تقرير أسبوعي دولي - 181-2023

تقرير أسبوعي دولي - 181-2023
الأحد 29 أكتوبر, 2023

 

رقم 181/2023

23-29 تشرين الاول /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

تتفاقم الأزمة السياسية اللبنانية التي أفضت إلى أزمة مالية-اقتصادية غير مسبوقة، وسط تتطوّر الاحداث الأمنية على الحدود الجنوبية مع اسرائيل.

فبالرغم من التصاريح التي تفيد بأن الاشتباكات عبر الحدود لا تزال ضمن "قواعد الاشتباك"، إلا ان المخاوف تتزايد من انفجار الوضع مع ارتفاع وتيرة المعارك في قطاع غزة، والتأكيدات من قرب عملية الاجتياح البري التي وعد بها القادة الاسرائيليين.

الخطورة اليوم على الوضع الداخلي اللبناني تكمن في الانقسام الحاصل بين المؤيّد للحرب والداعي للسلم؛ فالفريق الرافض لإدخال لبنان في المعركة المستعرة في غزة يرتكز في مطالبته هذه، على الدستور والقرارات الدولية وفي مقدمها الـ1701 وعلى وثيقة الوفاق الوطني التي تصون العيش المشترك.

أما الفريق الداعي لخوض المعركة ودعم "حركة حماس" وفتح جبهة جديدة بهدف "تشتيت" تركيز الجيش الاسرائيلي، فهو بذلك يدوس على الدستور  ويخرق القرار 1701 مصادرا قرار الدولة اللبنانية السيادي بالسلم والحرب، كما يعرّض الوحدة الداخلية لخطورة الانفجار، ذلك أن قرار دخو الحرب هذه ليس لبنانيا بل ايرانيا بامتياز.

كما أن هناك خطرا آخر متمثّل بتواطؤ رسمي من الحكومة أو بانسحاب من تحمّل المسؤولية، لحماية المواطن اللبناني مع انجرار البلد إلى أتون الحرب، والحالتين تعبّران عن سقوط الدولة إلى أدنى مراتب تحمّل المسؤولية إذا لم نقل الخيانة.

تأمل أسرة التقرير بأن تكون نتائج الزيارات التي يقوم بها حاليا الرئيس نجيب ميقاتي إلى دول الخليج، والتي بدأها من قطر، إيجابية لجهة دعم لبنان لعدم إدخاله في الصراع، وخاصةً بعد بدء حزب الله حملة سياسية-دبلوماسية تجاه "النظام العربي"، ومع حصول الحزب مجددا على غطاء سياسي داخلي من النائب جبران باسيل لجهة التزامه "قواعد الاشتباك" وضبطه الأحداث على الحدود.

إن أسرة التقرير تهيب بالقوى السياسية المؤمنة بلبنان، مرة جديدة، لرصّ الصفوف في جبهة واحدة لمواجهة هذه الوقاحة واللامسؤولية التي يتصرف بها حزب الله وحلفائه، والتي يمكن أن تعرّض لبنان بنتائجها لخطرٍ وجوديّ!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في ملف الصدامات على الحدود الجنوبية بين الجيش الاسرائيلي من جانب وحزب الله والفصائل الفلسطينية من جانب آخر، أكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم، خلال لقائه منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان يوانا فرونتسكا، حرص لبنان على سلامة اليونيفيل واستمرارها في القيام بالمهام المنوطة بها، شاكراً القوة الدولية على تضحياتها وعلى كل ما قدمته ولا تزال من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وشدد على التزام لبنان القرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701، لافتاً إلى أهمية الحفاظ على الاستقرار في الجنوب في ظل التعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل!! كما اكد وجوب ان يتوقف النزاع وسفك الدماء في غزة والسعي الى حل الصراع في المنطقة على قاعدة  قرارات الأمم المتحدة التي تعالج جذور هذا الصراع! بدورها اكدت فرونتسكا أن الأمم المتحدة ملتزمة مساعدة لبنان في المجالات كافة لا سيما دعم الجيش اللبناني وتمتين التعاون والتنسيق بين وحدات الجيش وقوات اليونيفيل لحماية امن واستقرار لبنان، واشارت الى ان الامم المتحدة تبذل جهودا حثيثة للمساعدة على تجنيب لبنان تداعيات النزاع، وفي هذا الإطار اطلعت وزير الدفاع على الجهود التي تقوم بها الامم المتحدة بهذا الخصوص.

وكانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان قد أكدت قبل لقائها الوزير وفي تصريح لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، أن المنظمة تلتزم بحزم دعم لبنان لحماية أمنه واستقراره في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط  واحدة من أكثر اللحظات حرجًا منذ عقود. وإذ لحظت بـقلق بالغ استمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، أشارت إلى أنه أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بشكل كامل، ودعت لوقف التصعيد وإنهاء العنف واستعادة الهدوء في المنطقة. كما أوضحت أنه على الرغم من الجهود الدولية المشتركة، إلا أن السلام المستدام لا يمكن أن يتأمن إلا من الداخل، لافتة إلى أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي عبر تعزيز وتقوية مؤسسات الدولة، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد للجمهورية دون المزيد من التأخير.

في إطار متابعة المعركة في غزة كما أُعلِن الاسبوع الماضي، استقبل الأمين العام لـحزب الله الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين  زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشيخ صالح العاروري، وتم خلال اللقاء، بحسب بيان صادر دائرة اعلام الحزب، عرض للأحداث الأخيرة في قطاع غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من تطورات على كل صعيد، وكذلك المواجهات القائمة عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وتمّ تقويم للمواقف المتخذة دوليا وإقليميا وما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر والوحشي، على شعبنا المظلوم والصامد في غزة وفي الضفة الغربية، وتمّ الاتفاق على مواصلة التنسيق والمتابعة الدائمة للتطورات بشكل يومي ودائم!

في السياق، ترى أسرة التقرير أن حركة رئيس التيار العوني النائب جبران باسيل تجاه القيادات السياسية التي التقاها هذا الاسبوع ليست أكثر من حركة استعراضية للتأكيد على انتماء التيار لهذا المحور. وقد كان لافتا، وبعد الصدام الشرس مع رئيس مجلس النواب سابقا، كلام باسيل بعد لقائه بري حيث أشار الى أنه لمس وجود تفاهم على مجمل الامور التي طرحها عليه وعنوانها "الوحدة الوطنية وحماية لبنان"، معتبرا أنه من واجب اللبنانيين الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجزرة انسانية كما أكد على حق لبنان بالدفاع عن نفسه في وجه أي اعتداء اسرائيلي، مشيرا الى انه لا يمكن جر لبنان الى حرب إلا إذا اعتدى العدو الاسرائيلي عندها سنضطر للدفاع عن أنفسنا!

من جانبه، اشار رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية بعد لقائه رئيس باسيل، الى ان لبنان اهم من الرئاسة وهم متفاهمون بنسبة كبيرة، وقال انهما اكدا حرصهما على البلد، والمقاومة اظهرت حرصا على لبنان وهو لا يستطيع المزايدة على المقاومة في هذا الموضوع، كما انهم لا يحرصون على لبنان أكثر من حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عليه، وباسيل معهم!!

من جانب آخر، قالت السفارة الاميركية في بيروت ان وزارة الخارجية توصي المواطنين الأميركيين في لبنان بالمغادرة الآن، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة، وذلك بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به، واضافت انه ليس هناك ما يضمن أن الحكومة الأميركية ستقوم بإجلاء المواطنين الأميركيين وأفراد أسرهم في حالة الأزمات.

في ملف منفصل، أصدر القضاء اللبناني قرارا يقضي بأن يخلي القطب السابق لصناعة السيارات كارلوس غصن منزله في لبنان بموجب دعوى قضائية ضده قبل أربع سنوات. وقال مصدر قضائي، السبت، إن المنزل، وقيمته 19 مليون دولار، مسجّل باسم شركة "فونيوس" اللبنانية، التي اتهمت غصن بالتعدي على أملاك خاصة، والسكن في المنزل من دون مسوّغ قانوني. وكانت شركة "فوينوس" المرتبطة بشركة نيسان للسيارات، قد تقدمت في العام 2019، بدعوى قضائية حول ملكية المنزل، وذلك بعد ان انتقل غصن إلى لبنان بعد فراره من اليابان. وتبين، وفق القرار القضائي، أن غصن شغل المنزل بموافقة الجهة المدعية وبمناسبة العلاقة العقدية التي ربطت بين غصن وشركة نيسان، إلا أنه بانقضاء هذه العلاقة وإعراب المدعية عن رغبتها في استرداد العقار يصبح استمرار الجهة المدعى عليها بهذا الإشغال فاقدا لمسوغه القانوني.

يذكر انه صدرت بحق غصن مذكرات توقيف عدة إن كان في اليابان أو فرنسا التي يحقق القضاء فيها أيضا بعقود مبرمة مع شركة تابعة لتحالف رينو-نيسان وأخرى حول أصول شركات وتبييض أموال.

 

في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، الى ان الضرورة العليا للبنان تفترض حسم الملف الرئاسي بأسرع وقت ممكن، والحل بالتعامل مع التسوية الرئاسية كعائلة سياسية واحدة بعيدا من لعنة السفارات! واكد ان لبنان ككيان قلعة صمود استراتيجي، والمقاومة التي تتصيّد الترسانة الإسرائيلية بطريقة صادمة تقدّم دماء شهدائها قربانا للبنان الدولة والسلم الأهلي والشراكة الوطنية، وعينها على حماية الدولة ومؤسساتها من بالوعة الفراغ، ولعبة السفارات وجواسيس الجمعيات الدولية وسواترها!!

في سياق دعم منظمة حماس في حربها، التقى وفد من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي في الجمهورية الاسلامية الايرانية ممثلين عن الفصائل والقوى والشخصيات الفلسطينية، في مقر السفارة الايرانية في بيروت، بحضور سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان مجتبى أماني وأركان السفارة.

إلى ذلك، أكد النائب حسن فضل الله أن المعركة التي نخوضها على الحدود مع العدو الاسرائيلي بمقدار ما هي دفاع عن البلد لحمايته من الأخطار المحدقة به، فإنها أيضا معركة لإفهام هذا العدو أن يده الملطخة بدماء الأطفال في غزة ليست مطلقة في هذا الزمن لرسم صورة المنطقة كما يشتهي، وأن إعادة التاريخ إلى زمن النكبة لن يتكرر، لأن هناك مقاومة في لبنان وفي فلسطين مصممة على الدفاع عن الوجود والحاضر والمستقبل.

من جانبه، أكد الشيخ نبيل قاووق، أن المقاومة في الجنوب تحمي أهلها وتنتصر لغزة ب"أقدس دمائها"، وهي فرضت معركة على امتداد الحدود، واستنزافاً حقيقياً على جيش العدو، اضطر من خلاله لإغلاق المواقع والمستوطنات وإبقاء كل شمال فلسطين المحتلة في حالة قلق وخوف فضلاً عن لجوء المستوطنين إلى الملاجئ(!!). ولفت الى أن أميركا "قلقة" من نوايا وقرار حزب الله، وهذا خبر جيد والمطلوب أن لا تطمئن أميركا لموقف الحزب، مشيرا الى ان العدوان الإسرائيلي على غزة أثبت مجدداً أن أميركا هي الشيطان الأكبر، لأنها هي التي تقود المعركة والعدوان على غزة.

في حين رأى النائب حسن فضل الله أن المعركة على الحدود اللبنانية الفلسطينية هي اليوم معركة دفاعية عن لبنان، وشهداؤها على طريق القدس يضحون من أجل بلدهم وشعبهم ومستقبل أمتهم، وما يتحقق من نتائج له تأثيراته الكبيرة على المجريات الميدانية في غزة، ويفرض معادلات جديدة سواء داخل فلسطين أو في لبنان!

في سياق متصل، وكما أشرنا سابقا عن الدور الذي يلعبه اللواء عباس ابراهيم مؤخرا، زار اللواء العاصمة الايطالية بناء على دعوة تلقاها قبل ايام، وتركزت المشاورات على الحرب في غزة والتطورات على جبهة الجنوب اللبناني خصوصا بعد الاعتداءات الاسرائيلية والمواجهات بين العدو الاسرائيلي من جهة والجيش اللبناني والمقاومة من جهة اخرى. وتأتي الزيارة استكمالا للقاءات عقدها اللواء ابراهيم في مكتبه مع سفراء أجانب!

إلى ذلك، استقبل اللواء عباس إبراهيم في مكتبه الاحد، سفير مملكة النرويج مارتن يترفيك، وبحث معه آخر المستجدات والتطورات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة. كما كان بحث في تطورات الأوضاع العسكرية والسياسية في قطاع غزة!

أما النائب جبران باسيل، فقد رأى أن إسرائيل لم تكن يوما بحاجة الى عذر لتعتدي على لبنان، و7 تشرين الأول سيفرض معادلة جديدة، والخسارة سُجلت على اسرائيل بعدما كُرِّست في حرب تموز وبدأت في الـ 2008، معتبرا أن لا حل إلا بالدولتين! وأشار إلى أن المقاومة يمكن أن لا تكون نقيضا لموضوع التحييد بل مكملة له، نحن نريد ان نكون بحالة دفاع عن النفس لا هجوم! فمزارع شبعا أرض لبنانية محتلة وقد أكد حزب الله بعملياته فيها حق لبنان باسترجاع أرضه وسقط له شهداء وهو يلتزم بقواعد الاشتباك!! كما أشار إلى أن في غزة حقل غاز مكتشف، فلبنان وفلسطين وسوريا بنفس الحوض الجيولوجي لكنهم ممنوعون من الاستخراج! داعيا أن تكون أولى نتائج الحرب أن يختلف موقع لبنان التفاوضي بموضوع الغاز كي لا "نقف بالدور"، فهناك تأخير متعمد، ويجب تأكيد معادلة رفض استفادة اسرائيل من غازها بينما يتم تأخير استخراج الغاز من لبنان!! وأردف انه لا يمكن إلا احترام الشهادة وشهداء حزب الله لبنانيون، وعندما يدعو أحدهم الجيش كي يسحب ما يسميه المسلحين في هذه المرحلة فكأنه يدعو اسرائيل لتجتاح لبنان! وقال ان حماس لديها بنيتها داخل فلسطين فلتستخدمها داخل فلسطين هي أو غيرها، وتجربة "فتح لاند" مرفوضة ولا يجب تكرارها، وما يجري لا يزال تحت السقف وحزب الله يضبط الأمر!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: في يوم 23 تشرين الأول 1983، تعرّضت القوة المتعدّدة الجنسيات إلى إعتداء وقّعه آنذاك "الجهاد الإسلامي"، وأدّى الى مقتل جنود أميركيين وفرنسيين في محاولة لإخراج أميركا من المنطقة، اليوم وبعد أربعين عاماً، عادت البوارج الأميركية إلى المنطقة ومعها عادت المنطقة إلى تأجيج التطرُّف في إسرائيل وفلسطين، وعاد الإنقسام الحاد بين الغرب والعالم العربي. إنّ المجتمعين، ومن أجل حماية لبنان، يؤكّدون على التالي: 1- رفض مقولة قواعد الإشتباك التي حلّت مكان القرار 1701 في الإعلام وفي السياسة وحتى في كلام الحكومة الرسمية. كما رفض استبدال القرار 1701 بحماية "حزب الله" و"حماس" و"الفصائل الفلسطينية" للبنان. 2- رفض انتظار القوى السياسية نتيجة الأحداث للتكيّف معها والمبادرة الى التضامن السلمي من أجل أمن لبنان واستقلاله وسلامه. 3- التوجّه الى الإعتدال العربي بدءاً بالسلطة الفلسطينية والمبادرة تجاه كلّ العرب للمطالبة بقيام الدولتين. 4- إتهام إيران بمصادرة القرار العربي في المنطقة وتحميلها مسؤولية انفجار لبنان من خلال تحريك الفصائل، وبالتحديد "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي". (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية - المكتب السياسي: جدد التحذير من المغامرة بلبنان ومصيره وإدخاله حربا لا علاقة له بها ولا قدرة له على تحمل أوزارها أو تبعاتها، معتبرا أن كل العمليات التي تنطلق من أرض الجنوب على يد فصائل لبنانية وغير لبنانية تأتي من خارج سياق احترام سيادة البلد - اعتبر أن تمنع الحكومة عن ضبط حدود لبنان والدفاع عن حصرية حق الدولة بقرار السلم والحرب وضمان التزام القرار 1701 يضع لبنان في عين العاصفة – رفض التحركات الهمجية التي عكستها التظاهرات التي حصلت أمام بعض السفارات، لا سيما السفارة الأميركية، لافتا إلى أن الهدف من وراء هذا التحرك لم يكن التضامن مع الشعب الفلسطيني بقدر ما كان نشر الفوضى وأعمال الشغب، وحذر من تكرار أعمال كهذه، مهيبا بالقوى الأمنية التشدد في منعها. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • لبنان القوي - التيار العوني: دان التكتل الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد الجنوب اللبناني، محذرا من مخاطر التمادي الإسرائيلي في الحرب إستنادا الى غطاء من بعض الدول التي عبرت عن نفسها في هذا الخصوص - دعا الى بلورة موقف وطني في ضوء الجولة التشاورية التي يقوم بها الوزير باسيل على القيادات السياسية، معتبرا أن حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم وإستقرارهم مقدس أيضا، رافضا بالمقابل، أي عمل من شأنه استدراج الحرب الى لبنان وبالتالي ضرورة رفض ومنع استخدام أرضه كمنطلق لعمليات ضد إسرائيل والتقيد بدعم المقاومة في حال اعتدت إسرائيل على لبنان! - جدد التحذير من مخاطر وجود النازحين السوريين في لبنان وتدفق المزيد منهم، محملا كافة المسؤولين السياسيين والأمنيين، مسؤولية عدم القيام بما يجب لوقف موجة النزوح الجديدة! (ملحق رقم 3*- بيان)
  • الوطنيين الاحرار - المجلس السياسي: ناقش تصاعد وتيرة الاشتباكات الخطيرة عند الحدود الجنوبية، كامتداد لاحداث غزة ووحدة الساحات، وكرر التمسك بـمطالبته المبدئية بتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية، حماية له ولجميع المواطنين، وبخاصة تحييده عن الصراع الإقليمي المستجد منذ 7 الحالي، مسجلا رفضه القاطع للاستفزازات التي تهدف الى تبرير العمل المسلح غير الشرعي، وتغيير قواعد الإشتباك في الجنوب، داعيا الى احترام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمها القرار 1701، بما يلحظه من ضبط الأمن على طول الخط الأزرق بالتعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وذلك لتجنيب لبنان الإنزلاق نحو حرب عبثية – لفت الى ان الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، على ضرورتها وأحقيتها، لا تعدو كونها ملهاة في ظل الأوضاع الاقليمية المتفجرة، ولا تهدف راهنا إلا الى تعمية الرأي العام عما يجري في الجنوب من انتهاك للسيادة الوطنية. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • البطريرك الراعي: لا عظة.
  • الميتروبوليت الياس عودة: فيما يعيش عالمنا بعيداً من القداسة بشاعة الحروب وقِلّة الإيمان، وانعِدام الإنسانيّةِ، وفي ظل صمت العالم عَن كل ما يجري في هذه المنطقةِ من تنكيل بالمدَنيين الأبرياء، أملنا أنْ يَتوقّفَ القِتال ويعلو صوت الضميرِ عند قادة العالم، وأن تـتغَـلَب الحكمةُ عند من في يَدهم الأمر عندنا، وأن يتوافق جميع المعنيّين من مسـؤولين وسياسيين وقادة وزعـماءَ عـلى رفض الحربِ وإبعادِ لبنان عَـن هذا الصراع، وعلى تحصينه بالإسراعِ بانتخاب رئيسٍ وتشكيـلِ حكومةٍ يتولَّيان قيادة البلـد إلى ما فيه خيرُه وسلامةُ شعـبِه.  كمـا نُناشِدُ حُكّامَ العالمِ، وخصوصاً مَن يحمل منهم لواء الدفاعِ عَن حقوق الإنسان، أن يَعـمَلوا على وَقْف الحرب وإسعاف الجرحى وإيـواء المُشرَّدين وإيجاد حلّ عادل لقضيةٍ طال الاستهتار بها. (ملحق رقم 5*- عظة)

 

  1. في الشأن السوري

في الملف الامني، للمرة الثانية خلال أيام، خرج مطارا دمشق وحلب، المطاران الرئيسيان في سوريا عن الخدمة الأحد الماضي، جراء تعرضهما لقصف إسرائيلي متزامن ما أدى لمقتل مدني، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، كما أعلنت وزارة النقل تحويل الرحلات الجوية من المنشأتين إلى مطار اللاذقية الدولي. وقد أدى القصف وفق مصدر عسكري، إلى مقتل عامل مدني في مطار دمشق وإصابة عامل آخر بجروح وإلحاق أضرار مادية بمهابط المطارين أدت إلى خروجهما من الخدمة.

وفي السياق، استبعد رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في البرلمان السوري، بطرس مرجانة، أن تقدِم دمشق في الوقت الحالي على عمل عسكري ضد إسرائيل، مؤكدا أن بلاده تحتفظ بحق الرد على تلك الهجمات، وموضحا أن الجانب السوري لجأ إلى المسار الدبلوماسي في قضية قصف المطارات، حيث توجهت وزارة الخارجية السورية إلى الأمم المتحدة وأرسلت العديد من الكتب (الخطابات) لحل هذه المعضلة.

من جانب آخر، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، أن قوات للولايات المتحدة وللحلفاء في العراق وسوريا استُهدفت 13 مرة على الأقل الأسبوع الماضي بمسيّرات وصواريخ. وأفادت القيادة المركزية الأميركية أن 24 عسكريا أميركيا أصيبوا الأسبوع الماضي في هجمات بطائرات مسيرة على قواعد أميركية في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن الإصابات طفيفة. وقال المتحدث باسم البنتاغون البريغادير جنرال بات رايدر إنه بين 17 أكتوبر و24 منه، هوجمت القوات الأميركية وقوات التحالف 10 مرات منفصلة على الأقل في العراق وثلاث مرات منفصلة في سوريا. ويأتي هذا التصعيد على خلفية الحرب التي انفجرت بين الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين بعد هجوم حماس في 7 اكتوبر الحالي.

وفي هذا السياق، شهدت "قاعدة الشدادي" في الحسكة السورية محاولة اعتداء جديدة، حيث أعلن فصيل عراقي يحمل اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" يوم الخميس، استهداف القاعدة التي تضم قوات أميركية، برشقة صاروخية أصابت أهدافها بشكل مباشر، بحسب بيانه، واصفا القاعدة بالمحتلة من قبل الأميركيين. وكان هذا الفصيل أعلن في وقت سابق أيضا، استهداف قاعدة عين الأسد في مدينة الأنبار غرب العراق، بطائرة مسيّرة.

وبعد إعلان وزير الدفاع الأميركي مساء الخميس أن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد منشأتين يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني في شرق سوريا، حيث أفاد أوستن في بيان إن الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة هجمات مستمرة وغير ناجحة في معظمها ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا من جانب ميليشيات مدعومة من إيران بدأت في 17 أكتوبر، وجه البنتاغون رسالة حاسمة. فقد أكد مسؤول أميركي رفيع في وزارة الدفاع أن طهران مسؤولة عن الضربات التي ينفذها وكلاؤها ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، وأوضح أن الضربات الجوية الأميركية في سوريا استهدفت مستودعات أسلحة وذخيرة عبر استخدام طائرات إف-16، مشيرا إلى أن بلاده لم تنسق الضربات في سوريا مع إسرائيل. يشار إلى أن وزير الدفاع الاميركي كان قد أشار إلى أن أن بلاده لا تسعى للصراع "وليست لديها نية للانخراط في أي عداءات أخرى"، مضيفا أن هجمات اليوم "منفصلة عن الصراع" بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ولا تشكل تحولا في نهج بلاده تجاه هذا الصراع.

وفي سياق متصل، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في ريف درعا إلى 11 من العسكريين السوريين بينهم 4 ضباط، وأضاف أن ما لا يقل عن 10 آخرين أصيبوا بجروح جراء القصف الجوي الإسرائيلي بعد منتصف ليل الثلاثاء، على كتيبة الرادار بمحيط بلدة قرفا، واللواء 12 بمنطقة ازرع بريف درعا الشمالي، والتي طالت مستودعات للصواريخ والسلاح ورادار للدفاعات الجوية، ما أدى لتدميرها. وكانت إسرائيل استهدفت بأكثر من 7 صواريخ سرية عابدين العسكرية الواقعة بين قريتي عابدين وجملة في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من محافظة درعا، والتي تعتبر إحدى المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام السوري القريبة من الجولان.

 

  1. في الشأن الليبي

طالب 57 حزباً سياسياً ليبياً، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتطوير ورفع مستوى أداء البعثة الأممية إلى ليبيا ما يتلاءم مع حجم التحديات التي تواجهها البلاد. جاء ذلك في رسالة وجهتها الأحزاب إلى غوتيريش، انتقدوا خلالها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي ومواقفه وتحركاته الأخيرة.

واعتبرت الأحزاب أنّ أداء البعثة أصبح يفقد زخمه وتأثيره رغم محاولاتها المتواضعة لإيجاد مخرج للانسداد السياسي في ليبيا، معتبرين أنّ ذلك ينذر في ظل التطورات الأخيرة بعواقب وخيمة حال استمرارها بنفس درجة الأداء حاليا، معبّرين عن مخاوفهم من تحوّل البعثة إلى أداة لخدمة مصالح المتمسكين بالبقاء في السلطة لفترة أطول. كما ودعت إلى إعادة الزخم للعمل في المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي حققت البعثة تقدما فيها خلال السنوات الماضية، وإشراك الخبراء والمختصين الليبيين أصحاب القضية والمصلحة في هذا الشأن، وإضافة مسـار رابع يتعلق ببناء الحكم المحلي. إلى ذلك، طالبت الأحزاب الأمم المتحدّة بوقفة حازمة وحاسمة لإنجاز الانتخابات وفق قوانين توافقية لتفادي تدهور الأوضاع أكثر.

وخلال الفترة الأخيرة، توّترت العلاقات بين المبعوث الأممي إلى ليبيا باتيلي وعدد من الأطراف السياسية خاصة في الشرق الليبي، على خلفية تحفظّه على القوانين الانتخابية التي صادق عليها البرلمان، وهو ما اعتبر من جانب الأخير تدخلاّ في الشأن الليبي ومحاولة لعرقلة الانتخابات، كما ظهرت دعوات تطالب برحيله.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

قالت إسرائيل إن قواتها البرية توغلت داخل غزة ليلة الاربعاء، لمهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس، كما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تستعد لاجتياح بري قد يكون واحدا من عدة اجتياحات للقطاع.

من جانب آخر، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الجمعة، قرارا غير ملزم أيده على وقع التصفيق 120 عضوا وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا في الجمعية العامة. وكان من بين الدول الممتنعة عن التصويت تونس والعراق، وطلب القرار الذي أعده الأردن، باسم المجموعة العربية التي تضم 22 بلدا، هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية. وكانت الصيغة السابقة للقرار تطالب بـ"\وقف فوري لإطلاق النار، في حين فشلت محاولة بقيادة كندا لتعديل القرار ليشمل رفضا وتنديدا بهجمات حماس الإرهابية واحتجازها للرهائن، في الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة.

في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن ممثلين لإيران وحماس موجودون في موسكو الخميس لإجراء مباحثات، وأن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري موجود أيضا في العاصمة الروسية، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية قبل نحو ثلاثة أسابيع. ولم تقدّم زاخاروفا تفاصيل بشأن جدول أعمال المباحثات أو مضمونها. إلا أن مصدرا دبلوماسيا روسيا أكد في وقت لاحق لوكالات الأنباء المحلية، أن اللقاء مع وفد حماس، تمحور حول الرهائن الذين احتجزتهم الحركة، وبينهم أجانب، خلال هجومها غير المسبوق ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر. وأشار الى أن موسكو أكدت لوفد الحركة ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن الأجانب في قطاع غزة، وتطرقت إلى المسائل المرتبطة بإجلاء الرعايا الروس والأجانب الآخرين من القطاع الفلسطيني. من جهته، بحث باقري مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف التصعيد غير المسبوق للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وتم التأكيد على ضرورة وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة ومحيطه، وتقديم مساعدات إنسانية سريعا للسكان الفلسطينيين المتضرّرين، بحسب وزارة الخارجية الروسية. كما شدّدت الخارجية الروسية في بيانها على أن موسكو وطهران لا تزالان عازمتين على مواصلة التنسيق الوثيق للجهود الرامية إلى استقرار الوضع في الشرق الأوسط!!

الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كثف ضرباته على قطاع غزة، وأكد متحدث باسمه مقتل عشرات من مقاتلي حماس.

يشار إلى أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر 6546 شخصا وإصابة أكثر 17400 آخرين، حتى يوم الجمعة، في حين قال الصليب الأحمر، إن الوضع الإنساني في غزة يتعقد مع مرور كل يوم.

 

  1. 5. في الشأن العراقي

أعربت الحكومة العراقية الاثنين عن رفضها لهجمات استهدفت في الأيام الأخيرة قواعد تضمّ قوات أميركية، ازدادت وتيرتها بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، وقال المتحدّث باسم القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في بيان أن العراق يرفض الهجمات التي تستهدف القواعد العراقية والتي تضمّ مقرات مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق، بدعوة رسمية من قبل الحكومة. كما أضاف أن السوداني أمر الأجهزة الأمنية كافة للقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وتعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات.

الى ذلك، أمرت الولايات المتحدة الجمعة بإجلاء الطواقم غير الأساسية من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل في إقليم كردستان العراق.

وتحظى الحكومة العراقية بدعم أحزاب موالية لإيران. ونددت بغداد بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة. لكن بغداد تحاول أن توازن كذلك في علاقتها بالولايات المتحدة التي تنشر 2500 جندي في العراق يؤدون مهام تدريبية واستشارية للقوات العراقية.

في السياق، دعت الولايات المتحدة العراق، يوم الثلاثاء، إلى ملاحقة منفذي الهجمات التي استهدفت في الأيام الأخيرة قواعد تضم جنودا أميركيين على أراضيه، على ما أفادت وزارة الخارجية. وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، رحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برفض بغداد لهذه الهجمات وحث رئيس الوزراء على ملاحقة المنفذين واحترام التعهد الذي قطعه العراق بضمان أمن هذه المنشآت، على ما أوضح الناطق باسم الوزارة ماثيو ميلر في بيان.

 

  1. 6. في الشأن اليمني

جدد رئيس مجلس الرئاسة اليمني رشاد العليمي، الثلاثاء، التأكيد على التزام الدولة بتحمل مسؤولياتها في إغاثة المنكوبين، وتحسين استجاباتها للكوارث الطبيعية، غداة دخول محافظات البلاد الشرقية ضمن تأثيرات الإعصار المداري "تيج" الذي خلف أضرارا فادحة في الممتلكات العامة والخاصة والأراضي الزراعية. وثمّن العليمي التدخلات الإنسانية العاجلة من الأشقاء في السعودية الذين لطالما كانوا في موعدهم إلى جانب الشعب اليمني في مختلف الظروف، كما دعا كافة الفاعلين الإقليميين والدوليين، والقطاع الخاص الوطني للتخفيف من وطأة الكارثة.

في السياق، كشفت الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، تفاصيل عن إعصار "تيج" الذي ضرب مؤخراً عددا من المحافظات جنوبي شرق اليمن، وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) في تحديث مقتضب، إن الإعصار تسبب بمقتل وإصابة 42 شخصاً، ونزوح 13,300 شخص بينهم 6,916 طفلا، وهو ما يمثل 52% من إجمالي النازحين وتضرر مئات المنازل. وأوضحت المنظمة أنها قامت بتجهيز الإمدادات الطبية والتغذوية الأساسية لضمان استمرارية الخدمة والاستجابة لاحتياجات المتضررين جراء الإعصار في المحافظات الثلاث، المهرة، حضرموت وأرخبيل سقطرى.

في ملف الازمة السياسية، جدد مجلس الوزراء اليمني، الثلاثاء، تمسك الدولة والحكومة بخيار السلام العادل والتعاطي الجاد مع كافة المبادرات والجهود في إطار المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليا والمؤيدة إقليميا ودوليا. وتطرق مجلس الوزراء في اجتماعه بالعاصمة المؤقتة عدن، إلى مستجدات العملية السياسية على ضوء استمرار الجهود الحميدة للجانبين في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، من أجل تجديد الهدنة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن لليمنيين جميعا استعادة الأمن والاستقرار، والسلام، والتنمية، مؤكدا أن هذه الجهود تقابلها ميليشيا الحوثي بالمزيد من التعنت.

من جانب آخر، توفي موظف في منظمة دولية في سجون ميليشيا الحوثي بعد 50 يوماً على اختطافه من شارع عام بالعاصمة اليمنية صنعاء، في شاهد جديد على ممارسات الميليشيا في سجونها. وقالت مصادر من أسرة الضحية، إن الشاب هشام الحكيمي مسؤول الأمن في مكتب منظمة "سيف ذا شيلدرن" باليمن، توفي في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي بصنعاء، وأضافت أن الميليشيا اتصلت مساء الثلاثاء، بأسرة الحكيمي لتسلم جثمانه، وأخبرتهم أنه توفي داخل السجن، دون مزيد من التفاصيل حول أسباب وفاته. ووفقا للمصادر، فقد رفضت أسرة الشاب تسلم جثمانه، وطالبت بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محام للدفاع عنه منذ اعتقاله.

يذكر أن منظمات حقوقية يمنية سجلت عشرات الضحايا ممن قضوا في سجون الميليشيا، ترجع هذه المنظمات أسباب وفاتهم إلى التعذيب الذي يتعرضون له في تلك السجون.

 

  1. 7. في الشأن المصري

جدد الرئيس المصري بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي في القاهرة، الأربعاء، تأكيده إن مصر لن تسمح بأي نزوح نحو أراضيها، في إشارة لدفع سكان شمال غزة للتحرك جنوبا تحت تهديد القصف الإسرائيلي. وأوضح السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون أن الهدف المعلن إسرائيليا بتصفية حماس يتطلب سنوات طويلة جدا، محذرا من أن الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة قد ينتج عنه سقوط ضحايا كثيرين جدا في صفوف المدنيين. وذكر أن ممارسات إسرائيل خلال السنوات الماضية فيما يخص المسجد الأقصى والتوسع الاستيطاني كانت تغذية لحالة الكراهية والغضب التي نشهدها اليوم. إلى ذلك، أكد أن حل القضية الفلسطينية سينعكس إيجابا على المنطقة، كاشفا أن القاهرة تعمل على إطلاق مزيد من الأسرى المحتجزين لدى حماس، كما دان كل الأفعال التي تمس جميع المدنيين، مضيفا انه يجب التعامل معها بمعيار واحد. 

ومن جانبه، أعلن ماكرون عن بذل كل الجهود لتفادي التصعيد في غزة، مشيرا إلى أنه لا يرى أي مبرر لهجوم حماس على إسرائيل، وأضاف ان هناك مسعى لمبادرة أمن وسلام تجنب المزيد من التصعيد، موضحا أن فكرة حل الدولتين لم يعف عليها الزمن. كما أشار إلى أن المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل إلى غزة دون عوائق، مشددا على ضرورة إيصال إمدادات الوقود إلى المستشفيات، وأفاد إن سفينة تابعة للبحرية الفرنسية ستصل قريبا للمساعدة في تقديم الدعم لمستشفيات غزة، وستصل طائرة إلى مصر محملة بإمدادات أساسية. وقد وصل ماكرون القاهرة قادما من الأردن، حيث عقد اجتماعاً مع العاهل الأردني في عمّان، حول الموقف في غزة. وحذّر الملك خلال اللقاء، من استمرار الحرب على قطاع غزة الذي قد يدفع إلى انفجار الأوضاع بالمنطقة.

في السياق، وبعد تعرضها لـ3 ضربات متتالية على مدار الأيام الماضية على خلفية الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، كشف المتحدث العسكري المصري ليل الجمعة، تفاصيل استهداف أراض مصرية في نويبع وطابا، وأكد أن نتائج التحقيقات وتحليل وجمع المعلومات كشفت أن طائرتين موجهتين بدون طيار قدمتا من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال، حيث تم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري بمنطقة خليج العقبة، ما أسفر عن سقوط بعض حطامها بمنطقة غير مأهولة بالسكان بنويبع إضافة إلى سقوط الأخرى بطابا.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي ضربت مصر، أطلقتها جماعة الحوثي على إسرائيل. أتى الإعلان الإسرائيلي بعدما أجرى مسؤولون مصريون اتصالات مع كافة الأطراف المعنية، للتأكيد على أن القاهرة لن تسمح بجرها إلى مستنقع التصعيد، ولن تسمح بتهديد أمنها.

في الملفات الداخلية، قرر المجلس القومي للأجور، زيادة الحد الأدني لرواتب العاملين في القطاع الخاص إلى 3500 جنيه (113.2 دولار) بدلاً من 3000 جنيه (97 دولار)، على أن تُطبق تلك الزياده اعتبارا من يناير 2024 المُقبل، دون استثناءات. كما قرر المجلس رفع العلاوة الدورية السنوية (بما لا يقل عن 3 بالمئة من أجر الإشتراك التأميني) إلى 200 جنيه، بدلاً من 100 جنيه كحدِ أدنى.

وذكرت وزارة العمل، أنه بهذا القرار الجديد يكون الحد الأدني للأجور قد شهد ارتفاعات متواصلة ومتواكبة مع التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم أجمع، خاصة خلال العامين الماضيين، حيث ارتفع من 2400 في يناير 2022، إلى 3500 بداية من 2024.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد في هذا الملف لهذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة  

لا تطورات هذا الاسبوع.

 

  1. 8. في الشأن الخليجي

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الخميس، إن مشروع القرار العربي المقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عليه يدعو لوقف الحرب على غزة، وأضاف انهم يأملون في إقرار المشروع في الأمم المتحدة، حيث ان الأحداث الجارية في غزة تتطلب من الجميع التحدث بصراحة. وقد أشار الى ان المجموعة تعمل بشكل مستمر ومع الجميع من أجل أن تصوت الجمعية العامة لهذا القرار الذي يعكس مبادئ الأمم المتحدة في وقف الحرب وحماية المدنيين وإيصال المساعدات، ولفت الى ان القرار يدعو إلى أن نقف مع الحق الفلسطينيين على العيش بسلام ووقف هذه الحرب الكارثية التي تهدد بحرب إقليمية أوسع.

وكان وزراء خارجية كل من الإمارات والأردن والسعودية وعمان وقطر والكويت ومصر والمغرب، قد أصدروا الخميس، بيانا، في أعقاب "قمة القاهرة للسلام" التي عقدت في القاهرة يوم 21 أكتوبر، أكد إدانة ورفض استهداف المدنيين، وكافة أعمال العنف والإرهاب ضدهم، وجميع الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل أي طرف، بما في ذلك استهداف البنية التحتية والمُنشآت المدنية. كما ندد البيان  بالتهجير القسري الفردي أو الجماعي، وكذلك سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين في غزة.

في سياق متصل، وفيما تلعب قطر منذ سنوات دوراً في الوساطة مع حركة حماس، كشف مسؤول أميركي كبير، يوم الجمعة، إن الدوحة أبلغت الولايات المتحدة بأنها منفتحة على إعادة النظر في وجود الحركة الفلسطينية على أراضيها بمجرد حل أزمة الأسرى الذين احتجزتهم كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، داخل قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر. كما ذكر المسؤول أنه تم التوصل إلى هذا التفاهم خلال اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارة بلينكن للدوحة في وقت سابق من هذا الشهر.

في الملف الاقتصادي، أغلقت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج على تراجع، يوم الخميس، مع استمرار انخفاض المعنويات في ظل المخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة ومن بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة. وتراجع مؤشر دبي 1.5% مع انخفاض سهم بنك الإمارات دبي الوطني، وبصورة أقل، انخفض المؤشر السعودي 0.9% مع هبوط سهم شركة معادن. وخارج منطقة الخليج، ارتفع مؤشر الأسهم القيادية في مصر 0.6%.

في شأن الامارات العربية المتحدة

ضخت البنوك العاملة في الإمارات نحو 74 مليار درهم (20.1 مليار دولار)، تمويلات وتسهيلات جديدة خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، وفق أحدث إحصائيات مصرف الإمارات المركزي ليوم الاربعاء. كما تجاوزت استثمارات البنوك، حاجز 580 مليار درهم (158 مليار دولار) في نهاية أغسطس الماضي، محققة أعلى مستوى في تاريخها على أساس سنوي بنسبة 19.5 بالمئة.

من جانب آخر، رسّخت دولة الإمارات مكانتها كوجهة مفضلة لسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، وغدت جسراً يربط بين الشرق والغرب وواحدة من الوجهات الرئيسية المفضلة على مستوى العالم في هذا النوع من السياحة، نتيجة السمعة العالمية التي اكتسبتها في هذا المجال، وتطويرها الدائم للمقاصد السياحية. وتشكِّل استضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في "مدينة إكسبو دبي"، نقلة نوعية للسياحة في دولة الإمارات، حيث يفتح المؤتمر الأبواب واسعة أمام محبي السياحة بشكل عام والسياحة البيئية والمستدامة بشكل خاص.

وفي ملف حرب غزة، دانت دولة الإمارات العمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، معربة عن قلقها البالغ جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين، وشددت وزارة الخارجية الإماراتية على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية مؤكدة أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، والمعاهدات الدولية التي تضمن حمايتهم وحقوق الإنسان وضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع.

في الشأن السعودي

توقع وزير المالية السعودي نمو الاقتصاد السعودي غير النفطي بنحو 6% هذا العام، وقال إن القطاع غير النفطي في السعودية لا يزال يسجل نمواً قوياً. وفيما يتعلق بالصراع الدائر في الشرق الأوسط وآثاره الاقتصادية، قال الجدعان إن الدول منخفضة الدخل هي التي تتحمل التبعات الأكبر للمخاطر حالياً.

وقبل أيام؛ توقعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني نمو الاقتصاد السعودي بمعدل متوسط 3.2% خلال الفترة من 2023 – 2026، وأن يساهم القطاع غير النفطي بمتوسط 3.5% من النمو الاقتصادي خلال تلك الفترة. وذكرت الوكالة أن النمو في القطاع غير النفطي سيكون قوياً خلال السنوات المقبلة، مدفوعاً بتنفيذ المشاريع وأسعار النفط الداعمة والزيادة المحتملة في استثمارات القطاع الخاص، أخذاً بالاعتبار الإصلاحات الاقتصادية والقانونية والاجتماعية الهيكلية التي تنفذها الحكومة بشكل يسهم في تعزيز بيئة الأعمال.

من جانبه، توقع وزير الاقتصاد السعودي نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في 2024، بنسبة بين 4 - 5%، مشيرا الى ان نمو الأنشطة الاقتصادية غير النفطية بالمملكة قد يتراوح بين 5- 6 % خلال العام الجاري امتدادا لاتجاه بدأ في الأعوام الماضية، وأضاف على هامش مبادرة الاستثمار التي اختتمت أعمالها في العاصمة السعودية الرياض،  انهم يتوقعون أن تنمو الأنشطة غير النفطية بنسبة بين 5-7% في العام المقبل.

في السياق، قال رئيس قسم التنمية الوطنية في صندوق الاستثمارات العامة السعودي، جيري تود، إن السعودية ستصنع 400 ألف سيارة سنوياً بحلول 2034. وأضاف في حديث له ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار، انه بالنسبة لسلاسل التوريد، فإن الموردين من المستوى الثاني والثالث يقومون الآن ببناء البنية التحتية لخدمة المصانع، بحيث أن هذا القطاع حيوي للغاية. ولفت إلى أنه بشكل عام التحدث عن التصنيع المتقدم لكل من السيارات والفضاء، والدفاع مثير للاهتمام، ومن ذلك شركة "سامي SAMI "، التي بدأت في 2017 واليوم باتت اللاعب رقم 79 على مستوى العالم، مشيرا الى ان شركة "إمبراير" البرازيلية تحتل الرقم 100، وهذا يعطي فكرة عن القوة التي حققتها.

من جانب آخر، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة بيريللي للإطارات S.P.A (بيريللي) المتخصصة في صناعة الإطارات، توقيع اتفاقية مشروع مشترك لتأسيس مصنع للإطارات في المملكة. وستبلغ حصة الصندوق من المشروع المشترك الجديد 75%، في حين ستمتلك "بيريللي" نسبة 25%، كما ستكون شريكاً تقنياً استراتيجياً لدعم تطوّر المشروع، من خلال توفير الخبرات الفنية والتجارية. ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الإنتاج في 2026، وتشمل منتجاته تصنيع الإطارات عالية الجودة التي تحمل العلامة التجارية لـ "بيريللي"، والمخصصة لمركبات نقل الركاب، كما سيُنتج المشروع إطارات تحمل علامة سعودية جديدة موجهة للأسواق المحلية والإقليمية. وتبلغ القيمة التقديرية للاستثمارات في المشروع ما يقارب 2 مليار ريال. سيكون للمشروع تأثيراً محايداً على أهداف شركة "بيريللي" لتقليص المديونية حتى عام 2025.

 

  1. 9. في أزمة تونس

في ملف ملاحقة قيادات وشخصيات مرتبكة بحزب النهضة الاخواني، أعلنت وزارة الشباب والرياضة في تونس، الخميس، اعتقال رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء وإحالته على التحقيق بتهم تتعلق بالفساد المالي وسوء التصرف وذلك في ملفات عقود بين إتحاد الكرة والمدير الفني لمنتخبات تونس للشباب. وأثار خبر اعتقال الجريء، الذي يعد من المسؤولين الرياضيين المقربين من النهضة، وصاحب أطول فترة رئاسة في تاريخ اتحاد الكرة، سيلا من التفاعلات وردود الأفعال، فيما أثارت مصادر إعلامية مسألة التداعيات المحتملة على العلاقة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وعلى مشاركات منتخب تونس لكرة القدم المقبلة فضلا عن مشاركة الأندية التونسية في المسابقات الإفريقية للنوادي.

في ملف الازمة المالية، قالت وزيرة المالية التونسية إن الحكومة لم تقدم برنامجا جديدا لصندوق النقد الدولي، وأضافت في جلسة عامة لمجلس النواب، ان المحادثات متواصلة مع الصندوق، إلى حد الآن لكن ليس هناك أي برنامج جديد تم تقديمه للصندوق في حين ان الجانب التونسي يقوم بعديد من الإصلاحات. كما أوضحت أن بعثة من خبراء الصندوق ستزور تونس في ديسمبر، بعد عام بالضبط من توصل تونس لاتفاق على مستوى الخبراء مع الصندوق للحصول على تمويل بقيمة 1.9 مليار دولار، قبل أن يفشل الجانبان في التوصل لاتفاق نهائي في ظل رفض تونس تنفيذ إصلاحات اقتصادية تتضمن خفض الدعم وبيع مؤسسات عامة. وأشارت الوزيرة  إلى أن الحكومة لجأت إلى الاقتراض الداخلي بعدما ربط المانحون الدوليون تمويل الموازنة العامة بالتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد.

في السياق، دعا الرئيس التونسي قيس سعيّد لإنقاذ المؤسسات العمومية من الإفلاس بعدما صارت عاجزة بسبب الفساد، حسب تعبيره. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان، إن الرئيس أكد خلال لقائه برئيس الحكومة أحمد الحشاني، أن العديد من المؤسسات والمنشآت العمومية التي كانت في السابق تحقق أرباحا صارت عاجزة نتيجة للفساد ولسياسة ممنهجة منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، بغرض بيعها. وشدد سعيّد على ضرورة الإسراع في عمليات التدقيق في الانتدابات التي تمت خارج أي إطار قانوني وأدت إلى الاستيلاء على أموال الشعب.

في ملف حرب غزة، أصدرت وزارة الخارجية التونسية، ليل الجمعة، بيانا تفسر فيه سبب امتناعها عن التصويت لمصلحة مشروع قرار عربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة إنسانية وفورية ودائمة في الحرب ببين إسرائيل وحركة حماس. وقالت الخارجية التونسية في بيانها إنها صوّتت بالامتناع، لأن الوضع الخطير في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة يستوجب سقفا أعلى لم يبلغه نص القرار.

 

  1. 10. في الشأن السوداني

مع استئناف المفاوضات السودانية السودانية يوم الخميس في جدة، حضت السعودية كلاً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف القتال، وحثتهما على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة والالتزام بحماية المدنيين في السودان في 11 مايو الماضي. كما رحبت المملكة باستئناف المحادثات بين ممثلي الجيش و قوات الدعم في مدينة جدة بتيسير من الرياض وواشنطن، وبالشراكة مع ممثل مشترك لكلٍ من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد).

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، إن الحكومة طرحت خريطة طريق لإنهاء الحرب الحالية عبر 4 مراحل، وهي الفصل بين القوات، والعملية الإنسانية، ومعالجة قضية الحرب بدمج قوات الدعم السريع وإنشاء جيش واحد، تنتهي بعملية سياسية بالاتفاق على دستور يحدد كيفية حكم البلاد. جاء حديث عقار لدى مخاطبته، الأربعاء، الجلسة الافتتاحية لمؤتمر تقييم اتفاقية "سلام جوبا" الموقع في 2020، بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، بحضور الوساطة الجنوبية وأطراف الاتفاق الفصائل المسلحة السودانية، والاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" وممثلة بعثة الأمم المتحدة في السودان "يونتاميس".

من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة السودانية، يوم السبت، وفاة 122 شخصا في البلاد نتيجة الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك في الفترة بين 15 يوليو و27 أكتوبر، وأفاد تقرير الوزارة عن وفاة 49 شخصا في البلاد، بينهم 33 في ولاية القضارف، نتيجة الإصابة بحمى الضنك، مشيرة إلى تسجيلها 3316 إصابة، كما توفي 73 شخصا، نتيجة الاصابة بالكوليرا، معظمهم في القضارف والخرطوم، فيما سجل عدد الإصابات 1059 حالة في ولايات القضارف والخرطوم وجنوب كردفان والجزيرة.

 

  1. 11. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

انتخب الجمهوريون أخيراً مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب الأميركي الأربعاء، ليضعوا حداً لخلافات في صفوف الحزب استمرت أسابيع وأحدثت شللاً في الكونغرس في ظل فترة تشهد أزمات دولية وداخلية. ونال جونسون، النائب عن لويزيانا والذي يعد حليفاً للرئيس السابق دونالد ترمب وقاد الجهود القانونية الرامية لتغيير نتيجة انتخابات العام 2020، إجماع حزبه عليه كرئيس مجلس النواب الـ56.  

وفي أول تحرك له عقب توليه منصبه، طرح مايك جونسون يوم الأربعاء مشروع قرار يدعم إسرائيل، وأيد مجلس النواب القرار بأغلبية 412 صوتا مقابل رفض عشرة مع امتناع ستة عن التصويت مما يعكس الدعم القوي التقليدي في الكونغرس لإسرائيل. ويؤكد هذا الإجراء غير الملزم التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ويدعو حماس إلى الوقف الفوري للهجمات وإطلاق سراح كل الرهائن.

وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الخميس، أن واشنطن تعترف بمقتل عدد كبير من الأشخاص في غزة والولايات المتحدة ليس لديها تأكيد مستقل للأرقام. وقال إن الولايات المتحدة ترى أن روسيا لا تلعب أي دور مثمر على الإطلاق في أزمة الشرق الأوسط عدا الفيتو الذي تفرضه في كل مرة في مجلس الأمن.

في ملف الانتخابات الرئاسية، أعلن نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، السبت، انسحابه من السباق الرئاسي الأميركي، وفي حديثه خلال الاجتماع السنوي للائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس، وقال  انه أصبح واضحا بالنسبة له أن هذا ليس وقته. وبحسب الاستطلاعات تقتصر نوايا التصويت لبنس على 3.8 بالمئة وفق موقع فايف ثيرتي أيت المتخصص، وآماله عمليا معدومة في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يبدو الأوفر حظا للفوز بالترشح عن حزبه، على الرغم من متاعبه القضائية.

في الملفات الاقتصادية، ارتفع الدولار، الجمعة، ويتجه لتحقيق مكاسب للشهر الثالث على التوالي، بعد أن أظهرت بيانات نموا قويا في الولايات المتحدة، مما يشير إلى تعزيز احتمالات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. وقد أظهرت بيانات الخميس، نمو الاقتصاد الأميركي في الربع الثالث بأسرع وتيرة في عامين تقريبا، حيث سجل 4.9 بالمئة، مقابل 2.1 بالمئة في الربع الثاني، وهو ما جاء أعلى كثيرا من متوسط التوقعات البالغ 4.3 بالمئة. وقد ساهم ارتفاع الأجور نتيجة قوة سوق العمل في تعزيز الإنفاق الاستهلاكي.

في سياق منفصل، يواجه الرئيس بايدن ضغوطا داخلية متزايدة لضرب وكلاء إيران الذين هاجموا وأصابوا بشكل متكرر القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال شهر أكتوبر الجاري، لكن بايدن، حسب المصادر، يدرس أي قرار للانتقام من حلفاء إيران، في ظل مخاوف من أن الحرب في غزة قد تكون على شفا الانفجار والتوسع إلى عاصفة على مستوى المنطقة، كما يقول مسؤولون أميركيون مطلعون. والأربعاء حذر بايدن المرشد الإيراني علي خامنئي، من أنه إذا استمرت طهران في التحرك ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، فان واشنطن سوف ترد. وقد جاء التحذير في أعقاب تقارير افادت أن أكثر من 20 جنديا أميركيا أصيبوا خلال الأيام الثمانية الماضية، بعد 14 هجوما جويا أو أكثر على قواعدهم في العراق وسوريا.

وفي هذا السياق، وقال النائب الديمقراطي سيث مولتون، وهو عسكري سابق، إن الشرق الأوسط صندوق بارود في الوقت الحالي، مما يفرض على الإدارة الأميركية موازنة دقيقة بين حماية قواتها في المنطقة وتجنب الانجرار إلى صراع أكبر يمكن أن تتعرض فيه لمزيد من الخطر، وأضاف أن بايدن وكبار مستشاريه يسيرون على خط رفيع بشكل جيد، لكن الوضع قد يتغير في أي لحظة.

 

  1. 12. في الشأن الأوروبي

أعلن وزير العدل البلجيكي فنسنت فان كويكنبورن استقالته من الحكومة مساء الجمعة، بعد أربعة أيام على هجوم نفذه متطرف تونسي مقيم بشكل غير قانوني في بروكسل، وأدى إلى مقتل سويديَّين، وأوضح خلال مؤتمر صحافي، أنه علم الجمعة أن تونس طلبت في أغسطس 2022 تسليم منفّذ الهجوم عبد السلام لسود، ولم تعالج النيابة العامة في بروكسل الطلب الذي تلقته. وقبل بضع ساعات من مباراة لكرة القدم مساء الاثنين بين منتخبي بلجيكا والسويد ضمن التصفيات المؤهّلة لكأس أوروبا 2024، قتل لسود مشجّعَين سويديين بالرصاص وأصاب ثالثا بجروح قبل أن يفرّ على دراجة نارية. وأعلنت بروكسل الثلاثاء مقتل الجاني المفترض، برصاص الشرطة في مقهى في حيّ شيربيك في بروكسل. وأظهرت الوثائق الرسمية أن لسود قدم طلبات لجوء في النرويج والسويد وإيطاليا وبلجيكا. وأقام في بلجيكا بشكل غير قانوني بعد رفض طلبه للحصول على اللجوء في عام 2020. وصدر أمر بطرده في مارس 2021 لكن لم يتم تنفيذه مطلقاً. كما كان لسود معروفاً من السلطات البلجيكية لارتكابه مخالفات، بينها تهديدات بقتل أحد طالبي اللجوء، وفقا للقضاء، لكنه لم يكن مدرجاً في قاعدة بيانات الوكالة الفدرالية المسؤولة عن دراسة التهديد الإرهابي "أوكام". ويسعى المحققون البلجيكيون لمعرفة ما إذا كان منفذ الاعتداء على اتصال مع متطرفين آخرين في دول أوروبية.

في سياق منفصل، اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة ببروكسل يوم الخميس على الدعوة إلى ممرات إنسانية وهدنة لإيصال المساعدات إلى غزة. وجاء في إعلان تبناه الزعماء ان المجلس الأوروبي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة ويدعو إلى استمرار وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى المحتاجين من خلال جميع التدابير الضرورية بما في ذلك الممرات الإنسانية والهدنة لتلبية الاحتياجات الإنسانية. وأضاف الإعلان ان الاتحاد سيعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين وتقديم المساعدة وتسهيل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى، وضمان عدم إساءة المنظمات الإرهابية استخدام هذه المساعدات. وأبدى القادة الأوروبيون في بيانهم الصادر بعد خمس ساعات من المداولات والمتضمن 19 بندا، ترحيبهم بمقترح إسباني لعقد "مؤتمر دولي للسلام قريبا" للبحث في حل الدولتين. كما شدّد التكتل على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بما يتلاءم مع القانون الدولي والانساني، داعيا حماس الى الإفراج الفوري عن كل الرهائن الذين تحتجزهم في غزة.

وكان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، قد كشف عن موقف التكتل من الدعوة إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة، والإعلان عن هدنة في خضم دخول العمليات العسكرية يومها الـ18 على التوالي، دون آفاق قريبة لوقف القتال. وقال إن الاتحاد الأوروبي يدعم نداء الأمين العام للأمم المتحدة في ما يتعلق بالهدنة الإنسانية، لكنه بالطبع لا يمكنه فرض هذه الهدنة، ولكن يجب العمل لجعل هذا الأمر ممكننا. وبشأن موقف الاتحاد من الأحداث الجارية، أشار إلى أن المساعدات بدأت في الدخول إلى قطاع غزة، لكن 20 شاحنة يوميا غير كافية، إذ أنها مجرد مساعدة رمزية ولا تشكل أي فرق، ففي الأوقات العادية تدخل قرابة 100 شاحنة إلى ‎غزة يوميا، وهذا أمر لا يمكن اللقبول به، ويجب زيادة عدد وسرعة دخول القوافل. كما لفت إلى انه لا يمكن قبول حرمان مجتمع بشري تحت الحصار من الإمدادات الأساسية، فهذا الأمر يتعارض مع القانون الدولي الإنساني سواء كان ذلك في أوكرانيا أو في غزة، وسيواصل الاتحاد الضغط على إسرائيل للسماح بتدفق مزيد من المساعدات.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع.

 

  1. 13. في الشأن التركي.

في الملفات الاقتصادية، توقع وزير التجارة التركي، عمر بولات، أن يتجاوز حجم التجارة الثنائية بين تركيا وألمانيا 50 مليار دولار بحلول نهاية 2023. وجاء ذلك في تصريح صحفي مع وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني روبرت هابيك، عقب اجتماعات لجنة الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين (JETCO) في أنقرة، وأوضح أن العلاقات السياسية رفيعة المستوى بين البلدين سيكون لها انعكاسات إيجابية على العلاقات التجارية والاقتصادية خلال الفترة المقبلة. وذكر بولات أن أكثر من 8 آلاف شركة ألمانية وشركات ألمانية-تركية تعمل في تركيا، وأن قيمة الاستثمارات الألمانية المباشرة في تركيا تجاوزت مستوى 23 مليار و100 مليون دولار العام الماضي.

من جانب آخر، قال عمر بولات، إن بلاده تهدف لرفع حجم التجارة المتبادلة مع مصر إلى 15 مليار دولار خلال 5 أعوام، وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري أحمد سمير صالح في العاصمة القاهرة، الجمعة. وقال ان حكومتي تركيا ومصر ورجال أعمالهما قررتا توحيد جهودها وإنشاء تحالف اقتصادي وتجاري قوي، في وقت مع الأسف يعاني فيه الاخوة الفلسطينيين من مشكلات وصعوبات كبيرة. كما أشار إلى أن حجم التجارة الثنائية كان 1.5 مليار دولار عند توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين حكومتي البلدين عام 2007، وذكر أن حجم التجارة وصل العام الماضي إلى 10 مليارات دولار، وأردف انهم يهدفون أيضا إلى تنفيذ مشاريع مشتركة مع مصر في قطاعات مثل الصناعة والزراعة والمقاولات في بلدان ثالثة بجميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط.

في سياق آخر، كشفت بيانات، الخميس، أن صافي الاحتياطيات الدولية لدى البنك المركزي التركي ارتفع 479 مليون دولار إلى 22.55 مليار في الأسبوع المنتهي 20 أكتوبر. وتراجعت الاحتياطيات إلى -5.7 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في الثاني من يونيو وهو أدنى مستوى منذ بدء نشر البيانات في 2002، إذ سعت السلطات لتلبية الطلب على النقد الأجنبي وتحقيق استقرار الليرة قبل الانتخابات. وقد انتعشت الاحتياطيات منذ ذلك الحين. وفي إطار خطواته لكبح التضخم، واصل المركزي التركي، رفع الفائدة خلال اجتماعه، الخميس، بمقدار 500 نقطة أساس لتصل إلى 35 بالمئة، بما يتماشى مع التوقعات.

ومنذ يونيو الماضي رفع البنك المركزي التركي، بقيادة المحافظة الجديدة حفيظة غاية أركان، أسعار الفائدة بمقدار 2650 نقطة أساس مع تكثيف جهوده لكبح التضخم الذي وصل إلى 61.5 بالمئة في سبتمبر الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع في العام المقبل.

في الملفات السياسية، وبعد تصريحات الرئيس التركي، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، يوم السبت، أنه قرر استدعاء الممثلين الدبلوماسيين لبلاده من تركيا لإعادة تقييم العلاقات بين البلدين. وكان الرئيس أردوغان شن هجوما حادا على إسرائيل في وقت سابق السبت في تجمع لدعم الفلسطينيين في اسطنبول. وقال أردوغان إنه سيكشف للعالم حقيقة إسرائيل بوصفها مجرم حرب، كما وصف الغرب الداعم لإسرائيل بأنه المتهم الرئيسي في المجزرة التي تجري في غزة، كما قال أيضا إن على إسرائيل وضع حد لحالة الجنون ووقف هجماتها على قطاع غزة.

 

  1. 14. في الشأن الروسي

صوت النواب الروس لصالح زيادة قياسية للإنفاق العسكري في موازنة الدولة، وذلك في القراءة الاولى لمشروع القانون، الخميس، ووافق نواب الدوما على خطط الإنفاق لعام 2024، والتي تتضمن زيادة بنسبة 68 بالمئة في الإنفاق العسكري. وأنفقت موسكو، عشرات مليارات الدولارات على ذخائر وصواريخ ودبابات ومسيّرات ومعدات ورواتب جنود، منذ أن بدأت غزوها لأوكرانيا في فبراير الماضي. وسيرتفع إجمالي الإنفاق الحكومي بأكثر من 20 بالمئة، ليصل إلى 36,6 تريليون روبل (391 مليار دولار)، وفق مشروع الموازنة، وسيمثل الإنفاق الدفاعي ما يقرب من ثلث إجمالي النفقات أي بارتفاع بنسبة 68 بالمئة وصولا إلى 10,8 تريليون روبل (115 مليار دولار). قبل التصويت، قال وزير المالية، أنتون سيلوانوف، أمام المشرعين إن مشروع الموازنة غايته مهمة اليوم، لضمان انتصار روسيا.

في سياق متصل، جاء في بيان صحافي صادر عن البنك المركزي يوم الجمعة، ان مجلس إدارة بنك روسيا (البنك المركزي) قرر زيادة سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نقطتين، إلى 15% سنوياً، وقد زاد ضغط التضخم الحالي بشكل كبير يفوق توقعات بنك روسيا. وأضاف البيان إن الزيادة المطردة في الطلب المحلي تتجاوز بشكل تزايد إمكانيات التوسع في إنتاج السلع والخدمات، ووفقاً للبنك المركزي فإن توقعات التضخم لا تزال عند مستويات مرتفعة. وأشار بنك روسيا إلى أنه سيتم اتخاذ المزيد من القرارات بشأن سعر الفائدة الرئيسي مع الأخذ في الاعتبار ديناميكيات التضخم الفعلية والمتوقعة بالنظر إلى أهداف التنمية الاقتصادية على المدى المتوقع، إلى جانب تقييم المخاطر الناجمة عن الظروف الداخلية والخارجية وردود الفعل في الأسواق المالية.

من جانب آخر، هدد فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس النواب (الدوما) والحليف الوثيق لبوتين، إن موسكو ستثأر بطريقة ستكون أكثر تكلفة للتكتل إذا تحرك الاتحاد الأوروبي ضد الأصول الروسية التي يوجد الكثير منها في بلجيكا، وقال في بيان، أن عدد من السياسيين الأوروبيين، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بدأوا الحديث مرة أخرى عن سرقة أموال روسيا المجمدة من أجل مواصلة عسكرة كييف، وأضاف ان مثل هذا القرار سيتطلب ردا متناسبا من الاتحاد الروسي. وفي هذه الحالة، ستتم مصادرة أصول مملوكة لدول غير صديقة أكبر بكثير من الأموال الروسية المجمدة في أوروبا. وكانت فون دير لاين، قالت يوم الجمعة، إن قيمة الأصول السيادية الروسية المجمدة تبلغ 211 مليار يورو، وإن المفوضية الأوروبية تعمل على مقترح لتجميع بعض الأرباح المستمدة من أصول الدولة الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا وإعادة إعمارها بعد الحرب وأشارت إلى أن التكتل قرر أنه يتعين على روسيا دفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا.

في الملف العسكري، أعلن مسؤول روسي أنّ القوات الروسية أسقطت ثلاثة صواريخ أوكرانية استهدفت شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، وتشكل باستمرار هدفاً لضربات قوات كييف. وأكد فلاديمير سالدو المعيّن من موسكو لقيادة هذه المنطقة المحتلة في جنوب أوكرانيا، أنّ ثلاثة صواريخ معادية كانت متجهة نحو شبه جزيرة القرم أُسقطت في منطقة خيرسون. وكانت سلطات القرم أصدرت في وقت سابق، إنذاراً جوياً، وتوقفت موقتاً حركة المرور على جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بالبر الرئيسي الروسي.

من جانب آخر، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، يوم الأحد، أن القوات الأوكرانية أطلقت 18 قذيفة على بلدات المقاطعة خلال الساعات الـ24 الماضية، مؤكداً عدم وقوع إصابات أو أضرار. وقبل ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها أسقطت 36 طائرة بدون طيار أوكرانية ليل السبت فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم.

وتزايدت الهجمات الأوكرانية ضد هذه المناطق خلال الأشهر الأخيرة في إطار الهجوم المضاد الذي بدأته كييف في بداية يونيو.

 

  1. 15. في الشأن الأوكراني

نفى نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف، الخميس، تعليق العمل بممر التصدير الجديد على البحر الأسود، وقال إن المعلومات المتعلقة بإلغاء أو توقف غير مقرر للممر الأوكراني المؤقت لحركة السفن المدنية من وإلى موانئ منطقة أوديسا الكبرى كاذبة، وأن جميع الطرق المتاحة التي أقامتها البحرية الأوكرانية صالحة وتستخدمها السفن المدنية.

وكانت شركة "بارفا إنفست" الاستشارية، ومقرها كييف، قد أفادت إن أوكرانيا علقت استخدام ممرها الجديد لنقل الحبوب عبر البحر الأسود بسبب ما تعتبره مخاطر عسكرية، وذكرت أنه تم بالفعل تعليق الممر لمدة يومين بناء على طلب من الجيش الذي أشار إلى تهديد متزايد من نشاط الطيران العسكري الروسي في المنطقة.

في السياق، قال كوبراكوف، الجمعة، إن أربع سفن تتجه نحو مضيق البوسفور، و11 سفينة دخلت موانئ أوديسا للتحميل، وأضاف أن سفن الشحن الأربع ستصدر نحو 130 ألف طن من الحبوب و10 آلاف طن من المعدن إلى دول في إفريقيا وآسيا وأوروبا. كما أكد أن إجمالي 62 سفينة اجتازت الممر البحري، وصدّرت 37 منها أكثر من 1.3 مليون طن من المنتجات الزراعية الأوكرانية والسلع الأخرى.

وكانت أوكرانيا قد أقامت ممراً بحرياً بين موانئها الجنوبية ومضيق البوسفور في البحر الأسود في أغسطس، بعد أسابيع قليلة من انسحاب موسكو من اتفاق الحبوب بين البلدين الذي رعته الأمم المتحدة وتركيا وسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب الحيوية للأمن الغذائي العالمي، على الرغم من الصراع. وكان هذا الاتفاق قد أتاح تصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب وغيرها من المنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود خلال عام واحد.

كما هدّدت روسيا من جانبها، باستهداف كل السفن التي ستغادر الموانئ الخاضعة لسيطرة كييف أو تلك التي تصل إليها، بعد انسحابها من الاتفاق، وتزامناً، نفّذ الجيش الروسي ضربات على البنى التحتية للحبوب والموانئ الأوكرانية في أغسطس وسبتمبر، بهدف منع كل الصادرات وفقًا لكييف، فيما أعلنت موسكو من جانبها، أنها ضربت أهدافاً عسكرية فقط.

وقد أشار منتجون زراعيون أوكرانيون هذا الأسبوع، إلى أن الطريق الجديد قد يتيح تصدير ما يصل إلى 2.5 مليون طن من الغذاء شهريا، وهو ما يعوض تقريبا تأثير قرار روسيا بالانسحاب من الاتفاق السابق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة. وقال النائب الأول لوزير الزراعة تاراس فيسوتسكي الأربعاء إن شحنات الحبوب عبر الممر قد تتجاوز مليون طن في أكتوبر.

ميدانيا، أفادت مصادر رسمية أوكرانية بأن القوات الروسية شنت قصفا عنيفا على القسم المحرر من مدينة خيرسون جنوبي البلاد، وقال رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون رومان مروتشكو، إن القوات الروسية شنت قصفا عنيفا على وسط المدينة الجمعة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بـ10 مبانٍ سكنية على الأقل وجرح مدنيين. في حين أفادت  خدمات الطوارئ الأوكرانية ان القصف استهدف وسط المدينة، وإن فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ امرأتين مسنتين، كانتا محاصرتين في أحد المباني، كما تمكنت من السيطرة على حريق في المنطقة التي طالها القصف.

وفي محافظة دونيتسك شرقي أوكرانيا، تتواصل المعارك بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي للسيطرة على مدينة أفدييفكا. وقال الرئيس زيلينسكي إن القوات الروسية خسرت أحد ألويتها على الأقل، بينما كانت تحاول التقدم نحو المدينة. وقد أفادت مصادر من السلطات المحلية الأوكرانية أن القوات الروسية جددت حملتها العسكرية الرامية لتطويق المدينة في منتصف أكتوبر الجاري، واستهدفت المواقع الأوكرانية بوابل من نيران المدفعية، وحاصرتها بالجنود والمركبات العسكرية. وقد أقرت أوكرانيا بأن روسيا أرسلت تعزيزات كبيرة من الجنود للمشاركة في معركة أفدييفكا، لكن سير المعارك لا يزال يؤكد على صمود القوات اوكرانية في مواقعها.

فقد صرّح المتحدث باسم القوات الجنوبية الأوكرانية أولكسندر شتوبون، إن القوات الروسية أسقطت نحو 40 قنبلة موجهة خلال الليلتين الماضيتين (الاثنين والثلاثاء)، لكن عدد الهجمات البرية الروسية انخفض إلى نصف ما كان عليه خلال اليومين السابقين، وقال إن الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية المهاجمة تقدر بنحو 2400 جندي ما بين قتيل وجريح في منطقة دونيتسك. من جهته، قال فيتالي باراباش، رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، إن المدينة تتعرض لهجمات مدفعية وجوية متواصلة، وإن القوات الروسية تحاول باستمرار تطويقها من عدة محاور.

من جانب آخر، أفاد مسؤول أوكراني بأن القوات الروسية شنت هجوما على مدينة كوبيانسك الثلاثاء، مما أدى لمقتل مدنيّين اثنين في قرية على مشارف المدينة.

وفي السياق، أفادت مصادر أوكرانية بأن رجلا أصيب بجروح جراء قصف روسي على مدينة نيكوبول في مقاطعة دنيبرو بتروفسك جنوبي أوكرانيا. وقال حاكم المقاطعة سيرهي ليساك إن روسيا هاجمت نيكوبول بطائرات مسيرة من نوع "كاميكازي" وبالمدفعية في ضربتين منفصلتين ليل الثلاثاء. كما أفاد مسؤولون أوكرانيون بجرح 8 أشخاص جراء قصف روسي على منطقتي خيرسون في الجنوب، وخاركيف في شمالي شرقي البلاد.

وفي سياق الحرب في أوكرانيا أيضا، تعهد قادة دول الاتحاد الأوروبي الجمعة، بمواصلة إمداد كييف بالأسلحة والذخيرة قبل الشتاء الثاني من حربها ضد روسيا، بينما لا تزال هناك مساعدات إضافية بمليارات اليورو معطلة، بسبب نزاع على الميزانية. وأعلنت ألمانيا أنها زودت أوكرانيا بنظام دفاع جوي ثالث من طراز "آيريس-تي" في الوقت الذي تستعد فيه كييف لهجوم صاروخي روسي محتمل آخر هذا الشتاء.

وبدأت يوم السبت، جلسة ثالثة من المحادثات المدعومة من أوكرانيا لإنهاء الغزو الروسي، بحضور ممثلين عن نحو 50 دولة، ويأمل الرئيس الأوكراني أن يقود المحادثات، التي تستمر يومين، وسبقتها اجتماعات مماثلة خلال الصيف في كل من جدة وكوبنهاغن، إلى حشد الدعم لخطة من 10 نقاط وضعها لإنهاء الحرب التي اندلعت في فبراير 2022.

 

  1. 16. في الشأن الايراني

 مع تصاعد القلق الإقليمي والدولي من اتساع رقعة المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وسط احتدام المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وجدت إيران نفسها أمام معضلة حقيقية. فوفقا لمسؤولين إيرانيين على اطلاع مباشر على طريقة التفكير داخل المؤسسة الدينية الحاكمة فإن إيران، الداعمة منذ فترة طويلة لحركة حماس التي تدير قطاع غزة، تجد نفسها أمام معضلة بينما تحاول إدارة الأزمة المتفاقمة، فقد أكد هؤلاء أن أي هجوم إيراني كبير ضد إسرائيل سيُكبد طهران خسائر فادحة ويثير غضبا شعبيا داخلياً. كما رأوا أن خسارة طهران لحماس والجهاد في غزة سيحدث صدعا في خططها بالمنطقة، لكن في الوقت عينه أشاروا إلى أن أي هجوم إيراني كبير ضد القوات الإسرائيلية سيُكبد طهران خسائر فادحة.

وعلى الرغم من تأكيد مسؤولين إيرانيين في وقت سابق، عدم سعيها إلى التصعيد وتوسيع الحرب، لوحت إيران، الأحد الماضي، بكل الاحتمالات ردا على ما يتعرض له قطاع غزة من قصف إسرائيلي عنيف منذ أسبوعين، وقال وزير الخارجية الإيراني انه إذا لم توقف أميركا وإسرائيل الإبادة الجماعية في غزة فإن كل الاحتمالات يمكن أن تقع. كان هذا الاسبوع الماضي، أما مع نهاية هذا الاسبوع، فقد قال عبداللهيان حول تصريحاته التي أثارت تفاعلا في اجتماع الأمم المتحدة مؤخرا، ان ايران لا تريد أن تتسع هذه الحرب، مضيفا ان أي هجوم في المنطقة وإن تم استهداف المصالح الأمريكية من قبل أي جماعة وربطه بإيران بدون تقديم أي دليل هو أمر خاطئ! مشيرا إلى انه كان قبل أسبوعين في العراق وكذلك في سوريا ولبنان، حيث التقى بصورة شخصية قيادات لبنانية وفلسطينية وعراقية وسورية أيضا، ولفت إلى ان الجميع قلقون حيال التطورات في فلسطين وهم غاضبون، كما أنهم لا يتلقون أوامر من طهران بل يتصرفون وفق مصالحهم!

وكان الوزير الإيراني قد أكد الخميس، أن حركة حماس مستعدة للإفراج عن الأسرى المدنيين المحتجزين لديها، مطالباً في ذات الوقت العالم بدعم تحرير 6000 أسير فلسطيني لدى إسرائيل، وأضاف من الأمم المتحدة، موجهاً كلامه إلى الولايات المتحدة، أن طهران لا تريد توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس. كذلك أوضح أنه إذا استمرت الإبادة الجماعية في غزة فلن تسلم أميركا من هذا الحريق، مؤكداً أن الحل الشامل للقضية الفلسطينية ممكن فقط من خلال منح الشعب الفلسطيني حقه في إنشاء دولته.

وفي الداخل الايراني، وفي ظل ارتفاع المخاوف من اتساع رقعة الصراع الدائر في غزة أعلنت القوات البرية للجيش الإيراني إطلاق مناورات "اقتدار 1402" خلال أيام " وبحسب وكالة "تسنيم"، تنطلق المناورات في منطقة نصر آباد العامة في أصفهان بمشاركة وحدات من المدرعات والمدفعية والصواريخ والقوات الجوية والطائرات بدون طيار وغيرها. وبحسب وسائل إعلام إيرانية، سيتم إجراء التمرين تحت إشراف خبراء ومقيمين وقادة القوات المسلحة من أجل مواجهة التهديدات والتغييرات القادمة. كما رفعت إيران، الخميس، على لسان قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، من لهجة تهديدها للجيش الإسرائيلي حيال الحرب الدائرة في غزة.

في السياق، أعلنت حركة حماس في بيان في وقت متأخر من مساء الأحد أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بحثا خلاله تطورات القصف الإسرائيلي وسبل وقف الحرب في قطاع غزة.

 

  1. 17. في الشأن الصيني

كانت شركة تشاينا إيفرغراند، ثاني أكبر مطور عقاري في الصين، إلا أنها أصبحت غارقة في أزمة ديون منذ عام 2021. كما كان مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة التطوير العقاري الصينية المتعثرة، هوي كا يان، ثاني أغنى شخص في آسيا بثروة تبلغ 42 مليار دولار في عام 2017، إلا أنه هذه الثروة تلاشت بسرعة. وقد فقد هوي - الذي يخضع الآن لمراقبة الشرطة - مؤخراً مكانته كملياردير بعد أن انخفضت ثروته بنسبة 98% من ذروتها وسط أزمة الديون، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات يوم الأربعاء. وتبلغ ثروة هوي حالياً 979 مليون دولار، بعد انخفاض سعر سهم إيفرغراند وسط انهيار قطاع العقارات في الصين.

وتعرضت ثروة هوي لضغوط منذ أن بدأت مشاكل ديون إيفرغراند قبل عامين تقريباً. كما تخلفت "إيفرغراند" لأول مرة عن سداد سندات دولارية خارجية في ديسمبر من العام 2021، وتعرضت الشركة العقارية العملاقة أيضاً لديون تزيد قيمتها عن 300 مليار دولار في نهاية عام 2022. وتقدمت الشركة بطلب للحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة في أغسطس من السنة ذاتها.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

  

1*) سيدة الجبل

23 تشرين الاول 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، أنطوان قربان، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جولي دكاش، جورج سلوان، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، رودريك نوفل، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، سميّة قعقور، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، عبدو قعقور، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وهلا ابو نادر قسيس وأصدر البيان التالي :

منذ أربعين عاماً، في يوم 23 تشرين الأول 1983، تعرّضت القوة المتعدّدة الجنسيات إلى إعتداء وقّعه آنذاك "الجهاد الإسلامي"، وأدّى الى مقتل جنود أميركيين وفرنسيين في محاولة لإخراج أميركا من المنطقة.

اليوم وبعد أربعين عاماً، عادت البوارج الأميركية إلى المنطقة ومعها عادت المنطقة إلى تأجيج التطرُّف في إسرائيل وفلسطين، وعاد الإنقسام الحاد بين الغرب والعالم العربي. هذا شأنٌ خطير يُهدّد المنطقة بأسرها.

إنّ المجتمعين، ومن أجل حماية لبنان، يؤكّدون على التالي:

1-       رفض مقولة قواعد الإشتباك التي حلّت مكان القرار 1701 في الإعلام وفي السياسة وحتى في كلام الحكومة الرسمية. كما نرفض استبدال القرار 1701 بحماية "حزب الله" و"حماس" و"الفصائل الفلسطينية" للبنان، ونرفض خصوصاً بأوضح العبارات ما ورد على لسان النائب حسن فضل الله الذي قال: "نحن من يفتح النار تحت شعار قواعد الإشتباك التي حدّدتها إيران وليس الدولة اللبنانية".

2-       رفض انتظار القوى السياسية نتيجة الأحداث للتكيّف معها والمبادرة الى التضامن السلمي من أجل أمن لبنان واستقلاله وسلامه.

3-       التوجّه الى الإعتدال العربي بدءاً بالسلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عبّاس والمبادرة تجاه كلّ العرب للمطالبة بقيام الدولتين.

4-       إتهام إيران بمصادرة القرار العربي في المنطقة وتحميلها مسؤولية انفجار لبنان من خلال تحريك الفصائل، وبالتحديد "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي".

2*) الكتائب

24 تشرين الاول 2023

أعلن المكتب السياسي الكتائبي في بيان، بعد اجتماع عقده برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، أن اللقاء عرض آخر التطورات المتعلقة بالأحداث الخطيرة التي تدور في غزة وانعكاساتها على لبنان. كما استمع إلى تقارير عدة واردة في هذا الخصوص ووضع الأهالي في الجنوب، في ظل الوضع الأمني المتدهور".

وجدد "التحذير من المغامرة بلبنان ومصيره وإدخاله حربا لا علاقة له بها ولا قدرة له على تحمل أوزارها أو تبعاتها"، معتبرا أن "كل العمليات التي تنطلق من أرض الجنوب على يد فصائل لبنانية وغير لبنانية تأتي من خارج سياق احترام سيادة البلد بما يعيدنا في الذاكرة إلى مراحل لا نريدها أن تتكرر صونا لأمن البلد وأهله الذين ينزحون بعشرات الآلاف في عز أزمة خانقة".

واعتبر "أن تمنع الحكومة عن ضبط حدود لبنان والدفاع عن حصرية حق الدولة بقرار السلم والحرب وضمان التزام القرار 1701 يضع لبنان في عين العاصفة"، معتبرا أن "المسؤولين يتعاطون مع الأحداث، كما لو كانوا أمام كارثة طبيعية لا قدرة لهم على التحكم بها، فلا كلمة لهم في كل المجريات، ولا قرارات تصدر عنهم سوى في إطار التحضير لتحمل نتائج الصراع، متخلين عن دورهم الطبيعي في السعي إلى منع جر لبنان نحو المجهول فرسخوا بذلك خضوعهم التام إلى إرادة حزب الله وراعيه الإقليمي".

ورفض "التحركات الهمجية التي عكستها التظاهرات التي حصلت أمام بعض السفارات، لا سيما السفارة الأميركية في عوكر"، لافتا إلى أن "الهدف من وراء هذا التحرك لم يكن التضامن مع الشعب الفلسطيني بقدر ما كان نشر الفوضى وأعمال الشغب في مناطق آمنة انتهت بإحراق أرزاق الناس".

وحذر من "تكرار أعمال كهذه"، مهيبا ب"القوى الأمنية التشدد في منع كل من تسول له نفسه استباحة الناس الآمنين تحت أي ذريعة، حرصا على منع قيام مواجهات مع الأهالي يمكن أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه".

وهنأ "الطلاب الكتائبيين الفائزين في الانتخابات الطالبية الأخيرة"، داعيا "كل طلاب لبنان إلى أن يكونوا على أهبة الاستعداد للعب دورهم الوطني، كما الأجيال التي سبقتهم، وهو واجب يحتمه واقع البلد الذي يحتاج إلى إرادتهم الصلبة ورغبتهم في بناء مستقبل يشبههم".

3*) التيار العوني

24 تشرين الاول 2023

دان تكتل "لبنان القوي" في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، "الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد الجنوب اللبناني"، محذرا من "مخاطر التمادي الإسرائيلي في الحرب إستنادا الى غطاء من بعض الدول التي عبرت عن نفسها في هذا الخصوص".

ودعا التكتل الى "بلورة موقف وطني في ضوء الجولة التشاورية التي يقوم بها الوزير باسيل على القيادات السياسية"، معتبرا أن "حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم وإستقرارهم مقدس أيضا"، رافضا "بالمقابل، أي عمل من شأنه استدراج الحرب الى بلادنا وبالتالي ضرورة رفض ومنع استخدام أرض لبنان كمنطلق لعمليات ضد إسرائيل والتقيد بدعم المقاومة في حال اعتدت إسرائيل علينا".

وجدد التحذير من "مخاطر وجود النازحين السوريين في لبنان وتدفق المزيد منهم"، محملا "كافة المسؤولين السياسيين والأمنيين، مسؤولية عدم القيام بما يجب لوقف موجة النزوح الجديدة وضبط أوضاع النازحين المقيمين في لبنان تمهيدا لإعادتهم، واتخاذ كل الاجراءات القانونية المطلوبة من الوزارات والادارات والأجهزة المعنية والبلديات بحق كل المخالفين للقوانين الدولية واللبنانية".

4*) الاحرار

26 تشرين الاول 2023

عقد المجلس السياسي في حزب "الوطنيين الأحرار" اجتماعه الدوري برئاسة النائب كميل دوري شمعون، وناقش في بيان "تصاعد وتيرة الاشتباكات  الخطيرة عند الحدود الجنوبية، كامتداد لاحداث غزة ووحدة الساحات وما تعكسه من قلق عند غالبية اللبنانيين حول احتمالية توسع المناوشات في الجنوب الى حرب مدمرة قد يتلقى كل لبنان نتائجها الكارثية، دون ان يكون له قرار فيها، وبعيدا من اي تضامن عربي".

وكرر التمسك بـ"مطالبته المبدئية بتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية، حماية له ولجميع المواطنين، وبخاصة تحييده عن الصراع الإقليمي المستجد منذ 7 الحالي، مسجلا رفضه القاطع للاستفزازات التي تهدف الى تبرير العمل المسلح غير الشرعي، وتغيير قواعد الإشتباك في الجنوب"، داعيا الى "احترام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمها القرار 1701، بما يلحظه من ضبط الأمن على طول الخط الأزرق بالتعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وذلك لتجنيب لبنان الإنزلاق نحو حرب عبثية لا طائل له منها، بحيث يقررها ويوصي عليها الخارج، ولا تجر علينا سوى المزيد من الخراب والويلات".

وختم لافتا الى ان "الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، على ضرورتها وأحقيتها، لا تعدو كونها ملهاة في ظل الأوضاع الاقليمية المتفجرة، ولا تهدف راهنا إلا الى تعمية الرأي العام عما يجري في الجنوب من انتهاك للسيادة الوطنية، وحرف انتباهه عن المخاطر والخسائر الناتجة عنه".

5*) المطران عودة

29 تشرين الاول 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران عوده عظة قال فيها: "نَــسْــمَــعُ فــي إِنْــجــيــلِ الــيَــوم قِــصَّــتَــيْــنِ مُــتَــداخِــلَــتَــيْــن، الأُولــى تَــتَــعَــلَّــقُ بِــاْبْــنَــةِ رَئــيــسِ الــمَــجْــمَــعِ ذاتِ الإثْــنَــتَــيْ عَــشْــرَةَ سنة، المريضة، والــثَّــانِــيَــةُ تَــتَــعَــلَّــقُ بــامْــرَأَةٍ تَــنــزِفُ دَمًــا مُــنْــذُ اثْــنَــتَــيْ عَــشْــرَةَ سَــنَــةً أَيــضًــا. يــايــرُس، ويَــعْــنــي «الــمُــســتَــنــيــر»، كــانَ رَئــيــسَ الــمَــجْــمَــع، أَيْ مَــســؤولًا عَــنْ إِنــارَةِ شَــعْــبِ اللهِ مِــنْ خِــلالِ الــنَّــامــوسِ والــشَّــريــعَــة. إِلَّا أَنَّ هَــذا الــشَّــعْــبَ، الــمَــرمــوزَ إِلَــيْــهِ بِــالــفَــتــاةِ ذاتِ الاثْــنَــتَــي عَــشْــرَةَ سَــنَــةً، دَلالَــةً إلــى أَسْــبــاطِ إِســرائــيــلَ الاثْــنَــيْ عَــشَــر، قَــدْ شــارَفَــتْ عــلــى الــمَــوْت، فَــمــا كــانَ مِــنْ رَئــيــسِ الــمَــجْــمَــعِ سِــوى الــلــجــوءِ إلــى واضِــعِ الــنَّــامــوسِ كَــيْ يَــبُــثَّ الــحَــيــاةَ فــي شَــعْــبٍ أَمــاتَــتْــهُ الــحَــرْفِــيَّــةُ، فَــدَخَــلَ الــمَــوْتُ الــرُّوحِــيُّ إِلَــيْــه. 

اســمُ «يــايْــرُس» مُــهِــمٌّ فــي الــذَّاكِــرَة الــيَــهــودِيَّــة لأَنَّــهُ يُــذَكِّــرُ الــشَّــعْـــبَ بِــشَــخْــصِــيَّــةٍ أَدَّتْ دَوْرًا مُــهِــمًّــا فــي تــاريــخِــهِ، أَي «يــائــيــر الــجَــلــعــادِيّ» الَّــذي كــانَ قــاضِــيًــا عــلــى بَــنــي إِســرائــيــلَ لِــفَــتْــرَةٍ زَمَــنِــيَّــةٍ طَــويــلَــة. آنـذاك كــانَ يــائــيــرُ مَــســؤولًا عَــنْ إِنــارَةِ الــشَّــعْــبِ بِــالــعَــدْلِ والــحَــقّ، وهُــنــا يــايــرُس مَــســؤولٌ عَــن إِنــارَتِــهِ بِــالــرَّحْــمَــةِ والــسَّــلامِ، مـا يُــذَكِّــرُنـا بِــقَــوْلِ الـمَــزامـيـر: «الــرَّحْــمَــةُ والــحَــقُّ تَــلاقَــيــا، الــعَــدْلُ والــسَّــلامُ تَــلاثَــمــا» (85: 10). طـلـبَ يــايــرُس مَـعــونـةَ الــمَــســيــحِ وكَــأَنَّــنــا بِــهِ يَــقــولُ لِــلــيَــهــودِ إِنَّ الــنَّــامــوسَ الَّــذي يُــمَــثِّــلُــهُ هـــو «الــمُــســتَــنــيــرُ» لَــنْ يُــحَــقِّـــقَ قِــيــامَــتَــهُــم مـا لَــمْ يُــشَــكِّــلْ طَــريــقًــا يــوصِــلُــهُــم إلــى الــرَّبّ. وكَــيْــفَ لِــشَــعْـــبٍ أَنْ يَــصِــلَ إلــى الــرَّبِّ إِنْ كــانَ إيــمــانُ رَئــيــسِ مَــجْــمَــعِــهِــم، الــمَــسـؤولِ عَــن اســتِــنــارَتِـهِــم، ضَــعـــيــف؟! لـذلـك نـرى فــي إِنــجــيــلِ الــيَــوم طَــلَــبَ يــايــرس إلــى الــرَّبِّ أَنْ يَــدْخُــلَ بَــيْــتَــهُ لــيَــشْــفِــي ابْــنَــتَــهُ، فـقـالَ لـه الـمـسـيـح: «آمِــنْ فـقـط فَــتَــبْــرأُ هـي». وقـد لـبّـى الــمَــســيــحُ الــطَّــلَــبَ ومــضــى بِــاتِّــجــاهِ بَــيْــتِ يــايــرُس. وفــي الــطَّــريــقِ نُــعــايِــنُ مــا حَــدَثَ مَــعَ نــازِفَــةِ الــدَّم".

أضاف: "الــمَــســيــحُ كــانَ نُــقْــطَــةَ لِــقــاءٍ بَــيْــنَ الــفَــتــاةِ الــيَــهــودِيَّــةِ الـمُـشْـرِفَـةِ عـلـى الـمـوتِ والــمَــرْأَةِ الأُمَــمِــيَّــةِ الــنَّــازِفَــة، أَيْ بَــيْــنَ الــشَّــعْـــبِ الــمُــخْــتــارِ والأُمَــمِ الــوَثَــنِــيَّــة، مــا يَــدُلُّ بِــوُضــوحٍ أَنَّ الــمَــســيـحَ لَــمْ يَــأتِ لِــخَـلاصِ شَــعْــبٍ مُــعَـــيَّــنٍ، بَــلْ هــو «يَــشــاءُ أَنَّ جَــمــيـعَ الــنَّــاسِ يَــخْــلُــصــونَ وإلــى مَــعْــرِفَــةِ الــحَــقِّ يُــقْـــبِــلــون» (1تــي 2: 4). هُــنــا شــاءَ الــرَّبُّ يَــســوعُ أَنْ يُــذَكِّــرَ الــيَــهــودَ بِــمــا نَــقَــلَــهُ اللهُ لَــهُــم بـواسـطــةِ الأَنْــبِــيــاء، أَنَّــهُ إِلَــهُ الــجــمــيــع، ولا يُــمْــكِــنُ أَنْ يُــحَــدَّ فــي زَمــانٍ أو مَــكــانٍ أَو أَنْ يَــحْــتَــكِــرَهُ شَــعْــبٌ واحِــدٌ فَــقَــط. فــي الــفِــكْــرِ الــيَــهــودِيّ، الــمَــرأَةُ الــنَّــازِفَــةُ نَــجِــسَــةٌ، ومُــلامَــسَــةُ الــمَــيْــتِ تُــنَــجِّــس، لَــكِــنَّ الــمَــســيــحَ أَوْضَــحَ لِــلــجَــمــيــعِ أَنَّ الــنَّــجــاسَــةَ تَــزولُ مَــتــى لَــمَــسَــتْــهُ أَوْ لَــمَــسَــهــا، وهَــذا مــا حَــدَثَ فــي كِــلا الــمَــشْــهَــدَيْــن".

وتابع عوده: "الــرِّســالَــةُ الَّــتــي أَرادَ الــرَّبُّ يَــســوعُ نَــقْــلَــهــا لِــلــجَــمــيــعِ هِــيَ أَنَّ الإِيــمــانَ بِــهِ يُــخَــلِّــصُ الــكُــلّ، لَــكِــنَّــهُ شــاءَ أَيْــضًــا أَنْ يُــعَــلِّــمَــهُــم أَنَّ «الإِيــمــانَ مِــنْ دونِ أَعْــمــالٍ مَــيْــتٌ» (يــع 2: 26)، كَــمــا أَنَّ الأَعْــمــالَ الــصَّــالِــحَــةَ مِــنْ دونِ إِيــمــانٍ هِــيَ بــاطِــلَــة، وهَــذِهِ كــانَــتْ حــالَــةُ الــشَّــعْــبَــيْــن. فَــالــيَــهــودُ حــازوا الَّــنــامــوسَ لَــكِــنَّ تَـعَــلُّــقَـهـم بـحَــرْفِــيَّــتِـه قَــتَــلَــهُــم، والأُمَــمُ لَــمْ يُــؤمِــنــوا لَــكِــنَّــهُــمْ قَــدْ يَــكــونــونَ مِــنْ ذَوِي الأَعْــمــالِ الــحَــسَــنَــة، عَــلــى مِــثــالِ بَــعْــضِ الأَشْــخــاصِ فــي أَيَّــامِــنــا، الــقــائِــلــيــنَ بِــأَنَّــهُــم غَــيْــرُ مُــجْــبَــريــنَ عــلــى الإِيــمــانِ بِــالـلـه، لـكــنّـهُــمْ سَــيَــخْــلُــصــونَ لأَنَّــهُــم يَــقــومــونَ بِــأَعْــمــالٍ صــالِــحَــةٍ تُــجــاهَ الــبَــشَــرِ والــبــيــئَــةِ والــحَــيَــوانــات".

وأردف: " لَــقَــدْ أَقْــرَنَ يــايْــرُسُ إِيــمــانَــهُ بِــعَــمَــلٍ صــالِــحٍ، أَيْ إِنَّــهُ تَــوَجَّــهَ نَــحْــوَ الــمَــســيــحِ وأَعْــلَــنَ ضُــعْــفَ إِيــمــانِــهِ أَمــامَ الــرَّبِّ طـالِـبـاً مَـعـونَـتَـه، فَــنــالَ الــخَــلاصَ وقِــيــامَــةَ ابْــنَــتِــه. مِــنْ جِــهَــةٍ أُخْــرى، أَقْــرَنَــتْ الــنَّــازِفَــةُ الــدَّمِ عَــمَــلَــهــا الــصَّــالِــحَ، أَيْ لَــحــاقَــهــا بِــالــرَّبِّ يَــســوعَ، بِــإِعْــلانِ إِيــمــانِــهــا عَــلَــنًــا، فَــشُــفِـــيَــتْ مِــنْ ســاعَـــتِــهــا. شِــفــاءُ ابْــنَــةِ يــايــرُس الــيَــهــودِيَّــةِ بَــعْــدَ نــازِفَــةِ الــدَّمِ الأُمَــمِــيَّــةِ هُــوَ دَرْسٌ لِــلــشَّــعْـــبِ الــيَـهــودِيِّ الَّـذي رَفَــضَ الأَنْــبِــيـاءَ وقَــتَــلَـهُــم، ثُــمَّ رَفَــضَ تَــعْــلــيــمَ ابْــنِ اللهِ وسَــعــى إلــى صَــلْــبِــهِ لِــلــتَّــخَــلُّــصِ مِــنْــهُ، مَــفــادُه أَنَّ الــخَــلاصَ لـنْ يَــحْــصَــلَ مَــع شَــعْــبٍ لأنّـه دُعِــيَ عــلــى اســمِ اللهِ فَــقَــط، أَو اعْــتَــبَــرَ أَنَّ اللهَ يَــخُــصُّــهُ وَحْــدَهُ فَــقَــط، لأَنَّ «الــعــشَّــاريــنَ والــزَّوانــي» ســيــكــونــونَ الــسَّــبَّــاقــيــنَ إلــى مَــلَــكــوتِ الــسَّــمــاوات (مــت 21: 31)، كــمــا أَنَّ كَــثــيــريــنَ أَوَّلــيــنَ يَــكــونــونَ آخِــريــن، وآخِــريــنَ يُــصــبِــحــونَ أَوَّلــيــن (مــت 19: 30). عِــنْــدَ وُصــولِ الــرَّبِّ إلــى بَــيْــتِ يــايــرُس كـانـتْ الـفـتـاةُ قـد مـاتـتْ وكــانَ الــمَــنْــزِلُ يَــضُــجُّ بـالـبُــكــاءِ والـنَــوْحِ، بـلا رجـاء، الأَمْــرُ الَّــذي يُــعــيــدُنــا إلــى الــعَــهْــدِ الــقَــديــمِ، عـنـدمـا كــانَ الــشَّــعْــبُ يَــتْــرُكُ الــرَّبَّ الــمُــحــيِــي ويَـتْـبَـعُ الآلِــهَــةَ الــوَثَــنِــيَّــةَ ظَــنًّــا بِــأَنَّ الــخَــلاصَ عِــنْــدَهــا. الــيَــهــودُ الَّــذيــنَ لا يَــعـرفــونَ طـريـقَ خَــلاصِــهــم ضَــحِــكــوا عـنـدمـا قـالَ يـسـوعُ أَنَّ الــفَــتــاةَ لـم تــمُــتْ ولـكـنَّـهـا نـائـمـة، وسَــخِــروا مِــنَ الــرَّبِّ الَّــذي مــا لَــبِــثَ أَنْ حَــوَّلَ سُــخْــرِيَــتَــهُــم إلــى ذُهــولٍ عـنـدما أقـامَ الـفـتـاةَ، إِذْ «حَــيْــثُ يَــشــاءُ اللهُ يُــغْــلَــبُ نِــظــامُ الــطَّــبــيــعَــة»، وهَــذا أَمْــرٌ بَــديــهِــيُّ عِــنْــدَ الــمُــؤمِــنــيــنَ الــحَــقــيــقــيِّــيــن".

وقال: "وفــي حــديــثِــنــا عــن الإيــمــانِ لا بــدَّ مِــنَ الــتــذكــيــرِ أنَّ كــنــيــســتَــنــا الأنــطــاكــيــةَ الــحــيّــةَ الإيــمــانِ قــد فَــرِحَــتْ خِــلال الــمــجــمــعِ الــمــقَــدَسِ الأخــيــرِ بــإعــلانِ قِــدِّيــسَــيْــنِ جَــديــدَيْــنِ هُــمــا الــشَّــهــيــدَانِ فــي الــكَــهَــنَــةِ نــقــولا خَــشِّــة ونَــجْــلُــهُ حــبــيــب، الــلَّــذانِ بَــذَلا حَــيــاتَــهُــمــا فــي الــخِــدْمَــةِ الــنَّــقِــيَّــةِ، وسَــكَــبــا دِمــاءَهُــمــا حُــبًّــا بِــالــمَــســيــحِ الــسَّــيِّــدِ الــقُــدُّوس. إِعْــلانُ الــقَــداسَــةِ هُــوَ دَلــيــلٌ حِــسِّــيٌّ عــلــى عَــمَــلِ الــرُّوحِ الــقُــدُسِ الَّــذي لا يَــتَــوَقَّــفُ مَــدى الــحَــيــاة. إِنَّ كُــلَّ مُــؤمِــنٍ مَــدْعُــوٌّ إِلــى الــقَــداسَــةِ عــلــى حَــسَــبِ مـشـيـئـةِ اللهِ الــقــائِــل: «إِنِّــي أَنــا الــرَّبُّ إِلَــهُــكُــم فَــتَــتَــقَــدَّســونَ وتَــكــونــونَ قِــدِّيــســيــنَ، لأَنِّــي أَنــا قُــدُّوس» (لا 11: 44؛ 1بــط 1: 16). قـد يُــحــاوِلُ الــشَّــيْــطــانُ أَنْ يُــدْخِــلَ الــيَــأْسَ إلــى حَــيــاتِــنــا، وأَنْ يُــقْــنِــعَـــنــا بِــأَنَّ الــتَّــوبَــةَ غَــيْــرُ نــافِــعَــةٍ ولَــنْ يَــقْــبَــلَــهــا الله، ومــا ذَلِــكَ إِلَّا فــي سَــبــيــلِ إِبْــعــادِنــا عَــنْ إِلَــهِــنــا، مَــصْــدَرِ الــحَــيــاةِ الــحَــقــيــقــيَّــةِ، الَّــذي «يُــريــدُ أَنَّ جَــمــيــعَ الــنَّــاسِ يَــخْــلُــصــونَ، وإلــى مَــعْــرِفَــةِ الــحَــقِّ يُــقْـــبِــلــون» (1تــي 2: 4). لِــذا، عـلـيـنـا أنْ نَــسْــعــى إلــى خَــلاصِ نُــفــوسِــنــا وقَــداسَــتِــهــا، بِــالــتَّــوْبَــةِ الــدَّائِــمَــةِ والإلــتِــصــاقِ بِــالــرَّبِّ الَّــذي يُــتْــحِـــدُنــا بِــهِ عَــبْــرَ جَــسَــدِهِ ودَمِــهِ الــكَــريــمَــيْــنِ فــي الــقُــدَّاسِ الإِلَــهِــيّ،  لـكـي نَــسْــتَــحِــقَّ الــخَــلاصَ الــمُــعَــدَّ لِــمَــنْ يُــؤمِــنــونَ بـه حَــقًّــا".

وأضاف: "وفـيـمـا يـعــيـشُ عـالَــمُــنـا بـعـيـداً مـنَ الـقـداسـةِ بَـشـاعـةَ الـحـروبِ وقِــلّـةَ الإيـمـانِ، وانـعِـدامَ الإنـسـانـيّـةِ،  وفي ظِــلِّ صَــمْــتِ الـعـالَـمِ عَــنْ كـلِّ ما يَــجــري فـي هـذه المــنـطــقـةِ مـن تَــنـكـيـلٍ بالـمَـدَنـيـيـن الأبـريـاء، أمَــلُــنـا أنْ يَـتَـوَقَّــفَ الـقِـتـالُ ويَـعـلـو صـوتُ الـضـمـيـرِ عـنـد قـادةِ الـعـالـم، وأنْ تَــتَــغَـــلَّــبَ الـحِــكــمـةُ عـنـد مَـنْ فـي يَــدِهِــم الأمـرُ عـنـدَنـا، وأنْ يَــتَــوافَــقَ جـمـيـعُ الـمَـعْــنـيّـيـن مِـنْ مـسـؤولـيـن وسـيـاسـيـيـن وقـادةٍ وزعـمـاءَ عـلـى رفــضِ الــحــربِ وإبـعـادِ لـبـنـانَ عَـنْ هـذا الـصـراع، وعـلـى تَـحْـصـيــنِـه بـالإسـراعِ بـانـتـخـابِ رئـيـسٍ وتـشـكـيــلِ حـكـومـةٍ يـتـولَّـيـان قـيـادةَ الـبـلـدِ إلـى مـا فـيـه خـيـرُه وسـلامَـةُ شـعــبِـه.  كــمــا نُــنــاشِــدُ حُــكّــامَ الــعــالَــمِ، وخــصــوصــاً مَــنْ يَــحــمِــلُ مــنــهــم لــواءَ الــدفــاعِ عَــنْ حــقــوقِ الإنــســان، أنْ يَــعـــمَــلــوا عــلــى وَقْــفِ الــحــربِ وإســعــافِ الــجــرحــى وإيــواءِ الــمُــشــرَّديــن وإيــجــادِ حَــلٍّ عــادلٍ لــقــضــيــةٍ طــالَ الاســتــهــتــارُ بــهــا".

وختم عوده: "صَــلاتُــنــا أَنْ يَـعُــمَّ سـلامُ اللهِ عـالـمَـنـا الـمحــكـومَ بـالـعُـنـفِ والـخـطـايـا، وأنْ يُــشَــدِّدَ الـربُّ الإلـهُ إِيــمــانَــنــا، وأَنْ نَــســتَــطــيــعَ إِقْــرانَ هَــذا الإيــمــانِ بِــأَعْــمــالٍ تَــســتَــحِــقُّ الأَكــالــيــلَ الــسَّــمــاوِيَّــة، آمــيــن".