيرانية كانت متجهة إلى الحوثي خلال الشهرين الأخيرين.

 

  1. في الشأن المصري

في الملف الاقتصادي، قال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، إن الحكومة المصرية اتخذت الإجراءات المناسبة لمواجهة التحديات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الإصلاحات تحتاج لبعض الوقت لتجني ثمارها، وأضاف أن مصر تمكنت من المحافظة على مستويات عالية من النمو في العام الماضي، مما يؤكد قوة الاقتصاد المصري. كما أشار إلى أن مصر نجحت في مواجهة تداعيات أزمة أوكرانيا العام الماضي والتي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد المصري والدول الناشئة ككل، كاشفا أن الإجراءات التي طبقتها الحكومة المصرية بدأ يظهر مداها، مضيفا أن الأولوية حاليا تركز على تخفيف مستويات التضخم. وتوقع أزعور أن ينخفض نمو الاقتصاد المصري في 2023 ثم يعاود الارتفاع في عام 2024.

في سياق متصل، قررت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي المصري، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوي 16.25%، 17.25%، و16.75%، على الترتيب، كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوي 16.75%. وقال البنك المركزي المصري، في بيان، إن المسار المستقبلي لمعدلات التضخم يعتمد على الزيادات التراكمية لأسعار العائد حتى تاريخه والتي تستغرق وقتاً للتأثير على معدلات التضخم. إلى ذلك، أشارت اللجنة الي أن مسار أسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة، كما تؤكد على أن تقييد الأوضاع النقدية يعد شرطاً أساسياً لتحقيق معدلات التضخم المستهدفة وهدف استقرار الأسعار على المدى المتوسط.

في ملف جماعة الاخوان

نفت مصر رسمياً ما تم تداوله خلال الساعات الماضية على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي حول تأجير إدارة بعض الخدمات في قناة السويس لشركة إسرائيلية ولمدة 99 عاماً.

أتى ذلك بعد أن روجت حسابات مجهولة وأخرى تابعة لعناصر من جماعة الإخوان، صوراً لعقود تأجير إدارة بعض خدمات قناة السويس والخدمات المرتبطة بها في نطاق موانئ غرب وشرق بورسعيد والأدبية والمنطقة الصناعية الغربية.

أزمة سد النهضة

لا جديد على هذا الصعيد.

 

  1. 10. في الشأن الخليجي

قال البنك المركزي العماني في بيان، يوم الخميس، إنه رفع سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء 25 نقطة أساس إلى 5.25%، وجاء قرار البنك المركزي العماني عقب رفع الفيدرالي الأميركي الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع مساء الأربعاء. وقد لحقت البنوك المركزية في السعودية والإمارات والبحرين بخطوة الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، فيما أبقى المركزي القطري على سعر الفائدة دون تغيير.

من جانب آخر، قدّمت وزارة المالية الكويتية الثلاثاء، مشروع ميزانيتها الجديدة للدولة لعام 2023- 2024، وتضمن عجزا بـ 5 مليارات دينار كويتي، أي نحو 16.4 مليار دولار، مقارنة بـ10.3 مليار دولار في السنة التي سبقت، وتوقعت وزارة المالية في بيان أن يصل إجمالي الايرادات إلى 19.452 مليار دينار كويتي، وإجمالي النفقات إلى 26.278 مليار دينار.

على صعيد آخر، أعلن الأسطول الخامس الأميركي، يوم الثلاثاء، ضبط شحنة مخدرات في سفينة صيد بخليج عمان. وقال في بيان، إنه صادر 4000 كلغ من الحشيش، و512 كلغ من الميثامفيتامين بقيمة إجمالية تقدر بنحو 33 مليون دولار أميركي من سفينة صيد كانت تبحر عبر المياه الدولية في خليج عمان في 30 ينايرالماضي، مشيرا إلى أن المصادرة تمت خلال دورية روتينية، وهي أول عملية مصادرة مخدرات في عام 2023.

ولفت بيان القيادة إلى أنه في ظل القيادة السابقة لفرقة العمل متعددة الجنسيات من قبل اللواء البحري السعودي عبد الله المطيري، لمدة ستة أشهر، سجلت 150 سفينة أكثر من 10000 ساعة في الدوريات الإقليمية، واعترضت ست شحنات من المخدرات التي تضمنت الأفيون والهيروين والحشيش والأمفيتامينات، وبلغت القيمة الإجمالية المقدرة للمخدرات المضبوطة أكثر من 250 مليون دولار.

 

  1. في الشأن الأوروبي

أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، الجمعة، أنّ باريس وروما ستقدّمان لكييف في الربيع منظومة دفاع "أرض-جو" متوسّطة المدى من نوع "مامبا" لمساعدة أوكرانيا في حماية نفسها من الهجمات الروسية، وقالت الوزارة، في بيان، إنّ توفير هذه المنظومة يلبّي الحاجة الملحّة التي عبّر عنها وزير الدفاع الأوكراني لنظيريه الفرنسي والإيطالي، لحماية السكّان المدنيين والبنى التحتية من الهجمات الجوية الروسية.

من جانب آخر، أكد المدعي العام الألماني يوم السبت، أن بلاده جمعت أدلة على ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، مضيفاً أنه يرى ضرورة لاتخاذ إجراء قضائي على المستوى الدولي. وقال بيتر فرانك أن التركيز في الوقت الحالي هو على عمليات القتل الجماعي التي وقعت في بوتشا أو الهجوم على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، كما أضاف دون الخوض في تفاصيل أن ممثلي الادعاء لديهم أدلة في نطاق المئات حتى الآن. إلى ذلك، أوضح أن بلاده بدأت بجمع الأدلة في مارس 2022 على جرائم الحرب المحتملة من أجل الملاحقة القضائية وذلك عن طريق مقابلة اللاجئين الأوكرانيين وتقييم المعلومات المتاحة للجمهور، مضيفا أن ممثلي الادعاء الألمان لم يحققوا بعد في أمر أفراد مُعينين. وقد لفت إلى الاستعدادات لاحتمال رفع دعوى قضائية في وقت لاحق سواء كانت في ألمانيا أو مع الشركاء الأجانب أو أمام محكمة دولية. وعند سؤاله عمن تجب محاكمته، قال إنه تجب محاسبة قادة الدولة الروسية وأولئك الذين ينفذون القرارات على أعلى مستوى في الجيش.

في سياق منفصل، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، يوم الجمعة، أن تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن النشاط النووي الإيراني أظهر تضارب طهران في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. وانتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إيران يوم الأربعاء، لإحداثها تغييرا لم تعلن عنه في الربط بين مجموعتين من الأجهزة المتطورة التي تخصب اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، أي ما يقترب من النسبة اللازمة لتصنيع الأسلحة في منشأة فوردو. وكانت الوكالة الذرية، قد أكدت في تقرير سري مرسل إلى الدول الأعضاء، أن إيران أجرت تغييرات غير معلنة في منشأة "فوردو"، مشيرة إلى أن سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6، التي تخصب اليورانيوم إلى مستوى 60%، متصلتان ببعضهما بطريقة مختلفة تماما عما أعلنت عنه إيران. وتوصّلت المنظمة إلى هذا التغيير من خلال عملية تفتيش غير معلنة أجرتها، في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، في منشأة "فوردو" تحت الأرض.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع.

 

  1. في الشأن التركي.

في إطار سعيها لتضييق الخناق على روسيا على خلفية الحرب التي شنتها على أوكرانيا، حذرت الولايات المتحدة تركيا نهاية الاسبوع من تصدير مواد كيماوية ورقائق دقيقة ومنتجات أخرى إلى موسكو يمكن أن تستخدمها في مجهودها الحربي ضد كييف، مشيرة إلى أنها قد تتحرك لمعاقبة الشركات والبنوك التركية التي تنتهك العقوبات. وقد جاء هذا التحذير خلال لقاء جمع براين نيلسون، كبير مسؤولي العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية، ومسؤولين من الحكومة والقطاع الخاص في تركيا، يومي الخميس والجمعة، للحث على مزيد من التعاون في عرقلة تدفق هذه السلع. قال نيلسون إن زيادة ملحوظة على مدار عام في الصادرات إلى روسيا تجعل الكيانات التركية معرضة بشكل خاص لمخاطر السمعة والعقوبات، أو خسارة القدرة على الوصول إلى أسواق دول مجموعة السبع. كما أنه يتعين عليهم اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب المعاملات المرتبطة بالعمليات المحتملة لنقل التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج التي يمكن أن يستخدمها المجمع الصناعي العسكري الروسي. كذلك، حث نيلسون المصرفيين الأتراك على مزيد من التدقيق في المعاملات المرتبطة بالروس، وأشار في كلمته إلى أن الأثرياء الروس يواصلون شراء العقارات وإرساء اليخوت في تركيا. إلى ذلك، أشار مصدر مطلع إلى إن نيسلون أشار في محادثات منفصلة مع الشركات التركية إلى الطريقة التي يُعتقد أن روسيا تتفادى بها القيود الغربية لإعادة توريد المواد البلاستيكية والمطاط وأشباه الموصلات الموجودة في سلع مصدرة ويستخدمها الجيش. ولفت إلى أنه بعد اتخاذ خطوات العام الماضي للضغط على موسكو لإنهاء الحرب، فإن تركيز الولايات المتحدة ينصب الآن على التهرب من العقوبات.

يشار إلى أنه بالرغم من العقوبات الغربية بقيت قنوات التوريد مفتوحة من هونغ كونغ وتركيا ومراكز تجارية أخرى، لاسيما أن أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، عارضت تلك العقوبات الواسعة التي فرضت على موسكو من حيث المبدأ، إلا أنها أكدت في الوقت عينه أنها لن تتهرب منها.

وفي السياق، أعلنت شركة "هافاس"، في بيان بتاريخ 31 يناير الماضي، وهي أكبر مزود بالخدمات الأرضية في تركيا، لشركات الطيران في روسيا وروسيا البيضاء، أنها قد تتوقف عن توفير قطع الغيار والوقود وغيرها من الخدمات لطائراتها أميركية المنشأ بما يتماشى مع الحظر الغربي. وفي سبتمبر، علقت خمسة بنوك تركية استخدام نظام الدفع الروسي (مير) بعد أن استهدفت وزارة الخزانة الأميركية رئيس الكيان المشغل للنظام بعقوبات جديدة، وحذرت من يساعدون موسكو من الالتفاف عليها.

في سياق منفصل، اتهم مولود تشاووش أوغلو، عدداً من الدول الغربية التي أغلقت قنصلياتها في تركيا بسبب تهديدات أمنية، بعدم الوفاء بالتزامات الحلفاء، واعتبر وزير الخارجية التركي تعليق دول لعمل ممثلياتها الدبلوماسية في بلاده دون تشاور أمرا متعمدا، لإظهار تركيا في صورة بلد غير مستقر. كما قال إن هذه الدول تزعم أن هناك تهديدا إرهابيا، لكنها لم تمد أنقرة بأي معلومات استخباراتية ملموسة، مشيرا إلى أن بعض هذه الدول حثت بلدانا أخرى على أن تحذو حذوها في اتخاذ مثل هذه الخطوة. يذكر أن الخارجية التركية استدعت في وقت سابق رؤساء البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك الدول التي أوقفت عمل قنصلياتها العامة (بلجيكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وسويسرا والسويد). فيما تم التأكيد على أن أمن جميع المؤسسات الدبلوماسية في تركيا يتم توفيره على أساس الاتفاقيات الدولية، كما تم لفت انتباه السفراء إلى ضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب.

 

  1. في شأن الامارات العربية المتحدة

في الاقتصاد، أعلنت "أدنوك" الإماراتية، توقيع اتفاقيات مع 23 شركة إماراتية وعالمية للاستفادة من فرص تصنيع محلية لمجموعة واسعة من المنتجات الصناعية الأساسية بقيمة 17 مليار درهم إماراتي (4.63 مليار دولار أميركي). وتواصل "أدنوك" دعوة القطاع الخاص للاستفادة من الفرص التجارية التي يوفرها تصنيع منتجات محلية تستخدم ضمن أعمالها في مختلف مجالات وجوانب قطاع النفط والغاز، وذلك من خلال برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة، وفي إطار سعيها لتوسعة أعمالها والحد من انبعاثات عملياتها.

يشار إلى أن "أدنوك" وقعت خلال العام الماضي اتفاقيات لفرص تصنيع محلية تزيد قيمتها عن 25 مليار درهم (6.8 مليار دولار) مع شركات إماراتية وعالمية. وتواصل "أدنوك" اتباع نهج يتسم بالشفافية في الإعلان عن توقعاتها المتعلقة بالإنتاج كجزء من برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة. ويؤكد هذا النهج جهود الشركة لتحفيز المستثمرين والموردين لتأسيس قدرات تصنيعية في دولة الإمارات والمساهمة في توسعة القائم منها، وهي تهدف إلى إعادة توجيه 175 مليار درهم إماراتي (48 مليار دولار) إلى الاقتصاد الإماراتي من خلال برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة كجزء من خطة أعمالها للسنوات الخمس القادمة (2023-2027).

في السياق، أغلقت بورصتا الإمارات على ارتفاع، يوم الجمعة، مع تلقي مؤشر أبوظبي الرئيسي، دفعة من صعود سهم مجموعة الإمارات للاتصالات (اتصالات والمزيد) بعد أن زادت الشركة حصتها في مجموعة فودافون ومقرها بريطانيا 13%. وزاد مؤشر أبوظبي 0.8% للجلسة الخامسة على التوالي مدعوما بارتفاع 3.4% في مجموعة الإمارات للاتصالات (اتصالات والمزيد)، كما ارتفع أبوظبي الأول، أكبر بنوك الإمارات، بـ 2%. كما صعد سهم شركة الجرافات البحرية الوطنية 3.1%، ليصل إلى قرب أعلى مستوى في 20 عاما بعد يوم من إعلان الشركة زيادة 30%، في الأرباح السنوية الصافية إلى 1.30 مليار درهم (353.9 مليون دولار).

 

  1. في الشأن السعودي

كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، أن عدد المجمعات التعدينية في المملكة وصل حتى نهاية عام 2022 إلى 377 مجمعًا، بمساحة إجمالية 44,365 كيلومترًا مربعًا، موزعة على 13 منطقة، وتتوزع المجمعات التعدينية من حيث نوع المعادن على أكثر من 20 معدنًا مختلفًا، من بينها البحص، والذهب، والحديد، والنحاس، والجرانيت، والرخام.

يذكر أن الوزارة تسعى إلى حوكمة قطاع التعدين، وتعزيز شفافيته، وزيادة ثقة المستثمرين به، إضافة إلى تحقيق عناصر الاستدامة للقطاع من خلال الاهتمام الذي أولته للمحافظة على البيئة والصحة والسلامة المهنية، وتحفيز المجتمعات المحلية على المشاركة في مسارات نمو لقطاع التعدين وفقًا لنظام الاستثمار التعديني. كما تهدف الوزارة إلى تنمية المناطق المجاورة للمشروعات التعدينية من خلال توظيف أبناء هذه المناطق في مشروعات التعدين، ورفع نسبة عمليات الشراء من السوق المحلية، ووضع خطط للتواصل الفاعل في المنطقة المحيطة بالمشروع، بينما تتضمن خطة الإدارة البيئية -التي تتضمنها اللوائح- تقديم دراسة الآثار البيئية المتوقعة، وخطط التأهيل والإغلاق للمواقع التعدينية المستغلة.

من جانب آخر، أقفلت سوق الأسهم السعودية منخفضة، يوم الأحد، تأثرا بتراجع أسعار النفط يوم الجمعة، وسط مخاوف من حظر الاتحاد الأوروبي منتجات روسيا المكررة من النفط. في غضون ذلك، حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، السبت، من مغبة أن تؤدي العقوبات وتراجع الاستثمارات إلى نقص إمدادات الطاقة في المستقبل. وهبط المؤشر السعودي 1.34% في أسوأ أداء له منذ السابع من ديسمبر/كانون الأول، كما نزل سهم عملاق النفط أرامكو السعودية 1.5%، في حين تراجع سهم مصرف الراجحي، أكبر بنك إسلامي في العالم من حيث القيمة السوقية، 1.9%.

 

  1. في الشأن الروسي

صعّد الرئيس الروسي لهجته تجاه الدول الغربية بعد أن اعتبر بلاده مهدّدة مجدّداً بدبّابات ألمانية، في إشارة إلى مدرّعات "ليوبارد-2" التي تعهّدت برلين تزويد كييف بها للتصدّي للغزو الروسي، محذّراً من أنّ رد موسكو على التهديدات لن يقتصر فقط على استخدام المدرّعات. وفي احتفال بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على الجيش الألماني في ستالينغراد، قال بوتين أن هذا أمر لا يصدق لكنّه حقيقي، نحن مهدّدون مجدّداً بدبّابات ليوبارد ألمانية، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ روسيا قادرة على الردّ على الدول التي تهدّدها. ومنذ بدأت قواته غزو أوكرانيا في 24 شباط، لا ينفكّ بوتين ينعت السلطات في كييف بـ"النازيين الجدد" الذين يرتكبون "إبادة" ضدّ السكّان الناطقين بالروسية في شرق البلاد! وأضاف أنّ أولئك الذين يجرّون الدول الأوروبية، وبينها ألمانيا، إلى حرب جديدة ضدّ روسيا ويقدّمون ذلك، بشكل غير مسؤول على أنّه أمر واقع، وأولئك الذين يتوقّعون هزيمة روسيا في ساحة المعركة، من الواضح أنّهم لا يفهمون أنّ حرباً معاصرة مع روسيا ستكون مختلفة تماماً. وفي تهديد يأتي بعد أيام من موافقة الغرب على إرسال دبّابات ثقيلة إلى كييف، حذّر الكرملين من أنّ روسيا ستستخدم كل قدراتها للردّ على إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا.

من جانب آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية يوم السبت، أن المحاولات الغربية غير مجدية. وكما كررت القيادة الروسية، سيتم تحقيق أهداف وغايات العملية العسكرية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا بالكامل. سيصاب في قمة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، التي عقدت في كييف بخيبة أمل مريرة، وسيتعين عليهم أن يكونوا مسؤولين أيضا أمام شعبهم، بشأن تكاليف تمويل اللعبة الجيوسياسية الدموية -حتى آخر أوكراني- التي شنها الغرب! ووفقا لزاخاروفا، فإن الحدث الأخير كان دليلا آخر على أنه من أجل إضعاف روسيا وخدمةً تطلعات الهيمنة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه غير المشروط لنظام النازيين الجدد في كييف! كما أضافت أنه من خلال الوعد باحتمال انضمامها للاتحاد الأوروبي في انتهاك لمتطلباته المعيارية الخاصة بمرشحي الاتحاد الأوروبي وإعلان "القيم المشتركة" يتغاضى الاتحاد الأوروبي عن الاضطهاد الشامل للمعارضة، وسحق حرية التعبير، والانتهاك الصارخ للحقوق اللغوية والطائفية في أوكرانيا!! وشددت على أنه مع ذلك، في البيان المشترك للقمة كرروا بشكل ساخر الالتزام بالاحترام الكامل لـحقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات، وهذا يتجاوز تماما تلك المبادئ التي تم بناء الاتحاد الأوروبي عليها ذات يوم! وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أن دعوات ممثلي الاتحاد الأوروبي من أجل السلام لا تقل نفاقا عندما تعهدوا بالاستعداد لمواصلة العمل العسكري لأطول فترة ممكنة.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع، يوم السبت، عن إعادة 63 جنديا روسياً من الأسر من الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أن القائمة تضم أشخاصاً من الفئة الحساسة، تم تبادلهم من خلال وساطة دولة الإمارات. إلى ذلك، لفتت إلى أن جميع العسكريين موجودون حاليا على الأراضي الروسية، ويتم تقديم المساعدة النفسية والطبية اللازمة لهم، فضلا عن فرصة الاتصال بالأقارب.

من جانب آخر، تسببت العقوبات الغربية بهبوط إيرادات روسيا من الطاقة لأدنى مستوى منذ 2020، وأظهرت بيانات لوزارة المالية الروسية الجمعة ،أن الإيرادات الشهرية للميزانية من النفط والغاز تراجعت في يناير-كانون الثاني إلى أدنى مستوى لها منذ أغسطس آب 2020 متأثرة بالعقوبات التي يفرضها الغرب على الصادرات الروسية. ووفقا للوزارة، انخفضت الإيرادات الشهرية من الضرائب والجمارك المرتبطة بمبيعات الطاقة 46 بالمئة على أساس سنوي بما يعكس تراجع متوسط السعر الشهري لمزيج خام الأورال الروسي 42 بالمئة رغم أنه لم يطرأ تغيير يذكر على سعر مزيج خام برنت العالمي. وأظهرت البيانات أيضا أن إيرادات الميزانية من الطاقة انخفضت 54 بالمئة مقارنة ببيانات ديسمبر-كانون الأول، رغم ارتفاع قيمة الإيرادات بعدما دفعت شركة غازبروم التي تحتكر تصدير الغاز ضريبة استثنائية. وقالت الوزارة يوم الجمعة إنها سترفع مبيعاتها اليومية من العملات الأجنبية بثلاثة أمثالها تقريبا إلى 8.9 مليار روبل (130 مليون دولار) يومياً خلال الشهر المقبل لتعويض انخفاض عائدات النفط والغاز. هذا في وقت اشارت رئيسة المفوضية الاوروبية إلى أن موسكو تخسر يوميا 160 مليون يورو بسبب تحديد سقف لسعر نفطها.

 

  1. في الشأن الأوكراني

أفادت الشرطة الأوكرانية بأن صاروخا روسيا دمر مبنى سكنيا في مدينة كراماتورسك بشرق البلاد مما أودى بحياة ثلاثة على الأقل، وذلك في وقت وصل فيه مسؤولون كبار بالاتحاد الأوروبي إلى كييف لإجراء محادثات يُنظر إليها على أنها أساسية لعلاقات أوكرانيا مع الغرب، ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي غير راغب في قبول دولة في حالة حرب، ومن المنتظر ألا يحقق آمال أوكرانيا في نيل عضويته سريعا، مما يؤكد الحاجة إلى المزيد من تدابير مكافحة الفساد. وقد تعهد الرئيس الأوكراني باتخاذ مزيد من إجراءات مكافحة الفساد مع استمرار السلطات في حملتها قبيل اجتماع الاتحاد الأوروبي الجمعة، مما يعكس إصراره على إظهار أن كييف يمكن أن تكون طرفا موثوقا به لتسلم مساعدات بمليارات الدولارات. وسيناقش فريق بروكسل إرسال المزيد من الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا وزيادة وصول المنتجات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي ومساعدة كييف في تغطية احتياجات الطاقة وتعزيز العقوبات على روسيا ومحاكمة القادة الروس بسبب الحرب، ويقول الاتحاد الأوروبي إنه خصص بالفعل ما يقرب من 60 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا، لكن من المتوقع أن يستغرق طلب عضوية كييف سنوات.

في السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس، عزمه إنشاء مركز دولي في لاهاي لمحاكمة روسيا على جرائمها في أوكرانيا. جاء ذلك في تصريحات لرئيسة المفوضية الأوروبية أثناء مؤتمر صحفي مشترك في كييف مع الرئيس الأوكراني. وقالت فون دير لاين إنه يجب محاسبة روسيا في المحكمة على جرائمها البغيضة، وأوضحت أن المدعين العامين من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يعملون معا في هذا الخصوص، كما أضافت أنه يتم حاليا جمع الأدلة، وكخطوة أولى، يسعدني أن أعلن أنه سيتم إنشاء مركز دولي في لاهاي لمحاكمة جرائم العدوان في أوكرانيا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن المركز سيكون مسؤولا عن تنسيق جمع الأدلة، وجزءا من فريق التحقيق المشترك الذي تدعمه وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية (يوروجاست).

وشارك في القمة الأولى من نوعها منذ بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا يوم الجمعة، الرئيس زيلينيسكي، وفون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

وفي ختام هذه القمة التي كان محورها مسألة انضمام أوكرانيا إلى التكتل، جدد الاتحاد الأوروبي دعمه لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وشدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من كييف على أن أوكرانيا هي الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي هو أوكرانيا، بحسب قوله، مشيدًا بـالجهود الكبيرة التي بذلتها أوكرانيا في سبيل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، دون الكشف عن جدول زمني لتلك المسألة.

وفي كراماتورسك، قالت الشرطة إن صاروخا روسيا من طراز إسكندر-كيه ضرب المنطقة يوم الأربعاء مما أدى لمقتل ثلاثة على الأقل وإصابة 20 آخرين، وأفادت الشرطة بأن ثمانية مبان سكنية على الأقل تضررت ودُمر أحدها بالكامل. وتقع كراماتورسك على بعد نحو 55 كيلومترا شمال غربي باخموت، وهي حاليا بؤرة القتال الرئيسية في شرق أوكرانيا.

يشار إلى أن روسيا، العازمة على إحراز تقدم قبل حصول أوكرانيا على دبابات قتالية ومدرعات جديدة تعهد الغرب بتقديمها، تحقق مكاسب في ساحة المعركة وقد أعلنت إحراز تقدم في شمال وجنوب باخموت، التي تعاني من قصف روسي متواصل منذ أشهر. وذكر الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء أن باخموت وعشر بلدات وقرى حولها تعرضت لنيران روسية.

في سياق عملية الدعم العسكري، أعلن وزير الدفاع الأوكراني استقبال ما سماه تشكيلة دبابات لدعم القوات الأوكرانية في مواجهة روسيا. وقال في تصريحات، يوم السبت، إن بلاده استقبلت عددا كبيرا من الدبابات الغربية الحديثة، كما أكد أن الأمر رسمي، مشيرا إلى أنه قريبا سيُرحب بدبابات ليوبارد، وتشالنجر، وأبرامز على الأراضي الأوكرانية، بأعداد كبيرة. بالتزامن أعلنت البرتغال أنها سترسل ليوبارد 2 إلى كييف، من دون تحديد العدد ومتى سيتم شحنها. وقال رئيس الوزراء، أنطونيو كوستا، إن بلاده تجري محادثات مع ألمانيا للحصول على الأجزاء اللازمة لإصلاح عدد من تلك الدبابات المتواجدة في المخازن. وكان الأدميرال أنطونيو سيلفا ريبيرو، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أوضح الشهر الماضي أن قوات بلاده لديها 37 دبابة من طراز ليوبارد 2 لكن معظمها غير صالح للعمل.

من جانبها، أعلنت واشنطن أنّها ستقدم إلى كييف مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 2.2 مليار دولار تتضمّن خصوصاً صواريخ دقيقة التصويب يبلغ مداها ضعف مدى الصواريخ التي تستخدمها كييف حالياً ضدّ القوات الروسية. وقال البنتاغون في بيان، إنّ المساعدة تشتمل خصوصاً على قدرات دفاع جوي حاسمة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سكّانها، فضلاً عن مركبات مشاة مدرّعة، وذخيرة لراجمات صواريخ "هيمارس". من جهته أوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، أنّ الحزمة تشتمل على (جي إل إس دي بي) وهي قنابل صغيرة متّصلة بصواريخ يتمّ إطلاقها من الأرض ويصل مداها إلى 150 كلم. ويمكّن هذا المدى القوات الأوكرانية من استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية ومخازن الذخيرة البعيدة من خطوط التماس.

وحتى الآن زوّدت واشنطن القوات الأوكرانية صواريخ هيمارس يصل مداها إلى 80 كلم، لكنّ كييف ما فتئت تطالب واشنطن بتزويدها ذخيرة أطول مدى لكي تتمكّن من استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية.وبامتلاكها صواريخ يصل مداها إلى 150 كلم ستتمكّن القوات الأوكرانية من ضرب أيّ هدف تريده في دونباس وزابوريجيا وخيرسون، المناطق الثلاث التي تحتلّها القوات الروسية، بالإضافة إلى أهداف في شمال شبه جزيرة القرم، ويمكن لهذه الصواريخ أن تهدّد كذلك خطوط الإمداد الروسية الرئيسية ومخازن الأسلحة والقواعد الجوية.

من جانب آخر، لم يتأخر الرد الأوكراني على التهديدات التي أطلقها في وقت سابق السبت، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف. فقد اتهم ميخائيل بودولياك، مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني، روسيا بعزمها ارتكاب جرائم قتل جماعي في بلاده، وقال إن تهديدات بعض المسؤولين الروس بشن ضربات انتقامية تؤكد عزمها ارتكاب قتل جماعي وهي محاولة للترويع، كما جدد التأكيد على أن جزيرة القرم جزء من الأراضي الأوكرانية، مشددا على أن القانون الدولي واضح، وبمقدور أوكرانيا تحرير أراضيها بأي وسيلة.

وقد أتى هذا الرد بعد أن هدد ميدفيديف بتحويل أراضي أوكرانيا إلى رماد إذا شنت كييف هجوما على شبه جزيرة القرم، التي أعلنت موسكو ضمها لأراضيها في 2014. كما أكد أن بلاده مستعدة لاستخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الردع النووي.

في سياق متصل، أعلنت أوكرانيا اطلاق سراح عدد من جنودها، وقال كبير مساعدي الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، إنه تم إطلاق سراح 116 أوكرانيًا في عملية تبادل تمت برعاية من دولة الامارات العربية.

 

  1. في الشأن الايراني

قتل العقيد شهرام حيدري، رئيس شرطة الاستخبارات الإيرانية في جوانرود، ليلة الجمعة، إثر جروح خطيرة كان أصيب بها في اشتباكات مع المهربين أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، وبعد الحادثة، تم نقله على الفور إلى مستشفى في كرمانشاه ومن ثم إلى طهران بسبب تدهور أوضاعه. كما أوضحت أن جهود الأطباء لم تفلح بسبب خطورة الإصابات، ما أدى إلى وفاته بعد 45 يوما. يشار إلى أن عدد سكان مقاطعة جوانرود يبلغ أكثر من 75000 نسمة، وتقع على بعد 86 كم شمال غربي محافظة كرمانشاه. وغالباً ما شهدت تلك المحافظة عمليات تهريب على الحدود، كما شهدت مؤخراً احتجاجات ضد السلطات، تضامناً مع التظاهرات الواسعة التي شهدتها البلاد منذ سبتمبر الماضي.

في ملف المظاهرات، وفيما شهدت عدة مدن إيرانية احتجاجات ليلية ضد النظام، نظم أهالي مدينة آبدانان في محافظة إيلام، غربي إيران، تجمعا احتجاجيا، مساء الأربعاء، على اعتقال المواطن سجاد مرادي وندان، وهتفوا "الموت لخامنئي". ودعا المحتجون إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي، مرددين شعار "أوروبا، أوروبا إما مع الحرس الثوري أو معنا"، وفق ما نقله موقع "إيران انترناشيونال". كما أظهرت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في تمثال الباسيج في إحدى الساحات الرئيسية في هذه المدينة. ويأتي هذا التجمع احتجاجا على اختطاف سجاد مرادي وندان، الذي اعتقل واقتيد إلى مكان مجهول يوم 31 يناير الفائت، عندما داهمت القوات الأمنية منزله في مسجد سليمان، بعد أن كان فارًا من السلطات لأكثر من ثلاثة أشهر قبل اعتقاله.

وبالإضافة إلى آبدانان، تزايدت الشعارات المناهضة للنظام الإيراني في مدن إيرانية أخرى اعتبارا من ليلة الأربعاء بالتزامن مع احتفال النظام بذكرى ثورة 1979. وفي فريدونكار، أشعل المتظاهرون النار في لافتة عليها صورة الخميني وخامنئي وشعار انتصار الثورة الإسلامية. وردد سكان مناطق مثل باغ فيض، وشارع فردوس، وكيشا، ونازي آباد، وإكباتان، وجيتكر، ونواب، ورودكي، في طهران، وفي مناطق كرج، وشيراز، وأصفهان، وسنندج، مساء الأربعاء، شعارات مثل "أقسم بدم رفاقنا سنقف حتى النهاية"، الموت لخامنئي، اللعنة على الخميني"، و"هذا العام عام الدم، سيسقط فيه خامنئي".

إلى ذلك، شهد إقليم بلوشستان في ايران، يوم الجمعة، احتجاجات واسعة بحضور زعماء القبائل والمشايخ وشعاراتهم تتركز حول إسقاط النطام الإيراني. ولا يزال المتظاهرون في هذه المحافظة التي تهيمن عليها عرقية البلوش يخرجون الى الشارع كل يوم جمعة، لترد عليهم السلطات الايرانية بالعنف والترهيب والقمع متعدد الأشكال. وغالبية السكان في المحافظة هم من عرقية البلوش وهي أقلية ذات أغلبية سنية واجهت الإهمال والتمييز على مدى عقود من قبل حكومة طهران. ومع استمرار مظاهرات الجمعة التي يردد خلالها المحتجون "الموت لخامنئي"، انتشر أفراد من رجال الأمن في جميع أنحاء سيستان وبلوشستان إلى جانب المركبات المدرعة، لا سيما في أيام الجمعة التي يذهب فيها الناس إلى الصلاة في أكبر مسجد للطائفة السنية بمدينة زاهدان.

وكانت مروحيات عسكرية قد حلقت فوق مسجد مكي وغيره من المناطق في زاهدان بإيران، مساء الخميس، وفق ما نقلت قناة إيران إنترناشيونال. كما أفادت "حملة النشطاء البلوش" وقناة "رصد بلوشستان" عن زيادة عمليات اعتقال المواطنين في الأيام الأخيرة في زاهدان. واعتقلت القوات الأمنية، الاثنين، عبد المجيد مرادزهي، مستشار إمام أهل السنة مولوي عبد الحميد، ثم نقلته إلى سجن في مشهد. وفي الأسابيع الماضية، ومع تعيين محمد كرمي، أحد كبار قادة مقر القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، محافظًا لبلوشستان، ازداد الضغط على أهالي هذه المحافظة.

في السياق، طالب زعيم الحركة الخضراء مير حسين موسوي، بوضع دستور جديد. وقال المعارض الإيراني البارز الخاضع للإقامة الجبرية منذ عام 2010، إن تنفيذ الدستور بالكامل، الذي تحدث عنه قبل 13 عاما، لم يعد كافيًا، مطالبا بوضع دستور جديد لإنقاذ إيران. كما أضاف في بيان، السبت، أن الإيرانيين مستعدون لتحول جذري ترسم خطوطه الأساسية الحركة التي ترفع شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، في إشارة إلى الشعار الذي بات ملاصقاً للتظاهرات الأخيرة. وكان موسوي دعا في أكتوبر الماضي (2022) القوات المسلحة الإيرانية للوقوف إلى جانب الحقيقة والشعب، وعدم تنفيذ الأوامر بشكل أعمى، في رسالة إلى القوى الأمنية التي كانت تضرب بيد من حديد وتقمع المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع منددين بالنظام ومطالبين بمزيد من الحريات.

إلى ذلك، قُتل أكثر من 527 متظاهرًا، بينهم 71 طفلاً، منذ بداية احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران، من 17 سبتمبر 2022 إلى 31 يناير 2023، واعتقل أكثر من 19600 شخص، بحسب موقع حقوق الإنسان "هرانا".

في الملف النووي، رغم إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، عدم وفاء إيران بالتزاماتها فيما يتعلق ببرنامجها النووي، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين أن طهران تتواصل مع الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي بطرق مختلفة. فقد أوضح علي باقري كني، يوم السبت، عن أمله في أن تحقق الجهود المبذولة في المسار التفاوضي نتائج إيجابية! وقال إن إيران لطالما أعلنت استعدادها للتفاوض في إطار الاتفاق السابق، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى الكبرى. أتت التصريحات بعد أسبوعين من إعلان غروسي عزمه التوجه إلى طهران خلال فبراير/شباط لحض إيران على زيادة تعاونها بشأن أنشطتها النووية، بعد تقليصه منذ أشهر في ظل توترات بين طهران وكل من الوكالة وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 بشأن برنامج إيران النووي.

 

  1. في الشأن السوداني

طلب مسؤولون غربيون، الإثنين، عقد اجتماع مع كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ لبحث سبل إنجاح العملية السياسية في البلاد واستئناف المساعدات الدولية، وذلك في ظل تعقُّد المسار السياسي بالبلاد منذ فترة طويلة. هذا الطلب قدَّمه سفير الاتحاد الأوروبي في الخرطوم إيدن أوهارا، خلال لقاء مع البرهان وهو أيضاً قائد الجيش السوداني، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وقال أوهارا في تصريح صحفيانه تقدم بطلب إلى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لعقد اجتماع يضم البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع المبعوثين الخاصين من دول الاتحاد الأوروبي فرنسا وألمانيا والنرويج بجانب الولايات المتحدة وبريطانيا، يهدف إلى مناقشة سبل إنجاح العملية السياسية، واستئناف المساعدات الإنسانية والاقتصادية من المجتمع الدولي للسودان.

في سياق متصل، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يوم السبت، أن القوات المسلحة لا تخطط للانقلاب على ما اتفقت عليه. ونقل بيان لمجلس السيادة عن البرهان قوله إن الجيش يسعى إلى توافق السودانيين واتحادهم لإخراج البلاد من وضعها الراهن، مضيفا أن الإقصاء لن يبني دولة، داعيا جميع الأطراف للكف عن المضي بالعملية السياسية بمعزل عن بقية القوى. وكان البرهان، دعا قبل شهر جميع السياسيين للانشغال بترتيب صفوفهم، مطالبا إياهم بعدم التحدث في شؤون الجيش.

في سياق منفصل، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن إسرائيل والسودان سيوقعان اتفاق سلام في واشنطن في غضون أشهر، وقال إن إنجاز نص الاتفاقية تمّ خلال زيارته إلى الخرطوم، خذا الاسبوع، ولقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان. ووافق السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن لم يوقع الجانبان أي اتفاق بعد. وقالت وزارة الخارجية السودانية، في هذا السياق، إن البرهان وكوهين ناقشا سبل إقامة علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز التعاون في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، مع التركيز على مجالات الأمنية والعسكرية.

 

  1. في الشأن الصيني

منذ فترة غير قصيرة تشهد العلاقات بين الصين وروسيا تقارباً في عدد من الملفات، وعلى الرغم من أن بكين لم تؤيد صراحة حملة موسكو العسكرية التي شنتها على أوكرانيا، إلا أنها لم تنتقد الكرملين بأي شكل بل حملت أكثر من مرة حلف شمال الأطلسي مسؤولية استفزاز روسيا. وقد جددت الصين، يوم السبت، التأكيد على أن الثقة السياسية المتبادلة مع روسيا زادت بعد أن زار نائب وزير الخارجية ما تشاو تشو موسكو الأسبوع الماضي ولقائه مع وزير الخارجية سيرجي لافروف. كما أشارت إلى أن بكين مستعدة للعمل مع موسكو لتنفيذ شراكتهما الاستراتيجية وتشجيع تحقيق مزيد من التقدم في علاقتهما. وقد أتى ذلك بعد أن أكد لافروف أن العلاقة بين الجانبين هي الأفضل تاريخيا بين البلدين.

يشار إلى أن الرئيسين الصيني والروسي كانا أعلنا عن شراكة استراتيجية في موسكو قبل عام تهدف إلى التصدي لنفوذ الولايات المتحدة، وقالا إنه لن يكون بها مجالات تعاون محظورة.

على صعيد آخر، وسط توتر شديد يسود العلاقات بين البلدين، كشف مسؤولون مطلعون أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة على شركات المراقبة الصينية، بسبب مبيعاتها لقوات الأمن الإيرانية، خصوصاً أن السلطات الإيرانية تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا لقمع الاحتجاجات. وتجري السلطات الأميركية مناقشات بشأن العقوبات، وفقاً للمسؤولين، حيث ركزت على شركة Tiandy Technologies، وهي شركة لتصنيع معدات المراقبة ومقرها مدينة تيانجين بشرق الصين والتي بيعت منتجاتها إلى وحدات من الحرس الثوري الإيراني، كما قال المسؤولون إن كلا من وزارة الخارجية ووزارة الخزانة تدرسان العقوبات المفروضة على "تياندي". وإذا تم تنفيذ هذه الخطوة، فقد تتعرض الشركة لخطر الانقطاع عن النظام المالي الأميركي وتتعطل قدرتها على ممارسة الأعمال التجارية بالدولار الأميركي.

في ملف منطاد التجسس الصيني الذي حلّق لأيام فوق الولايات المتحدة، وبعد أن اسقطه سلاح الجو الاميركي، انتقدت بكين قرار البنتاغون إسقاط المنطاد، متهمة الولايات المتحدة بـالمبالغة في رد الفعل، وبانتهاك الممارسات الدولية بشكل خطير! وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن الصين تعرب عن استيائها الشديد واحتجاجاتها على استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة لمهاجمة المنطاد المدني غير المأهول، مشددة على أنها تحتفظ بحق اتخاذ مزيد من الردود الضرورية!!

 

  1. في أزمة تونس

قرر الاتحاد العام التونسي للشغل، بحسب بيان لهيئته الإدارية، الجمعة، تنفيذ سلسلة إضرابات في مختلف القطاعات؛ احتجاجاً على استهداف العمل النقابي. حيث عبَّر عن رفضه استهدافه وضرب حق الإضراب من خلال استصدار المناشير السالبة لحقّ التفاوض، وتلفيق الشكاوى القضائية ضد النقابيين، وطالب بـالنأي بالقضاء وعدم إقحامه في النزاعات العمالية، ومحاولة توظيفه، والسعي لممارسة الوصاية عليه.

يأتي ذلك في حين اشار الرئيس التونسي، خلال زيارته ثكنة عسكرية بالعاصمة تونس، إلى إن الحق النقابي مضمون بموجب الدستور، لكن لا يمكن أن يتحول هذا الحق لتحقيق مآرب سياسية.

في السياق، دعت نقابة "الطرق السيارة" في تونس إلى إضراب، الإثنين والثلاثاء، على خلفية مطالب اجتماعية تتعلق بالزيادة في الأجور.

إلى ذلك، أكد الاتحاد التمسك بالحوار باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، معتبراً أن المسار السياسي الذي يقود البلاد انحرف في اتجاه اختلاق حروب وهمية تهمّش القضايا الحياتية، كما اعتبر أن الحوار هو الآلية الوحيدة لحل الأزمة التونسية، خاصة بعد المشاركة الهزيلة في الانتخابات التشريعية، وندّد بـسياسة الحكومة المُفقرة للشعب، وارتكاز الحكومة في سياستها الاقتصادية على زيادة الضرائب مع التخفيض في الاعتمادات المخصصة للدعم.

 

  • الخلاصة.

 

تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.

في الملف السوري، أكد الاتحاد الأوروبي موقفه الثابت من القضية السورية، المتمثل بدعم الحل السياسي في سوريا بناء على القرارات الأممية ذات الشأن، ومواصلة الضغط على نظام أسد حتى الانخراط في العملية السياسية، وأفادت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، بأن رئيس البعثة دان ستونيسكو اجتمع مع رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس في مدينة إسطنبول التركية، وذكرت أن الجانبين بحثا المسائل الرئيسية، بما في ذلك أنشطة المفوضية والتساؤلات بشأن موقف الاتحاد الأوروبي من القضية السورية، مشيرة إلى أنه لم يتبدّل. فقد شدد الاتحاد الأوروبي أن لا تطبيع ولا رفع للعقوبات ولا إعادة إعمار حتى ينخرط نظام أسد في عملية انتقال سياسي والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. ويأتي تأكيد الدول الأوروبية والغربية رفضها للتطبيع مع نظام أسد، وسط تحركات باتجاه المصالحة والتطبيع بين النظام وتركيا، وذلك بعد لقاء موسكو الذي جمع وزراء دفاع أنقرة والنظام وروسيا أواخر العام الماضي، وما تلا ذلك من تصريحات عن التحضير لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، لكن تصريحات الجانب التركي الأخيرة تعطي طابع معاكس للآمال التي يتكلم عنها الجانب الروسي الذي عمِل مؤخرا على دعوة ايران إلى طاولة المفاوضات الثلاثية هذه.

في الملف اليمني، يبدو الكلام الأخير من إن الحوثيين منظمون على غرار حزب الله الايراني في لبنان، والنموذج الذي يقتدون به وهو خطر إرهابي راسخ منذ زمن طويل على الأميركيين والمصالح الأميركية. إلى ذلك الإشارة إلى ما وصف بالأبعاد الخارجية غير المحسومة للصراع في اليمن، تشير إلى أن اليمن لا يزال ساحة لمعركة حاسمة للقوى الخارجية، فالحوثيون مدعومون من إيران وحليفها حزب الله، وهناك 40 مستشارا إيرانيا في اليمن، يواجهون المجتمعين العربي والدولي معا. ومع ان هناك إمكانية أن يكون الحوثيون مستعدين للاستقرار بأقل من السيطرة الكاملة على البلاد، فإنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للتوصل إلى اتفاق، حيث يمكن أن تنهار الهدنة بسهولة. وبالرغم من عدم تمديد الهدنة، لا يزال الطرفان ملتزمين بوقف إطلاق النار في الغالب، وببنود الهدنة الأخرى مثل الرحلات الجوية التجارية إلى عمان. وبالرغم من أن سياسة الولايات المتحدة في اليمن مؤخرًا نجحت إلى حد ما في إدارة الصراع، لكنها لم تكن كافية لوقف الأزمة والكارثة الإنسانية. كل هذا يشير إلى أنه للأسف لن يكون هناك حلا سريعا للأزمة اليمنية طالما المجتمع الدولي مستمر بعملية التفاوض، من الجانب الضعيف، مع الحوثيين فيما الشعب اليمني هو الذي يدفع الثمن يوميا إقتصاديا وبالأرواح.

في ملف ليبيا، لا تزال أزمة الحكومتين هي الطاغية على المشهد الليبي، فحكومة الوفاق التي يترأسها الدبيبة لا تزال تنعم باعتراف دولي ما يمنحها استمراية العمل في الداخل، مع ما يشكّل ذلك من مواجهة مع الفريق المقابل أي حكومة الاستقرار برئاسة باشاغا، والتي تواجه هذا الاسبوع مساءلة علنية من عدد من النواب لتوضيح أسباب تعطل استلام حكومته لمهامها في العاصمة طرابلس. أما فيما يتعلّق بموضوع المقاتلين الأجانب المتواجدين على الأراضي اللبية، فحلّ هذا الجانب من الأزمة يبدو أكثر تعقيداً مع استمرار التدخل الاقليمي والدولي في دعم هؤلاء المرتزقة.

في العراق، وبعد إقصاء الزعيم مقتدى الصدر من الساحة السياسية واستلام وكلاء ايران للحكم، لا تبدو حالة العراقيين أفضل، فايران مستمرة بتقوض الاقتصاد العراقي (دولة نفطية من مجموعة أوبك)، حيث عملية سحب الدولار الاميركي من المصارف العراقية مستمرة بالرغم من القيود التي وضعتها واشنطن مؤخرا، كما أن طهران أيضا تتحكّم بقطاع الكهرباء الذي يعتمد بقسم كبير منه على الغاز الايراني بالإضافة إلى أنها مسؤولة عن تصحّر الجنوب العراقي. من جانب آخر، يعاني العراق من الجانب التركي أيضا الذي يستغل بشكل غير متوازن مياه الأنهر الذي يتشارك فيها معه، الأمر الذي يؤثر على قطاعي الطاقة والزراعة في بغداد. أما الجانب الأمني، فايران وتركيا مستمرتان في التعدي على سيادة العراق كلٌّ بحسب مصلحته الخاصة.

في الملف الايراني، تبدو ايران في عزلة دولية لن تخرج منها قريبا، بالأخص بعد دخولها أرض المعركة الروسية-الاوكرانية. ففي ملفها النووي وبالرغم من الكلام المعسول الذي يحمله وزير خارجيتها لا يبدو ان ملف الجوار حتى مقبل على حلحلة. فالواضح أن السعودية التي تواصل عملية الأبواب المفتوحة، لكنها في الوقت ذاته تعمل بشكل متّزن في جسّ الأرض التي تسير عليها، وبما أن السير على الطريق الايرانية محفوف بالمخاطر، فعملية الحوار سوف تاخذ مسارا طويلا. أما في الملف النووي فالمسألة ذاهبة باتجاه مزيد من التصعيد مع تصلذب الموقفين الدولي والايراني على السواء. أما الداخل، فالتظاهرات مستمرة على الرغم من القسوة والاجرام اللذين تتعامل بهما السلطة مع المواطنين.

في ملف الحرب على اوكرانيا، لم يكن أحد يتوقّع أن تكون الحرب على أوكرانيا سريعة إلا القيادة الروسية في بداية الهجوم؛ فبالنسبة إلى الأوكانيين الحرب مشتعلة مع روسيا منذ العام 2014، حين اجتازت الحدود الشرقية ودعمت افنفصاليين في حربهم على الدولة المركزية. ميدانياً، تدور معارك دامية حول مدينة باخموت والتي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ اكثر من ستة اشهر، في وقت يواصل قصفه البنية التحتية الأساسية في عدة مدن رئيسية ومنها العاصمة كييف. في المقابل يواصل الجيش الاوكراني بناء ترسانته من المساعدات الغربية تحضيرا لمعركة الربيع والتي بحسب المعلومات الاستخباراتية يحضر لها الجيش الروسي.

في السياسة، يواصل المجتمع الغربي وبالتحديد الاتحاد الاوروبي دعم السلطة الاوكرانية مع وعود بفتح باب الانتساب للاتحاد.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

   

1*) سبدة الجبل

30 كانون الثاني 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

أولاً: في مثل هذا اليوم منذ 33 سنة أطلق الرئيس ميشال عون حرب الإلغاء تحت عنوان "أو الدولة أو الدويلة" وها نحن نشهد على تسليم الدولة بكاملها إلى حزب الله.

ثانياً: شهد لبنان الأسبوع الماضي وما يزال يشهد  انحلالاً خطيرا في السلطة القضائية على خلفية الإنقسام القضائي حول التحقيق في جريمة 4 آب، والأخطر أن المعطيات المتوافرة حول هذا الملف تؤكّد وجود تقاطع أميركي - إيراني لدفن التحقيق في هذه الجريمة.

من جهة ثانية يُرحّب لقاء سيدة الجبل باجتماع النواب المعارضين في البرلمان ويعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنّه يأسف في الوقت نفسه لعدم حديث هؤلاء النواب عن دور حزب الله في كلّ ما يحصل على الساحة اللبنانية وخصوصاً لجهة التقارير الواردة عن صلته بوجود نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.

فلبنان واقع تحت الاحتلال الإيراني بواسطة سلاح حزب الله، ولا عدالة ولا تعاف اقتصادي ولا انتخابات نزيهة ولا تداول للسلطة تحت الإحتلال.

لذلك كلّه فإنّ لقاء سيدة الجبل يجدّد التأكيد أن الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة والعدالة في جريمة المرفأ هو طريق التحقيق الدولي.

ثالثاً: يتابع اللقاء التطوّرات المتسارعة في المنطقة ولاسيمّا التصعيد في الأراضي الفلسطينية وارتفاع وتيرة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية والحضور الأميركي فيها، وهذا يرتّب تداعيات على المنطقة بأسرها بما فيها لبنان. ويحذّر اللقاء حزب الله من استخدام لبنان ساحة مواجهة مع إسرائيل بالوكالة عن إيران، علماً أن الدولة سبق أن وقّعت بدعمٍ من الحزب اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل وهي توقّع تباعاً عقوداً مع الشركات المستخرجة للغاز، وعليه فإنّ على الحزب أن يختار أي نموذج يريد للبنان هونكونغ أو هانوي.

رابعاً: يواصل اللقاء لقاءاته مع المرجعيات الروحية سعياً لانعقاد قمّة روحية تعيد التأكيد على الثوابت الوطنية كما وردت في مقدمة الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتضع حدّاً لكل مساعي تعديل الصيغة اللبنانية من خلال غلبة فريق مسلّح على سائر اللبنانيين.

2*) أمل

30 كانون الثاني 2023

المكتب السياسي لـحركة أمل نوه بالتحول النوعي في اداء المقاومين الذي يُجابه وقائع الاحتلال اليومية مما يزعزع ركائز نظرية الامن الصهيوني

عقد المكتب السياسي لحركة أمل اجتماعه الدوري برئاسة الحاج جميل حايك وحضور الاعضاء، وناقش المجتمعون الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبعد الاجتماع صدر البيان التالي:

أولاً: بإكبار وإجلال توقف المجتمعون أمام ارواح شهداء مخيم "جنين"، خصوصاً بطل العملية النوعية في القدس الشهيد خيري علقم وسائر شهداء المواجهات والعمليات البطولية التي جرت وتجري على ارض فلسطين، في مواجهة آلة القتل الصهيوني ومشاريع حكومة الاحتلال في تهويد المقدسات وسرقة ما تبقّى من ارض ومخططات اقتلاع وترحيل الفلسطينيين، وإذ ينوه المكتب السياسي لحركة أمل بالتحول النوعي في اداء المقاومين الذي يُجابه وقائع الاحتلال اليومية مما يزعزع ركائز نظرية الامن الصهيوني ويبث الرعب وعدم الثقة لدى المستوطنين بحكومة الكيان، ويزيد من حجم الاسئلة الوجودية حول قدرة الكيان الصهيوني على البقاء والديمومة في مواجهة قيام المارد الفلسطيني على مجمل مساحة فلسطين التاريخية.

ويرى المكتب السياسي أن ما نشهده اليوم يشكّل بداية نهاية للمشروع الصهيوني الذي يبدو عاجزاً أمام إرادة الشعب الفلسطيني التي تتطلب من أجل تعزيزها وتصليب آدائها موقفاً عماده الوحدة الوطنية الفلسطينية بين القوى الأساسية للفلسطينيين، وموقفاً عربياً يخرج من اثقال إتفاقيات التطبيع والسلام مع العدو، وموقفاً إسلامياً عاماً يضع مُجمل العلاقات مع العدو الإسرائيلي في دائرة القطع والإلغاء.

ويحذر المكتب السياسي من لجوء العدو إلى اسلوب المجازر والانتقام من الفلسطينيين في ظل صمت دولي وإقليمي مطبق.

ثانيــاً: يتأكد اكثر من أي وقت مضى غياب الملف اللبناني عن إهتمامات مراكز القرار الدولي وعليه:

أ ـ إن الرهان الاساسي هو في توافق اللبنانيين في مقاربة ملف رئاسة الجمهورية، لذا يؤكد المكتب السياسي إلى مقاربة وطنية تتجاوز المصالح الشخصية والفئوية والعناد والمكابرة والجلوس إلى طاولة حوار وطني تضع خارطة طريق للخروج من هذا المأزق بكل ابعاده، والإتفاق على رئيس يُشكل بارقة أمل لتجاوز هذا النفق.

ب ـ يدعو المكتب السياسي إلى الإسراع في مواكبة الاتفاقيات الموقعة بموضوع الغاز والنفط، والإسراع بالمباشرة بالتنقيب، من أجل تأمين صيانة وطنية لهذه الثروة عبر إنشاء الصندوق السيادي الذي يحمي موارد لبنان الطبيعية كي لا تضيّع فرص الإستثمار على عائدها في ظل الإنهيار السياسي والاداري الداخلي.

ج ـ بعد الإمعان بتدمير المؤسسات وإفراغها وسياسات التعطيل المتعمّد، والنكد الذي اوصل البلد إلى ما هو عليه، يرفض المكتب السياسي للحركة الإستهداف الممنهج للمؤسسات الضامنة للإستقرار العام في البلد في إطار سياسات وضع اليد عليها أو شلّها.

وفي الملف القضائي، فإن السلطة القضائية مدعوة إلى القيام بدورها لمنع الغرور والتفرد والجنوح الذي ينتهجه البعض لجر القضاء إلى آتون السياسة من بوابة تجاوز القانون وإعتماد التأويلات، وهو الأمر الذي طالما حذرنا من تجاوز القانون فيه، والذي يعكس في القرارات الأخيرة إستمراراً في هذا النهج، وبعيداً عن المواقف المسبقة، فالقضاء المستقل العادل والضامن وفقاً للأصول الدستورية والقانونية هو المطلب والمبتغى.

3*) التيار العوني

31 كانون الثاني 2023

عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه الدوري، برئاسة النائب جبران باسيل، وناقش جدول اعماله، ودرس عددا من إقتراحات القوانين، واصدر بعده بيانا اكد فيه "أن الأولوية المطلقة لمجلس النواب تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما قصده المشرّع حين تحدث عن الانعقاد الحكمي للمجلس الى حين انتخاب الرئيس. وهذا تماما منطوق المادة 62 من الدستور التي أناطت صلاحيات رئاسة الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء مجتمعا حال خلو سدّة الرئاسة كي يكون هناك استثنائية واجماع في اي قرار يؤخذ وكالة عن رئيس الجمهورية، هذا اذا كانت حكومة كاملة الصلاحيات. تالياً إن أي تشريع في ظل الفراغ الرئاسي هو أمر تفرضه الضرورة القصوى الاستثنائية. وعليه فإن من يتحدّث عن تشريع الضرورة عليه ان يعرضها ويبرّر تقديم التشريع على انتخاب الرئيس لكي يبنى على الشيء مقتضاه".

ورأى التكتل أن "تمنّع حكومة تصريف الأعمال عن التدخل في المشهد الكارثي لتحلل الليرة إنما هو الوجه الآخر القاتم للتعاميم المتناقضة التي يصدرها حاكم المصرف المركزي، وهي بمثابة سرقة موصوفة لأموال الناس، ونزف لأموال المودعين التي تزيدها عمليات تحويل الأموال الى الخارج استنسابيا،ً وهي لا تزال قائمة على قدم وساق. إن هذا السكوت من الحكومة على أداء حاكم المصرف المركزي في السطو على مدخرات اللبنانيين وودائعهم يجعلهما في موقع المتواطئ ويقضي على أي إمكانية لترميم الثقة المفقودة بالقطاع المصرفي. كما تضع تعاميم المركزي المتناقضة المصرف التجاري بمواجهة المودعين في سلبهم اموالهم بالدولار بدءا، وبالليرة اللبنانية مؤخراً".

واعتبر ان "تخبط الحكومة في معالجة الأزمة المالية الحادة يزيد معاناة اللبنانيين، ويهدّد باستنزاف ما بقي من حياة في القطاع العام الذي يجد الموظفون فيه أنفسهم عاجزين عن التوّجه الى وظائفهم بفعل عدم قدرتهم حتى على تأمين بدل المواصلات. وفيما الحكومة متفرّجة على الأزمات نرى رئيسها مستعجلاً الى اصدار قرارات مخالفة للقانون كوضع موظفين من الفئة الأولى بتصرف رئاسة الحكومة".

وشدد التكتل على "ضرورة استئناف التحقيق في جريمة تفجير المرفأ". محذرا من "وجود مخطط لاجهاض التحقيق وتجهيل الفاعلين". كما شدد على أن "العدالة تتحقق حصرا بكشف من أدخل مادة "نيترات الأمونيوم" وطريقة انفجارها أو تفجيرها توصلاً الى محاكمة المتورطين ووضع حد لسياسة الإفلات من العدالة".

4*) المطارنة الموارنة

1 شباط 2023

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، جاء فيه:

"يجدد الآباء إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته. هذا الإنهيار المتفاقم يتحمل مسؤوليته نواب الأمة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيدا بالدستور.

تابع الآباء بذهول وأسف شديدين، الصراع المحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب.

يراقب الآباء بقلق كبير التلاعب الخطير في أسعار صرف العملة الوطنية، والذي يؤدي إلى ارتفاعات جنونية في أثمان المواد الحياتية والمعيشية، بما يحول دون تمكن معظم اللبنانيين من تأمين احتياجاتهم منها. ويناشدون الجهات المختصة المسارعة إلى توفير المعالجات المطلوبة.

 تتزايد في الآونة الأخيرة ظواهر الاختلال في الأوضاع الامنية، وتتنقل من منطقة إلى أخرى ويسقط من جرائها ضحايا وجرحى بين مفتعليها والمواطنين. إن الآباء يحذرون من ذلك، ويهيبون بالسلطات العسكرية والأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لها، خصوصا حيث تصطبغ الاعتداءات بطابع فئوي أو طائفي.

يعاني القطاع التربوي مزيدا من التدهور، بحيث تضطر مؤسسات منه إلى الإقفال. والأمر نفسه نشهده في قطاعات حيوية أخرى، صحية وإدارية. إن البلاد لم تعد تحتمل، وبوادر الغضب الشعبي لا بد آتية، إن لم يكتمل عقد السلطات وعملها وتعاونها لخير الوطن والمواطنين.

تحتفل الكنيسة المارونية في التاسع من هذا الشهر بعيد شفيعها القديس مارون ويشاركهم جميع اللبنانيين بهذا العيد الوطني. يتوسل الآباء مع أبناءهم وبناتهم الى الله أن يمنحهم نعمة التمثل بفضائل هذا القديس، ولا سيما الإيمان العميق وممارسة الصلاة والزهد والتقشف ، سائلين الله بشفاعته أن يمن على لبنان بالأمن والإزدهار والسلام، وعلى شعبه بالصبر والصمود في وجه المحن التي ابتلي بها".

5*) القمة الروحية

1 شباط 2023

انعقد في بكركي لقاء لرؤساء الطوائف المسيحية وممثليهم في لبنان، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تم خلاله التداول، بحسب بيان،  في "الأمور الراهنة ، بدءا من الوضع الإجتماعي -الإقتصادي وصولا إلى الأزمة السياسية الضاغطة".

وفي ختام اللقاء، صدر عن المجتمعين البيان التالي:

"1- إننا نعبر عن قلقنا العميق تجاه الأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وعن تضامننا مع شعبنا في ما يعاني من حرمانه أموره الحياتية الأساسية من غذاء وماء وكهرباء ودواء واحتياجات الأطفال الضرورية، من جهة، وإنهيار العملة الوطنية وتراجع مداخيل العائلات، من جهة أخرى، كذلك ارتفاع نسبة البطالة وتدني المستويات المعيشية، بالاضافة الى صعوبات حياتية جمة باتت ترهق كاهل اللبنانيين يوميا، فلا يمكن الاستمرار في تحمل هذا الوضع الخطير.

لذا نطالب المسؤولين في الدولة بحكم مسؤوليتهم بإيجاد الحلول لهذه المآسي التي لا تتحمل أي إبطاء. فلا يمكن القبول بسوء إدارتهم وإهمالهم والفساد المستشري في كل مكان، الأمر الذي يحمل عائلاتنا، ولا سيما الجيل الناشئ، على الهجرة أو اللجوء إلى الشارع للتعبير عن وجعهم والمطالبة بحقوقهم العادلة.

2- منذ  زهاء ثلاثة أشهر لا يزال الكرسي الرئاسي شاغرا عندنا، بسبب فشل المجلس النيابي في إنتخاب رئيسٍ. هذا الواقع غير مقبول أبدا ومخالف لجوهر الدستور اللبناني ومرتكزات السيادة والإستقلال ومسؤولية  النواب تجاه الشعب اللبناني. إن إنتخاب رئيس للجمهورية  هو مطلب كل اللبنانيين ويعني الإلتزام بانتظام عمل المؤسسات الدستورية. فلا يحق لأحد أن يجاذف في مصير الوطن. إن أساس الكيان اللبناني  ومصدر قوته الفريدة هو الشراكة الوطنية الإسلامية المسيحية، ولنا ملء الثقة بتضامن رؤساء الطوائف الإسلامية معنا.

وبناء على ما تقدم:

- نطالب المجلس النيابي الاسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية.

- نأتمن غبطة البطريرك الراعي على الإجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا للمضمون أعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثهم على المبادرة سويا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية".

6*) سامي الجميل

3 شباط 2023

أعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، خلال المؤتمر العام الـ 32 للحزب، " اننا سنعطل الانتخابات اذا اراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح حزب الله لست سنوات مقبلة"، مؤكدًا "أننا قبلنا ان نلعب اللعبة الديموقراطية غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتكم"، مشيرا الى "اننا سنعتمد الاسلوب نفسه من دون ان نجر البلاد الى الخراب".

واعتبر رئيس الكتائب "ان هناك دولتين على ارض لبنان، الجمهورية اللبنانية والجمهورية الاسلامية التي تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه". وتوجه الى حزب الله بالقول: "نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها حزب الله ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية".

وقد حضر إلى المؤتمر الذي انعقد في فندق الريجنسي بالاس في ادما  الرئيس أمين الجميل وعقيلته واعضاء المكتب السياسي والكوادرالحزبية  و400 مندوب يمثلون الكتائبيين في المؤتمر العام ،اضافة الى حشد من النواب وممثلي الأحزاب وضيوف من لبنان والخارج يمثّلون أحزابًا منضوية مع "الكتائب" في تحالف حزب الشعب الأوروبي. 

بداية، رحب الجميّل "بكل الاصدقاء من لبنان والخارج"، شاكرا "كل الحضور من كل الكتل النيابية التي يتعاون الحزب معها، متوجها اليهم بالقول: "وجودكم اليوم شرف لنا ككتائبيين ونتمنى ان يستمر التعاون في كل الفترة الصعبة دائما بخدمة لبنان".

أضاف: "التحية الاكبر لرفاقي الكتائبيين، 400 مندوب يمثلون الكتائبيين من اقصى الجنوب والشمال وصولا للبقاع بعملية ديمقراطية تعقد كل 4 سنوات."

وأكد الجميّل أن "لبنان بالنسبة للكتائب ليس وطناً انما روح، وعندما خاضت الكتائب معركة الاستقلال وناضلت من اجل هذا الكيان كان هدفها خلق مساحة شرعية معترف بها دولياً تعيش بحرية وتطور وديموقراطية وازدهار كي يعيش الانسان على هذه الارض بحرية". وقال: "بالنسبة لنا لبنان اكثر من منطقة وهو ليس بلداً ككل البلدان، فهو روح وإذ سأل أحد لماذا نتمسك ببلدنا؟ نجيب "لانه اكثر من بلد".

ورأى أن "ما يحصل اليوم هو محاولة قتل هذه الروح ومحاولة لتغيير وجه لبنان، واذا قتلنا روح لبنان نغيّر بذلك وجهه وكل ما يندرج ضمن خصوصية هذا البلد. هم يحاولون قتله عبر قتل الحرية والتعاون والديموقراطية والاقتصاد القوي والحر وانفتاح لبنان على العالم".

وقال: "لسنا امام مرحلة عادية انما امام محاولة لقتل البلد وتفريغه من معانيه، والمعركة اليوم ليست على فئة من اللبنانيين انما على معنى وجود هذا البلد بمسيحييه ومسلميه، رغم ان هناك مجموعة هائلة من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف يؤمنون بهذه الروح وبان لبنان رسالة حضارة وتطور، كما يؤمنون بالحرية وولدوا متمسكين بهذه الحرية. ومن يحاول ان يقضي على "هذه الروح" ليس فئة من اللبنانيين انما حزب مسلّح يأخذ طائفته رهينة ويحاول تحويل الصراع في لبنان الى صراع طوائف وتحريك كل العصبيات التي نراها اليوم".

وتابع: "من السهل اليوم ان اقف امامكم وارفع النبرة الطائفية، ولكن هل اكون بذلك اشهد للحقيقة. بالطبع لا".

وأوضح أن "الصراع هو بين اللبنانيين الذين يريدون العيش في بلد متطور والمحافظة على نظامه الديموقراطي وعلى نمط الحياة وبين من يحاول ان يقضي على هذه المسلّمات من خلال ايديولوجية لا علاقة لها بلبنان وبسلاح لا علاقة له بلبنان".

وقال: "تصادف اليوم ذكرى اغتيال لقمان سليم، وبما اننا حزب الشهداء ومعارضون لهذا الاغتيال سأقرأ رسالة لقمان سليم، وهي وصية ومحاكمة قبل المحاكمة، لاننا نعرف ان المحاكمة باغتيال سليم لن تحصل وبذلك نعرف مدى الترهيب الذي يتعرض له اللبنانيون الذين يعارضون الحزب".

وتحدث الجميّل عن "شراء اراض وتغيير ديموغرافي وضرب للمؤسسات وضرب للاعلام الحر ممنهج، وهو ايضاً ضرب للسياحة في لبنان يطال اللبنانيين الاحرار"، مؤكدًا "أننا سنواجه هذه المحاولات جميعها ولن ننجح الا اذا كنا يداً واحدة".

وقال: "اننا لم نستطع تحقيق انسحاب الجيش السوري الا عندما توحّدنا في ساحة الشهداء، ولن نحافظ على لبنان الا اذا توحدنا جميعا".

ولفت الى "أن اللبنانيين خائفون على مستقبل لبنان الحضارة، ولهذا السبب معركتنا وطنية بامتياز. وعندما يكون هناك خطر على فئة من اللبنانيين سنعلن عنها، اما اليوم فنخوض معركة جميع اللبنانيين وليس جزءا منهم".

ورأى "أن التهديد اليوم ليس على المسيحيين فقط"، وقال: "المعركة ليست معركة المسيحيين فقط انما معركة جميع اللبنانيين، والدليل انه لم يهاجر مسيحيون بهذا القدر كما هاجروا في ظل حكم "المسيحي القوي".

واعتبر "أن الطبقة الحاكمة سلّمت البلد لحزب الله بحجة الدفاع عن المسيحيين ، والاهم هو ان نحافظ على رسالة المؤسس الذي كان واضحا ان الكتائب هو حزب كل لبنان واللبنانيين، وان نحافظ على كلمة بيار أمين الجميّل الذي قال في ساحة الشهداء إن معركتنا هي من اجل كل اللبنانيين".

واكد "ان هدفنا هو الحفاظ على حق اللبنانيين في تقرير مصيرهم"، جازمًا "اننا في حزب الكتائب سنبقى نقول الحقيقة لان الاخطر هو اللحاق بالغرائز وادخال العالم بالكارثة الحالية".

وقال الجميّل: "حذرنا في حزب الكتائب منذ 4 سنوات من تسليم قرار البلد وانهيار الاقتصاد والعزلة الدولية، هناك من يحاول ان يخرجنا من المعادلات الاقتصادية والديبلوماسية والسياسية ، الا ان ارادة الشعب اللبناني تم التعبير عنها في ثوة الارز وثورة 17 تشرين".

أضاف: "في ثورة الارز هناك من قال اننا ضد خروج الجيش السوري من لبنان، وفي ثورة 17 تشرين عندما قال الشعب اللبناني انه يريد انقاذ بلده هناك من قال نريد الحفاظ على كل هذا لتدمير ما تعرض له الشعب اللبناني، الا ان من يقف بوجه ارادة الشعب هو فريق يأخذ طائفة رهينة". وتحدث عن "معاناة الطائفة الشيعية في المناطق حيث نفوذ حزب الله كبير".

وتابع رئيس الكتائب: "اليوم هناك دولتان على ارض لبنان الجمهورية اللبنانية مع كل من يؤمن بها من كل الطوائف، ودولة اخرى وهي الجمهورية الاسلامية لحزب الله ولكل دولة منهما تمويلها وجيشها وسياستها الخارجية. الجمهورية الاسلامية تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه".

وقال: "اننا نتخبط للاسف وراء بعض الشعارات للهروب من واقع ان الجمهورية الاسلامية تقضي على روح الجمهورية اللبنانية من خلال تغيير ثقافتها وتحويلها الى ثقافة الحروب، في حين ان اللبناني يطمح للعيش وليس للموت"، مشددا على أنه "لا يمكننا الاستمرار بالتعاطي مع الاداء الديكتاتوري بطريقة تقليدية"، مذكّرًا بأن "هذا الاداء التسووي مع الجمهورية الاسلامية اوصلنا الى الكارثة اليوم من تنازل الى تنازل من تسوية الى تسوية".

وأكد "أن مشكلتنا مع 14 آذار هي مع الأداء، اي اداء المسؤولين عنها الذين ذهبوا من تسوية الى تسوية وصولا الى تسليم البلد وانتخاب رئيس الجمهورية الاسلامية على رأس الدولة"، وقال: "المطلوب تغيير الاسلوب والمساومات والتوحد كعلمانيين وطائفيين، ولكن قبل التعديل بالنظام السياسي علينا استعادة بلدنا وتحرير قراراتنا . لهذا السبب وانطلاقا من هنا ومن هذه اللحظة نقول اننا لسنا مستعدين للخضوع لارادة حزب الله في لبنان وندعو كل اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم. ونقول لحزب الله نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها حزب الله، ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية ولن نخضع، سنبقى هنا وسنواجه جميعا مع بعضنا البعض".

أضاف: "الخطوة الاولى في هذا الاتجاه نعلن عنها اليوم، نعيش في فراغ رئاسي ولأشهر طويلة وقد حضرنا الجلسات ولكن غيرنا يقرر الخروج من الجلسة والمطلوب منا ان نبقى، نأتي الى المجلس وننتظر الفريق الآخر ان يتفق على مرشح واحد ليحصل على 65 صوتا".

وتابع: "من اليوم نقول امام الرفاق والاصدقاء سنعطل الانتخابات اذا اراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح حزب الله لست سنوات مقبلة"، مؤكدًا "أننا قبلنا ان نلعب اللعبة الديموقراطية غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتكم. سنعتمد الاسلوب نفسه من دون ان نجر البلاد الى الخراب".

وأردف: " لن ننجر الى السلاح لاننا نعرف قيمة الدم والشهداء والحرب، حزب الكتائب ليس هاوي حرب انما تم جرّه لان الدولة غابت والجيش اختفى، اليوم نريد الدولة والجيش ولكن اذا اقتربوا الى بيوتنا سندافع عن انفسنا. اعتمادنا على الدولة ولكن بيوتنا ليست نزهة".

وختم الجميل:" اريد ان اؤكد لجميع الكتائبيين،  ان هذا الحزب مؤسسة كبيرة قدمت اغلى ما عندها من اجل لبنان، هذا الحزب يتبع قناعاته وقضيته، هو لجميع اللبنانيين الذين يؤمنون بالقيم والمبادئ والانفتاح وحب لبنان ورفاهية الانسان. هذا الحزب مفتوح لكل لبناني يؤمن بهذه القيم وهو ملك الكتائبيين واللبنانيين، من افقر الاحزاب في لبنان لان ليس لدينا الا الخيّرين ولكن هذا فخر ويجعلنا ندافع عن قناعاتنا فحزب الكتائب مؤسسة نحو المستقبل".

7*) الراعي

5 شباط 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان - حريصا الأب فادي تابت، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رابطة خريجي معهد الرسل - جونية وعائلة المرحوم روميو لحود وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة في "أحد الأبرار والصديقي" بعنوان "كنت جائعا فأطعمتموني". قال فيها: "تذكر الكنيسة، في هذا الأحد، وطيلة الأسبوع، الأبرار والصديقين. هي كنيسة الأرض المجاهدة، من أجل بناء ملكوت الله في المجتمع البشري وفي العالم، تكرم كنيسة السماء الممجدة، التي يبلغ معها ملكوت الله ذروة إكتماله. فتستشفعها لكي يسلك أبناؤها وبناتها، الذين في العالم الطريق الذي سلكه القديسون، وهو محبة الأخوة في حاجاتهم، وتسمى "بالمحبة الإجتماعية". وقد تماهى الرب يسوع مع المحتاجين: فإذا جاع أحدهم، جاع هو، وإذا أحد أطعمهم، أطعمه هو، وسماهم "إخوته الصغار". ولذا قال: "كنت جائعا فأطعمتموني" (متى 25: 35)".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، فأرحب بكم جميعا مع تحية خاصة إلى رابطة خريجي معهد الرسل جونيه: إلى مجلسها برئيسها الفخري الأب معين سابا رئيس معهد الرسل، وبرئيسها الأستاذ غسان بلان، وبسائر أعضاء المجلس. ونذكر أعضاء الرابطة، ونصلي لراحة نفوس الذين انتقلوا إلى بيت الآب. تأسست الرابطة سنة 1956 أي منذ 67 سنة. وقد لمع عدد كبير من الخريجين في المجتمع. فكان منهم أساقفة ووزراء ونواب وقضاة ومحامون وأطباء وإعلاميون وعسكريون وسواهم. تميزت الرابطة بوحدتها وبولائها لمعهد الرسل ومساندة طلابه، فتقوم بكثير من المبادرات لهذا الهدف. نتمنى لها دوام الإزدهار والمساعدة الإلهية لتحقيق مقاصدها البناءة. ونحيي أسرة المرحوم روميو لحود الذي سطر صفحات مجيدة في تاريخ الفن المسرحي والإبداع في الغناء والتأليف والتلحين والإنتاج والإخراج. وبذلك حمل إسم لبنان عاليا إلى الدول فكرمته وقدرته بالأوسمة الخمس. لقد ودعناه مع عائلته: إبنته وحفيدته وشقيقه وشقيقتيه وأصدقائه الكثر، بل مع اللبنانيين، منذ ما يزيد على الشهرين. ولكن مهما طال الزمن، يبقى إسم روميو لحود حيا في الذاكرة والقلوب بما ترك من إرث في الفن والإبداع. نصلي في هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه، ولعزاء أسرته ومحبيه".

وتابع: "كنت جائعا فأطعمتموني" يؤكد الرب يسوع أننا في مساء الحياة سندان على المحبة الإجتماعية، التي فصلها على سبيل المثال في ست حالات يمر فيها كل إنسان ويحتاج إلى محبة الناس تجاهه، وفي الوقت عينه هو مدعو ليساعد من هم في إحدى هذه الحاجات. الحالات الست لا تقتصر على الحاجات المادية بل تشمل أيضا تلك الروحية والمعنوية والنفسية والاجتماعية والحقوقية. فالجائع يجوع إلى خبز وطعام، وأيضا إلى كلمة الله والعلم. والعطشان يعطش إلى ماء، وأيضا إلى عدالة وإنصاف وكلمة حق، وإلى غفران ومصالحة. والغريب غريب عن وطنه ومحيطه، وأيضا غريب عن ذاته وداخله، وعن أهل بيته، وعائش في غربة نفسية وعاطفية وسط عائلته ومجتمعه. والعريان يفتقر إلى ثوب ولباس، لكنه أيضا يعرى من كرامته وحسن صيته بالنميمة والسخرية والتجني والافتراء والكلام الكاذب عنه. والمريض مريض في جسده وأعصابه وعقله، وأيضا في انحرافاته المرضية من نوع الانحرافات الجنسية والإدمان على السكر والمخدرات ولعب القمار. والسجين سجين في الأسر وراء القضبان، وأيضا أسير أنانيته وشهواته ونزواته، وأسير مواقفه وآرائه، وفاقد إرادته وقدرته على التمييز باستعباده لأشخاص وإيديولوجيات ومصالح رخيصة لا يميز معها بين الخير والشر، وبين العدل والظلم، وبين الحقيقة والكذب".

وقال: "هذه حالات يمر فيها أو في بعضها كل إنسان كبيرا كان  أم وصغيرا. وهو في حالته هذه من "إخوة يسوع الصغار" (متى 25: 40). ومدعو ليستحضر المسيح في حالته وألمه، ويضمها إلى آلام المسيح فتنال قيمة خلاصية وبعد فداء، على مثال بولس الرسول: "إني أتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح" (كول 1: 24). وعندما يكون، في حالة إيجابية، هو من المدعوين لمساعدة غيره من هؤلاء "الإخوة"، مكرما فيهم شخص المسيح وآلام الفداء الجارية فيهم. عندما تكون أنت "من إخوة يسوع الصغار"، كانت لك نعمة، أما عندما تكون أمام "أخوة يسوع الصغار" الذين يحتاجون إلى محبتك، فهذه لك دعوة ومسؤولية ستدان عليها. وذلك أنها واجب من باب العدل. يقول القديس يوحنا فم الذهب: "إن عدم إشراك الفقراء في خيراتنا الشخصية هو سرقتهم وقتلهم.

“العدل فضلية أخلاقية قوامها إرادة ثابتة وراسخة لإعطاء الله والقريب ما يحق لهما". (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1807). العدل تجاه الله يدعى "فضيلة العبادة"، والعدل تجاه القريب هو احترام حقوق كل شخص، وجعل العلاقات البشرية في إنسجام يعزز الإنصاف والعدل، على أساس من الحقيقة والخير العام (راجع إفتتاحية النهار بقلم المطران كيرللس سليم بستروس: العدل. السبت 4 شباط 2023). إن الأبرار والصديقين الذين تذكرهم الكنيسة اليوم هم الذين عاشوا في هذه الدنيا الحق والعدل تجاه "الأخوة الصغار" الذين يتكلم عنهم المسيح الرب في إنجيل اليوم".

أضاف: "إن حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع، ومن حرمانه الدواء والغذاء، ومن فقدان الحق والعدل، إنما هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب.نعم في خيانة الشعب الذي ائتمنهم على مؤسسات الدولة لكي يحكموا له بالحق والعدل، ويؤمنوا الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل واحد. ذلك أن نواب الأمة بالطاعة العمياء لمرجعياتهم يحجمون عن انتخاب رئيس للجمهورية، ويؤثرون الإنهيار المتفاقم في المؤسسات الدستورية والعامة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوانا الحية على مرارة الهجرة. أليست هذه خيانة عظمى؟ بل جرما عظيما بحق الشعب اللبناني والدولة؟ كيف بإمكانهم أن يغمضوا أعينهم عن رؤية شعبنا الفقير المقهور، وعن رؤية مؤسسات الدولة تتهاوى وتسقط؟ وأن يصموا آذانهم عن صراخ المرضى المحرومين من الدواء وإمكانية الإستشفاء؟ أإلى هذا الحد من الحقد والكيدية بلغ نواب الأمة ومرجعياتهم؟ وما القول عن القضاء، هذا العمود الفقري للدولة؟ الذي يهدم أمام أعيننا من أهل السياسة بتدخلهم وضغوطهم، ومن أهل القضاء أنفسهم المنصاعين لهم؟ هذه كلها نتيجة غياب رأس للدولة".

وتابع: "يتكلمون عن ضرورة الحوار من أجل الوصول إلى مرشح توافقي، فيما البعض يتمسك بمرشحه ويريد فرضه على الآخرين، والبعض الآخر يتمسك بحق النقض ضد ترشيح هذا أو ذاك من الشخصيات المؤهلة وهي عديدة. أول ما يقتضي هذا الحوار، إذا حصل، الإنطلاق أولا من لبنان ووضعه ومن حالة اللبنانيين، ومن ثم البحث عن المرشح الأفضل والأحسن لهذا الظرف. ويقتضي ثانيا التجرد من الأنانية الرامية إلى المصلحة الخاصة. يقول الكاتب والمفكر الفرنسي بسكال: "الأنا ظالم بحد ذاته، إذ إنه يجعل نفسه محور كل شيء، ولا يقبل الآخرين بل يرغب في استعبادهم. فكل أنا هو العدو ويريد أن يتسلط على جميع الناس." (راجع النهار: الإفتتاحية المذكورة)".

وختم: "فلنصل، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، لكي يعضدنا الله جميعا بنعمته لنعيش المحبة الإجتماعية على مثال الأبرار والصديقين ، ولكي يرد الكثيرين إلى الإيمان وقداسة السيرة، فنستحق أن نسبح ونمجد الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

8*) المطران عودة

5 شباط 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كنيسة القديس نيقولاوس.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى عوده عظة جاء فيهاك "باسم الآب والإبن والروح القدس، آمين. بعدما تعرفنا على عشار اسمه زكا، وكيفية اجتهاده ليلتصق بالمسيح، وبعدما رأينا كيف أظهرت الكنعانية الوثنية، غير اليهودية،  إيمانا كبيرا ب «ابن داود» ونالت شفاء ابنتها بنعمة الله، نصل اليوم مع مثل الفريسي والعشار إلى بداية مرحلة التهيئة للصوم الأربعيني المقدس. عندما نسمع مثل الفريسي والعشار نفكر بالكبرياء والتواضع. إذا انطلقنا من معنى كلمة «فريسي» يتجلى أمامنا المعنى الحقيقي لخطيئة الفريسي وذهابه غير مبرر، على عكس العشار الذي برره الله. لا يذكر مثل اليوم أسم الشخصيتين، بل يعطينا الرب صفتين تدلان على عمق كيان من يتحدث عنهما. فالعشار إنسان مكروه جدا لأنه يسرق أبناء شعبه ويجني الأموال الطائلة، ويعتبر عميلا لدى دولة غريبة وثنية مستعمرة. كان أبناء شعبه ينظرون إليه نظرة احتقار وإدانة ويعتبرونه خاطئا كبيرا. أما الفريسي، أي «المعتزل» أو «المبتعد»، فهو الذي أبعد نفسه عن الخطأة. لذلك يقول في صلاته: «أللهم، إني أشكرك لأني لست كسائر الناس الخطفة الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا العشار». شكل الفريسيون جماعة متشددة، متدينة إلى حد التطرف، فرضت على أعضائها الاعتزال عن الناس الذين تعتبرهم خطأة، ودعتهم إلى التمسك التام بالشريعة وفرائضها، كأن يغتسلوا ليكونوا أنقياء، مطبقين حرفية ما جاء على لسان إشعياء النبي القائل: «اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني، كفوا عن فعل الشر» (1: 16). وكان الفريسيون يمتنعون كليا عن العمل يوم السبت، ويؤدون عشر دخلهم للهيكل، ولا يتناولون بعض اللحوم النجسة. هذه الأمور ذكرها الفريسي في صلاته قائلا: «إني أصوم في الأسبوع مرتين وأعشر كل ما هو لي». هنا نتذكر ما حصل مع الرسول بطرس في أعمال الرسل، عندما جاع وغفا فيما كانوا يهيئون له الطعام، فرأى في رؤيا «السماء مفتوحة وإناء نازلا عليه... وكان فيه كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار إليه صوت: قم يا بطرس، إذبح وكل. فقال بطرس: لا يا رب، لأني لم آكل قط شيئا دنسا أو نجسا. فصار إليه صوت ثانية: ما طهره الله لا تدنسه أنت!» (10: 10-15). كأن جواب الرب لبطرس موجه إلى جميع اليهود والفريسيين المتزمتين، كما إلى جماعة من مسيحيي اليوم يظنون أنهم أفضل من سواهم، فقط لأنهم يدعون «مسيحيين»، مع أن كثيرين لا يفعلون ما يطلبه الرب منهم، وأول ذلك أعمال المحبة والرحمة".

وتابع: "الفريسي، في بداية صلاته، وصف نفسه وعمله، ظانا أن عليه تذكير الرب بما يظنها حسناته الشخصية، لكي ينال التبرير. خطيئته الكبرى أنه وضع نفسه في مقابلة مع العشار عندما شكر الله لأنه ليس «مثل هذا العشار». لقد جاء المسيح ليتمم الناموس، لا لينقضه، وربط الناموس بالمحبة التي لا تظهر إلا عبر أعمال يقوم بها الإنسان تجاه أخيه الإنسان. هذا الفريسي الضليع بالشريعة والناموس تعلق بحرفية النص، لكنه رسب في تطبيقه مع أخيه الإنسان المخلوق، مثله، على صورة الله ومثاله، فسقط في خطيئة الكبرياء القاتلة، التي أخرجت آدم وحواء من فردوس النعيم. يعلمنا مثل الفريسي والعشار كيفية الصلاة الحقيقية. لما صلى الفريسي أراد تذكير الله بأنه يطبق الناموس الذي وضعه الله نفسه، لذلك هو يستحق التبرير. يا أحبة، إن الله يعلم كل شيء، خصوصا خطايانا. ولا نحتاج إلى تذكيره بحسناتنا. لكن الإنسان يحتاج دوما إلى تذكر خطاياه والعيش بتوبة واتضاع كما فعل العشار الذي «وقف عن بعد ولم يرد أن يرفع عينيه إلى السماء، بل كان يقرع صدره قائلا: أللهم ارحمني أنا الخاطئ. الفريسي الذي برر نفسه، وحاول تذكير الله بأنه مبعد ذاته عن الخطايا والخطأة، عائش بحسب الناموس، لم يذهب إلى بيته مبررا كالعشار الذي لم ير في ذاته سوى إنسان أنهكته الخطيئة وجاء طالبا الرحمة والخلاص. من هنا نفهم لماذا علمنا الرب يسوع صلاة واحدة وحيدة، هي الصلاة الربانية، التي نطلب فيها قائلين: «واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه». لقد ربط الرب خلاصنا بمعرفتنا لخطايانا الشخصية والاعتراف بها طلبا للمغفرة والرحمة، وبكيفية تعاملنا مع أخينا الإنسان، فصار الآخر مدخلنا إلى الملكوت، الأمر الذي غاب عن بال الفريسي المتزمت والمتعلق بالحرف لا بالروح".

أضاف: "نحن لا نرى حولنا في هذا البلد إلا مسؤولين فريسيين يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم، لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله. على أولئك أن يتذكروا أن خلاصهم مرتبط بخلاص إخوتهم، أبناء شعبهم، وأن القوانين وضعت لتحدد الحقوق والواجبات، ولمحاسبة كل مقصر ومجرم وهارب من العدالة.  الواقع المرير الذي نعيشه سببه الكبرياء والأنانية، أما المحرك فهي الإرتباطات المشبوهة، والمصالح والمكاسب والإنقسامات الطائفية. نحن بحاجة إلى التخلص من بقايا صراعات قضت على سنوات من حياة اللبنانيين وأضاعت آمالهم، وإلى زرع بذار التواضع والمحبة والتفاهم من أجل لبنان جديد قائم على الديمقراطية الحقيقية، مرتكز على المساواة والعدالة وقبول الآخر واحترامه. الكل سينقضي لكن الوطن باق. هل نريده أشلاء وطن يضمحل مع الزمن، أم نريده برعما لمستقبل يعد بالإشراق والإبداع. نحن بحاجة إلى العبور من الظلمات إلى نور الحقيقة. والحقيقة أن التعنت والمكابرة والحقد وتصفية الحسابات لم توصلنا إلا إلى التراجع والإنهيار. حان وقت التعقل والتواضع والعودة إلى الدستور الذي وحده ينظم حياتنا، وليقم كل مسؤول وزعيم ومواطن بواجبه من أجل إنقاذ هذا البلد، كي لا نبكي عليه لاحقا لأننا لم نحسن الحفاظ عليه. لذلك أقول للجميع: أتركوا خلافاتكم وتخلوا عن مصالحكم وتكاتفوا بتواضع ومحبة. الظرف الذي نعيشه استثنائي، وفي الظروف الإستثنائية نحتاج قامات وطنية.  نحن بحاجة إلى الحزم في تطبيق القوانين لكي لا يستقوي أحد، فلا يفلت فاسد أو مستغل أو معطل للعدالة أو مهرب أو مستبد أو مضارب يساهم في انهيار الليرة أكثر فأكثر وفي جوع الناس أكثر. نحن نعيش في اهتراء سياسي وأخلاقي مقلق. استشراء الفوضى والفساد، وانهيار الليرة، وازدياد السرقة كلها عوامل تدل على حجم الخطورة التي بلغها الوضع. ولكي تستقيم الأمور نحن بحاجة إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن".

وسأل: "كيف يتقاعس المجلس النيابي، المؤتمن على تطبيق الدستور، عن انتخاب رئيس؟ وما هي مصلحة المعطلين؟ هل يخدم الفراغ أحدا. وهل يعلي الإنهيار شأن أحد في عيون المواطنين؟ هذا الصراع بين من يريد تطبيق الدستور بحذافيره ومن يفسر الدستور بحسب مصلحته يجب أن ينتهي، وعلى النواب أن يتخطوا خلافاتهم، والقيام بواجبهم حفاظا على ثقة الشعب وعلى دور المجلس النيابي. صلاتي أن يلهم الرب قادة هذا البلد لينصرفوا إلى البنيان، بنيان الثقة بالدولة وفرض هيبتها، بنيان المؤسسات وتفعيل دورها، خاصة الرقابية منها، من أجل فرض المحاسبة وعدم إفلات أي مجرم أو مذنب من العقاب، وأخيرا بنيان المواطن على احترام وطنه والإنتماء إليه وحده والعمل من أجله، بنيانه على المحبة والتسامح وعدم المساومة ورفض الولاءات الحزبية والطائفية على حساب الولاء للوطن".

وختم عوده: "دعوتنا اليوم أن نهرب من تشامخ الفريسي، ونتعلم من اتضاع العشار، حتى نستحق الوصول إلى فرح القيامة البهي، الذي سلبته منا الكبرياء، أم الخطايا، منذ سقوط آدم الأول، آمين».