تقرير أسبوعي دولي - 183-2023

تقرير أسبوعي دولي - 183-2023
الأحد 12 نوفمبر, 2023

 

رقم 183/2023

6-12 تشرين الثاني /2023

 

تقرير فريق LCRS Politica للأحداث في لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بالاضافة الى أبرز احداث المنطقة والعالم.

 

  1. المقدّمة

في الشأن اللبناني

 

في خضم تفاقم الصراع على الحدود الجنوبية بين اسرائيل حزب الله والفصائل الفسطينية التي يغطيها، والذي علت حدّته مع نهاية الأسبوع، كان لافتا أن الرئيس الايراني الذي شارك في قمة الرياض لم يقدّم أي تحفّظ او معارضة لبلاده على البيان الختمامي للقمة، الذي أكّد بداية على أن الممثل الوحيد للفلسطينيين هو منظمة التحرير الفلسطينية داعيا كافة الفصائل إلى الانضواء تحت رايتها، وأكّد لاحقا على أن الحلّ للقضية الفلسطينية والحرب في غزة يكون حكما بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وبالقرارات العربية وأهمها قمة بيروت 2002 التي دعت إلى قيام الدولتين.

تجدر الإشارة هنا إلى كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في القمة الاستثنائية في الرياض، حيث أشار إلى أن ما يشهده جنوب لبنان حاليًّا من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701. مضيفا أن اللنانيين تعوَّدْوا من الإخوة العرب النجدة، مشيرا أنه بحاجة إلى التأكيد على أن جميع اللبنانيين من دون استثناء يقفون إلى جانب غزة وفلسطين، وهم يأملون أن يكون لهم جميع العرب حضنا وحصنا لدرء الانهيار!! دون ذِكْر حزب الله أو تحميله أية مسؤولية!

وبالتزامن،  أكد حسن نصرالله، أمين عام الحزب، أن جبهة لبنان هي رهن الميدان وهذه سياسة الحزب، مشددًا على أن هذا الميدان هو الذي يفعل ويتكلم وبعدها يأتي ردّ حزب الله!

إن هذا التناقض الفاضح بين الكلام المزدوج للسلطة اللبنانية الرسمية، التي تغطي أفعال حزب الله من جهة وتستجدي الدعم العربي من جهة أخرى، وبين أفعال الحزب الذي يستجر  حربا ستكون فاتورتها أعلى من حرب تموز 2006 (التي "لو كان يعلم لما أقدم عليها!!) والتي ترفضها أكثرية اللبنانيين؛ إن هذا التناقض الداخلي يواكبه "موافقة" ايرانية على أن الحلّ للقضية الفلسطينية هو عربيّ بامتياز، وخارطة طريق الحلّ تكون بالحوار!

لقد أصبح واضحا أن سياسة حزب الله المتّبعة لا تمتّ بأي صلة إلى المصلحة الوطنية التي يدّعي حمايتها!

 

  1. التقرير

 

يقدّم فريق التقرير قراءة تحليليّة للاحداث في لبنان والمنطقة والعالم ويرفق كل المستندات والوثائق المهمّة التي من شأنها المساعدة على توضيح الموقف.

 

  1. في الشأن اللبناني

 

أمنيا على الحدود الجنوبية، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، إطلاق 16 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل وجنوب مدينة حيفا، وقالت في بيان إنها قصفت نهاريا وجنوب حيفا رداً على مجازر الاحتلال وعدوانه في قطاع غزة. وهي المرة الأولى التي تعلن فيها حركة حماس استهداف محيط حيفا انطلاقاً من جنوب لبنان.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، انه خلال الساعة الماضية، جرى تحديد نحو 30 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، مشيراً إلى أن قواته ترد بقصف مدفعي على مصادر إطلاق النيران. ويقصف حزب الله يومياً مواقع إسرائيلية حدودية، كما نفذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان عمليات تسلل وإطلاق صواريخ عدّة من لبنان، وترد إسرائيل بقصف على طول الشريط الحدودي. وقد أسفر التصعيد عن مقتل 63 مقاتلاً من حزب الله و11 مدنياً على الأقل حتى تاريخه!

في السياق، اعلنت السفارة الاميركية في بيروت في بيان، ان كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكشتاين، قام بزيارة لبنان والتقى بعدد من كبار القادة، حيث أعرب عن اهتمام الولايات المتحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب، وعبّر عن خالص التعازي لحياة المدنيين التي فقدت. وقد استمع إلى مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها، وأكد مجددا أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يتمدد، مشددا على أن استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل. إلى ذلك، ذكّر جميع المحاورين بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف، ودعا إلى تنفيذه بالكامل.

وكان هوكشتاين قد أبلغ رئيس الحكومة أنه يزور لبنان موفدا من الرئيس الاميركي، لبحث الوضع في جنوب لبنان، وانه لمس من خلال محادثاته ان لبنان واسرائيل لا يرغبان بتصعيد الوضع، ودعا جميع الاطراف الى احترام القرار الاممي 1701 وتنفيذه كاملا، كما أكد مجددا دعم الجيش لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كل اراضيها، وقال ان البحث جار حاليا في سبيل التوصل الى هدنة انسانية في غزة، قبل الانتقال الى مراحل الحل الاخرى.

في الملف الرئاسي كان لافتا كلام الوزير سليمان فرنجية عبر محطة تلفزيونية، حيث اكد ان "أسطورة" اسرائيل سقطت وهذا أكبر انجاز حققته المقاومة الفلسطينية، وأوضح ان "توازن الرعب" يدفع إسرائيل للتفكير قبل ان تقدم على أي خطوة ضد لبنان لافتًا الى ان القضية الفلسطينية يجب أن تكون أيضًا قضية المسيحيين! ومشيرا الى انه مع اي حل يرضى به الشعب الفلسطيني. كما لفت الى ان مجيء الأميركيين الى المنطقة بحاملات الطائرات هو خوف على اسرائيل وليس دعما لها، والمشكلة بمن يراهن على الاميركيين في لبنان! ورأى ان ما يحدث اليوم شبيه الى حدّ ما بالذي حصل سنة 2006 والصمود تحقّق واسرائيل في نظر شعوب العالم ترتكب جرائم حرب ولا بدّ من ثمن ومنه اعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. إلى ذلك، أشار الى ان "المقاومة" لا تريد السيطرة أوالفرض كما انها لا تريد تغيير الهوية، ولو كانت جزءا من محور وان حكمة السيد نصر الله عامل اطمئنان! وعن امكان انسحابه من السباق الرئاسي قال انه ليس في وارد الانسحاب وهو منفتح على أيّ حوار أو نقاش، لافتا الى ان موضوع الرئاسة لا يمكن استسهاله فلبنان في مرحلة حساسة، ‏ولا بدّ من الحوار والتوافق وفق تسوية يشارك الجميع فيها في الحدّ الأدنى من الأمور! كذلك قال انه ليس ضدّ التمديد لقائد الجيش حيث لا مشكلة لحزب الله معه، ولكن الحزب ملتزم معه رئاسيا!

في سياق متصل، استقبل الوزير سليمان فرنجيه، ممثل حركة "حماس" في لبنان، وبحسب بيان، كان عرض لآخر التطورات العسكرية والانسانية في قطاع غزة وتأكيد على دعم المقاومة الفلسطينية وضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على فلسطين المحتلة.

 

في مواقف حزب الله والمجموعات التي تدور في فلكه لهذا الاسبوع، اكد الشيخ نعيم قاسم ان حماس والفصائل الفلسطينية هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الفلسطيني، وكل الأعمال من اجل إيجاد شرخ بين الناس وبين المقاومة من خلال تدفيعهم ثمنا باهظا ليقفوا بوجه المقاومة سينقلب على الكيان الاسرائيلي، لأن أطفال فلسطين اليوم يتربون بأن عليهم أن يحملوا السلاح مستقبلا وأن يواجهوا العدو الإسرائيلي وأن لا يقبلوا الخضوع. واضاف انه قد ثبت عجز إسرائيل، وثبت أنها لا تستطيع أن تحافظ على الكيان، وأن أميركا اليوم هي التي تدير العدوان وتضع له السياسات وتخطط لمستقبل هذا العدو، وما ترونه من جرائم هي جرائم أميركية - إسرائيلية، وأميركا تتحمل مسؤولية هذا العدوان عسكريا وسياسيا وثقافيا واخلاقيا وسترى النتائج مستقبلا من قِبَل كل شعوب المنطقة والعالم. أما عندنا في لبنان فيطلبون منا أن لا نوسع الحرب، ونحن في موقع المقاومة والدفاع والنصرة لغزة، قلنا لهم: من يريد عدم توسعة الحرب عليه أن يوقف الحرب، لا أن يطلب منا أن لا ندافع وأن لا نناصر. نحن جزء من المقاومة ومن الدفاع عن الأرض والشعب، نقوم بما علينا أن نقوم به وسنقوم في المستقبل بما يجب علينا أن نقوم به. عندما اعتدت اسرائيل في لبنان على الجدة وبناتها الثلاث ارتكبت عملا شنيعا، فقررنا أن نرد عليه، ونحن بدأنا بالرد عليه وسنستكمل بحسب القواعد التي وضعناها في مواجهة المدنيين عندما يضرون بالمدنيين لدينا، سواء كانت هذه الحادثة أو ما جرى مع "كشافة الرسالة الاسلامية". مضيفا، "أذا أردتم أن تقاتلوا المقاومين في مواجهتكم قاتلوهم، أما أن تعتدوا على المدنيين فهذا له حساب مختلف، وستدفعون ثمنه من المدنيين لديكم، لأنكم لا تفهمون إلا بهذه الطريقة”.

أما النائب حسن فضل الله فقد أكد ، من بغداد في اجتماع جمعية البرلمانات الأسيوية، أن الأولوية هي لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والوقوف إلى جانبه لاستعادة حقه في الحياة ودعم صموده في وجه آلة القتل الاسرائيلية، وأن الحرب على فلسطين تتهدد المنطقة بأسرها ووقائعها ونتائجها ليست محصورة في فلسطين، ولن تبقى كذلك، مشيرا الى ان فرص توسعها إلى الإقليم تتزايد، وان الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي حرصها على عدم  تحولها إلى حرب اقليمية شاملة هي من تتحمل مسؤولية استمرارها وتوسعها، وعليها أن توقفها فورا، لأن مثل هذا القرار بيدها وحدها، وأن لبنان يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ويتمسك بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه ومقاومة المحتل.

من جانبه، شدد الشيخ علي ‏دعموش على أن الرهان اليوم ليس على القمة العربية الاستثنائية، وإنما على صبر وصمود وثبات أهل غزة وعلى المقاومة الباسلة، مؤكدًا أن التوغل البري إلى داخل مدينة غزة وإطالة أمد المواجهة  لن يحققا للعدو الصهيوني اهدافه ولن يوصله إلى نتيجة.

كذلك، أكد الشيخ نبيل قاووق أن المقاومة الإسلامية في لبنان هزأت بكل حاملات الطائرات والأساطيل والتهديدات الأميركية عندما بدأت بعملياتها المتواصلة على مواقع العدو، مشددا على أن العدو الإسرائيلي لا يخشى بيانات القمم العربية، وإنما يخشى طلقة وصاروخ مقاوم في الجنوب وغزة. كما قال أن أهالي غزة المحاصرين لا يريدون من العرب لا جيوشهم ولا أسلحتهم، وإنما أن يقطعوا علاقاتهم مع العدو الإسرائيلي، وألا يسمحوا بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء الخليجية، وأعلن انه على العدو أن يعلم أنه ما دام العدوان مستمرا على غزة، فإن المقاومة الإسلامية في لبنان مستمرة في عملياتها!

كما أعاد قاووق التأكيد أنّ بعض القادة العرب المطبّعين والمتواطئين لا يرغبون في إنتصار المقاومة ولا يجدون مصلحتهم في إنتصار المقاومة إنما يُراهنون على العدوّ الإسرائيلي! مشددا على أن أهالي غزة يُريدون من القمم العربية أن تقطع العلاقات مع العدوّ الإسرائيلي وأيّ قمة عربية لا تقطع العلاقات مع العدوّ الإسرائيلي فإنما تخذل فلسطين وتعطي الضوء الأخضر للعدو الإسرائيلي باستمرار المذبحة في غزة! وأضاف ان أهالي غزة هم اليوم عنوان المجد وعنوان العروبة الأصيلة وهم لا يريدون من العرب لا مالهم ولا جيوشهم ولا سلاحهم إنما يريدون أن لا يتآمروا عليهم وأن لا يحموا ولا يدعموا العدو الإسرائيلي!

أما سفير الحزب أو الدبلوماسي المتكلم بإسمه الواء عباس ابراهيم، فقد أكد أن الموضوع ليس موضوع وساطة بين اسرائيل وحماس ولكن أمام ما نراه اليوم من همجية اسرائيلية لا يمكن لاحد ان يقف على الحياد خصوصاً من لديه القدرة على التدخل، وشدد على ان الجيش اللبناني موجود على الحدود ويقوم بدوره على أكمل وجه والدولة تستطيع لجم الفصائل اللبنانية وغير اللبنانية التي تحاول إدخال لبنان بالصراع الخارجي (لكنها لا تريد؟!). وأشار إلى أن زيارة آموس هوكشتاين اكدت التدخل الأميركي بملف حرب غزة اضافة إلى رفض التصعيد الامني في لبنان وهذا الموضوع كان عنوان الزيارة. كما لفت الى انه لا ينافس قطر في ملف الوساطة ويقدّر دورها بشكل كبير وأنه ذهب الى قطر وبالتالي هذا الامر ينفي ما يتم تداوله عن رفضها تدخله بالملف الفلسطيني! مشددا على ان هدف حماس هو تصفير السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين وهذا هو السبب الرئيسي لما فعلته في 7 تشرين الأول!

من جانب آخر، اشار الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة في بيان الى انه حان الوقت، لاعلان واضح يطالب بالغاء ال 1701، فهو كان منذ البداية، مسا بالسيادة الوطنية، وانحيازا واضحا للعدو الصهيوني. وان نشر الطوارئ في مساحة كبيرة من الجنوب،وامكانيات تحرك هذه القوات، وربطها بانسحاب المقاومة، شكل جوهر هذا الانحياز، لانه لم يفرض شروطا موازية على عصابات الجيش الصهيوني، واضاف، أن هذا القرار شكل تجاوزا لاحتلال العدو واستمرار الأحتلال لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والقرى السبع والنخيلة. ولا نتكلم هنا عن الأعتداءات الراهنة، المجرمة على أرضنا وعلى المدنيين. لقد رفضنا هذا القرار عند اعلانه، وندعو اليوم لرفض وطني شامل، وللضغط لألغائه حتى ولو من جانب لبنان فقط!

 

محطات سياسية واقتصادية:

  • لقاء سيدة الجبل: ردّد السيد حسن نصرالله في خطابه يوم الجمعة الماضي شعار المرشد الإيراني علي خامنئي بأن لا علاقة لإيران بهجوم "حماس" في 7 تشرين الأول، هذا الشعار ليس هدفه حماية لبنان، وإنما حماية إيران وحلفائها، نظام بشار الأسد و"حزب الله"، وأيضا حماية طريق طهران- بغداد- دمشق- الكحالة- بيروت. وحماية هذه الطريق هدف استراتيجي لاستمرار الاحتلال الإيراني للبنان، وليس بالتأكيد حماية الفلسطينيين في غزة – اكد أن ما حمى لبنان من امتداد الحرب والدمار هو خوف "حزب الله" من ردّ الفعل الأميركية على دخوله الحرب وليس قوة ردعه، كما قد ينتج من هذه الحرب من تدمير كبير لقواعد الحزب - طالب نواب الأمة، أو بالأحرى الذين لا يزالون يعتبرون أنفسهم نوابًا للأمة اللبنانية، بأن يمتلكوا الجرأة لمناقشة دور "حزب الله" في هذه الحرب في جلسة مناقشة عامة وطرح الخرق المتمادي للدستور والقرار 1701 من قبل "حزب الله" بالمباشر أو من خلال رعايته المنظمات الفلسطينية. كذلك فإن المجلس النيابي مطالب بانتخاب رئيس للبنان فورا أمام الإنكشاف السياسي الكبير الذي يعانيه لبنان في ظل الأخطار المحدقة به. (ملحق رقم 1*- بيان)
  • البطريرك الراعي: استنكر بشدّة الحرب الإبادية والمدمِّرة والتهجيرية بحقّ الشعب الفلسطيني، معربا عن تضامنه معهم ودفاعه عن قضيّتهم ومساندته الحلّ بإنشاء الدولتَين - طالب المجتمع الدولي العمل على إيقاف هذه الحرب وما تنطوي عليه من قتل وتدمير وتهجير وتدنيس للأرض التي قدّسها المسيح، ودعا المسؤولين في الدولة اللبنانية الى العمل على تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وذلك في التمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يأمر إسرائيل وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين - أنّ أوصال الدولة تتفكّك، والأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية تتفاقم، وشعبنا يفتقر، وخيرة قوانا الحيّة تهاجر، وعدد النازحين السوريّين يتزايد يومًا بعد يوم بالوافدين وبالمولودين، حتى باتوا يعدّون حاليًّا مليونًا ونصف المليون، والعدد يتزايد كلّ يوم على حساب اللبنانيّين ولقمة عيشهم وأمنهم واقتصادهم وثقافتهم، وطالب الأسرة الدولية بمساعدتهم على أرض سوريا لا في لبنان ليتمكّنوا من استعادة حياتهم في وطنهم وعلى أرضه - شدّد على أنه لا يمكن القبول بإحجام المجلس النيابي عن القيام بواجبه الوطني الأساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية. (ملحق رقم 2*- كلمة)
  • الكتائب اللبنانية - المكتب السياسي: الوضع في لبنان يتجه إلى مزيد من الخطورة مع استمرار الحرب التي تشي الوقائع بأنها ستطول وبإصرار "حزب الله" ومن ورائه إيران على التفرد بمصير البلد وربطه بغزة من دون أي اعتبار لإرادة الشعب اللبناني - أكد على ضرورة اتخاذ قرار تاريخي واستثنائي لحماية لبنان عبر نشر الجيش على كامل الحدود بكثافة ومنع استباحة الجنوب وحماية البلد والقرار 1701 بالتعاون مع القوات الدولية - رأى انه من المستحيل أن يستمر لبنان في سياسة حافة الهاوية نتيجة شغور المركز الأول في البلاد ورفض بقائه معلقا بانتظار نتائج الحروب الإقليمية - اعتبر أن الفراغ المرتقب في قيادة الجيش سيدفع "حزب الله" إلى إحكام قبضته على البلد بحجة ملء الفراغ، وأكد ضرورة اعتماد حل من صلب الأطر القانونية والدستورية، محملا الحكومة مجتمعة مسؤولية أي فراغ أمني يمكن أن يقع فيه لبنان. (ملحق رقم 3*- بيان)
  • تكتل لبنان القوي - التيار العوني: دان استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة وسط صمت دولي، كما دان العدوان الذي أودى بحياة أربعة مدنيين في جنوب لبنان - رفض الخطاب الإسرائيلي المتزايد بإعتبار لبنان جزءا من أرض إسرائيل، معتبرا ذلك تزويرا للحقائق وللتاريخ ويدل على نيّة إسرائيل التوسعية - أكد تمسكه برفض التمديد في أي موقع من مواقع السلطة والإدارة ورفض التشريع خلافا لمبدأ الشمولية، مشيرا الى أن هناك حلولا قانونية عدة متوفرة لتفادي وقوع الفراغ في قيادة الجيش - اعتبر أن استحقاق رئاسة الجمهورية الذي تأخر سنة بات أكثر إلحاحا في الظروف الراهنة لإعادة تكوين السلطة المنوط بها مواجهة التحديات وعلى رأسها ملف النازحين السوريين الذي يرتقي الى مستوى الخطر الوجودي! (ملحق رقم 4*- بيان)
  • الوفاء للمقاومة - حزب الله: في يوم شهيد "حزب الله"، جددت العهد وعزمها على تحرير البلد وتفعيل دوره الحضاري والإنساني وتطوير قدراته وإمكاناته الفعلية والواعدة وإنهاض دولته ومؤسساته وتوطيد التماسك والوفاق الوطني بين مكوناته وتعزيز أمنه واستقراره والتمسك بمعادلة القوة والحماية والنصر، خصوصا إزاء التهديد الصهيوني الدائم للوطن! - شددت على وجوب الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة ولبنان وتؤكد على مسؤولية الإدارة الأميركية في ضبط جنون العدو الصهيوني المبرمج - جددت موقفها الداعي إلى ضرورة الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإيجاد المخرج المناسب تجنبا للشغور في موقع قيادة الجيش! (ملحق رقم 5*- بيان)
  • امين عام حزب الله: هناك حدثان يتعاظمان، الأول هو العدوان الصهيوني على المدنيين في غزة، والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية ضد قوات العدو - هذا الانتقام المتوحش يعبّر عن طبيعة وحقيقة الكيان، والذي يُراد منه إخضاع الشعب الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة، وليس فقط أهالي غزة - لفت إلى أن هناك وسائل إعلام عربية وكُتاب عرب يساعدون بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الهدف الإسرائيلي، مؤكدًا أن شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام - لا يوجد في العالم اليوم من يدعم هذا العدوان إلا الإدارة الأميركية وتابعها الإنكليزي - أميركا هي التي تدير هذا العدوان وهي من تستطيع وقفه، وفي إسرائيل هناك حمقى يفكرون بمستقبلهم فقط كنتنياهو وغالانت، مشددًا على أن كل الضغط والاستنكار يجب أن يتوجه إلى الأميركيين وكل عوامل الضغط يجب أن تتركز على الإدارة الأميركية لأنها صاحبة القرار - الفلسطينيون يتطلعون إلى هذه القمة ولا يطالبونها بإرسال الجيوش وبما لا تقدر عليه، بل يطالبونها بالحد الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن تطالب الأميركيين بوقف العدوان وأن تتوعد بإجراءات جديّة - الجبهات المساندة التي يتحدث عنها العدو هي جبهة الضفة الغربية التي تُقلقه ويخشاها، والجبهة الثانية هي جبهة اليمن الذي اتخذت قيادته وشعبه قرارًا جريئًا وأرسلوا على دفعات الصواريخ والمسيّرات باتجاه الكيان الغاصب، والتي تصدت لها أميركا، ومع الأسف بعض الدول العربية - المقاومة الإسلامية في العراق هي أيضًا تستهدف القواعد الأميركية في سورية والعراق دعمًا لغزة، وقد طرحت معادلة وقف العدوان على غزة حتى يتوقف استهداف قواعد الاحتلال - الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بشكل كامل ومستمر حركات المقاومة، وإذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي المنطقة فبالدرجة الأولى يعود للدعم المالي والعسكري من إيران - أكد أن الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان وهذه سياستنا، مشددًا على أن الميدان هو الذي يفعل ويتكلم وبعدها يأتي ردّ حزب الله، لافتًا إلى أن المشهد العام الذي بدأ من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان يقول، إن الجميع في معركة جمع الإنجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بإنزال الهزيمة بالعدو! (ملحق رقم 6*- ملخص الكلمة)
  • البطريرك بشارة الراعي: جدد دعوة المجلس النيابي القيام بواجبه الدستوري والالتزام بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية قبل القيام بأي شيء آخر مشيرا الى ان المرشحين متوفرين وكلهم اكفاء، واعلن رفضه رهن انتخاب رئيس الرئيس بشخص معين او فئة او حزب او مشروع، والبقاء من دون رئيس في ما اوصال الدولة تتفكك والمؤسسات الدستورية والعامة تتهاوى والشعب يفتقر ويتسول وقوانا الحية تهاجر الى اوطان اخرى بديلة والدستور ينتهك كل يوم - جدد ادانته وشجبه للحرب الابادية والوحشية في غزة وقصف الكنائس والمستشفيات والجوامع والمدارس وقتل الاطفال معلنا ان الحل الوحيد على المدى القريب والبعيد قيام الدولتين، وطالب المجتمع الدولي بوقف هذه الحرب بشكل فوري ودائم والبدء بمفاوضات الحل السياسي - تبنى مضمون قمة الرياض آملا ان تعمل الدول العربية والاسلامية على تنفيذ بنوده فيكون حكامها صانعي سلام بشجاعة وملتزمين بقرار المبادرة العربية للسلام التي تم اعلانها في قمة بيروت سنة 2002 والتي تبنّت حل الدولتين كمدخل للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط. (ملحق رقم 8*- العظة)
  • الميتروبوليت الياس عودة: ما النفع من حرب عبثية مدمرة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الحقد والقتل؟ أما حكام العالم الذين يهرعون لنصرة قاتلي الأطفال، ألا يخجلون من ضميرهم ومن تاريخ بلادهم ومن الشعارات التي يرفعونها دفاعا عن حقوق الإنسان؟ - أما في لبنان، فقد مضت سنة على شغور موقع الرئاسة وغيرها من المواقع الأساسية، وكأن لا شيء غريب أو ناقص، وكأن الحياة أصبحت مقتصرة على اللهاث وراء الحد الأدنى من مقومات العيش. لبنان الذي كان رائدا بدوره وديموقراطيته ودبلوماسيته يغيب عن الدور والموقف في هذه الظروف المصيرية. اللحظات الحاسمة من التاريخ تتطلب مواقف استثنائية وشجاعة، ونحن في منطقة مشتعلة قد يصل لهيبها إلينا، فهل من ظرف أخطر مما نحن فيه كي يحزم المعنيون أمرهم وينتخبوا رئيسا للبلاد تبدأ معه مسيرة تكوين الدولة وتحصينها، ومنع المغامرة بلبنان مع رفضنا الصارخ للظلم ووقوفنا الدائم إلى جانب الحق، ومعه يبدأ دور للبنان نتمناه رياديا. (ملحق رقم 9*- العظة)

 

  1. في الشأن السوري

أفادت مصادر متابعة عن مقتل أربعة عسكريين من الجيش السوري و26 عنصراً من قوات الدفاع الوطني جراء هجمات متزامنة شنّها تنظيم داعش فجر الأربعاء، على حواجز ونقاط عسكرية في منطقة الرصافة في البادية السورية عند مثلث الرقة - حمص – ديرالزور، مضيفة أن الهجوم جرى بالأسلحة الرشاشة وتمكن من إيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى، ومرجّحة ارتفاع حصيلة القتلى لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

من جانب آخر، شنت طائرات حربية روسية غارات على مناطق انتشار التنظيم في بادية الرصافة، وسط معلومات مؤكدة عن قتلى من التنظيم.

يذكر انه رغم ضربات تستهدف قادته وتحركاته ومواقعه، ينفّذها بالدرجة الأولى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أو القوات الروسية الداعمة لدمشق، فلا يزال التنظيم قادراً على شنّ هجمات وتنفيذ اعتداءات متفرقة خصوصاً في شرق وشمال شرقي سوريا.

في سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة، عن وقوع انفجارات بمنطقتي قاعدتين عسكريتين أميركيتين في حقلي كونيكو للغاز والعمر النفطي بريف دير الزور بشرق سوريا.

وكانت الولايات المتحدة شنت، الأربعاء، ضربات استهدفت منشأة في شرق سوريا قالت وزارة الدفاع الأميركية إن الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له كانوا يستخدمونها، في عملية قال مسؤولون أميركيون إنها جاءت ردا على الهجمات التي تطاول القواعد الأميركية في الشرق الأوسط. فيما أعلن البنتاغون الخميس، أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الغارة التي شنتها على مخزن أسلحة مرتبط بإيران في سوريا قد أسفرت عن سقوط ضحايا.

لكن هذا التقييم يتناقض مع بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد الأربعاء، عن سقوط 9 قتلى في الغارة الأميركية التي استهدفت المنشأة العسكرية المرتبطة بإيران في شرق سوريا.

أمنيا أيضا، أكد نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، فاديم كوليت، أن مقاتلتين من طراز "إف-16" تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي نفذتا غارة جوية على مواقع للجيش السوري في محافظة حمص صباح الجمعة، من المجال الجوي اللبناني دون دخول المجال الجوي السوري دون وقوع إصابات.

من جانب آخر، قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه نفذ ضربات على مواقع داخل سوريا، ردا على استهداف مدينة إيلات الإسرائيلية. وطان الجيش الاسرائيلي قد أكد في وقت سابق أنّ مسيّرة مجهولة المصدر تحطّمت الخميس، على مدرسة ابتدائيّة في مدينة إيلات على البحر الأحمر في جنوب إسرائيل، ما سبّب أضرارا مادية وحالة من الذعر.

في سياق منفصل، أعلنت الرئاسة السورية الجمعة، عن توجه بشار الأسد إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية الطارئة المزمع عقدها السبت، لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة. وتعتبر مشاركة رئيس النظام السوري في القمة العربية على مستوى الزعماء هي الثانية منذ مشاركته في القمة العربية العادية في السعودية في 19 مايو للمرة الأولى، وذلك عقب إعادة الجامعة العربية النظام السوري إلى الحظيرة العربية بعد أكثر من عقد على تجميد مقعد سوريا.

 

  1. في الشأن الليبي

كشفت مصادر ليبية، الخميس، عن عقد لقاء في العاصمة المصرية القاهرة بين رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة، لغرض التشاور المستمر بين رئاسة المجلسيْن وبحث سبل الحل للأزمة الليبية، وقالت إن الجانبين اتفقا على استمرار التشاور حول الأزمة السياسية للوصول إلى حل ليبي - ليبي، يحقق تطلعات الشعب الليبي ومصالحه، مضيفة أنه سيتم بحث الترتيبات بشأن اختيار رئيس حكومة موحدة والدفع سريعاً نحو إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

وقد أتت هذه المعلومات بعد ساعات قليلة من لقاءات عقدها نائب المبعوث الأممي لدى ليبيا، رايسيدون زينينغا، مع النائبين فوزي النويري وعبد السلام نصية، حيث رحب زينينغا باعتماد البرلمان للقوانين الانتخابية كما ناقش معهما الخطوات التالية والضرورية بعد اعتماد مجلس النواب، وأضاف أن التقدم في المسارات الأمنية والاقتصادية ومسارات حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية مهم لخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات ناجحة وشاملة.

إلى ذلك، كشف ممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبدالله باتيلي، مساء الأربعاء، أنه حضر الجلسة الافتتاحية لاجتماع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في تونس، بحضور الرؤساء المشاركين لمجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن عملية برلين، حيث تم خلال اللقاء استعراض التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في ليبيا. كما أشادت البعثة الأممية بلجنة 5+5 لتحليها بالمسؤولية والوحدة، مشددة على أهمية دورها في التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق وقف إطلاق النار وخطط العمل ذات الصلة.

في الملفات الاقتصادية، أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية، في بيان الثلاثاء، إن وفدا يقوده الرئيس المدير العام رشيد حشيشي، وصل إلى طرابلس، للشروع في الترتيبات الخاصة باستئناف أنشطة الشركة في ليبيا، بالشراكة مع الشركة الوطنية للنفط الليبية، وان هذه الزيارة تندرج في إطار ترسيم عملية استئناف أنشطة مجمع سوناطراك بليبيا، بعد توقف دام لعدة سنوات، والتي ستسمح بتنفيذ الالتزامات في مجال الاستكشاف المتعلق بحوض غدامس - جنوب غرب ليبيا.

 

  1. في الشأن الاسرائيلي والفلسطيني

عقد مجلس الأمن الأمن الدولي، جلسة مفتوحة ركزت على الأوضاع الصحية بقطاع غزة، وذلك بدعوة من دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت بعثة الإمارات أن الجلسة تأتي في سياق الوضع المزري في قطاع غزة، والتطورات المتصاعدة، بما يشمل الأزمة الصحية وسط استمرار الهجمات على المستشفيات. ودعت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، إسرائيل لوضع حد لحصارها المفروض على قطاع غزة. وأدانت المندوبة الإماراتية الهجمات الإسرائيلية العشوائية ضد المدنيين في القطاع. فيما طالب المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مجلس الأمن بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن المستشفيات في غزة باتت الهدف الأول لإسرائيل. ومن جانبه، أكد المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود، ضرورة إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي إفادته، أكد التزام إسرائيل بتنفيذ الهدنة الإنسانية لأربع ساعات يوميا. كما أكد أنه لا يمكن تهجير الفلسطينيين قسريا من غزة ولا إعادة احتلال القطاع، مشددا على العمل على التوصل إلى سلام وانه لا يمكن العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر.

وفي أطار حملة التهديد المتواصلة باتجاه لبنان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، السبت، إن حزب الله يقترب من ارتكاب خط كبيرا، مهددا بأن ذلك سيؤدي إلى تحويل بيروت إلى غزة ثانية. وجاء حديث يوآف غالانت خلال جولة على الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، وقال في تصريحات متوجها لمواطني لبنان، أنه يرى مواطني غزة يسيرون وهم يحملون الرايات البيضاء ويسيرون على طول الشاطئ جنوبا. حزب الله يجر لبنان الى حرب قد تندلع، وهو يرتكب الأخطاء واذا ارتكب هذه الأخطاء هنا فمن سيدفع الثمن أولا هم مواطنو لبنان، وما نقوم به في غزة نعرف كيف نكرره في بيروت. وأضاف ان سلاح الطيران قوته هائلة، ونحن لم نستخدم عشرة في المائة من تلك القوة في غزة. وشهدت الجبهة الشمالية صباح السبت تطورا غير مسبوق، تمثل في قصف إسرائيل هدف في منطقة الزهراني على بعد 40 كيلومترا من الحدود، وهذه أول مرة تصل الغارات الإسرائيلية إلى هذا الحد. وكانت الغارات والقصف الإسرائيليين ينحصران، قبل ذلك، في المناطق الحدودية التي يطلق منها حزب الله صواريخ على القواعد والمستوطنات المتاخمة للحدود وبحجم نيران محدود.

ميدانيا في غزة، يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف والاشتباكاتال عنيفة في مدينة غزة، فيما حذر الهلال الأحمر الفلسطيني من توقف كافة الخدمات في مستشفى القدس جراء نفاد الوقود. وقد وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، السبت، بسقوط عشرات القتلى والجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على بيت لاهيا شمال غزة، ومخيم النصيرات وسط القطاع، في الوقت الذي استمرت فيه قوات إسرائيلية بالتوغل في مناطق شمال غربي غزة.

وقد طالب الجيش الإسرائيلي، السبت، بإخلاء كافة مستشفيات غزة من أجل التعامل مع حماس، مشيرا إلى أنه لا يزال عدة آلاف من الأشخاص في باحة مجمع الشفاء الطبي، مشددا على إجلائهم، كما وقال إن ما لا يقل عن 150 ألف شخص غادروا شمال غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية. ويأتي هذا فيما يضيق الجيش الحصار، منذ فجر السبت، على مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، الذي يتعرض لقصف عنيف ومكثف، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي.

يشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حتى يوم السبت، تسبب بوفاة أكثر من 11078 شخصا، بينهم 4506 أطفال و3027 امرأة، إضافة إلى إصابة 27490 مواطنا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، السبت، إن جيش إسرائيل سيواصل معركته ضد حركة حماس في قطاع غزة بكل قوة، في رفض للدعوات الدولية المتزايدة إلى وقف إطلاق النار. وصرح نتنياهو في خطاب متلفز بأن وقف إطلاق النار لن يكون ممكنا إلا إذا أطلق المسلحون في غزة سراح جميع الرهائن الـ 240 الذين احتجزتهم حماس في هجومها المميت على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، مشددا على أن إعادة الرهائن هدف مركزي في الحرب الإسرائيلية على غزة. وأكد نتنياهو إن إسرائيل ستعمل على بسط سيطرتها الأمنية الكاملة على قطاع غزة، في اليوم التالي للحرب، قائلا إلى أن ذلك سيعمل على إلغاء التهديدات الأمنية التي قد تتعرض لها إسرائيل.

في الجانب الاقتصادي، بعد مرور اكثر من  شهر على بدء الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، يشهد الاقتصاد في كل من إسرائيل وفلسطين حالة من الاهتزاز الشديد في جميع القطاعات، ويدفع فاتورة باهظة للتصعيد الحالي، وسط سيناريوهات ضبابية تفرض نفسها على المشهد وتزيد حالة عدم اليقين الاقتصادي. ويعاني كل طرف من تداعيات وخسائر كبيرة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد حدة التوترات في المنطقة، في وقت تتمدد فيه تلك الخسائر والأضرار لتشمل بعضاً من دول المنطقة المتأثرة بارتدادات الحرب على قطاعات اقتصادية مختلفة.

وتعد معاناة القطاع السياحي الاسرائيلي جزءاً من معاناة أكبر تشهدها مختلف القطاعات الاقتصادية مع خسائر باهظة في الأسابيع الأربعة الأخيرة، نتيجة كلفة الحرب وتداعياتها على الأنشطة الاقتصادية كافة ومناخ الاستثمار. كما يشار في هذا السياق إلى تقرير أعدته شركة (بي.دي.أو إزرائيل) للمحاسبة والاستشارات، والذي أفاد بأن صادرات إسرائيل من الغاز الطبيعي هوت 70 بالمئة منذ أن أغلقت حقل تمار، وقدرت الشركة الخسائر الاقتصادية لإغلاق حقل تمار بنحو 800 مليون شيكل (201 مليون دولار) شهرياً. فيما على الصعيد الفلسطيني، يدفع قطاع عزة فاتورة باهظة للدمار الذي خلفته الحرب، فيما يخص البنية التحتية، علاوة على الخسائر الاقتصادية الأخرى نتيجة تعطل النشاط جراء تلك الحرب.

وكانت الأمم المتحدة حذرت، الجمعة، من أن معدّل الفقر لدولة فلسطين سيرتفع إلى نحو 34 بالمئة، وسيقع نحو نصف مليون شخص إضافي تحت وطأته في حال استمرّت حرب غزة لشهر ثانٍ. جاء ذلك وفق تقديرات أولية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، إذ رأتا أن إجمالي الناتج المحلي في فلسطين سينكمش بمعدل 8.4 بالمئة، أي ما يمثل خسارة قدرها 1.7 مليار دولار. وفي دراسة تقييمية سريعة صدرت تحت عنوان "حرب غزة: الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة على دولة فلسطين"، قدّر المُعِدّون أنّ الفقر قد ارتفع بمعدل 20 بالمئة مع مرور شهر على الحرب.

 

  1. 5. في الشأن العراقي

في الملف المالي، أشار مصدر حكومي إلى ان مسؤولين من البنك المركزي العراقي عقدوا اجتماعات مكثفة مع مسؤولين أميركيين في أبوظبي في الأيام الأخيرة لبحث عمليات تحويلات خارجية لتغطية الواردات، وأضاف أن العراق عزز أصوله المقومة باليوان من خلال بنك التنمية السنغافوري لتمويل التجارة والواردات العراقية مع الصين بنحو 12 مليار دولار سنويا. كما أضاف إن بغداد تحركت أيضا لتعزيز أصولها بالدرهم الإماراتي وتتفاوض على زيادة أصولها المقومة باليورو لتمويل التجارة مع الاتحاد الأوروبي. وكشف المصدر الحكومي، عن اتفاق البنك المركزي العراقي مع الجانب الأمريكي، على تعزيز رصيد مسبق لخمسة مصارف عراقية في حساباتهم بالدولار لدى المصارف الأردنية والحوالات عن طريق (jp morgan) ، مشيراً إلى أنه تم حل المشاكل المتعلقة بالحوالات المرفوضة، وتم الاتفاق بأن يكون رفض الحوالات مستنداً لأسباب قوية.

من جانب آخر، قالت شركة (دي.إن.أو) النرويجية، الخميس، إن شركات النفط العالمية العاملة في إقليم كردستان العراق شبه المستقل، لن تنتج نفطا لتصديره عبر أحد خطوط الأنابيب، حتى تحل مشكلة المدفوعات المتأخرة التي تقدر بنحو مليار دولار، وأضافت أن أعضاء ابيكيور الستة، وهي واحدة منهم، لن يستأنفوا التصدير عبر خط الأنابيب حتى يتضح كيف سيحصلون على مستحقاتهم التعاقدية من النفط الذي بيع وسُلم بالفعل للتصدير وعن المبيعات المستقبلية لتصدير هذا النفط. وذكرت رابطة صناعة النفط في كردستان (ابيكيور) في وقت سابق، أن إغلاق تركيا لخط الأنابيب الرابط بينها وبين العراق في مارس، جعل العراق وحكومة إقليم كردستان ومنتجي النفط، يخسرون كلهم إجمالي سبعة مليارات دولار من عائدات التصدير.

وأوقفت تركيا تدفقات النفط عبر خط أنابيب في شمال العراق لتصدير النفط، بعد حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية في مارس، في قضية تحكيم أمر أنقرة بدفع تعويضات لبغداد نظير الأضرار التي لحقت بها بسبب تصدير النفط بشكل غير مصرح به بين عامي 2014 و2018. ولا تزال المفاوضات بشأن استئناف التدفقات مستمرة.

أمنيا، ومع تزايد الهجمات على القواعد والقوات الأميركية في العراق وسوريا خلال الأيام الأخيرة، قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة على استعداد تام لاتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبها ومنشآتها، ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون"، عن تعرض القوات الأميركية لما يزيد عن 46 هجوما بطائرات مُسيّرة وصواريخ في العراق وسوريا على مدى الأسابيع الماضية، ردًا على دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب على غزة. وبالتزامن مع تلك التصريحات، استهدفت طائرة مُسيّرة القوات الأميركية في قاعدة حرير الجوية في أربيل شمالي العراق، ما أصاب البنية التحتية بأضرار، بعد يومين من هجوم بمسيرتين مفخختين.

 

  1. 6. في الشأن اليمني

جددت الحكومة اليمنية، الأربعاء، مطالبتها للأمم المتحدة بنقل مقر بعثتها لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" إلى المناطق المحررة، وعدم تركها رهينة الضغوط والابتزاز لميليشيا الحوثي. جاء ذلك على لسان رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء مايكل بيري، حيث اطلع على نشاط البعثة والقضايا المتصلة بمهامها، ومسار مواءمة عملها وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وشدد عبدالملك على ضرورة الرقابة على موانئ الصليف والحديدة، واتخاذ مواقف حازمة من عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية، كما أكد أهمية عمل البعثة على إسناد جهود الحكومة لنزع الألغام التي زرعتها الميليشيات بكثافة وعشوائية في الحديدة.

في سياق منفصل، انقطعت خدمات الإنترنت في جميع أنحاء اليمن، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بدون تفسير، حسبما أعلنت مؤسسات تراقب خدمات الإنترنت. فقد أبلغ مرصد "نت بلوكس"، المعني برصد الوصول إلى شبكة الإنترنت حول العالم، وشبكة "كلاود فلير" الدولية لخدمات الإنترنت، عن انقطاع الخدمة باليمن، ولم تقدما سببا لهذا الانقطاع. هذا فيما لم يقر الحوثيون ومسؤولو الاتصالات اليمنيون بانقطاع الخدمة.

وينقل الكابل البحري "فالكون" الإنترنت إلى اليمن عبر ميناء الحديدة على طول البحر الأحمر لصالح شركة "تيليمن"، كما ان هناك نقطة هبوط أخرى لكابل "فالكون" في ميناء الغيضة بأقصى شرق اليمن، لكن غالبية سكان اليمن يعيشون غرب البلاد على ساحل البحر الأحمر.

يأتي هذا الانقطاع بعد سلسلة هجمات شنها الحوثيون بطائرات مسيرة استهدفت إسرائيل وسط حملة غارات جوية وهجوم بري يستهدف حركة حماس في قطاع غزة.

 

  1. 7. في الشأن المصري

في الملفات الاقتصادية، قال مسؤول مطلع إن الحكومة المصرية تجهز لطرح تشغيل وإدارة 3 مطارات من بينها بورسعيد والخارجة على شركات خاصة محلية وأجنبية أو تحالفات فيما بينها وذلك بعقود محددة المدة، وإن عملية الطرح ستتم تحت إشراف مجلس الوزراء المصري، وبالتنسيق مع المحافظات التي تقع بها هذه المطارات. وأوضح أنه تم استبعاد طرح المطارات الرئيسية وعلى رأسها مطار القاهرة الدولي، ومطارات شرم الشيخ والعلمين والأقصر والغردقة، مشيرا إلى أن تشغيل وإدارة تلك المطارات يسير بشكل منتظم وجيد ولا تحتاج إدارتها للتطوير، كما أنها تشكل مصدرا للنقد الأجنبي.

في ملف حرب غزة، وصل الاربعاء إلى معبر رفح في الجانب المصري، فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، حيث تفقد المعبر واطلع على حجم المساعدات التي تدخل قطاع غزة. وبحث فولكر مع المسؤولين المصريين عن المعبر كافة الترتيبات التي تجري لإدخال شاحنات المساعدات، واستعدادات الدولة المصرية لتسهيل وصولها للجانب الفلسطيني وتجهيز سيارات الإسعاف لنقل جرحى غزة فور وصولهم إلى شمال سيناء وكذلك إجلاء وعبور الأجانب القادمين من القطاع.

من جانبها، أعلنت هيئة المعابر الفلسطينية السماح بعبور عدد من حملة الجنسيات الأجنبية من القطاع إضافة إلى107مصريين، وطالبتهم بالتوجه لمعبر رفح لدخول الأراضي المصرية.

وحول مساعدات غزة، أعلنت مصادر مصرية أنه يجري تجهيز 70 شاحنة تمهيداً لعبورها معبر رفح يوم الأربعاء، وكان الهلال الأحمر الفلسطيني تسلم 81 شاحنة الثلاثاء، تحمل كميات كبيرة من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والإغاثية.

في السياق، كشفت مصادر فلسطينية تفاصيل اجتماع وفد حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية مع اللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية خلال اجتماعهم في القاهرة الخميس بشأن الأوضاع في غزة. وقالت إن وفد الحركة بحث الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مضيفة أنه من المتوقع حدوث وقف لإطلاق النار ودخول قوافل الإغاثة إلى قطاع غزة وتلبية احتياجات سكان القطاع خلال الساعات القادمة. كما ذكرت أنه جرى بحث تنفيذ صفقة تبادل للأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، مقابل الأسرى من الضباط والجنود الإسرائيليين الموجودين لدى فصائل المقاومة، مع التشديد على ضرورة إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ورفض مخطط تهجير الفلسطينيين. وعقب انتهاء المباحثات غادر وفد الحركة القاهرة مساء الخميس.

من جانبها، ذكرت وسائل اعلام إسرائيلية، أن وفد إسرائيلي رفيع المستوى وصل السبت إلى القاهرة على متن طائرة خاصة لبحث صفقة التبادل، حيث أن المفاوضات أصبحت متقدمة لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بأعداد كبيرة دون الجنود الإسرائيليين. كما قالت أنه بموجب الصفقة التي ستتبلور ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين وستوافق على إدخال الوقود. وكانت إسرائيل طلبت سابقا أن يكون العدد كبيراً نسبياً كي توافق على هدنة لأيام، (يومين أو ثلاثة). فيما أفادت معلومات خاصة أن العدد قد يصل إلى 100، من أطفال ونساء مقابل عدد مماثل من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، أما في ما يتعلق بالجنود والضباط الأسرى، فهم غير مشمولين حالياً بتلك المفاوضات.

وتحتجز كتائب القسام 240 أسيرا بين إسرائيليين وأجانب، حسب السلطات الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر، كما أوقع الهجوم 1200 قتيل حسب أحدث حصيلة للجيش الإسرائيلي. في حين لم تنجح الوساطات حتى الآن سوى في الإفراج عن 4 رهائن: أميركيتين في 20 أكتوبر، وإسرائيليتين في 23 من الشهر نفسه.

وكان الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، قد وصل يوم الجمعة إلى مصر، حيث التقى الرئيس المصري من أجل بحث الأوضاع في غزة. ووفقا لمصادر مصرية مطلعة فقد بحث الجانبان وقف النار والتوصل لهدنة وتبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وسبل إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، فضلا عن تسهيل وصول المساعدات لسكان القطاع البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة. وقد أتى لقاء السيسي وأمير قطر بعد ساعات من اجتماع ضم اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية مع وفد من حماس.

في ملف جماعة الاخوان

لا جديد في هذا الملف لهذا الاسبوع.

أزمة سد النهضة  

لا تطورات هذا الاسبوع.

 

  1. 8. في الشأن الخليجي

أظهرت وثيقة جديدة أن الكويت تدرس فرض ضريبة قدرها 15% على الشركات الكويتية الكبرى متعددة الجنسيات، تطبيقاً لقواعد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وأكدت وزارة التجارة الكويتية في وقت سابق أن النسبة المتوقعة للضرائب هي 15% نافية وجود أي ضغوط دولية على الكويت لفرضها، وقالت إنها لا تنوي فرض ضرائب على المواطنين الكويتيين.

يذكر ان الشركات الكويتية لا تدفع ضرائب مباشرة، لكنها ملزمة بدفع نسبة من أرباحها لدعم العمالة الوطنية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ونسبة إضافية كزكاة للمال، ولا يزيد مجموع هذه النسب عن 4.5% من الأرباح. في المقابل، تدفع الشركات الأجنبية ضرائب تقدر بنحو 15% بموجب تعديل تشريعي في 2008، وهي نسبة منخفضة عن سابقتها التي كانت تصل إلى 55%. وتسعى الكويت منذ سنوات لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط لكن مساعيها في هذا الشأن لم تحقق كثيرا من النجاح حتى الآن.

في سياق متصل، قال وزير المالية الكويتي يوم الخميس، إن اقتصاد الكويت متين لكن وزارة المالية تواجه أزمة سيولة، وأضاف أن وزارة المالية الكويتية تعكف على إيجاد العديد من الحلول لتعزيز السيولة وإعادة هيكلة الاحتياطي العام، مؤكدا أن الحكومة تعمل على بعض القرارات التي من شأنها تعزيز الإيرادات غير النفطية ووقف الهدر.

في حرب غزة، دعا البيان الختامي للقمة الاستثنائية الإسلامية العربية جميع الدول لوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، على خلفية الحرب في غزة. ودان البيان الختامي للقمة، التي عقدت السبت في الرياض، العدوان الإسرائيلي على القطاع وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، ورفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة. كما دعا إلى كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية. كما أعاد التأكيد على التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها.

كذلك، أكدت القمة الإسلامية العربية، في بيانها الختامي، أنه ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والسلام فإنه لا يمكن لإسرائيل ولا لأي دولة أخرى في المنطقة أن تنعم بالأمن والسلام، ودعا البيان الختامي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في استخدام إسرائيل أسلحة كيميائية، كما طالب المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة من قبل إسرائيل. كذلك أكد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، داعيا الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها.

وكان من المفترض بالأساس أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا السبت عقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية بشكل استثنائي، وأفادت الوزارة أن قرار دمج القمتين جاء استشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة. (ملحق رقم *7- نص البيان)

في شأن الامارات العربية المتحدة

أعلنت حكومة الإمارات عن إطلاق برنامج "تصفير البيروقراطية الحكومية" لتبسيط وتقليص الإجراءات الحكومية وإلغاء الإجراءات والاشتراطات غير الضرورية، في مرحلة جديدة للعمل الحكومي، بما يرتقي بمستويات الكفاءة والجودة والمرونة الحكومية في دولة الإمارات. يأتي الإعلان عن البرنامج والذي جاء ضمن أجندة اليوم الثاني للاجتماعات السنوية لحكومة دولة والإمارات في إطار توجهات الإمارات للعمل على ترسيخ تجربة مستقبلية ريادية في العمل الحكومي، انطلاقاً من رؤية واضحة تتبنى تسهيل حياة الناس، وتعزيز بيئة محفزة للأعمال، وجاذبة للعقول والمواهب، لمواصلة البناء على هذه الرؤية التي بدأت قبل عشرة أعوام بإطلاق الحكومة الذكية عام 2013، لتوفير الخدمات لأفراد مجتمع الإمارات حيثما كانوا وعلى مدار الساعة. ويشكل البرنامج نموذج عمل للوصول إلى إجراءات حكومية هي الأبسط والأسرع والأسهل والأكفأ، وتطمح حكومة الإمارات من خلاله إلى إحداث نقلة نوعية واستثنائية في الإجراءات الحكومية.

من جانب آخر، أطلقت حكومة الإمارات "استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050"، كخطوة رائدة في مسيرة الإمارات في مجال العمل المناخي، ومحرك رئيسي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام في الدولة. وأكدت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن بدون استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، كانت ستبلغ انبعاثات الدولة 210 ملايين طن سنوياً؛ ولكن من شأن هذه الاستراتيجية أن تقود إلى نمو اقتصادي مستدام وفي نفس الوقت إيفاء دولة الإمارات بالتزاماتها المناخية، وتعزيز مساهماتها في مواجهة التغيرات المناخية والحد من ارتفاع حرارة الأرض بموجب اتفاق باريس للمناخ، وستفتح هذه الاستراتيجية الآفاق لفرص متنوعة، وتستقطب المواهب والخبرات والشركاء والقطاعات والاسواق الجديدة.

في ملف حرب غزة، واصل الجسر الجوي الإماراتي نقل تجهيزات المستشفى الميداني الإماراتي إلى مدينة العريش المصرية، عبر 4 طائرات إماراتية تحمل مستلزمات للمستشفى المزمع إقامته داخل قطاع غزة، ليصل بذلك إجمالي عدد الطائرات إلى 20 طائرة. وأرسلت الإمارات، الخميس، طائرة تحمل على متنها 25 طنا من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة إلى مدينة العريش، تمهيدا لإدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. ويأتي إرسال المساعدات في إطار حملة "تراحم من أجل غزة" المتواصلة، التي أطلقتها دولة الإمارات في أكتوبر الماضي لتجميع وتعبئة حزم الإغاثة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

في الشأن السعودي

أعلنت كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة "إي دي إف رينوبلز"، و"شركة نسما" السعودية، توقيع اتفاقية شراء طاقة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة، يقوم بموجبها ائتلاف الشركات الثلاث بتطوير محطة طاقة شمسية بقدرة 1100 ميغاواط في المملكة العربية السعودية. ووفق بيان صحافي فإن المحطة ستوفر عند اكتمالها الطاقة لأكثر من 190 ألف منزل وتسهم في تفادي إطلاق أكثر من 1.8 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، في مشروع تقدر تكلفته بنحو مليار دولار.

ومن المتوقع أن يستكمل الإغلاق المالي لمحطة الحناكية للطاقة الشمسية في أوائل عام 2024، على أن تدخل حيز التشغيل في عام 2025.

في سياق منفصل، أعلن ولي العهد السعودي، إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية في إفريقيا، وذلك عبر تدشين مشروعات وبرامج إنمائية في دول القارة بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات. وقال الأمير محمد بن سلمان، إن المملكة تتطلع إلى ضخ استثمارات سعودية جديدة في مختلف القطاعات ما يزيد على 25 مليار دولار، وتمويل وتأمين 10 مليارات دولار من الصادرات، وتقديم 5 مليارات دولار تمويلا تنمويا إضافيا إلى إفريقيا حتى 2030. كما أشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي قدمت دعمها المعلن لحصول الاتحاد الإفريقي على عضوية دائمة في مجموعة العشرين إيمانا منها بدور إفريقيا. وجدد التزام المملكة بأمن إمدادات الطاقة واستدامتها والاستفادة من جميع مصادر الطاقة وتطوير التقنيات وحلول وأنظمة الوقود النظيف وتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون إنسان إفريقي.

إلى ذلك، شددت القمة السعودية الإفريقية على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأشار البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية ويحمل اسم "إعلان الرياض"، إلى ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للنزاع المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي، وأهمية تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لمبدأ حل الدولتين. كما أكد القادة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الدول وفقاً للقانون الدولي.

 

  1. 9. في أزمة تونس

بعد هروب المساجين، الذي اعتبر بمثابة اختراق أمني نادر، وإقالت الحكومة لكبار مسؤولي المخابرات، قالت وزارة الداخلية التونسية، يوم الثلاثاء، إن قوات الأمن والجيش ألقت القبض على خمسة إرهابيين مدانين بقتل سياسيين علمانيين ورجل شرطة قبل سنوات، وذلك عقب فرارهم من سجن الأسبوع الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن القوات ألقت القبض على أربعة منهم في جبل قرب بوقرنين القريبة من العاصمة فجر الثلاثاء، في حين أمسكت بالخامس قبل يومين في حي التضامن بتونس العاصمة بمساعدة مواطنين.

على صعيد آخر، جدّد الرئيس التونسي، دعوته إلى التسريع في عمليات التدقيق في عمليات الانتدابات العشوائية داخل أجهزة الدولة التي جرت بعد 2011، بعد ثبوت ارتباط آلاف الموظفين بلوبيات بعد انتدابهم على أساس الولاءات السياسية أو بشهادات مزوّرة. جاء ذلك خلال اجتماعه الأربعاء مع رئيس الحكومة أحمد الحشاني، في لقاء اعتبر فيه أن هذه التعيينات العشوائية هي إهدار للمال العام وتمثل امتدادا لشبكات إجرامية غايتها التنكيل بالمواطنين وافتعال الأزمة تلو الأزمة.

وتعاني تونس بالفعل من تضخّم في أعداد الموظفين وفي كتلة الأجور وهي من بين النقاط التي يطالب صندوق النقد الدولي بالتحكم فيها، ضمن حزمة إصلاحات مقابل اتفاق قرض بقيمة 1.9 مليار دولار أميركي لا تزال المفوضات بشأنه جارية إلى حدّ اليوم. كما ان فتح ملف التعيينات في الوظائف الحكومية بعد 2011 هو أحد أهم مطالب التونسيين، بعد إغراق الإدارة بآلاف الأشخاص في إطار تعيينات عشوائية على مقاييس سياسية وبشهادات جامعية مدلّسة، تمكنت من خلالها أحزاب سياسية من الهيمنة على أجهزة الدولة.

في سياق متصل، أظهر تقرير نشره البنك الدولي، أن الاقتصاد التونسي تباطأ في النصف الأول من العام رغم انتعاش قطاع السياحة الذي يُعتبر مساهماً أساسياً في نمو هذا البلد. وبحسب "تقرير المرصد الاقتصادي لتونس لخريف 2023" فقد بلغ معدّل النمو الاقتصادي في تونس في النصف الأول من العام 1.2% بمعدّل سنوي، أي أقل بمقدار نصف ما كان عليه في 2022 ورُبع ما كان عليه في 2021، عام التعافي بعد الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وقد أوضح التقرير أنّ الاقتصاد التونسي يرزح تحت عوامل سلبية عدّة من أبرزها الجفاف المستمرّ، وتحديات التمويل الخارجي، وتواصل تراكم الديون المحلية لأهم المؤسسات العموميّة، والعقبات التشريعية.

 

  1. 10. في الشأن السوداني

أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية والهيئة الحكومية للتنمية "الإيجاد" بصفتها ممثلاً مشتركاً للاتحاد الأفريقي والإيجاد، وكونهم الميسرين لمحادثات "جدة 2"، عن التزام القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باتخاذ خطوات لتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة. وبحسب البيان، يتركز العمل في محادثات جدة على مواضيع محددة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف إطلاق النار وغيره من إجراءات بناء الثقة تمهيداً للتوصل إلى وقف دائم للعدائيات في السودان. وأكد الطرفان، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التزامهما الفردي تجاه تيسير مرور المساعدات الإنسانية لكلا الطرفين.

وبحسب البيان، تمثل هذه الالتزامات خطوة مهمة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية ما يسهم في تخفيف معاناة الشعب السوداني، وفي هذا الإطار، يعود الأمر الآن لكل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الالتزام التام بمسؤوليتهما لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. كما أسف الميسرون لعدم تمكن الطرفين من التوصل إلى اتفاق على تنفيذ وقف إطلاق النار خلال هذه الجولة الأولى، حيث لا يوجد أي حل عسكري مقبول لهذا الصراع، ويحث الميسرون كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لتقديم مصلحة الشعب السوداني أولاً، وإلقاء السلاح، والانخراط في المفاوضات لإنهاء هذا الصراع.

وفي اليوم التالي لهذا الاعلان، أعلنت قوات الدعم السريع الأربعاء، سيطرتها الكاملة على (اللواء 24) مشاة أم كدادة بولاية شمال دارفور ‏بقيادة اللواء أبو نشوك، وقالت إنها تطلق التحذير الأخير للفرقة السادسة بالفاشر عاصمة شمال دارفور. وكانت مدينة الفاشر شهدت اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الدعم السريع السيطرة على 3 مدن مهمة في إقليم دارفور من أصل 5 بما في ذلك مقرات الجيش فيها، وهي نيالا في الجنوب ثاني أكبر مدينة بعد الخرطوم، ومركز قيادة الجيش في الولايات الغربية وزالنجي في الوسط والجنينة في الغرب، في حين ما زال الجيش يحتفظ بقواعده في الفاشر شمال دارفور والضعين في الشرق.

من جانب آخر، أكد عبدالفتاح البرهان، أن الأطراف السودانية تجلس في عدة منابر لحل الأزمة في البلاد وأبرزها منبر جدة. وأضاف في كلمة خلال أعمال القمة السعودية - الإفريقية الأولى في الرياض، الجمعة، أن بعض الدول تساوي بين الدولة وقوة تمردت عليها في سابقة خطيرة، مشيرا إلى أن هناك تجاهلا إقليميا وعالميا ضد الجرائم التي ترتكب في السودان، ومطالباً بإدانة ممارسات قوات الدعم وتصنيفها بأنها إرهابية.

وعلى الرغم من اتفاق الأطراف السودانية على استئناف المفاوضات في جدة إلا أن الاشتباكات لم تهدأ في السودان، واتهم الجيش السوداني السبت، قوات الدعم السريع بتفجير جسر شمبات، وهو أحد الجسور الست التي تربط ضفتي نهر النيل في الخرطوم بحري ومدينة أم درمان. في المقابل، اتهمت "الدعم السريع" الجيش بتدمير الجسر ومصفاة الجيلي قبله وغيرها من المنشآت العامة، واصفة ذلك بأنه جرائم حرب واستمرار لمخطط تدمير البنى التحتية الحيوية.

وصباح الأحد، شن الجيش السوداني، غارات بالطيران على مواقع تمركز قوات الدعم السريع وسط وغرب مدينة الخرطوم، وأفادت  مصادر ميدانية بأن أصواتا لاشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة تُسمع في مدينة أم درمان القديمة ومحيط سلاح المهندسين بأم درمان.

 

  1. 11. في الشأن الاميركي الداخلي والخارجي

"خسارة جيل عربي كامل"، و"إنذار من موجة مناهضة لواشنطن"، عبارات تضمَّنتها برقيّات تحذير من سفارات أميركية في عواصم عربية، إلى المؤسسات العليا في الولايات المتحدة، تكشف القلق من نتائج دعمها الكبير لإسرائيل في حرب غزة. فقد ورد في برقيّة من السفارة الأميركية في العاصمة الأردنية، عَمّان، الأربعاء: "إننا نخسر بشدة في ساحة معركة الرسائل"، وذلك بعد محادثات مع مجموعة واسعة من المصادر الموثوقة والرّصينة. فيما أفادت برقية أخرى من السفارة الأميركية في العاصمة العُمانية مسقط، أرسلها ثاني أعلى مسؤول أميركي هناك، وزّعت على مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وجهات أخرى، تتضمّن لمحة عن الإنذار بشأن الموجة المتزايدة المناهضة لواشنطن، والتي تجتاح الشرق الأوسط.

من جانب آخر، حذرت تقارير أميركية من خطر اشتعال جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة بسبب ارتفاع وتيرة حملات الدهم وهجمات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين لمدن ومخيمات الضفة. فقد باتت عمليات دهم واعتقالات متكررة للقوات الإسرائيلية، فيما مسلسل اعتداءات للمستوطنين لم يعرف توقفا، وأصبح هذا هو المشهد السائد في الضفة الغربية منذ 7أكتوبر. وكانت حادثة اقتحام مدينة جنين ومخيمها، في التاسع من نوفمبر الجاري، بين الأكثر دموية في الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل 14 فلسطينيا. وبين السبت والأحد، قتل 6 فلسطينيين في عدد من مدن الضفة الغربية في حملات دهم للقوات الإسرائيلية. وقد حث البيت الأبيض في وقت سابق إسرائيل على الحد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية محملا مسؤولية كبح جماح المستوطنين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللحكومة اليمينية المتطرفة. لكن قرارات حلفائه السياسيين الصادرة تباعا تكشف عن ضعف قبضة نتنياهو على زمام الأمور، حيث دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لإنشاء مناطق عازلة ممنوعة عن الفلسطينيين في محيط المستوطنات، ما يهدد بفقدان المزارعين لآلاف الهكتارات من أشجار الزيتون. وقبله مرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إتمار بن غفير قانونا وبشكل سريع تحت قبة الكنيست يقضي بتوسيع منح تصاريح للمستوطنين بحمل السلاح، تحت مبرر منح المستوطنين حق الدفاع عن النفس.

في سياق متصل، أشار كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أسفه لعدد القتلى المدنيين في غزة، الجمعة، إلى تحول طفيف ولكن ملحوظ في اللهجة الأميركية المستخدمة تجاه الحكومة الإسرائيلية. فعلى مدار أسابيع، دعمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقوة الهجمات العسكرية على غزة، لكن ارتفاع عدد القتلى في القطاع، والاحتجاجات الهائلة المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، والانزعاج المتزايد داخل البيت الأبيض، كل ذلك شكل ضغطا كبيرا على الموقف الأميركي. وقال بلينكن خلال تواجده في نيودلهي، ان كثيرين قد عانوا للغاية في الأسابيع الماضية، وتريد واشنطن فعل كل ما هو ممكن لمنع إلحاق الضرر بهم وزيادة المساعدات التي تصل إليهم لأقصى حد، وأضاف انه لتحقيق هذه الغاية، سيتواصل نقاش الخطوات الملموسة التي يجب اتخاذها مع إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف.

في الملف الاقتصادي، تتجه أسهم أميركا لتسجيل أطول سلسلة مكاسب في نحو عامين، فقد فتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع، الأربعاء، بدفعة من نمو أسهم الشركات الكبيرة في الوقت الذي تقيم فيه الأسواق تعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لقياس توقعات أسعار الفائدة. وارتفع المؤشر داو جونز 0.10 بالمئة، كما صعد المؤشر ستاندرد اند بورز 500 0.14 بالمئة، ارتفع المؤشر ناسداك المجمع 0.15 بالمئة. ومؤشر S&P500 يتجه نحو تحقيق أطول سلسلة مكاسب منذ حوالي عامين، بعد أن سجل ارتفاعه للجلسة السابعة على التوالي، الثلاثاء، فيما سجل مؤشر ناسداك مكاسبه للجلسة الثامنة على التوالي.

وتأتي هذه المكاسب بعد أن تفوقت أرباح حوالي 88 بالمئة من الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 على توقعات الأسواق لهذا الربع.

في ملف الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من بقاء عام على الانتخابات الرئاسية الأميركية وصعوبة تحديد المرشح الأكثر تفضيلاً لدى الناخبين، إلا أن استطلاعات الرأي تحاول رصد اتجاهات الرأي العام الأميركي وتحديد المرشح الأفضل للتحديات الحالية والمقبلة التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية. وبحسب استطلاع جديد أجرته شبكة "سي أن أن" الثلاثاء، واصل الرئيس السابق دونالد ترامب تقدمه على الرئيس الحالي جو بايدن بأربع نقاط مئوية في مواجهة العودة الافتراضية بين الاثنين. وأظهر الاستطلاع أن ترامب حصل على 49% من الأصوات مقابل 45% لبايدن، كما أظهر الاستطلاع أن 51% من الناخبين قالوا إنه لا توجد فرصة للتصويت لصالح بايدن، بينما قال 48% إنه لا توجد فرصة للتصويت لصالح ترامب. وفي مؤشر قد يكون مثيراً للقلق بالنسبة لبايدن، وجد الاستطلاع أن 45% من الناخبين المستقلين قالوا إنهم سيدعمون ترامب، مقارنة بـ41% قالوا إنهم سيدعمون بايدن. كما وجد الاستطلاع أن التأييد لبايدن كان أضعف ضمن المجموعات الديموغرافية الرئيسية التي ساعدت في دفعه إلى البيت الأبيض في 2020، بما في ذلك الناخبون السود واللاتينيون.

 

  1. 12. في الشأن الأوروبي

توصّل ممثلو البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء، الأربعاء، إلى اتفاق يتيح إنشاء نظام تعريف رقمي آمن، يتيح الوصول إلى خدمات عبر الإنترنت، ويمكن استخدامه في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي. وسيتمكن المستخدمون من خلال هذا النظام من إثبات هويتهم، ومشاركة مستندات إلكترونية من هواتفهم المحمولة. ويُفترض أن يستند هذا النظام الجديد إلى حلول وطنية قائمة أصلاً وجعلها قابلة للتشغيل المتبادل. ومن شأن تحكّم المستخدم أن يضمن أنّ المعلومات التي ستتم مشاركتها هي فقط ما يجب مشاركته، حسب ما أكد بيان لمجلس الاتحاد الأوروبي الذي يمثل الدول الأعضاء. ولا يزال يتعين إقرار الاتفاق الموقت الذي تم التوصل إليه رسميا من البرلمان الاوروبي والمجلس.

في الملف الاقتصادي، حذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، الجمعة، من أن تراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 2.9 بالمئة في أكتوبر أمر مشجع، لكن لا يمكن أن يعتبر مضمونا، ورأت أن معدل التضخم لا بأس به، بعدما تجاوز في ذروته 10 بالمئة في الفترة نفسها من العام الماضي. ويرتبط الانخفاض الكبير في معدل التضخم في الأشهر الأخيرة في جزء كبير منه بتراجع أسعار الطاقة التي سجلت ارتفاعا حادا في أكتوبر 2022. وقد أكدت لاغارد أنه سيتعين مراقبة أسعار الطاقة مستقبلا عن كثب. كما أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة من دون تغيير في أكتوبر، بعد عشر زيادات متتالية أوصلت المعدل الرئيسي إلى مستوى تاريخي مرتفع يبلغ 4 بالمئة، لكنه حذّر من أن المخاطر التضخمية التي تفاقمت بسبب الحرب في الشرق الأوسط، لا تزال مرتفعة للغاية، ما يعيق تخفيض أسعار الفائدة.

على صعيد منفصل، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التواصل مع الصين قبل قمة رئيسية مقررة في 7 و8 ديسمبر يشارك فيها الجانبان، وفق ما أعلن مسؤول أوروبي الجمعة، إثر عقده اجتماعات رفيعة المستوى في بكين. ووصف المفوض الأوروبي للسوق الداخلية في الاتحاد الاوروبي تييري بريتون، اجتماعاته مع نظرائه الصينيين بأنها بناءة ومتشنجة حول بعض القضايا، مضيفا أنه كان من الجيد للغاية إعادة التواصل عقب فترة الوباء. كما أشار إلى أن الخطوة السياسية التالية ستكون القمة، مع موضوع هام جدا تم نقاشه في كل اجتماع حصل، وهو الخريطة الجيوسياسية الجديدة لسلاسل التوريد.

وتأتي زيارة بريتون إلى بكين في أعقاب حملة دبلوماسية قام بها كبار المسؤولين في بروكسل في الأشهر الأخيرة. وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بكين الشهر الماضي، إن الثقة تآكلت بين الاتحاد الأوروبي والصين بسبب النزاعات التجارية والجيوسياسية.

في ملف حرب غزة، ذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، خلال زيارتها إلى تل أبيب أنه يتعين على المجتمع الدولي التركيز على الحد من تداعيات العمليات العسكرية الدائرة في غزة على السكان المدنيين. وقالت بيربوك في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع نظيرها الإسرائيلي في اليوم الثاني من جولتها بالشرق الأوسط، انه يجب أن تتعاون جميع الدول، التي ترغب في المساعدة على ضمان احتواء المعاناة الإنسانية بغض النظر عن الطرف الذي تدين له بالولاء، حتى لو اضطرت إلى مواجهة معارضة، وأضافت ان هذا ما اقترحَت̊ه في الخليج والضفة الغربية وفي إسرائيل وهذا ما ستنقله أيضا إلى بروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وشملت جولة بيربوك في المنطقة زيارة الإمارات والسعودية. كما التقت بمسؤولين فلسطينيين في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. كما تساءلت بيربوك عن سبل دفاع إسرائيل عن نفسها في حالة التوصل لوقف كامل لإطلاق النار، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يزال غير واضح، لكنها شددت على ضرورة التوصل لهدنات إنسانية من أجل إيصال المساعدات إلى غزة وحماية الأرواح.

في سياق منفصل، كشف تقرير لصحيفة Financial Times أن عدد لا بأس به من الشركات البريطانية اعترفت بانتهاك العقوبات البريطانية ضد روسيا، منذ انطلاق شرارة الحرب في أوكرانيا العام الماضي. وكشفت 127 شركة طوعًا، عن انتهاكات العقوبات لحكومة المملكة المتحدة حتى 17 مايو، وفقًا لطلب حرية المعلومات المقدم إلى وزارة الخزانة البريطانية.

ومن خلال الاعتراف طوعًا بالانتهاكات والتعاون مع التحقيقات، يمكن للشركات تقليل العقوبات الحكومية. وكانت المملكة المتحدة قد وضعت أكثر من 1600 فرد وشركة تحت العقوبات منذ حرب أوكرانيا فبراير 2022. وردا على الحرب، شكلت المملكة المتحدة أشد حزمة من العقوبات ضد اقتصاد كبير، وفرضت حظرا على كيانات المملكة المتحدة، التي تتعامل مع أكثر من عشرين بنكا وأكثر من 100 من الأوليغارشيين الروس.

يذكر أن عقوبة انتهاك العقوبات المفروضة من الحكومة، يتراوح بين عدم اتخاذ إجراء أو خطاب تحذير، إلى عقوبة مدنية أو محاكمة جنائية. لكن العقوبات المالية ليس لها سقف، ويتولى مكتب تنفيذ العقوبات المالية التابع لوزارة الخزانة مسؤولية مراقبة الانتهاكات.

أزمة شرق المتوسط

لا جديد هذا الاسبوع.

 

  1. 13. في الشأن التركي.

مع دفاع الرئيس التركي عن حركة حماس في حربها مع إسرائيل في قطاع غزة، تزداد علاقة بلاده مع الاتحاد الأوروبي تعقيدا، بعدما كانت تواجه بالأساس صعوبات نتيجة سنوات من الأزمات وسوء الفهم. وسعى إردوغان عند اندلاع الحرب في قطاع غزة للعب دور وساطة، غير أن الشكوك أصبحت تحيط بهذا الطموح، حيث أعلن إردوغان أن حماس مجموعة مجاهدين، مقاتلين من أجل الحرية وليست منظمة إرهابية كما تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأشارت المفوضية الأوروبية مرة جديدة في تقريرها الأخير حول وضع المفاوضات مع الدول المرشحة الصادر الأربعاء، إلى أن أنقره تبتعد أكثر وأكثر عن القيم الديموقراطية التي ينادي بها التكتل.

في سياق متصل، أطلقت بلديات وهيئات تركية حملة شعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو المنتجات التي يتهموها بدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة منذ شهر، وتعززت حملات المقاطعة، عقب تصريحات أردوغان، التي أعرب خلالها عن تضامنه مع غزة، وتضمنت حملات المقاطعة العديد من المنتجات والعلامات التجارية الإسرائيلية والداعمة لها. بدوره أزال البرلمان التركي منتجات شركتي كوكا كولا ونستله من قوائم مطاعمه الثلاثاء، بسبب ما قال إنه دعم لإسرائيل في ظل الصراع الدائر في غزة، بحسب بيان للبرلمان. كما أطلقت 24 بلدية في إسطنبول حملة مقاطعة ضد منتجات الشركات العالمية التي اتهمتها بدعم تل أبيب، وقالت إنها لن تبيع المنتجات ذات المنشأ الإسرائيلي. وانعكس صدى تلك المقاطعة على حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل، حيث صرح وزير التجارة التركي عمر بولات، الثلاثاء، أن التجارة مع إسرائيل انخفضت بنسبة 50 في المائة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر.

في سياق منفصل، أظهرت وثيقة قضائية أن محكمة النقض التركية، وهي أعلى محكمة استئناف في البلاد، اتخذت خطوة غير مسبوقة بتقديم شكوى جنائية ضد أعضاء بالمحكمة الدستورية بسبب خلاف حول قضية البرلماني المسجون جان أتالاي.

وأمرت المحكمة الدستورية الشهر الماضي بالإفراج عن أتالاي، وقضت بأن سجنه ينتهك حقه في الأمن والحرية وفي أن يتم انتخابه، لكن محكمة النقض قضت، في قرار غير عادي، بألا تلتفت المحاكم الأدنى درجة إلى ذلك القرار ودعت إلى إجراء تحقيق جنائي مع أعضاء المحكمة الدستورية الذين أيدوا الإفراج عنه. وقالت محكمة النقض في حكمها الصادر، الأربعاء، إن المحكمة الدستورية انتهكت الدستور. ويقول خبراء في القانون إن قضاة المحكمة الدستورية لا يمكن محاكمتهم إلا أمام المحكمة الجنائية العليا، وهي نفسها المحكمة الدستورية، مما يزيد الوضع تعقيدا. وعبرت كل من الحكومة وأحزاب المعارضة عن القلق بعد الشكوى.

وقد اتهم الرئيس التركي المحكمة الدستورية في تركيا بمراكمة الأخطاء، وفق تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية الجمعة، كما قال أردوغان أمام صحفيين أتراك على متن الطائرة الرئاسية العائدة من أوزبكستان، انه للأسف في هذه المرحلة، اقترفت المحكمة الدستورية خطأ تلو الآخر.

ويثير هذا النزاع بين المحكمتين ردودًا قوية في صفوف المعارضة التركية وبين الناشطين الحقوقيين ونقابات المحامين الذين تظاهروا الجمعة.

على صعيد منفصل، وافق بنك برقان على بيع حصة نسبتها 52 بالمئة في بنك (برقان - تركيا) التابع له في تركيا إلى شركة "روابي المتحدة القابضة" المملوكة بالكامل لشركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو). وقال برقان في إفصاح الأحد، إنه سيحافظ على سيطرته التشغيلية على (برقان - تركيا) ومن ثم إدراج البيانات المالية ضمن نتائجه المالية، وتوقع أن يكون لهذه الصفقة تأثير إيجابي على نسب رأس المال فضلا عن الحد من تأثير التقلبات الحاصلة في سعر صرف الليرة التركية على البيانات المالية للبنك، مشيرا إلى أنه من المستبعد تأثر الأنشطة التشغيلية للبنك أو أنشطة العملاء من جراء هذه الصفقة. كما لفت إلى الحصول على الموافقات الرقابية اللازمة لتنفيذ الصفقة من قبل بنك الكويت المركزي وهيئة التنظيم والرقابة المصرفية في تركيا متوقعا الانتهاء من تنفيذ الصفقة خلال الأسابيع المقبلة.

 

  1. 14. في الشأن الروسي

قالت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، إن تهديد وزير التراث الإسرائيلي المتطرف، عميحاي إلياهو،  بضرب قطاع غزة المحاصر والفقير بقنبلة نووية يثير أسئلة بشأن السلاح النووي الإسرائيلي. وأضافت زخاروفا أن السؤال الأول هو ما إذا كانت إسرائيل تملك أسلحة نووية بالفعل، والسؤال الثاني هو: أين الجميع؟ أين المنظمات الدولية؟ أين الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ أين المفتشون؟ واعتبرت أن تصريح الوزير الإسرائيلي يسلط الضوء على سبب رفضه بلاده لوجود شرق أوسط خال من الأسلحة النووية. ولم تنس زاخاروفا توجيه الاتهامات إلى الولايات المتحدة، التي قالت إنها تساهم بكل طريقة ممكنة في وجود هذه الأسلحة في إسرائيل وقدمت لها الدعم الكامل في هذا الشأن.

في سياق منفصل، في مؤشر آخر على اتساع الفجوة بين روسيا والغرب، على وقع تجاذبات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها، انسحبت موسكو رسميا، الثلاثاء، من معاهدة أمنية تاريخية، محملة واشنطن مسؤولية تقويض الأمن في حقبة ما بعد الحرب الباردة بتوسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو). ووضعت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا لعام 1990، والتي جرى التوقيع عليها بعد عام من سقوط جدار برلين، قيودا يمكن التحقق منها على فئات المعدات العسكرية التقليدية التي يمكن لحلفي الناتو ووارسو آنذاك نشرها. وكانت المعاهدة تهدف لمنع أي من طرفي الحرب الباردة، من حشد قوات لشن هجوم سريع ضد الطرف الآخر في أوروبا.

في ملف آخر، تنوعت وتعددت المراسيم التي يصدرها الرئيس الروسي لفرض سلسلة من الضوابط المرتبطة برأس مال وأصول واستثمارات الشركات الأجنبية في روسيا رداً على حزم العقوبات التي فرضتها دول غربية رئيسية على موسكو منذ انطلاق شرارة الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، ما دفع متابعين ومهتمين للتساؤل فيما إذا كانت روسيا تعتزم بهذه الإجراءات تأميم الشركات الأجنبية؟ وفيما استبعد خبراء اقتصاد توجه موسكو في المرحلة الحالية لتأميم الشركات الأجنبية العاملة في روسيا معتبرين أن هذه الإجراءات التي يتخذها الرئيس الروسي تأتي رداً على العقوبات الغربية إلى جانب كونها أداة للمناورة السياسة، أكدوا في المقابل أن روسيا سوف تقوم بتأميم جميع الاستثمارات الغربية في حال رفضت الدول الغربية تحرير الاستثمارات الروسية المجمدة بمجرد انتهاء الصراع.

وفي مارس الماضي كشفت موسكو عن موافقة على خطوة أولى لتأميم الشركات الأجنبية التي غادرت روسيا، حيث قال حزب "روسيا الموحدة"، الحاكم في روسيا، إن لجنة حكومية وافقت على الخطوة الأولى نحو تأميم ممتلكات الشركات الأجنبية التي تغادر البلاد، وأضاف أن اللجنة الحكومية المعنية بنشاط سن القوانين تدعم مشروع قانون يسمح بضم الشركات التي يمتلك فيها الأجانب من "الدول غير الصديقة" أكثر من 25 بالمئة إلى إدارة الخارجية، لمنع إفلاسها وإنقاذ الوظائف. كما وقع الرئيس الروسي في مارس الماضي ايضا قانوناً يسمح لشركات الطيران الروسية بالسيطرة على طائرات أجنبية مستأجرة، حيث تعتمد الخطوط الجوية الروسية بشكل كبير على تأجير طائرات من إيرباص وبوينغ، ولدى الناقلات الروسية 980 طائرة ركاب في الخدمة، 777 منها مستأجرة، من بينها 515 طائرة تقدر قيمتها السوقية بنحو 10 مليارات دولار مستأجرة من شركات أوروبية وأميركية.

في الملف الاقتصادي، أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن معدل التضخم في روسيا تسارع في أكتوبر، مما يبرر قرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة إلى 15 بالمئة الشهر الماضي في إطار محاولته السيطرة على ارتفاع الأسعار. وبحسب بيانات خدمة الإحصاءات الحكومية "روستات"، فقد بلغ التضخم السنوي 6.69 بالمئة في أكتوبر على أساس سنوي، ارتفاعًا من 6 بالمئة في الشهر السابق، ويتوقع البنك المركزي الروسي أن يبلغ التضخم بنهاية هذا العام عند 7.0 بالمئة - 7.5 بالمئة، وهو أعلى بكثير من هدفه البالغ 4 بالمئة. وتشير الأسر الروسية بانتظام إلى التضخم باعتباره مصدر قلق رئيسي، حيث لا يوجد لدى العديد منهم مدخرات بعد عقد من الأزمات الاقتصادية، في حين أدت الأسعار المرتفعة إلى انخفاض مستويات المعيشة في جميع أنحاء البلاد.

في السياق، قالت شركة غازبروم الروسية إنها تعتزم إرسال 42 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا يوم السبت، وهو ما يتماشى مع الكمية المرسلة في الأيام القليلة الماضية. وألحقت عقوبات الدول الغربية أضرارا بالغة بالشركة التي خسرت معظم أسواقها الأوروبية وأجبرت روسيا على زيادة مبيعات النفط بأسعار مخفضة إلى دول مثل الصين والهند. وقد اتهم وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي، الغرب بإثارة الأزمات في سوق النفط والغاز العالمية بسبب التسرع في التحول إلى استخدام الطاقة الخضراء وفرض ضغوط على الدول الأخرى لاتخاذ نفس الخطوة!

 

  1. 15. في الشأن الأوكراني

حذّر رئيس أكبر نقابة للمزارعين في فرنسا، الأربعاء، من أنّ انضمام أوكرانيا إلى الاتّحاد الأوروبي سيكون كارثيا على قطاع الزراعة في أوروبا، وأوضح أنّ الزراعة الأوكرانية لا تتبع نفس القواعد وهي تمثّل ما يعادل ربع الزراعة الأوروبية، وبخاصة في قطاع الدواجن والمحاصيل الحقلية، ولديها معايير بيئية ومعايير إنتاج أقلّ بكثير من المعايير الاوروبية. وقد توجّه وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو إلى أوكرانيا يومي الجمعة والسبت بدعوة من نظيره الأوكراني ميكولا سولسكي. وبحسب وزارة الزراعة الفرنسية فإنّ هذه الزيارة ستكون مناسبة لإعادة تأكيد دعم فرنسا لأوكرانيا في المجال الزراعي، وتعزيز التعاون الثنائي ومعالجة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

هذا في وقت، أوصت المفوضية الأوروبية ببدء مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا إلى الاتحاد الأوروبي، ومنح جورجيا وضع دولة مرشّحة لعضوية التكتّل. وفي السياق، قال رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، الجمعة، إنه لا يؤيد المضي قدما في المفاوضات بشأن عضوية أوكرانيا المستقبلية في الاتحاد الأوروبي، في إشارة أخرى إلى أن بلاده قد تقف عائقا أمام طموحات كييف في الانضمام إلى التكتل.

ومن المقرر أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي بحلول منتصف ديسمبر، ما إذا كان ينبغي دعوة أوكرانيا رسميا لبدء محادثات للانضمام إلى الاتحاد الذي يضم سبعة وعشرين عضوا، حيث ينظر إلى المجر على أنها عقبة محتملة. وقبول دولة جديدة في عضوية الاتحاد الأوروبي يستلزم موافقة إجماعية، ما يمنح أوربان حق اعتراض ونقض قوي.

وكانت حكومة أوربان قد رفضت تزويد أوكرانيا بالأسلحة في حربها ضد روسيا وهددت باستخدام حق النقض ضد حزم المساعدات المالية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لكييف. هذا فيما تخوض هنغاريا أيضا صراعا قديما مع الاتحاد الأوروبي بشأن الانتهاكات المزعومة لسيادة القانون ومعايير حقوق الإنسان، وهو ما أدى إلى حجب مليارات اليوروهات من نقود الاتحاد الأوروبي، وعدم توجيهها لبودابست.

في ملف الحرب، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت ما مجموعه 17 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا، في وقت مبكر من الثلاثاء، فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم. وكان حاكم ميناء سيفاستوبول على البحر الأسود، ميخائيل رازفوجاييف، الذي عينته روسيا، قال في وقت سابق إن الحطام سقط على سطح منزل في قرية أندرييفكا، في ضواحي سيفاستوبول، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه لفترة وجيزة. ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا محتملين.

يشار إلى أن هذا الأسبوع جددت القوات الروسية قصفها للمدن الاوكرانية والبنى التحتية بعد أن نعمت أوكرانيا بهدوء نسبي لفترة تخطت الشهر. ومن الواضح أن موسكو قد حضّرت في هذه الفترة ترسانة جديدة من الصواريخ سوف تستخدمها لضرب البنية التحتية كما فعلت العام الماضي قبل الشتاء.

في سياق متصل، وافق النواب الأوكرانيون، الخميس، على ميزانية للعام 2024 تتضمن تخصيص نصف إجمالي الإنفاق الحكومي للدفاع، في وقت توجه كييف مواردها للجهد الحربي. وزادت كل من كييف وموسكو الإنفاق العسكري بشكل كبير منذ بدء الحرب، وكثفتا إنتاج الأسلحة والذخائر بينما تستعدان لحرب طويلة الأمد. ووفقا لوزارة المال الأوكرانية، سيتم إنفاق 1.7 تريليون هريفنيا (نحو 47 مليار دولار) على الدفاع، وهو المبلغ نفسه تقريبا في ميزانية عام 2023. وقدّرت كييف حاجتها إلى 41 مليار دولار من الدعم الخارجي لتغطية الإنفاق اليومي العام المقبل، وهو الرقم نفسه الذي توقع صندوق النقد الدولي أن تحتاجه عام 2023. وقالت وزارة المال إن أولويات ميزانية الدولة واضحة، تعزيز القدرات الدفاعية وحماية السكان ودعم المحاربين القدامى ورفع المعايير الاجتماعية والانتعاش الاقتصادي.

في ملف التصدير، قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف الخميس، إن ممر التصدير البديل في البحر الأسود في أوكرانيا لا يزال يعمل رغم الهجوم الروسي الأخير على سفينة مدنية. وقال مسؤولون أوكرانيون الأربعاء إن صاروخا روسيا ألحق أضرارا بسفينة مدنية ترفع علم ليبيريا كانت تدخل ميناء في منطقة أوديسا على البحر الأسود ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. وكان من المفترض أن تنقل السفينة خام الحديد إلى الصين. وقال كوبراكوف ان حركة السفن مستمرة من وإلى موانئ منطقة أوديسا الكبرى، وذكر أن ست سفن تحمل 231 ألف طن من المنتجات الزراعية غادرت الموانئ في منطقة أوديسا وتتجه نحو مضيق البوسفور في تركيا.

 

  1. 16. في الشأن الايراني

على وقع تزايد الهجمات المنسوبة إلى مجموعات مسلحة تدعمها بلاده في العراق وسوريا ضد قواعد عسكرية أميركية، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، مجددا أن توسع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس لا مفر منه. ووسط تزايد المخاوف في المنطقة وخارجها من اشتعال حرب إقليمية، جراء الصراع الذي دخل شهره الثاني بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، قال عبداللهيان لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في اتصال هاتفي "نظراً لتزايد حدة الحرب ضد السكان المدنيين في غزة، فقد أصبح توسيع نطاق الحرب أمراً لا مفر منه، وفق ما ورد على موقع وزارة الخارجية، يوم الجمعة.

من جانبه، ومع انطلاق القمة العربية الإسلامية المشتركة في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة حرب غزة، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الأولوية القصوى الآن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال خلال كلمته في القمة، السبت، إن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية الإنسانية في غزة، مضيفاً أنها استخدمت القنابل المحظورة دولياً. كما أردف أنه يجب العمل على إخراج القوات الإسرائيلية من غزة. كذلك مضى قائلاً إن أميركا دخلت الحرب في غزة لصالح إسرائيل، مستطرداً انها ترسل يومياً الأسلحة إلى إسرائيل. (متناسيا بالطبع ما ارسلته طهران لأذرعها في المنطقة وبالتحديد لحماس)

من جانب آخر، شنّت الولايات المتحدة ضربات استهدفت منشأة في شرق سوريا، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له كانوا يستخدمونها، وذلك للمرة الثانية في غضون أسابيع. وذكر وزير الدفاع لويد أوستن في بيان أن الضربات نفذتها مقاتلتان من طراز إف-15، الخميس، وجاءت ردا على الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط تسعة أشخاص يعملون لصالح مجموعات موالية لإيران في الغارة الجوية الأميركية.

 

  1. 17. في الشأن الصيني

قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الجمعة، إن الحكومة الأميركية اطلعت على أدلة على احتمال مساعدة شركات صينية في تدفق معدات تستخدمها روسيا في جهودها في الحرب على أوكرانيا على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وذكرت أنها حثت الصين على تضييق الخناق على الشركات. وتابعت أنها أثارت الموضوع خلال اجتماعات استمرت يومين مع خه لي فنغ نائب رئيس الحكومة الصينية، وعبرت عن قلقها من أن معدات تفيد الجيش الروسي تراوغ العقوبات وتصل إلى موسكو لمساعدتها في حربها على أوكرانيا.

وكانت الصين أكدت استعدادها لإجراء مباحثات مع الولايات المتحدة على كل المستويات، وفق ما أعلن نائب الرئيس الصيني هان جينغ، يوم الأربعاء، قبل أيام من قمة متوقَّعة بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره شي جينبينغ، في سان فرنسيسكو، الأسبوع المقبل. وقال هان جينغ، خلال "منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد" في سنغافورة، إن اللقاءات رفيعة المستوى التي جَرَت خلال الأشهر الماضية بين مسؤولين من واشنطن وبكين، بعثت إشارات إيجابية بشأن تحسّن العلاقات. وأضاف ان بكين مستعدّة لتعزيز التواصل والحوار مع الولايات المتحدة على كل المستويات، والدفع قُدماً بالتعاون الذي يعود بالفائدة على الطرفين، وإدارة الاختلافات بطريقة جيدة، ومواجهة التحديات الدولية بشكل مشترك.

 

                                      XXXXXXXXXXXXXXXXXXX

 

البيانات والمقالات المرفقة.

  

1*) سيدة الجبل

6 تشرين الثاني 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري حضورياً وإلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أنطونيا الدويهي، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جولي دكاش، جورج سلوان، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، دانيال زاخر، رالف جرمانوس، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، ، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي:

ردّد السيد حسن نصرالله في خطابه يوم الجمعة الماضي شعار المرشد الإيراني علي خامنئي بأن لا علاقة لإيران بهجوم "حماس" في 7 تشرين الأول.

هذا الشعار ليس هدفه حماية لبنان، وإنما حماية إيران وحلفائها، نظام بشار الأسد و"حزب الله"، وأيضا حماية طريق طهران- بغداد- دمشق- الكحالة- بيروت. وحماية هذه الطريق هدف استراتيجي لاستمرار الاحتلال الإيراني للبنان، وليس بالتأكيد حماية الفلسطينيين في غزة.

فإذا كان هذا الشعار قد نجح في حماية "حزب الله"، ودفع الأميركيين إلى "حصر" المعركة في غزة، فبالتأكيد هو لم ولن يحمي لبنان بل هو يربط مصيره بمصالح إيران وأولوياتها.

إن لقاء "سيدة الجبل" يؤكد أن ما حمى لبنان من امتداد الحرب والدمار هو خوف "حزب الله" من ردّ الفعل الأميركية على دخوله الحرب وليس "قوة ردعه"، وما قد ينتج من هذه الحرب من تدمير كبير لقواعد الحزب.

ويحذر اللقاء حزب الله من أن ارتداده في لحظة انتهاء الحرب على الداخل اللبناني للقول إنه حمى لبنان وأنه يريد أن يحكمه تبعا لذلك هو ارتداد مجرّب ومرفوض ولن يكون سوى محاولة مكشوفة لتكريس الاحتلال الإيراني للبنان.     

ويطالب اللقاء نواب الأمة، أو بالأحرى الذين لا يزالون يعتبرون أنفسهم نوابًا للأمة اللبنانية، بأن يمتلكوا الجرأة لمناقشة دور "حزب الله" في هذه الحرب في جلسة مناقشة عامة وطرح الخرق المتمادي للدستور والقرار 1701 من قبل "حزب الله" بالمباشر أو من خلال رعايته المنظمات الفلسطينية التي تسرح وتمرح في الجنوب اللبناني. كذلك فإن المجلس النيابي مطالب بانتخاب رئيس للبنان فورا أمام الإنكشاف السياسي الكبير الذي يعانيه لبنان في ظل الأخطار المحدقة به.

2*) الراعي

6 تشرين الثاني 2023

استنكر البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي بشدّة "الحرب الإبادية والمدمِّرة والتهجيرية" بحقّ الشعب الفلسطيني، معربا عن تضامنه معهم ودفاعه عن قضيّتهم ومساندته الحلّ بإنشاء الدولتَين.

وطالب الراعي في خلال إفتتاح دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وبحضور السفير البابوي باولو بورجيا والمطارنة والرؤساء العامّين والرئيسات العامات، المجتمع الدولي العمل على إيقاف هذه الحرب وما تنطوي عليه من قتل وتدمير وتهجير وتدنيس للأرض التي قدّسها المسيح الفادي بأقدامه وغسلها بدمه المُراق على الصليب.

ودعا المسؤولين في الدولة اللبنانية الى العمل على تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وذلك في التمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يأمر إسرائيل وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين.

وقال: "إنّنا ندينُ بشدّة المجزرة البشعة التي طالت أطفالاً أبرياء، من طلاّب مدارسنا الكاثوليكية، في مدرسة راهبات القلبَين الأقدسيَن في عين إبل، وإننا نقف الى جانب أهالي الطلاّب الضحايا ورفاقهم في المدرسة، والى جانب إدارة المدرسة ورهبانية القلبَين الأقدسَين".

ولفت الراعي الى أنه "نلتقي فيما لبنان يعاني من أزمة سياسية حادّة حرمته من رئيس منذ سنة، من دون أيّ مبرّر، ولكنّنا نعرف السبب، وهو مخالفة متعمِّدة للدستور. ويا ليتنا نعرف لماذا؟ بل نعرف واحدة وهي أنّ أوصال الدولة تتفكّك، والأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية تتفاقم، وشعبنا يفتقر، وخيرة قوانا الحيّة تهاجر، وعدد النازحين السوريّين يتزايد يومًا بعد يوم بالوافدين وبالمولودين، حتى باتوا يعدّون حاليًّا مليونًا ونصف المليون، والعدد يتزايد كلّ يوم على حساب اللبنانيّين ولقمة عيشهم وأمنهم واقتصادهم وثقافتهم".

وأشار الى أن أمام هذا العبء الثقيل وهذا الخطر نطالب الأسرة الدولية بمساعدتهم على أرض سوريا لا في لبنان ليتمكّنوا من استعادة حياتهم في وطنهم وعلى أرضه. فيحافظوا عليها وعلى ثرواتها، ويواصلوا كتابة تاريخهم عليها.

وأكّد أن لبنان يتبنّى ميثاق العيش المشترك، ويجعله شرطًا لشرعية السلطة السياسية، بحيث إذا ناقضته السلطة، فقدت شرعيّتها (مقدمة الدستور، ي)"، لافتا الى أنه على أساس هذا الميثاق كانت صيغة الحكم في لبنان بالمشاركة المتساوية والمتوازية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، لا بالمحاصصة بين الأحزاب والكتل، ولا بالتمسّك بهذه الوزارة أو تلك للطائفة أو للمذهب. فهذا انتهاك لجوهر الميثاق الوطني".

وشدّد الراعي على أنه "لا نستطيع القبول بإحجام المجلس النيابي عن القيام بواجبه الوطني الأساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية، الذي هو فوق كلّ اعتبار وكلّ شخص. أمام مصلحة الوطن، أرضًا وشعبًا ومؤسسات، تتبخّر جميع المصالح والاعتبارات، وما عدا ذلك مخالفة جسيمة للدستور".

واعتبر أن الأمل يبقى في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة، مشددا على أنه من أجل الإستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى إنتخاب رئيس للجمهوريّة، فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة، بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات".

3*) الكتائب

7 تشرين الثاني 2023

عقد المكتب السياسي  الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل لمواكبة آخر التطورات في ما يتعلق بتوسع بقعة الحرب واستهداف المدنيين في لبنان وإصرار "حزب الله" على رهن لبنان بمحور الممانعة وخطر الشغور الذي يتمدد ليطال قيادة الجيش.

وصدر بعد الاجتماع بيان، رأى ان "الوضع في لبنان يتجه إلى مزيد من الخطورة مع استمرار الحرب التي تشي الوقائع بأنها ستطول وبإصرار "حزب الله" ومن ورائه إيران على التفرد بمصير البلد وربطه بغزة من دون أي اعتبار لإرادة الشعب اللبناني فيما تحرك لبنان الرسمي لا يرقى إلى مستوى الأخطار المحدقة".

وأكد البيان "ضرورة اتخاذ قرار تاريخي واستثنائي لحماية لبنان عبر نشر الجيش على كامل الحدود بكثافة ومنع استباحة الجنوب وحماية البلد والقرار 1701 بالتعاون مع القوات الدولية لسحب مشروعية الادعاء بأن لبنان في حماية محور الممانعة".

وإذ جدد حزب الكتائب إدانته لاستهداف المدنيين اللبنانيين وتعازيه لعائلات الشهداء العزل، أطفالا ونساء، حذر "من أي انزلاقة يمكن أن يدفع لبنان ثمنها غاليا، ويحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤوليته بالضغط على إسرائيل لوقف المجازر وعلى إيران لوقف تسخير شعوب المنطقة خدمة لمصالحها".

ولفت البيان الى أن حزب "الكتائب" يرى "من المستحيل أن يستمر لبنان في سياسة حافة الهاوية والترقيع نتيجة شغور المركز الأول في البلاد ويرفض بقاء لبنان معلقا بانتظار نتائج الحروب الإقليمية. ويطالب الحزب بتحصين البلد من التطورات المقبلة على المنطقة، مؤكدًا الحاجة الماسة إلى استعادة المؤسسات وانتظام عملها بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية سيادي وإصلاحي يعيد للدولة هيبتها".

واعتبر حزب الكتائب "أن الفراغ المرتقب في قيادة الجيش سيدفع "حزب الله" إلى إحكام قبضته على البلد بحجة ملء الفراغ، ويؤكد ضرورة اعتماد حل من صلب الأطر القانونية والدستورية واعتبار أن الخيار المتوافر هو في تأجيل تسريح قائد الجيش بقرار من وزير الدفاع وذلك بسبب منع انتخاب رئيس للجمهورية وعدم قدرة مجلس النواب على التشريع بحكم كونه هيئة ناخبة بحسب المادة 75 من الدستور وذلك استنادا إلى نص المادة 55 من قانون الدفاع الوطني، وهناك سابقتان في هذا المجال في العامين 2013 و2015".

وحمل المكتب السياسي الحكومة "مجتمعة مسؤولية أي فراغ أمني يمكن أن يقع فيه لبنان ويدعوها إلى أخذ زمام المبادرة في حال تلكأ الوزير عن القيام بواجباته، بالاستناد إلى مفهومي الظروف الاستثنائية circonstances exceptionnelles والمصلحة العليا للدولة raison d'Etat اللذين يسمحان للحكومة اتخاذ إجراءات استثنائية للتعامل مع مواقف استثنائية أو تهديدات للأمن الوطني".

4*) التيار العوني

7 تشرين الثاني 2023

دان تكتل "لبنان القوي" في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، "استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة وسط صمت دولي ثقيل وأفق مسدود بإتجاه الحل".

كما دان "العدوان الذي أودى بحياة أربعة مدنيين في بلدة عيناثا في جنوب لبنان، وفي الحالين فإن ما تقوم به اسرائيل هو جرائم حرب".

ورفض التكتل "الخطاب الإسرائيلي المتزايد بإعتبار لبنان جزءا من أرض إسرائيل"، معتبرا ذلك "تزويرا للحقائق وللتاريخ ويدل على نيّة إسرائيل التوسعية وانخراطها في سردية خطيرة تحوّل الصراع حول الأرض الى صراع ديني حضاري، لا تحمد نتائجه، وهي بذلك تكون نقيض فكرة لبنان التنوّع والتسامح وتعايش الحضارات وحوارها".

واستغرب "الضجة المثارة حول ملف قيادة الجيش وسط حملة مشبوهة للتمديد لقائد الجيش خلافا للدستور والقوانين المرعية الإجراء، والتهويل المبرمج حول انقسام الجيش او وقف المساعدات له في حال عدم التمديد وهي كلّها ذات خلفية سياسية محضة لا علاقة لها بمصلحة المؤسسة العسكرية التي تتأمن بإبعادها عن السياسة وليس باستخدامها في سياسة خاصة وضيقة".

وأكد التكتل تمسكه "برفض التمديد في أي موقع من مواقع السلطة والإدارة ورفض التشريع خلافا لمبدأ الشمولية"، مشيرا الى أن هناك "حلولا قانونية عدة متوفرة لتفادي وقوع الفراغ في قيادة الجيش وان هذا الفراغ لن يحصل وهو غير وارد اصلا في المؤسسات ذات التراتبية العسكرية. كما ان حملات المزايدة علينا في محبة الجيش معروفة الاسباب، فالتاريخ والحاضر يشهدان من هم المحبون الفعليون للجيش".

وأكد التكتل "الاهداف التي رمى إليها رئيسه من خلال الجولة التشاورية التي أجراها وهي محددة في الورقة التي تم الإعلان عنها"، معتبرا أن "استحقاق رئاسة الجمهورية الذي تأخر سنة بات أكثر إلحاحا في الظروف الراهنة لإعادة تكوين السلطة المنوط بها مواجهة التحديات وعلى رأسها ملف النازحين السوريين الذي يرتقي الى مستوى الخطر الوجودي والذي وُضع كهدفٍ عملاني ثانٍ لتحقيق نتائج ملموسة فيه عبر البلديات".

5*) حزب الله

9 تشرين الثاني 2023

صدر عن كتلة الوفاء للمقاومة، بيان لمناسبة يوم "الشهيد" في 11/11/ من كل عام، وجاء فيه:" هو يومكم يا شهداء "حزب الله"، لا بل إنه يوم احتفاء أمتكم بالفوز الذي سبقتم إليه، وبالنصر الذي أثمره جهادكم وروته دماؤكم..

من أحمد قصير فاتح عهد الاستشهاديين إلى كل الشهداء المقاومين والشهداء القادة وشهداء الأسر والاعتقال والواجب الجهادي، وشهداء الدفاع المقدس الذين حموا البلاد من غزوة الإرهاب التكفيري، وصولا إلى الشهداء على طريق القدس الذين يتصدون لجنون المحتلين وينتصرون لغزة وفلسطين ويدافعون عن ثغور الوطن من أجل أن يأمن شعبه وتصان سيادته وتحفظ إنجازاته.

إنه يوم يلخص مسيرة مباركة يفخر بها الشرفاء ويستلهم منها الأحرار ويتصفح مآثرهم الأوفياء.. ويتعهد مواصلة التضحية لتحقيق كامل أهدافها مجاهدون أبطال، وقيادة بصيرة وشجاعة، وشعب وفي، أبي وسخي، جدير بالحرية والعزة والكرامة، ولعوائل الشهداء من أبنائه موقع الاعتزاز والتقدير والاحترام.

في يوم شهيد حزب الله، ينبغي التأكيد على التزام ثوابته الوطنية وقيمه الفكرية والثقافية والسياسية، وخصوصا لجهة احترام الآخر والتفاعل معه إيجابا ضمن إطار العيش الواحد في الوطن الواحد الذي يحفظ الخصوصيات من جهة وينبذ النزعات العنصرية والتقسيمية من جهة أخرى".

أضاف البيان :"وفي يوم شهيد "حزب الله"، نجدد عهدنا وعزمنا على تحرير بلدنا وتفعيل دوره الحضاري والإنساني وتطوير قدراته وإمكاناته الفعلية والواعدة وإنهاض دولته ومؤسساته وتوطيد التماسك والوفاق الوطني بين مكوناته وتعزيز أمنه واستقراره والتمسك بمعادلة القوة والحماية والنصر، خصوصا إزاء التهديد الصهيوني الدائم للوطن.

إن العدوانية الصهيونية المتوحشة التي تتواصل فصولها ضد غزة وأهلها، هي عينة كاشفة عن مستوى التهديد والخطر الصهيونيين اللذينِ يستوجبان في المقابل اليقظة الدائمة والجهوزية المتنامية والمستمرة".

وتابع البيان:"إن كتلة الوفاء للمقاومة تشدد إدانتها وشجبها للكيان الصهيوني ولجرائم الحرب ولمجازر الابادة التي يرتكبها ضد غزة وأهلها، وتعبر في الوقت نفسه عن دعمها وتضامنها مع المقاومة الشجاعة التي يبديها أبناء غزة الأبطال في سياق دفاعهم المشروع عن وطنهم وقضيتهم العادلة والمحقة. وتحمل الكتلة العدو الصهيوني أيضا مسؤولية التطاول والعدوان على لبنان وتعمد قتل المدنيين والأطفال وارتكاب المجازر فيهم كالمجزرة التي استهدفت نساء وأطفالا وتسببت باستشهاد الحاجة سميرة أيوب وحفيداتها الثلاث من آل شور وبإصابة أمهن هدى حجازي على طريق عيثرون – عيناثا، وكاعتدائه الآثم قبل أيام على سيارات الإسعاف واستهداف المسعفين في (طير حرفا)، ضاربا عرض الحائط بكل القواعد والقوانين".

إن عزت "الكتلة" العائلة المفجوعة جراء هذه المجزرة الأليمة والمتعمدة"، سألت الله عز وجل "أن يمن عليها بالصبر والسلوان وأن يتغمد الشهيدات بواسع رحمته ويسكنهن فسيح جناته وأن يربط على قلب الأبوين بالسكينة ويعجل بشفاء الأم المصابة والمسعفين الجرحى". وشددت على "وجوب الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة ولبنان وتؤكد على مسؤولية الإدارة الأميركية في ضبط جنون العدو الصهيوني المبرمج.

أما على الصعيد الداخلي، فجددت "الكتلة" موقفها الداعي إلى ضرورة الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإيجاد المخرج المناسب تجنبا للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقه داهما"، ونبهت إلى "مخاطر تعطل عمل مجلس القضاء الأعلى نتيجة التناقص الجاري في عدد أعضائه الحاليين".

وأعربت الكتلة عن حزنها "أن نودع اليوم إلى مثواه الأخير، زميلا نائبا سابقا عن قضاء جزين – دائرة الجنوب، كان عضوا مشاركا في كتلة الوفاء للمقاومة وهو الدكتور بيارو فريد سرحال، وأن نتقدم من أهله ومحبيه وعموم اللبنانيين بأحر التعازي والمواساة".

6*) حسن نصرالله

11 تشرين الثاني 2023

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن تدمير مقر الحاكم العسكري في صور قبل 41 عاماً كان من أعظم مصاديق قوله تعالى " وليسوؤوا وجوهكم "، وما حدث في 7تشرين أول/ أكتوبر بفلسطين هو أيضاً من أعظم مصاديق "وليسوؤوا وجوهكم".

 وفي احتفال يوم الشهيد الذي ينظمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق اللبنانية قال السيد نصر الله هذا اليوم هو يوم شهيد حزب الله ونقصد به كل شهيد من أول شهيد مع انطلاق مسيرة المقاومة في حزب الله عام 1982 إلى آخر شهيد تم تشييعه اليوم، واليوم قُرانا في الجنوب والبقاع وفي بيروت شيّعوا العديد من الشهداء الأعزاء.

واعتبر السيد نصر الله أن دم الاستشهادي أحمد قصير ودماء كل الشهداء هي التي انتصرت على السيف الأميركي الإسرائيلي المصلت على منطقتنا.

ولفت إلى أن الشهداء في مسيرتنا لهم مكانة خاصة ونحن نشعر ببركاتهم في كل ساعة وكل يوم، بالأمن والأمان والتحرير والحرية والشرف والحماية من خلال قوة الردع التي صنعوها، مؤكدًا أنهم أهل الايمان بالله ورسله وأنبيائه وكتبه، وأهلهم صابرون وراضون بقضاء الله وقدره وهم يحفظون إنجازات أبنائهم، وأصبحوا شركاء بالدم في هذه المسيرة.

كما، تقدم الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله من كل عوائل الشهداء بالتبريك بانتمائهم لقافلة سادة الوجود الذين اجتباهم الله تعالى فاختارهم شهداء في ركب الأنبياء والأولياء، معترفًا لهم بالثبات والتضحية والوفاء وبالتخلي عن كل أطماع الدنيا، مؤكدًا أنهم هم الذين يدافعون عن هذه المسيرة، مشيدًا بكلامهم منذ 8 تشرين الأول عن استعدادهم لتقديم المزيد دفاعًا عن لبنان وغزة.

العدوان "الإسرائيلي" على غزة

وتابع السيد نصر الله حديثه قائلًا: هناك حدثان يتعاظمان، الأول هو العدوان الصهيوني على المدنيين في غزة، والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية ضد قوات العدو.

وحول هذا الموضوع قال السيد نصر الله إن غزة تتعرّض لعدوان مؤلم وجرائم عظيمة لم تتوقف منذ 7 تشرين الأول، والغريب أن ضمن هذه الجرائم الاعتداء العلني على المستشفيات من قبل العدو بحجج واهية، مؤكدًا أن هذا الانتقام المتوحش يعبّر عن طبيعة وحقيقة الكيان، والذي يُراد منه إخضاع الشعب الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة، وليس فقط أهالي غزة.

وأضاف السيد نصر الله أن العدو يريد تحطيم إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة والدفع بثقافة الاستسلام وأن يقول لكل الفلسطينيين من خلال جرائمه في غزة: انسوا أرضكم ومقدساتكم. ورأى أن العدو يخطئ من جديد في حساباته لأن جرائمه في فلسطين منذ 1948 لم توقف العمل المقاوم بل تعاظم وصولًا إلى ما أنجزه المقاومون في كتائب القسام في 7 تشرين الأول.

ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك وسائل إعلام عربية وكُتاب عرب يساعدون بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الهدف الإسرائيلي، مؤكدًا أن شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزة وفي الضفة الغربية.

تبدل في الرأي العام العالمي

كما أوضح السيد نصر الله أنه إذا كانت شعوبنا ترفض التطبيع بمعزل عن إرادة بعض الحكام قبل المجازر في غزة، فهم بعد هذه الوحشية سيكون رفضهم للتطبيع مع العدو أصلب وأقسى، مؤكدًا أن العدوان على غزة سبّب تبدل الرأي العام العالمي وكشف الزيف الإسرائيلي.

ولفت السيد نصر الله إلى أن تبدل الرأي العام العالمي يخدم أهل غزة ومشروع المقاومة، معتبرًا أن الأهم هو ما نشهده من مظاهرات تحصل في واشنطن ولندن وباريس والدول الأوروبية لأنها تضغط على حكوماتها.

كما، رأى أنه لا يوجد في العالم اليوم من يدعم هذا العدوان إلا الإدارة الأميركية وتابعها الإنكليزي، وبسبب المجازر التي يرتكبها العالم لم يعد يتحمل هذا الأمر ما يشكل عامل ضغط عليهم.

هذا، وأكد السيد نصر الله أن أميركا هي التي تدير هذا العدوان وهي من تستطيع وقفه، وفي "إسرائيل" هناك حمقى يفكرون بمستقبلهم فقط كنتنياهو وغالانت، مشددًا على أن كل الضغط والاستنكار يجب أن يتوجه إلى الأميركيين وكل عوامل الضغط يجب أن تتركز على الإدارة الأميركية لأنها صاحبة القرار.

القمة العربية - الإسلامية في جدة

وعن انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في جدة، قال السيد نصر الله، إن هناك قمة تجمع 57 دولة عربية وإسلامية، والعالم والشعب الفلسطيني يتطلعون إلى هذه القمة.

وأضاف: الفلسطينيون يتطلعون إلى هذه القمة ولا يطالبونها بإرسال الجيوش وبما لا تقدر عليه، بل يطالبونها بالحد الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن تطالب الأميركيين بوقف العدوان وأن تتوعد بإجراءات جديّة.

وسأل السيد نصر الله: هل من المعقول أن 57 دولة عربية وإسلامية لا تستطيع فتح معبر رفح لإدخال المساعدات والدواء والماء والوقود وتستنقذ الجرحى؟

المعركة في غزة

وحول المعركة القائمة في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، قال السيد نصر الله: القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدًا وواقع نفسي صعب ورغم ذلك يقاتل المجاهدون بقوة أقوى ألوية النخبة الإسرائيلية، وهذا دليل عجز كيان العدو، لافتًا إلى أن شجاعة وإبداع وإقدام المجاهدين في غزة هو الحاسم اليوم بدرجة كبيرة في مسار الأمور، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي هو على الميدان.

الجبهات المساندة - الضفة الغربية واليمن

وأوضح السيد نصر الله أن من جملة الجبهات المساندة التي يتحدث عنها العدو هي جبهة الضفة الغربية التي تُقلق العدو ويخشاها، والجبهة الثانية هي جبهة اليمن الذي اتخذت قيادته وشعبه قرارًا جريئًا وأرسلوا على دفعات الصواريخ والمسيّرات باتجاه الكيان الغاصب، والتي تصدت لها أميركا، ومع الأسف بعض الدول العربية.

ولفت السيد نصر الله إلى أن ما قام به الإخوة في اليمن له آثاره الكبيرة ولو أن الصواريخ والمسيّرات اليمنية فرضًا لم تصل، ففي اليمن هناك حكومة وجيش وليس كباقي حركات المقاومة ما أعطى دعمًا للمقاومة الفلسطينية.

وأكد السيد نصر الله أن اليمن يقوم بخطوات كبيرة ومباركة مع العلم أنه وُجّهت إليه تهديدات بإعادة العدوان عليه.

الجبهات المساندة - العراق

وتابع السيد نصر الله حديثه عن الجبهات المساندة لفصائل المقاومة في غزة، قائلًا إن المقاومة الإسلامية في العراق هي أيضًا تستهدف القواعد الأميركية في سورية والعراق دعمًا لغزة، وقد طرحت معادلة وقف العدوان على غزة حتى يتوقف استهداف قواعد الاحتلال، لافتًا إلى أن الأميركي حتى الأمس صباحًا اعترف بـ46 هجومٍ على قواعده في سورية والعراق وإصابة 56 جندي.

كما، اعتبر السيد نصر الله أن هذه شجاعة عالية من المقاومة العراقية لأنها تقاتل أميركا التي تملأ أساطيلها البحار وهي تواجهها بالنار، والأميركيون أرسلوا تهديدات للإخوة في العراق وهنا في لبنان.

ولفت السيد نصر الله إلى أن السفيرة الأميركية في لبنان نفت أي تهديد لحزب الله من قبل الإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أنها إما كاذبة أو جاهلة، وأوضح أن أميركا لم تترك قناة غربية وعربية ولبنانية لإيصال التهديدات إلا وأوصلت عبرها التهديدات، ولكن هذا التهويل لم يوقف العمليات لا في اليمن ولا في العراق ولا في لبنان.

الجبهات المساندة - سورية

هذا، ورأى السيد نصر الله أن سورية في الحقيقة هي أيضًا تحمل مع محور المقاومة عبئًا كبيرًا جدًا وموقفها ثابت في كافة المحافل الدولية، معتبرًا أنه رغم موقفها الصعب اليوم إلا أنها تحضن حركات المقاومة، لافتًا إلى أن أي عملية من الجولان يقوم كيان العدو بقصف مطارَي دمشق وحلب.

وأضاف أن المسيّرة التي وصلت إلى "ايلات" وأثارت الرعب هناك ضاعت "إسرائيل" في تشخيص الجهة التي انطلقت منها ووصلت في نهاية المطاف إلى اتهام إحدى تشكيلات حزب الله واستهدفت سورية وسقط لنا شهداء هناك.

كما، أوضح أن سورية التي تعرضت لحرب كونية على مدى 12 عامًا وتُحاصر بقانون "قيصر" اقتصاديًا ولا يزال جيشها منتشرًا على مساحات واسعة لمواجهة الجماعات الإرهابية

الجبهات المساندة - إيران

وعن مساندة الجمهورية الإسلامية لفصائل المقاومة قال السيد نصر الله، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بشكل كامل ومستمر حركات المقاومة، وإذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي المنطقة فبالدرجة الأولى يعود للدعم المالي والعسكري من إيران.

الجبهات المساندة - لبنان

وتابع السيد نصر الله حديثه قائلًا: أما الجبهة اللبنانية فمنذ 8 تشرين الأول العمليات مستمرة وفي ظل الحضور الدائم للمسيّرات المسلحة الإسرائيلية وهو عامل جديد في المواجهة، رغم ذلك عملياتنا مستمرة، مؤكدًا أنه عندما يذهب "أولادكم وإخوانكم لاستهداف العدو بالصواريخ الموجهة أو القذائف المدفعية هم بمثابة استشهاديين وهذا يعبّر عن مدى شجاعتهم"

هذا، وأوضح انه حصل ارتقاء في العمل المقاوم، كمي ونوعي، بالأسلحة وبالعمق، وأضاف: هذه المرة الأولى التي نستخدم المسيّرات الانقضاضية وصواريخ البركان حيث زنة المتفجرات فيه ما بين 300 إلى 500 كلغ تنزل على رؤوس قوات العدو.

ولفت إلى أن هناك ارتقاء بالعمق سواء بالكاتيوشا أو بالمسيّرات، وهذا ما استلزمته طبيعة المعركة.

وأشار إلى أن أحد مستشفيات الجليل يقول، إنه وصل إلى مستشفاهم أكثر من 350 إصابة من الجنود والمستوطنين، عدد كبير منهم وصل بجروح خطيرة.

كما، أكد السيد نصر الله أن الأسبوع الماضي كان هناك استهداف لمدنيين، حيث تعرضت سيارات للإخوة في كشافة الرسالة، ما أدى إلى سقوط بعض الجرحى منهم، وقد تم الرد بإحدى عمليات المقاومة على هذا الاعتداء، كما تعرضت سيارة مدنية لعدوان صهيوني ذهب ضحيته جدة وحفيداتها الثلاث، والتي ردّت عليها المقاومة وبسرعة، وكانت المرة الأولى التي نستهدف فيها كريات شمونة بالكاتيوشا.

ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك ما لم نُعلن عنه وهو الإدخال اليومي لمسيّرات الاستطلاع التي يصل بعضها إلى حيفا وعكا وصفد، وأضاف بعض المسيّرات يعود وبعضها لا يعود ونحن نرغب بألا تعود لأنه يستنزف القبة الحديدية والباتريوت، وهذا عمل يومي قد يصل إلى 3 مسيّرات.

وأضاف شهدنا في الأيام الماضية موجة جديدة من التهديدات الإسرائيلية باتجاه لبنان بسبب الارتقاء الكمي والنوعي في هذه الجبهة، مؤكدًا أن المسار العام في جبهة جنوب لبنان مستمر وستبقى جبهة ضاغطة.

هذا، وأشاد السيد نصر الله بالمجاهدين الأبطال والبيئة الحاضنة التي تتحمل المواجهة في الجبهة اللبنانية وعبء التهجير والخسائر المادية، مشيرًا إلى أن الموقف اللبناني العام مؤيد أو متفهم لما تقوم به المقاومة جنوبًا إلا بعض الأصوات الشاذة والمحدودة.

السيد نصر الله: الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان

كما، أكد السيد نصر الله أن الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان وهذه سياستنا، مشددًا على أن الميدان هو الذي يفعل ويتكلم وبعدها يأتي ردّنا، لافتًا إلى أن المشهد العام الذي بدأناه من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان يقول، إننا في معركة جمع الإنجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بإنزال الهزيمة بالعدو.

وأوضح أن الفشل الميداني والخشية من توسع الجبهات وضغط المهجرين لدى الكيان في الداخل وضغط عوائل أسرى العدو سيضيق الخناق والوقت على على العدو.

وختم السيد نصر الله كلمته قائلًا: لا تستهينوا بالدعاء، أدعوكم إلى الدعاء بالنصر وتعجيل النصر واختصار الزمن والدعاء لأحبائكم في الضفة وغزة، معاهدًا كل شهدائنا الأبرار الأعزاء الأحباء بأن نمضي في هذا الطريق كمقاومة وبيئة وشعب وعوائل ومضحين ونحفظ ونصون أهدافهم ونراكم إنجازاتهم لنصل إلى النصر النهائي والنصر النهائي آتٍ آت آت آت إن شاء الله.

7*) بيان القمة

11 تشرين الثاني 2023

1- إدانة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية، الوحشية واللانسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري خلاله، وضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والمطالبة بضرورة وقفه فورا.

2- رفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة.

3- كسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

4- - دعم كل ما تتخذه جمهورية مصر العربية من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف.

5- مطالبة مجلس الأمن اتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان ويكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعماري التي تنتهك القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم A/ES-10/L.25 بتاريخ 26/10/ 2023، واعتبار التقاعس عن ذلك تواطئا يتيح لإسرائيل الاستمرار في عدوانها الوحشي الذي يقتل الأبرياء، أطفالا وشيوخا ونساء ويحيل غزة خرابا.

6- مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر الى سلطات الاحتلال التي يستخدمها جيشها والمستوطنون الارهابيون في قتل الشعب الفلسطيني وتدمير بيوته ومستشفياته ومدارسه ومساجده وكنائسه وكل مقدراته.

7- مطالبة مجلس الأمن اتخاذ قرار فوري يدين تدمير إسرائيل الهمجي للمستشفيات في قطاع غزة ومنع ادخال الدواء والغذاء والوقود إليه، وقطع سلطات الاحتلال الكهرباء وتزويد المياه والخدمات الأساسية فيه، بما فيها خدمات الاتصال والانترنت، باعتباره عقابا جماعيا يمثل جريمة حرب وفق القانون الدولي، وضرورة أن يفرض القرار على إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، التزام القوانين الدولية والغاء اجراءاتها الوحشية اللإنسانية هذه بشكل فوري، والتأكيد على ضرورة رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ سنوات على القطاع.

8- الطلب من المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيق فوري في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتكليف الأمانتين العامتين في المنظمة والجامعة متابعة تنفيذ ذلك، وإنشاء وحدة رصد قانونية متخصصة مشتركة توثق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وتعد مرافعات قانونية حول جميع انتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، على أن تقدم الوحدة تقريرها بعد 15 يوما من إنشائها لعرضها على مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية وعلى مجلس وزراء خارجية المنظمة، وبعد ذلك بشكل شهري.

9- دعم المبادرات القانونية والسياسية لدولة فلسطين لتحميل سلطات الاحتلال الاسرائيلية المسؤولية على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وبما في ذلك مسار الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.

10- تكليف الأمانتين إنشاء وحدة رصد إعلامية مشتركة توثق كل جرائم سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومنصات إعلامية رقمية تنشرها وتعري ممارساتها اللاشرعية واللانسانية.

11- تكليف وزراء خارجية المملكة العربية السعودية بصفتها رئاسة القمة (32)، و بدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.

12- دعوة الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة لممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية واتخاذ أي اجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية.

13- استنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، والتحذير من أن هذه الازدواجية تقوض بشكل خطير صدقية الدول التي تحصن إسرائيل من القانون الدولي وتضعها فوقه، وصدقية العمل متعدد الأطراف وتعري انتقائية تطبيق منظومة القيم الإنسانية، والتأكيد أن مواقف الدول العربية والإسالمية ستتأثر بالمعايير المزدوجة التي تؤدي إلى صدع بين الحضارات والثقافات.

14- إدانة تهجير حوالي مليون ونصف فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 وملحقها للعام 1977، ودعوة الدول الأطراف في الاتفاقية اتخاذ قرار جماعي يدينها ويرفضها، ودعوة جميع منظمات الأمم المتحدة للتصدي لمحاولة تكريس سلطات الاحتلال الاستعماري هذا الواقع اللانساني البائس، والتأكيد على ضرورة العودة الفورية لهؤلاء النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم.

15- الرفض الكامل والمطلق والتصدي الجماعي لأية محاولات للنقل الجبري الفردي أو الجماعي أو التهجير القسري أو النفي أو الترحيل للشعب الفلسطيني، سواء داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية بما في ذلك القدس، او خارج أراضيه لأي وجهة أخرى أياً كانت، باعتبار ذلك خطاً أحمر وجريمة حرب.

16- إدانة قتل المدنيين واستهدافهم، موقفا مبدئيا منطلقا من قيمنا الإنسانية ومنسجما مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والتأكيد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية وسريعة لوقف قتل المدنيين الفلسطينيين واستهدافهم، وبما يؤكد أن لا فرق على الإطلاق بين حياة وحياة، أو تمييز على أساس الجنسية أو العرق أو الدين.

17- التأكيد على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمدنيين، وإدانة الجرائم البغيضة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاستعماري بحق الاف الأسرى الفلسطينيين، ودعوة جميع الدول والمنظمات الدولية المعنية، إلى الضغط من أجل وقف هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها.

18- وقف جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال وإرهاب المستوطنين وجرائمهم في القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وجميع الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية.

19- التأكيد على ضرورة تنفيذ إسرائيل التزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ووقف جميع الاجراءات الاسرائيلية اللاشرعية التي تكرس الاحتلال، وخصوصا بناء المستوطنات وتوسعتها، ومصادرة الاراضي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم.

20- إدانة العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال ضد المدن والمخيمات الفلسطينية، وإدانة ارهاب المستوطنين، ومطالبة المجتمع الدولي وضع جمعياتهم ومنظماتهم على قوائم الإرهاب الدولي وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ليتمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها باقي شعوب العالم، بما فيها حقوق الانسان والحق في الحماية والتنمية والأمن وتقرير المصير وتجسيد استقلال دولته على ارضه، وتوفير حماية دولية له.

21- ادانة الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، واجراءات إسرائيل اللاشرعية التي تنتهك حرية العبادة، وتأكيد ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات، وأن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر مربع، هو مكان عباده خالص للمسلمين فقط، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الشرعية الحصرية صاحبة الاختصاص بإدارة المسجد الأقصى المبارك وصيانته وتنظيم الدخول إليه، في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعم دور لجنة القدس وجهودها في التصدي لممارسات سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة.

22- إدانة الأفعال وتصريحات الكراهية المتطرفة والعنصرية لوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها تهديد أحد هؤلاء الوزراء باستخدام السلاح النووي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين، ما يوجب دعم مؤتمر انشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط المنعقد في إطار الأمم المتحدة وأهدافه للتصدي لهذا التهديد.

23- إدانة قتل الصحفيين والأطفال والنساء واستهداف المسعفين واستعمال الفسفور الأبيض المحرم دولياً في الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، وإدانة التصريحات والتهديدات الإسرائيلية المتكررة بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، وضرورة الحؤول دون توسيع الصراع، ودعوة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التحقيق في استخدام إسرائيل الأسلحة الكيماوية.

24- التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

25- إعادة التأكيد على التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما فيها قرارات مجلس الأمن 242 (1967) و338 (1973) و 497 (1981) و1515 (2003) و2334 (2016)، والتأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، باعتبارها الموقف العربي التوافقي الموحد وأساس أي جهود لإحياء السلام في الشرق الأوسط، والتي نصت على أن الشرط المسبق للسلام مع إسرائيل واقامة علاقات طبيعية معها، هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية، وتجسيد استقلال دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وحل قضيتهم بشكلٍ عادل وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.

26- التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريا لإطلاق عملية سلمية جادة وحقيقية لتحقيق السلام على اساس حل الدولتين الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بكامل عناصرها.

27- التشديد على أن عدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية على مدار ما يزيد عن 75 عاماً، وعدم التصدي لجرائم الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وسياساته الممنهجة لتقويض حل الدوليتين من خلال بناء وتوسيع المستوطنات الاستعمارية، فضلا عن دعم بعض الأطراف غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي وحمايته من المساءلة، ورفض الاستماع إلى التحذيرات المتواصلة من خطورة تجاهل هذه الجرائم وأثارها الخطيرة على مستقبل الأمن والسلم الدوليين، هو الذي أدى إلى تدهور الوضع بصورة خطيرة.

28- رفض اي طروحات تكرس فصل غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وعلى أن أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب ان تكون في سياق العمل على حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية أرضا للدولة الفلسطينية التي يجب ان تتجسد حرة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967.

29- الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام، في أقرب وقت ممكن، تنطلق من خلاله عملية سلام ذات مصداقية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، ضمن إطار زمني محدد وبضمانات دولية، تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا وخراج بلدة الماري اللبنانية وتنفيذ حل الدولتين.

30- تفعيل شبكة الأمان المالية الإسلامية وفقاً لقرار الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، لتوفير المساهمات المالية وتوفير الدعم المالي والاقتصادي والإنساني لحكومة دولة فلسطين ووكالة الأونروا، والتأكيد على ضرورة حشد الشركاء الدوليين لإعادة إعمار غزة والتخفيف من آثار الدمار الشامل للعدوان الإسرائيلي فور وقفه.

31- تكليف الأمين العام للجامعة الدول العربية واالمين العام لمنظمة التعاون الاسالمي بمتابعة تنفيذ القرار وعرض تقرير بشأنه على الدورة القادمة لمجلسيهما.

8*) الراعي

12 تشرين الثاني 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _ حريصا الاب فادي تابت، الاب كريم جرجس ، في حضور نجل  الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك على راس وفد من العائلة لمناسبة الذكرى السنوية التاسعة على استشهادهما ومشاركة محامي العائلة العميد روبير جبور ، وحشد من المؤمنين. 

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة قال فيها: "بهذا التعريف الذاتي، أجاب ربّنا يسوع على سؤال اليهود: "إلى متى تُبقي نفوسنا حائرة؟ إن كنت أنت المسيح، فقله لنا صراحة" (يو 10: 24). فصارحهم بأنّهم لا يؤمنون: لا بكلامه، ولا بأعماله الشاهدة أنّه إبن الله المرسل من الآب لخلاص العالم. وأضاف : "أنا الذي قدّسه الآب وأرسله إلى العالم" (يو 10: 36). يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا، مع توجيه تحيّة خاصّة إلى أولاد المرحومين صبحي ونديمة فخري من بلدة بتدعي البقاعيّة في الذكرى السنويّة التاسعة لإغتيالهما من دون أي وجه حقّ أمام دارتهما على يد عصابة من المنطقة معروفين وفارّين من وجه العدالة. ولم يشأ أولاد الضحيّتين الأخذ بالثأر بل تركوا الأمر للمراجع القضائيّة المختصّة. فاننا نصلي لراحة نفسيهما ولعزاء اسرتهما. تحتفل الكنيسة اليوم بأحد تجديدها بحيث تتجدّد بأبنائها ومؤسّساتها، وتجدّد إيمانها بالمسيح "شمس" العالم الذي تدور حوله، مثلما تدور الأرض حول الشمس، وتستمدّ منه نور الكلمة، وحياة النعمة، وحرارة المحبّة. تجديد البيعة يعني الإعلان المتجدّد لسرّ المسيح، الذي ينكشف فيه سرّ الله الواحد في الطبيعة والمثلّث الأقانيم: الآب الخالق مصدر المحبّة الشاملة لجميع البشر، والإبن الفادي مصدر النعمة التي تفتدي وتخلّص كلّ إنسان، والروح القدس المحيي مصدر الحياة الإلهيّة في الإنسان. في ضوء سرّ المسيح تعلن الكنيسة سرّ الإنسان المخلوق على صورة الله، والمفتدى بدم المسيح، والصائر هيكل الروح القدس، والمدعوّ ليكون شريك الله في صنع التاريخ. وهو بالتالي صاحب كرامة وقدسيّة ومصير نهيويّ خالد. فلا يحقّ لأحد أن يعتدي على حياة اي انسان".

وتابع: "إنّ الإحتفال بتجديد البيعة (الكنيسة) الذي يبدأ اليوم ويدوم طيلة الأسبوع، يعني أيضًا التعمّق اللاهوتي والروحيّ في إيماننا المسيحيّ، لكي نتمكّن من تقديمه للإنسان المعاصر، في أيّ حالة وظرف ومكان شخصيّ أو جماعيّ كان؛ ولكي نتمكّن من إعلانه للفقير والغنيّ، لصاحب السلطة والمواطن، للمريض والمعاق، للشاب والعجوز. ترفق الكنيسة إعلان الإيمان بالحوار الصادق وشهادة المحبّة، وتجسّده بتعزيز ثقافة السلام من خلال التضامن الفعّال تجاه الفقراء والمتألّمين، مع التعاون في تأمين حياة لائقة لجميع الشعوب. نعم، نحن مدعوون اليوم لنجدد هذا الايمان فنكبر وننمو فيه. يسوع المسيح موضوع إيمان لا جدال، كما فعل اليهود. فالكنيسة تجدّد إيمانها به وتعلنه للعالم فاديًا وحيدًا، ومخلّصًا وحيدًا للجنس البشريّ. وفيما اليهود يجادلونه ويماحكونه ويحاولون بشتّى الطرق إلغاءه، يعلن عن حقيقة نفسه أنّه المسيح: "راعي الخراف، وابن الله المرسل من الآب إلى العالم، ليقود الناس إلى الله" (راجع يو 10: 27-29). أمّا سؤال اليهود "إلى متى تريب نفوسنا؟ فإن كنت أنت المسيح، فقله لنا علانية" (يو 10: 24). هو سؤال يُطرح كلّ يوم. فالإنسان يبحث بشكل دائم عن خلاصه الروحيّ والماديّ، الثقافيّ والإجتماعيّ، السياسيّ والإقتصاديّ. أمّا المخلّص الوحيد فهو يسوع المسيح "إبن الله الذي تجسّد من أجلنا ومن أجل خلاصنا وافتدانا بآلامه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء"، كما نعلن في قانون الإيمان، وهو "الذي قدّسه الله وأرسله إلى العالم" (يو 10: 36). لقد بدأ المسيح عمل خلاص العالم، ويواصله بكلّ أبعاده بواسطة الكنيسة "أداة الخلاص الشامل" (القرار في نشاط الكنيسة الإرساليّ، 1)، ومن خلال الإرادات الطيّبة التي تنفتح للكلمة الإلهيّة ولإلهامات الروح القدس. إنّ الكنيسة، بحكم المسؤوليّة المعطاة لها من المسيح الربّ، تعمل في سبيل خلاص الشخص البشريّ، خلاصًا شاملًا روحيًّا وماديًّا ومعنويًّا، وتسعى مع المسؤولين السياسيّين إلى تأمين الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كلّ مواطن. لكنّها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتخلّف السلطة السياسيّة عن هذا الواجب. وكونها مؤتمنة من المسيح الربّ على الشريعة الأخلاقيّة فمن واجبها أن تحكم في صلاح الأعمال أو شرّها بما فيها السياسة بالنسبة إلى كلام الله في كتبه المقدّسة. ومن واجبها أن تخاطب ضمائر المسؤولين من دون أن تسترضي أحدًا في قول الحقيقة وإدانة الباطل والدفاع عن الخير العام (راجع "الكنيسة في عالم اليوم، 76)".

أضاف: "عليه، ندعو المجلس النيابيّ تكرارًا للقيام بواجبه الدستوريّ الأساسيّ، وهو الإلتزام في دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهوريّة قبل أيّ عمل آخر. فالمرشحون متوفّرون وكلّهم أكفّاء. وعلى هذا الأساس نرفض رهن انتخاب الرئيس لشخص معيّن أو فئة أو حزب أو مشروع؛ ونرفض البقاء من دون رئيس، فيما أوصال الدولة تتفكّك، والمؤسّسات الدستوريّة، والعامّة تتهاوى، والشعب يفتقر ويتسوّل، وقوانا الحيّة تهاجر إلى أوطان أخرى، والدستور يُنتهك. إنّنا نشجب ونُدين مرّة أخرى الحرب الإباديّة الوحشيّة على قطاع غزّة، وقد تجاوز عدد الضحايا الأحد عشر ألفًا، ونصفهم تقريبًا من الأطفال. نشجب وندين التدمير المبرمج للمنازل والمدارس والمستشفيات، والكنائس والمساجد بهدف طرد الفلسطينيّين من أرضهم، والقضاء على قضيّتهم بعد خمس وسبعين سنة. هذه الحرب الإباديّة الوحشيّة الخالية من أي روح إنسانيّ، والحصار الذي يمنع وصول الماء والغذاء والدواء لمليون ونصف من المهجّرين من دون سقف، يشكّلان وصمة عار في جبين هذا الجيل وأمراء هذه الحرب. فإنّنا نعلن من جديد تضامننا مع الفلسطينيّين ونصرّ على أنّ الحلّ الوحيد، على المدى القريب والبعيد، هو قيام الدولتين. وإذ نعلن عن قربنا منهم، نعزّي أهالي الضحايا ونصلّي من أجل شفاء الجرحى. ونطالب المجتمع الدوليّ بفرض وقف النار والحرب بشكلٍ فوريّ ودائم، والمبادرة بمفاوضات الحلّ السياسيّ".

وختم الراعي: "إنّنا نتبنّى مضمون بيان قمّة الرياض المنعقد يوم أمس، آملين أن تعمل الدول العربيّة والإسلاميّة على تنفيذ بنوده، فيكون حكّامها صانعي سلام بشجاعة، ملتزمين بقرار المبادرة العربيّة للسلام التي تمّ إعلانها في قمّة بيروت عام 2002، والتي تبنّت حلّ الدولتين، كمدخل للسلام والإستقرار في الشرق الأوسط. نصلّي إلى الله كي يعضد ذوي الإرادة الحسنة في سعيهم لإيقاف الحرب الإسرائيليّة على غزّة وعلى الشعب الفلسطينيّ، وأن يحمي لبنان من إمتدادها إليه. له المجد والشكر والتسبيح، الآن وإلى الأبدن آمين".

9*) عودة

12 تشرين الثاني 2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها:" عيدت كنيستنا المقدسة في العاشر من تشرين الثاني لتذكار الرسول كوارتس أول أساقفة بيروت وشفيع أبرشيتنا. هو أحد الرسل السبعين الذين عينهم الرب يسوع وأرسلهم إثنين إثنين لينقلوا البشارة إلى أقطار المسكونة (لو 10: 1-2). لا نعرف عنه سوى أنه كان من مدينة كورنثوس التي بشرها بولس الرسول وقد ذكره في رسالته إلى أهل رومية: «يسلم عليكم أراستس خازن المدينة وكوارتس...» (16: 23). أقامه الرسل راعيا لكنيسة بيروت ليبشر فيها ويسوس الكنيسة، وقد قاسى الكثير لأجل البشارة.   نرتل له في صلاة المساء: «أيها الرسول اللابس المسيح كوارتس، المبشر اللامع للإنجيل، والمماثل الحقيقي لبولس الهامة، إحفظ كنيسة بيروت، هذه التي أنشأتها أولا كبناء حكيم، معلنة الحقيقة ومفرعة أغصانا جيدة، حتى تقدس المؤمنين بالرب وتمجد في كل حين بإكرام تذكارك الإلهي".

أضاف: "سأل ناموسي الرب يسوع: «ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية» فشاء يسوع أن يعلمنا، بجوابه، مفهوم القرابة الحقيقي، عبر مثل جمع فيه الأضداد. أعطانا مثل السامري الشفوق، وأظهر لنا كيف قدم السامري، الذي يعتبره اليهود عدوا، يد المعونة ليهودي، وكيف فضل مسؤولو اليهود الدينيون، المفترض أن يكونوا ممتلئين محبة ورحمة، تقديم الذبيحة على مساعدة جريح، ناقضين بذلك قول الرب: «أريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات» (هو 6: 6). الناموسي مختص بالناموس، أي بالتوراة التي هي الكتب الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، فيما اختصاص الكتبة الكتاب كله. يقول الرب: «سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك» (مت 5: 43). محبة القريب هي من الناموس الإلهي، أما كراهية العدو فهي من تعاليم الكتبة، لذلك لم يشأ الرب أن ينقض الناموس بل أن يصوب التفسير الخاطئ له. الناموسي جاء مجربا الرب يسوع، أي لم يكن ذا نية صافية، وربما كان ينتظر من الرب أن ينقض على الناموس مهاجما، لأنه ربما لم يسمع قول الرب: «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل» (مت 5: 17).

وتابع: "فعل «جرب» يرتبط عادة بعمل الشيطان الذي يجرب البشر ليوقعهم، أما الرب فلا يجرب خليقته بل يسمح أن يمروا في امتحانات يثبتون إيمانهم من خلالها. لهذا علمنا الرب يسوع أن نصلي: «ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير»، حيث نطلب من الرب أن يهزم الشيطان المتربص بنا ليوقعنا في تجاربه. واجه الرب سؤال الناموسي بامتحان فسأله: «كيف تقرأ؟». لو كان الناموسي يقرأ بروح الصلاة لطلب أن يفهم كلمات الله، ولكان الروح القدس أرشده إلى أن المسيح هو واضع الناموس وأنه هو من تنبأ عنه الأنبياء. حديث الناموسي عن محبة الله والناس كان نظريا لأنه عاجز عن عيش المحبة التي هي من ثمار الروح القدس. لو كان الروح القدس فيه لما جرب المسيح، ولكان فهم الناموس بالشكل الصحيح. إجابة المسيح عن السؤال الأول أحرجت الناموسي أمام الناس فأراد تبرير نفسه، لذا طرح سؤالا ثانيا: «من هو قريبي؟». في الإجابتين لا نرى المسيح ينتفض ولا ينقض على الناموس، لكنه يجيب بوداعة ومحبة، بغية تعليم السائل كيف تكون المحبة الحقيقية. لو غضب المسيح ثم أعطى مثل السامري الشفوق لما وصلت العبرة من المثل إلى قلوب السامعين، بل لأصبح المسيح منظرا كالناموسي، يعلم أمرا دون أن يطبقه. علينا أن ننتبه إلى أن كل ما يفعله الرب هو لتعليمنا كيف نكون أبناء حقيقيين للآب السماوي، لذلك كان يطبق تعاليمه أمام الجموع لكي يحثهم على أن يفعلوا مثله".

وقال: "ليست مصادفة أن يختار الناموسي الآية: «أحبب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل ذهنك، وقريبك كنفسك»، فالقلب هو مركز الشعور والقرار والعواطف والكيان، لهذا يطلب الرب من كل منا قائلا: «يا بني أعطني قلبك» (أم 23: 26)، أي يطلب منا أن نكون له بكليتنا، لأن القلب لا ينقسم بين إثنين، وهذا كان واضحا في تعاليم الرب دوما، أي لا يمكن للإنسان أن يحب الله والمال مثلا، فمحبة الله لا تجتمع مع محبة أخرى، إلا محبة الإنسان الآخر، كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله. أما النفس فهي مركز العواطف والغرائز والشهوات، والإنسان الروحاني يشتهي الحياة مع الله، لذلك يقول إشعياء النبي: «إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس، بنفسي اشتهيتك في الليل» (26: 8-9)، كما يقول الرسول بولس: «لي شهوة أن أنطلق وأكون مع المسيح» (في 1: 23). إذا، القلب يقرر اختيار الله، والنفس تشتهيه، ثم يأتي دور القدرة، أي الإرادة، لتحقيق ذلك عبر فهم الكتاب والصلاة والتوبة والمحبة. كل هذا لا يتم إذا انشغل الفكر بأمور هذا العالم، لذا علينا أن نحب الله بكل فكرنا فعلا لا قولا، وأن نحب القريب كالنفس".

أضاف: "محبة الله ومحبة القريب هما أعظم الوصايا التي منحها الله لشعبه، أي للذين يعتنقون تعاليمه ويعملون بوصاياه. هذه المحبة يفتقدها عالمنا وإلا كيف نفسر الجرائم والحروب وقتل الأطفال والمدنيين؟ كيف نفسر المجاعات المفروضة على بعض الشعوب بسبب نهب خيرات أرضهم؟ كيف نفسر الحقد والقتل والتدمير الذي تعيشه منطقتنا منذ أكثر من شهر ولم نشهد إرادة حقيقية لوقف المجزرة. أي نصر هو ذاك المبني على جثث الأطفال؟ وكأن الخوف من الأطفال ما زال قائما منذ فجر المسيحية عندما قتل هيرودس الملك أربعة عشر ألف طفل في بيت لحم، عل يسوع يكون بينهم فيتخلص منه، وما زال الحكام الجدد يقتلون الأطفال، وما زالت أمهات الأطفال الثكالى يبكين كراحيل «لأن أولادهن ليسوا بموجودين» (متى 2: 18).  وأي فخر في قتل مدنيين أبرياء؟ وهل منع الماء والطعام عنهم بطولة؟ وما النفع من حرب عبثية مدمرة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الحقد والقتل؟ أما حكام العالم الذين يهرعون لنصرة قاتلي الأطفال، وبينهم فتيات ثلاث من لبنان في عمر الورود، ألا يخجلون من ضميرهم ومن تاريخ بلادهم ومن الشعارات التي يرفعونها دفاعا عن حقوق الإنسان؟ أين القيم الإنسانية؟ أين العدل؟ الشجاعة ليست في شن حرب مدمرة أو في نصرتها بل في إيجاد حل عادل للمشكلة كي يعم السلام".

وتابع: "أما عندنا في لبنان، فقد مضت سنة على شغور موقع الرئاسة وغيرها من المواقع الأساسية، وكأن لا شيء غريب أو ناقص، وكأن الحياة أصبحت مقتصرة على اللهاث وراء الحد الأدنى من مقومات العيش. لبنان الذي كان رائدا بدوره وديموقراطيته ودبلوماسيته يغيب عن الدور والموقف في هذه الظروف المصيرية. اللحظات الحاسمة من التاريخ تتطلب مواقف استثنائية وشجاعة، ونحن في منطقة مشتعلة قد يصل لهيبها إلينا، فهل من ظرف أخطر مما نحن فيه كي يحزم المعنيون أمرهم وينتخبوا رئيسا للبلاد تبدأ معه مسيرة تكوين الدولة وتحصينها، ومنع المغامرة بلبنان مع رفضنا الصارخ للظلم ووقوفنا الدائم إلى جانب الحق، ومعه يبدأ دور للبنان نتمناه رياديا".

وختم: "أملنا أن ينظر الرب الإله بعين الرأفة على هذه المنطقة وعلى بلدنا، وينشر سلامه في العالم كله، وأن يتعقل المسؤولون عندنا ويضعوا مصلحة لبنان في الطليعة، ويجنبوه أية مصيبة قد تلحق به. ودعوتنا أن نقرأ الكتاب المقدس، ونحفظ وصايا الرب، وألا نكون حرفيين في حفظنا، بل أن تكون لنا أثمار محبة تليق بنا كأبناء حقيقيين لله الذي هو المحبة".