تقرير أسبوعي دولي - 182-2023

تقرير أسبوعي دولي - 182-2023
الأحد 5 نوفمبر, 2023

 

رقم 182/2023

30 تشرين الاول- 5 تشرين الثاني /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

أفادت المعلومات عن تواجد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، ورئيس المكتب السياسي لحماس، وقائد الحشد الشعبي العراقي بالإضافة إلى مسؤول عسكري من الحوثين في بيروت بداية الاسبوع، وذلك بعد أن عَمِل الاعلام الحربي لحزب الله في فترة الاسبوعين الماضيين على نشر فيديو إعلامي تحضيرا لإطلالة أمين عام الحزب هذا الأسبوع.

وقد كانت النتيجة، أن أُقفلت المدارس ونزح عدد غير قليل من الجنوبيين من قراهم كما هرع البنانيون للتبضّع، وذلك خوفا من إعلان الأمين العام للحرب على اسرائيل! كل هذا في وقت أعلنت الحكومة عن خطة طوارئ ليس باستطاعتها تأمين مواردها، فيما يُطمئن رئيسها الجميع بأن لبنان مُلتزم بالقرار 1701 ويُطالب بلجم اسرائيل لوقف اعتداءاتها على الجنوب البناني!

لم يُعلن السيد حسن نصرالله الحرب يوم الجمعة، بل اكتفى من خلال حديثه على تأكيد دعمه المطلق لحركة حماس مؤكدا أن حزبه يشارك في المعركة منذ اليوم الثاني بهدف تخفيف الضغط العسكري على القطاع على طول الحدود الجنوبية، متجاهلا بالطبع القرار الدولي رقم 1701، معتبرا الشباب الذين يُقتلون يوميا على الحدود شهداء على طريق القدس! مطالبا بتحقيق هدفين إثنين، الأول وقف اطلاق النار والثاني تحقيق انتصار حركة حماس، ومشددا في الوقت نفسه على أن ايران لم يكن لها أيّ يدٍ في عملية "طوفان الأقصى"!

لم يستثنِ السيد نصرالله أحدا خلال كلامه، فهو حمّل الاميركيين مسؤولية المجازر التي تحصل في غزة، دون أن يرفع المسؤولية عن حلفائهم الغربيين، محذرا مجددا من توسيع رقعة الحرب ومشاركة فصائل عديدة فيها إذا ما استمر القصف الاسرائيلي على ما هو. كما طالب الدول العربية والاسلامية عدم الاكتفاء بالتنديد بل اتخاذ خطوات عملانية دعما للغزاويين في حربهم الوجودية!

الجهة الوحيدة التي لم يأتِ أمين عام حزب الله على ذكرها هي الدولة اللبنانية ومستقبل ومصير اللبنانيين، فالواضح أن الدولة ومواطنيها لا يدخلون في حسابات الحزب حين يخوض حربا جهادية لتحرير القدس!

إن ما وصل إليه لبنان واللبنانيين، وما حصل ويحصل إن على الحدود الجنوبية إو في ضاحية بيروت الجنوبية  إنما يؤكد على الاحتلال الايراني للبنان.

إن تجاهل السلطة لهذا الواقع كما غياب القوى السياسية عن المواجهة الفعلية لهذا الاحتلال لم يعد مقبولا في لحظة مصيرية تتغيّر فيها المنطقة!

لقد أصبح واجبا على القوى التي تعتبر لبنان بلد العيش المشترك، لبنان الرسالة لمحيطه والعالم، أن تعمل وبشكل حثيث على مواجهة هذا الاحتلال من أجل تأمين مستقبل اللبنانيين!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

في إطار تطوّر الاحداث على الحدود الجنوبية وزعت الامانة العامة لمجلس الوزراء خطة الطوارىء الحكومية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والازمات الوطنية، وفي هذا الاطار انتقد عدد من القوى السياسية الخطة متسائلين عن إمكانية تمويلها في ظل العجز المالي الذي يعاني منه لبنان.

في السياق، وصل الى بيروت نهاية الاسبوع، وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو حيث اجتمع مع رئيس الحكومة، وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان والوفد المرافق للوزير، والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر. خلال الاجتماع، تم التشديد على التعاون والتنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل وتفعيل مهام القوات الدولية وضرورة ارساء الهدوء على طول الخط الازرق، وقد شدد الوزير لوكورنو على أهمية أن تتحلى كل الاطراف في الجنوب بالعقلانية والحكمة وعدم دفع الامور نحو التصعيد والتدهور، وأكد ضرورة ايجاد حل عاجل لقضية الرهائن في غزة والبحث في ايجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية. إلى ذلك، أبلغ الوزير الفرنسي الحكومة أن فرنسا قررت ارسال مساعدات عاجلة للجيش ومن بينها معدات طبية وادوية.

في السياق، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال مع بلينكن في عمّان، السبت، شارك فيه سفير لبنان في الأردن ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف ونائب رئيس موظفي وزارة الخارجية توم سوليفان. وقالت مصادر رسمية إن ميقاتي أكد للمسؤول الأميركي أولوية العمل للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا للإمعان في إحداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية، وأضاف أن ميقاتي شدد علىأن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية لأرضه وسيادته برا وبحرا وجوا.

 

في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، رأى الشيخ حسن البغدادي أنّ الأميركيين كانوا يُقاتلون بوكلائهم ويحاولون تقديم أنفسهم كمدافعين عن حقوق الإنسان والديموقراطية، وتحت هذا الشعار قتلوا عشرات الآلاف ودمروا اقتصاد البلاد ونهبوا الثروات، ووقفوا خلف إسرائيل وجرائمها وأوجدوا داعش وأخواتها! وأضاف لم تُخِف الأساطيل الاميركية اليوم قوى المقاومة ولا محورها، حيث تصدّت لهذه العربدة سواء مع العدو مباشرةً كما تفعل المقاومة الفلسطينية على أرض فلسطين والمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان التي أرعبت العدو ومن خلفه، حيث نرى في نفس الوقت أميركا وإسرائيل وحلفائهما يُعلنون عن عدم رغبتهم في الحرب واتساع رقعة النزاع، وفي الوقت ذاته تصدّت قوى المقاومة للأميركيين مباشرة عبر استهداف قواعدهم، ما جعلهم في مأزق لا يعرفون الخروج منه، وأعتقد أنّ على الأميركيين إعادة حساباتهم، فمؤتمر (سايس بيكو) لن يتكرر في زماننا، فهناك محورُ مقاومةٍ متامسك وقوي، ويستطيع أن يفرض معادلاتٍ ويمنع قيام أنظمة جديدة تقوم على المصالح الأميركية وعلى حساب شعوب المنطقة وثرواتها، سيّما في ظلّ تعددية قطبية نتجت عن إخفاقاتٍ عديدة في السياسة الأميركية، ليس آخرها الهزيمة في أوكرانيا، لذا يتوجّب عليهم استخلاص العبر من تلك الهزائم المتتالية لتبقى دروساً لا تُنسى!

في سياق المتابعة للحركة الدبلوماسية التي يقوم بها، نيابة عن الحزب أو بإسمه، استقبل اللواء عباس إبراهيم في مكتبه في بيروت بداية الاسبوع، السفير البلجيكي في لبنان كوين فيرفايك، وتم عرض للأوضاع والتطورات في المنطقة واحتمالات توسع الحرب نتيجة التطورات وخصوصا مع ارتفاع منسوب التوتر على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

من جانبه، وبعد كلمة أمين عام الحزب، وجه الشيخ نعيم قاسم، خلال وقفة تضامنية لنصرة غزة، التحية للشهداء جميعا على طريق القدس، فهم يعبدون طريق العزة والتحرير والنصر، كما قال. وأضاف ان المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين والتوحش اللاإنساني ضد الأطفال والنساء وقصف المستشفيات والعائلات سيزيد من تمسك الفلسطينيين بأرضهم وأقصاهم وعزتهم، وأكد أن حزب الله جزء من المواجهة على طريق فلسطين، وطريق فلسطين طريق التحرير وعزة المنطقة وتحرير لبنان واستقلاله. الحزب لا يفصل في التحرير بين فلسطين ولبنان والمنطقة، لأن إسرائيل محتلة لفلسطين كركيزة ولكنها محتلة للمنطقة بأشكال مختلفة على مستوى الأرض أو الثقافة أو السياسة أو الاقتصاد، وسيكون دائما في الميدان مؤثرا ومعطلا لمخططات اسرائيل!!

أما النائب حسن فضل الله فقد رأى أن ما رسمه الأمين العام لحزب الله من معادلات، وما حدده من مسارات للمرحلة المقبلة في خطابه أبقى العدو في دائرة القلق والهاجس لعدم معرفته بالخطوة التالية للمقاومة أو فهمه لما ستقوم به!! وأشار الى أن ما وضعه خطاب الأمين العام من رؤية، مبني على ما تقتضيه المعركة هنا على الحدود وما يتطلبه إسناد غزة وأهلها، وأهل الميدان على الجبهتين في لبنان وغزة هم أدرى بما تحتاجه هذه المواجهة مع العدو، وهو ما يتم بأعلى درجات التواصل والتنسيق مع حركات المقاومة خصوصاً في فلسطين لتحقيق الهدفين، وقف العدوان وانتصار المقاومة!!

كذلك، أكد النائب محمد رعد ان من يريد أن يستخف بالمقاومة لا يعرف طبيعة العدو ويسكن في عالم آخر ولعله لم تطأ قدماه الجنوب ليتحدث عن الجنوب وأمن الجنوب. ان هذا العدو لا يمكن ان يواجه إلا بخيار المقاومة! مشيرا الى ان الحزب الآن يواصل مقاومته حماية لهؤلاء ولشعبه وللبلد وللقضية المركزية ونصرة للمظلومين والمستضعفين الذين يستقوي عليهم الجبار الصهيوني ومن يدعمه! وأكد ان عملية غزة أجهضت وستجهض كل ما فعله العدو من أجل الوصول إلى مرحلة تطبيع العلاقات مع المنطقة، وإذا طبع سيطبع مع المهزومين ولن يصل تطبيعه إلى الشعوب على الإطلاق وسيبقى مطعونا في شرعيته وفي وجوده!!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان: أمام فداحة المأساة التي تتواصل في قطاع غزة وجنوب لبنان منذ 7 تشرين الجاري، والتي بدأت تأثيراتها تطال العالم بأسره، ذكّر المجتمعون كل من نسيَ أو تناسى، أن القرار 1701 قد كلّف لبنان 2500 شهيد، وخسائر بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمنازل والمؤسسات. إن هذا القرار الذي تم الاعتراف به بالإجماع، من كل الفرقاء اللبنانيين، يتعرّض اليوم للنسف بقرار خارجي، وذلك من جانب حزب الله والفصائل الفلسطينية بحجة دعم حركة حماس. إن المجتمعين يتّهمون إيران وميليشياتها حزب الله وفصائل فلسطينية ليس كما يدّعون بحماية لبنان بل باستعمال لبنان وشعبه وقودًا لتغذية المشروع الإيراني في المنطقة، وقد أتى كلام وزير الخارجية الايراني هذا الاسبوع تأكيدا للاحتلال الايراني للبنان. إن اللقاء والمجلس الوطني يحذّران من أن الخروج عن شبكة الأمان اللبنانية المتمثّلة بالدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، تحديدا، 1559، 1680، 1701 و2650، مهما هي الأسباب والذرائع، يشكّل تهديدًا للشراكة الوطنية، والأخطر لركائز الوطن ووحدته. إن اللقاء والمجلس الوطني يشدّدان أن طريق الخلاص للشعب الفلسطيني يمرّ قطعاً بالمبادرة العربية للسلام التي أطلقت في قمة بيروت عام 2002، وربطاً يكتفيان بإعادة نشر نص القرار 1701، مع التركيز على الفقرات 9، 10 و11. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • الكتائب اللبنانية - المكتب السياسي: اعتبر ان الارتكابات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة في حق أهالي غزة والتي تنافي كل القوانين الدولية على أنها جرائم حرب ضد الإنسانية يدفع الثمن الأغلى فيها المدنيون الأكثر ضعفا من أطفال وعجزة، ومن هنا ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بالمسؤوليات الملقاة عليه في وضع حد لكل هذه التجاوزات تحت طائلة إفقاد الأمم المتحدة شرعيتها في البت في حل الأزمات العالمية. ورأى أن استمرار الصراع يشكل الورقة الرابحة في يد إيران وحزب الله للتلطي خلفها بذريعة الدفاع عن القضية الفلسطينية والإبقاء على سطوتها وسلاحها أداة ضغط لتحقيق مكاسب بمفاوضات متعددة الأهداف تقودها طهران لتكرس نفسها لاعبا أساسيا في المنطقة ولاعبا رئيسيا في العالم على حساب شعوب المنطقة ومستقبل أبنائها. أكد أن الوقت حان للتوصل إلى حل نهائي للصراع الدائر منذ أكثر من 75 عاما وأن من حق الفلسطينيين العيش في دولة قابلة للحياة يعودون إليها فلا يبقون شعب شتات في دول العالم، مع التشديد على ضرورة إلزام كل الجهات بتطبيق القرارات الدولية بدءا من حل الدولتين الذي انطلق من بيروت – رفض أن يكون مصير لبنان رهن كلمة أمين عام حزب مسلح من هنا أو وزير خارجية دولة أخرى من هناك، وحمّل الحكومة اللبنانية ورئيسها مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إقحام لبنان في الحرب الدائرة والعمل فورا على نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود لحماية البلد تطبيقا للقرار 1701 بالتنسيق مع قوات حفظ السلام. وطالب رئيس مجلس النواب بالدعوة إلى جلسة لمناقشة خطة لبنانية تحصن لبنان وحق الدولة بقرار الحرب والسلم عوض الدعوة إلى جلسات فرعية. (ملحق رقم 2*- بيان)
  • التيار العوني - الهيئة السياسية: أكد ضرورة القيام بكل ما يلزم لتحييد لبنان عن الحرب، داعيا اللبنانيين جميعا الى الالتزام بحق لبنان بالدفاع عن نفسه في مواجهة اي اعتداء اسرائيلي والى الإستعداد لمواجهة كل الاحتمالات وعدم الخوف كون اسرائيل لا يمكنها ان تكون منتصرة من جراء اي حرب تشنها على لبنان، بل ستكون خسارتها اضعاف خسارة لبنان! - إن حماية لبنان تتطلب وضعا داخليا متماسكا وتبدأ بأن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته ويسرع في إنتخاب رئيس للجمهورية، واكد على مبدأ التيار رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته! - (ملحق رقم 3*- بيان)
  • كتلة اللقاء الديموقراطي: دانت الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة كما في الضفة الغربية، دعت إلى تحرك عربي فاعل لوقف هذا العدوان الوحشي والإبادة الجماعية - شددت على ضرورة التنبّه والوعي للنوايا الإسرائيلية المبيَّتة بتدمير لبنان، وبالتالي الحرص على عدم الانجرار إلى الحرب بالمعنى الأوسع، وعلى ضرورة أن لا تتخطى الاشتباكات الضوابط الراهنة درءاً للمخاطر الجسمية المتأتية عن عدوان إسرائيلي لا قدرة للبنان على تحمّل تداعياته - أعلنت أنها تحسباً لاحتمالات وقوع عدوان إسرائيلي، فهي تواكب الى جانب الحزب التقدمي الإشتراكي الاستعدادات الجارية لاستقبال النازحين من المناطق اللبنانية التي قد تتعرض للعدوان - جددت دعوتها الى القوى السياسية دون استثناء للارتقاء إلى مستوى خطورة المرحلة التي تستدعي مسؤولية استثنائية في معالجة الاستحقاقات كافة، وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية، وبالوقت نفسه تفعيل عمل الحكومة القائمة، ومنع الفراغ في الجيش والمؤسسات الأمنية، ووقف مسلسل الشغور الذي يضرب المؤسسات تباعاً، ويهدد في ظل التحديات الخطيرة الراهنة وجودية الدولة. (ملحق رقم 4*- بيان)
  • امين عام حزب الله: المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول، تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها، مؤكدا ان الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة - تصاعد وتطور العمل بهذه الجبهة مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان - معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت ان هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي، وما حصل يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الاطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها - أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة واسرائيل هي أداة. فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف اطلاق النار - هناك هدفان يجب العمل عليهما هما: وقف العدوان على غزة والهدف الثاني أن تنتصر حماس في غزة – دعا العرب الى العمل من أجل وقف العدوان على غزة وان لا يكتفوا بالتنديد بل طالبهم بقطع العلاقات وسحب السفراء. (ملحق رقم 5*- ملخص الكلمة)
  • البطريرك بشارة الراعي: الإنجيل يحترم السلطة المدنيّة الشرعيّة، ويدعوها إلى ممارسة العدل في خدمة المواطنين. لكنّ هذه الثقافة مفقودة في لبنان. فها هي السنة الثانية تبدأ وسدّة رئاسة الجمهوريّة في فراغ، وما من كلام جدّي عند احد بشأن إجراء انتخاب للرئيس. وكأنّ الفراغ مقصود من أجل المضيّ في تفكيك مؤسّسات الدولة، والتلاعب في موظّفيها، وتنفيذ الزبائنيّة في إداراتها. وهذا ما أفقد المسؤولين السياسيّين ثقة العالم بهم، وبالتالي أهل لبنان. يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ - كيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزّه الجريحة بل المهدّمة من حرب هدّامة إباديّة ينصبّ فيها الحقد والبغض بقوّة القنابل والحديد والنار؟! وكذلك في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. في الحرب الجميع خاسرون. والويلات قتلًا وتهجيرًا تصيب المواطنين الأبرياء الذين يخسرون منازلهم وكلّ جنى عمرهم. كيف يتبرّئ حكّام الدول وأمراء الحروب من جرائمهم ضدّ الإنسانيّة؟ أمّا ما يختصّ بالحرب البغيضة الهدّامة هناك فالحلّ الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. (ملحق رقم 6*- العظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة: يظن أراكنة العالم اليوم أنهم خالدون، وأنهم فوق المحاسبة العادلة والدينونة الإلهية الآتية، مثلما هم هنا على هذه الأرض. لم يعد هناك احترام لقدسية الحياة ولكرامة الإنسان ولا لأرض مقدسة. يشنون الحروب المدمرة ولا يحيدون النساء والأطفال والمعابد والمستشفيات. لقد تخلى معظم حكام العالم عن إنسانيتهم وصموا آذانهم عن صراخ الأطفال وأنين الأمهات، ولا يصغون لصراخ الضمير. أسابيع مرت ولم نر نية لوقف القتال وحماية المدنيين الأبرياء الذين يقتلون وكأنهم ليسوا على صورة الله ومثاله ولهم الحق في حياة كريمة. إن لم ينظر العالم بعين العدل لن يكون سلام ولا استقرار لأن الحكم المبني على الظلم لا يدوم. لم يبق مكان آمن على الأرض، والعدالة لم تعد أمرا بديهيا بل هي خاضعة للمصالح. (ملحق رقم 7*- العظة)

 

  1. في الشأن السوري

أفاد التلفزيون الرسمي السوري، الاثنين، إن ضربات جوية إسرائيلية من اتجاه الجولان استهدفت موقعين عسكريين في درعا. وذكرت وسائل إعلام سورية أن الضربات تسببت في بعض الأضرار المادية. فيما، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن طائرة تابعة لسلاح الجو، قصفت ما وصفها بأنها بنية تحتية عسكرية في الأراضي السورية.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الغارات استهدفت أهدافا عسكرية في محيط مدينة نوى بريف المحافظة الغربي، حيث أفاد بوقوع انفجارات عنيفة على خلفية الغارات هذه، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية، مضيفا  أن إسرائيل استهدفت، مساء الأحد الماضي، منطقة تل الجموع العسكرية غربي مدينة نوى بقذائف المدفعية.

في ملف الاستهدافات المتزايدة على قواعد القوات الاميركية في المنطقة منذ حرب غزة، أفاد المرصد السوري، السبت، بأن انفجارا عنيفا سُمع في منطقة القاعدة الأميركية في الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وأضاف أنه لم ترد معلومات عما إذا كان الانفجار نتيجة استهداف جديد للقاعدة أم أنه ناجم عن قذائف أطلقتها القوات الأميركية. وكانت قاعدة خراب الجير التابعة لقوات التحالف الدولي في رميلان بريف الحسكة الشمالي، قد تعرضت مساء الجمعة لعشر ضربات بواسطة قذائف صاروخية، مصدرها الأراضي العراقية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو حجم الأضرار المادية، فيما تبنت الهجوم ما تعرف باسم "المقاومة الإسلامية العراقية" عبر بيان لها. إلى ذلك، قالت فصائل عراقية مسلحة في بيان، يوم الاثنين، إنها استهدفت قاعدة أميركية بحقل غاز كونيكو في ريف دير الزور الشمالي بسوريا برشقة صاروخية، وأضافت أن الرشقة الصاروخية أصابت أهدافها بشكل مباشر. كما أشارت إلى أنها استهدفت قاعدة عين الأسد الأميركية في غرب العراق بالصواريخ، مضيفة أنها أصابت أهدافها بشكل مباشر. كذلك، سقطت 4 صواريخ مصدرها مناطق نفوذ قوات النظام السوري وميليشيات مسلحة في القاعدة الأميركية بحقل كونيكو للغاز، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات "التحالف الدولي"، حيث دوت انفجارات في منطقة القاعدة العسكرية، مما أجبر رتل التعزيزات على التوقف قبل دخوله القاعدة العسكرية. بالتزامن، حلقت طائرات "التحالف الدولي" في أجواء المنطقة، واستهدفت نقاط تمركز للميليشيات في قريتي طابية شامية ومراط بريف دير الزور، ودمرت منصات لإطلاق الصواريخ.

يذكر ان المرصد السوري رصد منذ تاريخ 19 الشهر الماضي، 19 استهدافا لقواعد "التحالف الدولي". توزعت على النحو التالي: 4 على قاعدة التنف، و5 على قاعدة حقل العمر النفطي، و3 على قاعدة حقل كونيكو للغاز، و1 على القاعدة الأميركية في روباربا بريف مدينة المالكية، و3 على قاعدة خراب الجير برميلان، و3 على قاعدة الشدادي.

أمنيا من جانب آخر، أفاد الدفاع المدني المعروف باسم "الخوذ البيضاء" في محافظة إدلب السورية بمقتل ما لا يقل عن 66 شخصاً في المحافظة الواقعة شمال غربي البلاد، وذلك خلال شهر أكتوبر الماضي، بحسب ما كشف في إحصائية مفصّلة بيّنت أيضاً إصابة أكثر من 270 شخصاً بجروح خلال الشهر الماضي جرّاء التصعيد العسكري في المحافظة حيث تحاول القوات الحكومية السورية بدعمٍ جوي من موسكو وبرّي من ميليشياتٍ مدعومة من طهران، السيطرة على محافظة إدلب، لكن هدفها في المرحلة الراهنة هو السيطرة على الطريق الدولي الذي يمرّ من ريفها ويصل بين محافظتي حلب واللاذقية. وتبرر القوات الحكومية وحليفتيها الهجوم على محافظة إدلب كرد على استهداف الكلية الحربية في محافظة حمص وسط البلاد، لكنها رغم ذلك لم تستطع التقدّم برياً لوجود تفاهمات بين روسيا وتركيا وإيران تتعلق بإدلب والتي تمّت في سوتشي وأستانة. وبحسب مصادر متابعة، فإن الميليشيات المدعومة من طهران، علاوة على مجموعات إيرانية تتبع الحرس الثوري الإيراني هي من تحاول بسط سيطرتها على الطريق الدولي الذي يربط بين حلب واللاذقية ويمر في أرياف إدلب.

 

  1. في الشأن الليبي

أمنيا وفي ملف الصدامات العسكرية المتكررة، قتل شخصان وجرح آخرون بعد اندلاع اشتباكات مسلحة في مدينة غريان الواقعة غرب ليبيا، في حصيلة أولية مع تواصل القتال واستمرار تصاعد التوترات في المدينة. واندلعت المواجهات العنيفة التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، صباح الأحد الماضي، عقب اقتحام قوات تابعة لعادل دعاب وموالية للجيش الليبي، المدينة ومحاولة السيطرة عليها بعد عودته إليها. وأدّى هذا القتال إلى شلل تام داخل المدينة، كما أعلنت "جامعة غريان" تعليق الدراسة ودعت جميع منتسبيها عدم القدوم إلى مقرّ الجامعة وإيقاف الامتحانات إلى حين انتهاء الاشتباكات، بينما دعا مستشفى غريان جميع العناصر الطبيّة للحضور. يذكر أن غريان مدينة استراتيجية تقع على بعد 100 كلم جنوب غربي طرابلس، وهي محطّة للصراع بين قوات الجيش الليبي والمجموعات المسلّحة التابعة للغرب الليبي.

في الملفات الاقتصادية، اتفقت شركة سوناطرك الجزائرية والمؤسسة الوطنية للنفط الليبية، يوم الاثنين، على استئناف عمليات الاستكشاف في حوض غدامس بليبيا، بعد رفع حالة القوة القاهرة نهاية شهر أغسطس الماضي. في هذا الإطار اتفق الطرفان على عقد اجتماع رفيع المستوى في السابع من نوفمبر بالعاصمة الليبية طرابلس من أجل ترسيم إضفاء الصفة الرسمية على عملية استئناف الالتزامات التعاقدية لمجمع سوناطراك في مجال الاستكشاف برقعتي 065 و96/95 في حوض غدامس، فضلا عن مناقشة سبل تعزيز الشراكة الثنائية وتعزيز علاقات التعاون بين الشركتين.

من جانب آخر، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إعادة تشغيل مصنع التكسير الحراري للنافتا بمجمع رأس لانوف الصناعي، ووصول غاز الإيثيلين إلى الخزانات بمنطقة التخزين البارد بعد توقف دام لأكثر من 12 عاماً. وأكدت المؤسسة، بدء إنتاج غاز الإيثلين طبقاً للمواصفات القياسية وتحويله للخزانات بصورة تدريجية، وذلك بعد نجاح عمليات التشغيل التجريبية لمصنع الإيثلين.

يذكر أنه تم افتتاح وتشغيل مصنع الإيثيلين في 15 أبريل 1987 من قبل شركة هيب اليوغسلافية، وتم تسليم عمليات التشغيل لشركة راس لانوف بكوادر ليبية في سنة 1992. ويعتبر مصنع الإيثلين من أكبر المصانع البتروكيماوية في المنطقة وصمم بطاقة تصميمية تصل إلى 330 ألف طن متري في السنة من مادة الإيثلين، كما ينتج البروبلين وخليط رباعي الكربون والجازولين الحراري وزيت الوقود الحراري.

في ملف كارثة مدينة درنة، انطلق في مدينة بنغازي شرق ليبيا، يوم الأربعاء، المؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة والمناطق المتضرّرة من الفيضانات والسيول التي تسببت في تدمير البنية التحتية وانهيار المباني ومقتل الآلاف، وسط مخاوف من أن يعرقل الانقسام والتنافس الحكومي مشاريع إعادة البناء. وقالت الحكومة المكلّفة من البرلمان، إن المؤتمر يحضره أكثر من 70 ممثلاً عن شركات دولية وعربية من دول الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والبرتغال والإمارات وتركيا ورومانيا وفرنسا وبيلاروسيا ومصر، لمناقشة سبل إعادة إعمار المناطق المتضرّرة من السيول في الشرق الليبي. ومن المنتظر أن تكون عملية ترتيب إعادة إعمار درنة معقدة جدّا، مع انقسام البلاد بين حكومتين في الشرق والغرب، وتنافس قيادات البلاد على صلاحيات إدارة أموال مشاريع إعادة البناء، حيث أكد كل طرف شرعيته وأحقيته بالإشراف على إعادة البناء في المناطق المنكوبة.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

كشف المتحدث باسم معبر رفح في الجانب الفلسطيني، ان حصيلة الذين عبروا من غزة إلى مصر حتى مساء الجمعة، مشيرا إلى ان عدد الأجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة تخطى 1000 شخص، بينما عبر نحو 150 جريحا ومرافقوهم. تجدر الإشارة إلى أن الخارجية المصرية كانت قد أعلنت أن السلطات في مصر تبذل جهودها لتسهيل إجلاء نحو 7 آلاف أجنبي من غزة، يحملون جنسيات 60 دولة.

في هذا السياق، قررت هيئة المعابر والحدود في غزة، السبت، وقف إجراءات خروج الأجانب من معبر رفح إلى مصر لحين تنسيق نقل الجرحى من مستشفيات القطاع باتجاه المعبر، وقال مصدر في الهيئة إن أي من حملة الجوازات الأجنبية لن يخرج من القطاع إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة باتجاه معبر رفح، وشدد على أن هذا القرار يهدف إلى الضغط على إسرائيل، بعدما قصفت الجمعة قافلة إسعاف كانت تنقل جرحى من الشمال باتجاه معبر رفح.

وفي سياق إدخال المساعدات نوه المتحدث إلى أن إجمالي شاحنات المساعدات التي دخلت من الجانب المصري إلى غزة منذ إعادة فتح المعبر حتى الجمعة تخطى 350 شاحنة، تحمل غذاء ومياه للشرب وأدوية، ولم يتم السماح بعبور شاحنات الوقود حتى الآن. يأتي ذلك فيما لا تزال هناك المئات من شاحنات المساعدات المتوقفة أمام معبر رفح في الجانب المصري تنتظر الدخول لقطاع غزة، وتضم شاحنات ضمن قافلة مساعدات مصرية وأخرى دولية وصلت عبر مطار العريش في شمال سيناء.

إلى ذلك، عبرت 50 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من معبر رفح المصري باتجاه معبر العوجة، صباح السبت، تمهيدا لدخول قطاع غزة. وهذه هي الدفعة رقم 13 من المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، بعد الانتهاء من إجراءات التفتيش التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على الشاحنات. وبلغ إجمالي شاحنات المساعدات التي تسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني 421، تحتوي على أغذية ومياه وأدوية ومستلزمات طبية، بينما لم يسمح بإدخال الوقود إلى القطاع حتى الآن. وأفيد أنه من المرتقب وصول قافلة مساعدات إنسانية مصرية جديدة في وقت لاحق من السبت إلى العريش، مقدمة من بنك الطعام المصري، تضم 120 شاحنة محملة بنحو ألفي طن من المواد الغذائية تكفي قرابة 150 ألف أسرة.

ويوم الأحد، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بخطة لتوصيل الوقود إلى جنوب غزة تحت مراقبة دولية في حالة خرجت المزيد من المستشفيات من الخدمة، حسبما قال مسؤولان إسرائيليان، وذلك بعد الضغوط الدولية الكبيرة التي تمارس في هذا الاتجاه.

في سياق متصل، كشف المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، دافيد ساترفيلد، السبت، عدد الأشخاص الذين نزحوا من شمال إلى جنوب قطاع غزة، حيث ذكر في حديثه مع الصحفيين في العاصمة الأردنية عمّان، أن ما بين 800 ألف إلى مليون شخص انتقلوا إلى جنوب قطاع غزة، وأضاف انه في المقابل، بقي ما بين 350 ألف إلى 400 ألف شخص في شمال القطاع. وفي هذا السياق، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيسمح للفلسطينيين باستخدام طريق سريع رئيسي في قطاع غزة، السبت، في إطار محاولات حث المدنيين على النزوح إلى الجنوب بعيدا عن المناطق التي يركز فيها حربه على حركة حماس.

من جانب آخر، أعادت إسرائيل، الجمعة، آلاف العمال الفلسطينيين من سكان قطاع غزة إليه، بعدما كانت قد اعتقلتهم إثر اندلاع الحرب مع حركة حماس التي تسيطر على القطاع في 7 أكتوبر الماضي. وكان هؤلاء العمال يشتغلون في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقت اندلاع الحرب. وأظهرت صور تدفق العمال على القطاع المحاصر عبر معبر كرم أبو سالم شرقي رفح، حيث نقلتهم إسرائيل إلى هناك في وقت سابق، كما أظهرت صور أخرى دخول مجموعات من العمال عبر معبر رفح بين قطاع غزة ومصر. وقد أفادت تقارير إسرائيلية بأن أجهزة الأمن اعتقلت أكثر من 3 آلاف عامل غزي كانوا يعملون في إسرائيل بعد اندلاع الحرب.

في الملف الدبلوماسي المتابع لحرب، قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه تم العمل منذ بدء الحرب في غزة على إنجاز 3 أهداف ذات طبيعية إنسانية وهي وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات، ووقف التهجير القسري ضد الفلسطينيين. كما أشار الى ان مجلس الأمن بقي معطلا مرارا بسبب الانقسام الحاد بين صفوفه حيال الوضع، ولذلك تم التوجه إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريس الذي أخذ موقفا شجاعا بالدعوى لوقف إطلاق نار إنساني خلال تواجده على بوابة معبر رفح، كما لفت الى ان القرار العربي تحت عنوان "متحدون من أجل السلام" صفته شبيهة بصفة أي قرار بمجلس الأمن، لذلك القول بأنه غير ملزم غير دقيق، لأن إسرائيل كما هو معلوم لا تلتزم حتى بالقرارات الملزمة. كما أضاف أن رئاسة مجلس الأمن ستكون للصين وهذا سيخلق ديناميكية جديدة، ربما تزيد من حدة الانقسام لإن أميركا لها موقف معروف إزاء الصين، لكنه أفاد انه لا يزال هناك توافقا دوليا على عدم السماح بالتهجير وان الجميع يعتبرون ذلك جريمة ضد الإنسانية.

على صعيد متصل، قالت أربعة مصادر دبلوماسية إن فرنسا ستستضيف مؤتمرا إنسانيا دوليا لصالح السكان المدنيين في غزة في التاسع من نوفمبر حيث تتطلع إلى تنسيق إدخال المساعدات لقطاع غزة المحاصر. وأفاد الدبلوماسيون بأن المؤتمر سيكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، كما أن مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمات غير حكومية تعمل في غزة ستكون حاضرة أيضا، بالاضافة الى ان السلطة الفلسطينية ستكون حاضرة لكن ليس من المقرر أن تتم دعوة إسرائيل، مضيفين أن باريس ستخطر إسرائيل بالمبادرة وبالعمل الذي سيجري في المؤتمر. وسيتطرق المؤتمر لقضايا مثل جمع الأموال مع تحديد عدة قطاعات على أنها بحاجة إلى الدعم الطارئ استنادا إلى تقييمات الأمم المتحدة للاحتياجات الطارئة، وستكون أيضا إعادة إمدادات المياه والوقود والكهرباء من الموضوعات محل النقاش، مع ضمان سير عمليات المحاسبة للتأكد من عدم وصول المساعدات إلى أيدي حماس.

وترسل فرنسا حاملتي طائرات هليكوبتر قبالة ساحل غزة في الوقت الذي تعمل فيه مع السلطات الإسرائيلية والمصرية على إيجاد سبيل لتوفير المساعدات الطبية للمتضررين من القصف في القطاع المحاصر.

يشار إلى ان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كان قد حث إسرائيل، الجمعة، على إقرار هدنة إنسانية في قطاع غزة، منوها بان موافقة إسرائيل على هدنة إنسانية ستساعد واشنطن على درء الضغوط المتزايدة التي تواجهها بسبب دعمها للعملية الإسرائيلية في غزة، كما ستساعد إسرائيل على كسب المزيد من الوقت قبل هجومها البري الشامل على غزة، وذلك بحسب مصادر مطلعة. في المقابل، رفض القادة الإسرائيليون، بمن فيهم نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزي هاليفي، هذا المقترح، وأبلغوا بلينكن بأن وقف إطلاق النار لن يحدث ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن.

في الداخل الاسرائيلي، تظاهر مئات الإسرائيليين، مساء السبت، في أكثر من موقع، من بينها أمام منزلي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في قيسارية والقدس بالإضافة إلى مظاهرة مركزية نظمت في تل أبيب، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة. وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" "واينت"، فإن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت ثلاثة متظاهرين على الأقل أمام مقر إقامة نتنياهو في مدينة القدس، حيث تجمع العشرات من المتظاهرين الذين طالبوه بـ"الاستقالة"، واتهموه في "الفشل" في إدارة الحرب على قطاع غزة، ومحاولة إطالة أمد الحرب، تحسبا من الخطر الذي يتهدد مستقبله السياسي.

كما تجمع الآلاف للتظاهر في تل أبيب في ما بات يعرف بـ"ميدان المخطوفين والمفقودين" في إشارة إلى الأسرى والرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، وذلك لمطالبة "كابينيت الحرب" الإسرائيلي بالعمل بجد على إطلاق سراح الرهائن والأسرى قبل التورط أكثر في العملية البرية للاحتلال في قطاع غزة المحاصر.

ويتظاهر آلاف الإسرائيليين بشكل شبه يومي، في أنحاء البلاد، للضغط على الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن الأسرى المحتجزين بغزة، علما أن هناك ما لا يقل عن 242 إسرائيليًا، أسرتهم فصائل المقاومة في غزة. يشار إلى أن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" قال مساء السبت إن القصف الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر تسبب في فقدان أكثر من 60 أسيرا، وأضاف انه بعد عمليات البحث لا زالت 23 جثة منهم مفقودة تحت الأنقاض حتى الآن.

 

  1. 5. في الشأن العراقي

تتواصل الاستهدافات المتتالية بالصواريخ والمسيرات لقواعد أميركية في العراق وسوريا على يد فصائل عراقية مدعومة من طهران، وآخرها كان استهداف قاعدة عسكرية أميركية بمحافظة الحكسة على الحدود السورية التركية، وحيث أعلنت الجماعة التي تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، أنها ستبدأ من الأسبوع المقبلة بـمرحلة جديدة تستهدف فيها قواعد أعدائها بشكل أوسع وأشد. يأتي ذلك بعد أن أعلن الحشد الشعبي الذي يضم عشرات الفصائل المسلحة في العراق، الخميس، حالة التأهب.

ويتوقع خبراء أن تكثف هذه الفصائل هجماتها على طول المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، وأن تستهدف المقار والمصالح الدبلوماسية الأميركية كذلك ولا سيما في بغداد وأربيل، وهو ما سيكون مؤشرا على توجه لانخراط هذه الفصائل بشكل أكبر في الحرب الدائرة بغزة، وهو ما سيفيد بأن العراق شبه الرسمي اعلن الحرب، بخلاف الموقف الرسمي لبغداد والآليات القانونية التي نص عليها الدستور العراقي لاتخاذ قرارات الحرب والسلم.

وقد أشار عدد من الخبراء بأنه إذا لم يبادر رئيس الوزراء لوضع مقاربة واضحة لتجنيب العراق من التورط في هذه الحرب المدمرة، وحض هذه الجماعات على الالتزام بالسياسة الرسمية للبلاد ومراعاة وإعلاء مصالحها الوطنية العليا، فإن نيران الحرب ستطال العراق لا محالة.

يذكر أن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الذي أعلن سابقا اعتزاله السياسة، كان قد حذر نهاية الاسبوع الماضي، الحكومة العراقية والبرلمان على السواء، داعيا إياهما إلى التصويت على إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، نظرا للدعم الأميركي اللامحدود للإسرائيليين ضد غزة، حسب قوله.

على صعيد منفصل، وفي الملف الاقتصادي، قالت شركة "LUKOIL" الروسية، الخميس، إنها وقعت اتفاقا مع العراق يتعلق بحقل غرب القرنة 2 النفطي لتحسين الظروف فيه وتمديد عقد خدمات لمدة عشر سنوات، وأضافت أن الاتفاق سيؤدي إلى مضاعفة قدرة الحقل النفطي تدريجيا.

في 12 ديسمبر 2009، حصلت الشركة الروسية" على عقد لتطوير حقل غرب القرنة 2، وفي 31 يناير 2010، تم توقيع عقد الخدمات لتطوير وإنتاج محطة غرب القرنة 2، وتمت المصادقة على العقد من قبل مجلس وزراء جمهورية العراق، وفي 29 مارس 2014، بدأ إنتاج النفط التجاري في الحقل.

ويضيف الحقل أكبر نمو إنتاجي إضافي في العراق بلغ 480 ألف برميل يومياً، من تكوين المشرف، الذي يمثل 10 بالمئة من إجمالي إنتاج العراق من النفط الخام، و 15 بالمئة من صادرات العراق النفطية.

 

  1. 6. في الشأن اليمني

أعلنت جماعة الحوثي إطلاق دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة خلال الساعات الماضية على أهداف عدة في إسرائيل، ردا على قصف قطاع غزة المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، وقال المتحدث باسمها يوم الأربعاء، ان الجماعة ستواصل استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات حتى يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة! مضيفا إن الدفعة التي أطلقتها الاربعاء هي العملية الثالثة للجماعة على إسرائيل.

يشار إلى أن هذه الحوادث سلطت الضوء على المخاطر التي تواجه مصر ودولا أخرى في المنطقة مع تصاعد القتال بين إسرائيل والفلسطينيين. لاسيما أن القاهرة تلعب دورا نشطا في التفاوض على وصول المساعدات إلى غزة، وفي محاولة إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس، والدعوة إلى وقف إطلاق النار، لكن قربها من خط المواجهة يعرضها للمخاطر.

وفي السياق، حثّ نوابٌ جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، وزارة الخارجية على إعادة تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية على خلفية هجماتها الموجهة ضد إسرائيل. وجاء في رسالة النواب، أن إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية يؤكد أنهم يشكلون تهديدا لحلفاء واشنطن، خصوصا وللاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط بشكل عام. وقد كشفت مصادر أميركية مطلعة أن السيناتور الجمهوري ستيف داينز هم من قدم مشروع القانون.

من جانب آخر، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، يوم الخميس، استمرار ميليشيا الحوثي بانتهاكاتها العسكرية والحقوقية، والتنصل من كافة التزامات التهدئة، وتغليب مصالح قادتها وداعميها على مصالح الشعب اليمني. واطلع العليمي، خلال رئاسته لاجتماع مجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، رئيس وأعضاء الحكومة، على المستجدات المتعلقة بجهود السعودية وسلطنة عمان من أجل تجديد الهدنة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن إنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية، واستعادة مؤسسات الدولة، بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا، ودوليا، كما جدد الثناء على دور السعودية والإمارات في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز موقف العملة المحلية، وتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني، وإفشال مخططات الميليشيات الحوثية وداعميها لإغراق البلاد بأزمة اقتصادية وإنسانية شاملة.

 

  1. 7. في الشأن المصري

قال مسؤول في وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر، الخميس، إن صادرات الغاز الطبيعي الإسرائيلية إلى مصر استؤنفت بعد توقفها نهاية الأسبوع الماضي لكن بكميات صغيرة دون أن يحدد حجم التدفق الحالي. ويأتي انقطاع الصادرات في أعقاب تعليق إسرائيل الإنتاج في حقل تمار للغاز الذي تديره شركة شيفرون في التاسع من أكتوبر، بعد وقت قصير من تصاعد القتال مع حركة حماس في غزة. وفي مقابل هذا، تحولت الإمدادات إلى خط أنابيب في الأردن بدلا من خط الأنابيب المباشر تحت سطح البحر إلى مصر. وقال مجلس الوزراء المصري في بيان الأحد الماضي، إن واردات الغاز إلى مصر انخفضت إلى صفر من 800 مليون قدم مكعبة يوميا، مما ساهم في قصور في توليد الكهرباء، لكن أحد المسؤولين في مشروع ليفياثان قال الثلاثاء، إن الصادرات إلى مصر متواصلة باستمرار فيما يظهر التزام المشروع تجاه عملائه والسوق المصرية، واستمر إنتاج الغاز في ليفياثان طوال هذه الفترة، مشيرا الى ان انقطاعا قصيرا في حقل الغاز البحري الإسرائيلي كاريش أدى إلى ضخ مزيد من الغاز من حقل ليفياثان إلى إسرائيل، مما أدى إلى خفض الصادرات لكن لم يوقفها.

وتعتمد مصر على واردات الغاز الإسرائيلي لتلبية بعض الطلب المحلي بالإضافة إلى التصدير الذي يمثل مصدرا مهما للعملة الأجنبية التي تتعطش إليها البلاد.

وارتفعت أسعار الغاز في هولندا وبريطانيا، الاثنين، مدفوعة بأنباء عن توقف واردات الغاز المصرية، بما سيؤثر بالتالي على صادراتها من الغاز الطبيعي المسال، كما أدت برودة الطقس وانقطاعات غير مقررة سلفا في النرويج لدعم الأسعار.

واستقبلت مصر، الجمعة، أول شحنة غاز طبيعي مسال، منذ يوليو الماضي، من أجل تلبية احتياجاتها المحلية من الوقود في ظل انخفاض الإنتاج المحلي وتراجع الإمدادات القادمة من الغاز الإسرائيلي. وذكرت وكالة بلومبرغ، في تقرير، أن الناقلة "ماران غاز كاليمنوس"، المحملة جزئياً بالغاز الطبيعي المسال، وصلت إلى ميناء العين السخنة، الجمعة، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات. وهذه الشحنة النادرة هي الأولى من نوعها منذ يوليو الماضي، وتعد مؤشرا على أن مصر، التي كانت تحولت إلى تصدير الغاز الطبيعي المسال- تلجأ للأسواق العالمية في نقص الإمدادات المحلية.

في سياق متصل، قال مسؤول مطلع، الاربعاء، إن شركة إيني الإيطالية للطاقة تتوقع بدء الإنتاج من بئر غاز أوريون-1 إكس في شرق المتوسط بمصر تضم احتياطي قدره 10 تريليونات قدم مكعبة خلال ثلاث سنوات وبتكلفة استثمارية 130 مليون دولار، وأشار إلى أن التقديرات الصادرة عن الشركة بشأن البئر الاستكشافية الواقعة بمنطقة امتياز شمال شرق حابي البحرية ما زالت أولية، مضيفا أن إيني حركت معدات إلى موقع البئر للوصول إلى أعماق أكبر في عملية الاستكشاف مقارنة مع ما قامت به شركات سابقة تولت التنقيب في الموقع. كما أفاد إن الحكومة المصرية توجه استفسارات للشركات النفطية العاملة في البلاد بشأن مستجدات عمليات الإنتاج من الحقول الجديدة في عدة مواقع سعيا منها لوضع خطة تنفيذية سريعة لتعويض ما فقدته البلاد من واردات الغاز، خاصة القادمة من إسرائيل.

في ملف حرب غزة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان الخميس، أن مصر تستعد لاستقبال 7000 أجنبي من المقرر إجلاؤهم من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، وجاء في البيان أن مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج إسماعيل خيرت بحث خلال اجتماع الأربعاء مع دبلوماسيين أجانب الاستعدادات الرامية إلي تسهيل استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب من غزة عبر معبر رفح، وأشار خيرت إلى أن عدد المواطنين الأجانب المقرر إجلاؤهم هم حوالي 7000 مواطن أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة.

في الملفات الاقتصادية، أعلنت وزارة المالية المصرية، في بيان الخميس، تنفيذ الإصدار الدولي الثاني من سندات الساموراي اليابانية بقيمة 75 مليار ين ياباني ما يعادل نحو نصف مليار دولار، لأجل خمس سنوات وبعائد متوسط 1.5 بالمئة. وسندات الساموراي سندات تصدرها جهات أجنبية من الدول أو الشركات في السوق اليابانية مقومة بعملة الين وفقا اللوائح اليابانية، التي تجذب مستثمرين من اليابان، ويعتبر أغلب مصدري سندات الساموراي من أوروبا والولايات المتحدة. وطرحت مصر في مارس 2022، لأول مرة في تاريخها، سندات "ساموراي" دولية بقيمة 500 مليون دولار، كانت تعادل حينها نحو 60 مليار ين.

من جانب آخر، أعلن البنك المركزي المصري إنه أبقى أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير يوم الخميس، كما كان متوقعا على نطاق واسع، قائلا إنه يركز على التضخم في المستقبل وليس في الوقت الحالي وإن النمو الاقتصادي مستقر فيما يبدو في الربع الثالث من يوليو إلى سبتمبر. وخلال اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي، الخميس، وهو الاجتماع قبل الأخير هذا العام، تم تثبيت سعر الفائدة الرئيسية عند مستوى 19.25 بالمئة للإيداع و20.25 بالمئة للإقراض، وهو الأعلى تاريخيا.

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن مصر رفعت أسعار البنزين بما يصل إلى 14.3 بالمئة لكنها أبقت على سعر الديزل دون تغيير. فيما نقلت وسائل إعلام محلية، أن الرئيس المصري رفض طلبا للحكومة بزيادة سعر الديزل، مكتفيا برفع سعر البنزين حرصا على محدودي الدخل، وأضافت أن السيسي وجه بترشيد استهلاك الحكومة من الوقود بنسبة 50 في المئة.

إلى ذلك، خفضت وكالة فيتش تصنيف مصر الائتماني على المدى الطويل بالعملات الأجنبية إلى "B-" هبوطا من "B"، وقالت إن التخفيض يعكس زيادة المخاطر على التمويل الخارجي لمصر واستقرار الاقتصاد الكلي ومسار الدين الحكومي المرتفع بالفعل. وبحسب تقرير الوكالة، فقد تعافى قطاع السياحة الرئيسي في مصر، والذي تضرر بشدة بسبب وباء كورونا، ولكن تم تعويض ذلك من خلال الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة العام الماضي والارتفاع المستمر في تكاليف الاقتراض العالمية. وقد أدى هذا إلى زيادة القروض الخارجية للبلاد، والتي تضاعفت أربع مرات لتتجاوز 160 مليار دولار في السنوات السبع حتى عام 2022.

من جانبه، أكد وزير المالية المصري، أن اقتصاد بلاده ما زال قادرًا على توفير الاحتياجات التمويلية الخارجية على نحو يعكس ما يتمتع به من مرونة كافية فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية المترتبة على التوترات الجيوسياسية؛ بما تفرضه من ضغوط بالغة الشدة على موازنات مختلف الدول بما فيها مصر، فى ظل صعوبة الوصول للأسواق المالية الدولية وارتفاع تكلفة التمويل بزيادة معدلات الفائدة.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد في هذا الملف لهذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة  

مستغلة انشغال مصر بتطورات الحرب على غزة، وكذلك انغماس السودان في تداعيات القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأت إثيوبيا في تجفيف الممر الأوسط لسد النهضة تمهيدا للملء الخامس. فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت مساء الثلاثاء، فتح بوابة التصريف الشرقية للسد بكامل طاقتها بعد توقف التوربينين عن العمل منذ 16 سبتمبر الماضي، وعدم قدرتهما على إمرار المياه الزائدة والتي تمر أعلى الممر الأوسط. وقال الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، إن الصور تكشف استمرار عبور المياه أعلى الممر الأوسط، وهو ما سيتوقف خلال الأسبوع القادم، وبعدها يجف الممر تمهيدا لبدء الأعمال الخرسانية لزيادة ارتفاع جانبي السد والممر الأوسط. كما أكد أن إثيوبيا بدأت الاستعداد مبكرا هذا العام لتنفيذ أعمال زيادة الممر لكي تتمكن من زيادة ارتفاع السد بنحو 20 مترا إضافية، مشيرا إلى أنها ترغب في الوصول بارتفاع الممر إلى 640 مترا لتصل إلى حجم تخزين يقدر بنحو 64 مليار متر مكعب من المياه.

 

  1. 8. في الشأن الخليجي

تقدم البرلمان العربى، الجمعة، بخطاب رسمي إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية، للتحقيق في جريمة الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ، بدعم ومساندة دول كبرى، ومحاسبتهم على حرب الإبادة الجماعية التي تمارس بحقهم ليلاً ونهاراً. وقال إن عدد الضحايا منذ بدء هذه الحرب الدموية بلغ عشرة آلاف، وأكثر من اثنين وثلاثين ألف جريح، في جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية يجرمها ويحرمها القانون الدولي والإنساني وكل معاهدات حقوق الإنسان، وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف المتعلقة بمعاملة المدنيين وقت الحرب، وأضاف أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة قطاع غزة، هي حرب إبادة جماعية بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، في تحد سافر لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية. كما دعا البرلمان العربي المجتمع الدولي ومجلس الأمن للخروج عن صمتهم وتحمل مسؤولياتهم، بتطبيق قواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ومحاسبة إسرائيل، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، والضغط لوقف نزيف الدم.

في السياق، احتضنت عمّان، السبت، اجتماعا لوزراء خارجية الأردن ومصر والإمارات والسعودية وقطر، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بهدف وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن الاجتماع هدف إلى تنسيق الجهود لوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين، والعمل على تأمين التدفق الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع. وبعد الاجتماع التقى الوزراء العرب مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لنقل الموقف العربي بشكل متكامل وموحد متمثلا في أولوية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور، ثم البدء في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وهي استمرار الاحتلال الإسرائيلي وغياب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية على أساس مرجعيات الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين. وقال بلينكن الذي وصل إلى الأردن، الجمعة، بعد اجتماعه في وقت سابق مع القادة الإسرائيليين، إن الولايات المتحدة تصر على ألا يمتد الصراع إلى جبهة ثانية أو ثالثة، وناشد إسرائيل اتخاذ خطوات لحماية المدنيين في غزة.

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع قال بلينكن، انه تم التأكيد الالتزام باستمرار العمل نحو تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، وان لا احد يريد توسيع النزاع وانتقاله إلى جبهات أخرى في المنطقة، مشدداً على أن الهدف هو إنهاء الحرب على الرغم من وجهات النظر المتباينة. كما تم التأكيد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين، مشيرا الى أن حماس لا تهتم بالشعب الفلسطيني ولا مستقبله، وكشف أن واشنطن طالبت إسرائيل باتخاذ تدابير لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزة. كما أكد بلينكن العمل على الوصول إلى هدنات إنسانية مؤقتة في غزة، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن وقف إطلاق النار خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة سيمكن حركة حماس من البقاء وإعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ هجمات مماثلة للهجوم، الذي وقع في السابع من أكتوبر، معربا عن قلقه الشديد من أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومؤكداً أن أميركا تؤمن بأن المسار الوحيد لحل الأزمة هو حل الدولتين، ومضيفا أنه بحث مع نظرائه العرب كيفية رسم مسار أفضل للمضي قدما نحو هذا الحل.

إلى ذلك وفي سياق متصل، يعوّل دبلوماسيون ومراقبون على القمة العربية الطارئة التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض يوم 11 نوفمبر المقبل، في التوصل إلى رأي عربي موحد إزاء الصراع الراهن بين إسرائيل وحركة حماس، والدفع نحو إدخال المزيد من المساعدات ووقف التصعيد في قطاع غزة، الذي يعاني من قصف جوي متواصل من الجيش الإسرائيلي منذ 23 يوما.

في شأن الامارات العربية المتحدة

حذرت دولة الإمارات، الجمعة، من أن هناك خطرا حقيقيا من اتساع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إلى المنطقة، وقالت إنها تعمل بلا هوادة لضمان وقف إنساني لإطلاق النار. وقالت وزيرة الدولة نورة الكعبي، في مؤتمر سياسي في العاصمة أبوظبي، انه بينما يتواصل العمل لوقف هذه الحرب لا يمكن تجاهل السياق الأوسع وضرورة خفض درجة حرارة المنطقة التي تقترب من نقطة الغليان، وأشارت إلى ان خطر الامتداد إقليميا والمزيد من التصعيد حقيقي، فضلا عن خطر استغلال الجماعات المتطرفة للوضع لتعزيز أيديولوجيات من شأنها أن تُبقي الجميع عالقين في دوامات من العنف. وأضافت أنه يجب بذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين ووضع نهاية فورية لهذا الصراع، لافتة إلى أن الصراع هو نتاج عقود من الفشل في تحقيق تقدم نحو أفق سياسي ينهي الاحتلال ويحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين.

في سياق منفصل، تدرس دولة الإمارات العربية المتحدة استثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في الهند، ثاني أكبر شريك تجاري لها، كجزء من رهان أوسع على أسرع الاقتصادات الرئيسية نمواً في العالم. وأفاد أشخاص مطلعون إنه من الممكن الإعلان عن تعهدات مؤقتة من دولة الإمارات العربية المتحدة في أوائل العام المقبل. وسعت الدولتان إلى تعزيز العلاقات على مدى العقد الماضي، وتهدفان إلى زيادة التجارة الثنائية غير النفطية إلى 100 مليار دولار. وكانت زيارة مودي الأخيرة إلى أبو ظبي هي رحلته الخامسة إلى الإمارات منذ توليه منصب رئيس الوزراء في عام 2014. وقالت المصادر إن الصفقات التي تتم مناقشتها تشمل حصصًا في مشاريع البنية التحتية الهندية الرئيسية والأصول المملوكة للدولة، ومن المرجح أن يتم الإعلان عنها قبل أن يسعى مودي لولاية ثالثة في الانتخابات المقررة العام المقبل.

في الشأن السعودي

أعلنت شركة أكوا باور السعودية، الاثنين، تسلمها شهادة التشغيل التجاري للمرحلة الثانية من مشروع محطة سدير للطاقة الشمسية الكهروضوئية. وقالت إن المرحلة الثانية شملت إضافة 25% للمرحلة الأولى التي أعلن بدء التشغيل التجاري لها في 28 سبتمبر الماضي، ليصبح مجموع الطاقة الإنتاجية التي حققت التشغيل التجاري 1125 ميغاوات من الطاقة الإجمالية للمشروع، كما أشارت إلى أن الطاقة الإجمالية للمشروع ستبلغ 1500 ميغاوات عند اكتمالها. وتملك أكوا باور حصة قدرها 35% من شركة سدير الأولى للطاقة المتجددة. وذكر البيان أنه من المتوقع أن يظهر الأثر المالي للعمليات التشغيلية بدءاً من الربع الرابع من 2023.

على صعيد آخر، انخفض اقتصاد السعودية بنسبة 4.5% خلال الربع الثالث من عام 2023م، مقارنةً بالربع الثالث من عام 2022، نتيجة التراجع في الأنشطة النفطية بنسبة 17.3%، وفقا للتقديرات السريعة التي نشرتها الهيئة العامة للإحصاء، يوم الثلاثاء. وقالت الهيئة في بيان، إن التراجع اتى بالرغم من الارتفاع الذي حققته الأنشطة غير النفطية بنسبة 3.6%، بالإضافة إلى الارتفاع الذي حققته الأنشطة الحكومية بنسبة 1.9%.

في ملف منفصل، أعلنت شركة تأجير الطائرات أفيليس المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، استكمال عملية استحواذها على أعمال تأجير الطائرات التابعة لبنك "ستاندرد تشارترد" بقيمة 3.6 مليار دولار. وقالت في بيان لها، إن هذه الصفقة تعزز مكانتها في قطاع تمويل الطائرات العالمي، وتساهم في تسريع توسيع نطاق أسطولها، ما يدل على قدرتها على تنفيذ استراتيجيتها الاستثمارية، وأوضحت أنه بعد هذا الاستحواذ، فإنها تمتلك وتدير حاليا أسطولا مكونا من 167 طائرة موفرة للوقود ومؤجرة إلى 46 شركة طيران حول العالم.

من صعيد آخر، بحث وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء، مع وزير الخارجية الأميركي الجهود والتنسيق المشترك الرامي لتهدئة الأوضاع في المنطقة. كما جرى خلال اللقاء في مقر وزارة الخارجية في واشنطن، استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وسُبل تعزيزها. كذلك، ناقش الجانبان أوجه التعاون بين بلديهما، بما يُسهم في تحقيق رؤيتهما لدعم الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا، وقالت الخارجية الأميركية إن الوزير بلينكن ووزير الدفاع السعودي ناقشا احتياجات غزة إنسانيا وتعزيز الاستقرار. وفي وقت سابق اليوم، كان وزير الدفاع الأميركي قد استقبل في مقر وزارة الدفاع بالعاصمة واشنطن، الأمير خالد بن سلمان وذلك في إطار زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن وزيرا دفاع أميركا والسعودية اتفقا على العمل لمنع التصعيد في المنطقة، مضيفة ان واشنطن ملتزمة بتعزيز التكامل العسكري مع السعودية لمواجهة التهديدات في المنطقة.

يشار إلى أن الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، كان قد التقى في العاصمة الأردنية عمّان،، نظيره الأميركي، وذلك على هامش الاجتماع العربي الأميركي. وبحث الوزيران خلال اللقاء، سبل دعم الجهود الرامية إلى وقف تصعيد العمليات العسكرية في غزة ومحيطها، بالإضافة إلى مناقشة الجهود المبذولة تجاه إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بما يمنع تفاقم الأزمة الإنسانية، وشدّد الأمير فيصل بن فرحان على رفض المملكة القاطع لعمليات التهجير القسري لسكان غزة، مؤكداً إدانة المملكة استهداف المدنيين بأي شكل، أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية.

 

  1. 9. في أزمة تونس

قرر القضاء التونسي، الثلاثاء، الرفع من عقوبة سجن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من 12 إلى 15 شهراً، بتهمة التحريض ضد قوات الأمن وتمجيد الإرهاب، وأصدرت الاستئناف بتونس ايضا غرامة مالية قدرها 1000 دينار ومراقبة إدارية لمدة 3 سنوات. وتم الحكم بسجن رئيس حركة النهضة في هذه القضية، رغم رفضه حضور جلسات المحاكمة وامتناعه عن مغادرة مكان توقيفه بسجن المرناقية، للمثول أمام القضاء.

إلى ذلك، فإن الغنوشي موقوف منذ منتصف أبريل 2023، بتهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي، على خلفية تصريح هدد فيه بإشعال حرب أهلية وبإثارة الفوضى في تونس، في حال إبعاد الحركة من السلطة. كذلك صدر حكم آخر بسجنه بتهم تتعلق بتبييض الأموال والاعتداء على أمن الدولة، في قضية ما يعرف إعلامياً بشركة "أنستالينغو" المختصة في الإنتاج الإعلامي الرقمي.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، بدء عملية مطاردة أمنية لـ5 إرهابيين بعد فرارهم من سجن المرناقية بالعاصمة تونس، في حادثة لا تزال تفاصيلها غامضة. وقالت الوزارة في بيان، إن إدارة السجن أعلمتها بفرار الإرهابيين أحمد المالكي المكنى بـ''الصومالي''، وعامر البلعزي، ورائد التواتي، وعلاء غزواني، فجرا من السجن.

يشار إلى أن هؤلاء الفارين مدانين بأحكام سجنية ثقيلة بعد ثبوت تورطهم في عدة أعمال إرهابية من بينها جريمة اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013، ومواجهة قوات الأمن بالسلاح وتهديد أمن البلاد. ومنهم من هو محكوم عليه بالإعدام. كما يعد سجن المرناقية من أكبر السجون وأكثرها حراسة في تونس، حيث تقبع داخله العناصر الإرهابية الخطيرة.

وعلى خلفية الفرار هذه، قرّرت السلطات التونسية، مساء الثلاثاء، إقالة 3 من كبار المسؤولين الأمنيين.

في الملف الاقتصادي، تمكنت الحكومة التونسية من سدد 81 بالمئة من إجمالي خدمة الدين الخارجي بنهاية أكتوبر الماضي، حيث نجحت في تسديد اقساط القروض الخارجية، التي حلّ أجلها سنة 2023 رغم صعوبات الخروج الى السوق المالية الدولية وتعطل اتفاقها المالي مع صندوق النقد الدولي الذي يعد أهم الجهات الممولة. وقالت وزيرة المالية سهام بوغديري نمصية، خلال حضورها جلسة عامة بالبرلمان لمناقشة مشروع قانون المالية التعديلي لـ2023، إنه تم تسديد مبلغ 500 مليون يورو من أصل الديْن و33 مليون يورو من فوائده. كما أشارت إلى أن احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التونسي قد تراجع بعد السداد، ليبلغ 25 مليار دينار بعد أن كان عند مستوى 26.7 مليار دينار.

 

  1. 10. في الشأن السوداني

يتساءل الشارع السوداني العالق منذ 7 أشهر تحت نيران القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، حول قدرة التحالف المدني الجديد، الذي انهى الاسبوع الماضي اجتماعاته التحضيرية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على تأسيس واقع جديد ينهي أزمة البلاد الحالية والتي فاقمت سلسلة من الأزمات المتواصلة منذ 7 عقود. وقد شهدت الاجتماعات التأسيسية مشاركة اعتبرت الأعرض منذ تشكيل تحالف ثورة 2018؛ فإلى جانب قوى الحرية والتغيير وأطراف الاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر 2022 ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك؛ شارك في الاجتماعات ممثلي لجان المقاومة وشخصيات سياسية ومدنية وقادة رأي عام وتجمعات مهنية وحركات موقعة على اتفاق السلام السوداني في جوبا عاصمة جنوب السودان في أكتوبر 2020. وأجمع المشاركون على المضي قدماً في مسار عقد "المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، (تقدم)، لإيقاف الحرب وإستعادة الديمقراطية في البلاد.

وشملت مداولات الاجتماعات، تطوير الموقف التفاوضي للقوى المدنية، والإصلاح الأمني والعسكري، وقضايا العدالة الانتقالية، وإعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة ( الخدمة المدنية والأجهزة العدلية)، إضافة إلى السلام ورتق النسيج الاجتماعي، ومحاربة خطاب الكراهية، وصناعة االدستور الدائم، والبرنامج الاقتصادي لإعادة البناء والاعمار، وقضايا الولايات و الحكم المحلي. وقد تزامنت اجتماعات القوى المدنية مع عودة طرفي القتال إلى طاولة مفاوضات جدة التي ترعاها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مدينة جدة. وأعلنت القوى المدنية دعمها لمنبر جدة التفاوضي ومبادرة الاتحاد الأفريقي التي أعلنها في الخامس والعشرين من يونيو والتي تتبني خطة تدمج بين رؤية منبر جدة ومقترحات الهيئة الحكومية للتنمية "الايقاد" والتي تنص على إجراءات تؤدي لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة من العسكر للمدنيين.

وتستند خطة الحل على 6 نقاط أساسية تشمل:

  • وقف إطلاق النار الدائم، وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح.
  • إخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم.
  • نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.
  • معالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب.
  • إشراك قوات الشرطة والأمن في عملية تأمين المرافق العامة.
  • البدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي.

من جانب آخر، أعلن مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان، يوم الاثنين، أن سير المفاوضات مع الجيش السوداني في مدينة جدة السعودية يبشر بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ميدانيا، تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم الخميس، في محيط القيادة العامة للجيش بشرق الخرطوم، وعند سلاح المهندسين جنوب أم درمان، وفق ما أفاد شهود وسكان.

هذا، وأعلن عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، في مقطع مصور أن قواته ستتحرك نحو جميع الولايات والفرق العسكرية التابعة للجيش للسيطرة عليها. وكانت قوات الدعم السريع، قد أعلنت يوم الثلاثاء الاستيلاء على الفرقة 21، مقر قيادة الجيش في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، وذلك بعد أيام قليلة من إعلانها السيطرة على الفرقة 16 بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ثاني أكبر المدن السودانية بعد الخرطوم، ومركز قيادة الجيش في الأقاليم الغربية.

من جانبه، قلل الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله في وقت متأخر الأربعاء، من شأن إعلان الدعم السريع السيطرة على الحاميات والفرق التابعة للجيش، وشدد على أن القوات المسلحة ماضية بقوة في الاضطلاع بواجبها.

 

  1. 11. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

قال متحدث باسم الجيش الأردني، الأحد الماضي، إن المملكة طلبت من واشنطن نشر منظومة الدفاع الجوي "باتريوت"، لتعزيز الدفاع عن حدوها، في وقت يشهد تصاعد الصراع في المنطقة، وأضاف ان الطائرات المسيرة، أصبحت تشكل تهديدا، وطلبت الاردن من الولايات المتحدة تزويده بمنظومة مقاومة لها. وقد جرى نشر منظومة "باتريوت" الأميركية في المملكة عام 2013 على خلفية الحرب في سوريا، إذ كانت المملكة تخشى أن يتسع نطاقها وتشعل صراعا إقليميا. وقال مسؤولون الآن، إن الأردن يشعر بقلق متزايد من أن القصف الإسرائيلي المستمر على غزة والذي يمكن أن يتحول إلى صراع أوسع نطاقا.  

في الملفات الداخلية، قامت شركة أورستد، عملاقة الطاقة الدنماركية المتخصصة في تطوير مزارع الرياح البحرية، بإلغاء مشروعين رئيسيين للرياح البحرية قبالة سواحل ولاية نيوجيرسي الأميركية فيما يمثل ضربة قاصمة لخطط الرئيس جو بايدن في مجال الطاقة الخضراء والتي تدعو للتطوير السريع في مجال طاقة الرياح. وقالت شركة الطاقة ومقرها الدنمارك إن مجلس إدارتها صوت لصالح إلغاء مشروعيها التوأمين البارزين Ocean Wind 1 وOcean Wind 2  في قرار عزته لتغير في عوامل الاقتصاد الكلي، من بينها ارتفاع التضخم ومشاكل في سلاسل الإمدادات وارتفاع أسعار الفائدة. وكان قد حظي هذان المشروعان بدعم شخصي من حاكم ولاية نيوجيرسي الديمقراطي فيل مورفي، واستشهد بهما البيت الأبيض كدليل على نجاح السياسة الاقتصادية لإدارة بايدن. وقالت أورستد إنها قد تتكبد خسائر بقيمة 16 مليار كرونة دنماركية (2.3 مليار دولار أميركي) نتيجة مشكلات في سلاسل التوريد، وأسعار الفائدة المرتفعة، ونقص الائتمانات الضريبية.

من جانب آخر، سجلت الأسهم الأميركية خسارة للشهر الثالث على التوالي، حيث انخفض مؤشرا "داو جونز" و"S&P500" بنسبة 1.4% و2.2% على التوالي خلال شهر أكتوبر. يمثل هذا أول سلسلة خسائر مدتها ثلاثة أشهر لكلا المؤشرين منذ مارس 2020. وانخفض مؤشر "ناسداك" للتكنولوجيا بنسبة 2.8% في أكتوبر، مسجلا أيضًا شهره السلبي الثالث على التوالي. وتواجه السوق بعض التحديات الرئيسية أبرزها ارتفاع عائدات السندات والحرب المقامة في غزة واحتمال استمرار ارتفاع الفائدة لفترة أطول من المتوقع، في حين كان موسم الأرباح الأخير مخيبا للآمال في أحسن الأحوال، ما أدى إلى مزيد من تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة.

في سياق متصل، فقدت أسهم شركة تسلا ما يقرب من خمس قيمتها، أو 145 مليار دولار، في أقل من أسبوعين وسط مخاوف متزايدة من أن الطلب على السيارات الكهربائية بدأ يتراجع. وكانت الشركة قد خفضت توقعات نمو مبيعاتها خلال صدور نتائج الربع الثالث. ويوم الاثنين وحده، انخفضت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا بنسبة 5% تقريباً بعد أنباء مفادها أن باناسونيك، الشريك والمورد منذ فترة طويلة لشركة تصنيع السيارات الكهربائية، خفضت إنتاج خلايا البطارية في اليابان خلال الفترة المنتهية في سبتمبر 2023. وتصدرت "تسلا" قائمة الشركات العالمية الأكبر خسارة في القيمة يوم الاثنين بإجمالي 32 مليار دولار.

في ملف حرب غزة، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس اليوم الخميس إنها تتفهم الألم لفقدان الأطفال والمدنيين الأبرياء، وأضافت انه لا يمكن لأي شخص أن ينظر إلى الصور أو يسمع قصص المعاناة في غزة دون أن يشعر بقدر من الألم. كما ذكرت أن الإدارة الأميركية تدرس على محمل الجد وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية لضمان وصول المساعدات الإنسانية وإيجاد ممر آمن للمدنيينن مشددة على أن الأشخاص الذين أجبروا على الخروج من غزة، لهم الحق في العودة إلى ديارهم، معربة عن رفضها التهجير القسري للفلسطينيين.

في سياق متصل، وافق مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، الخميس، على مشروع قانون لتقديم مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل، وذلك رغم تأكيد الديمقراطيين أنه لن تتم المصادقة عليه في مجلس الشيوخ الذي يسيطرون عليه. وجاء التصويت بأغلبية 226 صوتا مقابل 196 صوتا، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع التقسيم الحزبي للمقاعد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وكشف الجمهوريون النقاب عن مشروع القانون يوم الاثنين، في أول إجراء تشريعي كبير في عهد رئيس المجلس الجديد مايك جونسون على الرغم من طلب الرئيس جو بايدن حزمة واسعة بقيمة 106 مليارات دولار تشمل تمويل إسرائيل وتايوان وأوكرانيا، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية. وسيواجه مشروع القانون أول اختبار في تصويت إجرائي أولي، وهي عقبة يتعين تجاوزها قبل التصويت النهائي على إقراره في وقت لاحق.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إن مشروع القانون الجمهوري سيتم إجهاضه بمجرد وصوله إلى مجلس الشيوخ، حتى لو أقره مجلس النواب. كما هدد البيت الأبيض باستخدام حق النقض. واعترض الديمقراطيون على خفض الأموال المخصصة لدائرة الإيرادات الداخلية، قائلين إن ذلك يزيد عجز الميزانية من خلال تقليص تحصيل الضرائب، وأكدوا أيضا على أهمية مواصلة دعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022.

في ملف محاكمة ترامب، وفي خطوة قد تكون نصرا واضحا للرئيس السابق، أشارت قاضية فلوريدا التي تشرف على محاكمة الوثائق السرية للرئيس السابق إلى أنها قد تؤجل محاكمة ترامب، وذلك خلال جلسة استماع الأربعاء. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة قضية الوثائق السرية في 20 مايو، حيث يواجه المرشح الأوفر حظاً للحزب الجمهوري محاكمات جنائية ومدنية أخرى خلال عام انتخابي تنافسي. وسيكون الموعد الحالي لمحاكمة الوثائق الفيدرالية السرية قبل أقل من شهرين من بدء المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو. وقد حاول فريق ترامب القانوني مراراً تأجيلها، وهي استراتيجية مطبقة على قضايا أخرى إلى ما بعد الانتخابات.

من جانب آخر، جمّدت محكمة استئناف فيدرالية أميركية بشكل مؤقت قراراً يمنع الرئيس السابق من التداول جزئياً في القضية، التي تنظر فيها، حتى الانتهاء من الاستماع للمرافعات. وكانت القاضية تانيا تشاتكان قد أصدرت الشهر الماضي قراراً يمنع ترامب من التهجم علناً على المدعين العامين وموظفي المحكمة والشهود، قبل محاكمته في مارس المقبل بتهمة محاولة قلب نتائج انتخابات 2020.

وكان ترامب قد وصف تشاتكان في تصريحات علنية ومنصات التواصل الاجتماعي بأنها قاضية كارهة لترامب واعتبر مكتب سميث فرقة بلطجية والعاصمة الأميركية مدينة قذرة وتعج بالجرائم وأكثر من 95% من سكانها مناهضون لترامب! وفيما منعت تشاتكان ترامب من التهجم علناً على المدعي الخاص وموظفي المحكمة والشهود، لم تمنعه من التعليق على الرئيس جو بايدن أو وزارة العدل أو العاصمة.

 

  1. 12. في الشأن الأوروبي

في الملف الاقتصادي، ارتفعت الأسهم الأوروبية خلال جلسة الخميس، مدفوعة بصعود أسهم شركات العقارات والتكنولوجيا التي تتأثر بأسعار الفائدة مع مراهنة المستثمرين على إمكانية انتهاء سياسة التشديد النقدي في الولايات المتحدة بعدما أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.2 بالمئة، وزاد قطاع العقارات 2.7 بالمئة مع صعود سهم شركة كوجامو الفنلندية للمساكن 7.6 بالمئة بعد أن أعلنت الشركة نتائج أعمالها للربع الثالث. كما صعد قطاع التكنولوجيا 2.3 بالمئة مع ارتفاع سهم شركة (جاست إيت تيك أواي.كوم)، وهي أكبر شركة في أوروبا لتوصيل الوجبات عبر الإنترنت، بنسبة 7 بالمئة. وشهد سهم شركة أديكو السويسرية للتوظيف أكبر زيادة على ستوكس600 إذ صعد 10.2 بالمئة بعد أن أعلنت الشركة تسجيل أرباح صافية أعلى من المتوقع في الربع الثالث. كما زاد سهم شل 1.4 بالمئة، بعد أن أعلنت تسجيل أرباح في الربع الثالث متوافقة مع التوقعات بلغت 6.2 مليار دولار.

ويوم الجمعة، اتجهت الاسهم الاوروبية صوب تحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ مارس، بقيادة أسهم شركات السيارات، إذ تحسنت المعنويات بدعم من تفاؤل يرتبط بنهاية محتملة لدورة تشديد السياسة النقدية في بنوك مركزية كبيرة. فقد ارتفع مؤشر STOXX600 الأوروبي 0.14 بالمئة وتلقى أيضا دعما من أرباح قوية ومؤشرات على تباطؤ التضخم. كما ارتفع مؤشر DAX الألماني 0.20 بالمئة، ومؤشر FTSE100 البريطاني بنسبة 0.24 بالمئة، وقاد المؤشر الفرعي لأسهم شركات السيارات مكاسب القطاعات، مدعوما بصعود سهم "BMW" بنسبة 2.6 بالمئة، بفعل زيادة هوامش الربح في وحدتها للسيارات في الربع الثالث من العام، كذلك وارتفع سهم "VOLVO" بنسبة 4.6 بالمئة في أعقاب إعلان مبيعات أكتوبر. فيما تصدر سهم شركة "ANDRITZ" النمساوية لصناعة المعدات الصناعية المكاسب وقفز 6.5 بالمئة.

من جانب آخر، قالت إيزابيل شنابل عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي الخميس إنه من المرجح أن يكون للصراع في الشرق الأوسط تأثير محدود على أسعار الطاقة العالمية شريطة ألا تتوسع التوترات والصراع بشكل أكبر، وأشارت إلى أن التحليل الأوّلي في هذه المرحلة يظهر أنه نظرا لأن إسرائيل في نهاية الأمر صغيرة نسبيا، وطالما ظل الصراع تحت السيطرة، فمن المفترض أن يكون التأثير على أسعار الطاقة محدودا نسبيا، مضيفة انه إذا اتسع نطاق الصراع بالطبع، وخاصة إذا دخلت إيران، فقد يتغير الوضع بسرعة.

على صعيد تداعيات حرب غزة، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الخميس، أن برلين حظرت اعتبارا من الأربعاء أنشطة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية في البلاد، إلى جانب شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين.

من جانب آخر، سارت مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين السبت، بعدة مدن في العالم بينها لندن وباريس وواشنطن وإسطنبول، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وألقت شرطة لندن القبض على 29 شخصا بتهم تشمل التحريض على الكراهية، العنصرية، والإضرار بالنظام العام على أساس عنصري، كما جرى إلقاء القبض على شخصين للاشتباه في خرق تشريعات مواجهة الإرهاب فيما يتعلق بصياغة لافتة رفعت خلال الاحتجاج. وفي باريس، سار آلاف المحتجين للمطالبة بوقف إطلاق النار، واعتُبِر هذا أحد التجمعات الكبيرة الأولى لدعم الفلسطينيين التي سمحت السلطات بتنظيمها بشكل قانوني في باريس منذ شن حماس هجومها على إسرائيل. فيما حظرت السلطات الفرنسية بعض التجمعات السابقة المؤيدة للفلسطينيين بسبب مخاوف من وقوع فوضى.

في سياق منفصل، يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض قيود تجارية ضمن الحزمة الـ12 من العقوبات ضد روسيا، يقدر حجمها الإجمالي بنحو 5.3 مليار دولار. وبحسب مصادر متابعة، فإن القيود الجديدة المقترحة ستؤثر على تصدير معدات اللحام والمنتجات الكيميائية، وغيرها من التقنيات التي يمكن استخدامها للأغراض العسكرية. وينظر الاتحاد الأوروبي أيضاً في حظر تراخيص البرامج وواردات بعض المعادن المُعالجة والألمنيوم ومنتجات البناء ومنتجات النقل والماس. ومن المتوقع أن يتم أيضاً إدراج أكثر من 100 فرد و40 كياناً قانونياً في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة. وأشارت المصادر إلى أن الاتحاد الأوروبي يريد إقناع الشركات الأوروبية بإضافة أحكام إلى العقود المبرمة مع دول ثالثة تحظر تصدير البضائع التي يمكن استخدامها للأغراض العسكرية، إلى روسيا، فضلاً عن بحث مسألة فرض حظر على إعادة الأصول الروسية المحتجزة في الاتحاد وتقييد أنشطة المواطنين الروس في القطاعات الحساسة.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع.

 

  1. 13. في الشأن التركي.

في ملف حرب غزة، أشار وزير الخارجية التركي فيدان هاكان، بداية الاسبوع، انه لا يمكن لازدواجية المعايير أن تكون هي السائدة بين أوكرانيا وغزة كما لا يمكن القبول باستمرار المأساة الكبيرة في غزة أو أن تتوسع الحرب لتشمل الدول المجاورة. إن انقرة تبذل قصارى الجهود للتوصل إلى وقف لاطلاق النار واحلال السلام ويجب على إسرائيل أن تعلم أن حل الدولتين هو الحل الوحيد وبإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67.

ويوم الأربعاء، دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر إقليمي بهدف تجنب توسع الحرب المندلعة بين اسرائيل وحماس. والتقى وزير خارجية تركيا مع نظيره الإيراني، في أنقرة، بعد يوم من اجتماع جمع عبداللهيان بقيادات من حماس في الدوحة. وقال فيدان إن تركيا تضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأنه ليس صعبا التنبؤ بأن دوامة العنف هذه سوف تكبر دون حل دائم للحرب، مضيفا ان انقرة قلقة للاتساع الجغرافي للنزاع، وقد تمت مناقشة الامر مع الجانب الإيراني الذي ذكر ان هناك مؤشرات قوية تفيد باحتمال تدخل عناصر مسلحة أخرى في المنطقة في النزاع إذا لم تتغير الظروف. من جانبه، قال عبداللهيان إن عقد مؤتمر سلام يضم الدول الإسلامية والعربية يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن. كما دعا العالم الإسلامي لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية بسبب الحرب. وقال في تصريحات نقلتها الخارجية الإيرانية انه إذا لم تتوقف الحرب ضد الشعب الأعزل في غزة على الفور، هناك خطر توسع نطاق الحرب والنزاع في المنطقة في أي لحظة.

في السياق، قالت وزارة الخارجية التركية، يوم السبت، إن تركيا استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والهجمات الإسرائيلية المستمرة عليها. وغادرت السفيرة الإسرائيلية لدى تركيا البلاد في الشهر الماضي لدواعٍ أمنية بعد اندلاع احتجاجات في أنحاء البلاد، دعما للفلسطينيين. وقالت إسرائيل لاحقا إنها استدعت سفيرتها لتقييم العلاقات الثنائية.

إلى ذلك، أضاف وزير الخارجية الأميركي تركيا على لائحة محطاته التي شملت أيضا الأردن، وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان السبت إن الوزير أنتوني بلينكن سيزور تركيا يومي الأحد والاثنين في إطار جولة في الشرق الأوسط، وسط النزاع المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس. وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي إنه قطع جميع الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وقال ان تركيا لن تقطع علاقتها بإسرائيل لكن نتنياهو لم يعد شخصا يمكن التعامل معه.

في الملف الاقتصادي، أظهرت بيانات رسمية، يوم الجمعة، أن تضخم أسعار المستهلكين السنوي في تركيا تراجع لأول مرة في 3 أشهر إلى 61.36% في أكتوبر، مع تراجع التداعيات الناجمة عن الانخفاض الحاد في الليرة خلال الصيف وزيادة الضرائب بعد الانتخابات، في حين بلغ المعدل 61.53% في سبتمبر. كما ذكر معهد الإحصاء التركي أن مؤشر أسعار المنتج المحلي ارتفع 1.94% على أساس شهري في أكتوبر وسجل ارتفاعا سنويا بلغ 39.39%.

في السياق، كشف البنك المركزي التركي، الخميس، عن ارتفاع صافي الاحتياطيات الدولية لدى البنك بنحو 2.6 مليار دولار إلى 25.15 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 27 أكتوبر. وكانت الاحتياطيات ذاتها قد ارتفعت في الأسبوع المنتهي 20 أكتوبر، بمقدار 479 مليون دولار إلى 22.55 مليار دولار. وفي إطار خطواته لكبح التضخم، واصل المركزي التركي، رفع الفائدة خلال اجتماعه، الخميس، بمقدار 500 نقطة أساس لتصل إلى 35 بالمئة، بما يتماشى مع التوقعات.

وكانت بيانات معهد الإحصاء التركي أظهرت، الثلاثاء، أن إيرادات البلاد من السياحة قفزت 13.1 بالمئة إلى 20.23 مليار دولار في الربع الثالث، مما يعكس استمرار الاتجاه القوي لهذا القطاع الحيوي لسد العجز في ميزان المعاملات الجارية.

يذكر أن إيرادات السياحة في الربع الثاني قفزت على أساس سنوي بنسبة 23.1 بالمئة إلى 12.98 مليار دولار. وكانت الإيرادات ارتفعت في 2022 بنسبة 53.4 بالمئة عن العام السابق ووصلت لمستوى قياسي عند 46.28 مليار دولار مع تلاشي تداعيات الجائحة وبعد أن أدت الحرب الأوكرانية إلى زيادة عدد السياح الروس.

من جانب آخر، تعد تركيا تشريعا جديدا يغطي الأصول المشفرة لإقناع هيئة دولية معنية بمراقبة الجريمة بحذف اسم تركيا من القائمة الرمادية للدول التي لم تتخذ إجراءات كافية لمنع غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وخفضت مجموعة العمل المالي (فاتف) تصنيف تركيا إلى ما يسمى بالقائمة الرمادية في عام 2021.

وقال وزير المالية التركي، محمد شيمشك، في كلمة أمام لجنة برلمانية في وقت متأخر من الثلاثاء، إن تقريرا لمجموعة العمل المالي خلص إلى أن تركيا ملتزمة تماما بجميع معايير الهيئة الرقابية الأربعين باستثناء واحد، مشيرا الى ان المشكلة الوحيدة المتبقية في نطاق الامتثال الفني هي العمل المتعلق بالأصول المشفرة، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل حول التعديلات القانونية المخطط لها.

 

  1. 14. في الشأن الروسي

قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، إن إسرائيل ليس لها الحق في الدفاع عن النفس في الصراع الحالي لأنها دولة احتلال، وأشار، خلال كلمته أمام الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فلسطين، الأربعاء، إلى أن الأمم المتحدة ليس لها الحق في أن تعطي إسرائيل تفويضا مطلقا للقيام بعملية برية في غزة، وأكد دعوة بلاده لوقف إراقة الدماء في الشرق الأوسط تجنبا لتوسع نطاق الأزمة إلى المنطقة بأكملها، والعمل على حل دبلوماسي لها. كما اشار إلى أنه لا يمكن لروسيا الاتحادية أن تغض الطرف عن الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، لافتا إلى أن أحياء بأكملها تم تسويتها بالأرض!!!

من جانب آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إن دعوة إسرائيل مواطنيها لمغادرة منطقة شمال القوقاز الروسية بعد احتجاج عنيف ضد إسرائيل في داغستان يوم الأحد الماضي، أمر مناهض لروسيا! وقالت زاخاروفا إن التحذير الإسرائيلي من السفر إلى المناطق ذات الأغلبية المسلمة في شمال القوقاز أمر مناف للواقع. وقد جرى اعتقال العشرات بعدما اقتحم مئات المتظاهرين مطار محج قلعة في داغستان يوم الأحد، بحثا عن ركاب يهود على متن طائرة قادمة من تل أبيب. وأضافت زاخاروفا إن علاقات روسيا مع إسرائيل صلبة.

في الملفات الاقتصادية، قال رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، الاثنين، إن بلاده ستضع إجراءات مبسطة لمواطني وشركات الدول الصديقة للاستثمار فيها، وذكر أنه سيُسمح لكيانات من قائمة تضم 25 دولة، بفتح حسابات مصرفية في روسيا، ووضع ودائع عبر إجراء مبسط. وأضاف في بيان ان خلق ظروف ملائمة أكثر للشركات ورجال الأعمال الأجانب جزء مهم من الجهود المنهجية التي تبذلها الحكومة لتحقيق السيادة المالية في إطار تنفيذ مجموعة الأهداف الوطنية التي حددها الرئيس، موضحا أن الإجراءات ستنطبق على 25 دولة "صديقة"، من بينها الصين والهند والبرازيل والسعودية وتركيا وقازاخستان وروسيا البيضاء.

من جانب آخر، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الأحد، إن بلاده ستواصل خفض الإمدادات الطوعي الإضافي 300 ألف برميل يوميا من صادراتها من النفط الخام والمنتجات البترولية حتى نهاية ديسمبر 2023 مثلما أعلن سابقا. ووافقت روسيا على إجراء خفضين منفصلين في إمدادات النفط، إذ قررت في أبريل خفض إنتاج الخام 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية عام 2024 بينما أعلنت في أغسطس أنها ستخفض الصادرات 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية 2023. وأضاف نوفاك أن روسيا ستدرس الشهر المقبل ما إذا كانت ستزيد حجم تخفيض الصادرات الطوعية أو سترفع الإنتاج.

على صعيد منفصل، ذكرت وكالات أنباء روسية رسمية الأحد، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن الغواصة الروسية الجديدة "الإمبراطور ألكسندر الثالث"، التي تعمل بالطاقة النووية أجرت تجربة إطلاق ناجحة لصاروخ بولافا الباليستي من البحر الأبيض. لكن تقرير مفصل من الاستخبارات الاوكرانية أفاد أن عملية الإطلاق باءت بالفشل، كما أشار التقرير إلى مشاكل في عملية إنتاج صواريخ "سارمات" العابرة لللقارات!

في سياق متصل، ألغى الرئيس الروسي بمقتضى قانون وقعه الخميس، مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، على خلفية الحرب في أوكرانيا والأزمة مع الغرب. وفي منتصف أكتوبر، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ بالستية بهدف إعداد قواتها لضربة نووية هائلة ردا على ضربة عدائية مماثلة!

وتهدف المعاهدة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تُطبق نظرا لعدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وأبرزها الولايات المتحدة والصين. وكان بوتين قد أعلن في وقت سابق من أكتوبر أنه ليس مستعدا للقول ما إذا كانت روسيا ستجري تجارب نووية حية.

على صعيد آخر، قررت وزارة التجارة الأميركية فرض قيود على التصدير ضد 12 كيانا قانونيا في روسيا وكيان واحد في أوزبكستان؛ حسبما نشره السجل الفيدرالي الأميركي. وبحسب التقرير، أدرج مكتب شؤون الصناعة والأمن، 13 كيانا في القائمة السوداء، وزعم أن هذه الكيانات تقدم المساعدة للمجمع الصناعي العسكري الروسي، من خلال شراء وتطوير المسيرات.

 

  1. 15. في الشأن الأوكراني

قال مسؤولون إقليميون أوكرانيون الأربعاء، إن مصفاة كريمنشوك لتكرير النفط وسط البلادد تعرضت لأضرار بسبب هجوم روسي. إلى ذلك، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت عشرات الطائرات المسيرة وصاروخا في هجوم خلال الليل استهدف الجيش والبنية التحتية الحيوية، مضيفة ان 18 من أصل 20 طائرة مسيرة من طراز شاهد أطلقتها روسيا تم تدميرها قبل أن تصل إلى أهدافها وكذلك الصاروخ، لكن تم قصف مصفاة كريمنشوك لتكرير النفط في منطقة بولتافا وسط أوكرانيا، التي كانت هدفا متكررا للهجمات الروسية السابقة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه وفقا لرئيس الإدارة العسكرية للمنطقة فيليب برونين، فيما لم تتضح الحالة التي آلت إليها المصفاة. وتعرضت المصفاة، التي قال برونين إنها لم تكن تعمل، لهجمات متكررة منذ أن شنت روسيا غزوا شاملا لأوكرانيا قبل 20 شهرا.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس، أن قواتها استهدفت مركز قيادة اللواء الميكانيكي 67 التابع للقوات الأوكرانية في بلدة سيريبريانكا بجمهورية دونيتسك الشعبية. ويوم الأربعاء، أعلنت أوكرانيا أن روسيا قصفت أكثر من 100 بلدة خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو أكبر عدد في هجوم واحد منذ بداية العام. ومنذ أن شنت القوات الروسية هجومها في فبراير 2022، أطلقت ملايين القذائف المدفعية على المدن والقرى الأوكرانية القريبة من خطوط الجبهة، مما أدى إلى تحويل العديد منها إلى أنقاض في شرق البلاد. وأفاد مسؤولون محليون أن القصف الذي وقع ليلا أسفر عن مقتل شخص في منطقة خاركيف وآخر في منطقة خيرسون. كما أدى هجوم بمسيّرة روسية إلى مقتل شخص وإصابة أربعة في نيكوبول جنوب البلاد. وقتل شخص يقطن منطقة زابوريجيا في هجوم آخر.

إلى ذلك، قصفت طائرات روسية مسيرة أهدافا مدنية ما أدى لاندلاع حريق في ساعة مبكرة من صباح الجمعة قرب خاركيف، وقال مسؤولون إنهم يعملون على التأكد من عدم سقوط ضحايا. وقال أوليه سينيهوبوف، حاكم منطقة خاركيف، إن الهجمات استهدفت بنية تحتية مدنية في المدينة.

ويوم السبت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن كييف أقدمت على محاولات جديدة لمهاجمة أهداف في روسيا بطائرات مسيرة، حيث أسقطت أنظمة الدفاع الجوي 4 مسيرات فوق مقاطعتي بيلغورود وكورسك. وفي تطور سابق الجمعة، قال الحاكم المعين من روسيا لمنطقة خيرسون، إن كييف شنت هجوما صاروخيا على مركز للتوظيف في بلدة تحتلها روسيا بالمنطقة مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة عدد مماثل.

على صعيد آخر، قال النائب الأوكراني ياروسلاف جيليزنياك إن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وصلت إلى كييف يوم السبت في زيارة مفاجئة، وستتحدث أمام البرلمان الأوكراني، وتأتي زيارة فون دير لاين قبل التقرير الذي سيقدمه الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل حول التقدم الذي أحرزته أوكرانيا في مسعاها للانضمام إلى الاتحاد.

هذا فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أن بلاده سترسل حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 425 مليون دولار، تتضمن وسائل دفاع جوي وأسلحة ومعدات. وأعلن البنتاغون من جانبه، أن كييف ستتسلم حزمة مساعدات بقيمة 125 مليون دولار من مستودعات وزارة الدفاع الأميركية، كما سيتم تقديم 300 مليون دولار كجزء من مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، التي تتضمن إبرام وزارة الدفاع الأميركية عقودا مع الشركات المصنعة بدلاً من توفير هذه المعدات مباشرة من احتياطياتها. وتتضمن الحزمة الجديدة صواريخ لمنظومة الدفاع الجوي قصيرة ومتوسطة المدى "ناسامس"، ولراجمات "هيمارس"، وذخائر لمنظومات مضادة للدبابات، وذخائر موجهة بالليزر لمكافحة الطائرات المسيرة. وفي هذا السياق، قال أولكسندر كاميسيهين، وزير الصناعات الاستراتيجية في أوكرانيا، إن الحرب بين أوكرانيا وروسيا والحرب بين حماس وإسرائيل سلّطت الضوء على حاجة الدول إلى الإنفاق على أنظمتها الدفاعية، وأضاف إن ما يقرب من 500 شركة في صناعة الدفاع الأوكرانية تساهم في جهود البلاد لزيادة إنتاج الأسلحة من أجل مواجهة محاولات روسيا السيطرة على المزيد من الأراضي. ومن بين هذه المصانع 70 مصنعاً مملوكاً للدولة، وأكثر من 200 مصنع خاص في المقام الأول تنتج أنظمة غير مأهولة، وأكثر من 200 شركة من القطاع الخاص تشارك في إنتاج أنواع مختلفة من الأسلحة والذخائر. وتم تعيين كاميشين في هذا المنصب منذ حوالي ثمانية أشهر، وهو الآن مسؤول عن 300 ألف شخص يعملون في صناعة الدفاع في أوكرانيا.

 

  1. 16. في الشأن الايراني

أفاد وزير الخارجية الإيراني خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين، انه اجتمع في الدوحة بممثلي حركة حماس ووصل إلى تركيا حيث التقى برئيس الدولة ووزير الخارجية، ولفت إلى انه منذ 26 يوماً ويرتكب النظام الصهيوني جرائم حرب في غزة وأغلق الحدود ومنع إرسال المعونات. كما أشار الى ان الاتصالات قائمة مع الدول الإسلامية ومع السعودية من أجل عقد اجتماعات ومن أجل الضغط لوقف إطلاق النار وإرسال المساعدات، محذرا من انه إذا لم تتوقف حرب غزة فإن الصراع سيتوسع وسيترتب على ذلك نتائج سيئة على الجميع. إلى ذلك أعلن أن هناك 50 أسيراً قد لقوا حتفهم نتيجة الهجمات على قطاع غزة!

من جانب آخر، بعد عشرات الهجمات التي تعرضت لها قواعد أميركية في العراق وسوريا خلال الأسابيع الماضية، أكدت إيران أن لا علاقة لها بتلك الحوادث. وشدد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي في تصريحات يوم الأربعاء، على أن لا علاقة لبلاده بالهجمات التي تتعرض لها القواعد والقوات الأميركية في المنطقة. إلا أنه اعتبر أنه لا يمكن لشعوب البلدان الإسلامية أن تكون غير مبالية بمصير المظلومين في فلسطين، محذرا الولايات المتحدة من أن تصرفاتها لن تمر دون رد! علماً أن العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني كانوا ألمحوا سابقا إلى استهداف تلك القواعد. فالأسبوع الماضي، قال للمتحدث باسم الحرس، رمضان شريف، إن بعض الأيادي التي لا تطال إسرائيل قد تطال القوات الأميركية مشددا حينها على أن كل القواعد الأميركية ورحلاتهم الجوية تحت الرصد والمراقبة!

في سياق حرب غزة أيضا، التقى وفد من بانكوك قادة من حركة حماس في إيران، للتفاوض بشأن 22 تايلاندياً احتجزتهم الحركة أسرى خلال هجومها في السابع من أكتوبر، وقال كبير المفاوضين التايلانديين أريبين أوتاراسين، الأربعاء، رداً على سؤال عن اللقاء الذي عقد في 26 أكتوبر في طهران ان وفد حماس أكد له أنّهم يعتنون بهم، لكنّ لم يذكر موعد لإطلاق سراحهم، لافتا الى ان الحركة تنتظر الوقت المناسب! وأفادت بانكوك عن احتجاز 22 من رعاياها أسرى، إضافة إلى مقتل 32 آخرين، في حصيلة تجعل من المملكة الواقعة في جنوب شرق آسيا واحدة من الدول الأكثر تضرّراً من الحرب. وأكد رئيس الحكومة سريثا تافيسين أنّ حكومته تعمل من أجل إطلاق سراح الأسرى، فيما زار وزير الخارجية قطر ومصر خلال الأسبوع.

في السياق، أفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، يوم الأحد، أن المرشد الإيراني علي خامنئي التقى مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأكد مواصلة طهران دعم الفصائل الفلسطينية، وأضافت أن خامنئي أكد على السياسة الثابتة لإيران في دعم قوات الفصائل الفلسطينية في مواجهة إسرائيل، كما شدد على ضرورة التحرك الجاد من قبل الدول الإسلامية والمنظمات الدولية والدعم الشامل والعملي من الحكومات الإسلامية لشعب غزة.

يذكر ان وزير الخارجية الإيراني كان قد قال يوم الجمعة، إن الفصائل الفلسطينية ومختلف الفصائل في المنطقة جاهزة لمواجهة أي سيناريو مع إسرائيل.

 

  1. 17. في الشأن الصيني

يواجه الملايين من السكان في شمال الصين موجة تلوث شديدة، حيث دعت السلطات الثلاثاء، إلى الحد من الأنشطة الخارجية لتفادي الضباب الرمادي. ففي المنطقة المحيطة بمدينتي بكين وتيانجين، بالاضافة إلى مقاطعة خبي - حيث يعيش أكثر من 100 مليون شخص - بلغت نسبة التلوث مستوى هو من الأعلى في الأشهر الأخيرة. وفي العاصمة، أصدرت السلطات الاثنين تحذيرا برتقالياً، وهو ثاني أشد إنذار يتعلق بالتلوث، فيما أصدرت السلطات إنذارا أحمر في عدة مناطق بمقاطعة خبي المكتظة بالسكان والمحيطة ببكين. وُطلب من السكان "التقليل من نزهاتهم وممارسة الرياضة المكثفة في الأيام المقبلة"، كما تم تحديد سير بعض الشاحنات الثقيلة والآليات العاملة في قطاع البناء.

يشار الى ان شركة قياس جودة الهواء السويسرية  IQAir صنفت، الثلاثاء، بكين في المرتبة الخامسة بين أكثر المدن تلوثا في العالم، متقدمة على مومباي الهندية.

في الملف الاقتصادي، انكمش نشاط الصناعات التحويلية في الصين على غير المتوقع في أكتوبر، مما يسلط الضوء على التحدي الذي يواجه صناع السياسات الذين يحاولون هندسة انتعاش اقتصادي دائم. وأظهرت بيانات صادرة الثلاثاء، أن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية في الصين سجل 49.5 في أكتوبر الجاري، منخفضا من 50.2 في الشهر الماضي، مخالفا للتوقعات عند 50.2.

وكانت المؤشرات الأخيرة قد أشارت إلى علامات مشجعة على الاستقرار في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مدعومة بموجة من تدابير دعم السياسات، على الرغم من أن أزمة العقارات التي طال أمدها والطلب العالمي الضعيف لا يزالان يمثلان رياحًا معاكسة رئيسية للاقتصاد الصيني. من ناحية أخرى، قالت الهيئة الوطنية للإحصاء في الصين، الثلاثاء، إن نشاط الصناعات غير التحويلية في الصين استمر في التوسع في أكتوبر الجاري، حيث وصل مؤشر مديري المشتريات للقطاع إلى 50.6 منخفضا بشكل طفيف من 51.7 في سبتمبر، مما يشير إلى تباطؤ النشاط في قطاع الخدمات والبناء.

على صعيد متصل، قال رئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء)، لي تشيانغ، الأحد، إن بلاده ستواصل تعميق الإصلاحات الداخلية، وزيادة مناطق التجارة الحرة، وتيسير وصول الاستثمارلت الأجنبية للأسواق الصينية. اتى ذلك في خطاب ألقاه في افتتاح "معرض الصين الدولي السادس للاستيراد"، المنعقد في مدينة شنغهاي.

المعرض، الذي يقام في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر، حدث سنوي أطلقه الرئيس شي جين بنغ عام 2018 من أجل الترويج للصين باعتبارها دولة مؤيدة للتجارة الحرة.

وقال لي ان بكين ستواصل تعميق الإصلاحات في القطاعات المحلية، وبناء المزيد من المنصات المفتوحة رفيعة المستوى، وتوسيع مناطق التجارة الحرة عالية المستوى، والسعي بنشاط للانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ (سي بي تي بي بي)، واتفاقية شراكة الاقتصاد الرقمي (ديبا)، والتفاوض لإبرام المزيد من اتفاقيات التجارة الحرة عالية المستوى.

وهذا في وقت أظهر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، أن عدد الأثرياء والمستثمرين آخذ في الانخفاض في الصين، وبحسب فوربس، هناك 2640 مليارديراً في العام، منهم 562 على الأقل موجودين في الصين اليوم، مقارنة بـ 607 مليارديراً في الصين العام الماضي. إلى ذلك، فقد أشار المستشار المستقل، ديفيد ليسبيرانس، إلى انه يتلقى عدداً متزايداً من الاستفسارات من رجال الأعمال الذين يرغبون في نقل أعمالهم وفرقهم بأكملها خارج الصين، وليس فقط عائلاتهم، حيث أن رواد الأعمال لم يعودوا يشعرون بأن الصين أرض الفرص، كما أن الحملات على الممولين والمناخ السياسي المضطرب وتباطؤ الاقتصاد في عهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، هي أمور دفعت الكثيرين إلى البحث عن خطط للخروج.

 

  • الخلاصة.

 

تقدّم اسرة التقرير تحليل سياسي شهري لأحداث المنطقة وتداعياتها على سياسات الوضع الاقليمي.

 

في سوريا، لا تطورات في الملف السياسي، التطورات هي على الصعيد الأمني، حيث تقوم الفصائل الموالية لايران بالتصعيد في مواجهة القوات الاميركية، فيما على الجانب الاخر تواصل اسرائيل استهداف التواجد الايراني على مساحة البلاد كما استهداف المطارات التي تعتبرها شريان الحياة لحزب الله.

في فلسطين/اسرائيل، تواصل اسرائيل حربها الانتقامية لشهر تقريبا دون توقّف، فيما تخطى عدد القتلى على الجانب الفلسطيني الـ10000، والجيش الاسرائيلي لم يعلن حتى اليوم بدء العملية البرية. مع نهاية الاسبوع، أعلنت القيادة العسكرية إحكام الحصار على القطاع الشمالي وهو ما يُنذر بالأسوأ هذا الاسبوع، في حين تنشط العواصم الاقليمية دبلوماسيا للحؤول دون انفجار المنطقة. من الواضح أن الجانبين الاسرائيلي والفسطيني يتحملان مسؤولية ما آلت إليه الأمور، فوزراء الحكومة الاسرائيلية الاخيرة عملوا بشكل ممنهج على تأجيج الوضع الداخلي من خلال الاعتداءات المتواصلة على المقدسات كما بمواصلة سياسة الاستيطان بشكل عشوائي؛ أما حماس، فبدل أن تعمل على استنهاض الاقتصاد في القطاع كان همها الوحيد تطوير ترسانتها العسكرية كما تطوير شبكة الانفاق منفقة أموال "المساعدات" فقط على هذا الجانب متجاهلة تحسين حياة الغزاويين!

في العراق، بالرغم من ولائها لايران، تحاول الحكومة العراقية استقطاب المستثمرين من أجل استنهاض البنية التحتية المتهالكة لبلاد. كما تحاول إعطاء العراق صفة محايدة في الاقليم!

في ليبيا، بالرغم من نجاح مجلس النواب الليبي إصدار قوانين الانتخابات، لا تزال الصدامات بين الافرقاء السياسيين على حالها.

في اليمن، لم تنجح حتى الساعة كل الوساطات الاقليمية والدولية كما الضغوط، إلا في حل أزمة خزان صافر وإنقاذ المنطقة من كارثة بيئية غير مسبوقة. أما في الجانب السياسي، لا تزال ميليشيا الحوثي مصرة على تطبيق السياسة التي كانت قد اعتمدتها منذ البداية، وقد أتت حرب غزة لإضافة تعقيدا على الأزمة حيث بدأت الصواريخ والطائرات المسيرة تنطلق من اليمن باتجاه اسرائيل.

في السودان، توقع مراقبون أن يؤسس التحالف المدني الجديد في خلق واقع يسهم في تحول ينهي سلسلة أزمات البلاد والحرب الحالية التي أدت إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص وشردت اكثر من 7 ملايين وأحدثت دمارا اقتصاديا هائلا؛ لكنهم أشاروا إلى العديد من الشروط اللازمة لجعل مخرجات اجتماعات التحالف المدني الجديد واقعا ينهي معاناة السودانيين المستمرة وحالة الفراغ السياسي الكبير التي حدثت في أعقاب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر والتي تفاقمت أكثر بعد اندلاع القتال في الخرطوم في الخامس عشر من أبريل.

في تركيا، لا يزال الفريق الاقتصادي الجديد يصارع لانتشال تركيا من الأزمة التي غرقت فيها خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع أزمات الركود العالمي؛ في السياسة، يواصل الرئيس أردوغان تثبيت قوة تركيا على الساحة الإقليمية محاولا إعطاء أنقرة دور الوسيط على أكثر من جبهة!

في ايران، لا تطورات تذكر في الملفات الداخلية مؤخرا يمكن أن تعطي دلالات على تغيير الأوضاع في الداخل؛ أما في السياسة الخارجية فلا تزال ايران تعتمد سياسة تصدير الثورة والامساك بالعواصم العربية الاربع. المتغيّر الوحيد هو تراجع ايران عن سياسة "توحيد الساحات" التي على أساسها عملت طوال عقود على تأسيس الميليشيلات الموالية لها في المنطقة تحت راية "القضية الفسطينية" و"استعادة القدس"، وحين أطلقت حركة حماس عملية "طوفان القدس" بتنسيق واضح مع طهران-رغم النفي المتكرر- أعلن المرشد ان ايران لا علاقة لها وان القرار بالحرب هو فلسطيني فقط!

في اوكرانيا، كان لافتا هذا الاسبوع الكلام الصادر عن روسيا لإدانة اسرائيل واتهامها بجرائم ضد الانسانية في حربها ضد الفلسطينيين، في مقاربة تعكس درجة الرياء الممارس. ففي غزوها لأوكرانيا ارتكبت وترتكب روسيا أضعاف الجرائم التي تتهم بها اسرائيل، بدءا من المجازر التي قامت بها في ضواحي العاصمة كييف، في بوتشا وإربين إلى المقابر الجماعية التي اكتُشِفت في إزيوم بعد انسحاب القوات الروسية، ناهيك عن تدمير المدن الاوكرانية الممنهج وقصف البنى التحتية المتواصل. وقد أشار الرئيس الروسي الإثنين، رابطا حرب غزة بغزوه لأوكرانيا، بإنه لا سبيل لمساعدة الفلسطينيين إلا بقتال من يقفون وراء الصراع وأن روسيا تقاتلهم في اوكرانيا!

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

  

1*) سيدة الجبل

30 تشرين الاول 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" و "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" اجتماعا مشتركا، حضوريا وإلكترونيا، بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، آركان الحاج شحادة، أيوب سليم، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج سلوان، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، زياد رزق، سامي شمعون، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، سميّة قعقور، طوني حبيب، طوبيا عطالله، طلال الخوجا، عطالله وهبة، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، لينا الجلخ فرج الله، ماريان عيسى الخوري، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نوال المعوشي، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدروا البيان التالي:

أمام فداحة المأساة التي تتواصل في قطاع غزة وجنوب لبنان منذ 7  تشرين الجاري، والتي بدأت تأثيراتها تطال العالم بأسره، يذكّر لقاء سيدة الجبل  والمجلس الوطني كل من نسيَ أو تناسى، أن القرار 1701 قد كلّف لبنان 2500 شهيد، وخسائر بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمنازل والمؤسسات.

إن هذا القرار الذي تم الاعتراف به بالإجماع، من كل الفرقاء اللبنانيين، يتعرّض اليوم للنسف بقرار خارجي، وذلك من جانب حزب الله والفصائل الفلسطينية بحجة دعم حركة حماس. إن اللقاء والمجلس الوطني يتّهمان إيران وميليشياتها حزب الله وفصائل فلسطينية ليس كما يدّعون بحماية لبنان بل باستعمال لبنان وشعبه وقودًا لتغذية المشروع الإيراني في المنطقة، وقد أتى كلام وزير الخارجية الايراني هذا الاسبوع تأكيدا للاحتلال الايراني للبنان.

إن اللقاء والمجلس الوطني يحذّران من أن الخروج عن شبكة الأمان اللبنانية المتمثّلة بالدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، تحديدا، 1559، 1680، 1701 و2650، مهما هي الأسباب والذرائع، يشكّل تهديدًا للشراكة الوطنية، والأخطر لركائز الوطن ووحدته.

إن اللقاء والمجلس الوطني يشدّدان أن طريق الخلاص للشعب الفلسطيني يمرّ قطعاً بالمبادرة العربية للسلام التي أطلقت في قمة بيروت عام 2002، وربطاً يكتفيان بإعادة نشر نص القرار 1701، مع التركيز على الفقرات 9، 10 و11.

12 آب 2006

إنّ مجلس الأمن، 

فقرة تمهيدية 1 - إذ يذكّر بكلّ قراراته السابقة حول لبنان ولا سيّما منها القرارات 425 (1978) و426 (1978) و520 (1982) و1559 (2004) و1655 (2006) و1680 (2006) و1697 (2006)، وكذلك ببياناته الرئاسية حول الوضع في لبنان لا سيّما منها تلك الصادرة في تاريخ 18 حزيران 2000 (S/PRST/2000/21) و19 تشرين الأول 2004 (S/PRST/2004/36) و4 أيار 2005 (S/PRST/2005/17) و23 كانون الثاني 2006 (S/PRST/2006/3) و30 تموز 2006 (S/PRST/2006/35)،

فقرة تمهيدية 2 - إذ يعرب عن قلقه الشديد حيال التصعيد المستمرّ للأعمال الحربيّة في لبنان وإسرائيل منذ هجوم "حزب الله" على إسرائيل في 12 تموز 2006، والذي أدّى حتّى الآن إلى سقوط مئات القتلى والجرحى لدى الطرفَين، وسبّب أضراراً فادحة في البنى التحتية المدنية وأدّى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص في الداخل،

فقرة تمهيدية 3 - إذ يشدّد على الحاجة إلى وضع حدّ للعنف إنّما في الوقت عينه على الحاجة إلى المعالجة الفوريّة للأسباب التي أدّت إلى نشوب الأزمة الحالية، بما في ذلك الإفراج غير المشروط عن الجنديَّين الإسرائيليين المخطوفَين،

فقرة تمهيدية 4 - إذ يأخذ في الاعتبار حساسيّة مسألة السجناء ويشجّع الجهود الهادفة إلى إيجاد تسوية عاجلة لمسألة السجناء اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل،

فقرة تمهيدية 5 - إذ يرحّب بجهود رئيس الوزراء اللبناني وبالتزام الحكومة اللبنانية، في خطّتها المؤلّفة من سبع نقاط، بسط سلطتها على أراضيها كاملة، من خلال قوّاتها المسلّحة الشرعيّة، بحيث لا يعود هناك وجود لسلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية وسلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية، ويرحّب أيضاً بالتزامها قوّة تابعة للأمم المتّحدة مكمَّلة ومعزَّزة بالعديد والعتاد والتفويض ونطاق العمليّات، ويأخذ في الاعتبار طلب الحكومة اللبنانية في هذه الخطّة انسحاباً فورياً للقوّات الإسرائيلية من جنوب لبنان،

فقرة تمهيدية 6 - إذ يعرب عن عزمه على التحرّك لتحقيق هذا الانسحاب في أسرع وقت ممكن،

فقرة تمهيدية 7 - إذ يأخذ علماً بالاقتراحات الواردة في خطّة النقاط السبع حول مزارع شبعا،

فقرة تمهيدية 8 - إذ يرحّب بالقرار الذي اتّخذته الحكومة اللبنانية بالإجماع في 7 آب 2006 لنشر قوّة مسلّحة لبنانية من 15 ألف جنديّ في جنوب لبنان بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخطّ الأزرق، وطلب المساعدة من قوّات إضافية من اليونيفيل عندما تدعو الحاجة، وتسهيل دخول القوّات المسلّحة اللبنانية إلى المنطقة، وإعادة تأكيد نيّتها تعزيز القوّات المسلّحة اللبنانية بالعتاد عند الحاجة للسماح لها بالاضطلاع بمهمّاتها،

فقرة تمهيدية 9 - إذ يعي مسؤوليّاته في المساعدة على التوصّل إلى وقف نار دائم وحلّ طويل الأمد للنزاع،

فقرة تمهيدية 10 - إذ يشير إلى أنّ الوضع في لبنان يهدّد السلام والأمن الدوليَّين،

فقرة تنفيذية 1 - يدعو إلى وقف كامل للأعمال الحربيّة بالاستناد خصوصا إلى وقف فوري لكلّ الهجمات من جانب "حزب الله" ووقف فوري لكلّ العمليّات العسكرية الهجومية من جانب إسرائيل،

فقرة تنفيذية 2 - عند الوقف الكامل للأعمال الحربية، يدعو الحكومة اللبنانية واليونيفيل كما هو وارد في الفقرة 11، إلى نشر قوّاتهما معاً في مختلف أنحاء الجنوب، ويدعو الحكومة الإسرائيلية، مع بدء ذلك الانتشار، إلى سحب كلّ قوّاتها من جنوب لبنان بالتزامن مع الانتشار،

فقرة تنفيذية 3 - يشدّد على أهمّية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على الأراضي اللبنانية كاملةً تماشياً مع أحكام القرار 1559 (2004) والقرار 1680 (2006) وبنود اتّفاق الطائف ذات الصلة، كي تمارس سيادتها كاملةً، فلا يعود هناك سلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية ولا سلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية،

فقرة تنفيذية 4 - يجدّد دعمه القويّ للاحترام الكامل للخطّ الأزرق،

فقرة تنفيذية 5 - يجدّد أيضاً، كما ورد في كلّ قراراته السابقة ذات الصلة، دعمه القويّ لسلامة لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي ضمن حدوده المعترف بها دولياً، وبحسب ما ورد في اتفاق الهدنة العام الإسرائيلي - اللبناني بتاريخ 23 آذار 1949،

فقرة تنفيذية 6 - يدعو المجتمع الدولي إلى اتّخاذ خطوات فوريّة لتقديم المساعدات المالية والإنسانية إلى الشعب اللبناني بما في ذلك من خلال تسهيل العودة الآمنة للنازحين، وتحت سلطة الحكومة اللبنانية، إعادة فتح المطارات والمرافئ بحسب ما تنصّ عليه الفقرتان 14 و15، ويدعوه أيضاً إلى النظر في تقديم مزيد من المساعدات في المستقبل للمساهمة في إعادة إعمار لبنان وإنمائه،

فقرة تنفيذية 7 - يؤكّد أنّ كلّ الأفرقاء مسؤولون عن عدم القيام بأيّ تحرّك يتنافى مع الفقرة 1 ومن شأنه أن يؤثّر سلباً في البحث عن حلّ طويل الأمد وفي وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بما في ذلك المرور الآمن لقوافل المساعدات الإنسانية أو العودة الطوعيّة والآمنة للنازحين، ويدعو كلّ الأطراف إلى تحمّل هذه المسؤوليّة والتعاون مع مجلس الأمن،

فقرة تنفيذية 8 يدعو إسرائيل ولبنان إلى دعم وقف نار دائم وحلّ طويل الأمد يستند إلى المبادئ والعناصر الآتية:

- الاحترام الكامل للخطّ الأزرق من الطرفَين.

o        تدابير أمنية للحؤول دون معاودة الأعمال الحربيّة بما في ذلك إنشاء منطقة خالية من أيّ عناصر مسلّحة وعتاد وأسلحة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني إلا من تلك التابعة للحكومة اللبنانية واليونيفيل، بحسب ما هو منصوص عليه في الفقرة 11، المنشورة في هذه المنطقة،

o        التطبيق الكامل لبنود اتفاق الطائف ذات الصلة والقرارَين 1559 (2004) و1680 (2006) التي تنصّ على نزع سلاح كلّ المجموعات المسلّحة في لبنان بحيث أنّه، وتبعاً لقرار الحكومة اللبنانية في 27 تموز 2006، لن تكون هناك أسلحة أو سلطة في لبنان غير أسلحة الدولة اللبنانية وسلطتها،

o        عدم وجود قوّات أجنبيّة في لبنان من دون موافقة الحكومة اللبنانية،

o        يُمنَع بيع الأسلحة والموادّ ذات الصلة للبنان أو تزويده إياها إلاّ بإذن من حكومته،

o        تسليم الأمم المتّحدة الخرائط المتبقّية عن الألغام الأرضية في لبنان والتي هي في حوزة إسرائيل.

فقرة تنفيذية 9 - يدعو الأمين العام إلى دعم الجهود الآيلة إلى الحصول في أسرع وقت ممكن على موافقة مبدئية من حكومتَي لبنان وإسرائيل على مبادئ وعناصر حلّ طويل الأمد كما ورد في الفقرة 8، ويعرب عن نيّته أن يشارك بنشاط في هذه الجهود،

فقرة تنفيذية 10 - يطلب من الأمين العام أن يعدّ، بالتنسيق مع فاعلين دوليين أساسيين والأفرقاء المعنيّين، اقتراحات لتطبيق بنود اتّفاق الطائف ذات الصلة وأحكام القرارَين 1559 (2004) و1680 (2006)، ولا سيّما منها نزع السلاح، ولترسيم حدود لبنان الدولية، وخصوصاً في المناطق حيث هناك نزاع أو التباس حول الحدود، بما في ذلك عبر معالجة مسألة مزارع شبعا، وأن يرفع تلك الاقتراحات إلى مجلس الأمن في غضون ثلاثين يوماً،

فقرة تنفيذية 11 - يقرّر، في سبيل تعزيز القوّة بالعديد والعتاد والتفويض ونطاق العمليّات، السماح بزيادة عديد اليونيفيل إلى 15 ألف رجل حداً أقصى، وبالإضافة إلى تنفيذ التفويض الموكَول إليها بموجب القرارين 425 و426 (1978)، يتعين على القوّة أن:

أ - تراقب وقف الأعمال الحربيّة،

ب - ترافق القوّات المسلّحة اللبنانية وتدعمها خلال انتشارها في الجنوب، بما في ذلك على طول الخطّ الأزرق، بينما تسحب إسرائيل قوّاتها المسلَّحة من لبنان كما هو منصوص عليه في الفقرة 2،

ج - تنسّق نشاطاتها المنصوص عليها في الفقرة 11 "ب" مع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية،

د - تساعد على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين والعودة الطوعيّة والآمنة للنازحين،

هـ - تساعد القوّات المسلَّحة اللبنانية على اتّخاذ خطوات من أجل إنشاء المنطقة المشار إليها في الفقرة 8،

و- تساعد الحكومة اللبنانية، بناء على طلب منها، على تطبيق الفقرة 14.

فقرة تنفيذية 12- دعماً لطلب الحكومة اللبنانية نشر قوّة دولية لمساعدتها على بسط سلطتها على أراضيها كاملةً، يجيز لليونيفيل القيام بكلّ ما هو ضروري في مناطق انتشار رجالها وضمن إمكاناتها، للحرص على عدم استعمال مجال عمليّاتها لتنفيذ نشاطات عدائية من أيّ نوع كانت، ومقاومة المحاولات التي تهدف من خلال وسائل عنيفة إلى منعها من الاضطلاع بالمهمّات الموكولة إليها بموجب تفويض مجلس الأمن، وحماية العاملين في الأمم المتّحدة ومنشآتها ومعدّاتها، وضمان سلامة وحرّية تنقّل طواقم الأمم المتّحدة وعمّال الإغاثة، ومن دون إلحاق الأذى بالمسؤولية المترتّبة على عاتق الحكومة اللبنانية، حماية المدنيين المعرّضين لخطر العنف الجسدي الوشيك،

فقرة تنفيذية 13 - يطلب من الأمين العام أن يضع على وجه السرعة إجراءات تُمكِّن اليونيفيل من الاضطلاع بوظائفها المنصوص عليها في هذا القرار، ويحضّ الدول الأعضاء على النظر في تقديم مساهمات ملائمة لليونيفيل واستجابة طلبات المساعدة التي تصدر عن هذه القوّة، ويعرب عن تقديره العميق لكلّ من ساهموا في اليونيفيل في الماضي،

فقرة تنفيذية 14- يدعو الحكومة اللبنانية إلى فرض الأمن على حدودها ومنافذ أخرى للحؤول دون دخول أسلحة وموادّ ذات صلة إلى لبنان من دون موافقتها، ويطلب من اليونيفيل كما هو منصوص عليه في الفقرة 11، مساعدة الحكومة اللبنانية بناءً على طلبها،

فقرة تنفيذية 15- يقرّر أيضاً أنّه يتعين على كلّ الدول أن تتّخذ الإجراءات الضرورية للحؤول دون أن يتمّ من خلال مواطنيها أو انطلاقاً من أراضيها أو عبر استخدام مراكبها أو طائراتها،

(أ‌)      بيع أيّ كيان أو فرد في لبنان أو تزويده أسلحة وموادّ ذات صلة من أيّ نوع ولا سيّما منها أسلحة وذخائر وآليّات ومعدّات عسكرية، ومعدّات شبه عسكرية وقطع احتياطية، سواءً أكانت صادرة من أراضيها أم لا،

(ب) تزويد أيّ كيان أو فرد في لبنان تدريباً تقنياً أو مساعدة تتعلّق بتأمين أو تصنيع أو صيانة أو استخدام الموادّ المذكورة في الفقرة الفرعية (أ) أعلاه،

(ب‌)  غير أنّ هذا المنع لا يشمل الأسلحة أو الموادّ ذات الصلة أو التدريب أو المساعدة التي تسمح بها الحكومة اللبنانية أو اليونيفيل بموجب ما هو منصوص عليه في الفقرة 11،

فقرة تنفيذية 16- يقرّر تمديد تفويض اليونيفيل حتّى 31 آب 2007، ويعرب عن نيّته النظر في قرار لاحق في تعزيز التفويض أكثر فأكثر وفي خطوات أخرى للمساهمة في تطبيق وقف دائم للنار وحلّ طويل الأمد،

فقرة تنفيذية 17- يطلب من الأمين العام أن يرفع تقريراً إلى المجلس في غضون أسبوع حول تطبيق هذا القرار، ولاحقاً في شكل منتظم،

فقرة تنفيذية18- يشدّد على أهمّية، وعلى الحاجة إلى التوصّل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط بالاستناد إلى كلّ قراراته ذات الصلة ولا سيّما منها القرارَين 242 (1967) تاريخ 22 تشرين الثاني 1967 و338 (1973) تاريخ 22 تشرين الأول 1973،

فقرة تنفيذية 19 - يقرّر أن يستمرّ في متابعة هذه المسألة.

2*) الكتائب

31 تشرين الاول 2023

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل مواصلا متابعة التقارير الواردة في ما يتعلق بالأحداث العسكرية الجارية في المنطقة والتصعيد الذي يطاول جنوب لبنان ونتائج التحركات لمنع جر البلد إلى الحرب. وبعد المداولات، أصدر البيان الآتي :

1- ينظر المكتب السياسي إلى الارتكابات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة في حق أهالي غزة والتي تنافي كل القوانين الدولية على أنها جرائم حرب ضد الإنسانية يدفع الثمن الأغلى فيها المدنيون الأكثر ضعفا من أطفال وعجزة، ومن هنا ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بالمسؤوليات الملقاة عليه في وضع حد لكل هذه التجاوزات تحت طائلة إفقاد الأمم المتحدة شرعيتها في البت في حل الأزمات العالمية.

ويرى المكتب السياسي أن استمرار الصراع يشكل الورقة الرابحة في يد إيران وحزب الله للتلطي خلفها بذريعة الدفاع عن القضية الفلسطينية والإبقاء على سطوتها وسلاحها أداة ضغط لتحقيق مكاسب بمفاوضات متعددة الأهداف تقودها طهران لتكرس نفسها لاعبا أساسيا في المنطقة ولاعبا رئيسيا في العالم على حساب شعوب المنطقة ومستقبل أبنائها.

ومن هنا، يؤكد المكتب السياسي أن الوقت حان للتوصل إلى حل نهائي للصراع الدائر منذ أكثر من 75 عاما وأن من حق الفلسطينيين العيش في دولة قابلة للحياة يعودون إليها فلا يبقون شعب شتات في دول العالم، مع التشديد على ضرورة إلزام كل الجهات بتطبيق القرارات الدولية بدءا من حل الدولتين الذي انطلق من بيروت.

2-  يرفض حزب الكتائب أن يكون مصير لبنان رهن كلمة أمين عام حزب مسلح من هنا أو وزير خارجية دولة أخرى من هناك، ويحمل الحكومة اللبنانية ورئيسها مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إقحام لبنان في الحرب الدائرة والإيعاز للقوى الشرعية اللبنانية بوضع حد للدعوات إلى التسلح ونشر السلاح وشرعنة إطلاق الصواريخ التي تقودها الفصائل المسلحة والعمل فورا على نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود لحماية البلد تطبيقا للقرار 1701 بالتنسيق مع قوات حفظ السلام.

ويطالب المكتب السياسي رئيس مجلس النواب بالدعوة إلى جلسة لمناقشة خطة لبنانية تحصن لبنان وحق الدولة بقرار الحرب والسلم وتحميه من أي انزلاقة إلى كارثة محتمة عوض الدعوة إلى جلسات فرعية تناقش لملمة ذيول حرب لم يقررها اللبنانيون ولن تحمل إلى الشعب اللبناني سوى المزيد من المآسي والانهيار".

3*) التيار العوني

1 تشرين الثاني 2023

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" إجتماعها الدوري برئاسة رئيس التيار النائب جبران باسيل فناقشت التطورات. وأصدرت بيانا أكد "ضرورة القيام بكل ما يلزم لتحييد لبنان عن الحرب"، داعيا اللبنانيين جميعا الى "الالتزام بحق لبنان بالدفاع عن نفسه في مواجهة اي اعتداء اسرائيلي والى الإستعداد لمواجهة كل الاحتمالات في ضوء المسار الإسرائيلي بتصعيد أعمال العنف وعدم الخوف والهلع كون اسرائيل لا يمكنها ان تكون منتصرة من جراء اي حرب تشنها على لبنان، بل ستكون خسارتها اضعاف خسارة لبنان".

أضاف البيان : "إن حماية لبنان تتطلب أيضا وضعا داخليا متماسكا وتبدأ بأن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته ويسرع في إنتخاب رئيس للجمهورية، كأساس لإعادة تكوين السلطة وإنتظام عملها، فتتشكل حكومة إصلاحية إنقاذية، تسد الفراغات والشغور في الدولة وتطلق عملية الاصلاح وتنعش الاقتصاد وتعيد الحياة الى المؤسسات، ويجدر هنا التأكيد على مبدأ التيار رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته وهذا مبدأ يتبعه التيار منذ انخراطه في الحياة السياسية، وقد مارسه حتى ضد نفسه مرتين عندما رفض نوابه التمديد لمجلس النواب، كما رفض التيار التمديد لعدد من الحالات في الادارة والاجهزة الأمنية".

وتابع :"أما من يخرج عن مبادئه كتقديم اقتراح قانون للتمديد لشخص، بحجة الخوف على الفراغ في وقت تتوافر فيه وسائل أخرى قانونية لمنع هذا الفراغ، ويكسر مبدأ رفضه لتشريع الضرورة، لا لسبب الا للنكايات السياسية والمصالح الخاصة، فهذا شأنه ويبقى على الرأي العام ان يحكم على تقلباته وادائه".

ودان "التيار" "حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة وكان آخرها أمس مجازر جباليا، وسط صمت مخجل من جانب الدول التي تدعي إحترام حقوق الإنسان وكرامته"، محذرا من "أن المجازر الإسرائيلية ستولد حالات من الغضب والتطرف ترد على العنف بالعنف وسيدخل العالم دوّامة من الإنقسام والمواجهات على خلفيات دينية وعقائدية لا يمكن ضبطها".

وختم البيان :"وفي نفس الوقت، يتابع التيار باهتمام التقلبات الحاصلة في الرأي العام الغربي وفي الأوساط الفكرية السياسية والاكاديمية التي بدأت ترى في اسرائيل دولة التطرف الديني الأممي ودولة الارهاب المنظم، والجريمة المتمادية ودولة التمييز العنصري والتطهير والابعاد القسري الجماعي، باختصار الدولة الأولى في ضرب حقوق الانسان، مقابل لبنان دولة التعايش والتسامح وقبول الآخر واحترام النفس البشرية والكرامة الانسانية".

4*) اللقاء الديموقراطي

2 تشرين الثاني 2023

عقدت كتلة" اللقاء الديمقراطي" اجتماعاً برئاسة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، وبحضور النواب مروان حمادة، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، بلال عبدالله، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، وراجي السعد، وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، حيث جرى عرض مختلف المستجدات والتطورات في لبنان والمنطقة.

وإذ دانت الكتلة في بيان، "بشدة الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة كما في الضفة الغربية"، دعت إلى "تحرك عربي فاعل لوقف هذا العدوان الوحشي والإبادة الجماعية، وفتح المعابر لمد الشعب الفلسطيني بمقومات الحياة والصمود، وفرض خروج الاحتلال ووقف الاستيطان وإطلاق الأسرى من سجون إسرائيل، قبل الحديث عن أي شيء آخر".

وتابعت الكتلة" عن كثب التطورات الجارية على الحدود الجنوبية، حيث الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة"، وشددت على "ضرورة التنبّه والوعي للنوايا الإسرائيلية المبيَّتة بتدمير لبنان، وبالتالي الحرص على عدم الانجرار إلى الحرب بالمعنى الأوسع، وعلى ضرورة أن لا تتخطى الاشتباكات الضوابط الراهنة درءاً للمخاطر الجسمية المتأتية عن عدوان إسرائيلي لا قدرة للبنان على تحمّل تداعياته".

وأعلنت الكتلة أنها" تحسباً لاحتمالات وقوع عدوان إسرائيلي، فهي تواكب الى جانب الحزب التقدمي الإشتراكي الاستعدادات الجارية لاستقبال النازحين من المناطق اللبنانية التي قد تتعرض للعدوان، كما تعمل بالتوازي عبر أعضائها على التواصل مع الوزارات المعنية والحكومة ككل وداخل المجلس النيابي، للتأكد من جهوزية المؤسسات المعنية ووضع خطط الطوارئ اللازمة والقابلة للتنفيذ اذا ما حصل العدوان".

وفي السياق نفسه، جددت الكتلة "دعوتها الى القوى السياسية جميعها دون استثناء للارتقاء إلى مستوى خطورة المرحلة التي تستدعي مسؤولية استثنائية في معالجة الاستحقاقات كافة، وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية، وبالوقت نفسه تفعيل عمل الحكومة القائمة، ومنع الفراغ في الجيش والمؤسسات الأمنية، ووقف مسلسل الشغور الذي يضرب المؤسسات تباعاً، ويهدد في ظل التحديات الخطيرة الراهنة وجودية الدولة برمتها".

5*) حسن نصرالله

3 تشرين الثاني 2023

أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان "المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول، تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها"، مؤكدا ان "الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا". وقال :"ما يجري على جبهتنا اللبنانية عند الحدود مهم ومؤثر جدا ولم يتم الاكتفاء به على كل حال وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان"

ولفت الى انه "لو كان موقفنا التضامن سياسيا والتظاهر لكان الاسرائيلي مرتاحا عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب الى غزة".وقال :"جبهة لبنان استطاعت ان تجلب ثلث الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع لبنان"، مضيفا :"جزء مهم من القوات الصهيونية التي ذهبت الى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة ونصف القدرات البحرية الاسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا.

أضاف :" ربع القوات الجوية مسخرة باتجاه لبنان وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه باتجاه جبهة لبنان ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات".

وأكد ان "هذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضا لدى الأميركيين". وقال :"العدو يقلق من امكانية ان تذهب هذه الجبهة الى تصعيد اضافي او تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل وعلى العدو ان يحسب له الحساب. حضورنا في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعا. وعمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك".

أضاف :"هذه المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر ايمانا وقناعة بوجوب التحدي وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات والتضحيات. ويتحمل العدو اليوم كل عمليات المقاومة ويضبط إيقاعه لأن لديه خشية حقيقية من ذهاب الأمور إلى ما يخاف".

أضاف :هذه العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنهم".

قيل لنا منذ اليوم الأول اذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الاميركي سوف يقصفكم لكن هذا التهديد لم يغير من موقفنا أبدا.

وتابع :"بدأنا العمل بهذه الجبهة في الجنوب وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان".

وحذر العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني". وقال: "أقول بكل شفافية وغموض بناء ان كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وان كل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في أي وقت من الأوقات ويجب ان نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة

وكان نصر الله إستهل كلمته في الاحتفال الذي يقيمه الحزب تمجيدا وتكريما للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالترحيب "بهذا الحضور الكبير والمهيب، في احتفال اعتزازنا وافتخارنا بالشهداء، كل الشهداء الذين اجتمعنا اليوم في حفل تجديد البيعة لدمائهم". وتوجه الى عوائل الشهداء ب"التبريك لنيل أعزائهم وأحبائهم هذا الوسام الالهي وأسأل الله أن يتقبل من الجميع". وقال :"يمتد تبريكنا وعزاؤنا إلى كل عوائل الشهداء في كل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة طوفان الأقصى التي أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة. الشهداء هم الأحياء المستبشرون فهنيئا لكل الشهداء للشهداء المقاتلين والمظلومين من الرجال والنساء والأطفال.

أضاف :" لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية من الناحية الانسانية والأخلاقية والدينية لن نجد معركة كمعركة القتال مع هؤلاء الصهاينة المحتلين لفلسطين. هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات وهي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله".

 وقال :"قوتنا الحقيقية قبل السلاح في هذا الايمان والبصيرة والوعي والالتزام العميق بالقضية والاستعداد العظيم للتضحية والصبر الذي لا حدود له والذي يعبر عنه عوائل الشهداء".

وحيا نصر الله "الشعب الاسطوري والذي لا نظير له في هذا العالم لأهل غزة"، معتبر ان "اللسان والبيان يعجزان عن التعبير عن عظمة وجبروت وصمود شعب غزة وكذلك عن شعب الضفة الغربية".

كما وجه التحية الى كل الذين "تضامنوا وساندوا ودعموا على مستوى العالم من دول عربية واسلامية وأميركا اللاتينية ونخص بالذكر السواعد العراقية واليمنية التي دخلت الى قلب هذه المعركة المباركة".

وقال:" معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاما لكن أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جدا وخصوصا مع هذه الحكومة الحمقاء والغبية والمتوحشة. هذه الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى مما جعل الوضع الانساني سيء جدا.

ولفت نصر الله الى انه "منذ قرابة العشرين عاما هناك أكثر من مليوني انسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكنا". وقال :" كانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغيانا وقهرا فلذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصا في واشنطن ولندن.

وأشار الى ان "مخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة".

وتحدث عن عملية "طوفان الأقصى العظيمة والمباركة"، وقال :" كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة".

وأكد نصر الله ان "سرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجئة". وقال : "هذا الاخفاء لم يزعج احدا في فصائل المقاومة على الاطلاق بل أثنينا عليه جميعا وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة. هذا الأداء من الاخوة في "حماس" ثبت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء ان يزيفوا وخصوصا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الاقليمية".

ولفت الى ان "معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت ان هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي".

وأكد السيد نصر الله ان "ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الاطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها".وقال :"العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى الى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني أمني وسياسي ونفسي ومعنوي وكانت له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان".

واعتبر انه "مهما فعلت حكومة العدو خلال الشهر الذي مضى وخلال الأسابيع المقبلة فلن تستطيع على الاطلاق ان تغير من آثار طوفان الاقصى الاستراتيجية على هذا الكيان"، وقال :كشفت عملية طوفان الأقصى عن الوهن والضعف في الكيان وأنها في حق أوهن من بيت العنكبوت".

أضاف :"سارعت الادارة الاميركية برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل ان يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة. هذه السرعة الاميركية لاحتضان "اسرائيل" ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان".

وتابع :"أن يأتي الجنرالات الاميركيون الى الكيان وفتح المخازن الاميركية للجيش الاسرائيلي وطلب "اسرائيل" من اليوم الأول 10 مليارات دولار. فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟".هذه النتائج يجب أن تشرح وتبين لنعرف ان التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان أنها تضحيات مستحقة".

أضاف :"هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر لذلك كان الخيار صائبا وحكيما ومطلوبا وفي وقته الصحيح ويستحق كل هذه التضحيات".

ورأى انه كان واضحا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى "ان العدو كان تائها وضائعا". لافتا الى ان العدو لم يستفد من التجارب، وقال:"أمام غزة والحادث المهول الذي تعرض له العدو يبدو ان حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الاطلاق".

أضاف :"ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمي ونوعي ولكن من نفس الطبيعة.من أهم الأخطاء التي ارتكبها "الإسرائيليون" ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليه. في عام 2006 وضعوا هدفا يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الاسيرين من دون تفاوض وتبادل ولمدة 33 يوما لم يحققوا أهدافهم واليوم في غزة الوضع نفسه لكن مع حجم الجرائم والمجازر".

وقال :"ما يقوم به "الاسرائيلي" هو قتل الناس في غزة فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين ولا توجد حرمة لشيء. فالاسرائيلي يدمر أحياء بكاملها.كلنا شاهدنا بأم العين بطولات المقاومين في غزة فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة كيف سيتعامل العدو الاسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع. والمشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة تقول لهؤلاء الصهاينة مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة بأنك لن تستطيع من خلال القتل والمجازر ان تصل الى أي نتيجة".

وتابع :"اليوم شهداء غزة وأطفالها والنساء يكشفون كل هذه الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل اعلام عالمية ودولية للتغطية عن هذا الكيان.

وأكد ان "ما يجري في غزة يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا"، وقال :"ما يحصل في غزة يكشف المسؤولية الاميركية المباشرة عن كل هذا القتل والنفاق الأميركي"، معلنا "ان الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة لذلك أتى قرار المقاومة الاسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا وهو قرار حكيم وشجاع".

وقال :"مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو.

وأعلن نصر الله ان "أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة و"اسرائيل" هي أداة. فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف اطلاق النار".

ودعا السيد نصر الله الجميع الى تحمل مسؤولياتهم، وقال :" واجب كل حر وشريف في هذا العالم ان يبين هذه الحقائق التي تحدثنا عنها في معركة الرأي العام والرأي العام العالمي بدأ ينقلب على هؤلاء الطغاة المجرمين الذين يقتلون الاطفال والنساء والرأي العام العالمي يرى ذلك. وقال :" في العام 1948 عندما تخلى العالم عن الشعب الفلسطيني قام هذا الكيان ودفع الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة تداعيات وآثار قيام هذا القيام ولبنان من اكثر الدول التي عانت من وجود هذا الكيان الغاصب".

وأكد ان "ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها وهذا ما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية"، وقال :" هناك هدفان يجب العمل عليهما هما: وقف العدوان على غزة والهدف الثاني أن تنتصر "حماس" في غزة. انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار الاسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة".

ورأى ان "العدو يغرق في رمال غزة ولكنه يستقوي ويتهدد الشعب اللبناني بدماء الأطفال والنساء في غزة والمساجد والكنائس فيها"، داعيا العرب الى "العمل من أجل وقف العدوان على غزة ولا يكفي التنديد بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء". وقال :" للأسف كان الخطاب في السابق اقطعوا النفط عن أميركا واليوم نطلب بوقف التصدير الى "اسرائيل"!". وسأل:أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟

وقال: على الرغم من كل التهديدات قام الشعب اليمني بعدة مبادرات وأرسل صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيرات الى إيلات وإلى القواعد العسكرية الاسرائيلية في جنوب فلسطين".

6*) الراعي

5 تشرين الثاني 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، رئيس تجمع موارنة من اجل لبنان المحامي بول يوسف كنعان، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، عائلة المرحوم المونسينيور توفيق بو هدير، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان :"وانتم من تقولون اني هو" قال فيها: "على هذا السؤال يجيب كلّ واحد وواحدة منّا، بلسان سمعان-بطرس: "أنت هو المسيح إبن الله الحيّ" (متى 16: 16). وهو جواب الكنيسة عبر الأجيال، وتقوله رسميًّا في هذا الأحد المعروف "بأحد تقديس البيعة"، ومعه تبدأ السنة الطقسيّة الجديدة. وهي سنة كاملة بإثني عشر شهرًا، نحتفل خلالها بالأحداث الخلاصيّة المرتبطة بحياة يسوع المسيح على أرضنا: تجسّده ودنحه وصومه وآلامه وموته وقيامته، وتأسيس كنيسته وأسرار الخلاص والكهنوت، وإرسال روحه القدّوس لتحقيق ثمار الفداء في النفوس، ولقيادة مسيرة الكنيسة حتى نهاية الأزمنة ومجيء المسيح الثاني ملكًا وديّانًا. تُشبّه السنة الطقسيّة بالسنة الشمسيّة التي خلال أشهرها الإثني عشر تدور الأرض حول الشمس في أربعة فصول، مستمدّة منها النور والحرارة والدفء بما يناسب الحياة على أرضها من بشر وحيوان ونبات. كذلك في السنة الطقسيّة بأزمنتها الثمانية: الميلاد، والدنح، والتذكارات، والصوم الكبير، وأسبوع الآلام، والقيامة، العنصرة، والصليب. "تدور" الكنيسة حول شمسها يسوع المسيح وتستمدّ منه نور الكلمة وقداسة النعمة وحرارة الإيمان وحيويّة المحبّة".

وتابع: "نحيي في هذا الأحد ذكرى عبور عزيزنا، محبّ الشبيبة، المرحوم المونسنيور توفيق بو هدير إلى بيت الآب في السماء منذ سنتين. فإنّا نصلّي لراحة نفسه ونستشفعه لدى العرش الإلهيّ، مجدّدين تعزية الرجاء لوالدته وشقيقيه وسائر أنسبائه. نحيّي بيننا المؤسّسات الشبابيّة الثلاث التي أعطاها من سخاء قلبه تأسيسًا ومواكبة وهي: مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة، وتجمّع يسوع فرحي، وجمعيّة شباب الرجاء. وينضمّ إلى هذه المجموعة الشبابيّة جمعيّة فينيسيا للقدّيس شربل البولنديّة. لقد شاركنا، كما تعلمون، بأعمال سينودس الأساقفة في حاضرة الفاتيكان برئاسة قداسة البابا فرنسيس طيلة شهر تشرين الأوّل بكامله. كان عدد المشاركين بتعيين من الحبر الأعظم 360 شخصًا بينهم البطاركة الشرقيّون وكرادلة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنون ومؤمنات وضيوف من كنائس أخرى. كان الموضوع الأساسيّ: كيف تكون الكنيسة سينودسيّة في مقاربة المواضيع والأشخاص، والإصغاء والتمييز في ضوء كلام الله والصلاة والتأمّل وسماع ما يقوله الروح القدس للكنيسة. وكانت مناسبة جمعتنا في لقاءات خاصّة مع قداسة البابا وكبار معاونيه في أمانة سرّ دولة الفاتيكان، ومع سفراء دول ورئيسة مجلس الوزراء الإيطاليّ، وكان الموضوع إيّاه الضرورة الملحّة لإنتخاب رئيس للجمهوريّة فوق كلّ حاجة واضطرار؛ وعودة النازحين السوريّين إلى بلادهم، ومساعدتهم على أرض سوريا. فلبنان غير قادر بعد اليوم على حمل عبئهم الماليّ والإقتصاديّ والإجتماعيّ والتربويّ والأمنيّ؛ والتضامن مع قضيّة الشعب الفلسطينيّ، وضرورة وقف النار ومسيرة الهدم والقتل في قطاع غزّة".

وأضاف: "قيصريّة فيلبّس مدينة بناها هيرودس فيليبّس على سفح جبل حرمون بين سنة 2 و 3 قبل المسيح إكرامًا للقيصر أغسطس الّذي كان يلقّب "بالإلهيّ". وشيّد فيها قصره قرب منبع نهر الأردن من جبل حرمون، الذي تعلوه صخور شاهقة، وفي أسفلها فوهة عظيمة كانت تُمارس فيها عبادة إله الحقول "بان"، الذي منه مشتقّ اسم المدينة اليوم بانياس. في هذا المكان الأثريّ المعبِّر أراد يسوع أن يربّي إيمان تلاميذه الإثني عشر. فسألهم "عمّن هو بنظر الناس". فكان الجواب سهلًا: "بعضهم يقولون أنّك يوحنّا المعمدان، وآخرون إيليّا، وآخرون إرميا أو أحد الأنبياء" (الآية 14). ولكن لمــّا سألهم: "وأنتم من تقولون إنّي هو؟" (الآية 15). وحده سمعان-بطرس أعطى جواب الإيمان الذي في قلبه: "أنت المسيح إبن الله الحيّ" (الآية 16). ثلاث كلمات لها مدلولها أمام مشهد القيصريّة: "أنت المسيح"، أي "الملك" الذي يدوم هو وملكه إلى الأبد، لا كالقيصر الذّي مات وفني ملكه؛ "أنت ابن الله"، أي الإله الحقيقيّ الأزليّ، إله من إله، مولود غير مخلوق؛ "أنت الحيّ" لا مثل الإله الصنميّ الحجريّ "بان" المعبود في هذا المكان. جواب يسوع مستلهم هو أيضًا من هذا المكان: "يا سمعان بن يونا أنت الصخرة"، الصخرة الحيّة الناطقة لا كهذه الصخور الصمّاء، وأنت إبدي بإيمانك بينما هي إلى زوال. "على هذه الصخرة أبني كنسيتي": على صخرة إيمانك أبنيها فلا تتزعزع، ولا قوى الشر، المتمثّلة بفوهة الخطايا، تقوى عليها. وكنيستي المبنيّة على صخرة الإيمان ثابتة إلى الأبد، لا مثل قصر هيرودس الذي أسقطته عوامل الطبيعة، وأصبح أثرًا بعد عين. وأكدّ يسوع أنّ جواب سمعان-بطرس ليس منه، بل هو عطيّة من الآب السماويّ قبلها في عقله وقلبه وتفاعل معها فأصبحت إيمانه الصامد كالصخرة. ولذا بدّل يسوع اسمه من سمعان إلى بطرس أي الصخرة، بالعبريّة "كيفا" وباليونانيّة "Petros".

وقال: " إلى كلّ واحد وواحدة منّا، إلى كلّ إنسان يوجّه يسوع السؤال: "وأنت، من تقول إنّي هو؟" المطلوب جواب حياتك الإيمانيّة. هل يسوع المسيح محور حياتك؟ هل هو الغاية من التزامك في العائلة والكنيسة والمجتمع؟ هل كلامه عندك نور وحياة؟ هل إنجيله إنجيل الحقيقة والمحبّة والسلام، ومصدر أقوالك وأفعالك، وملهمك في ممارسة مسؤوليّاتك؟ لو كانت الأجوبة كذلك لكنّا في عالم أفضل. فالإنجيل ينهي عن والبغض العداوة والقتل والحرب والضرب بالسيف، ويدعو إلى الأخوّة والمحبّة والتغلّب على الشر بالخير، وإلى احترام الحياة البشريّة وكرامتها وقدسيّتها. الإنجيل يحترم السلطة المدنيّة الشرعيّة، ويدعوها إلى ممارسة العدل في خدمة المواطنين. من هذا التعليم تستمدّ المسيحيّة ثقافتها، وعلى أساسها تنظّم الحياة الإجتماعيّة والسياسيّة والإقتصاديّة. لكنّ هذه الثقافة مفقودة في لبنان. فها هي السنة الثانية تبدأ وسدّة رئاسة الجمهوريّة في فراغ، وما من كلام جدّي عند احد بشأن إجراء انتخاب للرئيس. وكأنّ الفراغ مقصود من أجل المضيّ في تفكيك مؤسّسات الدولة، والتلاعب في موظّفيها، وتنفيذ الزبائنيّة في إداراتها. وهذا ما أفقد المسؤولين السياسيّين ثقة العالم بهم، وبالتالي أهل لبنان. يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ".

وعن غزة، قال: "كيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزّه الجريحة بل المهدّمة من حرب هدّامة إباديّة ينصبّ فيها الحقد والبغض بقوّة القنابل والحديد والنار ؟! وكذلك في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. في الحرب الجميع خاسرون. والويلات قتلًا وتهجيرًا تصيب المواطنين الأبرياء الذين يخسرون منازلهم وكلّ جنى عمرهم. كيف يتبرّئ حكّام الدول وأمراء الحروب من جرائمهم ضدّ الإنسانيّة؟ فإنّا نناشد ضمائرهم لإيقاف النار، وتكثيف الإسعافات الطبيّة والمساعدات الغذائيّة للمشرّدين والجرحى والجائعين والعراة. أمّا ما يختصّ بالحرب البغيضة الهدّامة هناك فالحلّ الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. لقد آن الأوان لإعطاء الفلسطينيّين حقّهم. ان كل الذين التقيناهم في روما عبّروا عن تخوّفهم من امتداد الحرب الى لبنان".

وختم الراعي: "نصلّي إلى الله كي يمسّ ضمائر المسؤولين عندنا، وبخاصّة معطّلو انتخاب رئيس للجمهوريّة فيدركوا حجم جريمتهم بحقّ الدولة ومؤسّساتها واللبنانيّين، وكي يمسك يد أمراء الحرب في الأراضي المقدّسة وسواها عن مواصلة ارتكابهم هذه الجرائم ضدّ الإنسانيّة. نلتمس رحمتك ومغفرتك يا ربّ، لك المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

7*) عودة

5 تشرين الثاني 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عودة عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم مثل الغني ولعازر، وهو من الأمثال التي عالج الرب يسوع من خلالها موضوع الغنى والفقر. يعتبر البعض هذا المثل من التعاليم القاسية ضد الأغنياء، وكأنهم معرضون دائما للعقاب، كما يعتبرون في المقابل أن الرب يتعاطف دوما ومطلقا مع الفقراء. لكننا، إذا تمعنا في قراءة المثل بتأن، يظهر لنا بوضوح أن الرب يسوع يتوجه إلى نوع محدد من الأغنياء والفقراء، وأن الهدف من المثل هو دعوة القارئ أو السامع، غنيا كان أو فقيرا، لكي يعي وضعه ويسعى إلى العمل بحسب الرسالة التي شاءها المعلم من كلامه".

أضاف: "يتضح لنا من النص أن الغني هو من الشعب اليهودي، لأنه نادى إبراهيم قائلا: «يا أبت إبراهيم» (16: 24)، وهذا يعني أنه يعرف الشريعة والناموس وعليه أن يطبق ما يفرضانه، ومن أهم الفروض الناموسية تلك المتعلقة بالاهتمام بالغريب كإعطائه طعاما ولباسا كما طلب الله في تثنية الاشتراع: «أحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر» (10: 19). كذلك، على الذين يطلبون الله ويسرون بالتقرب منه، أن يهتموا بالمساكين ويطعموا الجياع ويضيفوا التائهين، مثلما نقرأ في سفر إشعياء النبي القائل: «أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك، إذا رأيت عريانا أن تكسوه وألا تتغاضى عن لحمك» (58: 7). كذلك، على اليهودي أن يكون قد تلقن درسا من ضربة الله لشعبه المختار، الأمر الذي نقرأه في سفر عاموس النبي: «هكذا قال الرب: من أجل ذنوب إسرائيل الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنهم باعوا البار بالفضة والبائس لأجل نعلين، الذين يتهممون تراب الأرض على رؤوس المساكين ويصدون سبيل البائسين» (2: 6-7)."

وتابع: "خطيئة الشعب اليهودي، منذ القدم، أنهم يسيئون معاملة الفقير والمسكين، لهذا حاول الله، بأنبيائه، أن يبعدهم عن هذه الخطيئة، لكنهم لم يرتدوا. هنا نرى المسيح يعيد تذكيرهم بما أوصاهم به الله في الناموس والأنبياء، علهم يتوبون، لكن قلوبهم الغليظة لم تفهم، وهذا ما نشاهد نتائجه اليوم من خلال ما يفعلونه بالمساكين من قتل وتهجير وتدمير.  غني مثل اليوم، تجاهل إنسانا مطروحا عند باب بيته ولم يبادر إلى الاهتمام به بمقتضى الشريعة. يصوره لنا الرب يسوع كرجل مفترض أنه مؤمن، إلا أنه لا يحفظ وصايا الله. كذلك المسكين المطروح عند باب الغني يهودي أيضا، واللافت أن الرب أعطاه اسما هو «لعازر»، الذي يعني «الله معيني»، فيما بقي اسم الغني مجهولا كونه استغنى بنفسه وابتعد عن الله المعين والمغني. نستنتج من اسم الفقير أن الرب يخبرنا عن إنسان فقير يؤمن بالله، ويعتبره معينا له، أي إنه يلقي همه عليه، متأكدا من أن الله إلى جانبه، كما يقول صاحب المزامير: «ألق على الرب همك فهو يعولك» (55: 22). كان لعازر مضروبا بالقروح، مثل أيوب الصديق (أي 2: 7)، وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغني، متشبها بالكلاب (مت 15: 27)."

وقال: "لا تظهر نتائج طريقة عيش الغني مقابل وضع الفقير المطروح عند بابه في الحياة الحاضرة، بل بعد الموت، حيث سيدان الإنسان بحسب قربه من الله، أي على قدر وجود الله في حياته، الأمر الذي لا يقاس إلا من خلال تعاطي البشر مع إخوتهم البشر، لأن سلوك الإنسان هو ميزان الفضائل أو المساوئ التي سيدان بسببها في الحياة الآتية. فالغني الذي لم يعمل بوصية الله دفن بعد موته وذهب إلى الجحيم والعذاب الأبدي (16: 22- 23). أما الفقير فكان موقفه الذي يدل عليه اسمه «لعازر» (الله معيني) اتكالا على معونة الرب، لذلك ذهب إلى حضن إبراهيم محمولا على أيدي الملائكة (16: 22)."

أضاف: "المفارقة أن عمل الرحمة الذي اشتهاه لعازر في حياته من قبل الغني، صار الغني يشتهيه من لعازر نفسه وهو في مكان العذاب، حيث نسمعه يقول: «يا أبت إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليغمس طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب» (16: 24). هذا الأمر كان متوقعا، لأن «الله يجازي كل واحد حسب أعماله (رو 2: 6)، الأمر الذي نقرأه أيضا في سفر الأمثال: «أفلا يفهم وازن القلوب، وحافظ نفسك ألا يعلم، فيرد على الإنسان مثل عمله؟» (24: 12). إن ما يطلبه الرب يسوع منا، انطلاقا من مثل إنجيل اليوم، أن نكون معه، وأن يكون معيننا، أغنياء كنا أو فقراء. إذا لم نع هذا الأمر، سنواجه مصير الغني، إلا إذا تبنا إلى الله، مصغين إلى وصاياه وعاملين بها، لأننا إن لم نفعل، فإننا لن نصدق ما ستؤول إليه حالنا ولو «قام واحد من الأموات» (16: 31)."

وقال: "يظن أراكنة العالم اليوم أنهم خالدون، وأنهم فوق المحاسبة العادلة والدينونة الإلهية الآتية، مثلما هم هنا على هذه الأرض. إنهم يعيثون فسادا وخرابا وقتلا في الأرض كلها، حيث لا مكان في مأمن من شرهم، لأنهم طامعون بخيرات الأرض ومجدها الزائل، ناسين أن الأهم هو خلاص نفوسهم وربح أكاليل المجد الأبدي. السباق إلى التسلح بما يميت الجسد أصبح هدفا ضروريا، في مقابل السباق إلى التوبة والتسلح بسلاح الله الكامل من أجل الثبات ضد مكائد إبليس (أف 6: 11). لم يعد هناك احترام لقدسية الحياة ولكرامة الإنسان ولا لأرض مقدسة. يشنون الحروب المدمرة ولا يحيدون النساء والأطفال والمعابد والمستشفيات. لقد تخلى معظم حكام العالم عن إنسانيتهم وصموا آذانهم عن صراخ الأطفال وأنين الأمهات، ولا يصغون لصراخ الضمير. أسابيع مرت ولم نر نية لوقف القتال وحماية المدنيين الأبرياء الذين يقتلون وكأنهم ليسوا على صورة الله ومثاله ولهم الحق في حياة كريمة. إن لم ينظر العالم بعين العدل لن يكون سلام ولا استقرار لأن الحكم المبني على الظلم لا يدوم".

وختم: "لم يبق مكان آمن على الأرض، والعدالة لم تعد أمرا بديهيا بل هي خاضعة للمصالح، لهذا فإن التوبة ضرورية والعمل بوصايا الرب ضروري حتى يكون الإنسان، كائنا من كان، مجهزا للانطلاق من هنا بسلام «لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة» (عب 13: 14)".